نقطة نور بقلم : مكرم محمد أحمد

من طرف kamoola الأحد أبريل 12, 2009 4:52 pm

نقطة نور
بقلم : مكرم محمد أحمد

اعتراف وقح وجسور

أدهشني
جسارة اعتراف الشيخ حسن نصر الله بأن اللبناني الذي تم القبض عليه في مصر
هو بالفعل عضو في حزب الله‏,‏ كلفه الحزب بتقديم العون اللوجيستي لحماس في
قطاع غزة ونقل العتاد والأسلحة والأفراد عبر الأراضي المصرية الي
القطاع‏,‏ وأنه تمكن من تجنيد عشرة أشخاص لهذه المهمة المكلف بها من قبل
الحزب خفية ودون علم المصريين‏,‏

وأدهشني أكثر أن يعتبر حسن نصر
الله أن ما أقدم عليه حزبه لايشكل جريمة ولايعتبر تدخلا في الشأن المصري
وكأن مصر أرض سداح مداح لايحكمها قانون ولا تقوم عليها سلطة الدولة‏,‏
يمكن لأي من أحاد الناس أن يفعل فيها مايشاء تحت دعوي مساندة الفلسطينيين
ودعم قطاع غزة ماداموا أعضاء في حزب الله‏,‏ من حقهم أن يشتروا عددا من
البيوت في رفح المصرية علي الحدود كي يحولوها إلي انفاق وأوكار للتهريب
دون موافقة السلطات المصرية‏,‏

فإذا تم القبض عليهم يصبح من واجب
السلطة المصرية أن تقول لهم شكرا علي ما تفعلون‏!,,‏ ومن حقهم أيضا
استئجار مواقع تطل علي قناة السويس تجعل المجري الملاحي العالمي في مرمي
النيران وترصد قوافل السفن التي تعبر القناة وتقصف‏,‏السفن العابرة التي
يعتبر حزب الله أنها بواخر معادية ينبغي تدميرها‏!‏

هل يمكن لعاقل
رشيد يتزعم حركة سياسية واسعة هي جزء من الحكم اللبناني أن يصل به الغرور
الجاهل إلي حد إنكار حقوق الدولة المصرية علي الأراضي المصرية‏,‏ وفي أي
شرع وفي أي كتاب أو قانون يمكن أن يكون ذلك مقبولا إلا أن يكون حسن نصر
الله قد اختلط عليه الأمر من فرط غروره وضحالته‏,‏

وتصور أن مصر هي
لبنان يستطيع أن يفعل فيها مايشاء لأنه يملك بعض الأسلحة التي تمده بها
إيران يفرض بها سطوته تماما مثل رجال العصابات علي باقي الفرقاء
اللبنانيين ويلزمهم قبول الأمر الواقع بما في ذلك إعلان الحرب بارادته
المنفردة ويحتل وسط مدينة بيروت لأكثر من عام ويطلب من كوادر حزبه أن
ينزلوا بأسلحتهم إلي شوارع العاصمة اللبنانية في الوقت الذي يريد وللسبب
الذي يختاره يقتل ويقطع الطرق ويحطم المؤسسات الصحفية التي تخالفه الرأي
دون حساب لسلطة الدولة المركزية أو باقي الفرقاء اللبنانيين‏,‏

وإذا
كان الفرقاء اللبنانيون يرضخون لإرادة حسن نصرالله خوفا من سلاحه ولأنه
يملك مساندة سوريا وإيران‏,‏ فلماذا لاترضخ مصر هي الأخري؟‏!‏

أي
غرور وأية عنجهية وأية بلاهة تملي هذا المنطق علي دولة ذات سيادة هي أكبر
الدول العربية وأكثرها تأثيرا في محيطها الإقليمي والدولي‏,‏ واذا كانت
العزة بالاثم قد وصلت بالشيخ حسن نصر الله الي حد دعوة المصريين إلي
الخروج علي الدولة ودعوة الجيش المصري إلي التمرد علي سلطته الشرعية‏,‏
فكيف له أن يقنعنا اليوم بأنه لم يقصد بكل هذه الجرائم التي ارتكبها
التدخل في الشأن المصري أو افتعال معركة مع المصريين‏.‏‏

mmahasabo@yahoo.com