سياسة خارجية بقلم : سجيني دولرماني

من طرف tofeee الثلاثاء أبريل 07, 2009 1:57 pm

سياسة خارجية
بقلم : سجيني دولرماني

قمة سقوط المحرمات

قمة
مجموعة العشرين لم تصنع تاريخا‏,‏ فهي لم تحقق طموحات أوباما في خطة
إنعاشية عالمية منسقة‏,‏ ولا تطلعات ساركوزي في قلب النظام الرأسمالي
الأنجلو ساكسوني‏,‏ ولا أطماع جورودن براون في هيكلة نظام اقتصادي عالمي
جديد‏,‏ بل إنها اخفقت في طرح علاج شاف للديون المسمومة التي سحبت دماء
الائتمان من شرايين البنوك الغربية‏,‏ وكل ما فعلته أنها نقلت الاقتصاد
العالمي المريض من الحالة الحرجة إلي المستقرة تاركة الكثير من الجراح
التي لم تندمل بعد‏.‏

برغم ذلك فليس صوابا بأن القمة لم تنجح‏,‏
لأن سقوط المحرمات هو بداية الطريق للإصلاح‏,‏ وقد سقطت الكثير منها‏,‏
أولاها كان اعتراف أوباما علنا بأن الولايات المتحدة لن تكون قادرة علي
القيام بدور القاطرة الوحيدة للنمو العالمي في المستقبل‏,‏ وانها ستقبل
بدور رئيسي تتعاون فيه مع القوي الصاعدة في تحقيق هذا الهدف‏,‏ وهو ما
يعني ضمنا تنازلها عن بعض المميزات الذي حظيت به بموجب انفرداها بهذا
الدور منها هيمنة الدولار منذ الحرب العالمية الثانية‏.‏ ثانيتها‏:‏ كان
اعترافه بأن جانبا جوهريا من الأزمة سببها قصور نظام الرقابة علي النظام
المصرفي الأمريكي وقبوله بصياغة قواعد دولية اكثر صرامة يريد ان يتخذها
غطاء لتبرير إجراءات محلية يخضع بها كل أطراف النظام المالي للرقابة‏.‏
ثالثتها‏:‏ ان جدولا زمنيا أقصاه عام‏2011‏ قد تم تحديده لتصويب حقوق
التصويت في صندوق النقد الدولي وغيرها من المؤسسات الاقتصادية الدولية
لتعكس التغيرات في القوي الاقتصادية‏.‏

ولكن هل يكفي سقوط المحرمات
لإنقاذ الاقتصاد العالمي؟ الحقيقة ان البيان النهائي للقمة لا يبعث علي
الثقة في القدرة علي تجاوز الأزمة‏,‏ فالكثير من الدعم المقدم للدول
النامية‏1.1‏ تريليون دولار هو تعهدات سابقة أعيد تغليفها‏,‏ ودعم التجارة
الدولية بـ‏250‏ مليار دولار لن يعوض الخسائر من الاجراءات الحمائية‏,‏ ثم
إن الأزمة لم تبدأ في الدول الصاعدة‏,‏ أما صندوق النقد الدولي الذي منحته
القمة فوزا غير مستحق فلم يحصل علي سلطات إضافية تمكنه من فرض إرادته علي
الانظمة المالية الغربية وفعاليته مشكوك فيها بعد ان فشل في توقع أزمات
سابقة والإنذار المبكر عنها‏.‏

نقطة الضعف الرئيسية في القمة كانت
الاعتقاد بأن قليلا من الترميم سيكون كافيا لإعادة النمو العالمي إلي
مساره‏,‏ وتجاهل أن هذا المسار لم يعد قابلا للاستمرار لأنه استند الي
انتعاش مالي قام علي أوهام وإلي اختلالات في الأداء الأمريكي والصيني لم
تمتد إليها يد الإصلاح بعد‏.‏

لو أن قادة القمة قد خرجوا غاضبين
لأدركنا أنهم قد عالجوا القضايا الشائكة لكن كلا منهم خرج وبيده بند في
البيان يؤكد انتصاره حتي ولو كان الضحية هو الجنين‏.‏