تعليق يكتبه ـ عبدالعظــيم درويش

من طرف **Admin** السبت أبريل 11, 2009 2:24 pm

تعليق
يكتبه ـ عبدالعظــيم درويش

..‏ برفقة سـرور‏!!‏

بالتأكيد هي مجرد مجموعة ملاحظات صغيرة دفعتني لأن أشعر بأنني قد سافرت خارج مصر وتحديدا خارج القاهرة اللي ما حد قهرها علي رأي العندليب الأسمر مش عندليب‏'‏ الشرابية اللي كان بيقول زحمة يا دنيا زحمة‏!‏

ثلاثة أيام أمضيتها مرافقا وفد مجلس الشعب برئاسة الدكتور فتحي سرور الذي تعكس تصرفاته وقفشاته الكثير من لقبه الذي لم يشفع له عندي لأسامحه علي حالة الإرهاق الشديد التي أصابتنا جميعا بسبب كثرة لقاءاته وتحركاته والتي كانت درسا لنا في كيفية التعرف علي الجهات الأصلية للمكان الشمال‏..‏ الجنوب‏..‏ الشرق‏..‏ الغرب إضافة إلي ذلك البيان العملي الذي أداه عن أهمية الدبلوماسية الشعبية والبرلمانية‏.‏

أولي هذه الملاحظات هي مظاهر النظافة التي تغيظ ـ علي رأي عمنا بيرم التونسي رغم أنه لم يكن يقصدها بل كان يتحدث عن لندن وباريس ـ وإلتي تغيظ جدا‏..!!..‏ فالشوارع زي الفل وما كنت أخشاه هو أن تكتسب بعض من ملامح شوارع القاهرة‏..!!..‏ أيضا لم تكن هناك نقطة مياه واحدة في هذه الشوارع علي الرغم من أن الأيام الثلاثة كانت مطيرة علي غير العادة‏..‏ إضافة إلي خلوها تماما من المطبات سواء كانت صناعية أو طبيعية ولا فيها حفرة ولا نقرة صغيرة لزوم السفلتة والحفر مرة أخري طبعا علشان السيكو سيكو‏!!‏

ما كنت أتخوف منه هو ذلك الهاجس الذي سيطر علي بأنني قد فقدت حاسة السمع وأصبحت أطرش حيث لم تخترق طبلة أذني كلاكسات السيارات‏!!‏ علي عكس ما يحدث في القاهرة كما لو كانت إدارة المرور اشترطت علي قائدي السيارات ألا يرفعوا أيديهم عن الكلاكس كشرط لمنحهم رخصة القيادة‏!!..‏ ولولا إن جميع قائدي السيارات ملتزمين بقواعد المرور ما بيكسروش علي حد لأنهم ليسوا فهلوية مثلنا يعني لسه غلابة وكل واحد ملتزم بمساره علي الطريق‏!!..‏

والمدهش إنهم لا يزالون يحترمون إشارة المرور وتتوقف سياراتهم عندما تغلق الإشارة وتصبح حمراء اللون ولا أحد يطل عليك من شباك السيارة التي تقف وراءك ليرفع صوته ويقول لك‏:‏ واقف ليه يا‏....‏ هو أنت مش شايف‏..‏ ماهي حمرة أهه‏!!..‏ ولولا إن سائقي الميكروباص لم يتخذوا من مطالع الكباري جاراج لميكروباصاتهم‏..‏ ولولا إن الكهربا لم تنقطع لمده ثانية واحدة‏..‏ ولولا ـ وده بقي الغريب ـ إنه عندما تفتح الحنفية تنزل منها مياه شفافة زي المياه التي درسنا خواصها ـ مش فاكر في الابتدائية أو الإعدادية ـ يعني لا لون ولا طعم ولا ريحه‏..!!‏

ولولا إن الناس هناك مبتسمين علي طول زي ما يكون حد بيوشوشهم بالنكت‏..!!..‏ ولولا ذلك الهدوء الذي تكتسبه ملامحهم دون أي عصبية‏..!!..‏ ولولا إنني لم أصادف في أي شارع أو ميدان من يظل يدعو لك إن ربنا يخليك أنت والست علشان تدي له حاجة لله وإذا لم تستجب يفاجئك بأن يحيل الدعاء لك إلي طب ربنا يخدك أنت وهي‏.!!‏

لولا هذه الملاحظات الصغيرة لم أكن أدري إنني طرت من القاهرة إلي تلك المدينة التي أصبحت خضراء ـ وأنا أقصد طبعا المنامة عاصمة مملكة البحرين وليست حلة الملوخية‏_‏ رغم إنها الأقرب إليها بعد أن باتت مساحة الخضرة فيها أكثر من مساحة الخضرة في قرص الطعمية التي أصبحت من بقايا العيش اللي فاض من زباين المحل‏!!‏

‏azimdarwish@ahram.org.eg