نيتانياهو‏..‏ العب غيرها؟‏!‏بقلم : محمد صابرين

من طرف جميلة الجمعة مايو 15, 2009 5:52 pm

سياسة خارجية
بقلم : محمد صابرين

نيتانياهو‏..‏ العب غيرها؟‏!‏

السيد
بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل في مأزق خطير‏,‏ فلديه متطرف مخبول
هو السيد ليبرمان اختاره ليكون واجهة الدبلوماسية الإسرائيلية‏,‏ ولحسن
الحظ للقضية الفلسطينية والعرب جميعا أن يتصدر ليبرمان المشهد‏,‏ فهو
الرجل الذي رفض مبارك أن يقبل بوجوده‏,‏ كما أن الرأي العام المصري
والعربي يرغب في أن يذهب ليبرمان هذا الي الجحيم‏,‏ وذلك ليس لتهديده بضرب
السد العالي أو احتلال سيناء‏,‏ أو تهجمه علي زعيم مصر‏,‏ ولكن لصفاقته
الشديدة بحديثه هو أيضا عن السلام‏,‏ ولا تقتصر متاعب نيتانياهو عند
ذلك‏,‏ بل أن أوباما يدعوه لحل الدولتين‏,‏ وسلام دائم بالشرق الأوسط‏,‏
وإخضاع الترسانة النووية للتفتيش الدولي‏,‏ والانضمام لمعاهدة حظر انتشار
الأسلحة النووية‏,‏ ويفرض عليه قيودا بشأن التسرع في مهاجمة إيران لإغراق
أمريكا في مستنقع آخر مثلما سبق وأن دفعت تل أبيب واشنطن الي مستنقع
العراق‏,‏ وفيما يبدو أن المصائب لا تأتي فرادي‏,‏ فقد رفعت أوروبا صوتها
للمطالبة بدولة فلسطينية‏,‏ بل إن الأمم المتحدة رفعت صوتها هي الأخري‏,‏
ومنظمات حقوق الإنسان‏,‏ والمحاكم الأوروبية تنظر الآن قضايا ضد قادة
إسرائيل‏!

.‏وسط هذا كله يخرج نيتانياهو علينا بأكذوبة ضخمة ليقول
لمبارك‏:‏ أنت صديق لي ولشعبي ودولتي؟‏!,‏ مثلما يقول أهل القانون إن
البينة علي من ادعي فالثابت لكل من رأي نيتانياهو خلال وجوده الي جوار
مبارك أن وجهه كان ممتقعا‏,‏ في حين أن الرئيس لم تكن تبدو عليه أي علامات
الترحيب بزائره‏!,‏ كما أن الجميع داخل أو خارج إسرائيل يتفق علي أن ما
بين مصر وإسرائيل سلام بارد‏!,‏ والنقطة الأهم أن الشعب المصري ناهيك عن
الشعوب العربية لا تزال في مجملها ترفض العلاقات الطبيعية مع تل أبيب‏,‏
ولاتزال تتطلع لإنهاء الاحتلال‏,‏ وحصول الشعوب‏:‏ الفلسطيني والسوري
واللبناني علي أراضيهم المغتصبة‏,‏ وذلك قبل التفكير في التحرك باتجاه
الهدوء والاستقرار‏.‏

إذن نيتانياهو يكذب علي نفسه‏,‏ إلا أنه حاول
خداع شعبه والغرب ـ خاصة أمريكا ـ أنه يحظي بتفهم في العالم العربي‏,‏ بل
آذان صاغية في مصر‏,‏ إلا أن مبارك أحبط خداعه‏,‏ وخاطب الرأي العام
الإسرائيلي مباشرة بتأكيده حل الدولتين‏,‏ وضرورة وقف الاستيطان‏,‏ وقال
للإسرائيليين يجب ألا نضحك علي بعض‏..‏ حصل التطبيع ولم يحدث تقدم‏..‏
اعمل تقدم كبير جدا وشجع الدول العربية‏,‏ إذن الرسالة واضحة‏:‏ نريد
أفعالا لا أكاذيب إسرائيلية‏,‏ وعلي السيد نيتانياهو أن يجرب خداعه في
مكان آخر‏,‏ وبالمثل الدارج إلعب غيرها‏!‏