من الواقع محمد فوده

من الواقع
محمد فوده

عبرت الدبلوماسية المصرية علي لسان
السفير هشام بدر مندوبنا الدائم لدي الأمم المتحدة بجنيف عن موقف مصر
القوي في ادانتها للجريمة البشعة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة قبل نحو
ثلاثة اشهر.

كان السفير في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة
حاداً وحاسماً في إدانة هذه الجريمة مستشهداً بما جاء في تقرير ريتشارد
فولك المقرر للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة.

تقرير حول نقل صورة مروعة لما حدث في القطاع ضد المدنيين حيث اكد
قيام القوات الإسرائيلية بقصف الاحياء السكنية بطريقة عشوائية بأسلحة
محرمة دولياً مما أدي إلي سقوط 7 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح بينهم آلاف
من النساء والاطفال وتدمير 21 ألف منزل وتشريد أكثر من 51 ألف فلسطيني!!

واعتبر التقرير هذا العمل جريمة حرب ارتكبت علي أوسع نطاق ممكن وفقا للقانون الدولي.


استنكر السفير هشام بدر أن تقع هذه الجريمة علي مسمع ومرأي من العالم
المتحضر. ورغم ذلك لا يتحرك هذا العالم لردع الجلاد عن المضي في عدوانه..
بل الذي يحدث هو العكس فإن هذا العالم المتحضر يتطوع دائما باعطاء الضحايا
دروسا في ضرورة الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان باعتبارها بوابة المرور لهذا
العالم المتحضر.

السفير هشام بدر اكد علي حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال مادامت
اسرائيل مستمرة في انكار حقهم في تقرير المصير. واتهم اطرافا دولية بعرقلة
قيام لجنة لتقصي حقائق هذا العدوان رغم مرور أكثر من شهرين علي اعتماد
قرار ايفاد اللجنة املا في أن يؤدي تأخيرها إلي ضياع معالم وأدلة الجريمة
الإسرائيلية.

لكنه صمم علي ضرورة قيام اللجنة بمهمتها لتقصي حقيقة هذه المذابح
المروعة مؤكدا ان الحقيقة سوف تظهر مهما طالت المدة لأن الزمن لا يغير
الحقيقة ولأن هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم.

هذا هو موقف مصر الواضح والصريح والذي يرد علي المشككين الذين يجيدون
الكلام فقط.. فمصر علي مدي تاريخها تعيش في قلب القضية الفلسطينية عملا لا
قولا وهي تتصرف بالحكمة لا بالانفعال وبالتحرك علي أرض الواقع لا بالضجيج
الاعلامي.

ولعلنا نتذكر موقف الدكتور احمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب في اجتماع
برلمانات الشرق الأوسط عندما رد علي رئيس الوفد الإسرائيلي بقوله: إن
مكانكم ليس في هذا الاجتماع وانما في محكمة مجرمي الحرب.

السياسة المصرية بالنسبة للقضية الفلسطينية تسير في خط مستقيم واضح الهدف ولا تحتاج شهادة من أحد.