الجسد.. مقابل وظيفة

الجسد.. مقابل وظيفة

منذ صباها المبكر. وهي تسمع أنها "محجوزة" لابن عمها. فهو "أولي" بها من الغريب. كما كانوا يقولون دائما.


كبرت تخرجت في الجامعة وتزوجت بصاحب "القسمة والنصيب". الذي اكتشفت
أنه من "النوع النفعي" الذي لا يعرف كيف يأكل من "عرق جبينه". فوضعها علي
أول "سكة الضياع"!!

لم يكن غريبا أن يطرق العرسان باب "مايسة" وهي في المرحلة الثانوية
فهي جميلة وخرطها خراط البنات.. يومها سمعت لأول مرة أنها "مخطوبة" لابن
عمها في البلد.

كان ابن العم يكبرها بعدة سنوات. عندما كانت تجلس معه أثناء زيارتها
لمسقط رأسها. كانا يتناقشان كأشقاء. لكنها منذ تلك اللحظة بدأت تفكر فيه
كعريس.. فهل يا تري يصلح أن يكون نصفها الآخر؟!

انطلق صوت داخلي يقول لها.. لا تبيعي نفسك.. كل شيء بأوانه.. فلماذا
ستدخل في مناقشات وصراعات حول ما إذا كانت ستختار هذا الشاب.. أم أن قلبها
سوف يدق لشخص آخر؟

علي العكس منها تماما.. كان العريس متعثرا في دراسته و"دلوعة أمه".. فتخرج في الجامعة "بعد طلوع الروح" ومع ذلك.. لم يبحث عن عمل!!


بدون ان يأخذ احد رأيها.. بدأت الاستعدادات لاتمام إجراءات الزواج. بمجرد أن تنهي "العروس" امتحانات السنة النهائية في الجامعة.


بالصدفة.. وصل إلي مسامعها حوار حول تجهيز شقة شيدها عمها في منزله
لتكون عش الزوجية فقالت لأمها: ألم يكن من المنطقي أن تسألوني عن رأيي في
العريس؟

ردت: ونأخذ رأيك ليه .. وهل ممكن أن ترفضي ابن عمك؟


دلوعة


ولماذا أوافق عليه.. انه "دلوعة".. ولا يعمل. فهل سأتزوج رجلا وانتظر أن ينفق علينا والده؟


بلاش خيبة.. ألف بنت في البلد افضل منك تتمني ان تتزوجة.. عريس مثله..
لا يتعجل الوظيفة. تأتي علي مهلها. فالخير كثير ووالده معاه فلوس "علي
قلبه" تكفي لفتح 100 بيت!

من الناحية النظرية.. كان كلامها "صح".. فالعريس ميسور الحال. ويمكن
اعتباره رجل أعمال. باعتبار انه يدير أملاك والده ويشرف علي "الأطيان"..
ثم ان الكثير من زملائها في الجامعة. من اولاد رجال الأعمال الأثرياء. لم
يعملوا بعد أن تخرجوا في الجامعة.. فالشهادة بالنسبة لهم مجرد "برستيج".
أو ليعلقونها فقط علي "الحائط".

أعادت التفكير في الأمر من وجهة نظر جديدة.. فهي من ناحية لم ترتبط
بقصة حب مع أي شاب آخر. ومن جهة أخري لم يكن ابن عمها "دمة ثقيل" علي
قلبها.. صحيح ليست بينهما مغامرات أو قصة حب. وكان الشاب يحسن استقبالها
ويكون في خدمتها عند زيارتها للقرية. باعتبار أنها ابنة عمه ومن "دمه
ولحمه" وهذا "الاستظراف" المتبادل يمكن أن يكون بداية للبناء عليها. فقد
يأتي الحب أسرع مما تتوقع.

في أول زيارة لها ل "البلد" بعد حصولها علي الشهادة.. استقبلتها زوجة عمها بالاحضان: أهلا بعروسة ابني.


ومع انها عبارة ترحيب عادية.. إلا أنها كان لها مغزي كبير.. والطريف ان الفتاة لم تعلق واستقبلت هذا الترحيب بصدر رحب.


كالعادة الفرصة للشابين للحديث معا علي انفراد. فهي في بيتها. ولا
توجد حواجز أو احتياطات أمن بين أفراد الاسرة..لكن الحوارات هذه المرة
أخذت شكلا جديدا. غير تلك المشاحنات "البيزنطية" التي كانا يدخلان فيها
زمان.

تحدث الشاب إليها بلهجة مختلفة.. قال لها إن والده فاتحه في "الموضوع".. أيه رأيك"؟


لم تعمل نفسها "مش فاهمة".. وتحدثت إليه بصراحة فمثل هذه الأمور لا
تصلح معها "انصاف الحلول".. قالت إنها ليس عندها اعتراض عليه. ولا علي
العودة للاقامة في مسقط رأسها. فهو قريب جدا من القاهرة. ناهيك عن انه لم
يعد هناك فارق كبير في مستوي المعيشة. بين الريف والحضر.

مشروع خاص


ولكن: هل ستظل بدون عمل؟


قال: لا.. طبعا سأعمل.. أو سيكون لي علي الأقل مشروعي الخاص.. فلم يعد
أحد يهتم ب "الوظيفة الميري" بجانب ان راتبها لم يعد له قيمة.. لكنني لا
اتعجل الأمور الآن.. أريد أن اتمتع بحياتي قبل الانشغال في العمل.

بدا لها كلامه منطقيا.. فيوما ما سوف يصبح "رجل أعمال" وبدورها سوف
تدفعه للأمام.. لتجعل منه "حاجة".. ولم لا.. ألا يقولون أن وراء كل رجل
عظيم إمرأة.

استبشرت خيرا.. وبدأت تعيش احساس "العروس" وتخطط للمستقبل.. اصبحت
تتدخل في "فرش" البيت ليكون علي ذوقها.. وبعد بضعة أشهر فقط دخلت "عش
الزوجية".. برضاها.

مرت أيام وأسابيع.. وزوجها علي نفس الحال للفجر أمام التليفزيون أو مع اصدقائه. وينام طوال النهار.


قطيعة


وحدث ما كانت تخشاه.. فقد نشبت خلافات بينها وبين "حماتها" انتهت
بقطيعة كاملة وامتناع الأب عن الانفاق عليه. وزاد تدخلات شقيقاته في توسيع
الهوة بين الفريقين. و"بعد عمر طويل لابنهن" سيكون "ديك البرابر" قد "شطب"
علي كل شيء. وربما يترك لهن الديون فقط.. وها هي الفرصة للضرب والضغط علي
الشاب الذي ينطبق عليه المثل "أكل ومرعي وقلة صنعة".

بسرعة.. جفت "منابع" الدخل. وانكشفت الاسرة الصغيرة.. حتي توسلات الابن لم تجد نفعا في السيطرة علي الأمور.


و"ايه الحل".. قالها الزوج لزوجته معاتبا. فهي في رأيه سبب المشكلة.. قال لها: "مش كان احسن تحلي مشاكلك مع أمي بالعقل"؟


ردت: "وانت فين".. لماذا لا تبحث عن عمل.. ثم اردفت: وانا كما من الصبح سأبحث عن أي وظيفة.


لغة العصر


لم يكن أمامها حل آخر.. اقتحمت "مايسة" الميدان.. لم تكن مهمتها صعبة
بعكسه هو.. فهي تجيد العمل علي الكمبيوتر "لغة العصر".. وجمالها المقبول
يفتح لها السكك المغلقة.

بعد فترة وجيزة.. عادت إلي البيت ببال مشغول.. فقد وجدت وظيفة
كسكرتيرة في شركة استثمارية.. لكن لم تعجبها نظرات "المدير". الذي يبدو
كذئب جائع يحوم حول الفريسة.

أعربت لزوجها عن مخاوفها من العمل مع رجل من هذا النوع.. فرد عليها بحماس: بلاش خيبة المرتب كبير ودي فرصة لن تتعوض!


لكن الرجل سمعته "مش كويسة" ويشاع انه يتحرش بكل امرأة تصادفه. ولا يتركها في حالها إلا بعد أن يوقعها في شباكه.


"زغر" لها.. قال غاصبا: البنت الحرة تحافظ علي نفسها ولو كانت في غابة من الذئاب.


قالت: سأجرب.. ولن أحكم علي الناس من خلال الشائعات.


بدأت.. ضغوط "الذئب" عليها منذ اليوم الأول.. طلب منها ان تغير
"الاستايل" الخاص بها. وترتدي ملابس "شيك" لتتناسب مع الموقع الذي تشغله.
فهي واجهة الشركة. ولابد أن تكون "مشرقة".

كان مطلوبا منها أن تخلع الحجاب.. أو علي الأقل تتركه ك"منظر" فقط. بشرط ارتداء جوب قصير وبلوزات ساخنة.


عادت إلي زوجها مهمومة.. قال له بدبلوماسية إن المدير "يضايقها" كلما
انفرد بها في المكتب. ويريدها أن تصبح "متبرجة" وقالت إنها ستترك العمل.

هاج وماج.. قال إنها "مش وش نعمة".. وأنها لا تعرف كيف تساعد زوجها في أوقات الأزمات.


قالت له: ألا تشعر بالغيرة.


قال: أنا واثق فيك.. والمرأة لا تعطي الرجل شيئا بغير رضاها.


ادركت أنها ستحصل علي الوظيفة مقابل "جسدها".


وأن زوجها "كبر" دماغه.. ووضعها علي أول طريق "الضياع".. وقال لها: "انت وحظك".. فنسفت "المشروع" و"خلعت".

لا حول ولا قوة الا بالله

يسلموووووووووووو

يعطيك العافية


يسلموووووووووووووووو


لاعدمناك