صائد الأرامل

انطلق صوتها عبر الهاتف مجروحاً تطلب باب القانون للجميع وقالت في لوعة أنتم آخر بارقة أمل أمامي بعد ان اسودت الدنيا أمام عيني وضاقت بي الأرض بما رحبت حين وقعت فريسة لزوج ألعبان وعدني بالجنة الموعودة وأنه سيضعني في سويداء قلبه واكتشفت بعد ان استولي علي أموالي واصبحت علي الحديدة أنني الزوجة رقم 5 في حياته وانه متخصص في اصطياد الأرامل.. والمشكلة الكبري أنه اختفي من حياتي وكأنه فص ملح وداب بما طالت يداه وظللت أنا في مواجهة دائنيه وهم كثرة ولا أعرف ماهو المخرج القانوني لهذا المأزق فأنا ضامنة له في إيصالات الأمانة.. ثم توقفت برهة وهي تغالب دموعها وبدأت تسترجع شريطاً مؤلما من الذكريات واستطردت تروي مأساتها من البداية قائلة: أنا سيدة في الخامسة والثلاثين من العمر كنت متزوجة من زوج طيب القلب والسريرة وعلي قدر من الثراء أمضيت معه مايناهز عشر سنوات هي أجمل أيام حياتي علي الإطلاق وأنجبت منه ثلاث بنات هن قرة عين لي وشاءت الأقدار ان أفقد زوجي أبوالبنات حين اصطدم بسيارته علي الطريق بسيارة نقل ولفظ آخر أنفاسه.. كانت الصدمة أقوي من أن اتحملها أصبت بانهيار عصبي وكرهت الحياة التي اصبحت بلا طعم ولولا بناتي لأقدمت علي التخلص من حياتي بعد ان سيطرت علي حالة مرضية قاسية.. المهم مع مرور الأيام وبالتقرب إلي الله سبحانه وتعالي اجتزت الأزمة ولملمت شتات نفسي واستجمعت قواي من جديد ووجدت في بناتي السلوي حتي حدث مالم يكن في الحسبان.
فقد لاحظت اهتماما زائداً من أحد الاشخاص بي وبالبنات في النادي ودائم عرض خدماته علينا بلباقة.. فتارة يساعد في توفير مدرس خصوصي لنجلتي وتارة يصلح لنا سيارتنا حين تعطلت وتارة يسهر علي رعاية ابنتي الصغيرة في المستشفي عندما كانت تجري جراحة الزائدة الدودية.. باختصار تسلل إلي حياتنا دون ان ندري حتي أصبح ركيزة أساسية في حياتنا وبات يرتب كل صغيرة وكبيرة في شئوننا.. حتي ان بناتي تعلقن به بشدة.. المهم فوجئت به ذات يوم يطلب الزواج مني لأنه بات لا يستطيع العيش بعيداً عني وعن بناتي وهمس لي بأن الجيران بدأوا في الحديث عن دخوله منزلنا يومياً وانه يرغب في وضع حد لكلام الناس وبعد إلحاح شديد منه وافقت وتم الزواج ومنذ الأيام الأولي لاحظت انه دائم الحديث معي عن مشاريع يرغب في الدخول فيها ويحتاج لمال للمشاركة فيها وبالفعل نجح في الحصول علي مبلغ مالي كبير مني بعد ان أغراني بأنه سيعيده لي في القريب العاجل مضاعفاً.. وطلب مني بعد ذلك ان اضمنه لدي بعض التجار للحصول علي باقي المبالغ المطلوبة للمشروع ودون تردد وقعت ضامنة له علي عدد من ايصالات الأمانة بعد ان حصل علي قيمتها قروض وفجأة اختفي زوجي وكأنه فص ملح وداب وبدأت المفاجآت تتوالي فقد اكتشفت انه كرر نفس السيناريو مع سيدتين قبلي وانه تزوج من خمس أمرامل ويختفي فور الاستيلاء علي أموالهن لا أعرف ماذا أفعل ولا كيف احصل علي أموالي التي "لطشها" وجعلني علي الحديدة خاصة أنه لم يوقع لي علي أي ورق بإستلامها وماذا افعل مع التجار هل يحق لهم الرجوع عليه كضامنة دون الرجوع عليه أولا وإذا رغبت في رفع جنحة نصب ضده هل يمكن الادعاء منها مدنيا قبله أرجو ارشادي إلي الطريق القانوني الذي ينبغي ان اسلكه لاسترداد أموالي منه وحتي تطاله عصا القانون.
رأي القانون
يقول المستشار عبدالرءوف قبطان رئيس محكمة استئناف القاهرة بالنسبة لعلاقة الزوجية بينك وبين الزوج المختفي فهذه العلاقة تبيح لك اللجوء إلي القضاء أو النيابة العامة بسداد الأموال التي تحصل عليها منك لا ستغلالها في المشروع الوهمي الذي خدمك به ولا يشترط لإثبات ذلك دليل كتابي موقع منه عليه لأن الزوجية مانع أدبي ويحق لك بسببها اثبات المبلغ المالي الذي تسلمه منك وعدم رده إليك وناتج المشروع كل ذلك يجوز اثباته بكافة طرق الاثبات ويجوز لك علاوة علي ماتقدم اقامة جنحة نصب ضده والادعاء مدنيا امام المحكمة قبله أيضا.
أما بالنسبة لتوقيعك ضامنة لدي التجار فيجب عليهم قانونا الرجوع عليه وعلي أملاكه أولا قبل الرجوع عليك كضامنة ومن حقك رفع دعوي بذلك ضد هؤلاء التجار تطالبين فيهم برجوعهم علي زوجك أولا وعلي أمواله أولا ويمكنك الارشاد عن أمواله في أي جهة كانت للتنفيذ عليها من قبلهم.