حماية المرأة من العنف

العنف هو ممارسة ايذاء معنوي أو مادي أو نفسي أو بدني تجاه طرف آخر.
والعنف ضد المرأة هو مظهر لعلاقات قوي غير متكافئة واختلال في التوازن
الطبيعي بين الرجل والمرأة عبر التاريخ أدي إلي هيمنة الرجل علي المرأة
بشكل متطرف وممارسة التمييز ضدها مما أحل دون نهوضها في العديد من
المجالات بالشكل المطلوب.

وفي هذا الاطار نظم المجلس القومي للمرأة مؤتمرا اقليميا دوليا
لمناهضة العنف ضد المرأة والتعرف علي أبعاد تلك المشكلة ودراسة طرق
التعامل معها وأسبابها وآثارها وسبل الحد منها وذلك بمناقشة دور مراكز
الايواء في حماية المرأة من العنف في ورشة علم اقليمية شاركت فيها العديد
من الدول العربية. حيث تم استعراض التجربة المصرية وتجارب كل من لبنان
وسوريا والمغرب وتونس والأردن والسعودية. بحضور أخصائيي ومديري دور
الايواء في تلك البلاد لتبادل الخبرات والمناقشات.

وقد أشارت الدكتورة فرخندة حسن أمين عام المجلس القومي للمرأة في
كلمتها في افتتاح المؤتمر الاقليمي لحماية المرأة من العنف إلي اهتمام
السيدة الفاضلة سوزان مبارك رئيس المجلس بمتابعة الأنشطة واللقاءات التي
تناهض العنف ضد المرأة. وان هذا اللقاء يستهدف تبادل الخبرات والمناقشات
التي من شأنها النهوض بمستوي العمل في دور الايواء وعرض التجارب العربية
في هذا الشأن. مؤكدة أن العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية لذا فمع تفاقم تلك
الظاهرة كان لابد من التصدي لها ووضع آليات لمعالجتها. حيث ان العنف
انتهاك لحقوق المرأة التي كفلتها لها الأديان السماوية والقوانين الدولية
مما يستلزم التوصل لآليات ونتائج تهدف إلي وضع ملامح استراتيجية قومية يتم
فيها تحديد الأدوار ووضع مؤشرات لمتابعة أداء القضاء علي العنف...أوضحت
سماح سعيد رئيس فريق مشروع العنف ضد المرأة ان هذه الورشة تهدف لمناقشة
آليات تلبية احتياجات النساء المعنفات وتبادل التجارب والخبرات لتعميم
الاستفادة. والتوصل إلي توصيات عامة حول تعزيز دور الايواء لحماية المرأة
من العنف وتفعيل البرامج المنفذة داخل الدور لتمكين المرأة المعنفة
والوصول لفهم مشترك حول المباديء الأساسية للعمل في دور حماية المرأة من
العنف.

وأشار وحيد سلامة المدير العام بوزارة التضامن الاجتماعي إلي أنه
يفضل استخدام مسمي دار الاستضافة وليس دار الايواء وذلك لأنه يتم استضافة
هؤلاء النساء سواء السيدات أو الفتيات لمدة محددة يتم تقديرها حسب الحالة
وهي حوالي ستة أشهر يتم تجديدها طبقا لمقتضيات الأمور. ويتم خلالها
رعايتها صحيا ونفسيا وأخلاقيا وقانونيا وذلك بالمجان. حيث يتم دعم هذه
الدور باستثمارات حكومية نظرا لدورها الهام سواء الاستشاري أو الاستضافة
لكل من يتعرضن للعنف ولا يجدن بديلا يلجأن إليه من التعرض للعنف. وأوضح
وحيد سلام ان الوزارة تقوم بالتعاون مع الجمعيات الأهلية لانشاء مراكز
الاستضافة وتطويرها حتي وصلت إلي 9 مراكز في القاهرة والدلتا والاسكندرية
وشمال الصعيد منذ بدء التجربة عام .1997 وتستمر مراكز الاستضافة في
استقبال الحالات المعنفة طوال الأربع والعشرين ساعة يوميا حتي تتحقق
الاستفادة الحقيقية من انشائها وهي اغاثة الحالة المعنفة عند الالتجاء
إليها. وأضاف انه يتم استقبال المرأة التي تعرضت للعنف بواسطة خبيرات
نفسيات واجتماعيات مدربات وتتم الموافقة علي استضافة الحالة بمجرد وصولها
دون حتي السؤال عن هوية تحقيق الشخصية أو أي أوراق رسمية أو حتي السؤال عن
تفاصيل العنف الذي تعرضن له. ويتم قبول جميع السيدات والفتيات بغض النظر
عن الديانة أو الجنسية أو السن. ثم تتم محاولات لمناقشة وحل مشكلتها سواء
يالتعرض للعنف من الزوج أو الأب أو الابن أو الأخ أو أحد الأقارب أو حتي
من شخص مجهول كحالات الاغتصاب. ويعتقد وحيد سلام انه لابد من تكاتف هيئات
الدولة لتوفير الجانب الاعلامي لتوضيح القيمة الحقيقية من انشاء مراكز
الاستضافة للنساء المعنفات ولزيادة انتشاره ولخلق ثقافة تناهض العنف ضد
المرأة وتساند المراكز التي تحميها. حيث تجد الوزارة أحيانا صعوبة في
انشاء تلك المراكز في جنوب الصعيد مثلا لعدم الدراية والوعي بالدور الفعال
سواء الارشادي أو الاستضافي لتلك المراكز. مما يستلزم تغيير الثقافات
القديمة وتشجيع التعاون بين الجهات الحكومية لتوفير الحماية القانونية
والأمنية والاجتماعية لهؤلاء النساء المعنفات ولتلك المراكز التي تحمي
المرأة من العنف المرفوض اجتماعيا ودينيا.