بحـث
المواضيع الأخيرة
الجزء الثالث المنتظر من فيلم الكوميديا والرومانسية "عمر وسلمى 3 " للنجم تامر حسني ومي عزالدين بحجم 466 ميجا
الإثنين فبراير 13, 2012 8:50 pm من طرف smsm
[size=21]فيلم[/size]
عمر و سلمى 3
SCR
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كالعادة وزي ما عودناكم وبعد عرضه مباشرة
باعلى صوت وصورة
[size=12]الجزء ده كوميدي جدا وحلو اوووي
انصح الجميع بمشاهدته
[/size]
ملحوظة : الفيلم كامل من اول دقيقة لحد اخر دقيقة ومدته
1 ساعة و 36 دقيقة
قصة …
عمر و سلمى 3
SCR
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كالعادة وزي ما عودناكم وبعد عرضه مباشرة
باعلى صوت وصورة
[size=12]الجزء ده كوميدي جدا وحلو اوووي
انصح الجميع بمشاهدته
[/size]
ملحوظة : الفيلم كامل من اول دقيقة لحد اخر دقيقة ومدته
1 ساعة و 36 دقيقة
قصة …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
فيلم الكوميديا " بنات العم " بطولة ثلاثي الضحك ابطال فيلم "سمير وشهير وبهير" بحجم 437 ميجا على اكثر من سيرفر
الإثنين فبراير 13, 2012 8:26 pm من طرف كامل
[size=21]فيلم[/size]
بنات العم
DVDSCR
في الوقت الي كل الناس لسة بترفع فيه اعلان الفيلم
جبنالكم الفيلم كامل من اول ثانية لاخر تتر
( الفيلم ده بجد ضحك للركب )
EnJoy
قصة الفيلم
الحديث عن اللعنات
التي تصيب الإنسان كثيرة وغريبة واغربها ما حدث بفيلم (بنات العم) حيث
ثلاث صديقات تصبهن لعنة غريبة فيتحولن إلى رجال....وبين الصدمة والوعي
يحاولن طوال احداث الفيلم فك …
بنات العم
DVDSCR
في الوقت الي كل الناس لسة بترفع فيه اعلان الفيلم
جبنالكم الفيلم كامل من اول ثانية لاخر تتر
( الفيلم ده بجد ضحك للركب )
EnJoy
قصة الفيلم
الحديث عن اللعنات
التي تصيب الإنسان كثيرة وغريبة واغربها ما حدث بفيلم (بنات العم) حيث
ثلاث صديقات تصبهن لعنة غريبة فيتحولن إلى رجال....وبين الصدمة والوعي
يحاولن طوال احداث الفيلم فك …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
بإنفراد تام أسطورة الكوميديا عادل إمام فى فيلم العيد وقبل العيد زهايمير بجودة خرافية وتحميل مباشر على أكثر من سيرفر
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 11:40 am من طرف ashraf
فيلم العيد
بجودة روووعـــة
ولن تجدها الا هنا وفقطـــ
عادل امام
فى
زهايمــــــــــر
NEAR DVD
الفيلم كامل من البداية للنهايــة ...
والصورة ثابتة وكاملة طوال الفيلم ,,,
والصوت واضح وكويس ..
فيما عدا اول دقيقة فقط لخلل الصوت داخل السينما نفسها
PosTer
بجودة روووعـــة
ولن تجدها الا هنا وفقطـــ
عادل امام
فى
زهايمــــــــــر
NEAR DVD
الفيلم كامل من البداية للنهايــة ...
والصورة ثابتة وكاملة طوال الفيلم ,,,
والصوت واضح وكويس ..
فيما عدا اول دقيقة فقط لخلل الصوت داخل السينما نفسها
PosTer
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
الفيلم الكوميدى الديكتاتور - نسخة فيديو سي دي فقط 236ميجا - على عدة سيرفرات
الجمعة أكتوبر 22, 2010 5:16 pm من طرف العنتيل
قصه الفيلم
تدور أحداث فيلم الديكتاتور في إطار سياسي ساخر, حول حاكم يبطش بمن يرفض أو يعترض على أوامره, يخشاه الجميع بسبب دكتاتوريته الشديدة .
تدور بينه و بين أبنائه التوأم العديد من المواقف و الأحداث التي تتناول أزمات المواطن العادي إلى أن تحدث مفاجأة عنيفة تقلب الأمور رأسا على عقب
بطوله
خالد سرحان - حسن حسنى
مايا نصرى - عزت ابو عوف
ادوارد - …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
مجموعة من اقوي افلام نجم الكوميديا الرائع محمد هنيدي ( 12 فيلم ) نسخ DvDRip على اكثر من سيرفر ..
الأربعاء أكتوبر 20, 2010 11:06 am من طرف tete
مجموعة من اقوي افلام نجم الكوميديا الرائع محمد هنيدي 12 فيلم
- - - - - - - -
اسماعيلية رايح جاي
RapidShare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
________________________
sendspace
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
- - - - - - - -
اسماعيلية رايح جاي
RapidShare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
________________________
sendspace
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
فيلم العيد :: الرجل الغامض بسلامته :: CaM H.Q :: جودة عالية Rmvb :: نسختين 300 ميجا + 700 ميجا :: تحميل مباشر وعلى أكثر من سيرفر
الأربعاء سبتمبر 29, 2010 3:42 pm من طرف tete
فيلم العيد
# الرجل الغامض بسلامته #
القصة
شاب ( هاني رمزي) لا يجد مجال للوصول إلى النجاح إلا عن طريق ممارسة الكذب ، حيث يعتبر أن الكذب هو خير وسيلة للنجاح.
ورغم عمله كموظف في القطاع الخاص إلا أنه يراسل عدداً من الجهات الحكومية يطالبها بحل عدد من الأزمات العامة - مثل الرغيف والبطالة وأزمة الإسكان - وعندما تحدث المفاجأة و يصبح مشهوراً …
# الرجل الغامض بسلامته #
القصة
شاب ( هاني رمزي) لا يجد مجال للوصول إلى النجاح إلا عن طريق ممارسة الكذب ، حيث يعتبر أن الكذب هو خير وسيلة للنجاح.
ورغم عمله كموظف في القطاع الخاص إلا أنه يراسل عدداً من الجهات الحكومية يطالبها بحل عدد من الأزمات العامة - مثل الرغيف والبطالة وأزمة الإسكان - وعندما تحدث المفاجأة و يصبح مشهوراً …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
فيلم الرعب المصرى ايناب بجوده dvdrip 200 ميجا برابط واحد على اكثر من سيرفر
الخميس مايو 13, 2010 7:47 pm من طرف احساس غريب
انياب
تتعطل سيارة بشاب وشابة فى ليلة ممطرة عند أحد البيوت فيدخلانه طلباً
للنجدة
ويكتشفان أنه منزل دراكولا ويعرض الفيلم أساساً الشخصيات المستغلة
مثل السباك والجزار أما شخصية دراكولا ليست إلا رمز لهذه الشخصيات المستغلة
على الحجار
منى جبر
احمد عدوية ـ دراكولا
طلعت زين
عهدى صادق ـ شلف
حسن الإمام
rapidshare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
تتعطل سيارة بشاب وشابة فى ليلة ممطرة عند أحد البيوت فيدخلانه طلباً
للنجدة
ويكتشفان أنه منزل دراكولا ويعرض الفيلم أساساً الشخصيات المستغلة
مثل السباك والجزار أما شخصية دراكولا ليست إلا رمز لهذه الشخصيات المستغلة
على الحجار
منى جبر
احمد عدوية ـ دراكولا
طلعت زين
عهدى صادق ـ شلف
حسن الإمام
rapidshare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 2
اقوى مسلسلات رمضان - الكبير - احمد مكى - الحلقة 15 الاخيرة - على اكثر من سيرفر
الخميس سبتمبر 02, 2010 9:38 pm من طرف tete
تدور الاحداث فى احدى
قرى الصعيد ،عمدة القرية والملقب بالكبير قوى فى واخر ايامه يصارع الموت
ويحكى لابنه (الكبير) وهو وريثه الشرعى وشخص مفترى يستغل مكانة والده وهو
ينتظر اليوم الذى يحكم فيه البلد كعمدة بعدموت والده
يفاجئه الاب قبل موته بان له أخ توأم يعيش فى USA وان له 50% من الورث
الذى سوف يتركه له وفى العمودية كمان ،كما يحكى له كيف تعرف على والدته فى
احدى البارات وكيف انجبته هو وأخوه …
قرى الصعيد ،عمدة القرية والملقب بالكبير قوى فى واخر ايامه يصارع الموت
ويحكى لابنه (الكبير) وهو وريثه الشرعى وشخص مفترى يستغل مكانة والده وهو
ينتظر اليوم الذى يحكم فيه البلد كعمدة بعدموت والده
يفاجئه الاب قبل موته بان له أخ توأم يعيش فى USA وان له 50% من الورث
الذى سوف يتركه له وفى العمودية كمان ،كما يحكى له كيف تعرف على والدته فى
احدى البارات وكيف انجبته هو وأخوه …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
حصريآ : فيلم صفر - واحد نسخه vcd ونسخه DVD بأعلى جوده على اكثر من سيرفر
الأحد مايو 30, 2010 2:19 pm من طرف tooooot
Film
One - Zero
VCD &
DVD
--------
DVD
-------------
VCD
---------------------
معلومات اكتر عن
الفيلم
سيدة تبحث
عن حياتها من جديد من خلال طلاق معلق في المحاكم ..فهل تفوز السيدة
بحياتها
كما
يتناول الفيلم قصة حياة عدة أشخاص وتتزامن تلك القصص مع بطولة الأمم
الأفريقية الكروية
أثار
الفيلم …
One - Zero
VCD &
DVD
--------
DVD
-------------
VCD
---------------------
معلومات اكتر عن
الفيلم
سيدة تبحث
عن حياتها من جديد من خلال طلاق معلق في المحاكم ..فهل تفوز السيدة
بحياتها
كما
يتناول الفيلم قصة حياة عدة أشخاص وتتزامن تلك القصص مع بطولة الأمم
الأفريقية الكروية
أثار
الفيلم …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 3
رواية انت لي... اكثر من رائعه
+3
سهر الليالى
ايمان
Admin
7 مشترك
صفحة 12 من اصل 18
صفحة 12 من اصل 18 • 1 ... 7 ... 11, 12, 13 ... 18
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" أرجوك رغد.. لا تجعلي المزيد من اللآليء تضيع هباء ً .. آسف و لن أكررها ثانية .. "
تحدّثت أخيرا و قالت :
" و إن طلبت منك الشقراء ذلك ؟ "
قلت :
" لا تهتمي.. "
قالت :
" وليد .. أنا أرى كوابيس مفزعة.. أمي.. أبي.. الحرب.. النار .. الحريق.. الجمر.. عمّار..
كلهم يعبثون بأحلامي.. لا أحد ليشعرني بالأمان.. سأموت من الخوف ذات ليلة..
سيتوقف قلبي و أموت فزعا.. و لا أحد قربي.. "
جذبتها إلي بسرعة، و أمسكتها بقوّة.. كحصن منيع يعوق أي نسمة عابرة من أذيتها...
" أعوذ بالله.. بعد ألف شر و شر يا عزيزتي.. لا تذكري الموت ثانية أرجوك يا رغد..
رأيت منه ما يكفي.. حاشاك أيتها الغالية "
نعم، رأيت من الموت ما يكفي.. ابتداءً بعمّار.. و مرورا بنديم و رفقاء السجن..
و عبورا على المدينة المدمّرة .. و انتهاء ً بوالدي ّ الحبيبين...
أبعدتها و قلت :
" أنا آسف، سامحيني هذه المرّة .."
رغد مسحت بقايا الدموع .. و قالت :
" لقد قلت مترا ، ألم تقل ذلك ؟ "
نظرت إليها بتعجّب.. و عدم فهم !
" أي متر ؟ "
قالت :
" هذا الذي ستفقأ عينيك إذا ما ازداد طوله فيما بيننا"
و تذكّرت حينها الجملة التي قلتها قبل أسابيع ، في آخر يوم لنا في شقة سامر قبل الرحيل !
و الآن ماذا ؟؟
رغد تمد يدها اليمنى ، و قد أبرزت إصبعيها السبابة و الوسطى ، و ثنت الأصابع الأخرى
و تحرّكها بسرعة نحو وجهي و توقفها أمام عيني مباشرة ، و تقول :
" أ أفقأهما لك الآن ؟؟ "
قلت لكم.. ستصيبني هذه الفتاة.. بالجنون !
~ ~ ~ ~ ~
هذه كانت البداية، أول شحنة متوترة بيني و بين الدخيلة الشقراء...
لكن الأمور بدأت تضطرب شيئا فشيئا.. و دائرة المشاحنات فيما بيننا آخذة بالتوسع...
حتى استرعت اهتمام الجميع...
لم أكن أسمح لهما بالبقاء بمفرديهما إلا نادرا و لأوقات قصيرة..
فأنا جزء تابع من وليد و أذهب معه حيثما يذهب.. و خصوصا إذا كانت الشقراء معه..
وليد هو ابن عمي أنا... نعم أنا...
في أحد الأيام، و كان يوم أربعاء، و كنا في الحقل، وليد و أروى يعملان، و أنا أراقبهما
و الوقت كان المغرب.. إذا بي أسمع من يناديني من خلفي، و ألتفت فإذا به سامر !
كنا نزور سامر مرة كل أسبوع أو أسبوعين
و كان يفترض أن نذهب إليه غدا ألا أنه فاجأني بحضوره !
" سامر ! "
سامر فتح ذراعيه و هو يبتسم.. فابتسمت أنا و عانقته عناقا خفيفا...قصيرا باردا من ناحيتي..
" إنها مفاجأة ! كيف حالك ؟ "
" بخير.. هكذا أكون عندما أراك "
تجاهلت عبارته هذه ، و قلت :
" لم تعلمنا بقدومك ! كنا سنوافيك غدا "
" أحببت أن أزور المكان الذي فيه تعيشين و أرى أحوالك هنا "
ابتسمت و قلت :
" الحمد لله بخير "
قال و قد علاه الجد و القلق :
" هل أنت مرتاحة هنا ؟ "
قلت :
تحدّثت أخيرا و قالت :
" و إن طلبت منك الشقراء ذلك ؟ "
قلت :
" لا تهتمي.. "
قالت :
" وليد .. أنا أرى كوابيس مفزعة.. أمي.. أبي.. الحرب.. النار .. الحريق.. الجمر.. عمّار..
كلهم يعبثون بأحلامي.. لا أحد ليشعرني بالأمان.. سأموت من الخوف ذات ليلة..
سيتوقف قلبي و أموت فزعا.. و لا أحد قربي.. "
جذبتها إلي بسرعة، و أمسكتها بقوّة.. كحصن منيع يعوق أي نسمة عابرة من أذيتها...
" أعوذ بالله.. بعد ألف شر و شر يا عزيزتي.. لا تذكري الموت ثانية أرجوك يا رغد..
رأيت منه ما يكفي.. حاشاك أيتها الغالية "
نعم، رأيت من الموت ما يكفي.. ابتداءً بعمّار.. و مرورا بنديم و رفقاء السجن..
و عبورا على المدينة المدمّرة .. و انتهاء ً بوالدي ّ الحبيبين...
أبعدتها و قلت :
" أنا آسف، سامحيني هذه المرّة .."
رغد مسحت بقايا الدموع .. و قالت :
" لقد قلت مترا ، ألم تقل ذلك ؟ "
نظرت إليها بتعجّب.. و عدم فهم !
" أي متر ؟ "
قالت :
" هذا الذي ستفقأ عينيك إذا ما ازداد طوله فيما بيننا"
و تذكّرت حينها الجملة التي قلتها قبل أسابيع ، في آخر يوم لنا في شقة سامر قبل الرحيل !
و الآن ماذا ؟؟
رغد تمد يدها اليمنى ، و قد أبرزت إصبعيها السبابة و الوسطى ، و ثنت الأصابع الأخرى
و تحرّكها بسرعة نحو وجهي و توقفها أمام عيني مباشرة ، و تقول :
" أ أفقأهما لك الآن ؟؟ "
قلت لكم.. ستصيبني هذه الفتاة.. بالجنون !
~ ~ ~ ~ ~
هذه كانت البداية، أول شحنة متوترة بيني و بين الدخيلة الشقراء...
لكن الأمور بدأت تضطرب شيئا فشيئا.. و دائرة المشاحنات فيما بيننا آخذة بالتوسع...
حتى استرعت اهتمام الجميع...
لم أكن أسمح لهما بالبقاء بمفرديهما إلا نادرا و لأوقات قصيرة..
فأنا جزء تابع من وليد و أذهب معه حيثما يذهب.. و خصوصا إذا كانت الشقراء معه..
وليد هو ابن عمي أنا... نعم أنا...
في أحد الأيام، و كان يوم أربعاء، و كنا في الحقل، وليد و أروى يعملان، و أنا أراقبهما
و الوقت كان المغرب.. إذا بي أسمع من يناديني من خلفي، و ألتفت فإذا به سامر !
كنا نزور سامر مرة كل أسبوع أو أسبوعين
و كان يفترض أن نذهب إليه غدا ألا أنه فاجأني بحضوره !
" سامر ! "
سامر فتح ذراعيه و هو يبتسم.. فابتسمت أنا و عانقته عناقا خفيفا...قصيرا باردا من ناحيتي..
" إنها مفاجأة ! كيف حالك ؟ "
" بخير.. هكذا أكون عندما أراك "
تجاهلت عبارته هذه ، و قلت :
" لم تعلمنا بقدومك ! كنا سنوافيك غدا "
" أحببت أن أزور المكان الذي فيه تعيشين و أرى أحوالك هنا "
ابتسمت و قلت :
" الحمد لله بخير "
قال و قد علاه الجد و القلق :
" هل أنت مرتاحة هنا ؟ "
قلت :
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" نعم .. طبعا "
و لا أدري إن كان ردي هذا أراحه أم أزعجه ، لأن التعبيرات التي كست وجهه كانت غريبة و غامضة ...
سمعنا الآن صوت ضحكات قادمة من ناحية وليد و أروى، و الذين كانا وسط الحقل، فالتفتنا إليهما..
شعرت أنا بالغيظ، و لا شعوريا قلت :
" تبا "
ثم انتبهت إلى أن سامر يقف قربي...
خجلت من نفسي، و لأبدد الخجل رحت أنادي :
" وليـــــــد، تعال... حضر سامر "
التفت وليد إلينا، و لما رأى سامر تهلل وجهه
و ترك المعول من يده و جاء مسرعا ، و صافحه و عانقه ...
أروى أيضا جاءت ، و هي تضبط وشاحها الملوّن حول رأسها ...
لم تكن أروى تخرج من المنزل إلا محجبة..
حتى أثناء العمل الشاق في المزرعة ! لكنها في الداخل، تتصرف بحرية و ترتدي ما تشاء و تتزين كيفما تشاء..
و يزداد حنقي كلما رأيتها تفعل ذلك، فيما أنا ملفوفة بالسواد من رأسي إلى قدمي كإصبع بسكويت مغطى بالشيكولا !
حالما صارت قربنا ألقت التحية على سامر
ثم ذهبنا نحن الأربعة إلى المقاعد الموجودة حول طاولة على مقربة
و جلسنا سوية نتبادل الأحاديث...
أنا عملت هذه الساعة كبرج مراقبة ، أراقب الجميع ابتداء من أروى الحسناء
و انتهاء بسامر المشوّه !
كل حركة، كل كلمة ، أو حتى كحة تصدر من أي من الثلاثة ألتقطها بعيني و أذني و قلبي أيضا...
و أستطيع أن أخبركم، بأن أروى كانت مسرورة، و وليد فرح جدا، و سامر..
حزين و مكتئب ، رغم كل الضحكات و الابتسامات التي يتبادلونها...
أروى، حسابي معها سأصفيه لاحقا، الآن ..
سأنصب جل اهتمامي على سامر إذ أن حدسي ينبئني بأنه يخفي شيئا..
شيئا يجعل صدره متكدرا كما هو واضح أمام عيني ...
وجود سامر اعتبر مناسبة تستحق الاحتفال ! و لذا
صنعت أروى و أمها أطعمة خاصة من أجله على العشاء، و لأنني لا أجيد الطهو
و لا أجيد أعمال المزرعة، كما لا أجيد أعمال المنزل، و واقعا لا أجيد شيئا غير الرسم
فقد ساعدت فقط في الأكل، و تنظيف بعض الصحون !
ألحت العائلة على سامر لقضاء الليلة معنا، رغم اعتراضه ألا أن إصرارنا أحرجه فقبل أخيرا...
و تعرفون أين سينام !
طبعا في الغرفة الخارجية تلك !
بعد العشاء، اقترحت أروى أن نذهب جميعا للتنزه عند الكورنيش ...
بالنسبة لي كانت فكرة جميلة، فأيدتها
ألا أنني ندمت على ذلك حينما وجدتها أروى فرصة ذهبية للاختلاء بوليد بعيدا عني
ذهبا يسيران معا، و تركاني و سامر وحدنا...
الأمر في أعين الجميع يبدو طبيعيا.. إذ أنهما خطيبان، و نحن خطيبان
ألا أنني اشتططت غضبا و صرت أراقبهما بعين ملؤها الشرر ...
سامر كان يتحدّث معي، ألا أنني لم أكن مركّزة معه، بل على ذينك اللئيمين..
و سوف ترى أروى ما سأفعل انتقاما لهذه اللحظات...
" هل تسمعينني ؟؟ "
التفت إلى سامر.. فوجدته يحدّق بي بحزن .. لم أكن قد انتبهت لآخر جملة قالها قلت :
" عفوا.. ماذا قلت سامر ؟ "
سامر رمقني بنظرة ذات معنى ، شديدة الكآبة ثم قال :
" لا، لا شيء"
" أرجوك سامر..أعد ما قلت فقد كنت..."
أتم هو الجملة :
" كنت ِ تراقبينهما بشغف "
خجلت من نفسي، و نظرت إلى البساط الذي كنا نجلس فوقه..
سامر قال :
" ألا زلت ِ تفكرين به ؟ "
تسارعت ضربات قلبي و توترت، و لم أجرؤ على رفع بصري إليه كما لم أقدر على التفوه بأي كلمة...
قال سامر :
" تؤذين نفسك يا رغد، و تهذرين مشاعرك... ألا ترين أنه رجل مرتبط و لديه زوجة..
و زوجة حسناء تغنيه عن التفكير بأي امرأة أخرى "
بانفعال و بدون تفكير قلت بسرعة :
و لا أدري إن كان ردي هذا أراحه أم أزعجه ، لأن التعبيرات التي كست وجهه كانت غريبة و غامضة ...
سمعنا الآن صوت ضحكات قادمة من ناحية وليد و أروى، و الذين كانا وسط الحقل، فالتفتنا إليهما..
شعرت أنا بالغيظ، و لا شعوريا قلت :
" تبا "
ثم انتبهت إلى أن سامر يقف قربي...
خجلت من نفسي، و لأبدد الخجل رحت أنادي :
" وليـــــــد، تعال... حضر سامر "
التفت وليد إلينا، و لما رأى سامر تهلل وجهه
و ترك المعول من يده و جاء مسرعا ، و صافحه و عانقه ...
أروى أيضا جاءت ، و هي تضبط وشاحها الملوّن حول رأسها ...
لم تكن أروى تخرج من المنزل إلا محجبة..
حتى أثناء العمل الشاق في المزرعة ! لكنها في الداخل، تتصرف بحرية و ترتدي ما تشاء و تتزين كيفما تشاء..
و يزداد حنقي كلما رأيتها تفعل ذلك، فيما أنا ملفوفة بالسواد من رأسي إلى قدمي كإصبع بسكويت مغطى بالشيكولا !
حالما صارت قربنا ألقت التحية على سامر
ثم ذهبنا نحن الأربعة إلى المقاعد الموجودة حول طاولة على مقربة
و جلسنا سوية نتبادل الأحاديث...
أنا عملت هذه الساعة كبرج مراقبة ، أراقب الجميع ابتداء من أروى الحسناء
و انتهاء بسامر المشوّه !
كل حركة، كل كلمة ، أو حتى كحة تصدر من أي من الثلاثة ألتقطها بعيني و أذني و قلبي أيضا...
و أستطيع أن أخبركم، بأن أروى كانت مسرورة، و وليد فرح جدا، و سامر..
حزين و مكتئب ، رغم كل الضحكات و الابتسامات التي يتبادلونها...
أروى، حسابي معها سأصفيه لاحقا، الآن ..
سأنصب جل اهتمامي على سامر إذ أن حدسي ينبئني بأنه يخفي شيئا..
شيئا يجعل صدره متكدرا كما هو واضح أمام عيني ...
وجود سامر اعتبر مناسبة تستحق الاحتفال ! و لذا
صنعت أروى و أمها أطعمة خاصة من أجله على العشاء، و لأنني لا أجيد الطهو
و لا أجيد أعمال المزرعة، كما لا أجيد أعمال المنزل، و واقعا لا أجيد شيئا غير الرسم
فقد ساعدت فقط في الأكل، و تنظيف بعض الصحون !
ألحت العائلة على سامر لقضاء الليلة معنا، رغم اعتراضه ألا أن إصرارنا أحرجه فقبل أخيرا...
و تعرفون أين سينام !
طبعا في الغرفة الخارجية تلك !
بعد العشاء، اقترحت أروى أن نذهب جميعا للتنزه عند الكورنيش ...
بالنسبة لي كانت فكرة جميلة، فأيدتها
ألا أنني ندمت على ذلك حينما وجدتها أروى فرصة ذهبية للاختلاء بوليد بعيدا عني
ذهبا يسيران معا، و تركاني و سامر وحدنا...
الأمر في أعين الجميع يبدو طبيعيا.. إذ أنهما خطيبان، و نحن خطيبان
ألا أنني اشتططت غضبا و صرت أراقبهما بعين ملؤها الشرر ...
سامر كان يتحدّث معي، ألا أنني لم أكن مركّزة معه، بل على ذينك اللئيمين..
و سوف ترى أروى ما سأفعل انتقاما لهذه اللحظات...
" هل تسمعينني ؟؟ "
التفت إلى سامر.. فوجدته يحدّق بي بحزن .. لم أكن قد انتبهت لآخر جملة قالها قلت :
" عفوا.. ماذا قلت سامر ؟ "
سامر رمقني بنظرة ذات معنى ، شديدة الكآبة ثم قال :
" لا، لا شيء"
" أرجوك سامر..أعد ما قلت فقد كنت..."
أتم هو الجملة :
" كنت ِ تراقبينهما بشغف "
خجلت من نفسي، و نظرت إلى البساط الذي كنا نجلس فوقه..
سامر قال :
" ألا زلت ِ تفكرين به ؟ "
تسارعت ضربات قلبي و توترت، و لم أجرؤ على رفع بصري إليه كما لم أقدر على التفوه بأي كلمة...
قال سامر :
" تؤذين نفسك يا رغد، و تهذرين مشاعرك... ألا ترين أنه رجل مرتبط و لديه زوجة..
و زوجة حسناء تغنيه عن التفكير بأي امرأة أخرى "
بانفعال و بدون تفكير قلت بسرعة :
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" و هل يجب أن تكون المرأة بكل هذا القدر من الجمال حتى يلتفت إليها ؟
أنا لست أقل منها جمالا لهذا الحد.. فهل يجب أن أصبغ شعري و أضع عدسات زرقاء
و ألوّن وجهي حتى أنال إعجابه ؟؟ "
و انتبهت لخطورة ما قلت ، بعد فوات الأوان ...
سامر أخذ ينظر إلي بألم.. نعم بألم..
إن بسبب تجاهلي له و اهتمامي بوليد
أو بسبب المرارة التي يراها منبعثة من صدري و أنا أراقبهما في حسرة...
لكن عطفه علي غلب عطفه على نفسه، فقال مواسيا :
" ليس الأمر كذلك، لا أظن وليد خطبها من أجل جمالها..
بل ربما لأنه يعمل هنا و أراد توثيق علاقته بأصحاب المزرعة... "
التفت إليهما، و نظرت و أنا أضيق فتحة عيني و أعض على أسناني :
" أو ربما... "
و تابعت :
" لأنه يحبها "
و هذه الفكرة تجعلني أصاب بالجنون، و أتحوّل إلى لبؤة تريد الانقضاض على القطط الجميلة الملونة.. الناعمة الشقراء..
و نتف وبرها شعرة شعرة، و تمزيق أعضائها بمخالبها و أسنانها الحادة، قطعة قطعة...
سامر قال :
" أ تريدين أن أتحدث معه ؟ "
التفت إليه بسرعة و أنا مندهشة ، و قلت :
" ماذا ؟؟ "
نظر إلي نظرة تأكيد... فقلت مسرعة :
" لا ! كلا ، كلا "
فلم يكن ينقصني إلا أن يتدخل سامر ليلفت انتباه وليد إلي !
قال :
" ما الجدوى إذن.. في صرف مشاعرك عليه.. إن كان سيتزوّج من أخرى ؟ "
قلت بحدة :
" لن يتزوّج منها "
سامر شعر بالقلق ، و نظر إلي بحيرة و خوف ، و قال :
" كيف ؟ "
قلت بتحد ٍ:
" لن أسمح لأي امرأة بالزواج من وليد.. أبدا "
سامر قال :
" رغد ! "
" مهما كانت "
" الأمر ليس متروكا لسماحك من عدمه ! ليس حسبما ترغبين أنت ! "
وقفت بعصبية ، و قلت بحدة و انفعال :
" بل حسبما أريد أنا.. فوليد ابن عمّي أنا.. و هو لي أنا.. و سوف لن يتخلّى عنّي..
و إن حاولت أي امرأة سرقته مني فسوف أشوه وجهها..
و إن حاول هو التخلّص منّي فسوف أفقأ عينيه ! "
اعتقد أنني بالغت في التعبير عن مشاعري المكبوتة
خصوصا أمام سامر الذي أدرك تماما أنه يعشقني بهوس...
التفت إليه شاعرة بالندم على تهوّري ، فرأيت آثار الصدمة المؤلمة مرسومة على وجهه..
تزيده كآبة فوق كآبة..
ما كان علي التفوّه بما تفوّهت به على مسمع منه... لكن.. لمن أعبّر عن مشاعري؟؟
لم يعد لدي شخص مقرب صديق أتحدّث معه... فدانة رحلت، و نهلة بعيدة ، و أمي...
في عالم الأموات...
لمن أبث همومي و أعبر عما يختلج صدري من مشاعر ثائرة
و أنا أرى وليد قلبي يلهو مع تلك الحسناء الدخيلة.. و أعيش علاقتهما لحظة بعد أخرى ..؟؟
قلت ، محاولة تبديد أثر تهديدي الجنوني ذاك :
" دعنا نمشي بمحاذاة البحر نحن أيضا "
و مشينا سوية، في الاتجاه الآخر مبتعدين عن الثنائي المزعج !
سمحت لنفسي بالهدوء، و أجّلت انفعالي لما بعد، فهي لحظات جميلة لا تستحق الإهمال..
الجو لطيف، يداعب الوجوه ، و أمواج البحر رائعة .. تدغدغ الأقدام..
و صوت البحر عذب، يطرب الآذان.. فترقص القلوب مبتهجة و فرحة ..
أنا لست أقل منها جمالا لهذا الحد.. فهل يجب أن أصبغ شعري و أضع عدسات زرقاء
و ألوّن وجهي حتى أنال إعجابه ؟؟ "
و انتبهت لخطورة ما قلت ، بعد فوات الأوان ...
سامر أخذ ينظر إلي بألم.. نعم بألم..
إن بسبب تجاهلي له و اهتمامي بوليد
أو بسبب المرارة التي يراها منبعثة من صدري و أنا أراقبهما في حسرة...
لكن عطفه علي غلب عطفه على نفسه، فقال مواسيا :
" ليس الأمر كذلك، لا أظن وليد خطبها من أجل جمالها..
بل ربما لأنه يعمل هنا و أراد توثيق علاقته بأصحاب المزرعة... "
التفت إليهما، و نظرت و أنا أضيق فتحة عيني و أعض على أسناني :
" أو ربما... "
و تابعت :
" لأنه يحبها "
و هذه الفكرة تجعلني أصاب بالجنون، و أتحوّل إلى لبؤة تريد الانقضاض على القطط الجميلة الملونة.. الناعمة الشقراء..
و نتف وبرها شعرة شعرة، و تمزيق أعضائها بمخالبها و أسنانها الحادة، قطعة قطعة...
سامر قال :
" أ تريدين أن أتحدث معه ؟ "
التفت إليه بسرعة و أنا مندهشة ، و قلت :
" ماذا ؟؟ "
نظر إلي نظرة تأكيد... فقلت مسرعة :
" لا ! كلا ، كلا "
فلم يكن ينقصني إلا أن يتدخل سامر ليلفت انتباه وليد إلي !
قال :
" ما الجدوى إذن.. في صرف مشاعرك عليه.. إن كان سيتزوّج من أخرى ؟ "
قلت بحدة :
" لن يتزوّج منها "
سامر شعر بالقلق ، و نظر إلي بحيرة و خوف ، و قال :
" كيف ؟ "
قلت بتحد ٍ:
" لن أسمح لأي امرأة بالزواج من وليد.. أبدا "
سامر قال :
" رغد ! "
" مهما كانت "
" الأمر ليس متروكا لسماحك من عدمه ! ليس حسبما ترغبين أنت ! "
وقفت بعصبية ، و قلت بحدة و انفعال :
" بل حسبما أريد أنا.. فوليد ابن عمّي أنا.. و هو لي أنا.. و سوف لن يتخلّى عنّي..
و إن حاولت أي امرأة سرقته مني فسوف أشوه وجهها..
و إن حاول هو التخلّص منّي فسوف أفقأ عينيه ! "
اعتقد أنني بالغت في التعبير عن مشاعري المكبوتة
خصوصا أمام سامر الذي أدرك تماما أنه يعشقني بهوس...
التفت إليه شاعرة بالندم على تهوّري ، فرأيت آثار الصدمة المؤلمة مرسومة على وجهه..
تزيده كآبة فوق كآبة..
ما كان علي التفوّه بما تفوّهت به على مسمع منه... لكن.. لمن أعبّر عن مشاعري؟؟
لم يعد لدي شخص مقرب صديق أتحدّث معه... فدانة رحلت، و نهلة بعيدة ، و أمي...
في عالم الأموات...
لمن أبث همومي و أعبر عما يختلج صدري من مشاعر ثائرة
و أنا أرى وليد قلبي يلهو مع تلك الحسناء الدخيلة.. و أعيش علاقتهما لحظة بعد أخرى ..؟؟
قلت ، محاولة تبديد أثر تهديدي الجنوني ذاك :
" دعنا نمشي بمحاذاة البحر نحن أيضا "
و مشينا سوية، في الاتجاه الآخر مبتعدين عن الثنائي المزعج !
سمحت لنفسي بالهدوء، و أجّلت انفعالي لما بعد، فهي لحظات جميلة لا تستحق الإهمال..
الجو لطيف، يداعب الوجوه ، و أمواج البحر رائعة .. تدغدغ الأقدام..
و صوت البحر عذب، يطرب الآذان.. فترقص القلوب مبتهجة و فرحة ..
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
وقفت أتأمل جمال الكون.. و طبيعته الخلابة، و بديع صنع الله
متحاشية قدر الإمكان النظر في أي شيء يعكر صفو هذه اللحظة، خصوصا وجوه البشر
و بالأخص من النوع ذوي الأنوف المعقوفة، أو العيون الزرقاء !
أمضينا وقتا، سأعترف بأنه كان ممتعا ، مع الكثير من الشوائب !
و كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة و النصف ليلا حين قررنا العودة إلى المزرعة..
وليد يقود سيارته و سامر إلى جانبه، و أنا خلفه ، و الحسناء إلى جانبي..
أكاد أعصب عينيها بعصابة سوداء داكنة سميكة جدا، لأمنعها من النظر إلى وليد عبر المرآة !
في اليوم التالي، لم يعمل وليد في المزرعة إلا لوقت قصير، و قضى بقية النهار معنا ..
و في العصر، قبيل مغادرة سامر، خرجنا جميعا إلى المزرعة نتجول مثنى مثنى !
و ليد و الحسناء في المقدمة، نتبعهما أنا و سامر على بعد عدة أمتار، يتبعنا العجوز
و أم أروى على مبعدة... و سيري خلفهما جعلني أعود لممارسة جولات عيني الاستطلاعية
بل التدقيقية التفتيشية على أقل حركة تصدر من أي منهما...
عادت البغيضة لتشبيك ذراعيهما ببعضهما البعض !
يا إلهي ! هل أركض نحوهما و أقف جدارا بينهما؟
قلت مخاطبة سامر :
" دعنا نسرع "
قال متعجبا :
" لم ؟ "
اخترعت أي سبب ، و لا سبب !
" أريد أن أعطي شيئا لأروى "
" أي شيء ؟؟ "
نظرت من حولي، فوجدت مجموعة من الزهور الجميلة الملونة، أسرعت باقتطاف بعضها و قلت :
" هذه ، فهي ملونة مثلها و تصلح طوقا على شعرها الذهبي ! "
و ناديتها مباشرة !
التفت كل من وليد و أروى استجابة لندائي
فحثثت السير إليهما حتى إذا ما بلغتهما قلت و أنا أرسم ابتسامة مفتعلة على شفتي :
" انظري يا أروى ! هذه الورود تشبهك ! "
أروى بدت مستغربة من مقولتي، ثم ابتسمت و شكرتني بعفوية !
قلت :
" اصنعي منها تاجا لشعرك ! ستبدين لوحة مذهلة ! "
أورى ابتسمت ثانية، و كررت شكرها و إن علاها بعض الشك !
التفت إلى وليد و قلت :
" أليس كذلك يا وليد ؟؟ "
وليد قال :
" بلى ، بالتأكيد "
بالتأكيد ؟؟ بالتأكيد يا وليد ؟؟
أنا بالتأكيد سأفقأ عينيك !
أخذت أورى بعض الورود، و تركت في يدي البعض الآخر...ثم استدارا ليتابعا طريقهما...
وقفت أنا على الجمر المتقد.. ازداد اشتعالا و احتراقا..
و أرمقهما بنظرات حادة خطره و هما يبتعدان...
و ربما ذبلت الورود التي في يدي من شدة حرارتي !
شعرت بشيء يلمس كتفي فاستدرت بسرعة ، كان سامر...
سامر أوقف يده معلقة في الهواء.. لا أعرف لماذا ؟ ربما لأنها احترقت من ملامستي ؟؟
لكني لمحت عينيه تركزان في الساعة...
قال :
" يجب أن أذهب الآن.."
أعدت النظر إليهما ، ثم إليه.. ثم إلى الثنائي الأخير الذي يقترب منا، العجوز و أخته...
ثم عدت أنظر إلى سامر :
" الآن ؟ "
" نعم ، قبل حلول الظلام "
نظرت بيأس نحو الورود التي بين يدي.. و لأنها أصبحت تمثّل أروى في نظري
فكدت أرميها و أدوسها من الغيظ.. إلا أن سامر أخذها من بين أصابعي و قال :
" هذه تصلح لك أنت ِ .. أنت فقط "
رفعت بصري إليه و أبديت استيائي من جملته، و لما رأى هو ذلك قال :
متحاشية قدر الإمكان النظر في أي شيء يعكر صفو هذه اللحظة، خصوصا وجوه البشر
و بالأخص من النوع ذوي الأنوف المعقوفة، أو العيون الزرقاء !
أمضينا وقتا، سأعترف بأنه كان ممتعا ، مع الكثير من الشوائب !
و كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة و النصف ليلا حين قررنا العودة إلى المزرعة..
وليد يقود سيارته و سامر إلى جانبه، و أنا خلفه ، و الحسناء إلى جانبي..
أكاد أعصب عينيها بعصابة سوداء داكنة سميكة جدا، لأمنعها من النظر إلى وليد عبر المرآة !
في اليوم التالي، لم يعمل وليد في المزرعة إلا لوقت قصير، و قضى بقية النهار معنا ..
و في العصر، قبيل مغادرة سامر، خرجنا جميعا إلى المزرعة نتجول مثنى مثنى !
و ليد و الحسناء في المقدمة، نتبعهما أنا و سامر على بعد عدة أمتار، يتبعنا العجوز
و أم أروى على مبعدة... و سيري خلفهما جعلني أعود لممارسة جولات عيني الاستطلاعية
بل التدقيقية التفتيشية على أقل حركة تصدر من أي منهما...
عادت البغيضة لتشبيك ذراعيهما ببعضهما البعض !
يا إلهي ! هل أركض نحوهما و أقف جدارا بينهما؟
قلت مخاطبة سامر :
" دعنا نسرع "
قال متعجبا :
" لم ؟ "
اخترعت أي سبب ، و لا سبب !
" أريد أن أعطي شيئا لأروى "
" أي شيء ؟؟ "
نظرت من حولي، فوجدت مجموعة من الزهور الجميلة الملونة، أسرعت باقتطاف بعضها و قلت :
" هذه ، فهي ملونة مثلها و تصلح طوقا على شعرها الذهبي ! "
و ناديتها مباشرة !
التفت كل من وليد و أروى استجابة لندائي
فحثثت السير إليهما حتى إذا ما بلغتهما قلت و أنا أرسم ابتسامة مفتعلة على شفتي :
" انظري يا أروى ! هذه الورود تشبهك ! "
أروى بدت مستغربة من مقولتي، ثم ابتسمت و شكرتني بعفوية !
قلت :
" اصنعي منها تاجا لشعرك ! ستبدين لوحة مذهلة ! "
أورى ابتسمت ثانية، و كررت شكرها و إن علاها بعض الشك !
التفت إلى وليد و قلت :
" أليس كذلك يا وليد ؟؟ "
وليد قال :
" بلى ، بالتأكيد "
بالتأكيد ؟؟ بالتأكيد يا وليد ؟؟
أنا بالتأكيد سأفقأ عينيك !
أخذت أورى بعض الورود، و تركت في يدي البعض الآخر...ثم استدارا ليتابعا طريقهما...
وقفت أنا على الجمر المتقد.. ازداد اشتعالا و احتراقا..
و أرمقهما بنظرات حادة خطره و هما يبتعدان...
و ربما ذبلت الورود التي في يدي من شدة حرارتي !
شعرت بشيء يلمس كتفي فاستدرت بسرعة ، كان سامر...
سامر أوقف يده معلقة في الهواء.. لا أعرف لماذا ؟ ربما لأنها احترقت من ملامستي ؟؟
لكني لمحت عينيه تركزان في الساعة...
قال :
" يجب أن أذهب الآن.."
أعدت النظر إليهما ، ثم إليه.. ثم إلى الثنائي الأخير الذي يقترب منا، العجوز و أخته...
ثم عدت أنظر إلى سامر :
" الآن ؟ "
" نعم ، قبل حلول الظلام "
نظرت بيأس نحو الورود التي بين يدي.. و لأنها أصبحت تمثّل أروى في نظري
فكدت أرميها و أدوسها من الغيظ.. إلا أن سامر أخذها من بين أصابعي و قال :
" هذه تصلح لك أنت ِ .. أنت فقط "
رفعت بصري إليه و أبديت استيائي من جملته، و لما رأى هو ذلك قال :
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" أو ربما لي أنا ! لمعادلة قبح وجهي ! سأحتفظ بها ذكرى "
ابتسمت.. لطالما كان سامر خفيف الظل ، ألا أنه في الفترة الأخيرة، بعد كل الذي حصل معنا
تغير كثيرا !
قلت :
" أنت لست قبيحا يا سامر! هذه الندبة لا تؤثر عليك مطلقا! إنها أجمل من هذه الورود "
ابتسم سامر بامتنان:
" شكرا ! "
عدت أنا فألقيت نظرة على الثنائي المزعج اللئيم، ثم نظرت إلى سامر...
سامر كان يشعر بتوتري، و يلحظ انجراف أنظاري نحو وليد و أروى..
و هو شيء لا أملك منع نفسي من الانقياد له !
سامر الآن نظر إلي نظرة جدية كئيبة، أخفت أي أثر وهمي للابتسامة التي كانت على وجهه قبل برهة، و قال :
" رغد .. "
من نبرته، شعرت بأنه سيقول شيئا مهما.. أصغيت أذني.. و ركزت معه..
قال :
" ابتداء ً من اليوم.. اعتبري نفسك حرة طليقة.."
دهشت.. أوقفت أنفاسي.. و حملقت به بعيني المفتوحتين لحد الحاجبين !
قال :
" بدأت ُ إجراءات انفصالنا.. و تستطيعين الارتباط بمن تريدين متى شئت ِ "
مأخوذة بهول المفاجأة و غير مصدقة لما تسمع أذناي.. سامر حررني من رباطنا؟؟
أحقا فعل ذلك؟؟
قلت لا شعوريا :
" طلّقتني ؟ "
سامر ابتسم بسخرية و قال :
" و هل تزوّجتك حتى أطلّقك ؟؟ "
و نظر إلى الزهور التي في يده ، ثم قال :
" سيتعين على وليد مراجعة الشؤون المدنية لنقل اسمك إلى بطاقته
باعتباره ولي أمرك الجديد "
و سكت برهة ، ثم قرّب الزهور من أنفه و شمها، و تنهّد ، ثم نظر إلي و قال :
" أتمنى لك حياة سعيدة ، مليئة بالزهور الجميلة .. الرائعة مثلك "
لم أتمالك نفسي، و كادت الدمعة تقفز من عيني ألا أنني كبتها بصعوبة..
امتدت يده الآن إلى يدي ، فأمسك بي بلطف .. و قال بصوت أجش :
" حبيبتي... "
و سكت، ثم تابع :
" أتسمحين بأن .. أعانقك للمرة الأخيرة ؟؟ "
حملقت بعينيه، فرأيت الرجاء الشديد ينبع من بؤبؤيهما...
لم أحتمل، انطلقت العبرة المكبوتة من عيني فجأة و هتفت :
" سامر ! "
و ارتميت في حضنه و أحطته بذراعي .. في عناق حميم.. حقيقي.. طويل..
مليء بالمشاعر و الدموع... و متوّج .. بالورود التي امتزج عبيرها الأخاذ بأنفاس صدرينا الملتهبة..
و محفوف بأنسام الهواء العليلة و أوراق الشجر المتطايرة من حولنا..
و التي حضرت لتشهد آخر لحظات وجودي في قفص سامر.. قبل أن أنطلق في الهواء حرة ..
و أحلق في السماء مرفرفة بجناحي .. ميممة وجهي شطر الشجرة الضخمة الطويلة..
التي امتدت جذورها في قلبي منذ الطفولة..
و التي عليها سأعشش و أقيم لآخر العمر، طاردة بعيدا أي فراشة ملوّنة دخيلة
تحاول الاقتراب من بيتي، ليبقى وليد..
وليد قلبي..
لي وحدي أنا..
و أنا فقط..
--------------------------
نهايه الحلقه الـ31
ابتسمت.. لطالما كان سامر خفيف الظل ، ألا أنه في الفترة الأخيرة، بعد كل الذي حصل معنا
تغير كثيرا !
قلت :
" أنت لست قبيحا يا سامر! هذه الندبة لا تؤثر عليك مطلقا! إنها أجمل من هذه الورود "
ابتسم سامر بامتنان:
" شكرا ! "
عدت أنا فألقيت نظرة على الثنائي المزعج اللئيم، ثم نظرت إلى سامر...
سامر كان يشعر بتوتري، و يلحظ انجراف أنظاري نحو وليد و أروى..
و هو شيء لا أملك منع نفسي من الانقياد له !
سامر الآن نظر إلي نظرة جدية كئيبة، أخفت أي أثر وهمي للابتسامة التي كانت على وجهه قبل برهة، و قال :
" رغد .. "
من نبرته، شعرت بأنه سيقول شيئا مهما.. أصغيت أذني.. و ركزت معه..
قال :
" ابتداء ً من اليوم.. اعتبري نفسك حرة طليقة.."
دهشت.. أوقفت أنفاسي.. و حملقت به بعيني المفتوحتين لحد الحاجبين !
قال :
" بدأت ُ إجراءات انفصالنا.. و تستطيعين الارتباط بمن تريدين متى شئت ِ "
مأخوذة بهول المفاجأة و غير مصدقة لما تسمع أذناي.. سامر حررني من رباطنا؟؟
أحقا فعل ذلك؟؟
قلت لا شعوريا :
" طلّقتني ؟ "
سامر ابتسم بسخرية و قال :
" و هل تزوّجتك حتى أطلّقك ؟؟ "
و نظر إلى الزهور التي في يده ، ثم قال :
" سيتعين على وليد مراجعة الشؤون المدنية لنقل اسمك إلى بطاقته
باعتباره ولي أمرك الجديد "
و سكت برهة ، ثم قرّب الزهور من أنفه و شمها، و تنهّد ، ثم نظر إلي و قال :
" أتمنى لك حياة سعيدة ، مليئة بالزهور الجميلة .. الرائعة مثلك "
لم أتمالك نفسي، و كادت الدمعة تقفز من عيني ألا أنني كبتها بصعوبة..
امتدت يده الآن إلى يدي ، فأمسك بي بلطف .. و قال بصوت أجش :
" حبيبتي... "
و سكت، ثم تابع :
" أتسمحين بأن .. أعانقك للمرة الأخيرة ؟؟ "
حملقت بعينيه، فرأيت الرجاء الشديد ينبع من بؤبؤيهما...
لم أحتمل، انطلقت العبرة المكبوتة من عيني فجأة و هتفت :
" سامر ! "
و ارتميت في حضنه و أحطته بذراعي .. في عناق حميم.. حقيقي.. طويل..
مليء بالمشاعر و الدموع... و متوّج .. بالورود التي امتزج عبيرها الأخاذ بأنفاس صدرينا الملتهبة..
و محفوف بأنسام الهواء العليلة و أوراق الشجر المتطايرة من حولنا..
و التي حضرت لتشهد آخر لحظات وجودي في قفص سامر.. قبل أن أنطلق في الهواء حرة ..
و أحلق في السماء مرفرفة بجناحي .. ميممة وجهي شطر الشجرة الضخمة الطويلة..
التي امتدت جذورها في قلبي منذ الطفولة..
و التي عليها سأعشش و أقيم لآخر العمر، طاردة بعيدا أي فراشة ملوّنة دخيلة
تحاول الاقتراب من بيتي، ليبقى وليد..
وليد قلبي..
لي وحدي أنا..
و أنا فقط..
--------------------------
نهايه الحلقه الـ31
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
الحلقةالثانيةوالثلاثون
~ كيد النون ! ~
لأن الظروف لم تسمح لنا قبل الآن بشراء خاتمي الخطوبة، و أقصد بذلك ظروف وليد
فإنني فتحت الموضوع معه مؤخرا، بعدما مضت فترة على وفاة والديه، رحمهما الله.
قررنا أن نذهب لشراء الخاتمين و الشبْكة غدا.. لن نقيم أي احتفال
إنما عشاء خاص بي معه...
وليد، هو رجل رائع بكل المقاييس..
ربما كان التعويض الذي أرسله الله لي عوضا عما فقدت.
في مظهره، وسم، جذاب ! طويل القامة، عريض المنكبين
ممتلىء الجسم و الوجه!
في أخلاقه، كريم.. لطيف..نبيل.. متفان، مقدام !
في عمله، مخلص، صادق.. أمين.. مجتهد، نشيط جدا!
في أول مرة التقينا، كان ذلك قبل عدة أشهر
حين دخل رجل غريب إلى المنزل و هو يستنجد!
عندما أتذكر ذلك اليوم ، و رغم المرارة التي كانت فيه، أضحك !
لقد خرجت من المنزل راكضة .. بملابسي المجردة !
حينما عرض علي الزواج ، فرحت كثيرا.. أمي و خالي كانا يمدحانه أمامي باستمرار
و أنا كنت ألحظ إعجابهما بخلقه و طبعه، و أعجبت به مثلهما ...
علاقتي بوليد كانت بالكاد قد بدأت تتطور
ألا أن تطوّرها أخذ منحى آخر حين حضرت رغد للعيش معنا...
و هذه الرغد فتاة غريبة الأطوار !
أول الأمر كانت غارقة في الحزن، ثم بدأت تتفتح للحياة، و الآن بفرض وجودها في ساحة وليد !
إنه يهتم بها كثيرا جدا، و يعاملها و كأنها ملكة ! تصدر الأوامر و هو ينفّذ ..
حتى أنه يفكر جديا في شراء طقم غرفة النوم الباهظ الذي أشارت إليه اليوم .. !
و يريد تحويل إحدى غرف المنزل إلى غرفة خاصة بها
بعدما طلبت هي مؤخرا أن تنام في غرفة مستقلة !
أنها فتاة مدللة جدا، و وجودها أبعد وليد عني
و جعله يصرف جل الاهتمام لها هي .. و يهملني ...
اليوم ذهبنا إلى الأسواق تنفيذا لرغبتها، حيث اختارت طقم غرفة النوم ذاك
و اشترت العديد من الأشياء .. بمبالغ كبيرة !
أنا أخشى أن أتحدّث معها أو مع وليد حول هذه النقطة
حتى لا أسبب مشكلة و يتهمني أحد بشيء، لكن...
نحن في وضع مالي متواضع ! و هي، كانت من عائلة ثرية معتادة على نيل ما تريد بسهولة...
و لا أعلم، متى سيمكنها أن تدرك تماما أن والديها قد توفيا...
و أنها لم تعد تتربى في عزّهما و دلالهما!
و رغم ما أنفقته رغد هذا اليوم، فأنا لم أتنازل عن رغبتي في شراء خاتمي الخطوبة
و طقم الشبكة، فهي من حقّي، و قد وعدني وليد بالذهاب لأسواق المجوهرات و شرائها...
~ ~ ~ ~ ~ ~
العلاقة بين رغد و أروى تزداد اضطرابا مرة بعد أخرى، و هذا يقلقني كثيرا...
رغد، في أحيان ليست بالقليلة تتصرف بغرابة، لا أعرف وصفا دقيقا أذكره لكم، لكن.. إنها ..
تتدلل كثيرا !
و لأنها معتادة على الدلال، و تنفيذ جميع رغباتها دون استثناء
و لأنني الشخص الوحيد المتبقي أمامها من العائلة، فإنها .. باختصار تتدلل علي !
نعم حينما كانت صغيرة كنت أعشق تدليلها و أقبل على ذلك بشغف، ألا أن الأمر تغيّر الآن..
إنها لم تعد طفلة كما أنني... إنني...
ماذا أقول ؟؟
لست أباها، أو أخاها، أو زوجها أو حتى ابنها لأستطيع مجاراتها ببساطة في كل تصرفاتها...
أنا حائر.. حائر جدا!
البارحة، و بعدما عدنا من السوق، و قد اشترت هي العديد من الأشياء
فوجئت بها قادمة نحوي، و قد تغيّر لون عينيها إلى الأزرق ! و إذا بها تسألني :
" كيف أبدو ؟ "
كنت أجلس و أروى في الصالة، نتحدّث عن الخاتمين اللذين تصر أروى على شرائهما
و أظن هذا من حقّها فهي تود وضع خاتم للخطوبة مثل أي فتاة !
اعتقد أن الفتيات يهتممن بأمور تبدو في نظر الرجال، أو لنقل في نظري أنا كواحد من معشر الرجال ... لا تغضبن ! سخيفة أحيانا !
~ كيد النون ! ~
لأن الظروف لم تسمح لنا قبل الآن بشراء خاتمي الخطوبة، و أقصد بذلك ظروف وليد
فإنني فتحت الموضوع معه مؤخرا، بعدما مضت فترة على وفاة والديه، رحمهما الله.
قررنا أن نذهب لشراء الخاتمين و الشبْكة غدا.. لن نقيم أي احتفال
إنما عشاء خاص بي معه...
وليد، هو رجل رائع بكل المقاييس..
ربما كان التعويض الذي أرسله الله لي عوضا عما فقدت.
في مظهره، وسم، جذاب ! طويل القامة، عريض المنكبين
ممتلىء الجسم و الوجه!
في أخلاقه، كريم.. لطيف..نبيل.. متفان، مقدام !
في عمله، مخلص، صادق.. أمين.. مجتهد، نشيط جدا!
في أول مرة التقينا، كان ذلك قبل عدة أشهر
حين دخل رجل غريب إلى المنزل و هو يستنجد!
عندما أتذكر ذلك اليوم ، و رغم المرارة التي كانت فيه، أضحك !
لقد خرجت من المنزل راكضة .. بملابسي المجردة !
حينما عرض علي الزواج ، فرحت كثيرا.. أمي و خالي كانا يمدحانه أمامي باستمرار
و أنا كنت ألحظ إعجابهما بخلقه و طبعه، و أعجبت به مثلهما ...
علاقتي بوليد كانت بالكاد قد بدأت تتطور
ألا أن تطوّرها أخذ منحى آخر حين حضرت رغد للعيش معنا...
و هذه الرغد فتاة غريبة الأطوار !
أول الأمر كانت غارقة في الحزن، ثم بدأت تتفتح للحياة، و الآن بفرض وجودها في ساحة وليد !
إنه يهتم بها كثيرا جدا، و يعاملها و كأنها ملكة ! تصدر الأوامر و هو ينفّذ ..
حتى أنه يفكر جديا في شراء طقم غرفة النوم الباهظ الذي أشارت إليه اليوم .. !
و يريد تحويل إحدى غرف المنزل إلى غرفة خاصة بها
بعدما طلبت هي مؤخرا أن تنام في غرفة مستقلة !
أنها فتاة مدللة جدا، و وجودها أبعد وليد عني
و جعله يصرف جل الاهتمام لها هي .. و يهملني ...
اليوم ذهبنا إلى الأسواق تنفيذا لرغبتها، حيث اختارت طقم غرفة النوم ذاك
و اشترت العديد من الأشياء .. بمبالغ كبيرة !
أنا أخشى أن أتحدّث معها أو مع وليد حول هذه النقطة
حتى لا أسبب مشكلة و يتهمني أحد بشيء، لكن...
نحن في وضع مالي متواضع ! و هي، كانت من عائلة ثرية معتادة على نيل ما تريد بسهولة...
و لا أعلم، متى سيمكنها أن تدرك تماما أن والديها قد توفيا...
و أنها لم تعد تتربى في عزّهما و دلالهما!
و رغم ما أنفقته رغد هذا اليوم، فأنا لم أتنازل عن رغبتي في شراء خاتمي الخطوبة
و طقم الشبكة، فهي من حقّي، و قد وعدني وليد بالذهاب لأسواق المجوهرات و شرائها...
~ ~ ~ ~ ~ ~
العلاقة بين رغد و أروى تزداد اضطرابا مرة بعد أخرى، و هذا يقلقني كثيرا...
رغد، في أحيان ليست بالقليلة تتصرف بغرابة، لا أعرف وصفا دقيقا أذكره لكم، لكن.. إنها ..
تتدلل كثيرا !
و لأنها معتادة على الدلال، و تنفيذ جميع رغباتها دون استثناء
و لأنني الشخص الوحيد المتبقي أمامها من العائلة، فإنها .. باختصار تتدلل علي !
نعم حينما كانت صغيرة كنت أعشق تدليلها و أقبل على ذلك بشغف، ألا أن الأمر تغيّر الآن..
إنها لم تعد طفلة كما أنني... إنني...
ماذا أقول ؟؟
لست أباها، أو أخاها، أو زوجها أو حتى ابنها لأستطيع مجاراتها ببساطة في كل تصرفاتها...
أنا حائر.. حائر جدا!
البارحة، و بعدما عدنا من السوق، و قد اشترت هي العديد من الأشياء
فوجئت بها قادمة نحوي، و قد تغيّر لون عينيها إلى الأزرق ! و إذا بها تسألني :
" كيف أبدو ؟ "
كنت أجلس و أروى في الصالة، نتحدّث عن الخاتمين اللذين تصر أروى على شرائهما
و أظن هذا من حقّها فهي تود وضع خاتم للخطوبة مثل أي فتاة !
اعتقد أن الفتيات يهتممن بأمور تبدو في نظر الرجال، أو لنقل في نظري أنا كواحد من معشر الرجال ... لا تغضبن ! سخيفة أحيانا !
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
نظرت ُ إلى أروى ثم إلى رغد مندهشا.. و كانت لا تزال تنتظر رأيي في لون عينيها الجديد !
شعرت بالحرج الشديد .. فقلت :
" هل صبغتيهما بالفرشاة! "
قاصدا أن تبدو دعابة خفيفة تلطّف الجو، ألا أن رغد نظرت إلى أروى و قالت :
" و هل أنت ِ صبغتِ عينيك بالفرشاة ؟ "
قالت أروى :
" لا ، صبغهما الله لي هكذا ، لذا فهما تناسباني تماما "
الجملة أزعجت رغد ، فقالت بغيظ :
" تعنين أن لون عيني الآن لا يناسبني ؟ "
صمتت أروى، و نظرت إلي، تقصد تحويل السؤال إلي ..
و لذا نظرت رغد نحوي و أنا أرى الغضب يتطاير من عينيها هاتين..
و لم أجد جوابا مناسبا ألا أنني لم أشأ إحراجها فقلت :
" و إن ناسباك ، فالأصل هو الأنسب دائما "
و إجابتي الغبية هذه لم تزد الطين إلا بللا !
قالت غاضبة :
" نعم الأصل هو الأنسب دائما، هذا ما يجب أن تدركه أنت ! "
و لم أفهم ما ترمي إليه ! ثم أضافت :
" لو كان سامر هنا، لصفّر إعجابا "
ثم استدارت و غادرت الصالة...
تضايقت أنا من هذا الموقف.. و التزمت الصمت مدّة ، ألا أن أروى قطعت الحديث قائلة :
" ألم أقل لك !؟ إنها تغار مني "
التفت إليها و قلت :
" لا ، ليس الأمر كذلك ! لكنك لا تعرفين كم كانت مدللة تفعل ما تشاء في بيت أبي...
كان رحمه الله يدللها كثيرا "
قالت أروى :
" و ها أنت ورثته ! "
التفت إلى أروى، فأشاحت بوجهها عني.. و كأنها غاضبة مني ..
قلت :
" ما بك أروى ؟ ماذا يزعجك ؟ "
التفتت إلي و أجابت :
" ألست تدللها أنت أيضا ؟ "
قلت :
" أ لأنني سمحت لها بشراء كل ما أرادت ؟
تعلمين أن أغراضنا احترقت في بيتنا و هي بحاجة لأشياء عدّة ! "
" أشياء عدّة كالملابس الباهظة التي اشترتها و الحلي أيضا ؟؟
بربّك ما هي فاعلة بها و هي باقية في هذا البيت بالحجاب و العباءة ! "
سكتت قليلا و قالت :
" لم لا ترسلها إلى خطيبها لبعض الوقت ؟ أظنها في حنين إليه "
وقفت منزعجا و رميت أروى بنظرة ثاقبة ، جعلتها تعتذر
" لم أقصد شيئا يا وليد إنما ..."
قلت مقاطعا :
" يجب أن تعرفي يا أروى.. أن رغد هي جزء من مسؤولياتي أنا، الجزء الأكبر..
و متى ما شعرت بالضيق من وجودها فأعلميني، و في الحال سآخذها و نرحل "
ظهر الذهول على ملامح أروى ، فوقفت و قالت :
" وليد ! "
قلت :
" نعم ، نرحل سوية.. لأنه لا يوجد سبب في هذا العالم
يجعلني أتخلى عن ابنة عمي ساعة واحدة، مهما كان "
و كان هذا بمثابة التحذير ...
قالت أروى :
" و .. حين نتزوّج ؟ "
صمت فترة ، ثم قلت :
" لن يكون زواجنا قبل زواجها هي ، بحال من الأحوال "
شعرت بالحرج الشديد .. فقلت :
" هل صبغتيهما بالفرشاة! "
قاصدا أن تبدو دعابة خفيفة تلطّف الجو، ألا أن رغد نظرت إلى أروى و قالت :
" و هل أنت ِ صبغتِ عينيك بالفرشاة ؟ "
قالت أروى :
" لا ، صبغهما الله لي هكذا ، لذا فهما تناسباني تماما "
الجملة أزعجت رغد ، فقالت بغيظ :
" تعنين أن لون عيني الآن لا يناسبني ؟ "
صمتت أروى، و نظرت إلي، تقصد تحويل السؤال إلي ..
و لذا نظرت رغد نحوي و أنا أرى الغضب يتطاير من عينيها هاتين..
و لم أجد جوابا مناسبا ألا أنني لم أشأ إحراجها فقلت :
" و إن ناسباك ، فالأصل هو الأنسب دائما "
و إجابتي الغبية هذه لم تزد الطين إلا بللا !
قالت غاضبة :
" نعم الأصل هو الأنسب دائما، هذا ما يجب أن تدركه أنت ! "
و لم أفهم ما ترمي إليه ! ثم أضافت :
" لو كان سامر هنا، لصفّر إعجابا "
ثم استدارت و غادرت الصالة...
تضايقت أنا من هذا الموقف.. و التزمت الصمت مدّة ، ألا أن أروى قطعت الحديث قائلة :
" ألم أقل لك !؟ إنها تغار مني "
التفت إليها و قلت :
" لا ، ليس الأمر كذلك ! لكنك لا تعرفين كم كانت مدللة تفعل ما تشاء في بيت أبي...
كان رحمه الله يدللها كثيرا "
قالت أروى :
" و ها أنت ورثته ! "
التفت إلى أروى، فأشاحت بوجهها عني.. و كأنها غاضبة مني ..
قلت :
" ما بك أروى ؟ ماذا يزعجك ؟ "
التفتت إلي و أجابت :
" ألست تدللها أنت أيضا ؟ "
قلت :
" أ لأنني سمحت لها بشراء كل ما أرادت ؟
تعلمين أن أغراضنا احترقت في بيتنا و هي بحاجة لأشياء عدّة ! "
" أشياء عدّة كالملابس الباهظة التي اشترتها و الحلي أيضا ؟؟
بربّك ما هي فاعلة بها و هي باقية في هذا البيت بالحجاب و العباءة ! "
سكتت قليلا و قالت :
" لم لا ترسلها إلى خطيبها لبعض الوقت ؟ أظنها في حنين إليه "
وقفت منزعجا و رميت أروى بنظرة ثاقبة ، جعلتها تعتذر
" لم أقصد شيئا يا وليد إنما ..."
قلت مقاطعا :
" يجب أن تعرفي يا أروى.. أن رغد هي جزء من مسؤولياتي أنا، الجزء الأكبر..
و متى ما شعرت بالضيق من وجودها فأعلميني، و في الحال سآخذها و نرحل "
ظهر الذهول على ملامح أروى ، فوقفت و قالت :
" وليد ! "
قلت :
" نعم ، نرحل سوية.. لأنه لا يوجد سبب في هذا العالم
يجعلني أتخلى عن ابنة عمي ساعة واحدة، مهما كان "
و كان هذا بمثابة التحذير ...
قالت أروى :
" و .. حين نتزوّج ؟ "
صمت فترة ، ثم قلت :
" لن يكون زواجنا قبل زواجها هي ، بحال من الأحوال "
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" و .. متى ستتزوج هي و أخوك ؟ "
قلت بسرعة و بغضب :
" ليس الآن، لا أعرف ، ربما بعد عام أو عشرة .. أو حتى مئة
لكن ما أعرفه هو أنني لن أتزّوج قبلها مطلقا "
و تركت أورى، و انصرفت قاصدا رغد...
نعم رغد، فهي من يشغل تفكيري هذه الساعة، و كل ساعة..
كنت أعرف أنني سأراها باكية.. و هكذا رأيتها بالفعل..
و قد نزعت العدستين الزرقاوين، و تحول بياض عينيها إلى احمرار شديد...
" صغيرتي.. يكفي ! "
طالعتني بنظرة غاضبة ، و قالت :
" كنتما تسخران مني ، أليس كذلك ؟ "
" لا أبدا ! لا يا رغد ! "
قالت بانفعال :
" لو كان سامر هنا ، لقال قولا لطيفا و لو من باب المجاملة.. "
و ذكر اسم سامر يجعلني أتكهرب !
قلت بدون تفكير :
" أنت ِ رائعة إن بهما أو بدونهما يا رغد "
و ابتلعت لساني بسرعة !
رغد تأملت عيني، و ربّما سرّها ما قلت..
فمسحت الدمعتين الجاريتين على خديها ، و قالت :
" حقا ؟ هل بدوت رائعة ؟ "
اضطربت، حرت في أمري.. بم أجيب ..؟؟
يا رغد أنت تثيرين جنوني.. ماذا تتوقعين مني ؟ أنا.. و للأسف، و بكل أسف..
لست زوجك حتى يحل لي أعجب بك و أبدي إعجابي لك..
كيف لي أن أصرّح أمامك : أنت رائعة، و أنت لست ِ ملكي..؟ أ
نى لي أن أتأملك و أنت لست ِ زوجتي أنا ؟؟
يا رغد.. أنت لستِ امرأتي و أنا لا أستطيع تخطي الحدود التي يجب أن تبقى بيننا..
و إن لم أر روعتك، و لم أتأملها و لم أعلّق عليها
فلتعلمي بأنك في قلبي أروع مخلوقة أوجدها الله في حياتي.. مهما كان مظهرك ..
لا تزال تنظر إلي منتظرة الإجابة.. كطفلة صغيرة بحاجة إلى كلمة طيبة من أحد.. قلت :
" بالطبع ! أنت دائما رائعة منذ صغرك ! "
رغد ابتسمت، أظن بفرح..
ثم قامت و اتجهت إلى أحد الأكياس التي تحوي ما اشترته من السوق
و أخرجت بعض الأشياء لتريني إياها !
أرتني أحد الفساتين، و هي تقول :
" هذا سيدهشك ! انظر .. ما رأيك ؟؟ "
الفستان كان أنيقا، و في الواقع أنا لست خبيرا بمثل هذه الأمور
لكني أظن أنه من النوع الذي يعجب النساء !
قالت :
" سيغدو أجمل حين أرتديه ! "
و قربته من جسمها و ذهبت لتشاهد ذلك أمام المرآة..
كانت تبدو سعيدة ..
قالت تخاطب المرآة :
" متأكدة سيبهر دانة حين تراه ! و ستشعر بالغيظ ! "
ثم اكفهر وجهها فجأة .. و شردت برهة ، و استدارت إلي ..
و رمت بالفستان على السرير..
قلت :
" ما الأمر ؟ "
قالت :
" أريد أن أرتديه "
قلت :
" إذن افعلي ! "
قالت و بريق من الدموع لمع في عينيها :
" أرتديه لأبقى حبيسة في هذه الغرفة ؟ "
و صمتت قليلا ثم قالت :
قلت بسرعة و بغضب :
" ليس الآن، لا أعرف ، ربما بعد عام أو عشرة .. أو حتى مئة
لكن ما أعرفه هو أنني لن أتزّوج قبلها مطلقا "
و تركت أورى، و انصرفت قاصدا رغد...
نعم رغد، فهي من يشغل تفكيري هذه الساعة، و كل ساعة..
كنت أعرف أنني سأراها باكية.. و هكذا رأيتها بالفعل..
و قد نزعت العدستين الزرقاوين، و تحول بياض عينيها إلى احمرار شديد...
" صغيرتي.. يكفي ! "
طالعتني بنظرة غاضبة ، و قالت :
" كنتما تسخران مني ، أليس كذلك ؟ "
" لا أبدا ! لا يا رغد ! "
قالت بانفعال :
" لو كان سامر هنا ، لقال قولا لطيفا و لو من باب المجاملة.. "
و ذكر اسم سامر يجعلني أتكهرب !
قلت بدون تفكير :
" أنت ِ رائعة إن بهما أو بدونهما يا رغد "
و ابتلعت لساني بسرعة !
رغد تأملت عيني، و ربّما سرّها ما قلت..
فمسحت الدمعتين الجاريتين على خديها ، و قالت :
" حقا ؟ هل بدوت رائعة ؟ "
اضطربت، حرت في أمري.. بم أجيب ..؟؟
يا رغد أنت تثيرين جنوني.. ماذا تتوقعين مني ؟ أنا.. و للأسف، و بكل أسف..
لست زوجك حتى يحل لي أعجب بك و أبدي إعجابي لك..
كيف لي أن أصرّح أمامك : أنت رائعة، و أنت لست ِ ملكي..؟ أ
نى لي أن أتأملك و أنت لست ِ زوجتي أنا ؟؟
يا رغد.. أنت لستِ امرأتي و أنا لا أستطيع تخطي الحدود التي يجب أن تبقى بيننا..
و إن لم أر روعتك، و لم أتأملها و لم أعلّق عليها
فلتعلمي بأنك في قلبي أروع مخلوقة أوجدها الله في حياتي.. مهما كان مظهرك ..
لا تزال تنظر إلي منتظرة الإجابة.. كطفلة صغيرة بحاجة إلى كلمة طيبة من أحد.. قلت :
" بالطبع ! أنت دائما رائعة منذ صغرك ! "
رغد ابتسمت، أظن بفرح..
ثم قامت و اتجهت إلى أحد الأكياس التي تحوي ما اشترته من السوق
و أخرجت بعض الأشياء لتريني إياها !
أرتني أحد الفساتين، و هي تقول :
" هذا سيدهشك ! انظر .. ما رأيك ؟؟ "
الفستان كان أنيقا، و في الواقع أنا لست خبيرا بمثل هذه الأمور
لكني أظن أنه من النوع الذي يعجب النساء !
قالت :
" سيغدو أجمل حين أرتديه ! "
و قربته من جسمها و ذهبت لتشاهد ذلك أمام المرآة..
كانت تبدو سعيدة ..
قالت تخاطب المرآة :
" متأكدة سيبهر دانة حين تراه ! و ستشعر بالغيظ ! "
ثم اكفهر وجهها فجأة .. و شردت برهة ، و استدارت إلي ..
و رمت بالفستان على السرير..
قلت :
" ما الأمر ؟ "
قالت :
" أريد أن أرتديه "
قلت :
" إذن افعلي ! "
قالت و بريق من الدموع لمع في عينيها :
" أرتديه لأبقى حبيسة في هذه الغرفة ؟ "
و صمتت قليلا ثم قالت :
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" لو كان والداي حيين.. لكنا الآن هناك، في بيتنا.. أريهما أشيائي هذه، و أسمع تعليقاتهما.. "
" رغد .. "
" و لكنت ارتديت ما أشاء.. و تزيّنت كيفما أريد .. بكل حرية.. "
" رغد صغيرتي ... "
" و لكنت اشتريت ما يحلو لي دون حساب.. و لطلبت من والدي تجديد طقم غرفة نومي ..
لم يكن ليتضايق من طلباتي.. فقد كان يحبني كثيرا.. و يدللني كثيرا..
و يحرص على مشاعري كثيرا.. أكثر من أي أب آخر في الدنيا .. "
و ارتمت فوق الفستان المرمي على السرير، و أخذت تبكي بحرقة...
تمزّق قلبي أنا .. خلية خلية..لهذا الموقف الأليم المرير..
و رغما عنّي تمخّضت مقلتي عن دمعة كبيرة...
اقتربت منها محاولا المواساة :
" أرجوك يا رغد.. كفى عزيزتي .. "
رغد استمرت في البكاء ، و لم تنظر إلي ، لكنها قالت وسط الآهات :
" لن يشعر أحد بما أشعر به.. حبيسة و مقيّدة في هذا المكان..
ليتهما يعودان للحياة.. و يعيداني معهما إلى البيت..
و أنا سأتخلى عن كل شيء فقط لأعيش معهما ! "
مسحت دمعتي ، و قلت بصوت ألطف و أحن :
" بالله عليك يا رغد..يكفي فقد تفطّر قلبي "
رغد استدارت نحوي، و أخذت تنظر إلي مطولا..
ثم قالت :
" هل تحس بما أحسّه يا وليد ؟؟ أتعرف معنى أن تفقد والديك، و مرتين
و بيتك و عائلتك، و مدينتك و جامعتك، و تبقى مشردا عالة متطفلا على غرباء ؟
في مكان لا يوفر لك أبسط حقوقك ؟ أن ترتدي ما تشاء ! "
" رغد ! ماذا بيدي ؟ أخبريني ؟ ماذا أستطيع أن أفعل ؟
و حتى لو خرجنا من هذا المنزل و سكنا منزلا آخر... لا حل للمشلكة ! "
" بلى ! "
قالت رغد ذلك بسرعة ، فقلت أنا مسرعا :
" ما هو ؟ "
رغد الآن.. عقدت لسانها و هي تنظر إلي نظرات عميقة
كأنها تفكّر فيما تود قوله ثم قالت للقهر :
" أرسلني إلى بيت خالتي "
ذهلت لسماع هذه الجملة ، و ترنحت قليلا ، ثم سألت :
" إلى بيت خالتك ؟؟ كيف ؟ و زوج خالتك ؟ و حسام ؟؟ "
قالت :
" أتزوّجه "
هنا .. توقّف قلبي عن النبض، و توقفت عيناي عن الرؤية، و أذناي عن السمع
و كل حواسي عن العمل ، بل و الساعة عن الدوران...
لم أسترد شيئا من حواسي المفقدوة إلا بعد فترة، و أنا في المزرعة ..
و كان أول شيء استعدته هو الشم
إذ غزت رائحة السيجارة أنفي و أيقظت إحساسه عنوة ...
قلبتني جملتها هذه رأسا على عقب... و بعد أن كنت شديد الحزن و التعاطف معها
أصبحت أرغب في خنقها..
حسام ؟ نعم حسام.. إنه الحبيب السري الذي يعيش في قلب رغد منذ الطفولة..
ليس في قلبها فقط، بل و في صندوق أمانيها الذي لم أنسه يوما...
أهذا ما تريدين يا رغد ؟؟
لم تمض تلك الليلة بسلام.. ظل قلبي ينزف ..
من الطعنة العميقة التي سددتها رغد إلى صدري...
لذا فإنني عاملتها بشيء من الجفاء في اليوم التالي
و حين هممنا أنا و أروى بالذهاب إلى السوق لشراء الخاتمين و العقد
و سألتني إذا كنا نسمح بذهابها ، أجبت :
" أروى تريد أن نشتريهما بمفردينا "
" و تتركاني وحدي ؟؟ "
" لا ، بل مع الخالة ليندا "
و لم أسمح لها بإطالة الحديث، بل انصرفت مباشرة...
~ ~ ~ ~ ~
و ليته أحضرها عوضا عن كل هذا !
فبدلا من تأمل المجوهرات، يتأمل الساعة بين الفينة و الأخرى..
و اتصل مرتين لسؤال أمي عنها !
" رغد .. "
" و لكنت ارتديت ما أشاء.. و تزيّنت كيفما أريد .. بكل حرية.. "
" رغد صغيرتي ... "
" و لكنت اشتريت ما يحلو لي دون حساب.. و لطلبت من والدي تجديد طقم غرفة نومي ..
لم يكن ليتضايق من طلباتي.. فقد كان يحبني كثيرا.. و يدللني كثيرا..
و يحرص على مشاعري كثيرا.. أكثر من أي أب آخر في الدنيا .. "
و ارتمت فوق الفستان المرمي على السرير، و أخذت تبكي بحرقة...
تمزّق قلبي أنا .. خلية خلية..لهذا الموقف الأليم المرير..
و رغما عنّي تمخّضت مقلتي عن دمعة كبيرة...
اقتربت منها محاولا المواساة :
" أرجوك يا رغد.. كفى عزيزتي .. "
رغد استمرت في البكاء ، و لم تنظر إلي ، لكنها قالت وسط الآهات :
" لن يشعر أحد بما أشعر به.. حبيسة و مقيّدة في هذا المكان..
ليتهما يعودان للحياة.. و يعيداني معهما إلى البيت..
و أنا سأتخلى عن كل شيء فقط لأعيش معهما ! "
مسحت دمعتي ، و قلت بصوت ألطف و أحن :
" بالله عليك يا رغد..يكفي فقد تفطّر قلبي "
رغد استدارت نحوي، و أخذت تنظر إلي مطولا..
ثم قالت :
" هل تحس بما أحسّه يا وليد ؟؟ أتعرف معنى أن تفقد والديك، و مرتين
و بيتك و عائلتك، و مدينتك و جامعتك، و تبقى مشردا عالة متطفلا على غرباء ؟
في مكان لا يوفر لك أبسط حقوقك ؟ أن ترتدي ما تشاء ! "
" رغد ! ماذا بيدي ؟ أخبريني ؟ ماذا أستطيع أن أفعل ؟
و حتى لو خرجنا من هذا المنزل و سكنا منزلا آخر... لا حل للمشلكة ! "
" بلى ! "
قالت رغد ذلك بسرعة ، فقلت أنا مسرعا :
" ما هو ؟ "
رغد الآن.. عقدت لسانها و هي تنظر إلي نظرات عميقة
كأنها تفكّر فيما تود قوله ثم قالت للقهر :
" أرسلني إلى بيت خالتي "
ذهلت لسماع هذه الجملة ، و ترنحت قليلا ، ثم سألت :
" إلى بيت خالتك ؟؟ كيف ؟ و زوج خالتك ؟ و حسام ؟؟ "
قالت :
" أتزوّجه "
هنا .. توقّف قلبي عن النبض، و توقفت عيناي عن الرؤية، و أذناي عن السمع
و كل حواسي عن العمل ، بل و الساعة عن الدوران...
لم أسترد شيئا من حواسي المفقدوة إلا بعد فترة، و أنا في المزرعة ..
و كان أول شيء استعدته هو الشم
إذ غزت رائحة السيجارة أنفي و أيقظت إحساسه عنوة ...
قلبتني جملتها هذه رأسا على عقب... و بعد أن كنت شديد الحزن و التعاطف معها
أصبحت أرغب في خنقها..
حسام ؟ نعم حسام.. إنه الحبيب السري الذي يعيش في قلب رغد منذ الطفولة..
ليس في قلبها فقط، بل و في صندوق أمانيها الذي لم أنسه يوما...
أهذا ما تريدين يا رغد ؟؟
لم تمض تلك الليلة بسلام.. ظل قلبي ينزف ..
من الطعنة العميقة التي سددتها رغد إلى صدري...
لذا فإنني عاملتها بشيء من الجفاء في اليوم التالي
و حين هممنا أنا و أروى بالذهاب إلى السوق لشراء الخاتمين و العقد
و سألتني إذا كنا نسمح بذهابها ، أجبت :
" أروى تريد أن نشتريهما بمفردينا "
" و تتركاني وحدي ؟؟ "
" لا ، بل مع الخالة ليندا "
و لم أسمح لها بإطالة الحديث، بل انصرفت مباشرة...
~ ~ ~ ~ ~
و ليته أحضرها عوضا عن كل هذا !
فبدلا من تأمل المجوهرات، يتأمل الساعة بين الفينة و الأخرى..
و اتصل مرتين لسؤال أمي عنها !
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
بصراحة، وليد يبالغ في اهتمامه بها و أنا منزعجة من هذا الأمر..
و أتمنى لو يأتي خطيبها و يعتني بها لبعض الوقت، حتى نتنفّس !
تجوّلنا كثيرا، بحثا عن طقم يناسبنا.. و وليد لم يكن مركزا معي جيدا
بل كان يقول عن أي كل عقد أسأله عن رأيه به :
" جميل، دعينا نشتريه ! "
اخترنا في النهاية طقما جميلا مناسبا، بالإضافة إلى خاتمي الخطوبة ..
و أراد وليد أن نعود للمزرعة لكنني ألححت علي بالذهاب إلى مطعم و تناول العشاء هناك..
إنها فرصة ذهبية بالنسبة لي، لا وجود لرغد معنا!
" فيم تفكّر ؟ "
سألته و أنا أراه شاردا، قال :
" أأ .. في المزرعة ، تعرفين أننا تركنا عمل اليوم غير منجز .. حالما أعود فسأنجزه "
قلت :
" أوه وليد ! أتفكّر بالعمل حتى و أنت معي هنا ؟ دع عنك المزرعة
و شؤونها و لنتحدّث في أمور تخصّنا "
لم تظهر عليه أمارة مشجعة ، تضايقت من شروده عني ، قلت :
" وليد ! أنا معك ! هل تراني ؟ "
الآن ابتسم و قال :
" طبعا أروى ! أنا آسف..، فيم تودّين الحديث ؟ "
قلت ببعض الخجل :
" في أمور بيتننا و خطط مستقبلنا ! "
قال وليد :
" أخبرتك بأننا لن نتزوّج قبل رغد "
رميت بالملعقة التي كانت بين أصابعي ، أتناول بها طبق المهلبية الباردة .. و قلت بانفعال :
" رغد ثانية ! أوه .. رغد ، رغد ، رغد ! وليد ! هللا توقفت عن ذكرها أمامي كل ساعة ؟؟ "
قال وليد و هو مرتبك :
" أروى ! ما حلّ بك ؟؟ "
قلت :
" ما حلّ بك أنت ؟؟ ألا تشعر بأنك تهملني من أجلها ؟ إنني خطيبتك ! "
قال :
" أنا آسف يا أروى، لكنك .. لا تعلمين ما تعنيه رغد بالنسبة لي .. "
قلت :
" ماذا تعني ؟؟ "
وليد غيّر الجملة و قلب السؤال ، إلى ما يعنيه هو بالنسبة لها ، إذ قال :
" إنها فتاة يتيمة، و بلا بيت و لا عائلة و لا ولي غيري
إن أهملتك أنت، فباستطاعتك اللجوء إلى أمك أو خالك
أما إن قصّرت مع ابنة عمي اليتيمة الوحيدة ، فإلى من ستلجأ ؟؟ "
أنا قلت مباشرة :
" إلى خطيبها "
و لا أدري لم انزعج وليد فجأة و قال :
" لنغيّر الحديث، ماذا كنت تودين قوله بشأن المزرعة ؟؟ "
قلت :
" أي مزرعة ؟؟ "
" المزرعة ! ألم تتحدثي عن المزرعة و مستقبلنا فيها ؟ "
اشتططت غضبا و قلت :
" بل عن عش الزوجية و خططنا المستقبلية فيه "
احمرّ وجه وليد ، و تمتم بجمل الاعتذار...
لكن ، أي اعتذار يا وليد؟ إنني أشعر بأنك لا تشعر بوجودي ...
و كأنني لست خطيبتك.. و كأننا لن نتزوّج ذات يوم !
عندما عدنا إلى المزرعة ، و لم أكن أنا سعيدة بالقدر الذي تمنيت
دخلت إلى المنزل مباشرة
أما وليد فذهب لينجز أعمال اليوم التي اضطر لتركها من أجل مرافقتي...
في الصالة، وجدت رغد جالسة تقرأ أحد الكتب..
" تأخرتما "
و أتمنى لو يأتي خطيبها و يعتني بها لبعض الوقت، حتى نتنفّس !
تجوّلنا كثيرا، بحثا عن طقم يناسبنا.. و وليد لم يكن مركزا معي جيدا
بل كان يقول عن أي كل عقد أسأله عن رأيه به :
" جميل، دعينا نشتريه ! "
اخترنا في النهاية طقما جميلا مناسبا، بالإضافة إلى خاتمي الخطوبة ..
و أراد وليد أن نعود للمزرعة لكنني ألححت علي بالذهاب إلى مطعم و تناول العشاء هناك..
إنها فرصة ذهبية بالنسبة لي، لا وجود لرغد معنا!
" فيم تفكّر ؟ "
سألته و أنا أراه شاردا، قال :
" أأ .. في المزرعة ، تعرفين أننا تركنا عمل اليوم غير منجز .. حالما أعود فسأنجزه "
قلت :
" أوه وليد ! أتفكّر بالعمل حتى و أنت معي هنا ؟ دع عنك المزرعة
و شؤونها و لنتحدّث في أمور تخصّنا "
لم تظهر عليه أمارة مشجعة ، تضايقت من شروده عني ، قلت :
" وليد ! أنا معك ! هل تراني ؟ "
الآن ابتسم و قال :
" طبعا أروى ! أنا آسف..، فيم تودّين الحديث ؟ "
قلت ببعض الخجل :
" في أمور بيتننا و خطط مستقبلنا ! "
قال وليد :
" أخبرتك بأننا لن نتزوّج قبل رغد "
رميت بالملعقة التي كانت بين أصابعي ، أتناول بها طبق المهلبية الباردة .. و قلت بانفعال :
" رغد ثانية ! أوه .. رغد ، رغد ، رغد ! وليد ! هللا توقفت عن ذكرها أمامي كل ساعة ؟؟ "
قال وليد و هو مرتبك :
" أروى ! ما حلّ بك ؟؟ "
قلت :
" ما حلّ بك أنت ؟؟ ألا تشعر بأنك تهملني من أجلها ؟ إنني خطيبتك ! "
قال :
" أنا آسف يا أروى، لكنك .. لا تعلمين ما تعنيه رغد بالنسبة لي .. "
قلت :
" ماذا تعني ؟؟ "
وليد غيّر الجملة و قلب السؤال ، إلى ما يعنيه هو بالنسبة لها ، إذ قال :
" إنها فتاة يتيمة، و بلا بيت و لا عائلة و لا ولي غيري
إن أهملتك أنت، فباستطاعتك اللجوء إلى أمك أو خالك
أما إن قصّرت مع ابنة عمي اليتيمة الوحيدة ، فإلى من ستلجأ ؟؟ "
أنا قلت مباشرة :
" إلى خطيبها "
و لا أدري لم انزعج وليد فجأة و قال :
" لنغيّر الحديث، ماذا كنت تودين قوله بشأن المزرعة ؟؟ "
قلت :
" أي مزرعة ؟؟ "
" المزرعة ! ألم تتحدثي عن المزرعة و مستقبلنا فيها ؟ "
اشتططت غضبا و قلت :
" بل عن عش الزوجية و خططنا المستقبلية فيه "
احمرّ وجه وليد ، و تمتم بجمل الاعتذار...
لكن ، أي اعتذار يا وليد؟ إنني أشعر بأنك لا تشعر بوجودي ...
و كأنني لست خطيبتك.. و كأننا لن نتزوّج ذات يوم !
عندما عدنا إلى المزرعة ، و لم أكن أنا سعيدة بالقدر الذي تمنيت
دخلت إلى المنزل مباشرة
أما وليد فذهب لينجز أعمال اليوم التي اضطر لتركها من أجل مرافقتي...
في الصالة، وجدت رغد جالسة تقرأ أحد الكتب..
" تأخرتما "
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" نعم، فقد ذهبنا إلى المطعم.. و تنزهنا لبعض الوقت "
و ظهر الاستياء على وجهها، و قالت :
" و هل اشتريتما الخاتمين ؟ "
" أجل "
" هل أستطيع رؤيتهما ؟ "
قلت بحنق :
" نعم طبعا ، لكن غدا ، بعدما نلبسهما أنا و وليد لبعضنا البعض "
قالت :
" و أين وليد ؟ "
" في المزرعة ، سيعمل لبعض الوقت "
و استأذنت و ذهبت إلى غرفتي...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
تركتني في غيظي ، اشتعل نارا كجهنم.. أكاد أحرق أوراق المجلة التي بين يدي
و لكن لا
لن أفوّت هذا بسهولة ! و لسوف أفسد عليهما سهرة الغد
و أحرمهما من الهناء بخاتميهما !
نزعت الخاتم الذي ظل بنصري الأيمن محبوسا به لأربع سنين...
لم أكن قد نزعته قبل الليلة، كما لم أكن قد أبلغت وليد عن انفصالي الشرعي عن سامر..
رغم أن فترة قد مضت على ذلك..
لم أكن أريده أن يشعرني بأنه مهتم بي فقط و فقط لأنه ليس لدي من يهتم بي غيره..
كنت أود أن أشعر.. بأنه يهتم بي و يحبني و يريد بقائي معه حتى لو كان والداي على قيد الحياة
ليس فقط حتى مع وجود خطيب لي..
عندما سألني :
" ماذا بيدي ؟ ما حل المشكلة "
كدت أقول :
" تزوّجني ! "
و كم كنت سأبدو بلهاء غبية و أنا أعرض على ابن عمّي ، و المرتبط
و الذي نعيش في بيت خطيبته أن يتزوّجني !
أردت أن ألفت نظره إلى وجود حل اسمه الزواج ، فقلت :
" أتزوج حسام "
و انتظرت ردة فعله، انتظرت أن أرى مقدار اهتمامه بي ..
و رغبته في بقائي معه..كم تمنيت لو يهتف :
" مستحيل ! "
ألا أنه التزم الصمت، ثم غادر...
أحيانا.. أشعر بأنه يهتم بي و يحبني كثيرا.. لكن.. مثل حبه لدانة..
و أنا أريده أن يحبّني مثلما أحبه أنا.. و أن يعجب بي أنا.. و ألا ينظر إلى عيني امرأة غيري أنا !
و إن كان يريد رؤية عيون زرقاء، أو خضراء، أو حتى صفراء..
فأنا سأغير لون عيني و شعري و وجهي و كل شيء لإرضاء ذوقه !
لقد قال إنني رائعة منذ الطفولة ! كم أشعر بالسعادة كلما تذكرت هذه الجملة !
إنها كنزي الثمين الذي أفتحه و أنعش مشاعري به كلما أصابني اليأس ..
وليد و أروى يخططان لقضاء سهرة خاصة بهما ليلة الغد، للبس الخاتمين.. و أنا ..
أخطط لأن أمرض غدا، و أقلق وليد بشأني، و أصرف تفكيره عن السهرة الخاصة
و أحرم أروى مما تصبو نفسها إليه !
سترين يا أروى !
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
لأنني لا أحب تأجيل عمل اليوم إلى الغد، و لأنني سأضطر لاختصار ساعات العمل غدا أيضا
من أجل السهرة التي تريدها أروى احتفالا بوضع الخاتمين
فإنني قررت أن أقضي ساعات في العمل بالمزرعة الآن...
كنت متعبا، فقد قمت بعدة أشياء منذ الصباح، و كان يوما حافلا بالمهام التي كان علي إنجازها..
عدا عن هذا ، فهناك فتاة صغيرة تلعب في دماغي منذ الأمس، و تسبب لي صداعا رهيبا !
انتصف الليل، و أنا لا أزال في المزرعة أبذل مجهودا بدنيا لا يتناسب و الظلام و التوقيت
ألا أنني لم أشأ المغادرة قبل إتمامه...
كنت سأنقل بعض الأشياء إلى السيارة الحوض، ألا أنني حين وجدتها على مبعدة
تقاعست عن تحريكها، فآخر شيء أفكر به هو قيادة سيارة الآن
اذا قمت بحمل بعض تلك الأشياء بجهد إلى الحوض، و تركت البقية لأنقلها في اليوم التالي
فقد أرهقت كثيرا جدا...
و ظهر الاستياء على وجهها، و قالت :
" و هل اشتريتما الخاتمين ؟ "
" أجل "
" هل أستطيع رؤيتهما ؟ "
قلت بحنق :
" نعم طبعا ، لكن غدا ، بعدما نلبسهما أنا و وليد لبعضنا البعض "
قالت :
" و أين وليد ؟ "
" في المزرعة ، سيعمل لبعض الوقت "
و استأذنت و ذهبت إلى غرفتي...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
تركتني في غيظي ، اشتعل نارا كجهنم.. أكاد أحرق أوراق المجلة التي بين يدي
و لكن لا
لن أفوّت هذا بسهولة ! و لسوف أفسد عليهما سهرة الغد
و أحرمهما من الهناء بخاتميهما !
نزعت الخاتم الذي ظل بنصري الأيمن محبوسا به لأربع سنين...
لم أكن قد نزعته قبل الليلة، كما لم أكن قد أبلغت وليد عن انفصالي الشرعي عن سامر..
رغم أن فترة قد مضت على ذلك..
لم أكن أريده أن يشعرني بأنه مهتم بي فقط و فقط لأنه ليس لدي من يهتم بي غيره..
كنت أود أن أشعر.. بأنه يهتم بي و يحبني و يريد بقائي معه حتى لو كان والداي على قيد الحياة
ليس فقط حتى مع وجود خطيب لي..
عندما سألني :
" ماذا بيدي ؟ ما حل المشكلة "
كدت أقول :
" تزوّجني ! "
و كم كنت سأبدو بلهاء غبية و أنا أعرض على ابن عمّي ، و المرتبط
و الذي نعيش في بيت خطيبته أن يتزوّجني !
أردت أن ألفت نظره إلى وجود حل اسمه الزواج ، فقلت :
" أتزوج حسام "
و انتظرت ردة فعله، انتظرت أن أرى مقدار اهتمامه بي ..
و رغبته في بقائي معه..كم تمنيت لو يهتف :
" مستحيل ! "
ألا أنه التزم الصمت، ثم غادر...
أحيانا.. أشعر بأنه يهتم بي و يحبني كثيرا.. لكن.. مثل حبه لدانة..
و أنا أريده أن يحبّني مثلما أحبه أنا.. و أن يعجب بي أنا.. و ألا ينظر إلى عيني امرأة غيري أنا !
و إن كان يريد رؤية عيون زرقاء، أو خضراء، أو حتى صفراء..
فأنا سأغير لون عيني و شعري و وجهي و كل شيء لإرضاء ذوقه !
لقد قال إنني رائعة منذ الطفولة ! كم أشعر بالسعادة كلما تذكرت هذه الجملة !
إنها كنزي الثمين الذي أفتحه و أنعش مشاعري به كلما أصابني اليأس ..
وليد و أروى يخططان لقضاء سهرة خاصة بهما ليلة الغد، للبس الخاتمين.. و أنا ..
أخطط لأن أمرض غدا، و أقلق وليد بشأني، و أصرف تفكيره عن السهرة الخاصة
و أحرم أروى مما تصبو نفسها إليه !
سترين يا أروى !
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
لأنني لا أحب تأجيل عمل اليوم إلى الغد، و لأنني سأضطر لاختصار ساعات العمل غدا أيضا
من أجل السهرة التي تريدها أروى احتفالا بوضع الخاتمين
فإنني قررت أن أقضي ساعات في العمل بالمزرعة الآن...
كنت متعبا، فقد قمت بعدة أشياء منذ الصباح، و كان يوما حافلا بالمهام التي كان علي إنجازها..
عدا عن هذا ، فهناك فتاة صغيرة تلعب في دماغي منذ الأمس، و تسبب لي صداعا رهيبا !
انتصف الليل، و أنا لا أزال في المزرعة أبذل مجهودا بدنيا لا يتناسب و الظلام و التوقيت
ألا أنني لم أشأ المغادرة قبل إتمامه...
كنت سأنقل بعض الأشياء إلى السيارة الحوض، ألا أنني حين وجدتها على مبعدة
تقاعست عن تحريكها، فآخر شيء أفكر به هو قيادة سيارة الآن
اذا قمت بحمل بعض تلك الأشياء بجهد إلى الحوض، و تركت البقية لأنقلها في اليوم التالي
فقد أرهقت كثيرا جدا...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
كنت أتصبب عرقا، و أشعر بإعياء شديد، و بحاجة ماسة و فورية للاستحمام ، و النوم مباشرة...
عدت إلى المنزل منهك القوى شديد التعب، متوقعا أن يكون الجميع نيام في مثل هذا الوقت
لذا دهشت حين رأيت رغد جالسة في الصالة تقرأ كتابا !
" ألم تنامي بعد ؟ "
رفعت رغد عينيها عن الكتاب ، و قالت :
" ليس بعد "
و كانت نظراتها حادة توحي برغبة منها في الشجار !
و هو شيء أفضل الغرق في المحيط عليه، خصوصا و أنا بهذا الحال و التعب !
" تصبحين على خير "
قلت ذلك، و توجهت نحو غرفة نومي، لأنفذ بجلدي
و لكنني ما كدت أخطو بضع خطوات حتى سمعتها تناديني :
" وليــــد "
يا رب !
لست بمزاج جيّد لتلقي أي لوم و عتاب على تركك وحدك كل هذه الساعات !
أجّلي كل هذا للغد يا رغد ! و أعدك بأنني سأتلقى هجومك بأوسع صدر !
التفت إلى الوراء ، و لم أجب ... لكن لسان حالي أجاب : نعم ؟
أغلقت الكتاب الذي بين يديها، و وقفت ..
إنه التأهّب للهجوم ! رغد أرجوك الرحمة ! هذه الليلة فقط !
" أنا جائعة "
هل سمعتم شيئا كالذي سمعت ؟؟ تقول جائعة !
" ماذا ؟ "
" أنا جائعة ! "
تلفت يمينا و شمالا.. أبحث عن شخص يؤكد لي ما سمعت !
" ألم تتناولي عشاءا ؟ "
" كلا "
" حسنا ، لم لا تذهبين للمطبخ و تحضّرين وجبة لك ؟؟ "
قالت :
" أشتهي البيتزا "
" البيتزا ؟ "
" نعم ! البيتزا "
قلت :
" و لكن تحضيرها سيستغرق وقتا ! لم َ لم تعدّيها قبل الآن ؟ "
" لا أعرف طريقة لتحضيرها، و لا أريد أن أعرف
كما و أنني شعرت بالجوع الآن فقط "
و بالتالي ماذا ؟؟
قلت :
" حسنا ، حضّري شيئا آخر .. "
" أريد بيتزا "
" رغد ! و هل تعتقدين أنني أستطيع تحضير بيتزا ؟؟ "
" تستطيع شراءها من المطعم "
نظرت إلى الساعة ، كانت الواحدة ليلا !
" مطعم ؟ الآن ؟؟ "
" نعم ، لابد أنه يوجد مطعم واحد على الأقل مفتوح الآن "
و هذا يعني أن علي ّ أنا الذهاب للبحث عن مطعم و جلب البيتزا !
آخر عمل أفكّر في القيام به على الإطلاق !
" حضّري لك أي وجبة من الطبخ ، الوقت متأخر و أنا متعب .. "
" لا أشتهي غير البيتزا ! "
" كلي أي شيء الآن ، و غدا آخذك إلى المطعم "
قالت :
" معكما أنت و أروى ؟ "
و رمقتني بنظرة حادة .. ثم أضافت :
" هل تقبل العروس ؟ "
عدت إلى المنزل منهك القوى شديد التعب، متوقعا أن يكون الجميع نيام في مثل هذا الوقت
لذا دهشت حين رأيت رغد جالسة في الصالة تقرأ كتابا !
" ألم تنامي بعد ؟ "
رفعت رغد عينيها عن الكتاب ، و قالت :
" ليس بعد "
و كانت نظراتها حادة توحي برغبة منها في الشجار !
و هو شيء أفضل الغرق في المحيط عليه، خصوصا و أنا بهذا الحال و التعب !
" تصبحين على خير "
قلت ذلك، و توجهت نحو غرفة نومي، لأنفذ بجلدي
و لكنني ما كدت أخطو بضع خطوات حتى سمعتها تناديني :
" وليــــد "
يا رب !
لست بمزاج جيّد لتلقي أي لوم و عتاب على تركك وحدك كل هذه الساعات !
أجّلي كل هذا للغد يا رغد ! و أعدك بأنني سأتلقى هجومك بأوسع صدر !
التفت إلى الوراء ، و لم أجب ... لكن لسان حالي أجاب : نعم ؟
أغلقت الكتاب الذي بين يديها، و وقفت ..
إنه التأهّب للهجوم ! رغد أرجوك الرحمة ! هذه الليلة فقط !
" أنا جائعة "
هل سمعتم شيئا كالذي سمعت ؟؟ تقول جائعة !
" ماذا ؟ "
" أنا جائعة ! "
تلفت يمينا و شمالا.. أبحث عن شخص يؤكد لي ما سمعت !
" ألم تتناولي عشاءا ؟ "
" كلا "
" حسنا ، لم لا تذهبين للمطبخ و تحضّرين وجبة لك ؟؟ "
قالت :
" أشتهي البيتزا "
" البيتزا ؟ "
" نعم ! البيتزا "
قلت :
" و لكن تحضيرها سيستغرق وقتا ! لم َ لم تعدّيها قبل الآن ؟ "
" لا أعرف طريقة لتحضيرها، و لا أريد أن أعرف
كما و أنني شعرت بالجوع الآن فقط "
و بالتالي ماذا ؟؟
قلت :
" حسنا ، حضّري شيئا آخر .. "
" أريد بيتزا "
" رغد ! و هل تعتقدين أنني أستطيع تحضير بيتزا ؟؟ "
" تستطيع شراءها من المطعم "
نظرت إلى الساعة ، كانت الواحدة ليلا !
" مطعم ؟ الآن ؟؟ "
" نعم ، لابد أنه يوجد مطعم واحد على الأقل مفتوح الآن "
و هذا يعني أن علي ّ أنا الذهاب للبحث عن مطعم و جلب البيتزا !
آخر عمل أفكّر في القيام به على الإطلاق !
" حضّري لك أي وجبة من الطبخ ، الوقت متأخر و أنا متعب .. "
" لا أشتهي غير البيتزا ! "
" كلي أي شيء الآن ، و غدا آخذك إلى المطعم "
قالت :
" معكما أنت و أروى ؟ "
و رمقتني بنظرة حادة .. ثم أضافت :
" هل تقبل العروس ؟ "
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
تنهّدت ، و قلت خاتما الموضوع :
" أمامك المطبخ بما حوى ... تصبحين على خير "
و استدرت و تابعت طريقي، و لما بلغت الباب و فتحته سمعتها تقول :
" لو كان سامر هنا ، لما سمح بأن أنام و أنا جائعة ! و لكان لفّ العالم ليحضر لي ما أريد "
أفلتت أعصابي، صفعت الباب بقوّة و أنا أستدير إليها
و أراها تجلس على المقعد و تحني رأسها إلى الأرض، و تبدأ بالبكاء...
سرت إليها و وقفت قربها و قلت بعصبية :
" حسنا.. أنا ذاهب لإحضار ما تريدين "
و سكت لأتنفس، ثم تابعت :
" لا تستفزّيني هكذا ثانية ! "
رفعت رأسها و نظرت إلي، ربما نظرة استغراب أو اعتذار
لم أكد أميّزها لأنني سرعان ما استدرت و ذهبت نحو الباب
و ما أن فتحت الباب حتى وصلني صوتها و هي تقول:
" مع عيدان البطاطا المقلية... ! "
التفت إليها فوجدتها تبتسم ! نعم تبتسم !
أتعرفون أي نوع من الابتسامات ؟؟
تلك التي تنسي المرء أنه يتصبب عرقا و أن عضلاته مرهقة حد الشلل
و مشاعره متهيجة حد الغليان !
يا لهذه الفتاة !
لم يكن العثور على مطعم مفتوح أمرا سهلا
لكنني اشتريت لصغيرتي المدللة هذه ما تريد، و خلال 40 دقيقة ، عدت إلى المنزل ...
كانت لا تزال جالسة على نفس المقعد ، و الكتاب في حضنها و يداها موضوعتين على صفحتيه ...
لم تنهض لدى دخولي...
قلت :
" وصل عشاؤك ! "
لم ترد... اقتربت منها ، فوجدت عينيها مغمضتين... و ببساطة كانت نائمة !
" رغد .. "
لم تجب، اقترب أكثر و همست :
" رغد هل نمت ِ ؟ "
و لم تستفق.
ماذا أفعل بهذه الفتاة ؟؟
في منتصف الكتاب المفتوح، لمحت شيئا يلمع.. اقتربت أكثر، إنه ليس إلا خاتم خطوبة رغد.. !
مددت يدي و أخذت الخاتم...و دققت النظر فيه..
محفور بباطنه الحرفان الأولان من اسمي رغد و سامر، مع تاريخ الخطوبة...
بقيت واقفا في مكاني أعبث بذلك الخاتم، و أتمنى أن امحيه من الوجود
و أمحي معه كل علاقة ربطت بين سامر و رغد.. حتى رابطة الدم !
في آخر مرّة زارنا فيها سامر.. في آخر لحظة قضاها معنا.. في المزرعة
و آخر صورة التقطتها عيناي لهما هو و رغد، كانا في عناق حميم..
حلل كل خلايا الدم الجارية في عروقي.. و أصابني بأنيميا حادة فتّاكة...
لكني حتى هذه اللحظة، أجهل مصير هذه العلاقة
و لا أجسر على التحدّث مع رغد بشأنها...
التفت الآن إلى رغد، نائمة بعمق و هدوء... و تعرفون كم تطيب لي مشاهدتها هكذا..
و تعرفون كم أعاني و أجاهد نفسي أقف عند الحدود فيما بيننا..
اقتربت منها أكثر، و همست :
" رغد.. قومي إلى غرفتك "
لكنها لم تتحرك، ناديت :
" رغد انهضي يا صغيرتي.. هل ستنامين هنا ؟؟ "
و مددت يدي و ربت بخفة على يدها ، رغد تحركت
و مالت بجدعها على المقعد حتى أسندت رأسها عليه و هي تقول :
" أوه أروى حلّي عني ، أكرهك ! "
و صمتت !
دهشت ! بم تحلم صغيرتي هذه اللحظة ؟؟ و لم تقول شيئا كهذا ؟ و ماذا يعني ذلك؟؟
" هذا أنا وليد، أنت تنامين في الصالة رغد، قومي إلى غرفتك "
ابتسمت رغد، و هي نائمة ، ثم قالت :
" أمامك المطبخ بما حوى ... تصبحين على خير "
و استدرت و تابعت طريقي، و لما بلغت الباب و فتحته سمعتها تقول :
" لو كان سامر هنا ، لما سمح بأن أنام و أنا جائعة ! و لكان لفّ العالم ليحضر لي ما أريد "
أفلتت أعصابي، صفعت الباب بقوّة و أنا أستدير إليها
و أراها تجلس على المقعد و تحني رأسها إلى الأرض، و تبدأ بالبكاء...
سرت إليها و وقفت قربها و قلت بعصبية :
" حسنا.. أنا ذاهب لإحضار ما تريدين "
و سكت لأتنفس، ثم تابعت :
" لا تستفزّيني هكذا ثانية ! "
رفعت رأسها و نظرت إلي، ربما نظرة استغراب أو اعتذار
لم أكد أميّزها لأنني سرعان ما استدرت و ذهبت نحو الباب
و ما أن فتحت الباب حتى وصلني صوتها و هي تقول:
" مع عيدان البطاطا المقلية... ! "
التفت إليها فوجدتها تبتسم ! نعم تبتسم !
أتعرفون أي نوع من الابتسامات ؟؟
تلك التي تنسي المرء أنه يتصبب عرقا و أن عضلاته مرهقة حد الشلل
و مشاعره متهيجة حد الغليان !
يا لهذه الفتاة !
لم يكن العثور على مطعم مفتوح أمرا سهلا
لكنني اشتريت لصغيرتي المدللة هذه ما تريد، و خلال 40 دقيقة ، عدت إلى المنزل ...
كانت لا تزال جالسة على نفس المقعد ، و الكتاب في حضنها و يداها موضوعتين على صفحتيه ...
لم تنهض لدى دخولي...
قلت :
" وصل عشاؤك ! "
لم ترد... اقتربت منها ، فوجدت عينيها مغمضتين... و ببساطة كانت نائمة !
" رغد .. "
لم تجب، اقترب أكثر و همست :
" رغد هل نمت ِ ؟ "
و لم تستفق.
ماذا أفعل بهذه الفتاة ؟؟
في منتصف الكتاب المفتوح، لمحت شيئا يلمع.. اقتربت أكثر، إنه ليس إلا خاتم خطوبة رغد.. !
مددت يدي و أخذت الخاتم...و دققت النظر فيه..
محفور بباطنه الحرفان الأولان من اسمي رغد و سامر، مع تاريخ الخطوبة...
بقيت واقفا في مكاني أعبث بذلك الخاتم، و أتمنى أن امحيه من الوجود
و أمحي معه كل علاقة ربطت بين سامر و رغد.. حتى رابطة الدم !
في آخر مرّة زارنا فيها سامر.. في آخر لحظة قضاها معنا.. في المزرعة
و آخر صورة التقطتها عيناي لهما هو و رغد، كانا في عناق حميم..
حلل كل خلايا الدم الجارية في عروقي.. و أصابني بأنيميا حادة فتّاكة...
لكني حتى هذه اللحظة، أجهل مصير هذه العلاقة
و لا أجسر على التحدّث مع رغد بشأنها...
التفت الآن إلى رغد، نائمة بعمق و هدوء... و تعرفون كم تطيب لي مشاهدتها هكذا..
و تعرفون كم أعاني و أجاهد نفسي أقف عند الحدود فيما بيننا..
اقتربت منها أكثر، و همست :
" رغد.. قومي إلى غرفتك "
لكنها لم تتحرك، ناديت :
" رغد انهضي يا صغيرتي.. هل ستنامين هنا ؟؟ "
و مددت يدي و ربت بخفة على يدها ، رغد تحركت
و مالت بجدعها على المقعد حتى أسندت رأسها عليه و هي تقول :
" أوه أروى حلّي عني ، أكرهك ! "
و صمتت !
دهشت ! بم تحلم صغيرتي هذه اللحظة ؟؟ و لم تقول شيئا كهذا ؟ و ماذا يعني ذلك؟؟
" هذا أنا وليد، أنت تنامين في الصالة رغد، قومي إلى غرفتك "
ابتسمت رغد، و هي نائمة ، ثم قالت :
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" بابا .. أحبك .. "
و غطت في سكون عميق !
ليتني أدخل حلمك و أرى... بما و من تحلمين !
نوما هنيئا...صغيرتي..
~ ~ ~ ~ ~
عندما نهضت، و على صوت منبه مزعج ، رأيت نفسي نائمة على المقعد في وضع غير مريح !
و على المنضدة الموضوعة أمام المقعد ، وجدت كيسا يبدو أنه لأحد المطاعم !
نهضت و نظرت من حولي فلم أر أحدا
لكنني كنت أسمع صوت المنبه القوي قادما من ناحية غرفة وليد !
مددت يدي نحو الكيس أولا و تفقّدت ما به
" إنها البيتزا ! "
و صوّبت نظري ناحية غرفة وليد، فوجدت الباب مفتوحا على مصراعيه ...
و كان المنبه يرن باستمرار ... دون أن ينهض وليد...
قمت أنا و تسللت إلى الغرفة، و أوقفته، و ألقيت نظرة على وليد...
كان مستلق ٍ على السرير و أطرافه الأربعة موزعة على جميع الزوايا !
كان يبدو غارقا في النوم جدا !
و مع ذلك ما أن نطقت باسمه :
" وليد "
حتى فتح عينيه بسرعة، ثم نهض جالسا باندفاع !
هل صوتي مفزع لهذا الحد ؟؟ لقد كان المنبه يرن حد البحة!
وليد تلفت يمينا و شمالا ثم نظر إلي
" رغد ؟ ما بك ؟ "
إنه بالفعل فزع !
قلت :
" لا شيء ! إنه وقت الصلاة ! "
خرجت من غرفته، و ذهبت إلى غرفة أروى،التي لا أزال أشاركها فيها
حاملة معي كيس المطعم !
وجدت الباب موصدا من الداخل !
" أروى! تبا لك ! سأعتبره طردا ! "
بعد قليل، و قد خرج وليد مع العجوز كالعادة للصلاة للمسجد، حملت كيسي و البطانية
و ذهبت إلى غرفة وليد و تابعت نومي على المقعد !
وجدتها فرصة ذهبية لتوسيع دائرة الخلاف بيننا، أنا و أروى..
قلت مخاطبة وليد بعد عدة ساعات :
" إنها لا تريدني في غرفتها، و لا في بيتها و لا مزرعتها، أخرجني من هذا المكان "
وليد كان متضايقا جدا، قال :
" لا يمكن أن تتعمّد أروى إيصاد الباب دونك! ربما أقفلته خطأ ً "
" طبعا ستقول هي أنه خطأ، لكني متأكدّة من أنه مقصود
وليد لا أريد العيش في هذا المكان.. "
امتقع وجه وليد و كأبت ملامحه بشدّة... و فرك جبينه براحة يده ثم قال :
" إلى أين نذهب إذن ؟ "
قلت :
" دعنا نعود إلى شقة سامر "
لم ترق الفكرة لوليد، و قال :
" و عملي ؟ "
" فتّش عن عمل آخر، إنه عمل متعب و لا يستحق اهتمامك و مجهودك على أية حال "
وليد حزن من قولي هذا، كما ظهر جليا على وجهه، ألا أنه قال :
" سأحاول إيجاد حل آخر..."
و صمت قليلا ، ثم تابع و هو يضيق فتحة عينيه :
" ألا أنني لن أسمح لك بالزواج قبل الخامسة و العشرين ! "
ذهلت من كلامه، و من نظرته فحملقت به بفضول ، و سألت :
" و لم الخامسة و العشرين بالذات ؟ "
" هذا على الأقل، فأنت لا تزالين صغيرة ، و ستظلين صغيرة لبضع سنين ! "
بشكل تلقائي، رفعت يدك اليمنى مبرزة إصبعي البنصر، لأثبت بأنني مخطوبة يعني كبرة !
و للدهشة ، لم أجد الخاتم !
تبدّلت ملامحي ، و أخذت أقلب كفي ظهرا و بطنا و أفتش عن الخاتم في أصابعي العشرة !
لا ، بل العشرين !
و غطت في سكون عميق !
ليتني أدخل حلمك و أرى... بما و من تحلمين !
نوما هنيئا...صغيرتي..
~ ~ ~ ~ ~
عندما نهضت، و على صوت منبه مزعج ، رأيت نفسي نائمة على المقعد في وضع غير مريح !
و على المنضدة الموضوعة أمام المقعد ، وجدت كيسا يبدو أنه لأحد المطاعم !
نهضت و نظرت من حولي فلم أر أحدا
لكنني كنت أسمع صوت المنبه القوي قادما من ناحية غرفة وليد !
مددت يدي نحو الكيس أولا و تفقّدت ما به
" إنها البيتزا ! "
و صوّبت نظري ناحية غرفة وليد، فوجدت الباب مفتوحا على مصراعيه ...
و كان المنبه يرن باستمرار ... دون أن ينهض وليد...
قمت أنا و تسللت إلى الغرفة، و أوقفته، و ألقيت نظرة على وليد...
كان مستلق ٍ على السرير و أطرافه الأربعة موزعة على جميع الزوايا !
كان يبدو غارقا في النوم جدا !
و مع ذلك ما أن نطقت باسمه :
" وليد "
حتى فتح عينيه بسرعة، ثم نهض جالسا باندفاع !
هل صوتي مفزع لهذا الحد ؟؟ لقد كان المنبه يرن حد البحة!
وليد تلفت يمينا و شمالا ثم نظر إلي
" رغد ؟ ما بك ؟ "
إنه بالفعل فزع !
قلت :
" لا شيء ! إنه وقت الصلاة ! "
خرجت من غرفته، و ذهبت إلى غرفة أروى،التي لا أزال أشاركها فيها
حاملة معي كيس المطعم !
وجدت الباب موصدا من الداخل !
" أروى! تبا لك ! سأعتبره طردا ! "
بعد قليل، و قد خرج وليد مع العجوز كالعادة للصلاة للمسجد، حملت كيسي و البطانية
و ذهبت إلى غرفة وليد و تابعت نومي على المقعد !
وجدتها فرصة ذهبية لتوسيع دائرة الخلاف بيننا، أنا و أروى..
قلت مخاطبة وليد بعد عدة ساعات :
" إنها لا تريدني في غرفتها، و لا في بيتها و لا مزرعتها، أخرجني من هذا المكان "
وليد كان متضايقا جدا، قال :
" لا يمكن أن تتعمّد أروى إيصاد الباب دونك! ربما أقفلته خطأ ً "
" طبعا ستقول هي أنه خطأ، لكني متأكدّة من أنه مقصود
وليد لا أريد العيش في هذا المكان.. "
امتقع وجه وليد و كأبت ملامحه بشدّة... و فرك جبينه براحة يده ثم قال :
" إلى أين نذهب إذن ؟ "
قلت :
" دعنا نعود إلى شقة سامر "
لم ترق الفكرة لوليد، و قال :
" و عملي ؟ "
" فتّش عن عمل آخر، إنه عمل متعب و لا يستحق اهتمامك و مجهودك على أية حال "
وليد حزن من قولي هذا، كما ظهر جليا على وجهه، ألا أنه قال :
" سأحاول إيجاد حل آخر..."
و صمت قليلا ، ثم تابع و هو يضيق فتحة عينيه :
" ألا أنني لن أسمح لك بالزواج قبل الخامسة و العشرين ! "
ذهلت من كلامه، و من نظرته فحملقت به بفضول ، و سألت :
" و لم الخامسة و العشرين بالذات ؟ "
" هذا على الأقل، فأنت لا تزالين صغيرة ، و ستظلين صغيرة لبضع سنين ! "
بشكل تلقائي، رفعت يدك اليمنى مبرزة إصبعي البنصر، لأثبت بأنني مخطوبة يعني كبرة !
و للدهشة ، لم أجد الخاتم !
تبدّلت ملامحي ، و أخذت أقلب كفي ظهرا و بطنا و أفتش عن الخاتم في أصابعي العشرة !
لا ، بل العشرين !
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
وليد كان يراقبني، و رآني و أنا أضطرب، ثم أذهب نحو المقعد و أفتّش ما حوله..
أقبل وليد يسير ببطء ، حتى وقف خلفي مباشرة
و كنت أنا جالسة على الأرض محنية رأسي للأسفل ، أتحسس بيدي الأرضية تحت المقعد ...
يا إلهي أين اختفى !؟
" عمّ تبحثين ؟ "
رفعت نظري إلى الجبل الطويل الواقف خلف
فرأيت ميلا بسيطا لإحدى زاويتي فمه للأعلى، يعني ، شبه ابتسامة ماكرة !
قلت و أنا لا أزال في وضعي أنظر إليه كمن ينظر للسقف !
" هل رأيته ؟ "
" ما هو ؟؟ "
" محبسي ! "
" أي محبس ؟؟ "
" خاتم خطوبتي يا وليد ، تركته على الكتاب البارحة ! "
تغيّرت تعبيرات وليد و قال :
" هل يعني لك فقده شيئا مهما ؟؟ "
قلت مستغربة :
" طبعا ! إنه ليس مجرّد خاتم ! "
وليد عبس بعض الشيء، ثم مد يده في أحد جيوبه، و أخرج الخاتم...
و وضعه على المنضدة ...
نهضت أنا و نظرت إلى الخاتم، ثم إلى وليد... و حرت في أمره...
ولى وليد مدبرا خارجا من المنزل ألا أنه حين بلغ الباب استدار و قال :
" لن تضعي شيئا كهذا في يدك اليسرى قبل مضي سنين !
مهما كان الطرف الآخر ! لن أسمح بذلك ..."
و انصرف !
~ ~ ~ ~ ~ ~
أخيرا حلّ الليل! كم أنا مسرورة و في قمة السعادة..
فالليلة سنرتدي أنا و وليد خاتمي الخطوبة أخيرا !
قضيت فترة طويلة على غير العادة أمام المرآة أتزيّن !
أعددت لسهرة جميلة و رومانسية مع خطيبي، في الغرفة الخارجية...
و الإعداد يشمل العشاء، و طبق التحية، و الشموع الحمراء، و فستاني الأزرق الداكن
و تسريحتي الجميلة، و خاتمي الخطوبة، و طقم الشبكة
و أيضا الكلام اللطيف الذي حضّرته لأقوله لوليد!
و هو أهم ما في السهرة، فإن في قلبي مشاعر أود التعبير عنها...
بصراحة حتى الآن لا أشعر بأنني كبقية الفتيات المخطوبات، لأن ظروف وليد لم تسمح لنا بالاستمتاع بأيام خطوبتنا كما ينبغي...
كيف نهنأ و والداه توفيا قبل فترة تعتبر وجيزة...؟؟
و الآن بعدما استرد كيانه، و اجتاز الصدمة، حلّت رغد.. كعائق دون انفرادي بخطيبي!
و اليوم هي مستاءة منّي لأنني نسيت باب غرفتي مغلقا
بعد استبدال ملابسي، و أويت للنوم !
على كل ٍ استياؤها هذا جاء بفائدة ألا وهي بقاؤها بعيدة بعض الشيء !
فتح الباب أخيرا و دخل وليد.. خطيبي العزيز..
و انبهر بكل ما حوله، فقد صنعت جوا رومانسيا رائعا !
" جميل ! ذوقك جميل ! "
" شكرا وليد! تفضّل بالجلوس ! "
اتخذنا مجلسينا متقابلين تفصلنا مائدة العشاء المميز...
و إلى جانبنا منضدة صغيرة وضعت عليها علبة الخاتمين و العقد...
تبادلنا أطراف الحديث، الهادىء اللطيف، و الابتسامات الناعمة !
و بمجرّد أن نلبس الخاتمين، سأقول له : ( أحبك يا وليد ! )
كم تتخيلون كان مقدار سعادتي؟؟
و ماذا تتصوّرون لون وجهي ؟؟
و هل لديكم فكرة عن سرعة دقّات قلبي ؟؟
ليتكم كنتم معنا...
تناول وليد علبة الخاتمين، و أمسك بخاتمي الذهبي، و هم ّ بإلباسي إياه...
إنها اللحظة الحاسمة التي كنت انتظرها ...
حينها، سمعنا طرقا سريعا على الباب جعلنا نفزع و ننهض واقفين بسرعة...
" وليد.. "
و انفتح الباب ، فإذا بها أمي تقبل مسرعة ...
" أمي .. ماذا حدث ؟؟ "
أمي كانت تنظر إلى وليد و هي مقبلة نحوه و مخاطبة له بقول :
" وليد.. أسرع .. رغد متعبة جدا ! "
وليد ، لم ينتظر حتى إلى أن تنهي أمي جملتها
رمى بالخاتم بسرعة فوقع في كأس العصير... و قفز خارجا من الغرفة يركض بقوة...
كمتسابق في الماراثون...
لم تكن غير ثانية ، أو ربما عشر الثانية أو حتى جزء من مئة جزء منها
إلا و اختفى وليد.. و تلاشى كل شيء...!
و خيّم سكون على الغرفة.. لا يعكّره إلا رنين الخاتم المصطدم بالكأس..
و ظلام لا يوتّره إلا لهيب الشمع المنصهر أمام عيني ...
و بقايا أمسية..انتهت قبل أن تبدأ..
و سعادة اختفت قبل أن تظهر..
و لسان خرس قبل أن ينطق...
( أحبك يا وليد ) ....
------------------------
نهايه الحلقه الـ32
أقبل وليد يسير ببطء ، حتى وقف خلفي مباشرة
و كنت أنا جالسة على الأرض محنية رأسي للأسفل ، أتحسس بيدي الأرضية تحت المقعد ...
يا إلهي أين اختفى !؟
" عمّ تبحثين ؟ "
رفعت نظري إلى الجبل الطويل الواقف خلف
فرأيت ميلا بسيطا لإحدى زاويتي فمه للأعلى، يعني ، شبه ابتسامة ماكرة !
قلت و أنا لا أزال في وضعي أنظر إليه كمن ينظر للسقف !
" هل رأيته ؟ "
" ما هو ؟؟ "
" محبسي ! "
" أي محبس ؟؟ "
" خاتم خطوبتي يا وليد ، تركته على الكتاب البارحة ! "
تغيّرت تعبيرات وليد و قال :
" هل يعني لك فقده شيئا مهما ؟؟ "
قلت مستغربة :
" طبعا ! إنه ليس مجرّد خاتم ! "
وليد عبس بعض الشيء، ثم مد يده في أحد جيوبه، و أخرج الخاتم...
و وضعه على المنضدة ...
نهضت أنا و نظرت إلى الخاتم، ثم إلى وليد... و حرت في أمره...
ولى وليد مدبرا خارجا من المنزل ألا أنه حين بلغ الباب استدار و قال :
" لن تضعي شيئا كهذا في يدك اليسرى قبل مضي سنين !
مهما كان الطرف الآخر ! لن أسمح بذلك ..."
و انصرف !
~ ~ ~ ~ ~ ~
أخيرا حلّ الليل! كم أنا مسرورة و في قمة السعادة..
فالليلة سنرتدي أنا و وليد خاتمي الخطوبة أخيرا !
قضيت فترة طويلة على غير العادة أمام المرآة أتزيّن !
أعددت لسهرة جميلة و رومانسية مع خطيبي، في الغرفة الخارجية...
و الإعداد يشمل العشاء، و طبق التحية، و الشموع الحمراء، و فستاني الأزرق الداكن
و تسريحتي الجميلة، و خاتمي الخطوبة، و طقم الشبكة
و أيضا الكلام اللطيف الذي حضّرته لأقوله لوليد!
و هو أهم ما في السهرة، فإن في قلبي مشاعر أود التعبير عنها...
بصراحة حتى الآن لا أشعر بأنني كبقية الفتيات المخطوبات، لأن ظروف وليد لم تسمح لنا بالاستمتاع بأيام خطوبتنا كما ينبغي...
كيف نهنأ و والداه توفيا قبل فترة تعتبر وجيزة...؟؟
و الآن بعدما استرد كيانه، و اجتاز الصدمة، حلّت رغد.. كعائق دون انفرادي بخطيبي!
و اليوم هي مستاءة منّي لأنني نسيت باب غرفتي مغلقا
بعد استبدال ملابسي، و أويت للنوم !
على كل ٍ استياؤها هذا جاء بفائدة ألا وهي بقاؤها بعيدة بعض الشيء !
فتح الباب أخيرا و دخل وليد.. خطيبي العزيز..
و انبهر بكل ما حوله، فقد صنعت جوا رومانسيا رائعا !
" جميل ! ذوقك جميل ! "
" شكرا وليد! تفضّل بالجلوس ! "
اتخذنا مجلسينا متقابلين تفصلنا مائدة العشاء المميز...
و إلى جانبنا منضدة صغيرة وضعت عليها علبة الخاتمين و العقد...
تبادلنا أطراف الحديث، الهادىء اللطيف، و الابتسامات الناعمة !
و بمجرّد أن نلبس الخاتمين، سأقول له : ( أحبك يا وليد ! )
كم تتخيلون كان مقدار سعادتي؟؟
و ماذا تتصوّرون لون وجهي ؟؟
و هل لديكم فكرة عن سرعة دقّات قلبي ؟؟
ليتكم كنتم معنا...
تناول وليد علبة الخاتمين، و أمسك بخاتمي الذهبي، و هم ّ بإلباسي إياه...
إنها اللحظة الحاسمة التي كنت انتظرها ...
حينها، سمعنا طرقا سريعا على الباب جعلنا نفزع و ننهض واقفين بسرعة...
" وليد.. "
و انفتح الباب ، فإذا بها أمي تقبل مسرعة ...
" أمي .. ماذا حدث ؟؟ "
أمي كانت تنظر إلى وليد و هي مقبلة نحوه و مخاطبة له بقول :
" وليد.. أسرع .. رغد متعبة جدا ! "
وليد ، لم ينتظر حتى إلى أن تنهي أمي جملتها
رمى بالخاتم بسرعة فوقع في كأس العصير... و قفز خارجا من الغرفة يركض بقوة...
كمتسابق في الماراثون...
لم تكن غير ثانية ، أو ربما عشر الثانية أو حتى جزء من مئة جزء منها
إلا و اختفى وليد.. و تلاشى كل شيء...!
و خيّم سكون على الغرفة.. لا يعكّره إلا رنين الخاتم المصطدم بالكأس..
و ظلام لا يوتّره إلا لهيب الشمع المنصهر أمام عيني ...
و بقايا أمسية..انتهت قبل أن تبدأ..
و سعادة اختفت قبل أن تظهر..
و لسان خرس قبل أن ينطق...
( أحبك يا وليد ) ....
------------------------
نهايه الحلقه الـ32
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
الحلقةالثالثةوالثلاثون
~ تأرجح يا زمن ! ~
بعد الانتصار الذي حقّقته، ليلة أن أفسدت ُ على أروى سعادتها، شعرت بنشوة كبيرة!
كيف لا، و ليلتها.. بقى وليد قلبي معي في المستشفى ، يحيطني بالرعاية و العطف !
لقد زالت جميع الآلام المفتعلة التي أرغمت معدتي على التظاهر و الإحساس بها ، بمجرد أن رأيت وليد مقبلا نحوي بقلق !
و تحوّلت إلى رقص عندما رأيه أصابع يده خالية من أي محابس !
سألته بعد ذلك، و نحن في المستشفى، و أنا أنظر إلى يده اليمنى :
" أين خاتمك ؟ "
وليد فكّر قليلا ثم قال :
" في علبته ! "
شعرت بسعادة كدت معها أضحك بقوة ! لكنني منعت نفسي بصعوبة لئلا يكتشف وليد بأنني لا أشكو من أي شيء !
إلا من غيرتي من الدخيلة، و رغبتي في إبعادها عني نهائيا
أخفضت نظري لئلا يقرأ وليد ما بعيني من فرح و مكر .. و بقيت كذلك بضع ثوان، ، إلى أن سمعته يقول :
" و أنت ؟؟ "
رفعت نظري إليه ، في بلاهة ! ماذا يعني ؟؟
قال :
" أين خاتمك ؟ "
و من عينيه إلى يدي اليمنى مباشرة ! لم أرتده مذ خلعته تلك الليلة !
قال :
" لا تقولي أنك أضعته مجددا ! "
قلت مداعبة :
" هل وجدته ؟؟ "
وليد اندهش و قال مستغربا :
" أحقا أضعته ثانية ؟؟ أي فتاة أنت ! "
قلت مباشرة :
" أنا رغد ! "
ابتسم و قال :
" حقا !؟ كدت ُ أنسى ! كنت ِ تضعين ألعابك و تأتين إلي طالبة مني البحث عنها ! "
ابتسمت ُ بخجل...
قال :
" لكنها كانت ألعاب .. أما هذا .. "
و بتر جملته...
و ظل ينظر إلي بصمت برهة.. ثم وجه عينيه نحو الجدار...
قلت :
" وليد .. "
بصوت خافت هامس، التفت إلي و أجاب :
" نعم ؟ "
" هل.. ستظل تعتني بي .. فيما لو بقيت ُ دون زواج عشر سنين أخرى ؟ "
استغرب وليد من سؤالي، ثم قال :
" و عشرين، و خمسين ، و مئة ! "
قلت بخجل :
" حقا وليد ؟ "
" طبعا صغيرتي ! إنك جزء مني ! "
كدت ُ أقول بسرعة :
" و أنت كلّي ! "
و لكنني خدّرت الجملة في لساني لئلا تصحو !
قلت و أنا أعبث بأصابعي :
" وليد ... "
~ تأرجح يا زمن ! ~
بعد الانتصار الذي حقّقته، ليلة أن أفسدت ُ على أروى سعادتها، شعرت بنشوة كبيرة!
كيف لا، و ليلتها.. بقى وليد قلبي معي في المستشفى ، يحيطني بالرعاية و العطف !
لقد زالت جميع الآلام المفتعلة التي أرغمت معدتي على التظاهر و الإحساس بها ، بمجرد أن رأيت وليد مقبلا نحوي بقلق !
و تحوّلت إلى رقص عندما رأيه أصابع يده خالية من أي محابس !
سألته بعد ذلك، و نحن في المستشفى، و أنا أنظر إلى يده اليمنى :
" أين خاتمك ؟ "
وليد فكّر قليلا ثم قال :
" في علبته ! "
شعرت بسعادة كدت معها أضحك بقوة ! لكنني منعت نفسي بصعوبة لئلا يكتشف وليد بأنني لا أشكو من أي شيء !
إلا من غيرتي من الدخيلة، و رغبتي في إبعادها عني نهائيا
أخفضت نظري لئلا يقرأ وليد ما بعيني من فرح و مكر .. و بقيت كذلك بضع ثوان، ، إلى أن سمعته يقول :
" و أنت ؟؟ "
رفعت نظري إليه ، في بلاهة ! ماذا يعني ؟؟
قال :
" أين خاتمك ؟ "
و من عينيه إلى يدي اليمنى مباشرة ! لم أرتده مذ خلعته تلك الليلة !
قال :
" لا تقولي أنك أضعته مجددا ! "
قلت مداعبة :
" هل وجدته ؟؟ "
وليد اندهش و قال مستغربا :
" أحقا أضعته ثانية ؟؟ أي فتاة أنت ! "
قلت مباشرة :
" أنا رغد ! "
ابتسم و قال :
" حقا !؟ كدت ُ أنسى ! كنت ِ تضعين ألعابك و تأتين إلي طالبة مني البحث عنها ! "
ابتسمت ُ بخجل...
قال :
" لكنها كانت ألعاب .. أما هذا .. "
و بتر جملته...
و ظل ينظر إلي بصمت برهة.. ثم وجه عينيه نحو الجدار...
قلت :
" وليد .. "
بصوت خافت هامس، التفت إلي و أجاب :
" نعم ؟ "
" هل.. ستظل تعتني بي .. فيما لو بقيت ُ دون زواج عشر سنين أخرى ؟ "
استغرب وليد من سؤالي، ثم قال :
" و عشرين، و خمسين ، و مئة ! "
قلت بخجل :
" حقا وليد ؟ "
" طبعا صغيرتي ! إنك جزء مني ! "
كدت ُ أقول بسرعة :
" و أنت كلّي ! "
و لكنني خدّرت الجملة في لساني لئلا تصحو !
قلت و أنا أعبث بأصابعي :
" وليد ... "
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
و أتممت :
" تخلّصت ُ من الخاتم "
و نظرت إليه لأرى تعبيرات وجهه
بدا مستغربا حائرا
قلت موضّحة أكثر :
" سامر حل ّ رباطنا و لذلك .. خلعته "
هي تعبيرات غاية في الغموض ، تلك التي ارتسمت على وجه وليد لحظتها...
ذهول مفاجأة ، صدمة، استياء... عدم تصديق، أو .. لا أدري.. لا أدري ما كان معناها...
بعد صمت الاستيعاب و التفكير ، قال :
" إذن .. إذن ... أنت و سامر ... "
أتممت ُ جملته :
" لم نعد مرتبطين ! "
وليد وقف فجأة ، و أخذ يحوم...في الغرفة ، يفكّر .. ثم استدار إلى فجأة و سألني :
" لماذا يا رغد ؟ "
تبادلنا نظرة عميقة، ثم أحنيت رأسي و أخفضت عيني نحو الأسفل..
خشية أن تصرخ الجملة من عيني :
( لأني أحبك أنت!)
التزمت الصمت، و لم أرفع بصري إليه مجددا...
فما كان منه إلا أن أقبل نحو الستارة ليغلقها
بعدما أغلقها حول سريري، قال جملة أخيرة :
" مهما كان السبب، و لأنك تحت رعايتي الآن، فاحذفي فكرة الزواج من رأسك نهائيا..
طوال السنين المقبلة "
~ ~ ~ ~ ~ ~
الآن، و أخيرا..أصبحت رغد حرّة !
اتصلت بسامر و علمت منه بالتفاصيل
و الجملتان اللتان ظلتا معلقتين في رأسي كانت أولاهما :
" لا داعي لأن تأتيا لزيارتي ، لا أريد أن أراها "
أما الثانية، فهي :
" تستطيع أن تتزوّج الآن ممن أرادت "
" من تعني ؟ "
" اسألها ! "
كل هذا أكد لي ، أن رغد بالفعل انفصلت عن سامر من أجل رجل آخر...
و هذا الآخر لن يكون غير حسام
و أنا لن أكون وليد إن سمحت لها بالزواج من أي مخلوق على وجه الأرض..
فرغد من هذه اللحظة أصبحت لي ! نعم لي !
و مهما كانت العقبات، و مهما عاندت الظروف
فسوف لن أسمح لأي رجل بدخول حياتها و سرقتها مني مجددا..
و لن تكون في النهاية إلا لي أنا..
توالت الأيام، و رفع الحظر أخيرا عن المدينة الصناعية
و صار بإمكان الناس التحرك منها و إليها دون خطورة .. و ما أن حدث ذلك
حتى طالبتي رغد بأخذها إلى بيت خالتها و ألحّت علي بالطلب
الأمر الذي جعل الشكوك في رأسي تكبر و تتفاقم
و أصبحت مهووسا باسم حسام حتى صرت أراه في الكوابيس...
و بعد إلحاح شديد منها وافقت على اصطحابها لزيارة عائلة خالتها بمجرد انتهاء موسم الحصاد .
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
بعد أيام، سيأخذني وليد أخيرا لرؤية خالتي و نهلة و الجميع ...
كم اشتقت إليهم ! كم من الشهور مضت مذ افترقنا في تلك الليلة الحمراء ...
كنت رغم ذلك على اتصال شبه يومي بنهلة أخبرها عن كل شيء يدور من حولي و داخلي ...
في أحد الأيام، كان وليد يعمل في المزرعة كالعادة، و كنت أراقبه و أرسم منظرا جميلا على مقربة منه
الشقراء كانت داخل المنزل مشغولة ببعض الأمور مع والدتها
فجأة ، إذا بي أرى أناس غرباء يدخلون المزرعة، و يعبرون الممر و يقتربون منّي !
كانوا أربعة رجال... تقدّم أحدهم نحوي أكثر و سأل :
" أأنت الآنسة أروى نديم ؟؟ "
قال آخر مقاطعا :
" أرأيت ؟ كما توقّعت ! إنها فتاة قاصر ! "
قال الرجل الأول و هو يقترب أكثر :
" أنت هي ؟ "
تراجعت أنا للوراء، و ألقيت بالفرشاة و علبة الألوان جانبا و هتفت :
" تخلّصت ُ من الخاتم "
و نظرت إليه لأرى تعبيرات وجهه
بدا مستغربا حائرا
قلت موضّحة أكثر :
" سامر حل ّ رباطنا و لذلك .. خلعته "
هي تعبيرات غاية في الغموض ، تلك التي ارتسمت على وجه وليد لحظتها...
ذهول مفاجأة ، صدمة، استياء... عدم تصديق، أو .. لا أدري.. لا أدري ما كان معناها...
بعد صمت الاستيعاب و التفكير ، قال :
" إذن .. إذن ... أنت و سامر ... "
أتممت ُ جملته :
" لم نعد مرتبطين ! "
وليد وقف فجأة ، و أخذ يحوم...في الغرفة ، يفكّر .. ثم استدار إلى فجأة و سألني :
" لماذا يا رغد ؟ "
تبادلنا نظرة عميقة، ثم أحنيت رأسي و أخفضت عيني نحو الأسفل..
خشية أن تصرخ الجملة من عيني :
( لأني أحبك أنت!)
التزمت الصمت، و لم أرفع بصري إليه مجددا...
فما كان منه إلا أن أقبل نحو الستارة ليغلقها
بعدما أغلقها حول سريري، قال جملة أخيرة :
" مهما كان السبب، و لأنك تحت رعايتي الآن، فاحذفي فكرة الزواج من رأسك نهائيا..
طوال السنين المقبلة "
~ ~ ~ ~ ~ ~
الآن، و أخيرا..أصبحت رغد حرّة !
اتصلت بسامر و علمت منه بالتفاصيل
و الجملتان اللتان ظلتا معلقتين في رأسي كانت أولاهما :
" لا داعي لأن تأتيا لزيارتي ، لا أريد أن أراها "
أما الثانية، فهي :
" تستطيع أن تتزوّج الآن ممن أرادت "
" من تعني ؟ "
" اسألها ! "
كل هذا أكد لي ، أن رغد بالفعل انفصلت عن سامر من أجل رجل آخر...
و هذا الآخر لن يكون غير حسام
و أنا لن أكون وليد إن سمحت لها بالزواج من أي مخلوق على وجه الأرض..
فرغد من هذه اللحظة أصبحت لي ! نعم لي !
و مهما كانت العقبات، و مهما عاندت الظروف
فسوف لن أسمح لأي رجل بدخول حياتها و سرقتها مني مجددا..
و لن تكون في النهاية إلا لي أنا..
توالت الأيام، و رفع الحظر أخيرا عن المدينة الصناعية
و صار بإمكان الناس التحرك منها و إليها دون خطورة .. و ما أن حدث ذلك
حتى طالبتي رغد بأخذها إلى بيت خالتها و ألحّت علي بالطلب
الأمر الذي جعل الشكوك في رأسي تكبر و تتفاقم
و أصبحت مهووسا باسم حسام حتى صرت أراه في الكوابيس...
و بعد إلحاح شديد منها وافقت على اصطحابها لزيارة عائلة خالتها بمجرد انتهاء موسم الحصاد .
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
بعد أيام، سيأخذني وليد أخيرا لرؤية خالتي و نهلة و الجميع ...
كم اشتقت إليهم ! كم من الشهور مضت مذ افترقنا في تلك الليلة الحمراء ...
كنت رغم ذلك على اتصال شبه يومي بنهلة أخبرها عن كل شيء يدور من حولي و داخلي ...
في أحد الأيام، كان وليد يعمل في المزرعة كالعادة، و كنت أراقبه و أرسم منظرا جميلا على مقربة منه
الشقراء كانت داخل المنزل مشغولة ببعض الأمور مع والدتها
فجأة ، إذا بي أرى أناس غرباء يدخلون المزرعة، و يعبرون الممر و يقتربون منّي !
كانوا أربعة رجال... تقدّم أحدهم نحوي أكثر و سأل :
" أأنت الآنسة أروى نديم ؟؟ "
قال آخر مقاطعا :
" أرأيت ؟ كما توقّعت ! إنها فتاة قاصر ! "
قال الرجل الأول و هو يقترب أكثر :
" أنت هي ؟ "
تراجعت أنا للوراء، و ألقيت بالفرشاة و علبة الألوان جانبا و هتفت :
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" وليـــــد "
وليد كان يعمل بالجوار.. ، و حين سمع ندائي أقبل مسرعا ..
فلما ظهر أمام عيني ركضت إليه في ذعر ...
" رغد .. ماذا هناك ؟ "
و نظر إلى الرجال الغرباء ...
ثم سألهم :
" من أنتم ؟؟ "
قال الرجل الذي تحدّث إلي :
" أنا المحامي يونس المنذر، و هؤلاء رجال قانون أتباعي ، أتينا بحثا عن الآنسة أروى نديم "
و نظر باتجاهي أنا
اختبأت أنا خلف وليد، و أطللت برأسي لأراهم !
قال المتحدّث :
" أهي هذه ؟ "
قال وليد :
" لا ، لكن هل لي أن أعرف ماذا تريدون منها ؟ "
قال المتحدّث :
" أهي هنا ؟ أ هذه مزرعة المرحوم نديم وجيه ؟ "
" نعم . فماذا تريدون منها ؟ "
" عفوا من تكون يا سيد ؟ "
" وليد شاكر، زوج أروى نديم "
تبادل الرجال جميعهم النظرات ، ثم قال المتحدّث :
" هل يمكننا التحدث إلى السيدة أروى ؟ فالأمر مهم "
قال وليد :
" هل لي أن أعرف .. الموضوع ؟؟ "
قال الرجل :
" الموضوع يتعلق بإرثها، و لكن لا أريد مناقشته دون حضورها شخصيا و مع البطاقة المدنية ، بعد إذنك "
وليد استدار ليتحدّث معي ...
" رغد، من فضلك، استدعي أروى، و اطلبي منها إحضار بطاقتها
و احضري بطاقتي من محفظتي ، تجدينها في أول أدراج الخزانة في غرفتي "
أذعنت للأمر و ذهبت مسرعة نحو أروى ، و أخبرتها بالأمر
ثم أسرعت إلى غرفة وليد أفتّش عن محفظته
استخرجت المحفظة من أحد أدراج الخزانة، و أخرجت البطاقة منها و أثناء ذلك
لمحت شيئا داخل المحفظة أثار فضولي !
مجموعة من قصاصات الورق مرصوصة خلف بعضها البعض و مدسوسة خلف البطاقة !
بفضول سحبت واحدة منها فاكتشفت أنها جزء ممزق من صورة فوتوغرافية ما !
استخرجت القصاصة الثانية ، و الثالثة ، و الجميع، حتى وجدت قطعة حاوية على وجه شخص !
رتبت القصاصات .. حتى اكتملت الصورة ، و صارت جليّة أمامي ...
صورة لفتاة صغيرة، تجلس على الأرض، و أمامها علبة ألوان و دفتر تلوين تلّون رسومه ...
صورة لا يقل عمرها عن 13 عاما كما لا يزيد عمر الطفلة الظاهرة فيها عن 5 سنين !
إنها صورتي أنا !!
" رغد "
سمعت صوت أروى مقبل نحوي فأعدت القصاصات بسرعة كيفما اتفق
و أخذت البطاقة و خرجت مسرعة من الغرفة ...
" ها أنا "
خرجنا سوية من المنزل إلى المزرعة، فوجدنا وليد و الرجال الأربعة
و قد جلسوا على المقاعد الموجودة حول طاولة موضوعة على مقربة من المنزل ...
حينما أقبلنا.. وقف الجميع .. و قال وليد مشيرا إلى أروى :
" هذه هي أروى نديم وجيه "
و بعد أن استوثق الرجال من البطاقة ، قال ذلك الرجل نفسه :
" إذن فأنت لست فتاة قاصر كما اعتقدنا "
قالت أروى :
" أنا في الرابعة و العشرين من العمر ! "
وليد كان يعمل بالجوار.. ، و حين سمع ندائي أقبل مسرعا ..
فلما ظهر أمام عيني ركضت إليه في ذعر ...
" رغد .. ماذا هناك ؟ "
و نظر إلى الرجال الغرباء ...
ثم سألهم :
" من أنتم ؟؟ "
قال الرجل الذي تحدّث إلي :
" أنا المحامي يونس المنذر، و هؤلاء رجال قانون أتباعي ، أتينا بحثا عن الآنسة أروى نديم "
و نظر باتجاهي أنا
اختبأت أنا خلف وليد، و أطللت برأسي لأراهم !
قال المتحدّث :
" أهي هذه ؟ "
قال وليد :
" لا ، لكن هل لي أن أعرف ماذا تريدون منها ؟ "
قال المتحدّث :
" أهي هنا ؟ أ هذه مزرعة المرحوم نديم وجيه ؟ "
" نعم . فماذا تريدون منها ؟ "
" عفوا من تكون يا سيد ؟ "
" وليد شاكر، زوج أروى نديم "
تبادل الرجال جميعهم النظرات ، ثم قال المتحدّث :
" هل يمكننا التحدث إلى السيدة أروى ؟ فالأمر مهم "
قال وليد :
" هل لي أن أعرف .. الموضوع ؟؟ "
قال الرجل :
" الموضوع يتعلق بإرثها، و لكن لا أريد مناقشته دون حضورها شخصيا و مع البطاقة المدنية ، بعد إذنك "
وليد استدار ليتحدّث معي ...
" رغد، من فضلك، استدعي أروى، و اطلبي منها إحضار بطاقتها
و احضري بطاقتي من محفظتي ، تجدينها في أول أدراج الخزانة في غرفتي "
أذعنت للأمر و ذهبت مسرعة نحو أروى ، و أخبرتها بالأمر
ثم أسرعت إلى غرفة وليد أفتّش عن محفظته
استخرجت المحفظة من أحد أدراج الخزانة، و أخرجت البطاقة منها و أثناء ذلك
لمحت شيئا داخل المحفظة أثار فضولي !
مجموعة من قصاصات الورق مرصوصة خلف بعضها البعض و مدسوسة خلف البطاقة !
بفضول سحبت واحدة منها فاكتشفت أنها جزء ممزق من صورة فوتوغرافية ما !
استخرجت القصاصة الثانية ، و الثالثة ، و الجميع، حتى وجدت قطعة حاوية على وجه شخص !
رتبت القصاصات .. حتى اكتملت الصورة ، و صارت جليّة أمامي ...
صورة لفتاة صغيرة، تجلس على الأرض، و أمامها علبة ألوان و دفتر تلوين تلّون رسومه ...
صورة لا يقل عمرها عن 13 عاما كما لا يزيد عمر الطفلة الظاهرة فيها عن 5 سنين !
إنها صورتي أنا !!
" رغد "
سمعت صوت أروى مقبل نحوي فأعدت القصاصات بسرعة كيفما اتفق
و أخذت البطاقة و خرجت مسرعة من الغرفة ...
" ها أنا "
خرجنا سوية من المنزل إلى المزرعة، فوجدنا وليد و الرجال الأربعة
و قد جلسوا على المقاعد الموجودة حول طاولة موضوعة على مقربة من المنزل ...
حينما أقبلنا.. وقف الجميع .. و قال وليد مشيرا إلى أروى :
" هذه هي أروى نديم وجيه "
و بعد أن استوثق الرجال من البطاقة ، قال ذلك الرجل نفسه :
" إذن فأنت لست فتاة قاصر كما اعتقدنا "
قالت أروى :
" أنا في الرابعة و العشرين من العمر ! "
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
قال الرجل :
" هذا سيسهّل مهمّة استلامك للإرث "
أورى و وليد تبادلا نظرة التعجب ، ثم قالت :
" الإرث ؟ أي إرث ؟ والدي رحمه الله لم يترك لنا غير هذه المزرعة ! "
و أشارت بيدها إلى ما حولها ...
الرجل تحدّث قائلا :
" لا أتحدّث عن إرث والدك رحمه الله "
تعجبت أروى ، و سألت :
" من إذن ؟؟ "
قال الرجل :
" عمّك المرحوم عاطف وجيه "
حملقنا نحن الثلاثة في وجوه بعضنا البعض، في منتهى الدهشة و الاستغراب
و إن كنت أنا أقلهم استغرابا !
قال وليد :
" عاطف وجيه ؟؟ أبو عمّار ! "
أجاب الرجل :
" نعم أبو عمّار ، رحمهما الله "
وليد و أروى نظرا إلى بعضهما .. ثم إلى الرجل الغريب ...
سألت أروى :
" عمّي عاطف ! عجبا ! لقد مات قبل عام ! هل ذكرني في وصيته !؟ "
الرجل قال :
" لم يترك المرحوم وصية، كما لم يترك وريثا ، لكنه ترك ثروة ! "
ازداد تحديق وليد و أروى في بعضهما البعض ، ثم سألت أروى :
" ثروة ؟ "
قال الرجل :
" نعم ، و لك منها نصيب كبير "
حلّ الصمت برهة ، ثم قالت أروى :
" ما يصل إلى كم تقريبا ؟ "
قال الرجل بصوت تعمّد أن يكون واضحا رنانا :
" ما يصل إلى الملايين يا سيدتي ! "
فغرت أروى ، و كذلك وليد و أنا.. كلنا فغرنا أفواهنا من الذهول ... و قالت أروى غير مصدّقة :
" ملا...يين ؟؟ تركها لي ..!! "
قال الرجل :
" نعم ملايين ! "
هزّت أروى رأسها غير مصدّقة... و هي تضع يدها على صدرها من الذهول ...
قال الرجل :
" يبدو أنك لم تكوني على علم ٍ يا سيّدتي..
بأن عمّك المرحوم عاطف وجيه كان مليونيرا فاحش الثراء ! "
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
لقد كانت مفاجأة هزّت كياننا جميعا ...
عاطف وجيه، هو والد عمّار القذر، الذي قتلته بيدي قبل تسع سنين ..
و عاطف هذا ، كان رجلا شديد الثراء و يملك العديد من الأملاك ...
و من بينها مصنع كبير كان يضاهي معظم مصانع المدينة الساحلية
و هو مصنع لم تلمسه يد الحرب، كما فعلت بمصانع أخرى ، منها مصنع والدي السابق ...
حقيقة، كان حدثا مزلزلا شل ّ حركتنا و أفكارنا طوال عدّة أيام...
و الفتاة الفقيرة التي ارتبطت بها ، و التي قبلت بي على حالي و عللي
و فتحت قلبها و بيتها و كل ما لديها من أجلي
و التي كنت أفكر بالانسحاب من حياتها من أجل رغد... أصبحت الآن..مالكة لثروة كبيرة !
يا للأيام ...
يا للزمن .. الذي يؤرجحنا و مصائرنا إيابا و ذهابا... علوا و هبوطا... مستقبلا و ماض ٍ !
كان يفترض عليها السفر إلى المدينة الساحلية من أجل إتمام الإجراءات اللازمة شخصيا..
و استلام نصيبها العظيم من تلك الثروة...
" هذا سيسهّل مهمّة استلامك للإرث "
أورى و وليد تبادلا نظرة التعجب ، ثم قالت :
" الإرث ؟ أي إرث ؟ والدي رحمه الله لم يترك لنا غير هذه المزرعة ! "
و أشارت بيدها إلى ما حولها ...
الرجل تحدّث قائلا :
" لا أتحدّث عن إرث والدك رحمه الله "
تعجبت أروى ، و سألت :
" من إذن ؟؟ "
قال الرجل :
" عمّك المرحوم عاطف وجيه "
حملقنا نحن الثلاثة في وجوه بعضنا البعض، في منتهى الدهشة و الاستغراب
و إن كنت أنا أقلهم استغرابا !
قال وليد :
" عاطف وجيه ؟؟ أبو عمّار ! "
أجاب الرجل :
" نعم أبو عمّار ، رحمهما الله "
وليد و أروى نظرا إلى بعضهما .. ثم إلى الرجل الغريب ...
سألت أروى :
" عمّي عاطف ! عجبا ! لقد مات قبل عام ! هل ذكرني في وصيته !؟ "
الرجل قال :
" لم يترك المرحوم وصية، كما لم يترك وريثا ، لكنه ترك ثروة ! "
ازداد تحديق وليد و أروى في بعضهما البعض ، ثم سألت أروى :
" ثروة ؟ "
قال الرجل :
" نعم ، و لك منها نصيب كبير "
حلّ الصمت برهة ، ثم قالت أروى :
" ما يصل إلى كم تقريبا ؟ "
قال الرجل بصوت تعمّد أن يكون واضحا رنانا :
" ما يصل إلى الملايين يا سيدتي ! "
فغرت أروى ، و كذلك وليد و أنا.. كلنا فغرنا أفواهنا من الذهول ... و قالت أروى غير مصدّقة :
" ملا...يين ؟؟ تركها لي ..!! "
قال الرجل :
" نعم ملايين ! "
هزّت أروى رأسها غير مصدّقة... و هي تضع يدها على صدرها من الذهول ...
قال الرجل :
" يبدو أنك لم تكوني على علم ٍ يا سيّدتي..
بأن عمّك المرحوم عاطف وجيه كان مليونيرا فاحش الثراء ! "
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
لقد كانت مفاجأة هزّت كياننا جميعا ...
عاطف وجيه، هو والد عمّار القذر، الذي قتلته بيدي قبل تسع سنين ..
و عاطف هذا ، كان رجلا شديد الثراء و يملك العديد من الأملاك ...
و من بينها مصنع كبير كان يضاهي معظم مصانع المدينة الساحلية
و هو مصنع لم تلمسه يد الحرب، كما فعلت بمصانع أخرى ، منها مصنع والدي السابق ...
حقيقة، كان حدثا مزلزلا شل ّ حركتنا و أفكارنا طوال عدّة أيام...
و الفتاة الفقيرة التي ارتبطت بها ، و التي قبلت بي على حالي و عللي
و فتحت قلبها و بيتها و كل ما لديها من أجلي
و التي كنت أفكر بالانسحاب من حياتها من أجل رغد... أصبحت الآن..مالكة لثروة كبيرة !
يا للأيام ...
يا للزمن .. الذي يؤرجحنا و مصائرنا إيابا و ذهابا... علوا و هبوطا... مستقبلا و ماض ٍ !
كان يفترض عليها السفر إلى المدينة الساحلية من أجل إتمام الإجراءات اللازمة شخصيا..
و استلام نصيبها العظيم من تلك الثروة...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
و كان علي أنا ترتيب الأمور من أجل هذه الرحلة
إلى المدينة الساحلية، مدينتي الأصلية، و التي لم أزرها منذ زمن..
" هل تصدّق يا وليد ؟؟ إنني لا أكاد أصدّق ! كأنه حلم !
آخر شيء كنت أتوقعه في الوجود على الإطلاق..
هو أن أرث شيئا و من ثروة عمّي الذي لم أره في حياتي غير بضع مرّات عابرة ! "
قالت ذلك ، و هي بين التصديق و التكذيب.. تشع عيناها فرحا و ابتهاجا..
قلت :
" سبحان الله ! "
أروى، مدت يديها و أمسكت بيدي و قالت :
" شدّ على يدي ّ بقوّة يا وليد ! دعني أحس بالألم لأتأكّد من أنها حقيقة "
ابتسمت لها و قلت :
" إنها حقيقة مذهلة ! صدّقي يا أروى ! أصبحت ِ ثرية ! "
أروى نظرت إلي بسعادة، و اغرورقت عيناها بالدمع، ثم ارتمت في حضني ...
" ضمّني بقوّة يا وليد.. فأنا أريد أن أشعر بأنها الحقيقة..بأنني لا أحلم..
بأنني في الواقع..وبأنك معي ! "
أحطتها بذراعي مشجعا ..و مؤكدا لها ما أعجز أنا نفسي عن تصديقه... و مكررا :
" سبحان الله...سبحان الله "
أغمضت عيني، و نحن متعانقين، و سبحت في بحر الذكرى البعيدة...
استعرض شريط حياتي و المفاجآت التي اختزنها القدر لي ، و صدمني بها مرة تلو أخرى ...
قالت أروى :
" ماذا سنفعل الآن؟؟ "
" لا أعرف ! لازلنا في أول الطريق ! "
ابتعدت أروى عن صدري قليلا، و نظرت إلي مطولا، و ابتسمت و قالت :
" لا حاجة للقلق..ما دمت معي "
ابتسمت لها، فعادت و غمرت رأسها في صدري بارتياح...
أما أنا فأغمضت عيني في ألم...و مرارة ..في حيرة و ضياع..
ماذا سأفعل الآن؟؟ ماذا ينتظرني بعد ؟؟ ماذا تخبئين لي أيتها الأقدار ؟؟
و عندما فتحتهما..لمحت عينين حمراوين..ملأتهما الدموع..
تنظران إلي بألم، مطلتين من فتحة الباب.. و ما أن رأيتهما ..
حتى انسحبت صاحبتهما مبتعدة .. تاركة إياي في بحر من الضياع..
لم استطع البقاء مكاني لحظة بعد.. أبعدت أروى عني قليلا و قلت :
" دعيني أذهب لترتيب بعض الأمور.. من أجل السفر "
أروى ابتسمت و قالت :
" و أنا أيضا سأرتب بعض أموري... لا أدري كم سنغيب هناك ! "
و تركتها و تسللت نحو غرفة رغد..
طرقت الباب مرارا لكنها لم تجبني، و حين هممت بالانصراف رأيت مقبض الباب يتحرك أخيرا...
في الداخل، وجدت رغد غارقة في الدموع المريرة..فتصدّع فؤادي و طار عقلي خوفا عليها...
" ما بك صغيرتي؟؟ ماذا حصل ؟"
رمتني رغد بنظرة ثاقبة .. لم يكفها تمزيق أحشائي بل و صهرت الجدار الذي خلفي من حدّتها...
" رغد !؟ "
قالت :
" متى ستسافران ؟ "
قلت :
" خلال أيام معدودة "
قالت :
" هل يجب أن تذهب أنت ؟ "
استغربت سؤالها و أجبت :
" طبعا ! فأروى ستكون بحاجة إلي بالتأكيد ! "
قالت بنبرة حزينة :
" و أنا ؟ "
نظرت إليها بتعجّب ، و قلت :
" بالطبع ستكونين معنا ! "
رغد لم تعقّب، بل أحنت رأسها للأسفل بحزن...
إلى المدينة الساحلية، مدينتي الأصلية، و التي لم أزرها منذ زمن..
" هل تصدّق يا وليد ؟؟ إنني لا أكاد أصدّق ! كأنه حلم !
آخر شيء كنت أتوقعه في الوجود على الإطلاق..
هو أن أرث شيئا و من ثروة عمّي الذي لم أره في حياتي غير بضع مرّات عابرة ! "
قالت ذلك ، و هي بين التصديق و التكذيب.. تشع عيناها فرحا و ابتهاجا..
قلت :
" سبحان الله ! "
أروى، مدت يديها و أمسكت بيدي و قالت :
" شدّ على يدي ّ بقوّة يا وليد ! دعني أحس بالألم لأتأكّد من أنها حقيقة "
ابتسمت لها و قلت :
" إنها حقيقة مذهلة ! صدّقي يا أروى ! أصبحت ِ ثرية ! "
أروى نظرت إلي بسعادة، و اغرورقت عيناها بالدمع، ثم ارتمت في حضني ...
" ضمّني بقوّة يا وليد.. فأنا أريد أن أشعر بأنها الحقيقة..بأنني لا أحلم..
بأنني في الواقع..وبأنك معي ! "
أحطتها بذراعي مشجعا ..و مؤكدا لها ما أعجز أنا نفسي عن تصديقه... و مكررا :
" سبحان الله...سبحان الله "
أغمضت عيني، و نحن متعانقين، و سبحت في بحر الذكرى البعيدة...
استعرض شريط حياتي و المفاجآت التي اختزنها القدر لي ، و صدمني بها مرة تلو أخرى ...
قالت أروى :
" ماذا سنفعل الآن؟؟ "
" لا أعرف ! لازلنا في أول الطريق ! "
ابتعدت أروى عن صدري قليلا، و نظرت إلي مطولا، و ابتسمت و قالت :
" لا حاجة للقلق..ما دمت معي "
ابتسمت لها، فعادت و غمرت رأسها في صدري بارتياح...
أما أنا فأغمضت عيني في ألم...و مرارة ..في حيرة و ضياع..
ماذا سأفعل الآن؟؟ ماذا ينتظرني بعد ؟؟ ماذا تخبئين لي أيتها الأقدار ؟؟
و عندما فتحتهما..لمحت عينين حمراوين..ملأتهما الدموع..
تنظران إلي بألم، مطلتين من فتحة الباب.. و ما أن رأيتهما ..
حتى انسحبت صاحبتهما مبتعدة .. تاركة إياي في بحر من الضياع..
لم استطع البقاء مكاني لحظة بعد.. أبعدت أروى عني قليلا و قلت :
" دعيني أذهب لترتيب بعض الأمور.. من أجل السفر "
أروى ابتسمت و قالت :
" و أنا أيضا سأرتب بعض أموري... لا أدري كم سنغيب هناك ! "
و تركتها و تسللت نحو غرفة رغد..
طرقت الباب مرارا لكنها لم تجبني، و حين هممت بالانصراف رأيت مقبض الباب يتحرك أخيرا...
في الداخل، وجدت رغد غارقة في الدموع المريرة..فتصدّع فؤادي و طار عقلي خوفا عليها...
" ما بك صغيرتي؟؟ ماذا حصل ؟"
رمتني رغد بنظرة ثاقبة .. لم يكفها تمزيق أحشائي بل و صهرت الجدار الذي خلفي من حدّتها...
" رغد !؟ "
قالت :
" متى ستسافران ؟ "
قلت :
" خلال أيام معدودة "
قالت :
" هل يجب أن تذهب أنت ؟ "
استغربت سؤالها و أجبت :
" طبعا ! فأروى ستكون بحاجة إلي بالتأكيد ! "
قالت بنبرة حزينة :
" و أنا ؟ "
نظرت إليها بتعجّب ، و قلت :
" بالطبع ستكونين معنا ! "
رغد لم تعقّب، بل أحنت رأسها للأسفل بحزن...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
اقتربت منها أكثر ، ثم قلت :
" رغد ! و هل تظنين أنني سأترك هنا و أذهب ؟؟ "
رغد رفعت رأسها و نظرت إلي نظرة جعلت قواي تخور فجأة ...
قلت بصوت ضعيف واهن :
" أرجوك يا رغد.. ماذا تقصدين ؟ أخبريني بلسانك فلغة العيون هذه ..ترسلني إلى الجنون "
قالت رغد :
" ستصبحان ثريين ! "
ثم أضافت :
" هنيئا لكما ! "
و غطت وجهها بيديها كلتيهما و بكت بكاء ً مؤلما...
" أرجوك يا رغد، لم كل هذا ؟؟ ماذا يجول برأسك الآن ؟؟ "
رغد قالت و هي على وضعها هذا :
" دعني وحدي "
لم أقبل، قلت مصرا :
" ما بك الآن ؟ أخبريني أرجوك ؟؟ "
أزاحت رغد يديها و رمقتني بنفس الناظرة ، و قالت :
" أريد الذهاب إلى خالتي ! هلا ّ أخذتني إلى هناك ؟ "
رتبنا الأمور للسفر برا ، أنا و رغد و أروى و الخالة ليندا
فيما ظل العم إلياس في المزرعة
يهتم بأمورها بمساعدة الأشخاص الذين عيّنتهم أنا للعمل عندنا قبل مدّة.
خطة سفرنا كانت تقتضي منا التعريج على المدينة الصناعية أولا
من أجل زيارة عائلة أم حسام، كما ترغب رغد و تلح، و من ثم الذهاب إلى المدينة الساحلية.
في السيارة، كانت أروى تجلس على المقعد المجاور لي
و كنا نتبادل الأحاديث معظم الوقت، بينما يخيم صمت غريب على المقعدين الخلفيين
رغد و الخالة !
الخالة سرعان ما غلبها النعاس فنامت، أما الصغيرة الحبيبة
فكلما ألقيت نظرة عبر المرآة إليها وجدتها تحدّق بي بحدّة !
و كلما حاولت إشراكها في الحديث معنا ردت ردا مقتضبا سريعا ، باترا !
المشوار إلى المدينة الصناعية المنكوبة لم يكن طويلا
لكن الشارع كان خاليا من أية سيارات، الأمر الذي يثير الوجل في قلوب عابريه !
عبرنا على نفس محطة الوقود التي بتنا عندها تلك الليلة.. و نحن مشردون في العراء !
المحطة كانت مهجورة، و البقالة مقفلة... المكان ساكن و هادىء
لا يحركه شيء غير الريح الخفيفة تعبث بأشياء مرمية على الأرض ...
كم كان يومنا مأساويا...
خففت السرعة، و جعلت أراقب ما حولي و أستعرض شريط الذكريات...
لقد نجونا بأعجوبة ! سبحان الله ...
" وليد .. "
كان هذا صوت رغد، تناديني بوجل.. و كأن الذكرى أثارت في قلبها الفزع...
التفت إليها فوجدتها تكاد تلتصق بمقعدي !
و علامات التوتر و الخوف مستعمرة تقاسيم وجهها الدائري...
قلت مشجعا :
" نجونا.. بفضل الله .."
و سبحنا في بحر عميق من الهدوء الموحش ...
تابعنا طريقنا ، و الذكرى تجول في رأسينا... هنا مشينا حفاة.. هنا ركضنا...
هنا وقفنا... هنا حملت رغد... هنا وقعت رغد ... هنا أصيبت رغد ! آه ..ما كان أفظع ذلك الجرح ! ...
و هنا ...
هنا ...
ماذا تتوقعون هنا ؟؟
إنها سيارتي !
" وليد ! "
نادتني رغد و هي ترى سيارتي القديمة واقفة إلى جانب الطريق
مع سيارات أخرى في نفس المكان !
أوقفت السيارة ، و أخذت أتفرج على سيارتي القديمة هناك !
التفت إلى رغد فوجدتها تنظر إلي ...
يا للأيام ! بل يا للشهور ! أما زالت سيارتي القديمة واقفة في انتظار عودتي في مكانها !
فتحت الباب و هممت بالنزول ، ناو الذهاب و تفحصها عن كثب !
" رغد ! و هل تظنين أنني سأترك هنا و أذهب ؟؟ "
رغد رفعت رأسها و نظرت إلي نظرة جعلت قواي تخور فجأة ...
قلت بصوت ضعيف واهن :
" أرجوك يا رغد.. ماذا تقصدين ؟ أخبريني بلسانك فلغة العيون هذه ..ترسلني إلى الجنون "
قالت رغد :
" ستصبحان ثريين ! "
ثم أضافت :
" هنيئا لكما ! "
و غطت وجهها بيديها كلتيهما و بكت بكاء ً مؤلما...
" أرجوك يا رغد، لم كل هذا ؟؟ ماذا يجول برأسك الآن ؟؟ "
رغد قالت و هي على وضعها هذا :
" دعني وحدي "
لم أقبل، قلت مصرا :
" ما بك الآن ؟ أخبريني أرجوك ؟؟ "
أزاحت رغد يديها و رمقتني بنفس الناظرة ، و قالت :
" أريد الذهاب إلى خالتي ! هلا ّ أخذتني إلى هناك ؟ "
رتبنا الأمور للسفر برا ، أنا و رغد و أروى و الخالة ليندا
فيما ظل العم إلياس في المزرعة
يهتم بأمورها بمساعدة الأشخاص الذين عيّنتهم أنا للعمل عندنا قبل مدّة.
خطة سفرنا كانت تقتضي منا التعريج على المدينة الصناعية أولا
من أجل زيارة عائلة أم حسام، كما ترغب رغد و تلح، و من ثم الذهاب إلى المدينة الساحلية.
في السيارة، كانت أروى تجلس على المقعد المجاور لي
و كنا نتبادل الأحاديث معظم الوقت، بينما يخيم صمت غريب على المقعدين الخلفيين
رغد و الخالة !
الخالة سرعان ما غلبها النعاس فنامت، أما الصغيرة الحبيبة
فكلما ألقيت نظرة عبر المرآة إليها وجدتها تحدّق بي بحدّة !
و كلما حاولت إشراكها في الحديث معنا ردت ردا مقتضبا سريعا ، باترا !
المشوار إلى المدينة الصناعية المنكوبة لم يكن طويلا
لكن الشارع كان خاليا من أية سيارات، الأمر الذي يثير الوجل في قلوب عابريه !
عبرنا على نفس محطة الوقود التي بتنا عندها تلك الليلة.. و نحن مشردون في العراء !
المحطة كانت مهجورة، و البقالة مقفلة... المكان ساكن و هادىء
لا يحركه شيء غير الريح الخفيفة تعبث بأشياء مرمية على الأرض ...
كم كان يومنا مأساويا...
خففت السرعة، و جعلت أراقب ما حولي و أستعرض شريط الذكريات...
لقد نجونا بأعجوبة ! سبحان الله ...
" وليد .. "
كان هذا صوت رغد، تناديني بوجل.. و كأن الذكرى أثارت في قلبها الفزع...
التفت إليها فوجدتها تكاد تلتصق بمقعدي !
و علامات التوتر و الخوف مستعمرة تقاسيم وجهها الدائري...
قلت مشجعا :
" نجونا.. بفضل الله .."
و سبحنا في بحر عميق من الهدوء الموحش ...
تابعنا طريقنا ، و الذكرى تجول في رأسينا... هنا مشينا حفاة.. هنا ركضنا...
هنا وقفنا... هنا حملت رغد... هنا وقعت رغد ... هنا أصيبت رغد ! آه ..ما كان أفظع ذلك الجرح ! ...
و هنا ...
هنا ...
ماذا تتوقعون هنا ؟؟
إنها سيارتي !
" وليد ! "
نادتني رغد و هي ترى سيارتي القديمة واقفة إلى جانب الطريق
مع سيارات أخرى في نفس المكان !
أوقفت السيارة ، و أخذت أتفرج على سيارتي القديمة هناك !
التفت إلى رغد فوجدتها تنظر إلي ...
يا للأيام ! بل يا للشهور ! أما زالت سيارتي القديمة واقفة في انتظار عودتي في مكانها !
فتحت الباب و هممت بالنزول ، ناو الذهاب و تفحصها عن كثب !
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" إلى أين وليد ؟؟ "
سألني رغد ، قلت :
" سألقي نظرة ! "
و قبل أن أخرج كانت رغد قد فتحت بابها و سبقتني !
وقفت إلى جانبها ، و قلت :
" سأرى ما إذا كانت تعمل أم لا ! "
" سآتي معك "
و طبعا لا داعي لأن اعترض !
ذهبنا سوية، و بيدي نفس الميدالية التي أهدتني إياها صغيرتي
و التي تضم جميع مفاتيحي ، و اقتربنا من السيارة.
فتحت الأبواب الغير موصدة، و تفحصت ما بالداخل ...و رغد إلى جانبي..
" كما هي ! لم يتغير شيء ! أ رأيت يا رغد ؟؟ "
لم تعقّب ، بل ظلت تتفحصها بعينيها ، و ربما تستعيد الذكرى المرعبة ..
ركبت مقعدي الأمامي ، فأسرعت هي لركوب المقعد المجاور...و أغلقت الباب.
شغّلت المقود فعمل كما ينبغي،
" سليمة لم يصبها شيء ! رغد .. أتصدّقين ذلك ! سبحان الله ! "
رغد قالت :
" هيا بنا..ننطلق للخلف، و نعود من حيث أتينا تلك الليلة
و نعود بالزمان للوراء، و ننسى ما حصل انطلاقا من هذه النقطة ! "
ابتسمت و قلت :
" يا ليت ... "
و تنهّدت و أضفت :
" يا ليتنا بعدما وصلنا إلى هذه النقطة، رجعنا للوراء ، و رجع كل شيء كما كان... "
و أسندت رأسي إلى مسند المقعد.. و أغمضت عيني ...
لست أريد العودة للوراء بضعة اشهر، بل تسع سنين ، بل عشر... بل 15 ...
إلى ذلك اليوم الذي اقتحمت فيه مخلوقة صغيرة حياتي فجأة !
و ملأتها صراخا ، و بكاء ، و دموعا.. و ألما...
فتحت عيني و التفت إلى رغد، فوجدتها تنظر إلي بقلق..
إنها هي ذاتها... المخلوقة التي غزت عالمي منذ سنين ..
ذاتها التي تجلس قربي الآن ، لا يفصلني عنها سوى بضع بوصات...
تنظر إلي نظرتها للعالم بأسره، و أمثّل بالنسبة لها كل الناس...
" رغد .. "
" نعم ؟ "
" كيف تشعرين الآن ؟؟ "
قالت :
" الآن الآن ؟"
" نعم الآن ! ؟ "
ابتسمت و قالت :
" بالسرور ! "
عجبا ! أمر هذه الصغيرة كله محيّر !
بعد ذلك، أقفلت أبواب السيارة، و ودعناها على أمل العودة لها ذات يوم
و تابعنا مشوارنا نحو المدينة...
ما إن أطللنا على مشارفها، حتى رأينا الدمار و الخراب يعشش على شوارعها و أجوائها...
اضطررت لسلك طرق ملتوية و معقّدة لأصل إلى قلبها...
المباني المتهدّمة ، الأشجار المحترقة، الشوارع المدمّرة، و الأشياء المبعثرة هنا و هناك ...
كلها ، مناظر تثير الرعب في قلب الصخر...
عبرنا أخيرا على الشارع المؤدي إلى منزلنا... و آه من ألم المنظر ..
آه بعد ألف آه و آه...
بيتنا.. كتلة من الفحم الأسود... محاطة بطبقة من الرماد و الغبار...
تحوّل ذلك المنزل الصغير الهادئ، الحبيب .. إلى شبح ميت..
لا أثر فيه و لا معلم من معالم الحياة و الروح...
" يا إلهي ! "
قالت رغد ذلك ، و وضعت يدها على وجهها لتحاشي رؤية المنظر المؤلم...
و تخفي الدموع التي ساحت على الجانبين.. رثاء و عزاء ...
سألني رغد ، قلت :
" سألقي نظرة ! "
و قبل أن أخرج كانت رغد قد فتحت بابها و سبقتني !
وقفت إلى جانبها ، و قلت :
" سأرى ما إذا كانت تعمل أم لا ! "
" سآتي معك "
و طبعا لا داعي لأن اعترض !
ذهبنا سوية، و بيدي نفس الميدالية التي أهدتني إياها صغيرتي
و التي تضم جميع مفاتيحي ، و اقتربنا من السيارة.
فتحت الأبواب الغير موصدة، و تفحصت ما بالداخل ...و رغد إلى جانبي..
" كما هي ! لم يتغير شيء ! أ رأيت يا رغد ؟؟ "
لم تعقّب ، بل ظلت تتفحصها بعينيها ، و ربما تستعيد الذكرى المرعبة ..
ركبت مقعدي الأمامي ، فأسرعت هي لركوب المقعد المجاور...و أغلقت الباب.
شغّلت المقود فعمل كما ينبغي،
" سليمة لم يصبها شيء ! رغد .. أتصدّقين ذلك ! سبحان الله ! "
رغد قالت :
" هيا بنا..ننطلق للخلف، و نعود من حيث أتينا تلك الليلة
و نعود بالزمان للوراء، و ننسى ما حصل انطلاقا من هذه النقطة ! "
ابتسمت و قلت :
" يا ليت ... "
و تنهّدت و أضفت :
" يا ليتنا بعدما وصلنا إلى هذه النقطة، رجعنا للوراء ، و رجع كل شيء كما كان... "
و أسندت رأسي إلى مسند المقعد.. و أغمضت عيني ...
لست أريد العودة للوراء بضعة اشهر، بل تسع سنين ، بل عشر... بل 15 ...
إلى ذلك اليوم الذي اقتحمت فيه مخلوقة صغيرة حياتي فجأة !
و ملأتها صراخا ، و بكاء ، و دموعا.. و ألما...
فتحت عيني و التفت إلى رغد، فوجدتها تنظر إلي بقلق..
إنها هي ذاتها... المخلوقة التي غزت عالمي منذ سنين ..
ذاتها التي تجلس قربي الآن ، لا يفصلني عنها سوى بضع بوصات...
تنظر إلي نظرتها للعالم بأسره، و أمثّل بالنسبة لها كل الناس...
" رغد .. "
" نعم ؟ "
" كيف تشعرين الآن ؟؟ "
قالت :
" الآن الآن ؟"
" نعم الآن ! ؟ "
ابتسمت و قالت :
" بالسرور ! "
عجبا ! أمر هذه الصغيرة كله محيّر !
بعد ذلك، أقفلت أبواب السيارة، و ودعناها على أمل العودة لها ذات يوم
و تابعنا مشوارنا نحو المدينة...
ما إن أطللنا على مشارفها، حتى رأينا الدمار و الخراب يعشش على شوارعها و أجوائها...
اضطررت لسلك طرق ملتوية و معقّدة لأصل إلى قلبها...
المباني المتهدّمة ، الأشجار المحترقة، الشوارع المدمّرة، و الأشياء المبعثرة هنا و هناك ...
كلها ، مناظر تثير الرعب في قلب الصخر...
عبرنا أخيرا على الشارع المؤدي إلى منزلنا... و آه من ألم المنظر ..
آه بعد ألف آه و آه...
بيتنا.. كتلة من الفحم الأسود... محاطة بطبقة من الرماد و الغبار...
تحوّل ذلك المنزل الصغير الهادئ، الحبيب .. إلى شبح ميت..
لا أثر فيه و لا معلم من معالم الحياة و الروح...
" يا إلهي ! "
قالت رغد ذلك ، و وضعت يدها على وجهها لتحاشي رؤية المنظر المؤلم...
و تخفي الدموع التي ساحت على الجانبين.. رثاء و عزاء ...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
لم أستطع أن أمر من هنا مرور الكرام
أوقفت سيارتي عند الباب ، المكان الذي اعتدت أن أوقفها فيه.. و نظرت من حولي ...
شعرت باختناق شديد في صدري، و كأن الغبار و الرماد قد سدّت حويصلاته
و منعت جزيئات الهواء من الدخول...
مع ذلك، لم أتمالك منع نفسي من المضي قدما...
فتحت الباب، وقلت :
" سألقي نظرة"
و التفت إلى رغد.. كانت لا تزال تخفي وجهها خلف يديها...
قلت :
" رغد.. أتأتين ؟؟ "
أردتها أن تأتي معي.. شيء حي يتحرك معي في سكون ذلك الشبح الميت
أردت أن أشعر ببعض الحياة.. ببعض الأمان..بأن هناك من لا زال حيا معي ..
رغم موت من مات.. و فناء من فني...
أروى قالت :
" سآتي معك ! "
رغد بسرعة أبعدت يديها عن وجهها و فتحت الباب !
خالتي الأخرى أيضا تبعتنا... و سرنا نحن الأربعة نحو الداخل...
الأبواب كانت مفتوحة، كما تركناها أنا و دانة ليلة هروبنا ...
سرنا ندوس على الرماد، و نتنفس الغبار.. و رائحة الخراب و الوحشة...
تقرصنا الذكريات و تصفعنا المناظر المؤسفة، و تحني ظهورنا الحسرة على ما كان و ما لم يعد...
رغد أمسكت بيدي، و كلما سرنا خطوة شدت ضغطها علي..
و كلما رأت شيئا أغمضت عينيها بقوّة و عصرت الدموع المتجمعة في محجريها...
حتى إذا ما بلغنا الردهة المؤدية إلى غرفة والدي ّ
حررت يدي من بين أصابعها، و هرولت نحو الباب و فتحته باندفاع...
" أمي... أبي ... "
حينها فقط، أدركت كم كنت مجنونا حين سمحت للفضول بالتغلب علي ...
و وقفت عند المنزل...
اقتحمت رغد الغرفة و هي تهتف
" أمي .. أبي .. "
و انهارت على السرير ، تحضن الوسائد و تبكي بحرارة و مرارة ..
بكاء عاليا صدّع الحجر ... و أدمع الجدران.. و زلزل الأرض...
" أنا أنتظركما ! لماذا لا تعودان ؟ أي حج هذا الذي لا يعود الحجيج فيه من بيت الله !
.. الله ! يا الله .. أنت ترى بيتي الآن ! أنت رب البيت و أنا لا بيت لي...
و أنت رب الناس و أنا لا ناس لي ! أتاك جميع الآباء و الأمهات..
و أنا لا أب لي و لا أم ! يا رب.. لا أب لي و لا أم ! يتّمتني مرتين يا رب ..
مرتين يا رب .. مرتين أفقد فيهما أعظم ما أعطيتني إياه ..
بل أربع مرّات ! أمان و أبان ! أربع أيتام في بيت خرب محروق ! "
كيف احتمل أنا ..وليد .. كلاما كهذا من رغد ؟؟
انهرت باكيا معها بلا شعور... و أي شعور يبقى للمرء و هو يرى ما نراه...؟
حسبنا الله و نعم الوكيل ...
من وسادة إلى وسادة، و من زاوية إلى زاوية، و من شيء إلى شيء
أخذت صغيرتي تتنقل و هي تهتف
" أمي .. أبي "
تفتش حطام الخزائن، و تستخرج الخرق المحروقة المتبقية من ملابسهما
و تحضنها و تقبّلها و تصرخ .. و قلبي يصرخ معها .. و تتمزق، و قلبي يتمزّق معها ..
و تنهار و قلبي ينهار معها أيما انهيار...
" يكفي رغد.. بالله عليك، دعينا نرحل "
أبت رغد الحراك، بل زاد تشبثها حتى ببقايا الستائر.. و شباك النوافذ..
أروى و الخالة بكتا لبكاء رغد، و وقفتا في الخارج في حزن و أسف على ما حلّ ببيتنا.. و بوالدينا..
رغد ، أقبلت فجأة نحو الأدراج الموجودة أسفل المرآة..
و أخذت تفتح الواحدا تلو الآخر... و تستخرج أشياء أمي
ما تبقى منها و تضم ما تضم، و تقبّل ما تقبّل ، و تضع في حقيبتها ما تضع..
" هنا كانت أمي تجلس كل يوم تسرّح شعرها ! "
" وليد انظر ! هذا سوار أمي المفضل ! "
" وليد هل تعتقد أنها قد تغضب إن احتفظت به !؟"
" أريد أن آخذ هذا معي !، و هذا .. و هذا و هذا و هذا ! "
" وليد ..لا أريد أن أخرج من هنا ! ليتني كنت هنا و احترقت قبل رحيلهما "
و مرة أخرى أسمعها تدعو على نفسها بالموت.. هتفت متوسلا
أوقفت سيارتي عند الباب ، المكان الذي اعتدت أن أوقفها فيه.. و نظرت من حولي ...
شعرت باختناق شديد في صدري، و كأن الغبار و الرماد قد سدّت حويصلاته
و منعت جزيئات الهواء من الدخول...
مع ذلك، لم أتمالك منع نفسي من المضي قدما...
فتحت الباب، وقلت :
" سألقي نظرة"
و التفت إلى رغد.. كانت لا تزال تخفي وجهها خلف يديها...
قلت :
" رغد.. أتأتين ؟؟ "
أردتها أن تأتي معي.. شيء حي يتحرك معي في سكون ذلك الشبح الميت
أردت أن أشعر ببعض الحياة.. ببعض الأمان..بأن هناك من لا زال حيا معي ..
رغم موت من مات.. و فناء من فني...
أروى قالت :
" سآتي معك ! "
رغد بسرعة أبعدت يديها عن وجهها و فتحت الباب !
خالتي الأخرى أيضا تبعتنا... و سرنا نحن الأربعة نحو الداخل...
الأبواب كانت مفتوحة، كما تركناها أنا و دانة ليلة هروبنا ...
سرنا ندوس على الرماد، و نتنفس الغبار.. و رائحة الخراب و الوحشة...
تقرصنا الذكريات و تصفعنا المناظر المؤسفة، و تحني ظهورنا الحسرة على ما كان و ما لم يعد...
رغد أمسكت بيدي، و كلما سرنا خطوة شدت ضغطها علي..
و كلما رأت شيئا أغمضت عينيها بقوّة و عصرت الدموع المتجمعة في محجريها...
حتى إذا ما بلغنا الردهة المؤدية إلى غرفة والدي ّ
حررت يدي من بين أصابعها، و هرولت نحو الباب و فتحته باندفاع...
" أمي... أبي ... "
حينها فقط، أدركت كم كنت مجنونا حين سمحت للفضول بالتغلب علي ...
و وقفت عند المنزل...
اقتحمت رغد الغرفة و هي تهتف
" أمي .. أبي .. "
و انهارت على السرير ، تحضن الوسائد و تبكي بحرارة و مرارة ..
بكاء عاليا صدّع الحجر ... و أدمع الجدران.. و زلزل الأرض...
" أنا أنتظركما ! لماذا لا تعودان ؟ أي حج هذا الذي لا يعود الحجيج فيه من بيت الله !
.. الله ! يا الله .. أنت ترى بيتي الآن ! أنت رب البيت و أنا لا بيت لي...
و أنت رب الناس و أنا لا ناس لي ! أتاك جميع الآباء و الأمهات..
و أنا لا أب لي و لا أم ! يا رب.. لا أب لي و لا أم ! يتّمتني مرتين يا رب ..
مرتين يا رب .. مرتين أفقد فيهما أعظم ما أعطيتني إياه ..
بل أربع مرّات ! أمان و أبان ! أربع أيتام في بيت خرب محروق ! "
كيف احتمل أنا ..وليد .. كلاما كهذا من رغد ؟؟
انهرت باكيا معها بلا شعور... و أي شعور يبقى للمرء و هو يرى ما نراه...؟
حسبنا الله و نعم الوكيل ...
من وسادة إلى وسادة، و من زاوية إلى زاوية، و من شيء إلى شيء
أخذت صغيرتي تتنقل و هي تهتف
" أمي .. أبي "
تفتش حطام الخزائن، و تستخرج الخرق المحروقة المتبقية من ملابسهما
و تحضنها و تقبّلها و تصرخ .. و قلبي يصرخ معها .. و تتمزق، و قلبي يتمزّق معها ..
و تنهار و قلبي ينهار معها أيما انهيار...
" يكفي رغد.. بالله عليك، دعينا نرحل "
أبت رغد الحراك، بل زاد تشبثها حتى ببقايا الستائر.. و شباك النوافذ..
أروى و الخالة بكتا لبكاء رغد، و وقفتا في الخارج في حزن و أسف على ما حلّ ببيتنا.. و بوالدينا..
رغد ، أقبلت فجأة نحو الأدراج الموجودة أسفل المرآة..
و أخذت تفتح الواحدا تلو الآخر... و تستخرج أشياء أمي
ما تبقى منها و تضم ما تضم، و تقبّل ما تقبّل ، و تضع في حقيبتها ما تضع..
" هنا كانت أمي تجلس كل يوم تسرّح شعرها ! "
" وليد انظر ! هذا سوار أمي المفضل ! "
" وليد هل تعتقد أنها قد تغضب إن احتفظت به !؟"
" أريد أن آخذ هذا معي !، و هذا .. و هذا و هذا و هذا ! "
" وليد ..لا أريد أن أخرج من هنا ! ليتني كنت هنا و احترقت قبل رحيلهما "
و مرة أخرى أسمعها تدعو على نفسها بالموت.. هتفت متوسلا
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" يكفي يا رغد ، هيا نغادر المكان أرجوك فلم أعد أحتمل المزيد "
اقتربت منها و أمسكت بذراعها و أرغمتها على الخروج من الغرفة، رغم مقاومتها..
كانت رغد تبكي بكاءا شديدا ، و استمرّت في نوبتها هذه و نحن واقفان عند الباب
لا توافق على التزحزح عنه خطوة بعد...
" رغد .. صغيرتي ... "
ناديتها بأتعس صوت صدر من حنجرتي الكئيبة...على الإطلاق..
نظرت إلي و قالت بأسى :
" من بقي لي بعدهما؟ من بقي لي ؟ "
قلت :
" أنا يا رغد .. لك و معك دائما..أنا يا رغد.. أنا ... "
رغد نظرت إلي نظرة حزينة قاتلة، و فكها الأسفل يرتجف من البكاء.. و الدموع تقطر منه ...
" رغد ... "
" وليد ... ضمّني "
وقفت كالأبله ، لا أفهم و لا أفكر و لا أتصرف !
قالت و فكها لا يزال ترتجف :
" ضمّني .. ألست أبي و أمي الآن ؟ ألست من بقي لي ؟ "
لحظتها.. تمنيت لو أتحوّل إلى جدار ، يكون أكثر نفعا مني ..
كأي جدار عانقته و تشبثت به.. كأي جدار ربما
و مع كونه جمادا لا روح فيه و لا حياة، أشعرها بالدفء و العطف و الأمان... أما أنا..
و أنا واقف أمامها كالشبح الميت، الغير مجدي ..
فلم يكن مني إلا أن أحنيت رأسي للأمام في عجز عن فعل شيء أكثر أهمية
و حرارة و نفعا من الجدران ...
لن أسامح نفسي ما حييت، على خذلاني لصغيرتي في لحظة كهذه...
بعد ذلك ، و رغم أنني كنت مصرا على المغادرة فورا
ألا أن رغد كانت مصرّة على دخول غرفتها و تفقّد أشيائها...
السرير كان محروقا، و لا زلت أشكر الله ألف مرة لأن رغد ليلتها كانت نائمة في بيت خالتها..
ألف حمد لك يا رب..
الأثاث، في موضعه السابق، ألا أنه مكتس باللون الأسود المتفحم..
و مغطى بذرات الرماد و فتات المحروقات...
لم أشأ دخول الغرفة، وقفت عن الباب أراقب رغد و هي تتحسس أشياءها المحروقة...
حتى إذا ما انتهت إلى مجموعة لوحاتها الكبيرة ، جعلت تتفقدها بسرعة و وله ، و تهتف بألم :
" لا ، لا .. لا ... "
ثم نظرت إلي و قالت بين دموعها :
" وليد .. لقد احترقت َ ! "
و أخذت تحضن الرماد... و البقايا... أخيرا قررت الدخول
و حين صرت قربها مباشرة قالت و هي تنثر الرماد من حولها :
" أنظر.. لقد احترقت حتى الصورة ! لماذا ؟ يا إلهي ماذا تبقى لي ؟ ماذا تبقى لي ؟؟ "
" دعونا نغادر المكان و نختصر الألم أرجوكما "
كان ذلك صوت أروى التي كانت واقفة عند الباب.. قالت رغد
" ارحلوا و اتركوني.. أريد الموت هنا.. آه يا رب.. لماذا عشت أنا و ماتا هما ؟
حتى الصورة احترقت ! ماذا تبقى لي ؟؟ "
أروى تقدمت نحونا و أمسكت بيد رغد محاولة مواساتها و تشجيعها
ألا أن رغد نهرتها بقوة، و رمتها ببعض الكلمات الجارحة، ربما من شدة حزنها ...
و لم تسمح لنا رغد بمغادرة المنزل حتى تفقدته غرفة غرفة و ممرا ممرا و زاوية زاوية...
حتى المطبخ جلست فيه فترة طويلة تستعيد الذكرى و تقلّب المواجع ، و تكرر
" هنا كانت أمي تطهو الطعام ، و هنا كان أبي يدوّن ملاحظاته في المفكرة !
و هناك كانت دانة تزين كعكاتها بالشكولا ! ... و سامر يقف هناك، يتحدّث عبر الهاتف
و عند هذه الطاولة كنت أنا أجلس لأقشر البطاطا !
ليت ذلك يعود...
و لو يوما واحدا فقط..
أعيش فيه وسط عائلتي .. بين أمي و أبي، و أختي و أخي.. يوما واحدا فقط.. عسى أن يكون آخر أيام حياتي... "
بل إن هذا سيكون آخر أيام حياتي أنا، ما لم تتوقفي عن ذلك يا رغد ... ارحميني...
اقتربت منها و أمسكت بذراعها و أرغمتها على الخروج من الغرفة، رغم مقاومتها..
كانت رغد تبكي بكاءا شديدا ، و استمرّت في نوبتها هذه و نحن واقفان عند الباب
لا توافق على التزحزح عنه خطوة بعد...
" رغد .. صغيرتي ... "
ناديتها بأتعس صوت صدر من حنجرتي الكئيبة...على الإطلاق..
نظرت إلي و قالت بأسى :
" من بقي لي بعدهما؟ من بقي لي ؟ "
قلت :
" أنا يا رغد .. لك و معك دائما..أنا يا رغد.. أنا ... "
رغد نظرت إلي نظرة حزينة قاتلة، و فكها الأسفل يرتجف من البكاء.. و الدموع تقطر منه ...
" رغد ... "
" وليد ... ضمّني "
وقفت كالأبله ، لا أفهم و لا أفكر و لا أتصرف !
قالت و فكها لا يزال ترتجف :
" ضمّني .. ألست أبي و أمي الآن ؟ ألست من بقي لي ؟ "
لحظتها.. تمنيت لو أتحوّل إلى جدار ، يكون أكثر نفعا مني ..
كأي جدار عانقته و تشبثت به.. كأي جدار ربما
و مع كونه جمادا لا روح فيه و لا حياة، أشعرها بالدفء و العطف و الأمان... أما أنا..
و أنا واقف أمامها كالشبح الميت، الغير مجدي ..
فلم يكن مني إلا أن أحنيت رأسي للأمام في عجز عن فعل شيء أكثر أهمية
و حرارة و نفعا من الجدران ...
لن أسامح نفسي ما حييت، على خذلاني لصغيرتي في لحظة كهذه...
بعد ذلك ، و رغم أنني كنت مصرا على المغادرة فورا
ألا أن رغد كانت مصرّة على دخول غرفتها و تفقّد أشيائها...
السرير كان محروقا، و لا زلت أشكر الله ألف مرة لأن رغد ليلتها كانت نائمة في بيت خالتها..
ألف حمد لك يا رب..
الأثاث، في موضعه السابق، ألا أنه مكتس باللون الأسود المتفحم..
و مغطى بذرات الرماد و فتات المحروقات...
لم أشأ دخول الغرفة، وقفت عن الباب أراقب رغد و هي تتحسس أشياءها المحروقة...
حتى إذا ما انتهت إلى مجموعة لوحاتها الكبيرة ، جعلت تتفقدها بسرعة و وله ، و تهتف بألم :
" لا ، لا .. لا ... "
ثم نظرت إلي و قالت بين دموعها :
" وليد .. لقد احترقت َ ! "
و أخذت تحضن الرماد... و البقايا... أخيرا قررت الدخول
و حين صرت قربها مباشرة قالت و هي تنثر الرماد من حولها :
" أنظر.. لقد احترقت حتى الصورة ! لماذا ؟ يا إلهي ماذا تبقى لي ؟ ماذا تبقى لي ؟؟ "
" دعونا نغادر المكان و نختصر الألم أرجوكما "
كان ذلك صوت أروى التي كانت واقفة عند الباب.. قالت رغد
" ارحلوا و اتركوني.. أريد الموت هنا.. آه يا رب.. لماذا عشت أنا و ماتا هما ؟
حتى الصورة احترقت ! ماذا تبقى لي ؟؟ "
أروى تقدمت نحونا و أمسكت بيد رغد محاولة مواساتها و تشجيعها
ألا أن رغد نهرتها بقوة، و رمتها ببعض الكلمات الجارحة، ربما من شدة حزنها ...
و لم تسمح لنا رغد بمغادرة المنزل حتى تفقدته غرفة غرفة و ممرا ممرا و زاوية زاوية...
حتى المطبخ جلست فيه فترة طويلة تستعيد الذكرى و تقلّب المواجع ، و تكرر
" هنا كانت أمي تطهو الطعام ، و هنا كان أبي يدوّن ملاحظاته في المفكرة !
و هناك كانت دانة تزين كعكاتها بالشكولا ! ... و سامر يقف هناك، يتحدّث عبر الهاتف
و عند هذه الطاولة كنت أنا أجلس لأقشر البطاطا !
ليت ذلك يعود...
و لو يوما واحدا فقط..
أعيش فيه وسط عائلتي .. بين أمي و أبي، و أختي و أخي.. يوما واحدا فقط.. عسى أن يكون آخر أيام حياتي... "
بل إن هذا سيكون آخر أيام حياتي أنا، ما لم تتوقفي عن ذلك يا رغد ... ارحميني...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
حملت رغد معها تذكارا من كل مكان و عن كل شخص..
حتى سامر...كما أخذت حليها و حلي دانة، بل و ما بقي من فستان زفافها المحروق أيضا !
" سأعطيه لأختي حين تعود ! كانت مهووسة به ..
و تعتبره كنزها الثمين ! مسكينة يا دانة ! "
خرجنا من ذلك الحطام الكئيب بعدما أغرقناه بالدموع و ملأناه بالألم...
إن كنت، الشخص الذي لم يعش في هذا المنزل فترة طويلة
و لم يحمل معه سوى القليل من الذكريات، و أنا أكاد أنصهر من حرارة ما بداخلي، فكيف برغد ...؟؟
ابتعدنا عنه و قلوبنا معلقة عنده، و أنظارنا متشبثة به حتى اللحظة الأخيرة...
و أخذنا معنا ما غلا مما نجا، و ما نجا مما غلا
لم تتوقف سيل الدموع حتى بعدما وصلنا إلى منزل أبي حسام
و كان الآخر محترقا ، ألا انه أحسن حالا من بيتنا المدمّر...
حين قرعنا الباب، فُتح و ظهر من خلفه أفراد العائلة أجمعون
و الذين كانوا في انتظارنا منذ ساعات...
ما إن رأت رغد خالتها حتى صرخت.. و انهارت في حضنها بحرارة ...
اللقاء كان من أقسى اللقاءات التي مررت بها في حياتي..
لا يضاهيه أي لقاء، عدا لقائي بأهلي بعد خروجي من السجن
مع فارق ضخم، هو أنه لا أهل أمامي لأعود إليهم و أعانقهم و أبكي فوق صدورهم...
استهلكنا كمية كبيرة من الدموع حتى أوشكنا على الجفاف
صعدت رغد بعد ذلك مع ابنة خالتها إلى الطابق العلوي، و ذهبت النساء إلى غرفة أخرى
و بقينا نحن الرجال في غرفة المعيشة نقلّب الأحزان و نتجرّع الآهات و نتبادل التعازي...
حينما حل الظلام، أردت أخذ عائلتي إلى فندق لقضاء الليلة قبل متابعة السير غدا
مع أنني لست واثقا من العثور على مكان مناسب، و طلبت من حسام استدعاء الثلاث...
ذهب حسام و عاد بعد قليل مع أمه و أروى و أمها ، فسألت عن رغد
فأخبرتني أم حسام أنها أرسلت ابنتها الصغرى لاستدعائها...
لحظات و إذا بالفتاة الصغيرة ( سارة ) تأتي نحونا و تقول :
" تقول رغد إنها ستبقى معنا و لن ترحل مع وليد و خطيبته الشقراء الدخيلة و أمها ! "
تبادلنا جميعا النظرات المتعجبة، و حملقنا في الفتاة الصغيرة ... ثم سألتها أمها :
" سارة ! هل هذا ما قالته ؟؟ و هل طلبت منك نقل هذا إلينا ؟؟ "
و هنا أقبلت الآنسة نهلة، و نظرت إلى أختها بغضب، ثم إلينا أنا و أروى و قالت :
" رغد ستبات معي الليلة "
شعرت بالضيق الشديد من ذلك، فقلت :
" أين هي ؟ أود ا لتحدّث معها فهلا ّ استدعيتها ؟ "
قالت :
" إنها لا تريد الخروج الآن... "
ضقت أكثر و قلت :
" أرجوك آنستي، هلا استدعيتها "
و ما كدت أنهي الجملة حتى طارت الصغيرة سارة لاستدعائها !
ثوان و إذا بها تعود قائلة :
" لن تذهب معك ! ارحل و اتركها و شأنها "
هتفت الآنسة نهلة :
" سارة ! تبا لك ! لا تتدخلي أنت و ابقي في مكانك "
قلت :
" هل أخبرتها بأنني أريد التحدّث معها ؟؟ "
موجها الخطاب إلى الفتاة الصغيرة، فابتسمت الأخيرة و قالت :
" نعم ! و قالت إنها لا تريد التحدث معك
و إن علي إخبارك بأنها لن تذهب معكم فارحلوا ! "
أم حسام ذهبت الآن إلى غرفة ابنتها و عادت بعد قليل قائلة :
" دعها تنام هنا الليلة ، إنها في حالة سيئة "
و عبارة ( حالة سيئة ) أزعجتني و أقلقتني أكثر...
" أرجوك يا سيدتي ، استدعيها لأتحدّث معها الآن "
و ما إن أنهيت جملتي هذه حتى رأيت رغد تظهر أمامي، ثم تقول :
" سأبقى هنا في بيت خالتي ! لن أرحل معكم "
اجتاحني الهلع، فقلت :
" تعنين الليلة ؟ "
قالت :
" بل كل ليلة ، سوف أعيش هنا بقية عمري "
نظرت إليها، و إلى جميع من حولي في عدم تصديق .. ثم سألتها :
" ماذا تعنين يا رغد ؟ لا يمكنك ذلك ! "
قالت بصوت متحد ٍ :
" بلى ، يمكنني "
" رغد ! مستحيل ! "
قالت بتحد أكبر :
" بلى يا وليد، سأبقى أنا مع عائلتي الحقيقية
و ارحل أنت مع عائلتك الجديدة.. و في أمان الله "
---------------------------
نهايه الحلقة الـ33
حتى سامر...كما أخذت حليها و حلي دانة، بل و ما بقي من فستان زفافها المحروق أيضا !
" سأعطيه لأختي حين تعود ! كانت مهووسة به ..
و تعتبره كنزها الثمين ! مسكينة يا دانة ! "
خرجنا من ذلك الحطام الكئيب بعدما أغرقناه بالدموع و ملأناه بالألم...
إن كنت، الشخص الذي لم يعش في هذا المنزل فترة طويلة
و لم يحمل معه سوى القليل من الذكريات، و أنا أكاد أنصهر من حرارة ما بداخلي، فكيف برغد ...؟؟
ابتعدنا عنه و قلوبنا معلقة عنده، و أنظارنا متشبثة به حتى اللحظة الأخيرة...
و أخذنا معنا ما غلا مما نجا، و ما نجا مما غلا
لم تتوقف سيل الدموع حتى بعدما وصلنا إلى منزل أبي حسام
و كان الآخر محترقا ، ألا انه أحسن حالا من بيتنا المدمّر...
حين قرعنا الباب، فُتح و ظهر من خلفه أفراد العائلة أجمعون
و الذين كانوا في انتظارنا منذ ساعات...
ما إن رأت رغد خالتها حتى صرخت.. و انهارت في حضنها بحرارة ...
اللقاء كان من أقسى اللقاءات التي مررت بها في حياتي..
لا يضاهيه أي لقاء، عدا لقائي بأهلي بعد خروجي من السجن
مع فارق ضخم، هو أنه لا أهل أمامي لأعود إليهم و أعانقهم و أبكي فوق صدورهم...
استهلكنا كمية كبيرة من الدموع حتى أوشكنا على الجفاف
صعدت رغد بعد ذلك مع ابنة خالتها إلى الطابق العلوي، و ذهبت النساء إلى غرفة أخرى
و بقينا نحن الرجال في غرفة المعيشة نقلّب الأحزان و نتجرّع الآهات و نتبادل التعازي...
حينما حل الظلام، أردت أخذ عائلتي إلى فندق لقضاء الليلة قبل متابعة السير غدا
مع أنني لست واثقا من العثور على مكان مناسب، و طلبت من حسام استدعاء الثلاث...
ذهب حسام و عاد بعد قليل مع أمه و أروى و أمها ، فسألت عن رغد
فأخبرتني أم حسام أنها أرسلت ابنتها الصغرى لاستدعائها...
لحظات و إذا بالفتاة الصغيرة ( سارة ) تأتي نحونا و تقول :
" تقول رغد إنها ستبقى معنا و لن ترحل مع وليد و خطيبته الشقراء الدخيلة و أمها ! "
تبادلنا جميعا النظرات المتعجبة، و حملقنا في الفتاة الصغيرة ... ثم سألتها أمها :
" سارة ! هل هذا ما قالته ؟؟ و هل طلبت منك نقل هذا إلينا ؟؟ "
و هنا أقبلت الآنسة نهلة، و نظرت إلى أختها بغضب، ثم إلينا أنا و أروى و قالت :
" رغد ستبات معي الليلة "
شعرت بالضيق الشديد من ذلك، فقلت :
" أين هي ؟ أود ا لتحدّث معها فهلا ّ استدعيتها ؟ "
قالت :
" إنها لا تريد الخروج الآن... "
ضقت أكثر و قلت :
" أرجوك آنستي، هلا استدعيتها "
و ما كدت أنهي الجملة حتى طارت الصغيرة سارة لاستدعائها !
ثوان و إذا بها تعود قائلة :
" لن تذهب معك ! ارحل و اتركها و شأنها "
هتفت الآنسة نهلة :
" سارة ! تبا لك ! لا تتدخلي أنت و ابقي في مكانك "
قلت :
" هل أخبرتها بأنني أريد التحدّث معها ؟؟ "
موجها الخطاب إلى الفتاة الصغيرة، فابتسمت الأخيرة و قالت :
" نعم ! و قالت إنها لا تريد التحدث معك
و إن علي إخبارك بأنها لن تذهب معكم فارحلوا ! "
أم حسام ذهبت الآن إلى غرفة ابنتها و عادت بعد قليل قائلة :
" دعها تنام هنا الليلة ، إنها في حالة سيئة "
و عبارة ( حالة سيئة ) أزعجتني و أقلقتني أكثر...
" أرجوك يا سيدتي ، استدعيها لأتحدّث معها الآن "
و ما إن أنهيت جملتي هذه حتى رأيت رغد تظهر أمامي، ثم تقول :
" سأبقى هنا في بيت خالتي ! لن أرحل معكم "
اجتاحني الهلع، فقلت :
" تعنين الليلة ؟ "
قالت :
" بل كل ليلة ، سوف أعيش هنا بقية عمري "
نظرت إليها، و إلى جميع من حولي في عدم تصديق .. ثم سألتها :
" ماذا تعنين يا رغد ؟ لا يمكنك ذلك ! "
قالت بصوت متحد ٍ :
" بلى ، يمكنني "
" رغد ! مستحيل ! "
قالت بتحد أكبر :
" بلى يا وليد، سأبقى أنا مع عائلتي الحقيقية
و ارحل أنت مع عائلتك الجديدة.. و في أمان الله "
---------------------------
نهايه الحلقة الـ33
صفحة 12 من اصل 18 • 1 ... 7 ... 11, 12, 13 ... 18
صفحة 12 من اصل 18
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:57 pm من طرف seif
» البيجامات الشتويه
الخميس نوفمبر 14, 2013 1:44 pm من طرف نفيسة النكادي
» تعالوا نتعلم التطريز خطوة بخطوة../ غرزة الظل
الثلاثاء أكتوبر 01, 2013 12:24 pm من طرف الوفاء اخلاص
» فيديو.. لحظة إطلاق الإخوان الخرطوش علي متظاهري الإسكندرية - See more at: http://almogaz.com/news/politics/2013/06/29/981646#sthash.LM2ITjLz.dpuf
السبت يونيو 29, 2013 11:41 am من طرف ashraf
» عاجل| أجهزة الأمن تلقي القبض على 6 مسلحين من التيار الإسلامي بالإسكندرية والقاهرة والدقهلية - See more at: http://almogaz.com/news/politics/2013/06/28/980720#sthash.7YiLhZQE.dpuf
الجمعة يونيو 28, 2013 6:57 pm من طرف ashraf
» عودة القناصة بالآلي حول مقر الإخوان بالإسكندرية
الجمعة يونيو 28, 2013 6:55 pm من طرف ashraf
» عودة القناصة بالآلي حول مقر الإخوان بالإسكندرية
الجمعة يونيو 28, 2013 6:43 pm من طرف ashraf
» تحميل برنامج خاشع المؤذن للجوال نوكيا n73 - n95 - n70
الإثنين ديسمبر 10, 2012 9:55 am من طرف waleedclim
» الديكور الخارجي والحدائق ...
الخميس نوفمبر 15, 2012 1:17 pm من طرف steam84