أفلام مصرية برؤية هوليودية

من طرف وفاء السبت يونيو 20, 2009 6:19 pm

سينما العنف.. أفلام مصرية برؤية هوليودية
الفنانون والنقاد: صناعة مرفوضة.. هدفها شباك التذاكر
الآثار سلبية علي المجتمع

كتب محمد منير:

أفلام العنف ومشاهد الدم التي غلبت علي
معظم الأعمال الأخيرة تدعو الي القلق. لأنها تؤثر سلبيا علي المجتمع خاصة
وان معظم جمهور الفن السابع الآن من المراهقين.. والسؤال أين الرقابة من
هذه الأعمال التي لا تتناسب مع تقاليدنا أو مناخ الأمن الذي نعيشه. وأقل
ما يمكن قوله عن سينما العنف أنها تقدم أفلاما مصرية ولكن برؤية هوليودية.

الفنانون والنقاد وأساتذة الإعلام أكدوا ل "المساء" ان هذه الصناعة
مرفوضة لأن آثارها سلبية علي المجتمع خاصة الشباب. وأنها موضة مثل غيرها
هدفها فقط شباك التذاكر.

الفنانة المعتزلة شمس البارودي قالت انني حزينة جدا لما أراه هذه
الأيام لعدم توجيه هذه الأعمال التي اصبحت السمة السائدة فيها استخدام
الأسلحة البيضاء والعنف والدم!!

قالت السينما في انجلترا تمنع ظهور مثل المشاهد العنيفة وتراعي في
أعمالها تقديم ما لا يؤثر علي المجتمع مثل العنف وهذا ما شاهدته أثناء
زيارتي لابني ناريمان وعبدالله هناك!

توضح ان زمان جيلي من الفنانين كان يغلب عليه الرومانسية والحب الذي ينمي العلاقات الأسرية.

تطالب القائمين علي هذه الصناعة والرقابة عدم تقديم أفلام تظهر ما
نراه بشكل مبالغ فيه ويعمل علي الهدم وليس علي البناء وهذه ليست رسالة
الفن كما يردد البعض منهم وأقول لهم اتقوا الله في هذا البلد.

أما الكاتب الكبير بهاء الدين ابراهيم فيقول: هوجة أفلام العنف جاءت
بالصدفة وليس بالقصد وكان ينبغي علي الرقابة والشركات المنتجة الا تركز
علي العنف في فترة معينة لأن هذه الموجة من الأفلام تترك آثارا سلبية علي
المجتمع كله.

أضاف.. لابد من التنوع في تقديم الأعمال ما بين رومانسية وكوميدية
وبوليسية وعدم التركيز علي نوعية واحدة من الأفلام لخلق التوازن حتي تقدم
الدراما والسينما أعمالا متوازنة للمشكلات التي تواجه المجتمع.

ويري الناقد إمام عمر ان ما نشاهده هذه الأيام من أفلام عنف موضة سوف
تنتهي ويمل الجمهور منها مثل ما حدث من قبل عندما عرض علي شاشات السينما
مجموعة من الأفلام الكوميدية ومع انتهائها وتشبع الجمهور بها بدأت شركات
الانتاج في انتاج أفلام جديدة فكانت أفلام العنف.

وأكد الفنان أشرف عبدالغفور علي أهمية تدخل الرقابة للحد من تقليل
مخاطر هذه الأفلام بأكثر من طريقة فاذا تم السماح لها بالعرض فيجب ان يكون
ذلك لنوعية محددة من الأشخاص في السن والنوع. فمعظم الجرائم التي حدثت في
الآونة الأخيرة أكد المتهمون في اعترفاتهم بمختلف الجرائم التي ارتكبوها
أنهم شاهدوها من خلال الشاشات.

يشير الي ان جمهور السينما حاليا يمثل شريحة كبيرة جدا من الشباب
والمراهقين ويجب الحذر من تناول السينما لهذه الموضوعات في ظل ظروف
اقتصادية سيئة يعاني منها كثير من شبابنا.

يقول المخرج أحمد خضر: للأسف الشديد السينما المصرية تلجأ دائما الي
الشكل وتهرب من المضمون ونسيت ان الفن في العالم الثالث ليس ترفيها فقط
مثل الفن المطلق في أوروبا وأمريكا ويجب علينا ان نراعي عدم القاء الضوء
علي الفاسدين حتي لا يتعلم منه شباب هذا الجيل.

قال: التليفزيون الألماني لم يعرض أي من المشاهد التي تتعلق بالدم
علي الإطلاق في الوقت الذي نحن نعرض مشاهد غير مناسبة لعاداتنا وتقاليدنا.

يري د. عدلي رضا أستاذ بكلية الإعلام أنه كان من المفروض علي السينما
ان تنتقد العنف أفضل من ان تظهره وان تحلل الظاهرة وتبحث لها عن حلول
وتبتعد عن استخدام العنف لجذب المشاهدين.

تحذر الفنانة الهام شاهين مما تقرأه بصفحات الحوادث مشيرة الي ان الفن والإعلام يعكسان ما يطفو علي سطح المجتمع.

قالت أنني في غاية الأسي والألم لما يحدث في الواقع وتسهب السينما في تقديمه والإعلام في ابرازه.

وتطالب بالغيرة علي المجتمع والاقلال من تناول سلبياته من قتل وعنف
وتعاطي ممنوعات.. الموضوع في غاية الخطرورة ويحتاج لوقفة جادة واتمني ان
يقل العنف من المجتمع لتنتقل السينما الي موضوعات تنمي روح التعاون
والمحبة بيننا بعيدا عن موجات الدم والعنف التي زادت عن حدها.

وللفنان عمرو عبدالجليل رأي آخر.. قال: هذه الأقلام تجسد واقعا نعيشه
وأصبح موجودا بشكل فج وكان وراءه العديد من المشاكل مثل البطالة والجهل
والفقر وتعاطي المخدرات والفن يقدم ذلك باعتباره مرآة المجتمع.

د. سوسي الغزالي أستاذ الطب السلوكي بجامعة واشنطن تؤكد ان السينما
حاليا تجسد الجزئية السيئة من المجتمع في عروضها بكثرة مما يجعلنا أمام
أفلام مكررة تركز علي العنف كظاهرة سائدة في المجتمع فقط رغم ان هناك
جوانب كثيرة من الممكن ان نتطرق اليها بعيدا عن مشاهد الدم التي عودتنا
السينما عليها.