سوف يهزم الحزن بقلم : عبد القادر شهيب

سوف يهزم الحزن
بقلم : عبد القادر شهيب

لأنني جد أشعر بالحزن الشديد الذي يمزق
قلب الجد محمد حسني مبارك. الذي فقد حفيده الأول وحبيب قلبه وقرة عينه
"محمد" بشكل مفاجئ وصادم. وهو لم يتجاوز الإثني عشر عاما.

أشعر بالألم الذي يعتصر فؤاده. وهو يري ابنه الأكبر علاء يعاني لوعة
فراق الإبن. وأيضا وهو يري ألم رفيقة حياته علي فقد الحفيد.. كذلك ألم
حفيده الآخر علي فقد شقيقه الأكبر فجأة.. وألم زوجة ابنه علي فقد فلذة
كبدها.

إنه ليس حزن واحد.. ولكنها أحزان متعددة وآلام متنوعة.. كلها ضخمة..
عاتية.. فالارتباط بين الجد والحفيد لا يوصف.. والعاطفة بينهما صنعها الله
وبثها في القلوب. ولا يعرف سرها أحد.. ولكنها عاطفة يعيشها الجد والحفيد
باستمتاع وهبه الله لنا. وهي احدي نعمه لنا.. وعلي قدر ضخامة هذه المتعة
البشرية الطاهرة والعفيفة وانما يكون الحزن ضخما اذا فقد الجد الحفيد بشكل
مفاجئ وصارم.

ولكن لأنني اقتربت بعض الوقت من الرئيس مبارك أثق بما لديه من قوة
وإيمان وعزيمة وإصرار. بأنه سوف يتمكن - بإرادة الله ومشيئته - في أن
يتغلب علي هذه الفاجعة الكبيرة.. سوف يقوي عليها.. وسوف يتجاوز هذه المحنة
التي يشاركه كل المصريين اليوم مشاعره فيها.

فالرئيس مبارك مواطن مصري صميم.. مثلي ومثلك ومثلنا جميعا.. يحب بلده
بشدة.. ويهواها من كل قلبه.. ويعتز بانتمائه إليها.. ويسري كبرياء المصري
في عروقه.. وتمنحه مصريته قوة وعزيمة واصرارا تظهر دائما بجلاء وقت
الشدائد. وأيام المحن.

الرئيس مبارك خلال حياته المديدة واجه شدائد وأزمات عديدة شتي
وقاسية.. واجهها بقوة واصرار وعزيمة.. وتغلب عليها.. وقاد سفينة بلاده في
بحار أمواجها عاتية وخرج بها سالمة. لم يخدش استقلالها وكرامتها شئ.

الرئيس مبارك همومه واهتماماته مثل هموم واهتمامات المواطنين
المصريين العاديين البسطاء. لأنه واحد منهم.. عاش حياتهم البسيطة سواء في
القرية أو المدينة.. يغضب مثلهم وبشدة من العيوب والأخطاء.. ويفرح مثلهم
بقوة من كل عمل طيب أو انجاز بسيط في أي مجال. حتي ولو كان انجازا رياضيا.

ومن يتحدث إليه سوف يشعر بهذه البساطة التي تجعلك تحس أنك تعرفه عن
قرب منذ زمن طويل.. لكنها مع ذلك بساطة تغلف قوة وعزيمة واصرار.. بساطة
المصري القادر علي مواجهة الصعاب. في أي وقت.. وبساطة المصري الذي لا
تكسره الآلام ولا تقهره الأحزان..

لذلك..


سوف يتغلب الجد حسني مبارك علي هذه المحنة الإنسانية.. سوف يمنحه الله القوة والعزيمة والإصرار لمواجهتها والتغلب علي أحزانه.


سوف يدفن احزانه في قلبه مثلما تم دفن جثمان حفيده لكن روحه سوف تظل
مرتبطة بروح حفيده التي استردها بارئها ولعلها الآن تطلب من الجد أن يتغلب
علي احزانه ويقوي علي آلامه.

ولأن الأسرة الصغيرة تحتاج للجد قويا ومتماسكا ليساعدهم علي التغلب علي احزانهم. فإن الجد سوف يقوي علي احزانه.


ولأن الأسرة الكبيرة "مصر" تحتاج للرئيس مبارك فإنه بإذن الله سوف ينتصر علي هذه المحنة سريعا.