زوج .. للبيع

زوج .. للبيع

مع أنه "عمل لها من خده مداس" وكان
مستعدا أن "يعجن عجين الفلاحة" إذا كان ذلك سيسعدها.. إلا أن كل ذلك لم
يكفها. ولم يجعل الدنيا في عينيها "وردي" خلعته.. وتركت "قفاه يقمر عيش"
لأنه "استخسر" فيها "كلية" يبيعها أو فص كبد يساوي "الشيء الفلاني" حتي
تتحسن أحوالها المعيشية ولا "تبقي أقل من أي امرأة اخري في مستواها"!!

هذه هي خلاصة "مصيبة" زوج. تريد زوجته ان تبيعه "قطاعي" لتعيش من
التجارة في "اعضائه" .. والمصيبة الأكبر انه لم يرفض تماما.. كل الحكاية
أنه كان يحتاج إلي شحنة شجاعة. أو عرض شراء مغر. حتي تصبح "البيعة" تستاهل
"ثمنها" .. لكنها رأي زوجته دائما "مستعجلة" .. و"ياكده ياتخلعه".

وقد كان .. لكن مازال عنده أمل ان يسترضيها.. فالحبيب الحقيقي هو من يضحي من أجل حبيبته!!


الحقيقة أنها تضحية "من جانب واحد" لكنه لاينظر للأمر من هذه الزاوية.
فهو الرجل المكلف بالانفاق عليها "من وسع" وكان قد وعدها بأن يفرش الأرض
تحت قدميها ورداً وليست مسئوليتها بعد ذلك من أين يأتي بثمنه.. فهذه هي
مشكلته وحده .. وعليه أن "يحلها".

عقدة نفسية


كانت مشكلة "عبعال"- وهذا اسمه الرمزي- منذ البداية ان الفتاة التي
أحبها كلما رفضته.. واحتقرته. ازداد حبا لها.. وهياما فيها. ربما كان وراء
ذلك عقدة نفسيه. أو كان "زي القط اللي يحب خناقه".. المهم انه كان مثل
اللعبة في يديها.. أو "أقل شوية".

شخصية من هذا النوع لم تكن لتقنع الفتاة أنه فارس أحلامها حتي تقبله
زوجا لها. ومع ذلك لم تغلق الباب في وجهه تماما. فربما اضطرت إلي التنازل
والموافقة عليه. اذا ضاقت بها الأمور. أو سيطر عليها "النحس" ولم تجد غيره
"يسأل عنها.. أو فيها".

كانت حكاياته معها مثار تعليقات الزملاء. وأسهل وسيلة للضحك والتسلية:


قالوا له: "ياأخي هو اللي خلقها ماخلقش غيرها".


وقالوا : "اتقل شوية.. علشان تحترمك"


وقالوا "هو انت بتحب اللي يضربك علي قفاك"؟!


ومع أن الانتقادات لاذعة وتقطر سخرية.. الا انه كان يرد عليها بضحكة
بلهاء.. وفلسفة عظيمة مفادها ان من لم يجرب "عذاب الحب ونعمة" معذور..
وينهي كلامه قائلا: الله يرحمك ياست يقصد ام كلثوم "انت بس اللي فاهماني"
لأنها كانت تغني للمعذبين في الحب والغرام!!

خلال تلك السنوات العجاف. لم يفقد "عبعال" الأمل ابدا.. وجهه يصبح
"أسود" مثل زنوج أفريقيا. عندما يسمع ان فتاته "ترسم" علي شاب آخر. بغرض
دفعه دفعا الي طلب يدها.. ثم تعود رإليه ابتسامته. وتنقشع الغيوم من
سمائه. بعدما يعرف ان "اللي عليه العين" نجح في الهرب من الشباك.. وترك
فتاته في حالها.

بالطبع كان العريس الهارب يدخل معها في قصة حب ساخنة تلوك سمعتها
الالسن. قبل ان "يبلغ فرار" ومع ذلك فإن "عبعال" لم يكن يقف عندها كثيرا.
بزعم ان "اللي هيمشي ورا كلام الناس.. مش هيخلص"!

بالطبع كانت هذه الحكمة مفيدة. فالشائعات والهمسات تدخل في احدي اذنيه. وتخرج من الاذن الاخري. وكأنه لم يسمع شيئا.


الدفاتر القديمة


وحدث "المستحيل".. فقد يئست فتاته من اقتناص اي شاب آخر. فعادت الي دفاترها القديمة تبحث فيها عن حل.


لم يكن "عبعال" معدما.. كانت "الخميرة" التي ينام عليها معقولة..
وشخصيته المتخاذلة يمكن أيضا ان تغض الطرف عنها.. المهم ماذا سيقدم لها؟!

عندما بدأت معه المفاوضات.. "نفش ريشه".. واصبح مثل "أم العروسة
فاضية ومشغولة" قال لها: من الآخر كده.. انت تطلبي وتخططي.. وأنا عليّ
التنفيذ.

كان الرجل صادقا مع نفسه. فهو في الواقع لن يستطيع ان يرفض لها طلبا.
ولن يدخل معها ابدا في نقاش. قد يجعلها تغضب منه وهو الذي قضي نصف عمره
يجري وراءها.. فلماذا "يوجع دماغه" ويدخل في حوارات فاشلة.

وبدأت هي التخطيط.. لم تهتم بشراء شقة تمليك. حتي لاتضع أمواله كلها
في "سلة واحدة" ثم تجلس تكافح في الحياة وهي التي لم تفكر ابدا في الكفاح.
واذا كان لابد من هذا الكفاح. فبالطبع لن يكون معه.. ثم ان رصيده في البنك
لايكفي لشراء شقة "هاي".

اقترحت ان يأخذ لها شقة "ايجار جديد" بجوار "مامي" تقصد والدتها وتشتري بباقي الفلوس سيارة وشبكة وملابس "شيك".


في خلال اشهر قليلة.. كان كل شئ قد انتهي. وتبعثرت الفلوس "شمال ويمين" ولم يبق للأخ "عبعال" الا الخيبة والندامة.


وياليت الامر توقف عند هذا الحد.. فقد بدأت زوجته في "التنكيد" عليه..
كانت تبدو دائما متذمرة من حياتها. وزفراتها الساخنة تكاد تحرقه مشفوعة
بجملة تكررها ليل نهار: "دي مبقتش عيشة" ثم تخرج غاضبة لتسهر مع صديقاتها
لأنها "مخنوقة"!!

حياة رغدة


لم يكن دخله ضعيفا.. لكنها هي التي اعتادت علي الحياة الرغدة. أو
تنتظر منه ان يفعل المستحيل من أجلها. مقابل أنها تنازلت وتعطفت..
وتزوجته.

بعد فترة .. جاءته بفكرة جهنمية.. فقد سمعت من احدي صديقاتها عن
حكاية الرجال والنساء الذين يبعون "جزءا" بسيطا من اجسادهم لانقاذ "ناس
مساكين".

والحصول علي مبلغ ضخم.


قالت له : ايه رأيك في الكلام ده؟!


تلجلج .. قال : "لكننا لسنا في وضع سيئ للدرجة دي"؟!


ردت : "انا قلت لك عن اللي عندي.. وانت حر"!!


خرجت هذه "الأفكار" علي الشارع.. ودخل "عبعال" في أزمة جديدة مع أصدقائه.


قالوا له : "دي عايزه تبيعك قطاعي.. هي وصلت للدرجة دي"؟!


رد: هذا مجرد كلام!


قالوا : لكنها بذلك لاتحترمك.. ومن المؤكد أنها "ستخلص منك بعد ان
تنتهي صلاحيتك.. وتكون قد باعتك في سوق "تجارة الاعضاء" كقطع غيار!!!

وبعيدا عن كلام الناس وتكهناتهم او عبارات السخرية التي لاتحرك فيه
ساكنا.. كانت زوجته الشابة قد بدأت الضغط بقوة لكي "يسمع كلامها" قبل ان
تقفز من سفينة الزوجية الي غير رجعة.. قالت له: مش معقول أركب سيارة جميلة
وارتدي ملابس شيك.. وجيبي "مفيهوش 100 جنيه"؟!

سوق رائجة


كان بالفعل قد بدأ يفكر في الموضوع فمسألة بيع الاعضاء اصبحت منتشرة
جدا في مصر التي اصبحت سوقا رائحة لها. بعد ان دخلت كمنافسة للهند.. يعني
"هو مش اول واحد ولا اخر واحد" لكن علي الاقل يحتاج ان يتدبر امره. وحتي
لايخدعه السماسرة. ففي النهاية لن يبيع كل يوم كلية.. أو "فص كبد" .. هي
مرة واحدة ويجب ان يستغلها جيدا.

هذا التريث والحركة البطيئة من وجهة نظرها محاولة للتهرب من وعوده
لها بأنه سيعمل المستحيل لكي يسعدها.. وهاهو يتهرب من مسئوليته.. اذن لابد
ان "تخلعه".

وبرغم إنها أقامت دعوي "خلع" وتسير في طريق الخلاص منه بأقصي سرعة.
مع احتفاظها بالسيارة لانها باسمها والذهب وأطقم الملابس الشيك وقائمة
المنقولات.. إلا انه مازال يتمسك بأهداب الامل ويقول أنها "عصبية" وسريعة
الغضب.. لكن قلبها أبيض "زي اللبن الحليب".

وهكذا .. كانت الناس تحكم عليها من ملابسها الساخنة وسهراتها المريبة
وافكارها الغريبة.. أما هو فيري أن ملابسها "ع الموضة".. وأفكارها جريئة..
و"مساحة من الحرية متضرش".