من القاتل؟!محمد العزبي

من غير ليه
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com
من القاتل؟!

ليس "عفريتا" الذي استورد أسماك السرطان الفيتنامية ولماذا لا يكون هناك غيرها من بلاد أخري؟


وليسوا من الجان الذين وافقوا علي الشحنات المسمومة وارتكبوا جرائم قتل للبشر عمدا مع سبق الإصرار؟


كلهم معروفون ومسجلة أسماؤهم وأفعالهم ومع ذلك يبقون مجهولين بل ومكرمين بما كسبوا من مال حرام.


ومع ذلك فانهم وغيرهم ممن سبقوهم وممن يأتون بعدهم لا يقترب منهم
قانون ولا يسألون ولا يتوبون فيعودون من أبواب أخري وبأسماء مختلفة يفعلون
بنا ما يشاءون.

هل يمكن ان تكون كلها أكاذيب أو مبالغات أو كما يقولون عند اللزوم تصفية حسابات بين المتنافسين؟!


فرح الفقراء بأسماك بيضاء مغلفة مستوردة تباع في أرقي المتاجر ويعلن
عنها بأسعار مغرية بل ويقدمها تجار السمك في الأسواق الشعبية بديلا لقطع
"الفيليه" من بلطي أسوان وبنصف الثمن أو أقل.. هذا إذا لم يغشوا الزبون
وباعوها وكأنها من صيد بلادنا بعد تزويقها أو تصنيعها.

وانتشرت ظاهرة السمك المستورد في بلد كله شواطئ أبيض وأحمر وبحيرات
ونيل وناصر وتنوعت ما بين جمبري وسبيط سعودي وإماراتي وصولا إلي "الباسا"
الفيتنامي وما نستورده من الصين.

لم يخامرنا شك فيما نأكل ولم نتصور أنه السم القاتل حتي انكشف
المستور وجاء في تقرير رسمي ان السمك الفيتنامي علي الأقل يعيش في
المستنقعات والمياه الملوثة مما يستلزم معالجته بكميات كبيرة من مواد
كيماوية لقتل الجراثيم أو إخفائها عند تصديرها وأعلن خبراء الهيئة العامة
لتنمية الثروة السمكية أنها مادة "ميلاكابت جريت" المسببة لأورام السرطان.

ماذا بعد..


مثل ما كان قبل؟


يجري تحقيق ويكثر الكلام ومعظمه تشكيك في الاتهام ويمتنع الناس بعض
الوقت عن شراء الأسماك المستوردة أو تختفي كمياتها من "فترينات" العرض
بالسوبر ماركت إلي حين تدبر الأمر.

من النادر أن يدان شخص أو جهة فقد كانت حالة "يوسف عبدالرحمن"
و"راندا الشامي" والمبيدات الزراعية المسرطنة لها ظروف خاصة وعلي أي حال
فقد تم هروبهما دون ان تطبق عليهما العقوبة وسط أسئلة حول تري من ساعدهما
ويساعد غيرهما ومازال هناك من يشكك بعد كل ذلك في حقيقة السرطنة.

ومن المتكرر ان تفوت الحكاية مع انها جريمة.. وألا يعرف أسماء من دبروا واشتركوا فيها مع بشاعتها.


ولم يحدث يوما ان عرفنا المتربصين بنا المتاجرين بأرواحنا المتسترين عليهم.


حسبنا الله ونعم الوكيل.