كوريا الشمالية تطلق صاروخا ومجلس الامن يعقد جلسة طارئة

سول/ الامم المتحدة (رويترز) -أطلقت كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى
فوق اليابان يوم الاحد مما اثار ادانة دولية سريعة ودعوة لمجلس الامن
الدولي لعقد اجتماع طارئ.وذكرت وسائل الاعلام الرسمية في الدولة المنعزلة ان قمرا صناعيا اطلق بنجاح ووضع في مداره وهو يدور حول الارض يبث أغاني ثورية.وقال الجيش الامريكي وكوريا الجنوبية ان القمر أخفق في الدخول في مدار.وهذا أول تحد كبير يواجهه الرئيس الامريكي باراك أوباما.وقال
أوباما خلال جولته الاوروبية "كوريا الشمالية تجاهلت بهذا العمل
الاستفزازي التزاماتها الدولية ورفضت دعوات لا لبس فيها لضبط النفس وعزلت
نفسها بشكل اكبر عن المجتمع الدولي."وتعهد أوباما خلال حديثه أمام
حشد من الناس في براج بتقليل جم الترسانة النووية الامريكية وقال ان
واشنطن ستسعى لاشراك جميع الدول النووية في جهود تخفيض حجم السلاح.وقال البيت الابيض ان اوباما سيظل ملتزما بالمحادثات الرامية "لنزع الاسلحة النووية" لكوريا الشمالية.ووصفت
كوريا الجنوبية اطلاق الصاروخ بأنه عمل "طائش" وقالت اليابان انه "مؤسف
بدرجة بالغة" و"ادانه بشدة" الاتحاد الاوروبي. وأدانه حلف الاطلسي بوصفه
"مستفزا للغاية".وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "هناك رد واحد
محتمل.. ان اتحاد المجتمع الدولي يتعين عليه أن يعاقب نظاما لا يحترم أي
قواعد دولية."وحثت روسيا والصين وهي اقرب حليف كبير لكوريا الشمالية جميع الاطراف على الهدوء وضبط النفس.ويعقد
مجلس الامن في الساعة 1900 بتوقيت جرينتش يوم الاحد مشاورات بهذا الصدد.
وقال دبلوماسي في الامم المتحدة انه لا توجد أي دولة تفكر في فرض عقوبات
جديدة ولكن يمكن أن يناقش اصدار قرار بشأن التطبيق المشدد للتدابير التي
أقرت في السابق.ويقول محللون ان اطلاق الصاروخ هو في واقع الامر
اختبار لصاروخ بعيد المدى مصمم لحمل رأس حربي وايصاله الى مسافة تعادل
المسافة من بيونجيانج الى ولاية ألاسكا الامريكية. ويمكن لكوريا الشمالية
أن تستخدم الصاروخ نفسه وهو من نوع تايبودونج 2 في اطلاق أقمار صناعية
واختبار الصواريخ.وتعتبر الولايات المتحدة واليابان وكوريا
الجنوبية اطلاق الصاروخ خرقا لقرار مجلس الامن الصادر عام 2006 بعد تجربة
نووية وتجارب صاروخية أخرى أجرتها بيونجيانج. ويطالب القرار الذي حمل رقم
1718 كوريا الشمالية " بوقف كل الانشطة المتعلقة ببرنامج الصواريخ بعيدة
المدى".وأوضحت روسيا والصين أنهما ستحولان دون اقرار أي عقوبات جديدة في مجلس الامن عن طريق حق النقض (الفيتو).وقالت
وزارة الخارجية الصينية ان وزير الخارجية الصيني يانج جيتشي اتصل بمسؤولين
في الولايات المتحدة وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية لبحث اطلاق الصاروخ.وأفاد بيان صيني "يتعين على جميع الاطراف أن تنظر الى الصورة العامة وتجنب اتخاذ خطوات من شأنها أن تزيد من تدهور الموقف."واستخدم وزير الخارجية الروسي اللغة ذاتها حينما دعا المجتمع الدولي الى اظهار "نهج متوازن والتزام الحذر" خلال مناقشات مجلس الامن.وقالت
الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان ان عملية الاطلاق ستكون في
الحقيقة اختبارا لصاروخ تايبودونج-2 الذي يصل مداه الى 6700 كيلومتر.وقالت
القيادة العسكرية الشمالية الامريكية ان المرحلة الاولى من الصاروخ سقطت
في بحر اليابان والمراحل الاخرى سقطت في المحيط الهادئ. ولم يسقط شيء فوق
اليابان.وفي وقت سابق قالت كوريا الجنوبية ان الصاروخ بدا أنه يحمل
قمرا صناعيا ولكن نقلت وكالة كيودو اليابانية عن وزير الدفاع لي سانج هي
قوله في وقت لاحق أمام البرلمان ان الصاروخ فشل في وضع القمر الصناعي في
مدار.وقالت اليابان انها اوقفت مراقبة الصاروخ بعدما ابتعد لمسافة
2100 كيلومتر شرقي طوكيو. وفي تجربتها الوحيدة السابقة في يوليو تموز عام
2006 انفجر الصاروخ بعد 40 ثانية من اطلاقه.وأدى اطلاق الصاروخ يوم
الاحد الى استقطاب الانظار نحو كوريا الشمالية وهو هدف سعت اليه بيونجيانج
فيما تتعامل ادارة أوباما الجديدة مع الازمة المالية وحربين. ومن شأنه
أيضا أن يعزز قدرة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل في استخدام
التهديدات العسكرية لانتزاع تنازلات من القوى العالمية.وقال شونجي
هيرايوا من جامعة شيزوكا في اليابان "من المرجح ان تعتبر كوريا الشمالية
ان موقفها التفاوضي صار اقوى الان اذ اصبحت لديها برامج نووية وصاروخية."وقال جاري سامور المنسق الامريكي للحد من التسلح ان اطلاق الصاروخ يعني أن تبقى الاولوية للدفاع الصاروخي.وقال
مسؤول أمريكي ان أوباما أبلغ القيادة البولندية يوم الاحد بأن الولايات
المتحدة مستمرة في بحث تطوير درع الدفاع الصاروخية. وتعتزم واشنطن نصب
صواريخ في بولندا لمواجهة الصواريخ بعيدة المدى. وهي خطوة تثير انزعاج
روسيا.وقال ستيفن بوسورث المبعوث الامريكي الخاص لكوريا الشمالية
قبيل الاطلاق في مطلع الاسبوع انه يأمل في عودة كوريا الشمالية الى
المحادثات التي توقفت في ديسمبر كانون الاول. وهددت بيونجيانج بالانسحاب
من المحادثات اذا ما عاقبتها الامم المتحدة على اطلاق الصاروخ.واضاف
بوسورث أن المحادثات بين الكوريتين الشمالية والجنوبية والصين واليابان
وروسيا والولايات المتحدة حاسمة بالنسبة لجهود حمل كوريا الشمالية على
التخلي عن برنامجها النووي لكنه اوضح ايضا ان واشنطن مستعدة لاجراء حوار
مباشر مع بيونجيانج.