من غير ليه محمد العزبي

من غير ليه
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com
ماذا يجري في الأقصر؟!

تسلل مسلسل "الملك فاروق" إلي وجدان المشاهدين فغير كثيراً من مفاهيمهم. والفضل يعود أساسا للمؤلفة الدكتورة "لميس جابر".


ولو أنها قدمت مسلسلاً عن جمال عبدالناصر. لانتهت ثورة يوليو إلي الأبد!


تواصل الدكتورة التي ضلت طريقها إلي كلية الطب الكتابة في الصحف برشاقة وشجاعة. مما يزيد من تأثيرها علي قرائها.


في زيارتها الأخيرة لمدينة الأقصر يبدو أن الدكتورة لميس وقعت تحت سحر حماس الدكتور "سمير" حاكم المدينة.


البداية كانت حول هدم قصر "اندراوس باشا" رغم صدور حكم قضائي نهائي
بعودته للورثة. بعد أن ظل سنوات طويلة نهباً للتنظيمات السياسية الحكومية
من الاتحاد الاشتراكي إلي الحزب الوطني.

لم ينفذ الحكم تأكيداً لأن القانون مازال في إجازة.. وبحجة أنه قصر مدمر. دون سؤال حول من الذي دمره؟!


وعلي الرغم من بوادر تفاهم حول عروض بتعويض يرضي. والإبقاء علي واجهة
القصر المعمارية التاريخية المعمارية المتميزة مثلما تفعل دول أخري
متحضرة.

ثم كان تهديد منظمة "اليونسكو" بوضع مدينة الأقصر علي قائمة "تراث
عالمي في خطر" لعدم استجابة مصر لتوصيات المنظمة الدولية حماية للمدينة من
خطر المياه الجوفية علي آثارها الفريدة. وخشية التوسعات العشوائية في
البناء. وضد إنشاء مرسي للسفن العائمة بالبر الغربي للنيل.

أصاب القلق كثيرين ممن أعجبهم نشاط "سمير فرج" ورؤيته المستقبلية
لمدينة الأقصر. ولم يصدقوا أن كلام "اليونسكو" فارغ.. أو علي الأقل يضعون
في الاعتبار وجهات النظر الأخري. وليستمع هواة الهدم والبناء لمختلف وجهات
النظر قبل أن يفوت الأوان.

تحمست الدكتورة "لميس" وحدها وتبنت وجهة نظر رئيس المجلس الأعلي
لمدينة الأقصر وقالت إنه لا توجد مشكلة مياه جوفية علي معبدي الأقصر
والكرنك وحول مدينة "هابو" وبعد أن تم نزع ملكية عشرات الفدادين المزروعة
حول تمثالي "سمنود".

وقالت عن عشوائية البناء إن الخطة موجودة وشاملة وممتدة حتي عام .2030


أما المرسي فاقامته حماية من التلوث الذي تسببه مخلفات عشرات المراكب
من صرف وقمامة وعوادم. غير تهديده للآثار من ذبذبات المولدات.. والأهم هو
أن المرسي ليس في البر الغربي لمدينة الأقصر وإنما في منطقة "المريس"
الخالية تماما من الآثار.

كلام معقول قابل للنقاش لولا أن الدكتورة "لميس" تساءلت عن سر غضب
"اليونسكو" فكانت الإجابة من وجهة نظرها أنها ثلاثة منازل لخواجات تمت
إزالتها. الأول للفرنسي "نيجراه" الذي كان يشرف علي ترميم معبد الكرنك.
والثاني لليوناني "يني" من أكبر مهربي وتجار الآثار. والثالث لبعثة الآثار
الفرنسية.

ثم تحمست أكثر ووصفت تقرير "اليونسكو" بأنه مليء بالأكاذيب الساذجة والكلام الفارغ.


نعود إلي رأي مختلف للدكتورة "درية شرف الدين" التي وصفت مخطط إنشاء
المرسي في البر الغربي بأنه يشمل إقامة وبناء فنادق ثابتة ودور سينما
ومتحفاً ومباني إدارية متعددة الطوابق وبازارات سياحية يضمها مبني علي
هيئة مراكب الشمس.

لا أحد يعادي سمير فرج. بل نعجب به.. كما أنه لا أحد يعاند "اليونسكو".


ويا خوفي من سحر بيان صاحبة "الملك فاروق"!!