أحداث في الأخبار بقلم : أحمد البري

من طرف نونو الخميس أبريل 09, 2009 10:52 am

أحداث في الأخبار
بقلم : أحمد البري

مادام القلب ينبض

لاشك
أن الخلاف الجوهري في مشروع القانون الجديد لنقل الأعضاء البشرية يتعلق
بما يسمي موت جذع المخ‏,‏ وقد تناولنا هذه القضية بالتحليل علي مدي أكثر
من عام‏,‏ وقدمنا آراء الأطباء والفقهاء من مختلف التخصصات والمذاهب التي
تؤكد ضرورة أن يكون الإنسان قد فارق الحياة قبل نقل أي عضو من أعضائه‏..‏
ويبقي توضيح أخير في هذه المسألة لتأكيد أنه‏:‏ لا موت والقلب ينبض‏,‏ حيث
يقول الدكتور ممدوح محمد سلامة أستاذ جراحة المخ والأعصاب‏:‏ جذع المخ هو
جزء من المخ يحتوي علي مراكز للوظائف الحيوية أهمها مركز التنفس ومركز
القلب‏,‏ وما يطلق عليه البعض‏:‏ موت جذع المخ هو عبارة عن شخص فشل عنده
مركز التنفس وأصبح معتمدا علي جهاز تنفس صناعي‏,‏ ولكن مركز القلب بجذع
المخ مازال يعمل‏,‏ حيث ينبض القلب دون مساعدة جهاز‏,‏ ويقوم بوظيفته
الطبيعية في تشغيل الدورة الدموية لتغذية الجسم كله‏.‏

إذن مركز
القلب الموجود بجذع المخ يعمل وبناء علي ذلك فإن أنشطة جذع المخ لم تتوقف
جميعها‏,‏ والأهم فيها هو مركز القلب‏,‏ ولقد قال البعض‏:‏ إن عضلة القلب
لها خاصية الانقباض والانبساط تلقائيا حتي بعد عزلها عن باقي الجسم في
حيوانات التجارب مثل الضفدعة‏,‏ وتناسي من يقول ذلك إن نشاط القلب في هذه
الحالة محدود جدا‏,‏ ويعمل لفترة وجيزة وبسرعة ضئيلة جدا بالنسبة لعمله
الطبيعي‏,‏ وبضعف واضح لا يستطيع إدارة الدورة الدموية‏.‏

وحتي لو
سلمنا جدلا بذلك فإن مريض ما يسمي بموت جذع المخ لم ينفصل فيه القلب عن
المركز الأعلي للقلب الموجود بجذع المخ‏,‏ حيث إن نشاط القلب الذي يستمر
بكفاءة تحت سيطرة مركز القلب الموجود بجذع المخ يستدل منه علي أن جذع المخ
مازال يعمل بعد توقف مراكز أخري مثل التنفس‏.‏

ويعرف كل من يتعامل
مع الحالات الحرجة أن القلب قد يتوقف ثم يعود إليه نشاطه بكفاءة بعد إحداث
تنبيه له‏,‏ إلا أنه يأتي وقت لا يمكن فيه أن يستعيد نشاطه مهما بذل
الأطباء من جهد مع إتاحة جميع الإمكانات‏..‏ وهنا يكون الشخص قد مات فعلا
بتوقف القلب والتنفس‏..‏ ولعل من يري ذلك يدرك أنه يحدث أحيانا توقف للقلب
بسبب الحساسية لحقن مادة ما‏,‏ وقد يحدث ذلك في غرفة العمليات وبها كل
الإمكانات من أطباء ذوي خبرة وأجهزة مساعدة وتفشل كل الوسائل في استعادة
نشاط القلب‏,‏ وذلك لأن الوفاة قد تحققت بتوقف القلب‏.‏

والخلاصة
بوضوح أن الشخص الذي توقف لديه التنفس وبعض مراكز جذع المخ ماعدا مركز
القلب يريد البعض تقنين إحداث موت محقق له لانتزاع عضو حيوي منه مثل الكبد
أو القلب نظير منفعة محتملة لتحسين حالة مريض آخر‏..‏ علما بأن معظم
المستهدفين لأخذ الأعضاء منهم من مصابي الحوادث الذين يتمتعون بأعضاء
سليمة ماعدا الجزء المصاب ومعظمهم من الشباب‏..‏ وهم الأولي ببذل كل جهد
طبي للإبقاء علي حياتهم مادام القلب ينبض‏.‏