الحب والمال والعيال ضاعوا في لحظة

الحب والمال والعيال ضاعوا في لحظة

رغم قسوة الحياة المادية إلا انه صمد دون
أن يتزعزع أو يفر من معركة الدنيا حتي قابله الحب وتقدم لخطبة من أحب
لتكون شريكة حياته إلا انه فاجأهم جميعا بما لا يتوقعه أحد بعد رفضهم له
لظروفه المادية لتبدأ أحداث القصة مع هذا الشاب وهو يرويها قائلاً: رغم ما
عانيت من الحياة ومصاعبها وضراوة البحث عن لقمة العيش حيث كان لا يشغلني
في هذه الحياة سوي أن تستمر الحياة ليس أكثر وبعد انتهاء دراستي الجامعية
لم أجد وظيفة تشغلني لأسباب كثيرة أولها اسرتي المكونة من 6 اشخاص واب وام
يكافحون علي مدار سنوات عمرهم دون أن يشعر أحد بحجم المعاناة التي
يواجهونها حتي يأتي الليل لتبدأ قصة الأحلام لتنتهي بكابوس الصباح.

ورغم كل هذه المعاناة لا يشعر بهم أحد من الأقارب والجيران ويحمدون
الله حتي وصلت بصبرهم إلي انهاء المرحلة الجامعية لكن اثناء رحلتي إلي شرم
الشيخ للعمل بإحدي القري السياحية قابلت فتاة ايطالية تعرفت عليها
وتقابلنا مرة أخري تلو الأخري وحدثني بعض الاصدقاء عن امكانية اقناعها
بالزواج مني لتأخذني معها واسافر إلي ايطاليا ومنها تفتح ابواب الحياة لي
لأحقق أحلامي.

راودتني الفكرة مرارا وفي اجازتي واثناء وجودي في بيتنا وسط اسرتي
ذهبت مع اصدقائي لحضور احدي المناسبات لصديق لنا واثناء الاحتفال تقابلت
مع فتاة إحدي أقارب صديقي ومنذ النظرة الأولي من عينيها نسيت كل الدنيا
والحياة في شرم الشيخ ومعرفتي بايطالية والحوارات التي عشت فيها معها ومع
اصدقائي هناك واحببت قريبة صديقي كما يقال من أول نظرة انهارت وانهرت معها
عندما تقدمت رسميا لخطبتها لكن اهلها رفضوني لظروفي المادية واظلمت الدنيا
في نظري وعدت للعمل لأجد الفتاة الايطالية تنتظرني وقابلتها وأنا حزين
ومستاء من ظلم الحياة وإذا بالقدر يطلق لساني لأطلبها للزواج فلم تمانع
لحظة بل استقبلت الطلب بكل ترحاب وفرحة وذهبنا للسفارة وتزوجنا دون أن
يعلم أحد من أهلي وحان موعد سفرها فلم استطع أن أسافر معها وأخبرتني بأنها
ستعود بعد ثلاثة شهور وقبل أن أودعها في المطار تركت لي مظروفا وطلبا مني
ألا أفتحه إلا بعد ركوبها الطائرة وبعد ما ودعتها فتحت المظروف لأجد فيه
شيكا بمائة ألف جنيه قرأت الرقم وأنا في ذهول وأسرعت للاتصال بها لأخبرها
لماذا فعلت ذلك فما كان منها إلا أن قالت لي بأنها تتمني حينما تعود تجدني
في أحسن حال وأن أجهز منزلا للزوجية لنعيش معا به.

جلست لساعات شارد الذهن لا أدري ماذا أفعل.. فطلبت اجازة من عملي
وعدت إلي منزل الاسرة وعشت في صمت رهيب لمدة يومين وأثناء تجولي بجوار
منزل الفتاة التي أحببتها بقلبي وروحي تقابلنا بالصدفة وانهارت علي صدري
وهي تبكي بحرقة وتطلب مني عمل أي شيء اقدر عليه لكي لا ينتهي حبنا.. وبدون
أن أشعر توجهت إلي منزلها وألقيت ما بداخلي لأهلها بعد أن اظهرت علي
ترابيزة الشاي التي كانت أمامي مبلغ خمسين ألف جنيه وطلب يدها للمرة
الثانية ورغم ذلك ازداد رفضهم لي مما أصابني بالذهول وسألت نفسي سؤال هل
رفضهم لي هذه المرة يرجع لإيه فهم رفضوني المرة الأولي بسبب الفلوس والآن
بعد ما تملكتها واحضرتها لماذا يرفضوني لتكون الاجابة لي وكأنهم يسمعوني
ويسمعون ما بداخلي اننا نعلم ظروفك المادية جيدا ونعلم انك لا تستطيع
الحصول علي هذا المبلغ فمن أين جئت به إلا أن يكون عن طريق غير مشروع
فأقنعتهم بأن هذا المبلغ حصلت عليه من أحد الأجانب نظير خدمة اديتهاله حيث
كان يبحث عن شقة بمنطقة راقية لشرائها وكان خائفا من أن يقع في براثن
النصابين فأعطاني هذا المبلغ تقديرا لأمانتي معه ووعدني بالسفر معه لبلده
في الرحلة القادمة وانه سوف يبحث لي في هذه الرحلة عن وظيفة أو عمل ببلدة
ليساعدني علي الحياة.

علي الفور وافق أهلها علي ألا يتم من إجراءات الزيجة سوي خطبة وشبكة
فقط وتم حفل الزفاف بعد ثلاثة أشهر وأثناء شهر العسل وجدت حبيبتي
الايطالية تتصل بي لتخبرني انها ستصل القاهرة بعد اسبوع وتنتظر أن آتي
لنقضي سويا شهر العسل في بيتنا الجديد الذي من المفروض أن أكون قمت
باعداده خلال هذه الفترة فلم أدري ماذا أفعل وبعد اسبوع اخبرت زوجتي
المصرية بأنني سأسافر لتجهيز بعض الأوراق لسفري لمدة اسبوع ولأنهي إجراءات
استقالتي من عملي في القرية السياحية بشرم الشيخ وسافرت واستقبلت زوجتي
الايطالية وتوجهنا إلي إحدي الشقق المفروشة التي استأجرتها وأخبرتها بأنها
هي الشقة التي جهزتها لتكون عش الزوجية وعشت معها أحلي شهر عسل وخلال هذه
الفترة كنت أتحجج واذهب إلي زوجتي الأخري ولكن شعرت بأنني في صراع وأسأل
نفسي أين أنا من وسط كل هذا ماذا لو عرفت احدهما بأمري وانتهي الأمر
بإصدار جواز سفر لسفري إلي ايطاليا مع زوجتي للإقامة هناك وسافرت وتركت
زوجتي المصرية لتعيش مع أهلي وأهلها علي وعد مني بأنني سوف أعود لأخذها
معي لنعيش سويا بالخارج ورغم اصرارها أن تودعني بالمطار إلا ان رفضي كان
أقوي متعللا بأنني لا أقدر أن أفارقها في اللحظة الأخري لضعفي وحبي الشديد
لها ولا تعلم بأن الأخري في انتظاري وبعد سفري وحصولي علي الجنسية تعدلت
حالتي الاجتماعية والمادية واصبحت ميسور الحال واصبح لي من الأولاد اثنان
احدهما من ام مصرية والآخر من ام ايطالية واصبح عندي شركة كبيرة باسمي
وتحت تصرفي فما اخذته من الأولي اعطيتها اياه وأكثر لكن رغم كل ذلك كان
ضميري يؤرقني واسأل نفسي أولادي كيف يعيشون خمس سنوات دون أن يعرفوا بعض
والمفارقة الظريفة انهم ولدوا في نفس العام وكيف يعيشون وهم في عمر واحد
من اب واحد واشقاء ولا يعرفون بعضهم البعض وادرك مؤخرا ان هذه الجريمة
التي ارتكبتها بدافع الحصول علي حبي وعلي المال معا سيكون ضحيتها أولادي
واتخذت قراري في أن أعرف كل منهما بالحقيقة فكانت الصدمة الأولي بأن زوجتي
الأجنبية رفعت ضدي قضية خسرت فيها كل ما أملك حتي ابني وبعد ما عدت إلي
مصر فوجئت بأن زوجتي المصرية تركت المنزل وطلبت الطلاق ورفعت قضية وحصلت
علي ما تريد حتي منزل الزوجية أخذته وأصبحت الآن بلا أولاد وبلا مأوي ولا
زوجة.. اصبحت كما بدأت لا شيء أمتلكه حتي شبابي راح من أجل ارضاء زوجتي
والصرف علي أولادي الذين أعشقهم أكثر من نفسي وعمري.

يسلموووووووووووو