في محاضرة بلا معني لرئيس وزراء قطر: كلام غريب..وتفسيرات أغرب عن إيران وحماس..وعلاقات الدول خالد إمام

في محاضرة بلا معني لرئيس وزراء قطر:
كلام غريب..وتفسيرات أغرب
عن إيران وحماس..وعلاقات الدول
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

تصريح غريب أدلي به أمس الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر.. لا طعم له ولا لون ولا رائحة.


قال في مؤتمر صحفي مشترك مع عمرو موسي أمين عام الجامعة العربية في
ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب بالدوحة إن قطر لا تأخذ إذناً من أحد
لعلاقتها بإيران أو أي دولة أخري.. كما أنها لا تعطي موافقة لأي دولة لكي
تكون لها علاقات أو لا تكون بغيرها من الدول.. وأن العلاقات بين الدول
تتخذ مع ما يتناسب ومواقفها ومصالحها.

وحول الغياب المتوقع لحماس وإيران عن المشاركة في قمة الدوحة التي
تبدأ غداً.. قال في محاضرته التي خرجت بلا معني: "احنا تبنا".. لم نوجه
الدعوة لحماس أو الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لأن هذه الدعوة حجة يتذرع بها
الكثيرون حتي لا يحضروا القمة.

* * *


وجه الغرابة في التصريح.. أن الجزء الأول منه أطلق بلا داع.. ولم يضف جديداً.. بل يقرر حقائق يعلمها ويؤمن بها الجميع.


هل وجه أحد اللوم إلي قطر لأن لها علاقات مع إيران؟ أو طلب منها ضرورة الحصول علي إذن مسبق بذلك؟


بطبيعة الحال لم يحدث ذلك أبداً.. فإيران لها علاقات دبلوماسية كاملة
مع معظم دول العالم بوجه عام ومع دول الخليج العربية الست ومع العراق
وسوريا ولبنان وغيرها.. وكلها لم يوجه أحد لها أي لوم أو عتاب بسبب هذه
العلاقات أو طلب من تلك الدول أن تستأذن أحداً لإقامة العلاقات أو عدم
إقامتها.

من حق قطر أو غيرها أن تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع أي دولة وفق
ما يتناسب ومصالحها.. بغض النظر عن أن إقامة هذه العلاقات قد تغضب أطرافاً
أخري.

ثم إن علاقات قطر مع إيران قديمة وليست مستحدثة لكي يتم الحديث عنها
أو إثارتها في مؤتمر صحفي.. فما الجديد الذي طرأ وجعلها قضية حالة ذات
أهمية؟

إن ما قد يغضب بعض الدول أن يتم تسييس هذه العلاقة أو غيرها لتحقيق أهداف تضر أبلغ الضرر بأطراف أخري أو قضايا مصيرية للأمة.


* * *


أما القول بأن دعوة حماس أو الرئيس الإيراني كانت بمثابة حجة للكثيرين لعدم حضور القمة.. فإن في ذلك "جليطة وقلة ذوق".


القادة الكبار لا يتحججون ولا يتذرعون.. إنما يتخذون مواقفهم وفق رؤية سليمة ومدروسة.. سواء في المشاركة بالقمة أو عدم المشاركة.


أما دعوة حماس والرئيس الإيراني لحضور القمة فإن فيها كلاماً محدداً ومنطقياً.


حماس "فَصيل" من الفصائل الفلسطينية الكثيرة لا تعبر إلا عن نفسها
وبالتالي لا تمثل الشعب الفلسطيني.. فعلي أي أساس تشارك في قمة عربية
يحضرها زعماء ووفود تمثل دولاً وشعوباً؟

الذي يمثل شعب فلسطين هو رئيس السلطة الوطنية أو من ينيبه ووفد مفوض
من هذه السلطة.. أما غير ذلك فإنه تهريج وتلاعب يؤدي إلي زيادة الانشقاق
في وقت نسعي جميعًا إلي رأب الصدع ولم الشمل والتصالح.

من هنا.. فلايجوز أبدًا توجيه الدعوة إلي أي فصيل من الفصائل سواء حماس أو فتح أو الجهاد أو غيرها.


وإيران دولة غير عربية بل إحدي القوي الإقليمية التي لها أطماع في كل
الوطن العربي وتسعي إلي تحقيق أجندتها الفارسية وإلي التغلغل والهيمنة
والسيطرة.. كما أنها دولة احتلال حيث تحتل ثلاث جزر إماراتية وتطمع في
مملكة البحرين.. وبالتالي فإن دعوتها لحضور القمة العربية فيها استفزاز
لكل الدول العربية بوجه عام وللإمارات والبحرين علي وجه الخصوص.

ثم ان القمة ستناقش قضايا عربية خالصة.. فبأي حق تشارك دولة أجنبية في المناقشات أو حتي تطلع عليها؟


إذن.. الموضوع ليس "حجة" أو أي من مفرداتها.. بل موقف يستند إلي منطق وأصول.


ومادامت لاحماس ولا إيران ستشاركان في قمة الدوحة غدًا.. فإن اعتذار
بعض القادة عن عدم الحضور له حتما أسباب أخري قد لايكون من اللائق أو
المفيد الآن الكشف عنها أو التطرق إليها.

ربما يتم الحديث عن هذه الأسباب لاحقًا.. بعد انتهاء القمة حتي
لايساء الفهم أو تصدر اتهامات باطلة بالتسبب في فشل القمة إذا لاقدر الله
وفشلت.

***


دعونا لانستبق الأحداث.. أو نقفز فوق النتائج.. ولنترك الفرصة أمام
القمة العربية للتوصل إلي حلول للقضايا الشائكة خاصة فيما يتعلق بقرار
المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير.

أما المصالحة.. فيجب "ركنها" جانبًا الآن.. ولنا معها عودة.. خلال الأيام القادمة.


وليت الشيخ حمد بن جاسم شيخ مشايخ الطرق القطرية يزن كلامه قبل أن ينطق به.