بوتفليقة يتجه للفوز بفترة رئاسة ثالثة في الجزائر

الجزائر (رويترز) - يتجه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم الجمعة الى تحقيق نصر حاسم في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الخميس مشددا قبضته على الدولة المنتجة للنفط التي يزعجها من حين لآخر تمرد إسلامي كامن.

لكن البعض في المعارضة يزعم حدوث تلاعب واسع النطاق في الانتخابات كما فجرت قنابل في مركز اقتراع شرقي العاصمة مما ادى الى اصابة شرطيين في هجوم أبرز التحديات التي يواجهها بوتفليقة في محاولاته للقضاء على بقايا تمرد اسلامي والتواصل مجددا مع الناخبين الذين خابت امالهم بسبب الفقر والبطالة.

ومن المنتظر ان تعلن وزارة الداخلية الجزائرية يوم الجمعة نتائج الانتخابات الرئاسية.

وأغلقت مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة مساء الخميس (1900 بتوقيت جرينتش) وأعلنت وزارة الداخلية ان نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 74.11 في المئة وهي نسبة تتجاوز كثيرا من صوتوا في انتخابات الرئاسة السابقة وكانت 58.1 في المئة.

وأشارت احصائيات رسمية عن الاقبال على التصويت الى استجابة محدودة لنداءات المعارضة بمقاطعة الانتخابات في الدولة التي يقطنها 34 مليون نسمة.

ومن المتوقع على نطاق واسع فوز بوتفليقة (72 عاما) الذي قاتل في حرب استقلال الجزائر عن فرنسا بفارق كبير على منافسيه لكن غياب الناخبين عن صناديق الاقتراع كان سيدعم المعارضة وعلى رأسها الاسلاميون الذين يقولون ان الانتخابات هي مجرد تمثيلية.

ولا يشكل منافسو بوتفليقة الخمسة أي تحد حقيقي ودعا عدد من شخصيات المعارضة غير المشاركة في الانتخابات أنصارهم الى الامتناع عن التصويت أو وضع بطاقات خالية في صناديق الاقتراع.

ومهد نواب البرلمان وغالبيتهم موالون لبوتفليقة الطريق امام اعادة انتخابه حين ألغوا اواخر العام الماضي قيودا دستورية على فترات الرئاسة. ويقول منتقدون ان هذا سيسمح لبوتفليقة برئاسة الجزائر مدى الحياة.

واتهمت جبهة القوى الاشتراكية المعارضة التي قاطعت انتخابات الخميس السلطات بالمغالاة في نسبة مشاركة الناخبين وقالت في بيان انه حدث "تسونامي" هائل من التلاعب وصل الى نطاق صناعي.

وقال وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني يوم الخميس إن الانتخابات تجري بنظام رائع.

وقبل ساعات من اعلان النتائج يوم الجمعة انطلقت الالعاب النارية وسمعت زغاريد النساء تتردد في العاصمة ذات المباني البيضاء الفرنسية الطابع المطلة على البحر المتوسط في الوقت الذي بدأ مؤيدو بوتفليقة يحتفلون بالنصر المتوقع.

ويقول مؤيدون ان بوتفليقة الذي يسعى للفوز بفترة رئاسة ثالثة يستحق ثقة الشعب لانه أعاد الاستقرار الى الجزائر المنتجة للنفط والغاز بعد حرب أهلية في التسعينات أودت بحياة 150 ألفا.

لكن فصائل من المتمردين الذين لهم صلة بتنظيم القاعدة يشنون هجمات من حين لاخر في اطار تمرد محدود يقول محللو الامن انه يلقى تعاطفا بين البعض من بين ملايين الشبان العاطلين الذين يشعرون ان حكومتهم خذلتهم.

ووعد بوتفليقة بانفاق 150 مليار دولار على مشروعات التنمية وخلق ثلاثة ملايين فرصة عمل لانعاش الاقتصاد الجزائري الذي تشكل صادرات الطاقة 96 في المئة من حجمه لكن القطاعات الاخرى تعاني من الروتين وقلة الاستثمارات.

ويهتم العالم الخارجي بأن يكون لدى بوتفليقة القدرة على الاحتفاظ بشرعيته في أعين مواطني الجزائر فبلاده عضو الاوبك تحتل المركز الخامس عشر في قائمة أكبر احتياطي نفطي في العالم كما تشكل صادراتها 20 في المئة من واردات الاتحاد الاوروبي من الغاز.

وتخشى الحكومات الاوروبية من ان يؤدي تجدد الصراع او انهيار الاقتصاد الجزائري الى تدفق اللاجئين على دول الاتحاد بينما تحتاج الولايات المتحدة الى دعم بوتفليقة في حربها العالمية ضد القاعدة.