أحوال عربية بقلم : فرحـات حسـام الدين

من طرف لميس الثلاثاء مارس 31, 2009 2:43 pm

أحوال عربية
بقلم : فرحـات حسـام الدين

قابل للتكرار‏!‏

سقط
ميخائيل جورباتشوف آخر رؤساء الاتحاد السوفيتي السابق الذي وضع نهاية
النظام الشيوعي في بلاده‏,‏ فبعد أن أقنعته واشنطن بضرورة إحداث تقارب مع
أمريكا والغرب والانفتاح علي العالم‏,‏ طبق جورباتشوف سياسات لاسترضاء
أمريكا‏,‏ فكانت النتيجة هي انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور نظام القطب
الأوحد الذي أصبحت أمريكا بمقتضاه القوة الوحيدة‏,‏ وعلي الدول أو القادة
إما التمرد عليها أو الانصياع لهيمنتها‏.‏

وهذا هو شاه إيران رضا
بهلوي الذي كان حليفا لأمريكا‏,‏ إلا أنها رفضت استقباله بعد أن أطاحت به
ثورة الخميني‏,‏ وقد استقبله الرئيس أنور السادات واستضافه حتي دفن في مصر
انطلاقا من موقف إنساني‏,‏ لايزال الشعب الإيراني يقدره لمصر والسادات‏.‏

وهناك
رئيس بنما الأسبق مانويل نورييجا الذي اختطفته قوة أمريكية ورحلته إلي
واشنطن حيث أودع السجن‏,‏ ولم يشفع له اعترافه بأنه كان خلال رئاسته عميلا
مخلصا للمخابرات الأمريكية‏.‏

أما إدوارد شيفرنادزة رئيس جورجيا
الأسبق الذي اعترف بأنه لعب دورا أساسيا في تفكيك الاتحاد السوفيتي السابق
لمصلحة واشنطن عندما كان وزيرا لخارجيته‏,‏ كما نفذ كل مطالبها خلال
رئاسته لجورجيا‏,‏ وبالرغم من ذلك كله سارعت واشنطن‏,‏ بالاعتراف بحكومة
الانقلاب عليه‏.‏

كما فعلت أمريكا الشيء نفسه مع إسلام كريموف رئيس
أوزبكستان ولم تقدر واشنطن سماحه‏,‏ بإنشاء قاعدة أمريكية جوية في بلاده
انطلقت منها الطائرات إلي أفغانستان لمواجهة إرهاب القاعدة‏,‏ حيث دعمت
الانتفاضة ضده‏.‏

وبالطبع لن يكون صدام حسين آخر من غدرت بهم
أمريكا وأذلتهم من القادة‏,‏ فقد دفعته واشنطن لحرب طهران لإضعاف إيران
والعراق لمصلحة أمريكا‏,‏ كما أعطته أمريكا الضوء الأخضر لغزو الكويت ثم
شنت واشنطن حربها علي العراق بدعاوي باطلة لاحتلاله واستنزاف ثرواته
وإذلال صدام ومحاكمته وإعدامه‏,‏ فنتج عن ذلك كله الوجود الأمريكي الدائم
بالمنطقة‏.‏

ومن يتتبع سقوط هؤلاء الزعماء والقادة من حلفاء أمريكا
ومن حاولوا الاستقواء بها أو التقرب إليها علي حساب شعوبهم‏,‏ وتخليها
عنهم فجأة‏,‏ خدمة لمصالحها أولا‏,‏ سواء كان الرئيس الأمريكي من الحزب
الديمقراطي الذي يتخذ الحمار شعارا له‏,‏ أو الحزب الجمهوري صاحب شعار
الفيل‏,‏ سوف يلحظ أن سقوط هؤلاء القادة الذين ذكرتهم علي سبيل المثال لا
الحصر‏,‏ قد تكرر لأكثر من قائد في أكثر من دولة‏,‏ كما أنه قابل للتكرار
بإرادة أمريكا وتحقيقا لمصالحها‏,‏ وهو أمر جدير بالدراسة والبحث
والانتباه من قبل القادة العرب للخروج منه بالدروس المستفادة‏.‏