نقطة نور بقلم : مكرم محمد أحمد

من طرف ابو منصور الأحد أبريل 05, 2009 12:17 pm

نقطة نور
بقلم : مكرم محمد أحمد

شكرا أوباما‏..‏ ولكن‏!‏

حسنا
أن أعلن الرئيس الأمريكي أوباما إثر اجتماعه بالعاهل السعودي الملك
عبدالله في لندن‏,‏ علي هامش اجتماعات الدول العشرين لمناقشة الأزمة
الاقتصادية العالمية‏,‏ أن الولايات المتحدة تساند مبادرة السلام
العربية‏,‏ التي تدعو إلي انسحاب اسرائيل من كل الأرض العربية التي تم
احتلالها عام‏67,‏ وقيام الدولة الفلسطينية مع إيجاد تسوية عادلة لمشكلة
اللاجئين الفلسطينيين‏,‏ في معرض رد الرئيس الأمريكي علي حكومة بنيامين
نيتانياهو‏,‏ التي لم يتورع وزير خارجيتها الفاشي أفيدور ليبرمان أن يعلن
في أول أيام تسلمه مهام منصبه‏,‏ وبجرأة تصل إلي حد الوقاحة‏,‏ رفضه وثيقة
أنابوليس التي تحمل توقيع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والأمريكيين
والروس والدول الثمانية أعضاء مجلس الأمن إضافة إلي‏20‏ وزيرا للخارجية
العربية‏!‏

وحسنا أن بادرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس
الوزراء البريطاني جوردون براون بالاتصال برئيس الوزراء الاسرائيلي
بنيامين نيتانياهو في التوقيت نفسه‏,‏ كي يؤكدا له باسم الاتحاد الأوروبي
رغبتهما في أن توجه حكومته جهودها لاستمرار عملية السلام وقبول التسوية
الشاملة التي تقوم علي حل الدولتين‏.‏

وما من شك في أن تصريحات
الرئيس الأمريكي أوباما والقادة الأوروبيين تعكس موقفا واضحا يؤكد تحفظ
أمريكا والاتحاد الأوروبي علي سياسات حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف
التي شكلها نيتانياهو‏,‏ لكن ما من أحد يجسر علي أن يعتبر هذه التصريحات
ردا كافيا يمكن أن يطمئن العرب علي أن مسيرة السلام سوف تواصل تقدمها‏,‏
وتغنيهم عن موقف واضح يحدد علي نحو قاطع موقف العرب من هذه الحكومة التي
لاتخفي نياتها ليس فقط في تدمير عملية السلام ولكن لتنفيذ مخطط شرير
يستهدف طرد فلسطينيي‏48‏ من أراضيهم إلي الأردن أو قطاع غزة‏,‏ ما لم
يمتثلوا لمطالب ليبرمان وزير الخارجية الذي يطلب منهم أن ينزعوا عن أنفسهم
جلودهم وجلود أمهاتهم إن أرادوا البقاء في دولة إسرائيل‏!‏

وإذا
كان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية روبرت وود قد أكد عقب تصريحات الرئيس
أوباما أن أحدا لاينبغي أن تداخله الأوهام بأن أعباء دفع مسيرة السلام
قدما إلي أن يصبح حل الدولتين أمرا ممكنا عمل سهل ومضمون‏,‏ لأن الأمر
غاية في الصعوبة والتعقيد‏,‏ فإن علي العرب ألا يركنوا إلي أي تصريحات
وردية مهما يكن مصدرها يكون هدفها مجرد تهدئة روع العرب‏,‏ إلا أن يقترن
بهذه التصريحات عمل حقيقي يحدث تغييرا علي أرض الواقع‏,‏ يلزم
الإسرائيليين وقف توسيع المستوطنات والإمتناع عن مصادرة الأرض العربية
ووقف العدوان الهمجي علي الشعب الفلسطيني‏,‏ وكفانا ثمانية أعوام ضاعت في
وهم وسراب إدارة بوش‏,‏ التي لم تستطع إلزام الإسرائيليين بتنفيذ البند
الأول من خارطة الطريق رغم عشرات الرحلات التي قامت بها وزيرة الخارجية
السابقة كونداليزا إلي المنطقة‏.‏

لقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود
عباس أكبر المعتدلين العرب في قمة الدوحة‏,‏ أنه لاجدوي من أي تفاوض مع
الجانب الاسرائيلي في ظل استمرار سياسات إسرائيل الراهنة‏,‏ وبالتالي يصبح
المطلوب من العرب الآن‏,‏ ليس التواصل مع حكومة نيتانياهو التي سوف يكون
مصيرها الإخفاق والطرد إن التزم العرب مقاطعتها‏,‏ وإنما تركيز جهودهم علي
الزام كل الفصائل الفلسطينية ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني‏,‏ لأنه لا
جدوي ولا أمل في أن يتحقق أي تقدم في عملية السلام في ظل الانقسام الراهن
الذي الحق أفدح الأضرار بقضية الشعب الفلسطيني‏.‏

mmahasabo@yahoo.com