أربعة فائزين مصريين بالجوائز الإماراتية بقلم : سامح كريم

من طرف صفاء الأربعاء أبريل 01, 2009 11:08 am

أربعة فائزين مصريين بالجوائز الإماراتية
بقلم : سامح كريم

فاز
أربعة مصريون بجائزة الشيخ زايد الثقافية من ست جوائز للعرب‏,‏ وجائزة
لمستشرق إسباني‏,‏ والفائزون المصريون هم‏:‏ جمال الغيطاني‏(‏ في
الأدب‏),‏ والدكتور سعد عبدالعزيز مصلوح‏(‏ للترجمة‏),‏ ود‏.‏ ماهر
عبدالحليم راضي‏(‏ للفن‏),‏ ومحمد رشاد‏(‏ للنشر‏),‏ والحق أن المصريين
الثلاثة الفائزين في مجالات الأدب والترجمة والفن‏,‏ تصدق عليهم كلمة أمين
عام الجائزة الشيخ حامد بن زايد آل نهيان حيث قال‏:‏ إن الجائزة محاولة
لتكريم القابضين علي جمر الكتابة في العالم العربي‏,‏ متحدين صعوباتها‏,‏
عابرين فوق أشواكها‏,‏ حالمين بصنع غد أكثر رقيا وأكثر انسانية‏,‏ وأخص
بالذكر ابن جيلي ومهنتي الأديب والكاتب الصحفي جمال الغيطاني الذي أعرفه
قد عاش يوم الصحافة والأدب الطويل‏,‏ متجرعا كأسهما‏:‏ الحلو ـ المرير‏,‏
متكبدا في سبيلهما المتاعب وأي متاعب؟ هي متاعب من تعمل لهم ومعهم
وبينهم‏,‏

ويستوقفنا أيضا الفائز عن فرع شخصية العام المستشرق
الإسباني بيدرو مونتابث الذي التقيته بالقاهرة ومدريد مرارا‏,‏ فأدركت أنه
ينادي بإحياء الحضارة الأندلسية كجسر بين الشرق العربي‏,‏ والغرب
الأوروبي‏,‏ يوم كانت بلاده الأندلس في العصر الوسيط‏,‏ إسبانيا الآن‏,‏
مكانا لعملية الاخصاب الفكري بين العقل العربي البالغ كمال تطوره‏,‏ وبين
العقل الأوروبي وهو بسبيل يقظته وتلمس طريقه‏,‏ فكان للفكر العربي دور
واسع المدي‏,‏ عميق الأثر‏,‏ شمل العلوم‏,‏ كما شمل الصناعات ولم يقتصر
علي الفلسفة والعلوم‏,‏ بل امتد كذلك الي الأدب‏:‏ الشعر منه والقصة‏,‏
والي الفن المعمار منه والموسيقي‏.‏

كما نتوقف قليلا عند الناشر
محمد رشاد لتفرده وتميزه بالفوز بجائزة النشر كأول جائزة كبري توجه لناشر
في العالم العربي كما قال الأمين العام عن تبريرات منحه الجائزة
مستطردا‏:‏ لاستيعابها الشروط والمواصفات الخاصة بالنشر من ناحية انتاجها
كما وكيفا‏,‏ وحفاظها علي حقوق الملكية الفكرية‏,‏ وعنايتها بدوائر
المعارف والموسوعات المتخصصة‏,‏ واهتمامها بالكتب المؤلفة والمترجمة‏,‏
هذا الاستحقاق بالتميز لهذا الناشر الذي أعلنته أمانة الجائزة سبقه مثيل
منذ عدة شهور متجسدا في آراء اثنين وأربعين مثقفا مصريا يوم تكريمه
بالمجلس الأعلي للثقافة‏..‏ وعلي هامش هذه التقارير والآراء أقول إنني
عرفت محمد رشاد زميلا بالمجلس الأعلي للثقافة منذ قرابة الاثني عشر
عاما‏,‏ فلمست فيه نموذجا للناشر المثقف‏,‏ حيث أصبحت هذه المهنة بمصر
تعتمد علي العلم والثقافة‏,‏ فيها أستاذ الجامعة والطبيب والمهندس
والمحاسب والأديب بعد أن كانت مهنة مقصورة علي الفهلوي الذي يأكلها
والعة‏.‏

لقد أصبح الناشر المصري يستشعر متاعب المؤلف‏,‏ ويعترف
بفضله في صناعة الكتاب ويعتبر نفسه وسيطا ثقافيا بين المؤلف وبين
القارئ‏..‏ وهكذا كان محمد رشاد في مصداقيته والتزامه وشفافيته أشبه بالخط
المستقيم الذي يغنيك عن خطوط كثيرة في سماء العلاقات الإنسانية‏,‏ خطوط
تمتد حينا‏,‏ وتتعرج أحيانا‏,‏ وتلتف هنا‏,‏ وتدور هناك‏..‏ فلا يخرج عن
حدود مهنة النشر‏,‏ ولا يطمع أو يتطلع الي غيرها من المهن‏..‏ هذا الي
جانب عفة في القول فلا تسمع منه إلا القول الطيب حتي عن الذين ينافسونه
غير معترف بالعدوانية التي قد تثور بين أبناء المهنة الواحدة‏,‏ برغم ما
في مهنة النشر من الشهرة والمال‏.‏ ولهذا ولغيره من أسباب أعلنتها أمانة
الجائزة في تبريرات استحقاقه للجائزة‏,‏ أري أن هذه الجائزة قد تأخرت عنه
كناشر متميز‏,‏ وعن مصر كوطن للكتاب في مؤسساتها القومية والخاصة‏..‏ حتي
وإن كان صاحب هذه الجائزة أول ناشر عربي يفوز بها أو فاز بأكثر من عشرين
جائزة أخري مصرية وعربية‏.‏

التحية والتهنئة لهؤلاء الفائزين
الأربعة الذين رفعوا اسم مصر عاليا في مجال الثقافة لتظل رائدة‏,‏ والدليل
حصول أبنائها علي ثلثي جائزة الشيخ زايد الإماراتية‏.‏