نقطة نور بقلم : مكرم محمد أحمد

من طرف koko الثلاثاء مارس 31, 2009 2:03 pm

نقطة نور
بقلم : مكرم محمد أحمد

الكرة في الملعب القطري

هل
يمكن لدولة عربية قائدة مثل مصر‏,‏ تشكو من غياب التضامن‏,‏ وتعثر مسيرة
العمل العربي المشترك‏,‏ وتدعو إلي تحقيق المصالحة العربية أن تمتنع
قيادتها السياسية عن حضور قمة الدوحة التي اختارت أن تجعل المصالحة عنوانا
لها؟‏!‏

هذا ما يردده كثير من العرب والقطريين‏,‏ يحسون أن غياب
الرئيس مبارك عن قمة الدوحة‏,‏ رغم الحضور العربي القوي الذي شمل الرئيس
البشير‏,‏ ورغم وجود العاهل السعودي الملك عبدالله والعقيد الليبي معمر
القذافي معا لأول مرة منذ خلافهما العلني قبل عدة سنوات قد بدد الكثير من
بهجة انعقاد القمة‏,‏ وفوت فرصة ثمينة لحضور عربي شامل‏,‏ يؤكد قدرة العرب
علي استعادة تضامنهم‏,‏ خصوصا أن قطر التزمت عدم دعوة الرئيس الإيراني
أحمدي نجاد نزولا علي إرادة معظم الدول العربية التي اعتبرت دعوة الرئيس
الإيراني إلي حضور أي قمة عربية أمرا يدخل في نطاق مسئولية القمة لا ينبغي
أن تنفرد بها الدولة المضيفة‏,‏ كما امتنعت عن دعوة جماعة حماس للحضور إلي
القمة‏,‏ كما كانت تخطط إحتراما لشرعية الرئيس الفلسطيني محمود عباس ارضاء
لمصر‏.‏

وإذا كان العاهل السعودي يأمل حضوره قمة الدوحة أن تكون
بداية صفحة جديدة في العلاقات العربية‏,‏ وعفا الله عما سلف‏,‏ فلماذا
يأخذ الرئيس مبارك موقفا أكثر تشددا وقد كان الاثنان علي موقف واحد؟‏!,‏
ولماذا يصر علي شروط مسبقة للمصالحة؟

وما من إجابة صادقة لهذه
التساؤلات تستطيع أن تتجاهل أن القاهرة رغم رغبتها الشديدة في نجاح قمة
الدوحة وحرصها علي تحقيق المصالحة العربية‏,‏ لا تستطيع نسيان ما حدث لها
من بعض أشقائها العرب وبينهم قطر‏,‏ الذين أخطأوا في حق مصر إلي حد
اتهامها بالتواطؤ علي حقوق الفلسطينيين في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الوحشي
علي غزة‏,‏ وسخروا امكاناتهم المادية والإعلامية لشن حملة دعائية ظالمة
علي مصر‏,‏ استهدفت تأليب الشارعين العربي والمصري علي الحكم في مصر‏,‏
ولم يراعوا الظروف الاستراتيجية التي تجعل أمن قطاع غزة جزءا من الأمن
الوطني المصري‏,‏ لا تستطيع مصر أن تسمح لأحد بالعبث داخله‏,‏ وتجاوزوا
حدود اللياقةفي تطاولهم وتجريحهم للموقف المصري‏!‏

وما من شك في أن
عزوف الرئيس مبارك عن المجيء للدوحة يمثل رسالة غضب يصعب نسيانه أو محوه
بمجرد حضور المؤتمر وتبويس اللحي أو اللقاء بالأحضان أو المصافحة تحت
أضواء عدسات التصوير‏,‏ إن كان المطلوب فتح صفحة جديدة تقوم علي الثقة
المتبادلة‏..,‏ وليس غير المكاشفة الصريحة التي تضع الأمور في نصابها
الصحيح‏,‏ وتلزم كل طرف حدود مسئوليته‏,‏ وتحترم ضرورات أمن كل دولة‏,‏
وتنبذ التطاول والاجتراء‏,‏ وترعي حقوق من يعملون وتحول دون التدخل في
شئون الآخرين سبيلا صحيحا لتجاوز أخطاء المرحلة السابقة‏.‏

وأظن أن
الكرة الآن في الملعب القطري بعد أن تولت قطر رئاسة القمة‏,‏ تستطيع ان
أرادت‏,‏ أن تستثمر عام رئاستها في جهد حقيقي للمصالحة‏,‏ يجتث جذور
الخلافات القطرية المصرية‏,‏ وتستطيع الإبقاء علي الأوضاع كما هي‏,‏ كما
حدث في رئاسة القمة السابقة‏!‏

mmahasabo@yahoo.com