امرأة بختها مايل

استطردت تروي حكايتها من البداية قائلة: أنا امرأة في الخامسة والأربعين
من العمر تزوجت منذ ربع قرن من شاب يعمل في احدي الشركات الخاصة بعد أن
ربطت بيننا قصة حب رائعة ووعدني بالجنة الموعودة وانه سيضغني في سويداء
قلبه وعشت معه في بداية زواجنا في نشوة وسعادة وانجبت ثلاث بنات فبدأت
المشاكل تثور بيني وبين زوجي بسبب مصاريف البنات ومتطلبات المعيشة بعد أن
ساءت أحوالنا بشدة واصبحنا نواجه شطف العيش ونعيش علي حد الكفاف فأبو
البنات بات راتبه ينفد في نصف الشهر ويبدأ في الاقتراض ومد يده لشقيقه
الأكبر الذي ضاق ذرعا منا وقطع علاقته بنا. منذ ذلك الحين قررت النزول إلي
العمل لمساعدة زوجي وكانت البداية حين التحقت للعمل كخادمة في بيت أسرة
ثرية وكسبت ثقة جميع اعضائها فأجزلوا لي العطاء من أجل بناتي وبعد سنوات
قليلة اصبحت احضر الخادمات من القري للعمل لدي الأسر الميسورة في الأحياء
الراقية وذاع صيتي في هذا المجال واصبحت احقق دخلا كبيرا من ورائه وبدأت
الحياة تبتسم لنا واصبحنا نعيش في ترف ورغد وسعة وبذلت كل ما في وسعي
لادخال البهجة والسعادة علي بناتي وتعويضهم عن الأيام القاسية التي مرت
علينا والتي مازالت مرارتها عالقة في حلقي حتي اليوم.

البيت الجديد


وعملا بشعار "زيتنا في دقيقنا" كان لزوجي قطعة أرض ميراث عن والده
بقريتنا فقمت ببنائها وشيدت منزلا رائعا عليها من حصيلة مدخراتي ولم اهتم
حينذاك بأن الأرض باسمه لانني كنت واهمة وتصورت انه لا فرق بين مالي وماله
ولم أكن أعلم ما تخفيه لي الأيام.

فقد تبدلت أحوال زوجي الذي بات عصبي المزاج لاقصي درجة ولا يتحمل مني
أدني كلمه.. يثور لاتفه الأسباب في بادئ الأمر اعتقدت ان السبب في ذلك
وفاة والدته التي كان معلقا بها أو ربما يكون ضيق في صدره من تحملي كافة
المسئولية المادية التي من المفترض أنها تقع علي عاتقه هو.. المهم حاولت
جاهدة التقرب منه ومشاركته في همومه وحاولت ان ازيح عنه المتاعب وكانت
صدمة مروعة لي ياسيدي حين انهار وأخبرني انه في ورطة ولا يعرف كيف يخرج
منها واخبرني انني السبب فيها فانشغالي طوال اليوم في العمل واسفاري
لاحضاري الخادمات من بيوت أسرهن في القري والنجوع المختلفة ولد لديه فراغا
عاطفيا فوقع في براثن مطلقة جارة لنا وربطت بينه وبينها علاقة حب انجرف
فيها دون ان يشعر وتخطي كل الحدود بورقة الجواز العرفي اللعينة ولم يستيقظ
إلا علي الطوفان حين اخبرته حبيبة القلب انها حامل ولابد من عقد قرانه
عليها رسميا منعا من الفضائح وحتي لا تلوك ألسنة أهل القرية سيرتها
وينسجوا عنها الشائعات والحكايات حين تظهر ملامح الحمل عليها.

طعنة غادرة


وقع الخبر فوق رأسي كالمطرقة تسمرت في مكاني لا أقوي علي الحركة.. شلت
الصدمة كل تصرفاتي وشعرت بطعنة غادرة من شريك الحياة الذي بدلا من أن يرد
لي الجميل من أجل كل ما قدمته له ولبناته.. وبالطبع كان قراري نهائيا لا
رجعة فيه وهو الانفصال عنه حتي أنجو بما بقي لي من عمر.. توسل لي انهار بل
بكي أمامي يستعطفني ان اسامحه واقف إلي جواره في محنته.. لكن دون جدوي فقد
سالت الدماء من مشاعري واغلق قلبي بحجر صوان واصبحت لا اطيق حتي أري صورته
أو اسمع صوته.

وبالفعل اخذت البنات وتوجهت إلي بيت أهلي أجر اذيال الخيبة والانكسار
وخيبة الأمل وحاولت جاهده ان ألملم شتات نفسي واسودت الدنيا أمام عيني
وضاقت بي الأرض بما رحبت بعد ان ضاعت عشرة السنين والآن ارغب في معرفة رأي
القانون هل يكون من حقي مطالبة أبو البنات بالتكلفة التي تكبدتها في بناء
المنزل علي الأرض المملوكة له وإذا رغبت في طلب الطلاق للضرر هل يكون
زواجه العرفي سببا يجيز لي الحصول بسببه علي الطلاق وأخيرا رفع ضدي انذار
طاعة ولا ارغب في الدخول في طاعته فماذا أفعل.

يسلموووووووووووو