صدَّعونا بالهولوكست النازية.. ويتجاهلون المحارق الصهيونية!! خالد إمام

..وماذا بعد؟!
صدَّعونا بالهولوكست النازية..
ويتجاهلون المحارق الصهيونية!!
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

بمناسبة وبدون مناسبة يتحدث الإسرائيليون
عن الهولوكست النازية التي قالوا إنها أبادت ملايين اليهود خلال الحرب
العالمية الثانية علي يد هتلر.

هذه الهولوكست التي صدعوا بها رءوسنا في كل وقت خاصة كلما ارتكبوا
مجزرة.. يتجاهلون في مقابلها المحارق البشعة التي ارتكبتها الحكومات
الإسرائيلية المتعاقبة ضد العرب قبل وبعد إقامة دولة إسرائيل.

* * *


لقد حاول رئيس الكنيست الإسرائيلي استغلال ما يسمونها الهولوكست لدفع
مصر إلي تحريض العرب ضد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد باعتباره نازياً خطراً
علي كل العالم.

هذا التحريض الذي تضمنته رسالة رئيس الكنيست إلي د. أحمد فتحي سرور
رئيس مجلس الشعب. لم يجد أي استجابة لا من سرور ولا من النواب.. بل وجد
رداً مفحماً وعنيفاً كان بمثابة درس في السياسة والتاريخ لرئيس الكنيست.

وكان مع د. سرور والنواب كل الحق في هذا الرد حينما أوضحوا لرئيس
الكنيست أن الهولوكست صناعة أوروبية لا دخل لنا بها.. أما المحارق التي
تعرض لها العرب فهي من صنع إسرائيل.

* * *


إن رئيس الكنيست ليس ناقص الأهلية للجنون أو العته أو العبط حتي ينسي
ما فعلته العصابات الإسرائيلية والآلة الحربية الصهيونية في العرب.

وهو أيضاً ليس مصاباً بداء النسيان حتي لا يتذكر المحارق التي تعرض
لها العرب علي يد أساتذته وإخوانه حكام إسرائيل ابتداء من دير ياسين وبحر
البقر وصابرا وشاتيلا وقانا وجنين ووصولاً إلي محرقة غزة الأخيرة
بالفوسفور الأبيض المحرم دولياً والقنابل الارتجاجية وجرائم الإبادة
والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية في حق سكان القطاع والتي راح
ضحيتها أكثر من 4 آلاف شهيد و6 آلاف جريح نصفهم تقريباً من الأطفال
والنساء.

* * *


إنها للأسف.. بجاحة الإسرائيليين التي تعودناها منهم واعتاد عليها العالم.


الفرق.. أن العالم يصمت رغم أنفه ويوافق صاغراً علي ابتزاز إسرائيل
له.. أما نحن فلا ولن نسكت لأننا لسنا معنيين بما تعرض له اليهود.. ما
يهمنا هو ما يرتكبه اليهود ضد العرب وسنظل نكشف جرائمهم ونفضحهم أمام
العالم ونذكرهم بها مهما حاولوا تجاهلها أو إغفالها أو بمعني أصح تناسيها.

أيضاً.. فإن الأمر الذي يجب أن تعيه إسرائيل جيداً أن مصر لا يمكن أن
تضع يدها في يد تل أبيب ضد نجاد أو إيران بوجه عام أو ضد أي مخلوق علي وجه
الأرض.. لسبب بسيط أن إرادتنا حرة ونحن الذين نحدد مواقفنا وتوجهاتنا وفق
مصالحنا وليس وفق مصالح الغير.