الجائزة الكبري.. لحرب غزة كلهم ربحوا.. في إسرائيل والسلام.. هو الخاسر الأكبر بقلم:خالد إمام

من طرف ادهم الأربعاء أبريل 01, 2009 2:43 pm

..وماذا بعد؟!
الجائزة الكبري.. لحرب غزة
كلهم ربحوا.. في إسرائيل
والسلام.. هو الخاسر الأكبر
بقلم:خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

بدأ اليمين الإسرائيلي يجني ثمار الحرب
علي غزة.. سواء الحكومة السابقة برئاسة إيهود أولمرت. أو الحكومة الجديدة
بزعامة بنيامين نتنياهو. أو المتطرفون اليهود من أفراد الشعب.

الجميع ربحوا ونالوا الجائزة الكبري.. في حين خرج السلام من هذه
الحرب خاسراً.. ولا أبالغ إذا قلت إنه الخاسر الأكبر إذا اعتبرنا أن ما
تكبده الشعب الفلسطيني من قتلي ومصابين ودمار ومشردين ليس جديداً عليه بل
هو حلقة في سلسلة طويلة من إهدار حقوقه وكرامته ومقومات حياته تمتد منذ
عام 1948 حتي اليوم.. والغد.

***

أولمرت الذي أشعل نار الحرب علي غزة إرضاء للمتطرفين الذين يمثلون معظم الشعب الإسرائيلي سوف يترك الحكم لخليفته نتنياهو.

ورغم تعرض أولمرت للمساءلة القضائية.. فإن إسرائيل لا تنسي أبداً من
أدي لها خدمات جليلة.. وهل هناك بالنسبة لها في ذلك الوقت "أجل" من تدمير
معظم غزة والتشفي في الشعب الفلسطيني بصورة غير آدمية؟

لذا.. وبانتهاء فترة ولايته سينال مزايا كبري لم يحصل عليها رئيس وزراء إسرائيلي قبله.

تتمثل المزايا في مكافأة نهاية الخدمة والتي تقدر ب2.4 مليون دولار.
وراتب شهري قيمته 900 ألف دولار. ومكتب لمدة 5 سنوات مساحته 170 متراً
بزيادة 30 متراً عما هو معتاد وتتكلف الزيادة 40 ألف دولار. والإيجار
الشهري للمكتب 3 آلاف دولار.. إضافة إلي منحه سيارة آخر موديل و3 مساعدين
وسكرتيرة وسائقاً وخط تليفون مجانياً واشتراكاً في صحيفة.

ما سيحصل عليه أولمرت هو بمثابة كلمة "شكراً" له علي ما فعله في الشعب الفلسطيني في غزة.

***

الحرب علي غزة وما نتج عنها من كوارث أيدتها روايات الجنود
الذين شاركوا فيها وبأوامر صريحة من قادتهم ارضاء للمتطرفين من شعب
إسرائيل.. أدت إلي أن تصل إلي سدة الحكم حكومة جديدة أكثر تطرفاً ودموية
من سابقتها وتتناغم مع هذا الشعب الذي يميل بصفة عامة نحو أقصي اليمين.

الحكومة الجديدة التي حازت علي ثقة الكنيست مساء أمس يرأسها نتنياهو
الذي يرفض مبدأ إقامة الدولتين أو التفاوض حول القدس أو وقف الاستيطان أو
إخلاء مستوطنات الضفة.. ولهذه التوجهات اختاره شعب إسرائيل.

.. والحكومة الجديدة تضم 13 وزيراً متشدداً من الليكود إضافة إلي
رئيس الوزراء. و5 وزراء من إسرائيل بيتنا الأكثر تشدداً ومثلهم من العمل
و4 من شاس وواحد من البيت اليهودي وواحد غير حزبي.

توليفة تؤكد إلي أي مدي تلك الحكومة متطرفة.. ومتطرفة جداً.

يكفي أن الحارس الأمين علي سياستها الخارجية هو الإرهابي القذر
افيجدور ليبرمان بمواقفه الحزبية والرسمية.. وكلها مواقف تنبع من نفس
مريضة وأمارة دائماً بالسوء.

عن مصر.. تطاول علي الرئيس مبارك. وطالب بضرب السد العالي لإغراق الشعب المصري.

وعن العرب.. وصفهم بأنهم حشرات ولا يجوز التعامل معهم.

وعن الفلسطينيين.. طالب بقصف غزة بالقنابل النووية لتسوية القطاع
بالأرض. وبإخلاء إسرائيل كلها منهم وتحويلها إلي وطن يهودي خالص. ودعا إلي
أن يقسم كل إسرائيلي قسم الولاء للدولة اليهودية.. أما الدولة الفلسطينية
والقدس فهما من الأمور ليست المرفوضة لديه فقط.. بل وغير القابلة لمجرد
النقاش!!

هذا البلطجي.. بودي جارد البارات.. هل يمكن أن يأمل فيه أحد لانتهاج سياسة ولو شبه معتدلة؟

***

لكل ما سبق.. سواء ما تسببت فيه حكومة أولمرت أو ما تتبناه
حكومة نتنياهو كمرآة لمطالب شعب إسرائيل.. فإن الخاسر الأكبر في هذه
الحدوتة هو السلام الذي حتماً لن يتحقق أبداً في ظل تلك الظروف.

قد يقول قائل إن شعب فلسطين في غزة فقد 1400 شهيد وسقط منه 6 آلاف
مصاب ودمر له أكثر من 20 ألف منزل وشرد 51 ألف مواطن ونسفت البنية
الأساسية للقطاع بالكامل ومازال محاصراً براً وبحراً وجواً ومعرضاً للفناء
علي يد الحكومة الجديدة.. أليست هذه "أم الخسائر"؟

أرد عليه بأن هذا الشعب الصامد تعرض كثيراً لمثل هذا "البلاء" علي
مدي 60 عاماً وأكثر.. وكان لديه أمل أن يتحقق السلام.. إلا أن هذا أصبح
سراباً.. حيث وئد السلام وهو في المهد وستبقي المنطقة بلا استقرار.

فمن إذن.. الخاسر الأكبر؟!