قرآن وسنة د. عبد الله النجار

قرآن وسنة
د. عبد الله النجار

العلماء ورثة الأنبياء. هذه الكلمات
الثلاثة تمثل جزءاً من حديث صحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم . وهي تفيد
ان كل مشتغل بالعلم وتدريسه. يجب أن يكون خلقه علي مستوي أخلاق الأنبياء.
ليس من جهة انه نبي معصوم. ولكن من جهة الترفع عن الصغائر. وتوطين النفس
علي التصرفات المحترمة التي لا تضعه موضع الشك والتهمة. ولا تنحرف به إلي
مواطن الريب والظنون. ولا يقبل علي جمع المال من وظيفته اقبالاً ينسيه
كرامته أمام طلابه الذين يشعرون باحتقاره عندما يلمسون لديه أدني تصرف يدل
علي أنه يريد التكسب المادي من ورائهم وذلك فضلاً عن النظر إلي تلميذاته
بعيون ذئبية يملؤها الطمع في أنوثتهن أو التحرش بهن. أو استغلال وظيفته
بما لها من تأثير أدبي علي من هم تحت ولايته التعليمية للايقاع بهن في
حبائله ليقتنص منهن متعة جنسية حقيرة. أو مقدمات تلك المتعة مما يراه
المراهقون الصغار علي شاشات السينما. وإذا فعل الأستاذ مثل ذلك يكون قد
خرج علي مقتضي واجبه الوظيفي. وفقد صلاحيته للاستمرار في شرف تدريس العلم
النافع.

أقول ذلك: وأنا أعتصر ألماً مما نشر في جريدة الجمهورية يوم الجمعة
الماضي عن بعض ما يجري في جامعة حلوان من موبقات يشيب من هولها الولدان.
وأقل ما نشر منه لو كان صحيحاً فإنه يستوجب علي رئيس تلك الجامعة أن يخجل
من نفسه إلي يوم يلقي ربه. لقد نشر ان طالبة ادعت علي أحد الأساتذة طمعاً
في أنوثتها. ومطاردته لها بعبارات الغزل عبر الهاتف طالباً منها أن تستجيب
لنزواته. فأبت الطالبة المدعية أن تجاريه في حماقاته لأنها شريفة عفيفة.
وقالت: إنه اضطهدها في مادته ورسَّبها فيها. ورفعت قصتها إلي رئيس الجامعة
فشكل لجنة بمعرفته. وقامت اللجنة بفحص ورقة الطالبة ورفعت درجاتها إلي حد
النجاح وزيادة وتم التحقيق مع الأستاذ وأدين بسبب ما ادعته طالبته
الوقورة. فماذا كانت النتيجة؟. لقد تم تأديب الأستاذ المراهق الذي يطارد
إحدي طالباته بعبارات الغزل في الهاتف. ولما لم تستجب لنزواته تعمد
ترسيبها في مادته. وتم إصلاح ما فعله. بعقوبة قاصمة للظهر ورادعة لأمثاله
من المنحرفين. وهي عقوبة التنبيه. ومعناها في لغة العوام: عيب متعملش كده
تاني. أو ميصحش كده. يا لحسرة التعليم والعلماء والمتعلمات. بأي حق يتم
العبث في ورقة تلك الطالبة من تلك اللجنة الملفقة ورفع درجاتها بمجرد
ادعاء لو صح لأوجب فصل الأستاذ ثم يتم تغيير الدرجة دون موازنة ببقية طلاب
الدفعة. لتأخذ ما ليس لها حق فيه. وليقال بعد ذلك ان الأستاذ قد عوقب
بعقاب لا يقنع عاقلاً بأنه قد فعل ما فعل. وإذا كان ذلك الأستاذ "بصباصاً"
كما نشر. فلماذا لم يتم بتره من الجامعة. وقد تكررت حكايات الإناث
المدعيات علي أساتذتهن مثل ذلك في مرحلة الدكتوراه وغير مرحلة الدكتوراه.
ويتم الاستجابة لإدعاءات الطالبات وينلن المراد وهو النجاح أو الحصول علي
الدرجة العلمية بالادعاء. ان العبث بالدرجات جريمة حتي ولو ادعت طالبة علي
أستاذها ذلك. يجب البحث عن سبب تلك الفحولة. الزائدة في جامعة حلوان. أو
تحديد عدد الطالبات الجميلات اللاتي يقبلن بها كل عام.