المنتجون.. مخرجون !!

.. والمنتجون.. مخرجون !!
طارق بركات : تدني مستوي الإخراج شجع المنتجين علي خوض التجربة
حسين فهمي : أمر طبيعي وموجود في العالم كله
مجدي الهواري : أفلامي تتمتع بشعبية عريضة وتحقق إيرادات

اتجاه المنتجين للإخراج ظاهرة ليست جديدة
علي الساحة الفنية كانت موجودة منذ زمن بعيد ثم بدأت تظهر ثانية هذه
الأيام في أكثر من فيلم.. فهل يعود ذلك لقلة المخرجين أم ضعفهم أم بسبب
الأزمة المالية العالمية؟!

يقول الفنان "حسن يوسف" لا توجد مشكلة في أن يخرج المنتج خصوصا إن
كان لديه الحس والدراسة للإخراج فأهلا وسهلا به بل بالعكس إذا نجح في ذلك
سيقلل من نفقات الإنتاج ويعود بالفائدة علي العمل كله لأنه يعي كيفية
الانفاق علي العمل الفني.

أضاف: أنا أحد الذين أضافوا إلي الإخراج والإنتاج معا فعندما قدمت
بعض روايات "موسي صبري" للسينما كان لابد من أن انتهجها بنفسي حتي أصل
للجمهور بالشكل الذي أتمناه.

أشار إلي أن هناك نجمات بدأن تتعاملن مع الأزمة المالية الحالية
للسينما بشكل ذكي جدا منهم الفنانة نبيلة عبيد وليلي علوي الأولي بتخفيض
أجرها والثانية باشتراكها المباشر في الإنتاج بحيث تكون شريكا وممثلا في
نفس العمل.

المؤلف طارق بركات الذي قدم أول عمل سينمائي له بعنوان "أزمة شرف"
وهو أول إخراج للمنتج وليد التابعي.. يقول: هناك اجتهادات علي الساحة
الفنية خاصة في السينما لأن الموضوع أصبح يسمح بذلك نظرا لأن هناك تدنيا
في مستوي الإخراج بصفة عامة الأمر الذي جعل كثيرا من المنتجين يفكرون في
الدخول إلي الإخراج.

أضاف: هناك منتجون قدموا أعمالا جيدة جدا في تجربة الإخراج علي مدي تاريخ السينما مثل رأفت الميهي وحلمي رفلة وغيرهما.


تابع: منتجو الأفلام السينمائية الذين قاموا بالعديد من التجارب
الإخراجية من المخرجين المعروفين ولهم أعمالهم المتميزة بعد أن نشأوا في
كواليس السينما أمثال هاني جرجس فوزي ووليد التابعي عكس ما كان يحدث من
قبل في أفلام المقاولات واقتحام من ليس لهم أي صلة بالفن والإنتاج
ويدخلونها علي أنها تجارة رابحة مما أضعف الساحة الفنية!!

الآن أصبح الفيلم السينمائي يحمل صبغة المنتج في وجود
المخرج!..المخرج "مجدي الهواري" يري أن أكبر دليل علي نجاح أفلامه أنها
تتمتع بشعبية جماهيرية عريضة.

النجم حسين فهمي يري أن اتجاه المنتجين للإخراج أمر طبيعي وموجود في
العالم منذ زمن بعيد لأن الفن مبني علي الإبداع.. والإبداع لا تقف أمامه
حدود للاكتفاء بعمل دور محدد طالما أن الفنان قادر علي العطاء في أي مجال
فني والفن عمل جماعي قبل أي شيء وأكبر دليل ذلك نجاح الهام شاهين كمنتجة
لفيلم "خلطة فوزية" وسعاد حسني كمغنية وممثلة ومنتجة وغيرهما من الفنانين
والمنتجين والمخرجين فلماذا لا نعتبر هذه إضافة للحركة الفنية؟

ويري الناقد د.رفيق الصبان أن المنتجين لم يضيفوا شيئا للإخراج حتي
الآن في السينما بما فيهم رمسيس نجيب أما إذا كان هناك منتج موهوب في
الإخراج فلماذا لم يقدم الجيد والجديد الذي يضاف إلي السينما؟

أضاف: لا اعتقد أن هناك عملا جيدا من الممكن أن يرفضه الجمهور فالموهبة تفرض نفسها علي الجميع والجمهور هو الحكم لأنه يتذوق جيدا.


المنتج هاني جرجس فوزي خاض أول تجربة إخراج في فيلم "بدون رقابة"
ويقول أنا مساعد مخرج قبل أن أكون منتجا ولي 23 فيلما ساعدت في إخراجها
ومنها "الراقصة والطبال" ولازال التحقيق مستمرا وعصر الحب وأرجوك أعطني
هذا الدواء ودنيا الله وهي أفلام لمخرجين كبار لهم تاريخ وتعلم علي أيديهم
أكثر من مخرج منهم حسين كمال وحسن الإمام.

أشار إلي أن الإنتاج كان إضافة له باعتبار أن والده كان أحد أصحاب
شركات الإنتاج من قبل وبعد وفاته تولي هو إدارة الشركة وكان ذلك بمثابة
إطلالة أوسع علي عالم الفن بصفة عامة سواء في النواحي الفنية أو الإنتاجية
أو التنفيذية بالإضافة إلي تجربته كمساعد مخرج علي مدي الأعوام السابقة
ونجاحه بالفعل في فيلمه الأخير "بدون رقابة" الذي حقق معدلات كبيرة في
الإيرادات.

أضاف: العمل الجيد يفرض نفسه في السوق لأن الجمهور لا يضحك عليه أحد فهو علي وعي بكثير من الأمور ولا يدفع أمواله في شيء باهت.


ويقول مخرج المسلسلات الدرامية "أحمد خضر" إن الإخراج يختلف تماما عن
الإنتاج أو عن المساعدة في الإخراج لأن المخرج له أكثر من مساعد منهم
المساعد الأقرب إليه الذي يري برؤيته التنفيذية بخلاف مساعديه الآخرين
المتعلقين بالاكسسوار والديكور والملابس موضحا أن هناك عشوائية في السينما
يجب الحد منها والبدء في تناول موضوعات جادة وبناءة تفيد المجتمع وتعيد
كثيرا من القيم مثل الرومانسية الضائعة وغيرها من الموضوعات الجيدة!

تقول الفنانة الشابة ياسمين الجيلاني زمان كان هناك مخرجون ومنتجون
لديهم رسالة وفكر ويملكون القدرة علي التواصل مع المشاهدين من خلال
أفلامهم وعملوا في الإخراج والإنتاج معا منهم يوسف وهبي ونجيب الريحاني
وعادل خيري لكن الآن تراجعت هذه الظاهرة.

ويلقي الفنان سعيد عبدالغني بالمسئولية علي مخرج الفيلم فهو المسئول
الأول والأخير عن الفيلم ودائما المنتج يذكر أنه تحت أمر المخرج لأنه له
رؤية خاصة وإذا فشلت تعود بالفشل علي الفيلم وإذا نجحت كان نجاحا للفيلم
أما تحول المنتج لمخرج والجمع بين وظيفتين فهو أمر غير طبيعي رغم أن الجمع
بين الاثنين حلم يراوده لأن العمل ينسب إليه بجانب التحكم في العمل ككل
فإذا نجح المنتج في تقديم شيء جديد يصل إلي الجمهور وضع أقدامه علي قائمة
المخرجين والمنتجين الناجحين وهذا حقه فلا مانع لأن يخرج المنتج إذا كان
ناجحا لكنني لم أر هذه الظاهرة حتي الآن.