الحرب العالمية الثالثة .. علي الأبواب!بقلم : خالد إمام

الحرب العالمية الثالثة .. علي الأبواب!


هل قرار ذبح الخنازير نوع من التمييز ضد الأقباط كما يزعم البعض؟.. أم
يأتي من باب الوقاية؟.. ولماذا هذه الحملة علي مصر بالذات؟ وماذا يمكن أن
يحدث لو تحول مرض انفلونزا الخنازير إلي وباء وصل تهديده إلي الدرجة
السادسة؟.. وما هو السيناريو المتخيل لذلك في مصر والعالم؟

اسئلة تثور بداخل كل منا وتبحث عن اجابات شافية.. والحمد لله ان لها
اجابات وإلا أصبحنا نضرب رءوسنا في الحائط علي مدار الساعة من طلعة الشمس
حتي مطلعها من جديد.. حيرة مما يجري. ورعباً مما هو آت.

من هنا.. فلابد أن نكـون صادقين اولاً مع أنفسنا.. قبل أن نصدق مع
الغير.. وان نعترف قبل أي شيء بأن الأمر فعلاً في منتهي الخطـورة ويجب ان
نحتاط جيداً وان ننفذ الاجراءات الوقائيـة بكل دقـة. وشـدة. وحزم.. دون
الالتفات لأي هراء.


** السـبت : الأنفلونـزا.. تتحـدي أوكامبـو



لا وجه للمقارنة بين ضحايا كافة الحروب التي خاضتها البشرية منذ وجدت
الحياة علي ظهر الأرض بما في ذلك الحربان العالميتان الأولي والثانية وما
يمكن ان يتكبده سكان المعمورة لو تحول فيروس انفلونزا الخنازير إلي وباء
من الدرجة السادسة.. هذا التحول المرتقب والذي يقف علي الأبواب الآن يمكن
أن نطلق عليه "الحرب العالمية الثالثة" بكل ما تحمل من معاني الابادة
الجماعية والخراب الشديد.

الحرب العالمية الأولي بدأت في 28 يوليو 1914 بعد شهر بالتمام
والكمال من حادث اغتيال فرانز فرديناند ولي عهد النمسا وزوجته علي يد
الطالب الصربي جافر يللوبر ينسيب خلال زيارتهما لسراييفو عاصمة البوسنة
والهرسك.. وانتهت في 11 نوفمبر 1918 باستسلام ألمانيا.. وراح ضحيتها عشرة
ملايين من العسكريين واصابة 21 مليونا آخرين.

والحرب العالمية الثانية بدأت في أول سبتمبر 1939 باجتياح القوات
النازية لبولندا وشاركت فيها 70 دولة بمعارك برية وجوية وبحرية.. وانتهت
في 8 اغسطس 1945 بانتحار الزعيم النازي ادولف هتلر وتقسيم ألمانيا
واستسلام اليابان بعد ضرب هيروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية.. وراح
ضحيتها 62 مليون عسكري ومدني بما يوازي 2% من عدد سكان العالم.

الحرب العالمية الثالثة ـ إذا جاز التعبير ـ لن تكون بين دولتين أو
عدة دول. أو بين جيوش نظامية في معارك جوية وبرية وبحرية. أو بين عقول
شريرة تخطط لتدمير الآخرين بقنابل نووية أو اسلحة كيماوية أو بيولوجية أو
اي اختراع آخر من أسلحة الدمار الشامل. ولن يكون هدفها اطماعاً في الأرض
أو التوسع فيها.. ولكنها إذا حدثت ـ لا قدر الله ـ ستكون بين فيروس
انفلونزا الخنازير الملقب بـ "H1N1 " وبين البشرية جمعاء.

المعارك في هذه الحرب ـ قبل ان تبدأ ـ محسومة لصالح الفيروس المدمر..
فسوف تكون حرب إبادة جماعية ولن تستطيع محكمة اوكامبو الهزلية المسماة
بالمحكمة الجنائية الدولية أن تصدر قرار توقيف للفيروس بهدف اعتقاله علي
الأرض أو في الجو أو البحر رغم تنقله العلني من بلد إلي آخر وانتشاره
بسرعة الصاروخ بين البشر.. بل ربما يستهدف اوكامبو نفسه ويشطب اسمه من
سجلات الأحياء.

هذا الفيروس في حالة تحوله إلي وباء.. قدرت منظمة الصحة العالمية ضحاياه بـ 2 مليار نسمة اي مايعادل ثلث سكان العالم!!


نعم.. ملياران من البشر سيدفعون ثمن جنون هذا الفيروس قبل أن ينجح باقي الثلثين من سكان العالم في محاصرته وتدميره.


ألم اقل لكم انها حرب عالمية ثالثة بكل ما تحمل الكلمة من معني؟!


* * *


والآن.. ماذا نحن ـ سكان المعمورة ـ فاعلون؟


بداية.. فإن كل دولة لها الحق في اتخاذ التدابير التي تراها الأصلح
لمنع وصول الفيروس اليها إذا لم تكن من الدول المصابة. والحيلولة دون
وصوله اليها إذا كانت خالية منه.

هذه التدابير تختلف بطبيعة الحال من بلد إلي آخر حسب ظروفه
الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وعاداته وتقاليده وسلوكيات أفراده..
وايضاً وفق ما تفرضه ضوابط منظمة الصحة العالمية.

.. وهذه التدابير لا دخل لها بدين أو عقيدة.. فقد يضار منها هذا أو
ذاك اقتصادياً.. الكثيرون أو القليلون لايهم.. الأهم الا يضار المجموع
صحياً ويتحول الضرر إلي فناء.

ولنطبق ذلك علي الخريطة العالمية :


* المكسيك التي انطلق منها الفيروس وبها أكبر عدد وفيات واصابات.
وأمريكا البلد الثاني في نسبة الضحايا وأوروبا وآسيا وافريقيا اتخذت من
التدابير ما يتناسب وظروفها وضوابط المنظمة الدولية للصحة.. دون أن تذبح
خنازيرها.

* الغالبية العظمي من الدول العربية لايوجد بها خنازير.. وبالتالي فإن الأمر لديها مجرد تدابير احترازية وضوابط للوقاية.


* مصر تكاد تكون الدولة العربية الوحيدة التي بها هذا الكم من
الخنازير.. البعض قدره بـ 300 ألف والبعض الآخر قال نصف مليون أو يزيد..
فلماذا اتخذت مصر قرار الذبح دون بلاد العالم والتي بها عشرات الأضعاف من
الرءوس الموجودة لدينا؟

* * *


لأن مصر مستهدفة علي كافة الأصعدة.. فإن الحملة التي تشنها بعض الجهات
الدولية والصحف الصفراء العالمية بل ودول تريد تركيع مصر وإثارة الفتنة
بين جناحيها.. أري أن هذه الحملة طبيعية جداً ومتوقعة رغم أنها تستند إلي
أمور خاطئة ومضللة.

صحيح أن الخنازير في مصر يربيها اقباط.. إلا أن الغالبية العظمي من
اقباطنا لا يتناولون لحومها لقناعتهم بأن المسيح عليه السلام نفسه كان
يكره الخنازير.. وأن اكلها ليس مقدساً في المسيحية وإنما هي ثقافة غربية
وفدت إلي الشرق وتناولها يأتي من باب "الفشخرة" الكذابة ليس إلا.. كما
يؤكد المفكر القبطي مدحت بشاي.

عكس ما نراه في الغرب حيث يتناولها الغالبية العظمي من هذه الشعوب.


والخنازير في الغرب تتم تربيتها داخل حظائر بعيدة كل البعد عن المناطق المأهولة بالسكان وتتغذي غذاء طبيعيا من نباتات وغيرها.


عندنا الأمر مختلف وهذا الاختلاف في قمة الخطورة.. حيث تتربي الخنازير
في زرائب وسط كتل سكانية شديدة الكثافة وتتغذي علي القمامة.. أي أن الخطر
خطران وليس خطرا واحدا.. ولينظر أي منصف سواء كان مسلما أو قبطيا إلي
منطقتي منشية ناصر والبساتين علي سبيل المثال لا الحصر ليري الخنازير وهي
تمرح فوق جبال من القمامة ووسط امواج من البشر وليعرف ان هذا الوضع ينذر
بخطر داهم.

ولماذا نذهب بعيدا؟.. ان البابا شنودة نفسه رأس الكنيسة الارثوذكسية
اشاد بقرار ذبح الخنازير واثني بشدة علي هذا الإجراء.. البابا شنودة وليس
الإمام الأكبر هو الذي اشاد واثني.. ففي أي شيء يتكلمون إذن ويتهمون
الدولة بأن القرار نوع من التمييز ضد الأقباط فقط؟

ثم.. من يتحدث عن التمييز.. عليه ان يعود إلي الإجراءات التي اتخذت في وقائع قريبة الشبه مما نحن فيه وتطمينات قرار ذبح الخنازير.


عندما هاجمتنا انفلونزا الطيور صدر قرار باعدام الطيور.. وكان أكبر المضارين اقتصاديا من ذلك هم المسلمون وغالبيتهم من البسطاء جدا.


.. و عندما صدر قرار ذبح الخنازير فان التصريحات التي لازمته أكدت انه
بعد انحسار المرض سيتم انشاء حظائر حديثة للخنازير خارج الكتلة السكنية
مثلما هو متبع في كل أنحاء العالم.

فلماذا هوجة عرابي التي نراها الآن؟


* * *


هذه واحدة.. أما الأخري فإنها الأسوأ.. وتوضح مدي خطورة هذا الفيروس الذي وصل الآن إلي الدرجة الخامسة.


إذا لا قدر الله وقفز خطر الفيروس إلي الدرجة السادسة.. فإنه ـ وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية ـ سيصيب 2 مليار نسمة.


لذا.. فإن الأزهر ودار الافتاء اتفقا علي إلغاء صلاة الجماعة وجميع
الشعائر الجماعية واغلاق المساجد إذا ما وصل الفيروس إلي هذه الدرجة.. بل
وسيطالبان ايضا بإلغاء الحج.

بقياس الأدني علي الأعلي.. سيتم بشكل تلقائي إغلاق المدارس والجامعات
والمولات ودور العرض السينمائي ووقف وسائل المواصلات الجماعية مثل مترو
الأنفاق والقطارات واتوبيسات النقل العام والميكروباص.. وتنفض الأسواق..
وتغلق محلات السوبر ماركت أبوابها.. وغير ذلك من المرافق التي تتميز
بالزحام الشديد وتلاصق الأجساد وتلاقي الأنفاس!

باختصار.. ستكون حياة بلا حياة.. حياة في انتظار قضاء الله.. وهذا هو السيناريو المتصور والمحتمل.


* * *

هل ننتظر حتي يأتينا الوباء؟.. وهل نلتفت
إلي دعاوي باطلة واتهامات مضللة واسافين مكشوفة ونخشي غضب الخارج وقلة
بالداخل ولا نخشي الله في الوطن والمواطن؟

المصلحة العامة تحتم ذبح الخنازير.. فلنذبحها.


.. والمصلحة العامة تحتم نقل حظائرها ومقالب القمامة خارج الكتلة السكنية.. فلننقلها.


.. والمصلحة العامة تحتم ان نسد آذاننا عن تطاولات وادعاءات البعض.. فلنسدها.


.. والمصلحة العامة تحتم تطبيق أقسي التدابير والضوابط لمنع وصول المرض.. فلنطبقها.


.. والمصلحة العامة تحتم مواجهة أي خروج علي القانون بمنتهي الشدة.. فلنواجه.


من حق كل دولة ان تراعي مصالحها ولا تلتفت للصراخ والتشنجات والوقاحات أيا كان من يطلقها.



** الأحـد: كلمـة عتـاب



تعودت أن أحترم الكبير حتي لو تجاوز في حقي وألا أرد أو اعتب بسبب هذا
التجاوز.. لأني اعتبر كل من هو أكبر مني وأكثر خبرة في مقام الأب أو الأخ
الأكبر أو الاستاذ إذا كان صحفيا.

لكن.. إذا مس التجاوز أحد الثوابت الستة المعروفة: الله والدين
والرسول والصحابة والوطن ورئيس الدولة.. فإنني هنا انسي تماما فارق السن
والخبرة ويكون من حقي الرد أو العتاب حسب درجة التجاوز.

* * *


الكاتب الكبير الاسـتاذ فهمي هويدي أحـد اعـلام الصحافـة المصـرية ولا يختلف علي حرفيته اثنان.. فهو بلا شـك كاتب من العيار الثقيل.


ومن حق الكاتب ـ أي كاتب ـ ان يكتب ما يشاء وان يعبر عن القضايا التي يطرحها بحرية.


لكن.. هذا الحق تكبله رقابة ذاتية تحد من الغلواء والشطط والاساءة إلي أحد الثوابت الستة.


ويبدو ان الرقابة الذاتية أخذت إجازة من استاذنا فأطلق العنان لقلمه واساء إلي الثابت الخامس.. الوطن.


* * *


كتب الاستاذ الكبير فهمي هويدي مقالا في جريدة "الشرق القطرية" غمز
فيه ولمز علي مصر منتقدا ان يكون "مصري" أمين عام الجامعة العربية واصفاً
ذلك باصرار مصر علي احتكار هذا المنصب. بما يعني ضرورة تداوله. ومنتقدا
كذلك سحب المغرب لمرشحتها د. عزيزة بناني لشغل منصب مدير اليونسكو مجاملة
لمصر واستجابة لضغوطها ـ علي حد قوله ـ مدعيا أن ذلك وغيره جعل دول المغرب
العربي تبدي تبرمها واحتجاجاتها وتتبني فكرة الانسحاب من الجامعة والبحث
عن مظلة أخري غيرها.

الذي أعرفه يا استاذ هويدي ان هذا الانتقاد والغمز واللمز إذا جاء من
أي شقيق عربي يكون مقبولا ويمكن مناقشته.. ولكن لا يجوز ابدا أن يصدر من
مصري خاصة إذا كان كلامه غير صحيح ووراءه غرض ما ويخلط فيه بين الخاص
والعام.

ان مشكلتك يا استاذ هويدي ـ والكل يعلم ذلك ـ مع مؤسسة الأهرام..
والأهرام مع احترامي الشديد لها ليست مصر.. وفي كل الأحوال لا يجوز ان
تسيء لمصر أو تطالب بسحب المناصب منها وانتقاد حقها الطبيعي في توليها.

ثم.. لماذا لم تطلب هذا الطلب في حياة جمال عبد الناصر عندما كانت
مصر تحتكر ـ سواء رضاء أو بالقوة ـ كافة المناصب العليا للمؤسسات
والمنظمات والمؤتمرات العربية؟

هل الكاتب الكبير لن يكون كبيرا إلا إذا هاجم مصر في "الجزيرة" أو "المنار" أو "الصحف القطرية"؟


لذا.. لزم التنويه والعتاب.. وكان الله في عون مصر وحماها من ابنائها قبل أعدائها.



** الاثنين: أكبـر تهـديد لمصـر



قلنا ومازلنا نقول إن البرنامج النووي الإسرائيلي هو أكبر تهديد لمصر والأشد خطرا.


وانتقدنا ومازلنا ننتقد ازدواجية المعايير في التعامل مع الملفات
النووية.. واتخاذ مواقف عنيفة من ملف إيران والتغافل تماما عن ملف
إسرائيل.. ومطالبة كل الدول بالتوقيع علي معاهدة منع الانتشار النووي
والتغاضي عن إسرائيل.. مما يخلق اختلالا في توازن القوي يؤدي إلي سعي بعض
الدول لامتلاك السلاح النووي في سباق محموم نحو كارثة محققة.

المعاهدة وقعت عليها 189 دولة.. ولم تنضم إليها إسرائيل رغم انها قوة
نووية غير معلنة. ولم توقع عليها الهند وباكستان رغم امتلاكهما قنابل
نووية. وكوريا الشمالية انسحبت منها عام .2003

حتي المرة التي تجاسرت فيها امريكا مؤخراً وقالت إن الانضمام الشامل
إلي معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية بما في ذلك الهند وإسرائيل
وباكستان وكوريا الشمالية يبقي هدفاً جوهريا للولايات المتحدة.. جاء الرد
سريعاً من تل أبيب بالرفض بحجة ان هذه المعاهدة غير مجدية.

يأتي ذلك في الوقت الذي ذكر فيه تقرير لمعهد "رءوت" الإسرائيلي حدوث
هزة أرضية بقوة 6 درجات علي مقياس ريختر في صحراء النقب التي يقع بها
مفاعل ديمونة خلال الشهرين القادمين.

المفاعل الإسرائيلي يقع علي الفالق الزلزالي السوري ـ الافريقي
واستناداً إلي دراسات لخبراء الجيولوجيا الإسرائيليين فإن الزلزال المحتمل
سيتسبب في حدوث شرخ كبير وضخم بالمفاعل ينجم عنه تسرب اشعاعي يكون سحابة
نووية قاتلة فوق إسرائيل والاردن ومصر وفلسطين وسوريا ولبنان.

إلي جانب ذلك فإن المفاعل في العقد الخامس من عمره وهو متهالك وتتسرب
منه الاشعاعات القاتلة دون ان يمسه زلزال وانه بالمقاييس العالمية يعد
خطرا ويجب اغلاقه.

يأتي ذلك في الوقت الذي نشرت فيه بعض وسائل الاعلام العالمية معلومات
عن عثور الوكالة الدولية للطاقة النووية علي آثار يورانيوم مخصب في مفاعل
انشاص.

المعلومات مغلوطة وقديمة.. حيث تعود إلي عام 2007 وكان من المنتظر ان
يتم الاعلان عن هذه المعلومات التي يتضمنها تقرير الوكالة خلال اجتماعها
الشهر القادم.. مما يضع علامات استفهام عديدة حول دوافع البعض في تسريب
هذه المعلومات الآن خاصة ان الأنشطة النووية المصرية ذات طبيعة سلمية ومصر
تتعامل مع الوكالة بمنتهي الشفافية.. بدليل انها اوضحت للوكالة ملابسات
الموضوع بأن آثار اليورانيوم عالي التخصيب ربما جاءت إلي البلاد من خلال
حاويات نقل نظائر مشعة ملوثة.. وقد اقتنعت الوكالة بذلك.

مؤكد هناك دوافع خفية وراء تسريب المعلومات في هذا التوقيت الذي تعقد
فيه اللجنة التحضيرية لمؤتمر معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية
اجتماعاتها وتهديد إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية والتقارب
السياسي بين واشنطن وطهران.

لا شيء مستبعد.. والمؤكد ان مصر تدرس الموضوع بمنتهي العناية والدقة.. والذي يطمئننا ويريحنا أننا لا نخفي شيئاً.



** الثـلاثاء: أرقـام مرعبـة



قرأت مجموعتين من الأرقام المرعبة والصادمة جعلت جسدي ينتفض بشدة.


* المجموعة الأولي اعلنها احمد اسماعيل عبده رئيس الاتحاد العربي
للصحة والغذاء وتضمنت ان عدد مرضي الكلي في مصر بلغ 5 ملايين مريض بسبب
تلوث مياه الشرب.. وان هذه المعدلات اذا استمرت فلن يكون هناك شعب سليم
وسيكون في حاجة إلي من يعوله!

وقال امام المؤتمر الدولي التاسع للاطراف الصناعية ومؤتمر الجمعية
المصرية لتصلب الشرايين بالقاهرة ان ربع العرب مصابون بالسكر وان 15%
يعانون من الهيماتويد.

* المجموعة الثانية اعلنتها جمعية المأذونين الشرعيين بأن متوسط عدد
حالات الطلاق بمصر بلغ 300 ألف حالة سنوياً 42% منهم من المتزوجين حديثاً
و55% بين النساء العاملات.

الأرقام تجعلنا نضع ايدينا علي قلوبنا رعباً علي صحتنا خاصة بعد أن
تفشي المرض العضال المتمثل في انعدام الضمير والغش التجاري علي نطاق
واسع.. وخوفاً علي استقرارنا الأسري وقيمنا الاخلاقية إذ ان 300 ألف مطلقة
جديدة كل سنة تصيب المجتمع اصابة مباشرة في التزامه واخلاقه واستقراره.


** الأربعـاء: الإجهاض.. افضـل



أؤيد بشدة الفتوي التي اعلنها الإمام الأكبر د. محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر واجاز فيها اجهاض جنين "المغتصبة".


ولكن.. ليسمح لي فضيلته بأن اعارضه الرأي في ان يكون ذلك بشرط ان تكون
المغتصبة طيبة السمعة ونقية وطاهرة وان يكون الاجهاض في الشهر الأول.

تأييدي لفضيلة الإمام الأكبر يستند إلي قاعدة ان "درء المفسدة مقدم
علي جلب المنفعة".. ولاشك ان بقاء الجنين من سفاح لا ارادي أي اغتصاب به
ضرر للطفل بعد ان يحل ضيفاً علي الدنيا.. حيث سيكون ـ نظرا لوضعه
الاجتماعي ـ قنبلة موقوتة داخل المجتمع مما يعرضه لمفاسد لا حصر لها..
وبالتالي فإن التخلص منه افضل.

ومعارضتي لأن النقاء والطهر وحسن السمعة أمر نسبي.. فليس شرطاً أبداً
أن يقتصر عدم النقاء أو الطهر وسوء السمعة علي المسجلات آداب.. المظاهر
خداعة.. فقد يحسن الظن في منحرفة تجيد التخفي. وقد يساء الظن في منضبطة
لغرض في نفس يعقوب.

اري جواز اجهاض المغتصبة علي الاطلاق دون البحث في سيرتها بالمجتمع
لصالح الطفل.. والشرط الوحيد الا تكون الروح قد تخلقت في الجنين.. وهذا
يحدده المشرعون بمدة زمنية لا يختلف عليها اثنان.

عموماً.. انها شجاعة من الإمام الأكبر.. ان يعلن هذه الفتوي التي حتما ستثير جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض.



** الخميس: فرحـة... لـم تتـم



فرحنا جميعا بفريق الزمالك الجديد.. لما فيه من خير علي النادي الذي
عاني الأمرين وتجرع كأس العذاب اربع سنوات. وخير اكثر علي المنتخب والكرة
المصرية التي بدأ خطها البياني يهبط بشدة تأثراً لما يجري في الزمالك.

لكنها فرحة لم تتم.. وكأن مكتوباً علي هذا النادي قلة الراحة.


بعيداً عن استبعاد المستشار مرتضي منصور من الانتخابات لأن القانون
والقضاء سيحلان هذا المشكل.. فقد سعدنا بأن الانتخابات ستعقد في موعدها
وسيكون هناك مجلس إدارة منتخب من القاعدة العريضة يوقف المهازل التي هدت
النادي.

بطبيعة الحال.. فإن من حق كل مرشح سواء للرئاسة أو العضوية أن يعرض
برنامجه في ندوة وتنقلها وسائل الاعلام المختلفة من صحافة وتليفزيون إلي
جماهير ومحبي النادي.

في أول يوم للندوات.. منعت الإدارة المؤقتة للنادي دخول وسائل
الاعلام لتغطية الندوات.. وبالتالي تحولت إلي ندوات سرية.. في اجراء غريب
لا اعرف معناه أو مغزاه.

احد اعضاء النادي قال لي إن الإدارة خائفة من قيام مرتضي منصور بخطف الميكروفون ومهاجمتها علي الملأ!!


انا استبعد تماما قيام مرتضي منصور بذلك.. ولكن.. حتي لو فعل فمن أي
شيء تخاف الإدارة؟ ثم.. ألم يخطر في بالها ان مرتضي يمكنه عقد مؤتمر صحفي
عالمي امام بوابة النادي في الشارع ويقول فيه ما يشاء؟

ان اعلام الناس بالحقيقة.. هو حق من حقوق الإنسان.. وبالتالي.. لا
أري في الاجراء الذي اتخذته إدارة الزمالك أي حق أو منطق.. بل انه اجراء
ادانها بشدة امام الجماهير العريضة.


** الجمعة : كلمـات .. لكـل العصور



قال تعالي : "¤ّرّبَيكّ يّخًليقي مّا يّشّاءي ¤ّيّخًتّاري مّا كّانّ
لّهيمي ًَخىيّرّةي سيبًحّانّ َلَّهى ¤ّتّعّالّي¢ عّمَّا ييشًرىكيونّ ¼68*
¤ّرّبَيكّ يّعًلّمي مّا تيكىنَي صيديوريهيمً ¤ّمّا ييعًلىنيونّ ¼69*
¤ّهيوّ َلَّهي لا إلّهّ إلاَّ هيوّ لّهي ًَحّمًدي فىي الأيولّي¢
¤ّالآخىرّةى ¤ّلّهي ًَحيكًمي ¤ّإلّيًهى تيرًجّعيونّ " .. القصص 68-70

كلام في الكذب


* إذا كانت الخمر "أم الكبائر".. فالكذب "ابوها".


* كل الكذابين "توائم".. حتي عندما يكذبون علي بعض.


* الكذب قد ينجيك من "جنحة" لكنه حتماً سيقذف بك في "جناية".


* ليست هناك كذبة بيضاء وأخري سوداء وثالثة بمبي ورابعة فوشيا.. الكذب كذب وكثرته تجعلك يوم القيامة "كذابا".


* أخيراً.. قبل أن تقسم بالله ـ صادقاً أو كاذباً ـ تذكر أنك ستقف
أمام من تقسم به في يوم تشخص فيه الأبصار والأمر يومئذ لله الواحد القهار.

.. وهذا نزار.. يعلن "خلاصة القضية"..


خلاصة القضية


توجز في عبارة


لقد لبسنا قشرة الحضار


والروح جاهلية


* * *


ما دخل اليهود من حدودنا


وانما تسربوا كالنمل من عيوبنا


* * *


جلودنا ميتة الاحساس


أرواحنا تشكو من الافلاس


أيامنا تدور بين الزار والشطرنج والنعاس


هل نحن خير أمة قد اخرجت للناس؟