متي.. وكيف.. وإلي أين المصير..؟؟بقلم: سمير رجب من الدوحة

غداً مساء جديد
كلها قمم عربية.. لم تملك يوماً..عصا سحرية!!
أصاب عمرو موسي حينما أعلن فور وصوله الدوحة:
كلما طال الوقت.. زادت هوة الخلافات العربية
نعم.. ثمار المصالحة لم تنضج بعد.. ولكن:
متي.. وكيف.. وإلي أين المصير..؟؟
عموماً.. نحن نريد من القمة مجرد "تعاون"
ولا أقول "تضامنا" وإلا ابتلعت العواصف الرملية
البيانات الإنشائية.. والتوصيات النظرية
بقلم: سمير رجب من الدوحة
E-mail:samirragab@eltahrir.net

دعونا نكن واقعين مع أنفسنا بحيث لا نطلب
من القمة العربية المقرر عقدها بالدوحة بعد غد.. الإمساك بعصا سحرية تحل
من خلالها القضية الفلسطينية.. وأزمة السودان.. أو بالأحري مأزق رئيس
السودان.. فجميع القمم السابقة لم تكن تملك تلك العصا.. وإلا كانت مشاكلنا
قد توارت وانتهت. وبالتالي ما ظهرت في الطريق ألغام جديدة يصر مصدروها.
وصانعوها علي تفجير خلافاتنا من الداخل.. لتنعكس علي مواقفنا في الخارج!!

***


من هنا.. فقد أصاب "عمرو موسي" الأمين العام لجامعة الدول العربية
عندما أعلن فور وصوله للدوحة بأنه كلما طال الوقت.. زادت هوة الخلافات
العربية - يعني الأمين العام يحذر من عدم استثمار الجهود الحالية لرأب
الصدع العربي.. لأن إعادة توحيد الصف سوف تساعد تلقائيا علي دعم الموقف
"المشترك".. إزاء أهم القضايا مصيرية..!

نعم.. لقد جرت محاولات للمصالحة أدت إلي فتح نوافذ عديدة في جدار
الخلافات العربية - حسب تعبير عمرو موسي - إلا أن ثمرة هذه الجهود لم تنضج
بعد.. وذلك لن يتأتي إلا ببحث أسباب الخلاف بصراحة. ووضوح. وشجاعة. وحسن
نوايا.. أما حكاية "عفا الله عما سلف" فلن تضر ولا تنفع.. بل ربما كان
ضررها أكثر من نفعها..!

***


استناداً إلي تلك الحقائق.. فلا يمكن القول إذن.. إن الخلافات ستذوب
في الدوحة.. أو أن العرب سوف يلتقون ليعلنوا: لقد أصبح كله "تمام"..!

أبداً.. لن تكون الأمور "تمام".. إلا إذا استشعر الجميع وأيقنوا بأن
الجزء يؤثر في الكل تأثيراً حاسماً. وفاعلاً والعكس صحيح بطبيعة الحال..!

***


علي الجانب المقابل.. نحن لا نريد من قمة الدوحة سوي النزر القليل من
التعاون.. ولا أقول التضامن.. التعاون في سبيل ايجاد حل لهؤلاء القوم
الذين أمضوا ستين عاماً من حياتهم.. يقتلون.. ويقاتلون.. يثنون. ويتوجعون.
ويستغيثون "بالاخوة" الذين شاء حظهم أن يعيشوا في نعيم دائم.. وخير مقيم
دون جدوي..!

نريد فقط تعاوناً عربياً يدرك من خلاله الآخرون.. أن الصبر قد أوشك
علي النفاد.. وأنه لا مجال من الانتظار لكي يحصل الفلسطينيون علي حقوقهم..
ولكي يقيموا دولتهم "المستقلة"..!

طبعاً.. لن تبخل القمة بإصدار البيانات التي تحمل نفس تلك المعاني..
لكن ينبغي أن يكون معروفاً مسبقاً أنها بيانات لن تقدم ولن تؤخر.. إلا إذا
صاحبتها تنبيهات.. أو تحذيرات.. أو حتي تهديدات بأن المبادرة العربية
للسلام - كما ذكر الأمين العام بالأمس - لن تبقي مطروحة طويلاً دون تغيير
واضح في السياسات الإسرائيلية..!

ومع ذلك يظل السؤال:


أي تغيير..؟؟


قطعاً سوف يكون تغييرا إلي الأسوأ بعد تولي بنيامين نتنياهو ورفاقه
مسئولية الحكومة الجديدة.. فماذا يملك العرب لإثناء مثل هؤلاء عن تشددهم.
وتطرفهم..؟؟

إن ذلك لن يكون أبداً.. إلا بتحديد توقيت زمني نعلن عنده.. إسقاط
مبادرة السلام.. وعلي إسرائيل ومن يساندونها البحث عن بديل.. فهل يتوفر
لدي قمة الدوحة الأدوات. والأساليب التي تمكنها من الإفصاح عن مثل هذا
الموقف الذي لابد وأن يكون جديداً * جديد.. في المعني.. والمضمون..
والمبادرة..!!

أنا شخصياً أشك..!


***


ثم.. ثم.. نأتي إلي المأزق الذي وضع فيه رئيس عربي.. وهو الرئيس عمر البشير الذي تشير مصادر القمة إلي إعلان وتأكيد تضامنها معه..!


نعم.. ولكن ما جدوي هذا التضامن بدون آليات محددة.. تجبر المحكمة
الجنائية الدولية. ومدعيها العام. والذين يسيرونها علي تغيير توجهاتهم..؟؟

ها هو أوكامبو يواصل تحديه.. ويحذر البشير من الذهاب بعيداً وإلا تعرض للاعتقال.. فماذا عساها القمة فاعلة..؟؟


أيضاً.. تقول المصادر.. إنها ستدعو مجلس الأمن لتأجيل قرار المحكمة
الجنائية لمدة عام تنفيذاً للمادة "16" من نص ميثاق هذه المحكمة.. مع
التأكيد في صراحة شديدة علي الحصانة التي يتمتع بها رؤساء الدول..!!

كل ذلك علي العين. والرأس.. لكن نعود لنتساءل:


** وما الذي سيجبر مجلس الأمن علي تنفيذ توصياتنا.. أو تلبية رغباتنا..؟؟


صدقوني.. طالما أن الأيادي خاوية.. فلن يستمع إلينا من لا يريدون لهذه
الأمة.. سوي التمزق. والشتات. والتراجع للخلف.. خطوات وخطوات.. كما أن
التجارب الإنسانية علي مدي الزمن الطويل أكدت أن القوة هي التي تسود.
وتتحكم. وتسيطر.. وبغيرها يتساوي "الضعفاء".. ومعروف أن "الضعيف" مجرد
مخلوق هامشي.. "لا يهش ولا ينش"..!

***


إنها رؤية اجتهادية ليست متشائمة.. لكنها أقرب إلي الواقعية.. وبالتالي لا تحملوا قمة الدوحة أكثر مما تستطيع أن تحتمل..!