اليوم كوريا..وغداً إيران

كتب-رئيس التحرير:لجريدة المساء المصرية

التجربة النووية التي أجرتها كوريا
الشمالية أمس.. يجب ألا نغفلها أو نتجاهلها.. بل لابد من الوقوف أمامها
لدراسة الأسباب. وحساب النتائج. والتحذير من العواقب.

المفروض ألا يقف العالم عاجزاً يلطم الخدود. ويهدد. ويتوعد. ويفرض
عقوبات.. وكوريا لا تأبه بشئ وتجري التجربة تلو الأخري.. ثم يصف هذا
العالم التجربة بأنها "صفعة وقحة" تهدد السلم والأمن الدوليين.. وسرعان ما
تهدأ الأمور وتنتهي إلي لا شيء مثلما حدث بعد أن أجرت كوريا تجربتها
الأولي في أكتوبر .2006

لقد رأت كوريا مثلما تري الآن إيران أن ميزان القوي غير معتدل وأن
هناك كيلاً بمكيالين في المسألة النووية.. ثورة علي البرنامجين الكوري
والإيراني وإغفال تام للبرنامج الإسرائيلي.

هذه الثورة أججها جورج بوش بغباء حينما وضع كوريا وإيران ضمن محور
الشر.. وبدلاً من فتح باب الحوار معهما ناصبهما العداء في الوقت الذي كان
فيه أسخي من حاتم الطائي مع إسرائيل.. وبالتالي دب اليأس في بيونج يانج
وطهران من إمكانية إعتدال الميزان وزاد عنادهما ضد أمريكا.

***


نتيجة لذلك.. انسحبت كوريا من معاهدة حظر الانتشار النووي في يناير
..2003 ثم تأكد امتلاكها لأسلحة نووية ضاربة عرض الحائط بأية تهديدات أو
عقوبات.

الدليل.. أنها لم تتوقف بعد إجراء تجربتها النووية الأولي قبل ثلاث
سنوات.. فأجرت أمس تجربتها الثانية علي عمق عشرة كيلو مترات بقنبلة قوتها
20 كيلو طن وهي تعادل قنبلة هيروشيما في 8 أغسطس .1945

ولمجرد العلم فقط.. فإن أي قنبلة بقوة كيلو طن واحد لها قوة تعادل
انفجار ألف طن أي مليون كيلو من مادة "تي. إن. تي" شديدة الانفجار.. ومعني
ذلك أن قنبلة كوريا الثانية تعادل انفجار 20 مليون كيلو "تي. إن. تي".

هذا ببساطة شديدة يعني أن كوريا أعلنت عن نفسها كقوة نووية تاسعة بعد
الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن والهند وباكستان وإسرائيل.

***


ما فعلته كوريا.. هو نفس ما تسير فيه إيران.. فهناك عقوبات ضدها ولا
تبالي. وتهديدات بضربها ولا تهتم. وعروض لإنهاء الأزمة سلمياً وتماطل..
وفي نيتها أن تفاجئ العالم بإجراء تجربتها النووية الأولي.

وفي رأيي أن إيران أخطر من كوريا في هذا المجال باعتبار أن لها أجندة
توسعية وأن لديها ترسانة صواريخ متنوعة تبدأ ب "سجيل- 2" و"شهاب-3" و"قدر"
و"عاشوراء" ومدي كل منها 2000 كيلو وأيضاً "شهاب- 2. 1" ومدي كل منهما
حوالي 650 كيلو و"الفاتح" ومداه 170 كيلو و"زلزال" 400 كيلو و"النازعات"
100 كيلو و"فجر- 5" 75 كيلو و"فجر- 3" 45 كيلو و"عقاب" 45 كيلو أيضاً..
والصواريخ الخمسة الأخيرة أعطتها إيران إلي حزب الله أيضاً!!

كما تطور إيران صاروخي "شهاب- 5" ومداه 3500 كيلو و"شهاب - 4" 2000 كيلو.. والصواريخ بعيدة المدي يمكنها حمل رءوس نووية.


هذا يعني أيضاً أن إيران إذا امتلكت القنبلة النووية ولديها هذه
الصواريخ بعيدة أو متوسطة المدي.. يمكنها تهديد كل الدول العربية الآسيوية
والجزء الأكبر من مصر.. وإذا نجح تطوير الصواريخ الأخري فإن دائرة التهديد
سوف تتسع لتشمل الصين واليابان وروسيا وعمق أوروبا ونصف أفريقيا.

***


إن الأمر جد خطير وخطير جداً.. ولابد أن يعتدل ميزان القوي بحيث يتم
نزع السلاح النووي من الجميع بلا استثناء.. كوريا. وإيران. وإسرائيل. مع
المضي في القضاء علي ترسانات هذه الأسلحة الموجودة لدي أعضاء النادي
النووي.

أما إذا استمر الكيل بمكيالين أو أكثر.. فإن النتيجة الحتمية هي أن
عدد الدول التي تملك أسلحة نووية سيرتفع إلي عشر.. رغم أنف الجميع.

يسلموووووووووووو