سياسة عربية بقلم : أمين محمد أمين

من طرف **احمد** الأحد مارس 29, 2009 3:55 pm

سياسة عربية
بقلم : أمين محمد أمين

قمة الظرف الخاص جدا

كل
العوامل تشير الي أن القمة العربية ال‏21‏ التي تعقد بقطر غدا الاثنين هي
قمة الظرف الخاص جدا نتيجة للظروف العربية والإقليمية والدولية المحيطة
بها والتي تجعلها قمة مفترق الطرق أمام الكثير من القضايا الساخنة التي
تواجهها والتي طرحت في اجتماعات وزراء الخارجية العرب بالدوحة بعد صلاة
الجمعة أمس الأول لتبادل الآراء والأفكار حول القضايا التي سيتضمنها مشروع
جدول اعمال القمة المفترض الانتهاء من إعداده مساء أمس استعدادا لاستقبال
القادة المشاركين في القمة اليوم الأحد‏.‏

ولعل أولي التحديات
والظروف التي تواجه قمة الدوحة الخلافات العربية العربية والتي لم تحسم
جميعها وستنعكس علي مستوي مشاركة عدد من القادة بالقمة والتي كان آخرها
دعوة صحيفة الشمس الليبية دول المغرب العربي لمقاطعة قمة الدوحة‏,‏ مشيرة
الي أن العرب أصبحوا في عهدة الجامعة العربية وتحت رايتها المهترئة
وأصبحوا عربيين‏:‏ عرب المشرق من الدرجة الأولي وعرب المغرب من الدرجة
الثانية‏.‏

هذه الدعوة للمقاطعة علي الرغم من أنها غير رسمية تزيد
عوامل الانقسام العربي العربي الرسمي والشعبي حول العديد من القضايا
الساخنة والتي بحاجة الي حوار عربي جماعي واضح وصريح يلتزم بنتائجه الجميع
من خلال تصفية جميع الخلافات الموضوعية وليست الشخصية للبحث عن دور أو
زعامة وفي مقدمتها قضية العرب فلسطين التي مازال العرب منقسمين الي فريقين
ما بين دول الاعتدال الداعمة لفتح ودول الممانعة الداعمة لحماس‏.‏

وبين
الاثنين واستمرار خلافات الإخوة الأعداء بفلسطين والتدخلات الإيرانية
والأيادي الخارجية التي تعبث بالقضية الي جانب الغطرسة واللاءات
الإسرائيلية ضاعت القضية المفترضة أن تتصدر البند الأول كما هو معتاد في
جدول أعمال القادة العرب‏.‏

أما السودان بشماله وجنوبه وشرقه وغربه
فهو ينتظر من القمة خطوات عملية من القمة لإنقاذه حتي لا يكون مصيره
الانفصال الي دويلات وماتبعه من انقسامات تنعكس علي العديد من دول
المنطقة‏.‏

وما بين الغزل الأمريكي الإيراني وتداعيات الأزمة
المالية العالمية السلبية وملء الفراغ العربي بالعراق بعد انسحاب القوات
الأمريكية والقرصنة بالصومال‏..‏ الخ قضايا سياسية ساخنة بالغة الخطورة
أمام القمة والنجاح فيها مرتبط بقاعدة المصالحة العربية الشاملة النابعة
من حسن النوايا والإرادة الصادقة‏.‏

أمام ذلك هل تنجح قمة الدوحة
في مواجهة قضايا الظرف الخاص أم ستكون مثل غيرها من القمم تستعرض جدول
أعمالها ببنوده ال‏28‏ ولا تخرج بقرارات حاسمة ولا تنفذ؟