سنة رابعة ابتدائي‏!‏بقلم : مكرم محمد أحمد

من طرف tooooot الأحد مارس 29, 2009 2:17 pm

نقطة نور
بقلم : مكرم محمد أحمد

سنة رابعة ابتدائي‏!‏

إذا
كانت المدرسة منضبطة وتركز اهتمامها علي الانشطة المدرسية‏,‏ التي تري
قدرات التلاميذ ومهاراتهم إلي جوار اهتمامها بالمواد الدراسية تشكل شرطا
ضروريا لنجاح خطة وزير التربية والتعليم د‏.‏ يسري الجمل لإصلاح التنظيم
التعليمي في مصر‏,‏ فإن غياب التجهيزات والإمكانات والأدوات التي تسمح
للتلاميذ بممارسة هذه الانشطة يعني تفريغ ثقة الوزير من مضمونها الحقيقي
خصوصا بعد أن زاد الوزن النسبي للانشطة المدرسية في عملية تقويم التلميذ
إلي حدود تصل الان إلي‏50%‏ وتساوي نسبة تقييمه في المواد الدراسية‏.‏

ولاتقل
أهمية من ذلك ضرورة الاهتمام ومراجعة المناهج الدراسية التي تشكل واحدا من
أهم اسباب تعثر التعليم في مصر وزيادة كلفته الاقتصادية علي الاسرة
المصرية‏,‏ والتي تجد نفسها مضطرة إلي اللجوء إلي المدرسين الخصوصيين ليس
في مرحلة الثانوية وحدها ولكن في المرحلتين الابتدائية والاعدادية وفي
جميع المواد لكي تضمن وصول الابن أو الابنة إلي مرحلة التعليم الجامعي لأن
المناهج الدراسية الراهنة لاتتناسب مع قدرات التلاميذ وهي فوق إمكاناتهم
في استيعاب مادته العلمية‏,‏ فضلا عن طول المناهج وتعقيدها‏,‏

ولست
أعرف ان كان وزير التربية والتعليم قد اطلع علي سبيل المثال علي المناهج
الدراسية لتلاميذ السنة الرابعة الابتدائي التي يتجاوز عمرالتلميذ فيها
أكثر من تسعة اعوام ليري بنفسه حجم التعقيدات والصعوبة والطول التي تتميز
بها مناهج الدراسات الاجتماعية والعلوم واللغة العربية والحساب‏.‏

وهل
يمكن لطفل في التاسعة من عمره أن يدرس تاريخ الاسرات الفرعونية ويستوعب
أسماء وأعمال‏13‏ ملكا فرعونيا بالاضافة إلي دراسته لنظم الحكم والحياة
الدينية والاقتصادية والاجتماعية في حضارة مصر القديمة؟‏!..‏ وهل يستطيع
أن يستوعب في هذه السن المبكرة في مواد العلوم وظائف واعضاء الجهازين
الهضمي والتنفسي‏,‏ إضافة إلي تأثير الضوء علي الخلايا النباتية وهو الذي
لم يتعرف قبل السنة الرابعة علي أي كتاب في العلوم؟‏,‏ وهل يجوز في هذه
السن أن تشمل دراسة اللغة العربية‏15‏ درسا في القراءة‏,‏ غير النحو
والتعبير والنصوص‏,‏ وأن يكون المطلوب منه تحديد مواطن الجمال في قصيدة
النيل لأمير الشعراء أحمد شوقي؟‏!‏

ولست اعرف إن كان الوزير
يعرف‏,‏ كيف تم اختزال الانشطة المدرسية التي تشكل الان‏50‏ في المائة في
نسبة تقويم التلميذ في كتابة ورسم لوحات ولافتات تعلق في الفصول وعلي
جدران المدرسة‏,‏ يكتبها أو يرسمها أولياء الامور أو خطاطون ورسامون
محترفون‏,‏ تدفع الاسرة المصرية اجورهم‏,‏ وكأنه لم يعد كافيا لاستنزافها
ماتنفقه الاسرة علي الدروس الخصوصية‏,‏ وأغرب ما في هذه المأساة الملهاة
التي تدور في حلقة مفرغة وأن المدرسين الخصوصيين كثيرا ما ينصحون تلاميذهم
بالحفظ الاستظهار مادام يتعذر عليهم فهم واستيعاب هذه المواد‏.‏

mmahasabo@yahoo.com