الحقوق تؤخذ بالقوة..وليس بالاستجداء

من طرف mero الإثنين أبريل 27, 2009 11:31 am

العلماء في مؤتمر مقاومة العنصرية
الحقوق تؤخذ بالقوة..وليس بالاستجداء

أثيرت قضية كراهية الغرب للإسلام بمؤتمر
دربن الثاني الذي عقد بسويسرا مؤخرا مما دعا الأمين العام للأمم المتحدة
بان كي مون للإعلان ان كراهية الإسلام تعد من قبيل العنصرية إلا ان السؤال
الذي يطرح نفسه هل يقتنع الغرب بالتصريحات الرسمية التي تصدر من جهات
ساهمت بقوانينها أصلا في تلك التعديات علي الإسلام.

علماء الدين أكدوا ان وقف العنصرية والكراهية للإسلام والمسلمين
مرتبط بالتقدم الصناعي والتكنولوجي لدول العالم الإسلامي وامتلاك أسباب
القوة باعتبارها لغة التعامل حاليا في المجتمع الدولي.

د.آمنة نصير العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات
بجامعة الأزهر قالت: قضية تغيير وجهة نظر الغرب عن الإسلام والقضاء علي
الكراهية والعنصرية الذي يتخذها منهجا لتعامل شعوبه مع الإسلام والمسلمين
تحتاج لحسن تخطيط وإعادة الحسابات وتقييم الموقف الراهن للأمة الإسلامية
دون الاعتماد علي التصريحات والمسكنات اللفظية أشباه ما ورد في مؤتمر دربن
الثاني علي لسان الأمين العام للأمم المتحدة.

أضافت: العالم الآن لا يعترف سوي بمعيار القوة كأسلوب للتعاملات
الدولية يشهد لهذا قيام تحالفات ثنائية وأحيانا تشتمل علي روابط جغرافية
مثل حلف شمال الاطلنطي وحلف شمال الاطلسي والاتحاد الأوروبي ويجمع بين هذه
الهيئات القوة والمصالح الاقتصادية والتقدم العلمي والتكنولوجي الذي خطا
فيه الغرب خطوات واسعة مع تأخر واضح لدول العالم الإسلامي التي فقدت
هويتها الدينية في نظر شعوب العالم الغربي مما جعلها محطا لسهام النقد
والسخرية.

قالت د.آمنة: ان المسلمين هم أقدر الناس للدفاع عن عقيدتهم وأنفسهم
والخروج من النفق المظلم الذي دخلوه بإرادتهم فهم يملكون أسباب التقارب
والتقدم من عناصر بشرية وطبيعية لا تتوافر لكثير من الشعوب أو الدول وبدون
ذلك سوف تستمر حملة الإهانات للإسلام والمسلمين.

د.محمد زناتي عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية قال: لن تغني
كلمات بان كي مون عن الحالة السيئة المتردية التي يعيشها العالم الإسلامي
من فرقة وشتات لا يوجد بين فصائل النمل الذين أثبت القرآن حرصهم علي مصلحة
بعضهم قال تعالي: "قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم
سليمان وجنوده وهم لا يشعرون" فالدول الإسلامية متقطعة وتشهد لذلك القمم
التي يعقدونها وتحتوي علي جملة من السباب والشتائم وتفرقهم مذاهب وجماعات
حتي في الأصول الشرعية الثابتة يختلفون بداية شهر رمضان وتحديد يوم عيد
الفطر أكبر دليل علي الحالة المرضية المزمنة التي تسيطر علي المجتمع
الإسلامي وتنتقل إلي مسلمي الغرب باختلافاتهم مما سيشكل في وجدان غير
المسلمين من الغربيين ان ذلك الدين يدعو للفرقة في ظل كون الإسلام يأمر
اتباعه بالاعتصام بدين الله وينهاهم عن التفرق والاختلاف.

أضاف: يستطيع المسلمون الاستغناء عن الانتظار لبيانات الأمم المتحدة
والمؤتمرات الدولية لحمايتهم من وصف الإرهاب والدفاع عن نبيهم ضد الازدراء
والسخرية الغربية إذا نجحوا في لم الشمل والاتحاد وتصفية الخلافات الشخصية
والمذهبية قال تعالي "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم
البينات وأولئك لهم عذاب عظيم" وما تعيشه الأمة الإسلامية هذا العصر دليل
علي العذاب الأليم الذي توعدهم الله به.

د.محمد وجيه الصاوي الوكيل السابق لكلية التربية بجامعة الأزهر قال:
أصبح المسلمون الآن في طابور الاستجداء الدولي ينتظرون النصر السياسي
لقضاياهم من الغرب تشهد لذلك القضية الفلسطينية بتداعياتها المختلفة وكذلك
يخشون علي غذائهم وسادت بينهم ثقافة المنفعة الشخصية ومنطلق أنا والطوفان
من بعدي مما جعل أطماع أعدائهم فيهم سهلة بسيطة والسبب الأول في انهيار
معالم الأمة الإسلامية وتحولها لهيكل هو الابتعاد عن شرع الله داخل الأسرة
والمجتمع وانتشار الجهل والفقروالتخلف مما أوجد تناقضا بين أصول الإسلام
وحال المسلمين.

أضاف: اننا يمكننا ان نعطي صورة رائعة لديننا ونفرض علي الغرب
احترامنا إذا استطعنا القضاء علي الأمية وجهل المواد العلمية والتكنولوجية
في ظل دين أول آياته التي نزلت تدعو للقراءة وتشرح منهجية التعليم وكذلك
سنجد العلم مفتاحا للقوة وللتغذية والصحة وغير هذا بما يجعل الأمم المتحدة
تنتظر ود المسلمين وتستعطفهم بدلا من العطف والبكاء لحالهم.