قرآن وسنة د. عبد الله النجار

قرآن وسنة
د. عبد الله النجار

تصريحات "أوكامبو" المدعي العام لمحكمة
الجنايات الدولية ضد البشير تفتقد إلي الحكمة والصواب وتدل علي أنه شخص
أهوج جاهل لا يصلح لتولي المنصب الذي يشغله لقد ارتسمت تلك التصريحات
بالتحيز والبعد عن التجرد والموضوعية وهي الصفات التي إذا افتقدها شخص
فإنه يفقد صلاحيته لتولي أي عمل قضائي حتي ولو كان ذلك العمل من أعمال
الإدعاء العام كتلك التي يشغلها مدعي محكمة الجنايات الدولية لقد اجهد ذلك
الرجل نفسه في ابتكار طريقة يخرج بها قراره علي نحو مهين ليس للرئيس
البشير وحده أو لشعبه أو لدولته التي استهدفها بهذا القرار بل للأمة
العربية والإسلامية كلها فبالغ في إيجاد جو مفعم بالتشويق ليصدر فيه قراره
ومن ثم راح يسرب أخباراً لوكالات الأنباء العالمية وعدد من الصحف الكبيرة
عن إصدار نبأ اعتقال البشير. ثم تأجل صدور القرار ويسكت ثم يعيد كرة
التشويق مرة ثانية وثالثة فيعلن عن قرب صدور القرار ثم تجديد موعد لاصداره
ثم يسكت وكأن القرار قد تم العدول عنه وليوحي للعالم انه لن يصدر فلما
هدأت الأعصاب وسكن غضب السودانيين والعرب إذ به يعلن عن قراره البذيء في
مؤتمر صحفي شاركه فيه بعض النسوة بما يشبه العمل الدرامي الذي اتقن إخراجه
فهاج الشعب السوداني وماج ولقي القرار ما يستحقه من أقوال الرئيس البشير
وأفعاله التي عبر عن سخريته منه واستهانته به وبمن أصدره وبتلك المحكمة
الدولية التي تريد أن تفرض الذل والخنوع علي الدول الضعيفة لصالح القوي
الاستعمارية باسم العدالة وتحكيم القانون وردع الظالمين وهي الشعارات التي
أصبحت مفضوحة ولا يخالفها إلا أولئك الذين يرددونها.

وكان من الواجب علي "أوكامبو" بعد ان اصدر قراره ان يلوذ بالصمت وان
يترك للجهات التنفيذية الأخري أعمال شئونها ان كان بمقدورها ان تفعل شيئاً
تجاه رئيس دولة يمارس سلطاته الدستورية ويقود شعباً ودولة لكنه لم يتحمل
الصمت حين وجد استخفافاً من البشير بقراره واستهانة بشخص هذا المدعي الذي
تجاوز حدود اختصاصه فنصب نفسه حاكماً لرؤساء العالم بل ووصل به الاستخفاف
بعقول الناس حداً جعله يتصور هؤلاء الرؤساء من المجرمين وينصب من نفسه
مؤدبا لهم وهو موقف يدفع من يضع فيه نفسه إلي مستشفي الأمراض العقلية فراح
يرد علي البشير بتصريحات مقابلة لما يصفه به من نداءات وقد حملت تصريحات
المدعي "أوكامبو" أسلوباً سافراً من التهديد للبشير وتوعده بالقبض عليه ان
خرج من بلاده فلما تحداه البشير وسافر إلي عدة دول خارج بلاده لم يسكت بل
راح يستفزه بأنه لن يستطيع ان يسافر بعيداً عن بلده وها هو ذا البشير
يسافر إلي الدوحة ويعود لبلده رغم تهديدات أوكامبو..

ان رجل القضاء يجب أن يكون موضوعياً ومحايداً وهادئاً ولا يستهدف
بقراره الانتقام أو التشفي أو التهديد وذلك ما يدعو إليه الإسلام وأوكامبو
لم يلتزم بذلك ولهذا يجب عزله علي وجه السرعة.