خياران أحلاهما مر‏!‏بقلم : فرحـات حسـام الدين

من طرف ادهم الثلاثاء أبريل 07, 2009 2:09 pm

أحوال عربية
بقلم : فرحـات حسـام الدين

خياران أحلاهما مر‏!‏

خياران
أمام العرب أحلاهما مر في مواجهة أزمة أو حرب المياه المتوقعة نتيجة شحها
عام‏2030‏ وزيادة الطلب عليها لتلبية متطلبات التنمية والزيادة السكانية‏.‏

الخياران
هما‏:‏ إما الدخول في تعاون مع دول الجوار من موقع التبعية وفرض الأمر
الواقع‏,‏ اذا لم يسبق ذلك تنسيق واتفاق بين العرب أنفسهم‏,‏ وإما القبول
بتقليص مواردهم المائية النابعة من خارج المنطقة العربية وما يستتبع ذلك
من أضرار بخطط التنمية‏.‏

وهناك تصوران لهذا التعاون الأول تركي
مفاده‏:‏ كما ان النفط ثروة للعرب يستغلونها في تحقيق مصالحهم‏,‏ فإن
المياه ثروة لتركيا يجب ان تستغلها أيضا في تحقيق مصالحها‏,‏ فهيا أيها
العرب نقايض النفط بالمياه‏,‏ ووفقا لذلك يصبح العرب مطالبين بمد تركيا
بالنفط الخام والغاز بأسعار منخفضة ومضاعفة استثماراتهم في تركيا‏.‏

وفي
المقابل تعرض تركيا بيع العرب واسرائيل جزءا من مياه نهري سيحان وجيحان
فيما يعرف بمشروع أنابيب السلام‏,‏ وعلي العرب ان يمولوا الجزء الأكبر من
تكاليفه وقدرها‏30‏ مليار دولار‏.‏

أما التصور الثاني فهو اسرائيلي
يستند الي المقولة الاسرائيلية الشهيرة‏:‏ ماأملكه أنا هو ملك لي وحدي أما
ماتملكونه أنتم فهو ملك لنا جميعا‏!‏ وتروج له إسرائيل وأصدقاؤها
الأمريكان والغربيون‏,‏ باعتبار إسرائيل شريكا كاملا في الموارد المائية
بالمنطقة‏,‏ وتزويدها بالغاز والنفط مقابل مشاركتها بخبرتها التكنولوجية
في مشروعات تحلية المياه وإعادة توزيع المياه بما يعطيها نصيبا أكبر من
مياه الليطاني واليرموك وشيئا يسيرا من مياه النيل لري النقب‏,‏ وقد رفضت
مصر منذ البداية اخضاع مياه النيل لمناقشات لجنة المياه في المفاوضات
متعددة الأطراف وأعلنت لن نعطي أحدا قطرة واحدة من مياه النيل‏.‏

وتحذر
الأرقام العرب من ان عددهم سيصل عام‏2030‏ الي‏650‏ مليونا بدلا من‏350‏
مليونا حاليا وان ثلثهم يقع تحت خط الفقر وان ثلثيهم يعيشون علي الموارد
المائية المتجددة النابعة من خارج الوطن العربي‏(‏ دجلة‏,‏ الفرات‏,‏
النيل‏,‏ السنغال‏)‏ وان‏66%‏ منهم لا يحصلون علي مياه شرب نقية‏,‏ وان
متوسط استهلاك الفرد العربي يقع تحت خط العوز المائي‏(1000‏ متر مكعب‏)‏
سنويا‏,‏ وان‏80%‏ من أراضيهم صحراوية لا يتجاوز معدل نزول الأمطار
عليها‏5‏ ملليمترات سنويا‏.‏

ومن يتتبع تحذيرات الأرقام لن يكون
مخطئا إذا طالب العرب بضرورة اعلان التصور الثالث الخاص بهم‏,‏ بشأن أزمة
أو حرب المياه أمام التصورين التركي والاسرائيلي‏,‏ حتي لا يتحول موقف
العرب من تعويض نقص المياه وندرتها الي فرصة ضائعة‏,‏ وعندئذ لن يكون
أمامهم إلا القبول بالأمر الواقع في الحوار مع دول الجوار‏.‏