ديمقراطية إسرائيل القاتلة‏..!‏بقلم : محمد السعدني

من طرف تامر الإثنين مارس 30, 2009 3:57 pm

نقطة الملتقي
بقلم : محمد السعدني

ديمقراطية إسرائيل القاتلة‏..!‏

ليس
كل ما تأتي به الانتخابات يصبح شرعيا لمجرد أن غالبية الناس قد توافقوا
عليه‏..‏ هكذا علمتنا الديمقراطية الامريكية والغربية التي رفضت التعامل
مع حركة حماس الفائزة في الانتخابات التشريعية‏,‏ وذلك بغض النظر عن
موقفنا نحن الرافض لممارسات حماس السياسية وفي مفهومها المغلوط للمقاومة
وعدم اعترافها بشرعية اتفاق أوسلو‏..‏ وهكذا أيضا يعادي الغرب الحكم
الشرعي في زيمبابوي لمجرد أنه فقط يحاول إعادة الأرض الزراعية إلي أصحابها
الأصليين بعد ان احتكرها المستوطنون الأوروبيون‏.‏

وإذا كان الأمر
هكذا فلماذا يكون ضروريا علي العالم وعلي الولايات المتحدة وعلي العرب
وعلي مصر تحديدا أن تتعامل مع حكومة إسرائيلية متطرفة مجنونة يقودها أناس
لا يعترفون أصلا بالحل السلمي للصراع العربي ـ الإسرائيلي ولا بحل
الدولتين ولا بأي حقوق للفلسطينيين بل ويسعون إلي تهجير عرقي لعرب‏48‏
الفلسطينيين الذين تمكنوا من الصمود وعاشوا كمواطنين من الدرجة الثالثة
يحملون الجنسية الإسرائيلية ويحافظون علي هويتهم الفلسطينية‏,‏ حكومة
برئاسة بنيامين نيتانياهو ويحمل حقيبة شئونها الخارجية رجل مثل أفيجدور
ليبرمان الذي يريد ضرب السد العالي بالقنابل النووية والذي أهان كل العرب
بأوصاف عنصرية بغيضة‏,‏ كيف يمكن أن نتعامل معها وعلي أساس وبأي صيغة؟

هل سنجلس معها ونحاول اقناعها بجدوي السلام وفوائده ومحاسنه وعيونه الزرقاء؟‏..‏

الرئيس
الأمريكي باراك أوباما كان سريعا في رد فعله‏,‏ مؤكدا أن التعامل سيكون
صعبا مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة مبديا عدم ارتياحه إليها ومذكرا
إياها بأنه لا سبيل من الهروب من حل الدولتين‏.‏

وإذا كان
الفلسطينيون قد عوقبوا جماعيا بسبب اختيارهم لحماس‏..‏ فعلي الشعب
الإسرائيلي أن يكون مستعدا لسداد الفواتير الباهظة لاختياره هذا التحالف
الشيطاني الذي اختاروه ليدمر كل إمكانية حقيقية للسلام‏..‏ ويجب ألا ننتظر
الإشارة الخضراء من واشنطن للبدء في النظر إلي الإجراءات الواجب علي العرب
اتباعها حتي يشعروا هذه الحكومة المتهورة بأن عواقب وخيمة في انتظارها إن
هي عرقلت مسيرة السلام أو أهانت الرموز العربية‏.‏

كان من المفترض
أن تبدأ حملات عربية مكثفة ضد هذه الحكومة العنصرية العدوانية الرافضة
للسلام‏,‏ وبدلا من ذلك فوجئنا بمن يقول إن مصر لا تتدخل في الشئون
الداخلية الإسرائيلية‏,‏ متناسيا أن إعاقة عملية السلام والتهديد بإشعال
المنطقة ليس مجرد شأن إسرائيلي داخلي‏..‏

وعلي مصر والعرب أن
يثبتوا أنهم قادرون علي المبادرة بما يوجع إسرائيل‏,‏ ويجب ألا تظل أيدينا
ممدودة بالسلام إلي مالا نهاية دون أن تجد من يتلقفها بالتحية الواجبة‏.‏

mesadany@Yahoo.com