لص القلوب!

لص القلوب!

الحلال بين.. والحرام بين وهما نقيضان
كالسماء والأرض أو النور والظلام.. الحلال تفعله في زهو وعزة وضح النهار..
أما الحرام نتواري فيه خوفاً من العيون ونرتكبه تحت جنح الظلام.. ورغم
الفارق الكبير بين سرقة القلوب والأموال.. فإن اللص في الحالتين آثم لا
محالة.. فمن يستحل لنفسه ما يمتلكه غيره يكن قد تجاوز الحدود واستحل حراما
وإن كان لص القلوب أشد مكرا ودهاء من الذي يتحين الفرصة لينقض علي الاموال
في غيبة صاحبها.. .

فسارق العواطف والقلوب يجيد ارتداء الاقنعة والخداع ويتفنن في العزف
علي أوتار الحب بمهارة فتسري كلماته كالمخدر في عروق الضحية وفي هذه
اللحظات يغيب الضمير ويمنعه صاحبه اجازة مفتوحة ويتحالف مع الشيطان الذي
يرافقه نحو الجريمة بلا وعي أو ادراك

هذا ما حدث بالفعل في قضية الأسبوع التي كانت ضحيتها "ريهام" التي
فقدت كل ما تملك تحت ستار الحب والعطاء.. تقول قصتي مثل إحدي القصص التي
مرت بها كل بنت احبت رجلاً.. فقد تعارفنا علي بعض بالمرحلة الثانوية
فمدرسته كانت بالقرب من مدرستي وكأي قصة حب.. نظرة فابتسامة فموعد فلقاء..
قد يكون جانب طغي علي الآخر ولكن هذه هي الحقيقة.

نظرة واهتمام


نظراته واهتمامه بي تملكتني بطريقة جنونية جعلتني لا أعرف طعم النوم
وإرادة كل لحظة امام عيني ونظرا لاني منذ نعومة اظافري وانا خجولة وتربيتي
داخل بيت بها اسرة يتجاوز عددها السبع اخوات ونعيش في شقة غرفتين وصالة
سلمته قلبي بكل سهولة ومن أول لقاء بينهما عرفته عني كل شئ وبكل صراحة لم
أكذب عليه في أي حكاية أرويها عليه وصدقته ايضا في كل كلمة قالها لي..
ونظرا للصراحة عاهدني علي الارتباط من اول لقاء ارتاح قلبي له.

بدأنا احلي قصة حب عاشها اثنان اعرف جيدا تاريخ وميعاد أول لقاء واول
لمسة حنان ولكن لا اعرف كيف حدثت وما هي الكلمات التي جعلتني اسلم كل
احاسيس ومشاعري بهذه السهولة أذكر أول مرة اختليت معه فيها وتخليت من كل
المبادئ والقيم وماذا قال لي حتي أنسي عشرين عاما عشتها وسط اسرة فقيرة لا
تملك غير القيم والعادات الشرقية الحازمة.

وصل بي الحال ذات يوم ان جردني من ملابسي ولكني لا أعرف كيف حدث ذلك
وماذا قال لي؟! حتي أفعل ذلك أي كلمات ساحرة قالها لي حتي انسي نفسي لهذا
الحب ورغم كل ذلك لم يحدث ماكان يجب ان يحدث إلا أنني احتفظت بعزريتي رغم
ماكان يحدث بيننا والذي جعلني اتمسك به اكثر انه كان يحافظ علي اكثر من
نفسي فكان يستطيع أن يوقف ثورة جسدي ويخمد البراكين بالتلامس فقط وهذا
يثبت لي حبه الحقيقي لي وقوته علي الحفاظ علي.. استمرت قصة الحب التي تحمل
كل معاني العطاء بدون زواج رسمي إلي ان تخرجت في كليتي وخططنا ان يذهب
لاسرتي ويطلب يدي من والدي رسميا وطلب مني قبل ان يذهب ان يعرف كل ماهو
كبير وصغير عن كل شخص داخل اسرتي وساعدته واعطيته مفاتيح كل افراد الاسرة
حتي اخوتي الصغار.. وبالفعل دخل بيتنا وتم القبول من الزيارة الاولي ومنذ
اللحظة الاولي لدخوله البيت وكلما اجلس مع نفسي أقول انني محظوظة فبقدر
عطائي لحبيبي بقدر ما اعطاني هو الثقة والاستقرار لقد كنت أريد تسليمه
جسدي لكنه رفض ليس تهربا مني ولكن كي يكون لليلة الدخلة بهرتها وذهوتها
ومعناها الجميل والحقيقي.

شهر عسل


تزوجنا وعشنا شهر عسل لا يوصف بكل معانيه واحاسيسه وكل ماكان يهمني
انني في احضانه الدافئة وكان بالنسبة لي أحلي ايام عمري وحياتي مرت الايام
بعد ذلك اسوأ ماكنت اتخيل.. ونظرا لانه هو القوي كما تعهدت منه فأنا اعتبر
نفسي تابعته واتشكل بقوته هو وليس بضعفي.

الشك وتوابعه


لم تمر سوي شهور علي زيجتي حتي انقلبت حياتي تماما وتحولت إلي جحيم
بسبب الشك ولا اعرف ماهو السبب وراء شكه في فأنا لم افعل شيئاً قد يثير
الشك ولكن ما يحدث بيني وبينه في الفراش شئ طبيعي وخاصة بعد الزواج الرسمي
ولكنه كان يفسر تصرفاتي بانها غير طبيعية.

حتي حياتي معه تغيرت بشكل غير عادي مجرد ان اعقب علي موقف أو تصدر
مني كلمة في حوار يسألني عن مصدرها وهل سمعتيها من أحد ويدعي أنها أكبر من
سني ويبدأ يشك في كل تصرف وكلمة حتي جعلتني اختنق تناقشت معه كثيرا عن سبب
شكه في وكيف تحول من المحب الذي كان لا يحتمل علي نسمة الهواء بل حافظ علي
عزوبتي وانا بين يديه قبل ان يتم زواجنا الي رجل يستمتع بي جنسيا وانا
اغرق وسادتي بالدموع.

الطامة الكبري


وكانت الصاعقة والطامة الكبري عندما اعترف لي ذات يوم وانا ابكي علي
فراشي وبين يديه في لحظة ضعف قائلا ان الانسانة التي تعطي نفسها بارادتها
لشخص لم تتزوجه ستعطي نفسها لأي شخص يستطيع ان يملأ اذنيها بالكلمات
الساحرة ومنذ هذه اللحظة وتحولت وتحول احساس بي للنقيض شعرت بشرخ بصدري لم
ينفع ان يرجع مرة أخري تحول احساسي نحوه من حب عظيم إلي بغض وبدأت أحاسب
نفسي علي ما فعلت معه قبل ارتباطي والتزمت الصمت وما كان امامي سوي ان
اسلمه نفسي عندما يطلب مني ذلك ولكن بدون أي احاسيس ومشاعر مني حتي ندم
علي قوله لي وحاول اصلاح ما افسده حبي اعود الي حياتي معه ولكنني حاولت
وفشلت في اقناع نفسي بحبه من جديد وانتابني احساس بالاكتئاب وكرهت كل
الرجال وكرهت نفسي حتي اصدقائي وذهابي للنادي كرهته وقررت عدم خروجي من
غرفتي بالشقة وبعدها ادعي زوجي انني مريضة واحتاج الي علاج نفسي واضطررت
الي رفع دعوي خلع حتي استعيد جزءاً من كرامتي وعزتي لنفسي وعندما نطق
القاضي بحكم الخلع والانفصال شعرت وكأن الدنيا اغلقت ابوابها في وجهي
وانتهي عمري في هذه اللحظة.