وصفها العلماء بأنها عبادة يباهي بها الله الملائكة مواجهـة الابتـلاء

الإنسان المؤمن مبتلي بطبيعة حاله ولكن كثيرا منا ينسي الله في أوقات الفرج ويتذكره في أوقات الشدة كما أن هناك الكثير منا يجهل ان الدنيا إذا اضحكت شهورا فلابد ان تبكي دهورا وان افراحها لابد أن تتحول بعدها إلي أتراح في وقت المواقف الصعبة نغضب ونتأثر من تلك الابتلاءات الربانية والتي هي دائما تكون لحكمة اختص الخالق نفسه بعلمها ويكون بعدها الفرج القريب اما بالثواب اوالعقاب او رفع البلاء‏,‏ والسطور القادمة تحمل آراء علماء الدين في الابتلاء‏:‏

في البداية يقول الدكتور أحمد كريمة الاستاذ بجامعة الأزهر ان الابتلاء في حقيقة امره ضيافة من الله عز وجل لعبد من عباده يباهي به ملائكته اما يخفف من ذنوبه واما يرفعه درجات وهذا فحول الخطاب لأولي الألباب ولذا قال تعالي ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون

وأضاف ان المبتلي علي منهاج الأنبياء والمرسلين عليهم السلام فمن ابتلي بفقد منصب أو جاه فليتذكر إخراج آدم من الجنة‏,‏ ومن ابتلي في احب اقربائه فليذكره كذلك ومن ابتلي في زوجه وولده فليتذكر نوحا ومن ابتلي بأبيه فليتذكر ابراهيم ومن ابتلي بالمرض فليتذكر أيوب ومن ابتلي بعدم الزواج فليتذكر يحيي وعيسي ومن ابتلي بأذي قومه فليتذكر موسي ومن ابتلي باليتم وقلة ذي اليد ومعاداة أهل الباطل له فليتذكر النبي محمدا صلي الله عليه وسلم‏.‏

وأشار إلي ان المبتلي كذلك علي منهاج الأولياء والصالحين رضي الله عنهم أجمعين وكفي بشارة طيبة للمبتلي دون حصر أو قصد إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب‏.‏ فالإبتلاء ليس عقوبة من الله في حق المؤمن بل هو استضافة من الله تعالي للمبتلي لينعم عليهم بجوائز في الدنيا والآخرة‏.‏ وأوضح ان التغلب علي مواجهة الابتلاء هو إعلاء الإيمانيات لأنه من اركان الإيمان الرضا بالقدر خيره وشره لذا قال تعالي وكان أمر الله قدرا مقدوراوكان ذلك في الكتاب مسطورا فالأمة الاسلامية امة قدرية فقال تعالي لكي لا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم فالمؤمن في النعم يشكر وفي النقم يصبر فالإيمان نصفان نصف شكر ونصف صبر‏.‏

وأضاف الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر الشريف ان المؤمن دائما وابدا عرضة للابتلاء والاختبار لينظر ايصبر ويحتسب ام يجزع ويفزع والابتلاءات في حياتنا كثيرة فيمكن ان يبتلي بالشر والخير كما قال تعالي ونبلوكم بالشر والخير فتنة فالابتلاء قد يكون بالشر أيصبر أم يجزع ويفزع فإن صبر فله الأجر من الله وان جزع وفزع فله السخط من الله وإذا ابتلاه الله بخير وانعم عليه بنعمة فإن شكر الله عليها دامت هذه النعمة وان لم يشكر الله كان ذلك سببا في زوالها وكما قال ـ صلي الله عليه وسلم ـ عجبا لأمرالمؤمن ان أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن فإن أصابه خير شكر فكان خيرا له وان اصابة ضر صبر فكان خيرا له ولو علم العاقل ان ابتلاءات الله له خير لما جزع وفزع موضحا انه قد ورد في الحديث القدسي آل معصيتي لا أقنتهم من رحمتي فإن تابوا تبت عليهم وان لم يتوبوا فأنا طبيبهم ابتليهم بالمصائب والعيوب حتي أطهرهم الحسنة بعشر امثالها او ازيد والسيئة بمثلها أو أعفو سبقت رحمتي غضبي والابتلاء الحق يصقل المؤمن ويبين معدنه فالناس معادن فمن المعادن من إذا وضع في النار انصهر كالحديد

وإذا وضع في الطين أصيب بالصدأ ومن المعادن من إذا دخل نارا زاده ذلك حسنا وجمالا وما إذا دفن في الطين لم يتأثر كالذهب مثلا وقال إن الناس كذلك شأنهم شأن المعاد كما قال الناس معادن كمعادن الذهب خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا والابتلاءات تفحص المؤمن فإذا صبر علي الابتلاءات التي تواجهه من زملائه في العمل وجيرانه وغير ذلك من الابتلاء التي يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية كان له أجر علي هذه الابتلاءات فعلي المؤمن دائما أن يصبر ويفوض أمره إلي الله في كل شيء وليعلم ان الشوكة التي يشاكها المؤمن له بها حسنة‏.‏

وأخير بعد هذا الكلام الطيب من علماء الدين نقول إن المؤمن كيس فطن معرض للابتلاء في اي وقت وليعلم ان هذا الابتلاء سواء أكان خيرا أم شرا اختبار من رب العزة تبارك وتعالي ليقيس مدي قدرة إيمان عبده فلندعوا ان نكون من عباده الصابرين علي الخير والشر وقت الشدة والفرج‏.‏