أهدروا كرامتهم فمن يعيدها لهم؟! محمد فوده

من الواقع
أهدروا كرامتهم فمن يعيدها لهم؟!
محمد فوده

"العناد يوِّلد الكفر".. كما يقولون!!
وعندما تصم الحكومة أو أحد وزرائها أذنيه عن الاستماع إلي الرأي الآخر.
مهما كانت جدية هذا الرأي ومهما كان صدق نية صاحبه. ويتمسك الوزير برأيه
هو فقط حتي ولو كان خطأ. فلا تنتظر شيئاً سوي الفشل والتخبط. خصوصاً إذا
كان الأمر يتعلق بقطاع من أهم القطاعات الذي يتم الاعتماد عليه في النهوض
بمستقبل الوطن وهو التعليم.

عارضنا منذ البداية امتحانات كادر المعلمين... ولم يكن ذلك لمجرد
المعارضة.. بل كنا نود أن تجري هذه الامتحانات بعد الإعداد لها جيداً
بدلاً من الطريقة العشوائية التي تمت بها وأدت إلي مشاكل كثيرة كنا في غني
عنها..

طالبنا بعقد دورات تدريبية للمعلمين قبل الامتحان يتم خلالها إطلاعهم
ولو لمجرد المعرفة علي المواد التي سيمتحنون فيها.. وطريقة الاختبار.. مع
وضع نماذج لهذه الاختبارات بحيث لا يفاجأ المعلم بما لم يكن في حسبانه...
لكن أحداً لم يستمع إلي هذا الرأي. وجاءت الامتحانات صادمة للمعلمين أشاعت
جواً من البلبلة والاضطراب.. وأصبح حالهم كحال من يتوقع أن تأتيه ضربة من
الأمام فيفاجأ بأن الضربة هوت علي رأسه من الخلف!!

دعونا نقرأ معاً ونتدبر ونفهم الاتهامات التي وجهتها لجنة حقوق
الإنسان بمجلس الشعب برئاسة الدكتور إدوار غالي إلي وزارة التربية
والتعليم.. قالت اللجنة : إن الوزارة تسببت في إصابة 300 ألف مدرس بأمراض
نفسية بسبب إعلان رسوبهم في امتحانات الكادر. وهو ما أصابهم بالإحراج أمام
تلاميذهم وباضطراب نفسي بالغ!!

وكما تعودنا في مثل هذه الأمور سيمر تقرير هذه اللجنة المحترمة مرور
الكرام ولن يهتم به أحد مثل تقارير وآراء كثيرة ضرب بها عرض الحائط..
وسيعتبر هذا التقرير كأن لم يكن... ويدخل في دائرة النسيان أو الإهمال!!

الغريب أن رد نجيب خزام مدير المركز القومي للامتحانات علي هذا
الاتهام كان رداً متناقضاً.. ولست أدري كيف يذكر الرجل الشيء ونقيضه في
نفس الوقت وهو غير مدرك لذلك؟!

فلنستمع إليه وهو يلقي بالمسئولية علي المدرسين.. ثم يؤكد أن المشاكل
التي حدثت في الاختبارات جاءت نتيجة احتواء ورقة الإجابة علي ثقافة جديدة
لم يتعود عليها المدرسون!!!

هل معني ذلك يا أستاذ "خزام" أنني يمكن أن أفاجئك بسؤال لم يخطر علي
بالك وليست لديك أية خلفية عنه فلا تستطيع الإجابة. ثم أحمِّلك المسئولية
وأتهمك بما ليس فيك؟!

لقد اعترفت أنت بعد ذلك صراحة أن اختبارات كادر الأزهر لم تحفل بنفس
القدر من المشاكل والشكاوي بعد تدارك كافة الأخطاء السابقة في امتحانات
كادر المعلمين بالتربية والتعليم.

إذن.. من يعيد للراسبين كرامتهم وهم يمثلون ثلث عدد المدرسين في كافة أنحاء مصر؟!