الخلافات عميقة..وللمصالحة شروط بقلم:خالد إمام

.وماذا بعد؟!
الخلافات عميقة..وللمصالحة شروط
بقلم:خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

الخلاف بيننا وبين قطر - في رأيي - خلاف
عميق.. لأن أسبابه تمس ثوابت لا يختلف عليها اثنان. وسيادة وأمن قومي
ومصالح أكبر دولة عربية.

مع ذلك فإننا لسنا أبداً أعداء لقطر ونعلم أن الخلافات حتي وإن كانت
عميقة يمكن حلها إذا استوفي الحل الشروط والتعهدات والالتزامات الواجبة.


***



نحن لا نتدخل مطلقاً في شئون قطر الداخلية. ولا نفرض عليها
رأياً ولا موقفاً.. بالضبط كما نرفض أن تتدخل هي في شئوننا أو تحاول فرض
رأي أو موقف علينا.

لن نتعرض لمرض الشيزوفرينيا الذي أصابها وجعلها تتحالف سراً أو جهراً مع إسرائيل وحماس وتدعمهما معاً في ازدواجية فريدة من نوعها.


.. ولن نعايرها علي تحويل نصف الإمارة الصغيرة أصلاً إلي قواعد
أمريكية تنطلق منها المقاتلات لضرب أي أهداف وتشكل تهديداً مباشراً لجميع
الدول العربية والإسلامية.

.. ولن ننظر - مجرد النظر - إلي علاقاتها المشبوهة بإيران التي تحتل
جزءاً من دولة عربية جارة لها وعضو بمجلس التعاون الخليجي الذي تنتمي هي
أيضاً إليه.

كل هذا شأن خاص بها.. تقدم عليه أو تمتنع عنه كيفما تشاء.. ولها كامل الحرية فيه.. بلا تعليق منا أو تعقيب.


لكن أن تدعو إيران مثلاً إلي قمة عربية.. فهذا ليس من حقها.


أو أن توجه الدعوة لفصيل معين من الفصائل الفلسطينية ليمثل كل
الفلسطينيين مع ما في ذلك من نسف أو تجاهل لمرجعيات وزيادة في الانشقاق..
فمن حقنا أن نقول لها لا.. وألف لا.

أو أن تدفع بالمظاهرات لتجوب ال "كام" شارع التي تتكون منها قطر لتهاجم مصر وتتطاول علي قياداتها.. فهذا مرفوض.


أو أن "تطلق" قناة الجزيرة للسب والتطاول والتجريح في كل ما هو مصري.. فهذا خروج عن الأدب لابد أن تحاسب عليه.


ثم بعد ذلك يقولون "مصالحة"؟.. من حظهم أن هذه الجريدة "قومية".. وإلا ما كان يكفي قاموس الشتائم كله.



***



لقد طلبت قطر هذه المصالحة خلال قمة الكويت الاقتصادية..
استجبنا للفكرة وانتظرنا لنري ما يتبع ذلك.. إلا أن قطر لم تتجاوب مع شروط
هذه المصالحة بل جعلت أذناً من طين وأخري من عجين علي ما فات.. ثم تمادت
وعقدت تحالفات جديدة مع إيران ضد مصر والعرب.

المصالحة ليست أبداً أن يتجمع الفرقاء للتصوير أمام الكاميرات مع ما يصحب ذلك من ابتسامات زائفة وسلامات باردة.


للمصالحة الحقيقية شروط وتعهدات والتزامات تقوم علي الاحترام المتبادل
وعدم التدخل في شئون الآخرين أو محاولة المساس بهم في توجهاتهم وقضاياهم.

وأن يسبق المصالحة حوار يتطرق إلي كافة وجهات النظر بنية صادقة.


وأن تستند المصالحة إلي إرادة والتزام بالثوابت وإعلاء للمصالح العربية وعدم قبول تدخل أي قوي غير عربية في الشأن العربي.


وأولاً وأخيراً.. أن تكون نقطة البداية هي الاعتراف بأي خطأ يكون قد حدث والتعهد بعدم تكراره.


والسؤال: هل حققت قطر شروط المصالحة وتعهداتها والتزاماتها؟


لا.. فعلام يطلبون المصالحة ويلوموننا علي مستوي تمثيلنا في قمة الدوحة؟


كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.