فساد الذمم محمد العزبي

من غير ليه
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com
فساد الذمم

الاتهام هذه المرة خطير لوزير سمعته طيبة. يأتيه من إحدي لجان مجلس الشعب. وعلي لسان عضو من الحزب الحاكم.


يقول الدكتور جمال الزيني وهو رجل مسئول وعضو بمجلس الشعب غير معارض
أو مستفز ان لديه مستندات تدين هيئة "الرقابة علي الصادرات والواردات"
تثبت دخول شحنات أغذية فاسدة لم تعد صالحة للاستخدام الآدمي. ومن بينها
لحوم بيعت للمستهلكين وبيض فاسد استخدم في صناعة الحلويات.. وحدد العضو
مينائي دمياط والإسكندرية منفذا لتسرب الأغذية الفاسدة.

تقدم عدد من النواب يمثلون أغلبية في لجنة الزراعة بمجلس الشعب
وبعضهم من أعضاء الحزب الوطني باتهام لوزير التجارة والصناعة يحملونه
مسئولية تدمير حياة المواطنين لخدمة مجموعة من المستوردين وانتقدوا منع
معمل تحليل المبيدات بوزارة الزراعة من فحص الأغذية. فدخلت البلاد منتجات
ألبان ومأكولات ومكونات أعلاف مستوردة دون فحص وكشف عن احتمال وجود مواد
تسبب السرطان. وهو ما كان يقوم به المعمل لسنوات طويلة.. وإذا كان ذلك
الاشراف لم يمنع التسلل فما بالنا بفتح الأبواب.

يتناول الاتهام أمرا خطيرا - ولو انه يحدث كثيرا - إذ يقول الدكتور
جمال الزيني ان لديه ما يثبت ان السيد اللواء رئيس هيئة الرقابة علي
الصادرات والواردات استبعد عددا من العاملين في الهيئة لرفضهم دخول شحنات
أغذية فاسدة.. فهل حدث فعلا؟ وهل لذلك السبب؟ وهل قام أحد بالتحقيق؟

ما هي الجهات المسئولة عن بوابات الأمان لضمان حياتنا. خاصة وأننا لا
نموت علي الفور وإنما يسري السم بطيئا في أجسادنا. يبقي شهورا أو سنوات لا
نحس بالوحش القاتل الكامن في داخلنا؟

انه فساد الذمم!!


لم يفت الوقت لمواجهته. لو صدقت نوايا الشرفاء. وبدأت مقاومة تيار المنحرفين الجارف من تجار وموظفين وآخرين.


هل يمكن أن يكون الوزير أو غيره مشاركا بإغماض العين أو عدم الاهتمام أو المجاملة؟!


هل فاض الكيل بالناس واستسلموا يائسين؟


لن أسأل أين القوانين وأحكام القضاء. لأنه في البداية تكون الرقابة والاستقامة والدقة والكفاءة لتقديم الادلة لجدية المساءلة.


فماذا لو أننا ذكرنا أسماء من يستوردون السموم. وفضحنا أمرهم. لعلهم لا يعودون لسيئاتهم.


ولقد جاء الدفاع هذه المرة سريعا "علي غير العادة" بكلام جميل
"كالعادة".. فماذا إذن عن الأغذية الفاسدة التي يلمسها المستهلك ويأكلها؟!

واضح انني لا أعرف ماذا أقول فلست علي يقين من كل ما يقال.. لسنا
جميعا علي يقين. فالشكوك تحيط بنا وعدم التصديق بغير حدود. ولم يعد أحد
يبالي بإلقاء الاتهامات كما أن أحدا لا يبالي بالرد عليها.. ونحن نأكل
الحصرم. بل بذور السرطان!