الصداقه بين الرجل والمراه

اختلفت الآراء حول هذا الموضوع المثير للجدل فاذا القينا نظرة ثاقبة وتحليلية حول مفهوم العلاقة التبادلية بين الرجل والمرأة على مستوى النوع نجدها ثمارا لشجرة تمتد جذورها الى باطن اعماق التاريخ، ولكننا لو نظرنا اليها من زاوية اخرى المنظور الوجودي المتعلق بالحراك الثقافي او السوسيولوجي او السيكولوجي، كان ندعاة لكشف حقائق جوهرية ترتبط اساسا بالبنية المعرفية، وبالمجال الاجتماعي، وبالاداء الفيزيقي، وهذا الامر بطبيعة الحال يدفعنا الى ايجاد زاوية للرؤية تتعلق بالتكافؤ والتوافق فضلا عن مستوى الانجاز والابداع الفكري والثقافي، وهذه العملية بحد ذاتها تحددها المنظومة الاجتماعية، ومنطلقاتها الحضارية،

فالمجتمعات المنغلقة التي تهيمن عليها العادات والتقاليد القبيلة، تنظر الى المرأة على انها كيان ناقص فاقد للصيرورة التنافذية في مجال الحراك الابداعي، ومن ثم تميل الى افراغ هذا المفهوم العلاقاتي من محتوه الانساني، بالارتكاز على المنظومة الغرائزية، وكثيرا ما تتحول هذه الرؤية الى خط للشروع في تحليل الكثير من الظواهر المتعلقة بموضوع (الصداقة بين الرجل والمرأة) وامكانية تواصلها، اذ ان المؤشرات التي تنبثق من هذه الرؤية، تنحسر في مجالات متعددة، ابرزها:

. الهوية الشرقية . الجنس . الثقافة . العمر . الميثولوجيا . الحضارة. الدافعية . التعب . العلاقات الاقتصادية . التحصيل العلمي . الوعي. . العلاقات الاسرية والاجتماعية . العرف الاجتماعي . البيئة . الاعلام. التربية . التطرف . الصراع . التطور . الصحة النفسية.

ولعل السؤال الفلسفي الذي يطرح نفسه في هذا المضمار، كيف تنشأ العلاقة الاخلاقية الحضارية القائمة على مفهوم الصداقة بين الرجل والمرأة بعيدا عن مؤشرات الربح والخسارة، وكيف تتحقق وتنمو في وسط تتجاذبه الاهواء والغرائز والنفعية، دون ادنى شك، ان الصداقة هي تسامي وتجاذب وتكامل في الرؤية، ويتطلب تكوينها، التماثل القيمي، والرؤية الموضوعية، والانفتاح الحضاري، والتجرد من النوازع الشبقية، وفهم الذات وفهم الحياة، ولعلي لا اكون بعيدة عن الواقع، اذا ما تفاءلت بقيام مثل هذه العلاقة، وخاصة في مجال العمل (المدرسة، الجامعة، المؤسسات الادارية، المؤسسات الاقتصادية...الخ)، ناهيك عن المؤسسات الثقافية التي تتفاعل فيها المعطيات الابداعية.

ورب متسائل يدفعه الغرور الى التندر على مفهوم الصداقة بين المرأة والرجل ولكني لا اغمطه حقه، ولا اسلبه حقا في التساؤل. اني امرأة شرقية وملتزمة الى حد النخاع وارفض كل الدعوات الى التحلل والاباحية وادعو الى التمسك بكل القيم والاخلاق، وما ادعو اليه هو في حقيقة الامر معادلا موضوعيا للدعوات للاباحية والغاء هوية الانثى جملة وتفصيلا، والنتيجة التي استخلصها من هذا الموضوع، هو متى ما ارتقى الوعي، وتنامت القيم، وذابت الفئوية والتطرف والتعصب، وتحول المجتمع من مجتمع منغلق الى مجتمع ديناميكي، وتحقق تاكفؤ الفرص والمساواة بين افراد المجتمع، يمكن ان تولد هذه العلاقة، ويترسخ هذا المفهوم وتختزل النفعية والغرائزية، فتحل النظرة الموضوعية بدلا من النظرة الضيقة للعلاقة بين المرأة والرجل.