نازحون أوسيتيون يروون مشاهد الرعب في «ليلة القصف الرهيب»

أصيب بشطية في ظهره.. أما منزله فدمره القصف العنيف.. اسمه ديمتري ديوسوييف «٢٦ عاماً» ممدد في أحد مستشفيات فلاديكافكاز في القوقاز الروسي.. ويروي أحداث ليلته في قبو منزله في تسخينفالي حين شن الجورجيون هجومهم علي أوسيتيا الجنوبية.
وقال «كل شيء كان يحترق». ونقل ديمتري صورة ما واجهه قائلاً: «شاهدت أفلاماً عن الحرب العالمية الثانية لكنني لم أعش رعباً كالذي عشته تلك الليلة. كل شيء كان يحترق. مبني الحكومة المجاورة لمنزلي، البرلمان، متجر لألعاب الأطفال، كل شيء».
وأضاف: «نزلت إلي القبو مع عائلتي حين بدأ القصف، وعبر صاروخ المنزل وانفجر في القبو وتطايرت الشظايا في كل الأنحاء.. ثم فقدت الوعي قبل أن أنقل إلي قبو آخر، واهتم بي ابني إلي اضطررنا إلي عبور المسالك الجبلية، وكانت دبابات جورجية تقصف الطريق».
وعلي غرار سائر النازحين، فر ديمتري من منطقة المعارك سالكا ممرا علي الحدود وصولاً إلي مدينة فلاديكافكاز الروسية.
وعلي السرير المجاور، يستلقي مارديك تاتاييف «٢٧ عاماً» الجندي في القوات الأوسيتية الذي أصيب في قدمه خلال القصف الذي طاول تسخينفالي والذي تم إجلاؤه الجمعة الماضي.
وروي مارديك الذي لا يعلم شيئاً منذ ٣ أيام عن أهله وجديه المحاصرين في تسخينفالي: «كنت في الشارع.. ووقع انفجار.. وكان الجورجيون يقصفون ثم دخلوا المدينة.. لقد شاهدت الدبابات».
وفي أحد فنادق فلاديكافكاز التي خصصت لإيواء النازحين، تتذكر ليلي كوكويفا «٣٩ عاماً» باكية كيفية هروبها مع ابنها ونساء وأطفال آخرين، حين بدأ الجورجيون يصفون قريتها دمينيزي، وقال: «كانوا يدمرون قريتنا.. وذهبنا في قافلة عسكرية.. ثم توجه رجال القرية جميعاً إلي الغابة لمقاتلة الجورجيين».
وأضاف ليلي باكية وهي تضغط علي هاتفها المحمول «أمي مريضة، وفي القبو تنتظر»، فيما لايزال أقارب ليلي محتجزين في قبو تسخينفالي فيما يقاتل ابنها الآخر في صفوف القوات الأوسيتية..