بحـث
المواضيع الأخيرة
الجزء الثالث المنتظر من فيلم الكوميديا والرومانسية "عمر وسلمى 3 " للنجم تامر حسني ومي عزالدين بحجم 466 ميجا
الإثنين فبراير 13, 2012 8:50 pm من طرف smsm
[size=21]فيلم[/size]
عمر و سلمى 3
SCR
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كالعادة وزي ما عودناكم وبعد عرضه مباشرة
باعلى صوت وصورة
[size=12]الجزء ده كوميدي جدا وحلو اوووي
انصح الجميع بمشاهدته
[/size]
ملحوظة : الفيلم كامل من اول دقيقة لحد اخر دقيقة ومدته
1 ساعة و 36 دقيقة
قصة …
عمر و سلمى 3
SCR
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كالعادة وزي ما عودناكم وبعد عرضه مباشرة
باعلى صوت وصورة
[size=12]الجزء ده كوميدي جدا وحلو اوووي
انصح الجميع بمشاهدته
[/size]
ملحوظة : الفيلم كامل من اول دقيقة لحد اخر دقيقة ومدته
1 ساعة و 36 دقيقة
قصة …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
فيلم الكوميديا " بنات العم " بطولة ثلاثي الضحك ابطال فيلم "سمير وشهير وبهير" بحجم 437 ميجا على اكثر من سيرفر
الإثنين فبراير 13, 2012 8:26 pm من طرف كامل
[size=21]فيلم[/size]
بنات العم
DVDSCR
في الوقت الي كل الناس لسة بترفع فيه اعلان الفيلم
جبنالكم الفيلم كامل من اول ثانية لاخر تتر
( الفيلم ده بجد ضحك للركب )
EnJoy
قصة الفيلم
الحديث عن اللعنات
التي تصيب الإنسان كثيرة وغريبة واغربها ما حدث بفيلم (بنات العم) حيث
ثلاث صديقات تصبهن لعنة غريبة فيتحولن إلى رجال....وبين الصدمة والوعي
يحاولن طوال احداث الفيلم فك …
بنات العم
DVDSCR
في الوقت الي كل الناس لسة بترفع فيه اعلان الفيلم
جبنالكم الفيلم كامل من اول ثانية لاخر تتر
( الفيلم ده بجد ضحك للركب )
EnJoy
قصة الفيلم
الحديث عن اللعنات
التي تصيب الإنسان كثيرة وغريبة واغربها ما حدث بفيلم (بنات العم) حيث
ثلاث صديقات تصبهن لعنة غريبة فيتحولن إلى رجال....وبين الصدمة والوعي
يحاولن طوال احداث الفيلم فك …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
بإنفراد تام أسطورة الكوميديا عادل إمام فى فيلم العيد وقبل العيد زهايمير بجودة خرافية وتحميل مباشر على أكثر من سيرفر
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 11:40 am من طرف ashraf
فيلم العيد
بجودة روووعـــة
ولن تجدها الا هنا وفقطـــ
عادل امام
فى
زهايمــــــــــر
NEAR DVD
الفيلم كامل من البداية للنهايــة ...
والصورة ثابتة وكاملة طوال الفيلم ,,,
والصوت واضح وكويس ..
فيما عدا اول دقيقة فقط لخلل الصوت داخل السينما نفسها
PosTer
بجودة روووعـــة
ولن تجدها الا هنا وفقطـــ
عادل امام
فى
زهايمــــــــــر
NEAR DVD
الفيلم كامل من البداية للنهايــة ...
والصورة ثابتة وكاملة طوال الفيلم ,,,
والصوت واضح وكويس ..
فيما عدا اول دقيقة فقط لخلل الصوت داخل السينما نفسها
PosTer
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
الفيلم الكوميدى الديكتاتور - نسخة فيديو سي دي فقط 236ميجا - على عدة سيرفرات
الجمعة أكتوبر 22, 2010 5:16 pm من طرف العنتيل
قصه الفيلم
تدور أحداث فيلم الديكتاتور في إطار سياسي ساخر, حول حاكم يبطش بمن يرفض أو يعترض على أوامره, يخشاه الجميع بسبب دكتاتوريته الشديدة .
تدور بينه و بين أبنائه التوأم العديد من المواقف و الأحداث التي تتناول أزمات المواطن العادي إلى أن تحدث مفاجأة عنيفة تقلب الأمور رأسا على عقب
بطوله
خالد سرحان - حسن حسنى
مايا نصرى - عزت ابو عوف
ادوارد - …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
مجموعة من اقوي افلام نجم الكوميديا الرائع محمد هنيدي ( 12 فيلم ) نسخ DvDRip على اكثر من سيرفر ..
الأربعاء أكتوبر 20, 2010 11:06 am من طرف tete
مجموعة من اقوي افلام نجم الكوميديا الرائع محمد هنيدي 12 فيلم
- - - - - - - -
اسماعيلية رايح جاي
RapidShare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
________________________
sendspace
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
- - - - - - - -
اسماعيلية رايح جاي
RapidShare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
________________________
sendspace
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
فيلم العيد :: الرجل الغامض بسلامته :: CaM H.Q :: جودة عالية Rmvb :: نسختين 300 ميجا + 700 ميجا :: تحميل مباشر وعلى أكثر من سيرفر
الأربعاء سبتمبر 29, 2010 3:42 pm من طرف tete
فيلم العيد
# الرجل الغامض بسلامته #
القصة
شاب ( هاني رمزي) لا يجد مجال للوصول إلى النجاح إلا عن طريق ممارسة الكذب ، حيث يعتبر أن الكذب هو خير وسيلة للنجاح.
ورغم عمله كموظف في القطاع الخاص إلا أنه يراسل عدداً من الجهات الحكومية يطالبها بحل عدد من الأزمات العامة - مثل الرغيف والبطالة وأزمة الإسكان - وعندما تحدث المفاجأة و يصبح مشهوراً …
# الرجل الغامض بسلامته #
القصة
شاب ( هاني رمزي) لا يجد مجال للوصول إلى النجاح إلا عن طريق ممارسة الكذب ، حيث يعتبر أن الكذب هو خير وسيلة للنجاح.
ورغم عمله كموظف في القطاع الخاص إلا أنه يراسل عدداً من الجهات الحكومية يطالبها بحل عدد من الأزمات العامة - مثل الرغيف والبطالة وأزمة الإسكان - وعندما تحدث المفاجأة و يصبح مشهوراً …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
فيلم الرعب المصرى ايناب بجوده dvdrip 200 ميجا برابط واحد على اكثر من سيرفر
الخميس مايو 13, 2010 7:47 pm من طرف احساس غريب
انياب
تتعطل سيارة بشاب وشابة فى ليلة ممطرة عند أحد البيوت فيدخلانه طلباً
للنجدة
ويكتشفان أنه منزل دراكولا ويعرض الفيلم أساساً الشخصيات المستغلة
مثل السباك والجزار أما شخصية دراكولا ليست إلا رمز لهذه الشخصيات المستغلة
على الحجار
منى جبر
احمد عدوية ـ دراكولا
طلعت زين
عهدى صادق ـ شلف
حسن الإمام
rapidshare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
تتعطل سيارة بشاب وشابة فى ليلة ممطرة عند أحد البيوت فيدخلانه طلباً
للنجدة
ويكتشفان أنه منزل دراكولا ويعرض الفيلم أساساً الشخصيات المستغلة
مثل السباك والجزار أما شخصية دراكولا ليست إلا رمز لهذه الشخصيات المستغلة
على الحجار
منى جبر
احمد عدوية ـ دراكولا
طلعت زين
عهدى صادق ـ شلف
حسن الإمام
rapidshare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 2
اقوى مسلسلات رمضان - الكبير - احمد مكى - الحلقة 15 الاخيرة - على اكثر من سيرفر
الخميس سبتمبر 02, 2010 9:38 pm من طرف tete
تدور الاحداث فى احدى
قرى الصعيد ،عمدة القرية والملقب بالكبير قوى فى واخر ايامه يصارع الموت
ويحكى لابنه (الكبير) وهو وريثه الشرعى وشخص مفترى يستغل مكانة والده وهو
ينتظر اليوم الذى يحكم فيه البلد كعمدة بعدموت والده
يفاجئه الاب قبل موته بان له أخ توأم يعيش فى USA وان له 50% من الورث
الذى سوف يتركه له وفى العمودية كمان ،كما يحكى له كيف تعرف على والدته فى
احدى البارات وكيف انجبته هو وأخوه …
قرى الصعيد ،عمدة القرية والملقب بالكبير قوى فى واخر ايامه يصارع الموت
ويحكى لابنه (الكبير) وهو وريثه الشرعى وشخص مفترى يستغل مكانة والده وهو
ينتظر اليوم الذى يحكم فيه البلد كعمدة بعدموت والده
يفاجئه الاب قبل موته بان له أخ توأم يعيش فى USA وان له 50% من الورث
الذى سوف يتركه له وفى العمودية كمان ،كما يحكى له كيف تعرف على والدته فى
احدى البارات وكيف انجبته هو وأخوه …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
حصريآ : فيلم صفر - واحد نسخه vcd ونسخه DVD بأعلى جوده على اكثر من سيرفر
الأحد مايو 30, 2010 2:19 pm من طرف tooooot
Film
One - Zero
VCD &
DVD
--------
DVD
-------------
VCD
---------------------
معلومات اكتر عن
الفيلم
سيدة تبحث
عن حياتها من جديد من خلال طلاق معلق في المحاكم ..فهل تفوز السيدة
بحياتها
كما
يتناول الفيلم قصة حياة عدة أشخاص وتتزامن تلك القصص مع بطولة الأمم
الأفريقية الكروية
أثار
الفيلم …
One - Zero
VCD &
DVD
--------
DVD
-------------
VCD
---------------------
معلومات اكتر عن
الفيلم
سيدة تبحث
عن حياتها من جديد من خلال طلاق معلق في المحاكم ..فهل تفوز السيدة
بحياتها
كما
يتناول الفيلم قصة حياة عدة أشخاص وتتزامن تلك القصص مع بطولة الأمم
الأفريقية الكروية
أثار
الفيلم …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 3
رواية انت لي... اكثر من رائعه
+3
سهر الليالى
ايمان
Admin
7 مشترك
صفحة 4 من اصل 18
صفحة 4 من اصل 18 • 1, 2, 3, 4, 5 ... 11 ... 18
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
في السيارة بعد ذلك ، فتحت الخزانة الأمامية و استخرجت علبة السجائر التي كنت قد دسستها بداخلها أثناء تجوالنا
و فتحت النافذة ، ثم أشعلت السيجارة و التفت إلى سيف و قلت :
" أتسمح بأن أدخن ؟؟ "
صديقي سيف لم يكن من المدخنين ، أومأ برأسه إيجابا و فتح نافذته ، و انطلق بالسيارة ...
بقيت صامتا شاردا طوال المشوار ، و لم يحاول سيف خلخلة صمتي بأي كلام
بعد فترة ، و نحن نقف عند الإشارة الأخيرة قبل المبنى حيث نسكن ، و فيما أنا في شرودي و دهليز أفكاري اللانهائي ، قال سيف :
" متى بدأت تدخن ؟؟ "
لم أجبه مباشرة ، ليس لأنني لم أسمعه أو أستوعب سؤاله ، بل لأن لساني لم يكن يدخر أي كلام ...
" السجن يعلّم الكثير ... "
قلت ذلك و ابتسمت ابتسامة ساخرة باهتة شعرت بأن سيف قد رآها رقم تركيزه على الطريق ...
تذكرت لحظتها تلك الأيام ...
و أولئك الزملاء في السجن ...
لماذا أشعر بهم الآن حولي ؟؟
كأني أشم راحة الزنزانة !
ربما أثارت رائحة السيجارة تلك الذكريات السوداء !
و هل يمكن أن أنساها ؟
و هل يعقل أن تختفي و أنا لم أبتعد عنها غير أيام فقط ...؟؟
ليتهم ...
ليتهم قتلوني معك يا نديم ...
ليتنا تبادلنا الأرواح ...
فمت ُّ أنا
و بقيت أنت ... و خرجت لتعود لأهلك و بلدك و أحبابك ...
أنا ... لا أهل لي و لا بد ...
و لا أحباب ...
لمحت الإشارة تضيء اللون الأخضر و أنا أسحق سيجارتي في ( الطفاية)
ثم انطلق وليد بالسيارة ...
أنوار كثير كانت تسبح في الظلام ...
مصابيح السيارات القادمة على الطريق المعاكس
مصابيح المنازل
مصابيح الشارع ...
لافتات المحلات الضوئية
نور على نور على نور ...
كم هو أمر مزعج ... لم أعد أرغب في رؤية شيء ...
أتمنى ألا تشرق الشمس يوم الغد ...
أتمنى ألا يعود الغد ...
أتمنى ... ألا أذكر رغد ...
كانت المرة الثانية في حياتي ، التي تمنيت فيها لو أن رغد لم تخلق ...
عندما دخلنا الشقة، و هي مكونة من غرفة نوم و صالة صغيرة و زاوية مطبخ و حمام واحد ... أسرعت الخطى نحو غرفة النوم و دون أن أنير المصباح دخلت و ألقيت بجسدي المخدر أثر صدمة النبأ على أحد السريرين ...
ثوان ، و إذا بسيف يقبل و يشعل المصباح
" كلا .. أرجو أطفئه "
قلت ذلك و أنا ارفع يدي ثم أضعها فوق عيني المغمضتين لأحجب عنهما النور ...
سيف بادر بإطفاء المصباح و بقي واقفا برهة ... ثم أقلق الباب و أحسست به يتقدم ... ثم يجلس فوق السرير الآخر و الموازي لسريري ...
ساد السكون لبعض الوقت ، إلا من ضوضاء تعشش في رأسي بسبب الأفكار التي تتعارك في داخله ...
و فتحت النافذة ، ثم أشعلت السيجارة و التفت إلى سيف و قلت :
" أتسمح بأن أدخن ؟؟ "
صديقي سيف لم يكن من المدخنين ، أومأ برأسه إيجابا و فتح نافذته ، و انطلق بالسيارة ...
بقيت صامتا شاردا طوال المشوار ، و لم يحاول سيف خلخلة صمتي بأي كلام
بعد فترة ، و نحن نقف عند الإشارة الأخيرة قبل المبنى حيث نسكن ، و فيما أنا في شرودي و دهليز أفكاري اللانهائي ، قال سيف :
" متى بدأت تدخن ؟؟ "
لم أجبه مباشرة ، ليس لأنني لم أسمعه أو أستوعب سؤاله ، بل لأن لساني لم يكن يدخر أي كلام ...
" السجن يعلّم الكثير ... "
قلت ذلك و ابتسمت ابتسامة ساخرة باهتة شعرت بأن سيف قد رآها رقم تركيزه على الطريق ...
تذكرت لحظتها تلك الأيام ...
و أولئك الزملاء في السجن ...
لماذا أشعر بهم الآن حولي ؟؟
كأني أشم راحة الزنزانة !
ربما أثارت رائحة السيجارة تلك الذكريات السوداء !
و هل يمكن أن أنساها ؟
و هل يعقل أن تختفي و أنا لم أبتعد عنها غير أيام فقط ...؟؟
ليتهم ...
ليتهم قتلوني معك يا نديم ...
ليتنا تبادلنا الأرواح ...
فمت ُّ أنا
و بقيت أنت ... و خرجت لتعود لأهلك و بلدك و أحبابك ...
أنا ... لا أهل لي و لا بد ...
و لا أحباب ...
لمحت الإشارة تضيء اللون الأخضر و أنا أسحق سيجارتي في ( الطفاية)
ثم انطلق وليد بالسيارة ...
أنوار كثير كانت تسبح في الظلام ...
مصابيح السيارات القادمة على الطريق المعاكس
مصابيح المنازل
مصابيح الشارع ...
لافتات المحلات الضوئية
نور على نور على نور ...
كم هو أمر مزعج ... لم أعد أرغب في رؤية شيء ...
أتمنى ألا تشرق الشمس يوم الغد ...
أتمنى ألا يعود الغد ...
أتمنى ... ألا أذكر رغد ...
كانت المرة الثانية في حياتي ، التي تمنيت فيها لو أن رغد لم تخلق ...
عندما دخلنا الشقة، و هي مكونة من غرفة نوم و صالة صغيرة و زاوية مطبخ و حمام واحد ... أسرعت الخطى نحو غرفة النوم و دون أن أنير المصباح دخلت و ألقيت بجسدي المخدر أثر صدمة النبأ على أحد السريرين ...
ثوان ، و إذا بسيف يقبل و يشعل المصباح
" كلا .. أرجو أطفئه "
قلت ذلك و أنا ارفع يدي ثم أضعها فوق عيني المغمضتين لأحجب عنهما النور ...
سيف بادر بإطفاء المصباح و بقي واقفا برهة ... ثم أقلق الباب و أحسست به يتقدم ... ثم يجلس فوق السرير الآخر و الموازي لسريري ...
ساد السكون لبعض الوقت ، إلا من ضوضاء تعشش في رأسي بسبب الأفكار التي تتعارك في داخله ...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" ماذا حدث ؟؟ "
سألني سيف بصوت هادئ منخفض ...
لم أجبه ... و مرت دقائق أخرى فاعتقدت أنه حسبني قد دخلت عالم النيام ... لكنه عاد يقول :
" أخبرني ... ، إنك لست على ما يرام "
بعد ذلك أحسست بحركته على السرير المجاور و بصوته يقترب أكثر ...
" وليد ؟؟ "
الآن فتحت عيني قليلا و لدهشتي رأيه يقف عند رأسي و يحدق بي ...
الظلام كان يطلي الغرفة بسواد تام ، إلا عن إضاءة بسيطة تتسلل بعناد من تحت الباب
و يبدو إنها كانت كافيه لتعكس بريق الدموع التي أردت مواراتها في السواد .
لحظة من لحظات الضعف الشديد و الانهيار التام .. توازي لحظة تراقُص الحزام في الهواء ... ثم سكونه النهائي على الرمال ... إلى حيث لا مجال للعودة أو التراجع ... فقد قضي الأمر ...
جلست ، ليست قوتي الجسدية هي التي ساعدتني على النهوض ، و لا رغبتي الميتة في الحراك ، بل الدموع التي تخللت تجويف أنفي و ورّمت باطنه و سدت المعبر أمام أنفاسي البليدة البطيئة ... و كان لابد من إزاحتها ...
تناولت منديلا من العلبة الموضوعة فوق المنضدة الفاصلة بين السريرين و جعلت أعصف ما في جوفي و صدري و كياني ... خارجا
إلى الخارج ...
يا دموعي و آلامي
يا أحزاني و ذكرياتي الماضي
إلى الخارج يا حبي و مهجة قلبي
إلى الخارج يا بقايا الأمل
إلى الخارج يا روحي ...
و كل ما يختزن جسمي من ذرات الحياة ....
و إلى الخارج ...
يا اعترافات لم أكن أتوقع أنني سأبوح بها ذات يوم ... لأي إنسان ...
" هل واجهت مشكلة مع أهلك ؟؟ ... بالأمس كنت ... كنت َ ... "
و صمت ...
فتابعت أنا مباشرة :
" كنت ُ أملك الأمل الأخير ... و قد ضاع و انتهى كل شيء ...
إنني لم أعد أرغب في العودة إليهم ! سأرحل معك يا سيف "
قلت ذلك و كانت فكرة وليدة اللحظة ، ألا أنها كبرت فجأة في رأسي و احتلت عقلي برمته ، ففتحت عيني و حملقت في الفراغ الذي خلقت منه هذه الفكرة ثم استدرت نحو سيف و قلت :
" أنا عائد معك إلى مدينتنا ! "
طبعا سيف تفاجأ و لم يكن الظلام ليسمح لي برؤية ظاهر ردود فعله أو سبر غورها
سمعته يقول :
" ماذا ؟ ! "
قلت مؤكدا :
" نعم ! سأذهب معك ... فلم يعد لي مكان أو داع هنا "
سيف صمت ، و لم يعلق بادئ الأمر ، ثم قال :
" أما حدث ... كان سيئا لهذا الحد ؟؟ "
و كأن جملته كان شرارة فجرّت برميل الوقود ...
ثرت بجنون ، قفزت من سريري مندفعا هائجا صارخا :
" سيئا فقط ؟؟ بل أسوأ ما يمكن أن يحدث على الإطلاق ... إنها خيانة ! إنهما خائنان ... خائنان ... خائنان "
مشيت بتوتر و عصبية أتخبط في طريقي ... أبحث عن أي شيء أفرغ فيه غضبي بلكمة قوية من يدي لكنني لم أجد غير الجدار ...
و هل يشعر الجدار ؟؟
سألني سيف بصوت هادئ منخفض ...
لم أجبه ... و مرت دقائق أخرى فاعتقدت أنه حسبني قد دخلت عالم النيام ... لكنه عاد يقول :
" أخبرني ... ، إنك لست على ما يرام "
بعد ذلك أحسست بحركته على السرير المجاور و بصوته يقترب أكثر ...
" وليد ؟؟ "
الآن فتحت عيني قليلا و لدهشتي رأيه يقف عند رأسي و يحدق بي ...
الظلام كان يطلي الغرفة بسواد تام ، إلا عن إضاءة بسيطة تتسلل بعناد من تحت الباب
و يبدو إنها كانت كافيه لتعكس بريق الدموع التي أردت مواراتها في السواد .
لحظة من لحظات الضعف الشديد و الانهيار التام .. توازي لحظة تراقُص الحزام في الهواء ... ثم سكونه النهائي على الرمال ... إلى حيث لا مجال للعودة أو التراجع ... فقد قضي الأمر ...
جلست ، ليست قوتي الجسدية هي التي ساعدتني على النهوض ، و لا رغبتي الميتة في الحراك ، بل الدموع التي تخللت تجويف أنفي و ورّمت باطنه و سدت المعبر أمام أنفاسي البليدة البطيئة ... و كان لابد من إزاحتها ...
تناولت منديلا من العلبة الموضوعة فوق المنضدة الفاصلة بين السريرين و جعلت أعصف ما في جوفي و صدري و كياني ... خارجا
إلى الخارج ...
يا دموعي و آلامي
يا أحزاني و ذكرياتي الماضي
إلى الخارج يا حبي و مهجة قلبي
إلى الخارج يا بقايا الأمل
إلى الخارج يا روحي ...
و كل ما يختزن جسمي من ذرات الحياة ....
و إلى الخارج ...
يا اعترافات لم أكن أتوقع أنني سأبوح بها ذات يوم ... لأي إنسان ...
" هل واجهت مشكلة مع أهلك ؟؟ ... بالأمس كنت ... كنت َ ... "
و صمت ...
فتابعت أنا مباشرة :
" كنت ُ أملك الأمل الأخير ... و قد ضاع و انتهى كل شيء ...
إنني لم أعد أرغب في العودة إليهم ! سأرحل معك يا سيف "
قلت ذلك و كانت فكرة وليدة اللحظة ، ألا أنها كبرت فجأة في رأسي و احتلت عقلي برمته ، ففتحت عيني و حملقت في الفراغ الذي خلقت منه هذه الفكرة ثم استدرت نحو سيف و قلت :
" أنا عائد معك إلى مدينتنا ! "
طبعا سيف تفاجأ و لم يكن الظلام ليسمح لي برؤية ظاهر ردود فعله أو سبر غورها
سمعته يقول :
" ماذا ؟ ! "
قلت مؤكدا :
" نعم ! سأذهب معك ... فلم يعد لي مكان أو داع هنا "
سيف صمت ، و لم يعلق بادئ الأمر ، ثم قال :
" أما حدث ... كان سيئا لهذا الحد ؟؟ "
و كأن جملته كان شرارة فجرّت برميل الوقود ...
ثرت بجنون ، قفزت من سريري مندفعا هائجا صارخا :
" سيئا فقط ؟؟ بل أسوأ ما يمكن أن يحدث على الإطلاق ... إنها خيانة ! إنهما خائنان ... خائنان ... خائنان "
مشيت بتوتر و عصبية أتخبط في طريقي ... أبحث عن أي شيء أفرغ فيه غضبي بلكمة قوية من يدي لكنني لم أجد غير الجدار ...
و هل يشعر الجدار ؟؟
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
آلام شديدة شعرت أنا بها في قبضة يدي أثر اللكمة المجنونة نحو الجدار ، و استدرت بانفعال نحو سيف الذي ظل جالسا على السرير يراقبني بصمت ...
" لقد سرقوا رغد مني ! "
لأن شيئا لم يتحرك في سيف استنتجت أنه لم يفهم ما عنيته ... قلت :
" أعود بعد ثمان سنوات من العذاب و الألم ... و الذل و الهوان الذي عشته في السجن بسبب قتلي لذلك الحقير الذي أذاها ... ثمان سنوات من الجحيم ... و المرارة ... و الشوق ... فقدت فيها كل شيء سوى أملى بالعودة إليها هي ... أعود فأجدها ... "
و سكت
لأنني لم أقو على النطق بالكلمة التالية ...
و درت حول نفسي بجنون ، ثم تابعت ، و قد خرجت الكلمة من فمي ممزوجة بالآهة و الصرخة و الحسرة :
" أجدها مخطوبة ؟؟ "
هنا وقف سيف ...
ألا أنني لم أكن قد انتهيت من إفراغ ما لدي
قلت بصوت صارخ جاد مزمجر :
" و لمن ؟؟ لأخي ؟؟؟ أخي ؟؟؟ "
حتى لو كانت الغرفة منارة لم أكن لأستطيع رؤية شيء وسط انفعالي الشديد ساعتها ...
لذا لا أعرف كيف كانت تعابير وجه سيف ...
و لكن بإمكاني رؤية خياله واقفا هناك ...
اندفعت كلماتي مقترنة بدموعي و زفيري القوي و صوتي الأجش المجلل ... و أنا أقول :
" لو كان ... لو كان شخصا آخر ... أي شخص ... لكنت قتلته و محوته من الوجود ... لكنه أخي ... أخي يا سيف ... أخي ...
كيف تجرأ على سرقتها مني ؟؟
كيف فعلوا هذا بي ؟؟
أهذا ما أستحقه ؟؟
ليتني لم أخرج من السجن
ليتني مت هناك
ليتني أفقد الذاكرة و أنسى أنني عرفتها يوما
الخائنة ...
الخائنة ...
الخائنة ... "
و انتهيت جاثيا على الأرض في بكاء شديد كالأطفال ...
" لقد أطعمتك بيدي ... كيف تفعلين هذا بي يا رغد ؟؟ أنا قتلته انتقاما لك أنت ...
أيتها الخائنة ... أكان هذا حلمك ...؟
اذهبي بأحلامك إلى الجحيم ... "
و أدخلت يدي إلى جيبي ، و أخرجت منه الصورتين اللتين رافقتاني و لازمتاني لثمان سنين ، لستين دقيقة من كل ساعة من كل يوم ...
أخرجتهما و أخرجت معهما القصاصة التي وجدتها تحت باب غرفتي ...
لم أكن أرى أيا مما أخرجت ، و لكن يدي تحس ... و تدري أيها صورة رغد ... فلطالما أمسكت بالصورة و احتضنتها في يدي لساعات و ساعات ...
الدموع بللت الصورتين و كذلك الورقة ...
" أيتها الخائنة ... اذهبي و أحلامك إلى الجحيم ... "
و قبل أن أتردد أو أدع لعقلي المفقود لحظة للتفكير ...
مزقت الورقة ... إربا إربا ...
و رميت بها في الهواء ...
و مزقت صورة رغد ... قطعة قطعة ... و بعثرتها في الفراغ ... إلى حيث تبعثرت آخر آمالي و أحلامي ...
و انتهت آخر لحظات حبي الحالم ...
و تلاشت آخر ذرات غبار الماضي ...
و لم يبق لي ...
غير حطام قلب ٍ منفطر ...
" لقد سرقوا رغد مني ! "
لأن شيئا لم يتحرك في سيف استنتجت أنه لم يفهم ما عنيته ... قلت :
" أعود بعد ثمان سنوات من العذاب و الألم ... و الذل و الهوان الذي عشته في السجن بسبب قتلي لذلك الحقير الذي أذاها ... ثمان سنوات من الجحيم ... و المرارة ... و الشوق ... فقدت فيها كل شيء سوى أملى بالعودة إليها هي ... أعود فأجدها ... "
و سكت
لأنني لم أقو على النطق بالكلمة التالية ...
و درت حول نفسي بجنون ، ثم تابعت ، و قد خرجت الكلمة من فمي ممزوجة بالآهة و الصرخة و الحسرة :
" أجدها مخطوبة ؟؟ "
هنا وقف سيف ...
ألا أنني لم أكن قد انتهيت من إفراغ ما لدي
قلت بصوت صارخ جاد مزمجر :
" و لمن ؟؟ لأخي ؟؟؟ أخي ؟؟؟ "
حتى لو كانت الغرفة منارة لم أكن لأستطيع رؤية شيء وسط انفعالي الشديد ساعتها ...
لذا لا أعرف كيف كانت تعابير وجه سيف ...
و لكن بإمكاني رؤية خياله واقفا هناك ...
اندفعت كلماتي مقترنة بدموعي و زفيري القوي و صوتي الأجش المجلل ... و أنا أقول :
" لو كان ... لو كان شخصا آخر ... أي شخص ... لكنت قتلته و محوته من الوجود ... لكنه أخي ... أخي يا سيف ... أخي ...
كيف تجرأ على سرقتها مني ؟؟
كيف فعلوا هذا بي ؟؟
أهذا ما أستحقه ؟؟
ليتني لم أخرج من السجن
ليتني مت هناك
ليتني أفقد الذاكرة و أنسى أنني عرفتها يوما
الخائنة ...
الخائنة ...
الخائنة ... "
و انتهيت جاثيا على الأرض في بكاء شديد كالأطفال ...
" لقد أطعمتك بيدي ... كيف تفعلين هذا بي يا رغد ؟؟ أنا قتلته انتقاما لك أنت ...
أيتها الخائنة ... أكان هذا حلمك ...؟
اذهبي بأحلامك إلى الجحيم ... "
و أدخلت يدي إلى جيبي ، و أخرجت منه الصورتين اللتين رافقتاني و لازمتاني لثمان سنين ، لستين دقيقة من كل ساعة من كل يوم ...
أخرجتهما و أخرجت معهما القصاصة التي وجدتها تحت باب غرفتي ...
لم أكن أرى أيا مما أخرجت ، و لكن يدي تحس ... و تدري أيها صورة رغد ... فلطالما أمسكت بالصورة و احتضنتها في يدي لساعات و ساعات ...
الدموع بللت الصورتين و كذلك الورقة ...
" أيتها الخائنة ... اذهبي و أحلامك إلى الجحيم ... "
و قبل أن أتردد أو أدع لعقلي المفقود لحظة للتفكير ...
مزقت الورقة ... إربا إربا ...
و رميت بها في الهواء ...
و مزقت صورة رغد ... قطعة قطعة ... و بعثرتها في الفراغ ... إلى حيث تبعثرت آخر آمالي و أحلامي ...
و انتهت آخر لحظات حبي الحالم ...
و تلاشت آخر ذرات غبار الماضي ...
و لم يبق لي ...
غير حطام قلب ٍ منفطر ...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
الحلقة الرابعه عشر
~ خذني إليك ~
ذهبنا أنا و دانة لرفع الأطباق عن المائدة
كان الضيف مع أبي و سامر ، و وليد في غرفة الضيوف ، فيما تعد والدتي الشاي في المطبخ .
لأن سامر يجلس عادة إلى يسار والدي ، فلا بد أن الضيف قد جلس إلى يمنه ، و لابد أن الكرسي المجاور له كان كرسي وليد ...
" من كان يجلس هنا ؟ "
سألت ، بشيء من البلاهة المفتعلة ، فأجابتني دانة بسحرية و هي ترفع الأطباق :
" ما أدراني ؟ أتصدقين ... لم أكن معهم !
أقصد كنت أجلس على الكرسي المقابل لكنني لم أنتبه لمن كان يجلس أمامي ! "
قلت :
" و ما دمت قد كنت جالسة معهم ، فلماذا لا أرى أطباقا أمام مقعدك ؟؟ "
رفعت دانة نظرها عن السكاكين و الملاعق و الأشواك التي كانت تجمعها ، و هتفت بغضب و حدة :
" رغد ! "
و هي تحرك يدها مهددة برميي بالسكاكين !
قلت بسرعة :
" حسنا حسنا لن أسأل المزيد "
و صمتنا للحظة
ثم عدت أقول :
" الشخص الذي كان يجلس هنا ... لم يأكل شيئا ! ربما لم يعجب الضيف طعامنا ! "
كنت أريد منها فقط أن تقول شيئا يرجح استنتاجي بأن وليد كان هو من يجلس على هذا المقعد ...
جلست على ذلك المقعد ، و أخذت إحدى الفطائر من الطبق الموضوع أمامي و بدأت بقضمها
التفتت إلى دانة ناظرة باستهجان :
" ماذا تفعلين ؟؟ !"
مضغت ما في فمي ببطء شديد ثم ابتلعته ، ثم قلت :
" أرى ما إذا كانت الفطائر في هذا الطبق غير مستساغة ! لكنها لذيذة ! لم لم تعجبه ؟؟ "
طبعا كنت أتعمد إثارة غيظها ! فأنا أريدها أن تأمرني بالمغادرة فورا لأنجو من غسل عشرات الأطباق ... فقد تعبت دانة كانت على وشك الصراخ بوجهي ، ألا أن والدتنا أقبلت داخلة الغرفة لتساعدنا في رفع الأطباق و تنظيفها ، فأسرعت بالنهوض و عملت بهمة و نشاط خجلا منها !
بعد أن انتهيت من درس الغسيل هذا ذهبت إلى غرفتي و أنا متعبة و أتذمر
كنت قلقة بشأن بشرة يدي التي لا تتحمل الصابون و المنظفات
أخذت أتلمسها و شعرت بجفافها ، فأسرعت إلى المرطبات و المراهم ، و دفنت جلدي تحت طبقة بعد طبقة بعد طبقة منها !
قلت في نفسي :
" رباه ! إنني لا أصلح لشيء كهذا ! كيف سأصبح ربة منزل ذات يوم ؟ لا أريد أن أفقد نضارتي ! "
و تذكرت حينها موضوع زواجنا الذي كدت أنساه !
لا أعلم ما إذا كان سامر قد تحدث مع والدي بشأن الزواج أم لا ... فقد شغلنا جميعا حضور وليد عن التفكير بأي شيء آخر ...
اضطجعت على سريري بعد فترة ، و أنا متوقعة أن أنام بسرعة من شدة الإرهاق ...
ألا أن أفكارا كثيرة اتخذت من رأسي ملعبا ليلتها و حرمتني من النوم ... !
حتى هذه اللحظة لا زلت أشعر بشيء يحرق داخل عيني ...
إنها نظرة وليد المرعبة الحادة التي أحرقتني ...
تقلبت على سريري كما تُقلّب السمكة أثناء شويها !
كنت أشعر بالحرارة في جسدي و فراشي ...
فنظرت من حولي أتأكد من عدم انبعاث الدخان !
لماذا حدّق بي وليد بهذا الشكل ؟؟
تحسست يدي اليمنى باليسرى ، و كأنني لا أزال أشعر بالألم فيها بل و توهمت توهجها و احمرارها ... و حرارتها
إنه طويل جدا ! لا يزال علي ّ رفع رأسي كثيرا لأبلغ عينيه ...
~ خذني إليك ~
ذهبنا أنا و دانة لرفع الأطباق عن المائدة
كان الضيف مع أبي و سامر ، و وليد في غرفة الضيوف ، فيما تعد والدتي الشاي في المطبخ .
لأن سامر يجلس عادة إلى يسار والدي ، فلا بد أن الضيف قد جلس إلى يمنه ، و لابد أن الكرسي المجاور له كان كرسي وليد ...
" من كان يجلس هنا ؟ "
سألت ، بشيء من البلاهة المفتعلة ، فأجابتني دانة بسحرية و هي ترفع الأطباق :
" ما أدراني ؟ أتصدقين ... لم أكن معهم !
أقصد كنت أجلس على الكرسي المقابل لكنني لم أنتبه لمن كان يجلس أمامي ! "
قلت :
" و ما دمت قد كنت جالسة معهم ، فلماذا لا أرى أطباقا أمام مقعدك ؟؟ "
رفعت دانة نظرها عن السكاكين و الملاعق و الأشواك التي كانت تجمعها ، و هتفت بغضب و حدة :
" رغد ! "
و هي تحرك يدها مهددة برميي بالسكاكين !
قلت بسرعة :
" حسنا حسنا لن أسأل المزيد "
و صمتنا للحظة
ثم عدت أقول :
" الشخص الذي كان يجلس هنا ... لم يأكل شيئا ! ربما لم يعجب الضيف طعامنا ! "
كنت أريد منها فقط أن تقول شيئا يرجح استنتاجي بأن وليد كان هو من يجلس على هذا المقعد ...
جلست على ذلك المقعد ، و أخذت إحدى الفطائر من الطبق الموضوع أمامي و بدأت بقضمها
التفتت إلى دانة ناظرة باستهجان :
" ماذا تفعلين ؟؟ !"
مضغت ما في فمي ببطء شديد ثم ابتلعته ، ثم قلت :
" أرى ما إذا كانت الفطائر في هذا الطبق غير مستساغة ! لكنها لذيذة ! لم لم تعجبه ؟؟ "
طبعا كنت أتعمد إثارة غيظها ! فأنا أريدها أن تأمرني بالمغادرة فورا لأنجو من غسل عشرات الأطباق ... فقد تعبت دانة كانت على وشك الصراخ بوجهي ، ألا أن والدتنا أقبلت داخلة الغرفة لتساعدنا في رفع الأطباق و تنظيفها ، فأسرعت بالنهوض و عملت بهمة و نشاط خجلا منها !
بعد أن انتهيت من درس الغسيل هذا ذهبت إلى غرفتي و أنا متعبة و أتذمر
كنت قلقة بشأن بشرة يدي التي لا تتحمل الصابون و المنظفات
أخذت أتلمسها و شعرت بجفافها ، فأسرعت إلى المرطبات و المراهم ، و دفنت جلدي تحت طبقة بعد طبقة بعد طبقة منها !
قلت في نفسي :
" رباه ! إنني لا أصلح لشيء كهذا ! كيف سأصبح ربة منزل ذات يوم ؟ لا أريد أن أفقد نضارتي ! "
و تذكرت حينها موضوع زواجنا الذي كدت أنساه !
لا أعلم ما إذا كان سامر قد تحدث مع والدي بشأن الزواج أم لا ... فقد شغلنا جميعا حضور وليد عن التفكير بأي شيء آخر ...
اضطجعت على سريري بعد فترة ، و أنا متوقعة أن أنام بسرعة من شدة الإرهاق ...
ألا أن أفكارا كثيرة اتخذت من رأسي ملعبا ليلتها و حرمتني من النوم ... !
حتى هذه اللحظة لا زلت أشعر بشيء يحرق داخل عيني ...
إنها نظرة وليد المرعبة الحادة التي أحرقتني ...
تقلبت على سريري كما تُقلّب السمكة أثناء شويها !
كنت أشعر بالحرارة في جسدي و فراشي ...
فنظرت من حولي أتأكد من عدم انبعاث الدخان !
لماذا حدّق بي وليد بهذا الشكل ؟؟
تحسست يدي اليمنى باليسرى ، و كأنني لا أزال أشعر بالألم فيها بل و توهمت توهجها و احمرارها ... و حرارتها
إنه طويل جدا ! لا يزال علي ّ رفع رأسي كثيرا لأبلغ عينيه ...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
و رفعت رأسي نحو السقف ، أعتقد أنني رأيت عينيه هناك ! معلقتين فوق رأسي تماما ...
بسرعة سحبت البطانية و غطيت رأسي كاملا ... و بقيت هكذا حتى نفذت آخر جزيئات الأوكسجين من تحت البطانية فأزحتها جانبا ، و انتقل الهواء البارد المنعش إلى صدري مختالا ، ألا أن حرارتي أحرقته ، فخرج حارا مخذولا !
عدت أنظر إلى السقف ، و أتخيل عيني وليد ... و أنفه المعقوف !
و أتخيله يضع نظارة سامر السوداء التي تلازمه كلما خرج من المنزل ، كم ستبدو مناسبة له !
لا أعرف كم من الوقت مضى و أنا أتفرج على الأفكار السخيفة و هي تلعب بحماس داخل رأسي !
كنت أريد أن أنام و لكن ...
نظرت إلى ساعة الجدار و رأيت عقربيها الوامضين يشيران إلى الساعة الواحدة ليلا ...
ليس من عادتي أو عادة أفراد عائلتي السهر ... لابد أن الجميع يغط الآن في نوم عميق فيما أنا مشغولة بعيني وليد !
لدى رؤيتي للساعة تذكرت شيئا فجأة ، فجلست بسرعة :
" الساعة ! "
و بسرعة خاطفة ، نهضت عن سريري و خرجت من الغرفة و ركضت نحو غرفة الضيوف ...
لقد وجدت الباب مغلقا ، فوقفت حائرة ...
ترى هل يوجد أحد بالداخل ؟؟
و خصوصا من النوع الذي تتعلق عيناه في الأسقف ؟؟
قربت رأسي و تحديدا أذني من الباب ، قاصدة الإصغاء إلى أي صوت قد يدل على وجود شخص ما ، مع أنني واثقة من أن أذني ليستا خارقتين ما يكفي لسماع صوت تنفس بشر ما يفصلني عنه باب و عدة خطوات !
لكني على الأقل ، لم أسمع صوت المكيف !
لمست مقبض الباب الحديدي ، و لأنه لم يكن باردا اعتمدت على هذا كدليل قاطع يثبت أن المكيف غير مشغل ، و بالتالي فإن أحدا ليس بالداخل !
أعرف !
أنا أكثر ذكاءا من ذلك ، لكن هذه اللحظة سأعتمد على غبائي !
فتحت الباب ببطء و حذر ... و تأكدت حينها أنه لم يكن هناك أحد...
أشعلت المصباح و توجهت فورا إلى المكان الذي وقعت فيه الساعة بعد ارتطامها بالحائط ... خلف المعقد الكبير ...
كانت هناك مسافة لا تتجاوز البوصتين تفصل المقعد الكبير عن الجدار ...
حاولت النظر من خلال هذا المجال الضيق ألا أنني لم أستطع رؤية شيء
صحيح أن حجمي صغير ألا أن يدي أكبر من أن تنحشر في هذه المساحة الضيقة محاولة استخراج الساعة !
" تبا ! ماذا أفعل الآن ؟؟ "
شمّرت عن ذراعي ، و تأهبت ... ثم أمسكت بالمقعد الكبير و حاولت تحريكه للأمام محاولة مستميتة
لكن مفاصلي كادت تنخلع دون أن يتزحزح هذا الجبل عن مكانه قدر أنملة !
" أرجوك أيتها الساعة أخرجي من هناك ! "
ليتها كانت تسمعني ! لماذا لم يصنع الإنسان ساعة تمشي على أرجل حتى يومنا هذا ؟؟
شعرت بإعياء في عضلاتي فارتميت على ذلك المقعد ...
رباه !
ستضطر غاليتي للمبيت بعيدة عني ... مجروحة و حزينة و لا تجد من يواسيها !
وضعت وسادة المقعد على صدري و أرخيت عضلاتي ...
لم أشعر بنفسي ...
و لا حتى بالحر الذي يكوي داخلي قبل خارجي
و استسلمت للنوم !
~ ~ ~ ~ ~ ~
و لا للحظة واحدة بعد النبأ القاتل ، استطعت أن أرتاح ...
متمدد على سريري منذ ساعات ... و أفكر في نهايتي البائسة ...
طلع النهار منذ مدة و امتلأت الغرفة ضوءا مزعجا ، أصبحت أكرهه ... بل و أكره الشمس التي أجبرت عيني على استقبال النور ...
نهضت عن السرير و أنا أحس بالآلام في جميع مفاصل بدني ... و ما أن جلست ، حتى وقعت أنظاري التائهة على أشلاء الصورة المبعثرة فوق أرضية الغرفة ..
أتيتها ، و التقطتها قطعة قطعة و كومتها فوق بعضها البعض و ضممتها إلى صدري ...
بسرعة سحبت البطانية و غطيت رأسي كاملا ... و بقيت هكذا حتى نفذت آخر جزيئات الأوكسجين من تحت البطانية فأزحتها جانبا ، و انتقل الهواء البارد المنعش إلى صدري مختالا ، ألا أن حرارتي أحرقته ، فخرج حارا مخذولا !
عدت أنظر إلى السقف ، و أتخيل عيني وليد ... و أنفه المعقوف !
و أتخيله يضع نظارة سامر السوداء التي تلازمه كلما خرج من المنزل ، كم ستبدو مناسبة له !
لا أعرف كم من الوقت مضى و أنا أتفرج على الأفكار السخيفة و هي تلعب بحماس داخل رأسي !
كنت أريد أن أنام و لكن ...
نظرت إلى ساعة الجدار و رأيت عقربيها الوامضين يشيران إلى الساعة الواحدة ليلا ...
ليس من عادتي أو عادة أفراد عائلتي السهر ... لابد أن الجميع يغط الآن في نوم عميق فيما أنا مشغولة بعيني وليد !
لدى رؤيتي للساعة تذكرت شيئا فجأة ، فجلست بسرعة :
" الساعة ! "
و بسرعة خاطفة ، نهضت عن سريري و خرجت من الغرفة و ركضت نحو غرفة الضيوف ...
لقد وجدت الباب مغلقا ، فوقفت حائرة ...
ترى هل يوجد أحد بالداخل ؟؟
و خصوصا من النوع الذي تتعلق عيناه في الأسقف ؟؟
قربت رأسي و تحديدا أذني من الباب ، قاصدة الإصغاء إلى أي صوت قد يدل على وجود شخص ما ، مع أنني واثقة من أن أذني ليستا خارقتين ما يكفي لسماع صوت تنفس بشر ما يفصلني عنه باب و عدة خطوات !
لكني على الأقل ، لم أسمع صوت المكيف !
لمست مقبض الباب الحديدي ، و لأنه لم يكن باردا اعتمدت على هذا كدليل قاطع يثبت أن المكيف غير مشغل ، و بالتالي فإن أحدا ليس بالداخل !
أعرف !
أنا أكثر ذكاءا من ذلك ، لكن هذه اللحظة سأعتمد على غبائي !
فتحت الباب ببطء و حذر ... و تأكدت حينها أنه لم يكن هناك أحد...
أشعلت المصباح و توجهت فورا إلى المكان الذي وقعت فيه الساعة بعد ارتطامها بالحائط ... خلف المعقد الكبير ...
كانت هناك مسافة لا تتجاوز البوصتين تفصل المقعد الكبير عن الجدار ...
حاولت النظر من خلال هذا المجال الضيق ألا أنني لم أستطع رؤية شيء
صحيح أن حجمي صغير ألا أن يدي أكبر من أن تنحشر في هذه المساحة الضيقة محاولة استخراج الساعة !
" تبا ! ماذا أفعل الآن ؟؟ "
شمّرت عن ذراعي ، و تأهبت ... ثم أمسكت بالمقعد الكبير و حاولت تحريكه للأمام محاولة مستميتة
لكن مفاصلي كادت تنخلع دون أن يتزحزح هذا الجبل عن مكانه قدر أنملة !
" أرجوك أيتها الساعة أخرجي من هناك ! "
ليتها كانت تسمعني ! لماذا لم يصنع الإنسان ساعة تمشي على أرجل حتى يومنا هذا ؟؟
شعرت بإعياء في عضلاتي فارتميت على ذلك المقعد ...
رباه !
ستضطر غاليتي للمبيت بعيدة عني ... مجروحة و حزينة و لا تجد من يواسيها !
وضعت وسادة المقعد على صدري و أرخيت عضلاتي ...
لم أشعر بنفسي ...
و لا حتى بالحر الذي يكوي داخلي قبل خارجي
و استسلمت للنوم !
~ ~ ~ ~ ~ ~
و لا للحظة واحدة بعد النبأ القاتل ، استطعت أن أرتاح ...
متمدد على سريري منذ ساعات ... و أفكر في نهايتي البائسة ...
طلع النهار منذ مدة و امتلأت الغرفة ضوءا مزعجا ، أصبحت أكرهه ... بل و أكره الشمس التي أجبرت عيني على استقبال النور ...
نهضت عن السرير و أنا أحس بالآلام في جميع مفاصل بدني ... و ما أن جلست ، حتى وقعت أنظاري التائهة على أشلاء الصورة المبعثرة فوق أرضية الغرفة ..
أتيتها ، و التقطتها قطعة قطعة و كومتها فوق بعضها البعض و ضممتها إلى صدري ...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
وضعتها في جيبي ، و هممت برمي أجزاء الورقة الممزقة ، لكنني لم أقو على ذلك ...
كيف لي أن أمح من الوجود شيئا جاءني منك ؟؟
آخر شيء جاءني منك ...
و آخر شيء سأستلمه على الإطلاق ...
كان الصباح الباكر ... حملت علبة سجائري و خرجت من الشقة و إلى الشارع ، و أخذت أتمشى ...
لم يكن هناك سوى بعض السيارات تمر بين الفينة و الأخرى ، و بعض عمال النظافة متناثرين في المنطقة بزيهم المزعج اللون ...
لم يكن في المنظر ما يبهج النفس أو يريح الأعصاب ...
بدأت أدخن السيجارة تلو الأخرى ، فهذا هو الشيء الوحيد الذي يشعرني بالراحة المزيفة ...
تفكيري لم يكن صافيا ، ألا أنني عزمت على الرحيل عائدا إلى بيتي ...
بعد قرابة الساعتين ، عدت للشقة فوجدت سيف و قد خرج توه من دورة المياه بعد حمام منعش ، تفوح منه رائحة الصابون ...
ألقى علي تحية الصباح بمجرد أن رآني ، فرددت و أنا أشعر بالخجل من رائحة السجائر المنبعثة مني إزاء رائحة النظافة و الصابون الصادرة منه !
" هل نمت جديا ؟؟ لا تبدو نشيطا ! "
قال سيف ذلك ، و هو يدقق النظر في الهالتين السوداوين التين تحيطان بعيني الكئيبتين الحمراوين ...
لم يكن علي أن أجيب ، فقد جاءه الجواب بليغا من مظهري ...
قال سيف :
" أنني أفكر في الطعام ! أ لديكم في البيت ما يؤكل أم أفتش عن مطعم !؟ "
كان يقول ذلك بمرح و دعابة ، لكني كنت في حالة سيئة للغاية ... أسوأ من ان تسمح لي بأي تفكير لائق او ذوق سليم ، قلت :
" دعنا ننطلق الآن "
سيف تسمر في موضعه و حدق بي بدهشة ! لكن إشارات الإصرار الصارخة في عيني طردت من رأسه أي شكوك حول جديتي في الأمر من عدمها ...
" الآن ؟؟ "
" نعم ... لم علينا الانتظار للغد ؟؟ تبدو في قمة النشاط و لا ضير من السفر الآن "
سيف صمت قليلا ثم قال :
" عائلتك ... أتظن أنهم .... ... "
رفعت زاوية فمي اليمنى باستهتار و سخرية ثم تنهدت تنهيدة قصيرة و قلت :
" لم يعد لي مكان بينهم ... فكما نسوني طوال السنوات الثمان الماضية ، و عاشوا حياتهم دون تأثر ، عليهم اعتباري قد مت من اليوم فصاعدا ...
بل من البارحة فصاعدا "
لقد كنت محبطا و لا أرى إلا سوادا في سواد ...
بقيت واقفا عند الباب أنتظر أن يجمع سيف أشياءه و لم أبادر بمساعدته ، سيف لم يحاول مناقشتي في الأمر و إن كنت أرى الاعتراض مختبئا خلف جفونه
كان الوقت لا يزال باكرا ، ركبنا السيارة و انطلقنا ...
" سأمر لوداعهم "
نعم وداعهم
بعد كل الذي تكبلت من أجل العودة إليهم
بعد كل تلك السعادة التي عشتها يوم الأمس
بعد كل الحرمان و الضياع ...
أودعهم !
كيف لي أن أقيم معهم و قد انتهى كل معنى لوجودي ؟؟
لم يكن في الشارع غير القليل من السيارات و الناس ... و كان المشوار قصيرا
و حين وصلنا ، أركن سيف السيارة جانبا و نزلنا سوية .
كان والدتي هي من استقبلنا عند المدخل
و بمجرد أن دخلت ، أقبلت نحوي تعانقني و ترحب بي بحرارة ، و كأنها لم ترني يوم الأمس ...
قلت :
" سيف معي ... "
و كان سيف لا يزال واقفا خلف الباب ينتظر الإذن بالدخول
كيف لي أن أمح من الوجود شيئا جاءني منك ؟؟
آخر شيء جاءني منك ...
و آخر شيء سأستلمه على الإطلاق ...
كان الصباح الباكر ... حملت علبة سجائري و خرجت من الشقة و إلى الشارع ، و أخذت أتمشى ...
لم يكن هناك سوى بعض السيارات تمر بين الفينة و الأخرى ، و بعض عمال النظافة متناثرين في المنطقة بزيهم المزعج اللون ...
لم يكن في المنظر ما يبهج النفس أو يريح الأعصاب ...
بدأت أدخن السيجارة تلو الأخرى ، فهذا هو الشيء الوحيد الذي يشعرني بالراحة المزيفة ...
تفكيري لم يكن صافيا ، ألا أنني عزمت على الرحيل عائدا إلى بيتي ...
بعد قرابة الساعتين ، عدت للشقة فوجدت سيف و قد خرج توه من دورة المياه بعد حمام منعش ، تفوح منه رائحة الصابون ...
ألقى علي تحية الصباح بمجرد أن رآني ، فرددت و أنا أشعر بالخجل من رائحة السجائر المنبعثة مني إزاء رائحة النظافة و الصابون الصادرة منه !
" هل نمت جديا ؟؟ لا تبدو نشيطا ! "
قال سيف ذلك ، و هو يدقق النظر في الهالتين السوداوين التين تحيطان بعيني الكئيبتين الحمراوين ...
لم يكن علي أن أجيب ، فقد جاءه الجواب بليغا من مظهري ...
قال سيف :
" أنني أفكر في الطعام ! أ لديكم في البيت ما يؤكل أم أفتش عن مطعم !؟ "
كان يقول ذلك بمرح و دعابة ، لكني كنت في حالة سيئة للغاية ... أسوأ من ان تسمح لي بأي تفكير لائق او ذوق سليم ، قلت :
" دعنا ننطلق الآن "
سيف تسمر في موضعه و حدق بي بدهشة ! لكن إشارات الإصرار الصارخة في عيني طردت من رأسه أي شكوك حول جديتي في الأمر من عدمها ...
" الآن ؟؟ "
" نعم ... لم علينا الانتظار للغد ؟؟ تبدو في قمة النشاط و لا ضير من السفر الآن "
سيف صمت قليلا ثم قال :
" عائلتك ... أتظن أنهم .... ... "
رفعت زاوية فمي اليمنى باستهتار و سخرية ثم تنهدت تنهيدة قصيرة و قلت :
" لم يعد لي مكان بينهم ... فكما نسوني طوال السنوات الثمان الماضية ، و عاشوا حياتهم دون تأثر ، عليهم اعتباري قد مت من اليوم فصاعدا ...
بل من البارحة فصاعدا "
لقد كنت محبطا و لا أرى إلا سوادا في سواد ...
بقيت واقفا عند الباب أنتظر أن يجمع سيف أشياءه و لم أبادر بمساعدته ، سيف لم يحاول مناقشتي في الأمر و إن كنت أرى الاعتراض مختبئا خلف جفونه
كان الوقت لا يزال باكرا ، ركبنا السيارة و انطلقنا ...
" سأمر لوداعهم "
نعم وداعهم
بعد كل الذي تكبلت من أجل العودة إليهم
بعد كل تلك السعادة التي عشتها يوم الأمس
بعد كل الحرمان و الضياع ...
أودعهم !
كيف لي أن أقيم معهم و قد انتهى كل معنى لوجودي ؟؟
لم يكن في الشارع غير القليل من السيارات و الناس ... و كان المشوار قصيرا
و حين وصلنا ، أركن سيف السيارة جانبا و نزلنا سوية .
كان والدتي هي من استقبلنا عند المدخل
و بمجرد أن دخلت ، أقبلت نحوي تعانقني و ترحب بي بحرارة ، و كأنها لم ترني يوم الأمس ...
قلت :
" سيف معي ... "
و كان سيف لا يزال واقفا خلف الباب ينتظر الإذن بالدخول
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
دعه يتفضل ، خذه إلى غرفة المعيشة حيث والدك ، فغرفة الضيوف حارة الآن "
ثم انصرفت نحو المطبخ ، فيما فتحت الباب لسيف :
" تفضل "
و ذهبنا إلى غرفة المعيشة حيث كان والدي جالسا يقرأ إحدى الصحف ...
في الماضي ، كنت كثيرا ما أقرأ أخبار الصحف له !
" صباح الخير يا أبي "
والدي قام إلينا مرحبا بحرارة هو الآخر ... و اتخذ كلاهما مجلسه ، فيما استأذنت أنا و خرجت من الغرفة قاصدا المطبخ ، و تاركا الباب مفتوحا ، تشيعني نظرات سيف من الداخل !
هناك كانت والدتي واقفة عند الموقد و قد وضعت إبريقا كبيرا مليئا بالماء ليغلي فوق النار ...
ابتسمت لدى رؤيتي و قالت :
" لم أعلم أنك غادرت البارحة إلا بعد حين ... اذهبا أنت و سامر اليوم لشراء طقم غرفة نوم جديد ، سنعد لك غرفة الضيوف لتتخذها غرفة لك "
طبعا لم أملك من الشجاعة لحظتها ما يكفي لقول ما أخبئه في صدري ...
قلت ـ محاولا تغيير سير الحديث :
" هل تناولتم فطوركم ؟ "
" ليس بعد ، فسامر و الفتاتان لا زالوا نياما !"
و استطردت :
" سأعد لكم فطورا شهيا ... ، شغّل المكيف في غرفة الضيوف الآن ثم خذ الضيف إليها "
" حسنا "
و هممت بالانصراف ، فقالت أمي :
" قل لي ... أي طعام تود تناوله على الفطور يا عزيزي ؟؟ "
إنني لا أفكر بالطعام و لولا سيف لكنت اختصرت المسافة و ودعتكم و انتهينا ...
قلت بلا مبالاة :
" أي شيء ... "
ثم خرجت من المطبخ متجها إلى غرفة الضيوف لتشغيل المكيف .
كان الباب مفتوحا ، دخلت و ذهبت رأسا إلى المكيف فشغّلته و استدرت لأعود خارجا
فاصطدمت عيناي بشيء جعل قلبي يتدحرج تحت قدمي !
ربما كان صوت المكيّف هو الذي جعل هذا الكائن الحي يفيق فجأة ، و يفتح عينيه ، و يهب جالسا في فزع !
أخذت تنظر إلي بتوتر و اضطراب و تتلفت يمنة و يسرة ، بينما أنا متخشب في مكاني ... لا اعرف ماذا افعل !
ببساطة لا أعرف ماذا أفعل !
ثم ماذا ؟
رفعت الوسادة المربعة الشكل التي كانت موضوعة فوق حضنها و غطت بها وجهها و هبّت واقفة مستترة خلف الوسادة ، و ركضت نحو الباب !
" رغد انتظري ! "
توقفت ، و هي لا تزال تخبئ رأسها خلف الوسادة و أنا لا أزال واقفا مكاني لا أعرف ما أفعل من المفاجأة !
ربما أخطأت و شغلت المكيف على وضع التدفئة ! الجو حار ... حار ... حار !
و قطرات العرق بدأت تتجمع على جبيني و شعري أيضا ... !
اعتقد أنه موقف لا يترك للمرء فرصة للتفكير ، ألا أنني تذكرت سيف ، و هو يجلس في موقع يسمح له برؤية العابر في الممر ... و الباب مفتوح !
" أأ ... صديقي هنا ... سأغلق الباب ... لحظة ... "
كانت تقف قرب الباب و حين أتممت جملتي تراجعت للوراء حتى التصقت بالجدار فسرت أنا نحو الباب و خرجت و عمدت إلى باب غرفة المعيشة فأغلقته دون أن أرفع بصري نحو سيف الذي و لا شك كان يراني ...
عدت بعدها للفتاة الملتصقة بالحائط و الوسادة ... وقلت باضطراب :
" أنا ... آسف ... لم أعلم ... أقصد لم أنتبه ... أأ... "
و لم أجد كلمة مناسبة !
مسحت العرق عن وجهي و قلت أخيرا :
" يمكنك الذهاب "
و أوليتها ظهري ، و سمعت خطاها تبتعد مسرعة...
تهالكت على نفس المقعد الكبير الذي كانت رغد نائمة فوقه و شعرت بالحرارة تزداد ...
لقد كان دافئا بل و حارا أيضا !
ثم انصرفت نحو المطبخ ، فيما فتحت الباب لسيف :
" تفضل "
و ذهبنا إلى غرفة المعيشة حيث كان والدي جالسا يقرأ إحدى الصحف ...
في الماضي ، كنت كثيرا ما أقرأ أخبار الصحف له !
" صباح الخير يا أبي "
والدي قام إلينا مرحبا بحرارة هو الآخر ... و اتخذ كلاهما مجلسه ، فيما استأذنت أنا و خرجت من الغرفة قاصدا المطبخ ، و تاركا الباب مفتوحا ، تشيعني نظرات سيف من الداخل !
هناك كانت والدتي واقفة عند الموقد و قد وضعت إبريقا كبيرا مليئا بالماء ليغلي فوق النار ...
ابتسمت لدى رؤيتي و قالت :
" لم أعلم أنك غادرت البارحة إلا بعد حين ... اذهبا أنت و سامر اليوم لشراء طقم غرفة نوم جديد ، سنعد لك غرفة الضيوف لتتخذها غرفة لك "
طبعا لم أملك من الشجاعة لحظتها ما يكفي لقول ما أخبئه في صدري ...
قلت ـ محاولا تغيير سير الحديث :
" هل تناولتم فطوركم ؟ "
" ليس بعد ، فسامر و الفتاتان لا زالوا نياما !"
و استطردت :
" سأعد لكم فطورا شهيا ... ، شغّل المكيف في غرفة الضيوف الآن ثم خذ الضيف إليها "
" حسنا "
و هممت بالانصراف ، فقالت أمي :
" قل لي ... أي طعام تود تناوله على الفطور يا عزيزي ؟؟ "
إنني لا أفكر بالطعام و لولا سيف لكنت اختصرت المسافة و ودعتكم و انتهينا ...
قلت بلا مبالاة :
" أي شيء ... "
ثم خرجت من المطبخ متجها إلى غرفة الضيوف لتشغيل المكيف .
كان الباب مفتوحا ، دخلت و ذهبت رأسا إلى المكيف فشغّلته و استدرت لأعود خارجا
فاصطدمت عيناي بشيء جعل قلبي يتدحرج تحت قدمي !
ربما كان صوت المكيّف هو الذي جعل هذا الكائن الحي يفيق فجأة ، و يفتح عينيه ، و يهب جالسا في فزع !
أخذت تنظر إلي بتوتر و اضطراب و تتلفت يمنة و يسرة ، بينما أنا متخشب في مكاني ... لا اعرف ماذا افعل !
ببساطة لا أعرف ماذا أفعل !
ثم ماذا ؟
رفعت الوسادة المربعة الشكل التي كانت موضوعة فوق حضنها و غطت بها وجهها و هبّت واقفة مستترة خلف الوسادة ، و ركضت نحو الباب !
" رغد انتظري ! "
توقفت ، و هي لا تزال تخبئ رأسها خلف الوسادة و أنا لا أزال واقفا مكاني لا أعرف ما أفعل من المفاجأة !
ربما أخطأت و شغلت المكيف على وضع التدفئة ! الجو حار ... حار ... حار !
و قطرات العرق بدأت تتجمع على جبيني و شعري أيضا ... !
اعتقد أنه موقف لا يترك للمرء فرصة للتفكير ، ألا أنني تذكرت سيف ، و هو يجلس في موقع يسمح له برؤية العابر في الممر ... و الباب مفتوح !
" أأ ... صديقي هنا ... سأغلق الباب ... لحظة ... "
كانت تقف قرب الباب و حين أتممت جملتي تراجعت للوراء حتى التصقت بالجدار فسرت أنا نحو الباب و خرجت و عمدت إلى باب غرفة المعيشة فأغلقته دون أن أرفع بصري نحو سيف الذي و لا شك كان يراني ...
عدت بعدها للفتاة الملتصقة بالحائط و الوسادة ... وقلت باضطراب :
" أنا ... آسف ... لم أعلم ... أقصد لم أنتبه ... أأ... "
و لم أجد كلمة مناسبة !
مسحت العرق عن وجهي و قلت أخيرا :
" يمكنك الذهاب "
و أوليتها ظهري ، و سمعت خطاها تبتعد مسرعة...
تهالكت على نفس المقعد الكبير الذي كانت رغد نائمة فوقه و شعرت بالحرارة تزداد ...
لقد كان دافئا بل و حارا أيضا !
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
"
ما الذي يدفعك للنوم في هذا المكان و بدون تكييف !؟
و تتدثرين بالوسادة أيضا !
يا لك من فتاة !
لا أعرف كيف تسللت ابتسامة إلى قلبي ...
لا ! ليست ابتسامة بل شيء أكبر من ذلك
إنها ضحكة !
لم يكن ظرفا مناسبا للضحك و حالتي كما تعرفون هي أبعد ما تكون عن السعادة ، لكنه موقف أجبر ضحكتي على الانطلاق ...
لم يطل الأمر ... وقفت ، و أخذت أحدق بالمقعد الذي كانت رغد تنام عليه ... ثم أتحسسه بيدي
عندما كانت رغد صغيرة ، كنت أجعلها تنام فوق سريري و أظل أراقبها بعطف ...
و أداعب شعرها الأملس ...
كانت تحب أن تحتضن شيئا ما عند النوم ... كدمية قماشية أو بالونة أو حتى وسادة !
و كم كانت تبدو بريئة و ملائكية !
لم يكن لضحكتي تلك أي داع لأن تولد وسط مجتمع الدموع الحزينة ، سرعان ما لقت حتفها بغزو دمعة واحدة تسللت من بين حدقتي قهرا ... و حسرة ... على ما قد فقدت ...
~ ~ ~ ~ ~ ~
لم أدرك أنني نمت حيث كنت ، على ذلك المقعد الكبير الثقيل ، ( الكنبة ) إلا بعد أن استفقت فجأة فرأيت عيني وليد تحدقان بي !
فزعت ، و نظرت من حولي و اكتشفت أنني كنت هنا !
كان جسمي حارا و العرق يتصبب منه ، و جلست مذعورة أتلفت باحثة عن شيء أختفي خلفه ... و لم أجد غير وسادة المقعد التي كنت ألتحفها
غطيت بها وجهي و قمت مسرعة أريد الهروب !
لا أصدق أنني وصلت غرفتي أخيرا بسلام ! يا إلهي ما الذي يحدث معي !؟
كيف نمت بهذا الشكل ؟؟ و كيف لم يوقظني الحر ؟؟
و ما الذي كان يفعله وليد هناك ؟؟؟
كنت لا أزال أحتضن الوسادة و أسند ظهري إلى الباب الموصد ، و ألتقط أنفاسي بقوة !
كانت غرفتي باردة و لكن ليس هذا هو سبب ارتعاش أطرافي !
كم أنا محرجة من وليد !
أمس يراني بقطعة عجين تغطي أنفي و اليوم بهذا الشكل !
ماذا سيظنني ؟؟
كما تقول دانة .. علي ّ ألا أغادر غرفتي بعد الآن !
كنت أشعر بعينيه تراقباني ! أحس بهما معي في غرفتي الآن !
ببلاهة نظرت إلى السقف ، في الموضع الذي توهمت رؤيتهما فيه البارحة و تورد خداي خجلا !
لماذا أشعر بالحرارة كلما عبر وليد على مخيلتي ؟؟؟
و لماذا تتسارع دقات قلبي بهذا الشكل ؟؟
بعد أن تجمعت الأشياء التي تبعثرت من ذاتي أثر الفزع نعمت بحمام منعش و بارد و ارتديت ملابسي و حجابي و ذهبت بحذر إلى المطبخ ...
كانت أمي تنظف السمك عند المغسل ، قلت باستياء :
" صباح الخير أمي ! لا تقولي أن غذاءنا اليوم هو السمك ! "
ابتسمت والدتي و قالت :
" صباح الخير ! إنه السمك ! "
أطلقت تنهيدة اعتراض ، فأنا لست من عشّاق السمك كما و أنني لا أريد حصة طبخ جديدة هذا اليوم !
" ألم تنهض دانة بعد ؟؟ "
سألتني ، قلت :
" ليس بعد ... "
ثم غيرت نبرة صوتي و قلت :
" أ لدينا ضيوف اليوم ؟؟ "
" إنه صديق وليد ... سيف ... ، لسوف نستضيفه و نكرمه حتى يسافر غدا ، فهو الذي ساعد ابني على ... "
و توقفت أمي عن الكلام ...
ما الذي يدفعك للنوم في هذا المكان و بدون تكييف !؟
و تتدثرين بالوسادة أيضا !
يا لك من فتاة !
لا أعرف كيف تسللت ابتسامة إلى قلبي ...
لا ! ليست ابتسامة بل شيء أكبر من ذلك
إنها ضحكة !
لم يكن ظرفا مناسبا للضحك و حالتي كما تعرفون هي أبعد ما تكون عن السعادة ، لكنه موقف أجبر ضحكتي على الانطلاق ...
لم يطل الأمر ... وقفت ، و أخذت أحدق بالمقعد الذي كانت رغد تنام عليه ... ثم أتحسسه بيدي
عندما كانت رغد صغيرة ، كنت أجعلها تنام فوق سريري و أظل أراقبها بعطف ...
و أداعب شعرها الأملس ...
كانت تحب أن تحتضن شيئا ما عند النوم ... كدمية قماشية أو بالونة أو حتى وسادة !
و كم كانت تبدو بريئة و ملائكية !
لم يكن لضحكتي تلك أي داع لأن تولد وسط مجتمع الدموع الحزينة ، سرعان ما لقت حتفها بغزو دمعة واحدة تسللت من بين حدقتي قهرا ... و حسرة ... على ما قد فقدت ...
~ ~ ~ ~ ~ ~
لم أدرك أنني نمت حيث كنت ، على ذلك المقعد الكبير الثقيل ، ( الكنبة ) إلا بعد أن استفقت فجأة فرأيت عيني وليد تحدقان بي !
فزعت ، و نظرت من حولي و اكتشفت أنني كنت هنا !
كان جسمي حارا و العرق يتصبب منه ، و جلست مذعورة أتلفت باحثة عن شيء أختفي خلفه ... و لم أجد غير وسادة المقعد التي كنت ألتحفها
غطيت بها وجهي و قمت مسرعة أريد الهروب !
لا أصدق أنني وصلت غرفتي أخيرا بسلام ! يا إلهي ما الذي يحدث معي !؟
كيف نمت بهذا الشكل ؟؟ و كيف لم يوقظني الحر ؟؟
و ما الذي كان يفعله وليد هناك ؟؟؟
كنت لا أزال أحتضن الوسادة و أسند ظهري إلى الباب الموصد ، و ألتقط أنفاسي بقوة !
كانت غرفتي باردة و لكن ليس هذا هو سبب ارتعاش أطرافي !
كم أنا محرجة من وليد !
أمس يراني بقطعة عجين تغطي أنفي و اليوم بهذا الشكل !
ماذا سيظنني ؟؟
كما تقول دانة .. علي ّ ألا أغادر غرفتي بعد الآن !
كنت أشعر بعينيه تراقباني ! أحس بهما معي في غرفتي الآن !
ببلاهة نظرت إلى السقف ، في الموضع الذي توهمت رؤيتهما فيه البارحة و تورد خداي خجلا !
لماذا أشعر بالحرارة كلما عبر وليد على مخيلتي ؟؟؟
و لماذا تتسارع دقات قلبي بهذا الشكل ؟؟
بعد أن تجمعت الأشياء التي تبعثرت من ذاتي أثر الفزع نعمت بحمام منعش و بارد و ارتديت ملابسي و حجابي و ذهبت بحذر إلى المطبخ ...
كانت أمي تنظف السمك عند المغسل ، قلت باستياء :
" صباح الخير أمي ! لا تقولي أن غذاءنا اليوم هو السمك ! "
ابتسمت والدتي و قالت :
" صباح الخير ! إنه السمك ! "
أطلقت تنهيدة اعتراض ، فأنا لست من عشّاق السمك كما و أنني لا أريد حصة طبخ جديدة هذا اليوم !
" ألم تنهض دانة بعد ؟؟ "
سألتني ، قلت :
" ليس بعد ... "
ثم غيرت نبرة صوتي و قلت :
" أ لدينا ضيوف اليوم ؟؟ "
" إنه صديق وليد ... سيف ... ، لسوف نستضيفه و نكرمه حتى يسافر غدا ، فهو الذي ساعد ابني على ... "
و توقفت أمي عن الكلام ...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" على ماذا ؟ "
قالت بشيء من الاضطراب :
" على ... على الحضور إلى هنا ... فلم يكن يعرف أين نحن ! "
أنا تركت رسالة أخبر فيها وليد بأننا رحلنا على هذه المدينة ! لا أدري إن كان قد وجدها ! بالطبع لا ... كيف كان سيدخل إلى منزل موصد الأبواب !؟
كم أنا متلهفة لمعرفة تفاصيل غيابه ... دراسته ... عمله ... كل شيء !
سكبت لي بعض الشاي ، و توجهت نحو الطاولة الصغيرة الموجودة على أحد جوانب المطبخ قاصدة الجلوس و احتسائه على مهل
فيما أنا في طريقي نحو الطاولة ، و إذا بوليد و سامر مقبلين ... يدخلان المطبخ !
ما أن وقع بصري على وليد حتى اضطربت خطاي و اهتزت يدي ، و اندلق بعض الشاي الحار على أصابعي فانتفضت أصابعي فجأة تاركة قدح الشاي ينزلق من بينها و يهوي ... و يرتطم بالأرضية الملساء ساكبا محتواه على قدمي و ما حولها !
" آي "
شعرت بلسعة الشاي الحار و ابتعدت للوراء و أنا أهف على يدي لتبريدها ...
سامر أقبل مسرعا يقول :
" أوه عزيزتي ... هل تأذيت ؟ ! "
قلت :
" أنا بخير "
و أنا أتألم ...
سامر أسرع نحو الثلاجة و أخرج قطعة جليد ، و أتى بها إلي ، أمسك بيدي و أخذ يمررها على أصابعي ...
لملامسة الجليد لأصابعي شعرت بالراحة ...
قلت :
" شكرا "
و ابتسم سامر برضا .
تركته مشغولا بتبريد أصابعي و سمحت لأنظاري بالتسلل من فوق كتفه ، إلى ما ورائه ...
كان يقف عند الباب ، سادا بطوله و عرضه معظم الفتحة ، يحدق بنا أنا و سامر بنظرات مخيفة !
لا أعرف لماذا دائما تشعرني نظراته بالخوف ... و الحرارة !
الجليد أخذ ينصهر بسرعة ....
رفعت أنظاري عنه و بعثرتها على أشياء أخرى ، اقل إشعاعا و حرارة ... كالثلاجة كإبريق الشاي ، أو حتى ... لهيب نار الموقد !
لكني كنت أشعر بها تحرقني عن بعد !
أ أنتم واثقون من أنكم لا تشمون شيئا ؟؟
وليد الآن تحرك ، متقدما للداخل ... و مبتعدا عنا ، و متوجها نحو أمي ...
قال :
" ماذا تصنعين أماه ؟ "
" سأحضر لكم السمك المشوي هذا اليوم ... ألم يكن صديقك يحبه في الماضي حسب ما أذكر ؟؟ "
سكت وليد برهة ثم قال :
" لا داعي ... يا أمي .. "
و سكت برهة أخرى ثم واصل :
" سوف يسافر سيف الآن ... "
جميعنا ، أنا و سامر و أمي ، نظرنا إلى وليد باهتمام ...
قالت أمي :
" يسافر ؟ ألم تقل أنه سيبقى حتى الغد ؟ "
" بلى ... لكن خطته تغيرت و سيخرج ... فورا "
قال ( فورا ) هذه بحدة و هو ينظر باتجاهنا أنا و سامر
أمي قالت :
" اقنعه يا وليد بالبقاء حتى وقت الغذاء على الأقل ... اقنعه بني ! "
وليد كان لا يزال ينظر باتجاهنا ، و رأيت يده تنقبض بشدة و وجهه يتوهج احمرارا و على جبينه العريض تتلألأ قطيرات العرق ...
لم يكن الجو حارا و لكن ...
قالت بشيء من الاضطراب :
" على ... على الحضور إلى هنا ... فلم يكن يعرف أين نحن ! "
أنا تركت رسالة أخبر فيها وليد بأننا رحلنا على هذه المدينة ! لا أدري إن كان قد وجدها ! بالطبع لا ... كيف كان سيدخل إلى منزل موصد الأبواب !؟
كم أنا متلهفة لمعرفة تفاصيل غيابه ... دراسته ... عمله ... كل شيء !
سكبت لي بعض الشاي ، و توجهت نحو الطاولة الصغيرة الموجودة على أحد جوانب المطبخ قاصدة الجلوس و احتسائه على مهل
فيما أنا في طريقي نحو الطاولة ، و إذا بوليد و سامر مقبلين ... يدخلان المطبخ !
ما أن وقع بصري على وليد حتى اضطربت خطاي و اهتزت يدي ، و اندلق بعض الشاي الحار على أصابعي فانتفضت أصابعي فجأة تاركة قدح الشاي ينزلق من بينها و يهوي ... و يرتطم بالأرضية الملساء ساكبا محتواه على قدمي و ما حولها !
" آي "
شعرت بلسعة الشاي الحار و ابتعدت للوراء و أنا أهف على يدي لتبريدها ...
سامر أقبل مسرعا يقول :
" أوه عزيزتي ... هل تأذيت ؟ ! "
قلت :
" أنا بخير "
و أنا أتألم ...
سامر أسرع نحو الثلاجة و أخرج قطعة جليد ، و أتى بها إلي ، أمسك بيدي و أخذ يمررها على أصابعي ...
لملامسة الجليد لأصابعي شعرت بالراحة ...
قلت :
" شكرا "
و ابتسم سامر برضا .
تركته مشغولا بتبريد أصابعي و سمحت لأنظاري بالتسلل من فوق كتفه ، إلى ما ورائه ...
كان يقف عند الباب ، سادا بطوله و عرضه معظم الفتحة ، يحدق بنا أنا و سامر بنظرات مخيفة !
لا أعرف لماذا دائما تشعرني نظراته بالخوف ... و الحرارة !
الجليد أخذ ينصهر بسرعة ....
رفعت أنظاري عنه و بعثرتها على أشياء أخرى ، اقل إشعاعا و حرارة ... كالثلاجة كإبريق الشاي ، أو حتى ... لهيب نار الموقد !
لكني كنت أشعر بها تحرقني عن بعد !
أ أنتم واثقون من أنكم لا تشمون شيئا ؟؟
وليد الآن تحرك ، متقدما للداخل ... و مبتعدا عنا ، و متوجها نحو أمي ...
قال :
" ماذا تصنعين أماه ؟ "
" سأحضر لكم السمك المشوي هذا اليوم ... ألم يكن صديقك يحبه في الماضي حسب ما أذكر ؟؟ "
سكت وليد برهة ثم قال :
" لا داعي ... يا أمي .. "
و سكت برهة أخرى ثم واصل :
" سوف يسافر سيف الآن ... "
جميعنا ، أنا و سامر و أمي ، نظرنا إلى وليد باهتمام ...
قالت أمي :
" يسافر ؟ ألم تقل أنه سيبقى حتى الغد ؟ "
" بلى ... لكن خطته تغيرت و سيخرج ... فورا "
قال ( فورا ) هذه بحدة و هو ينظر باتجاهنا أنا و سامر
أمي قالت :
" اقنعه يا وليد بالبقاء حتى وقت الغذاء على الأقل ... اقنعه بني ! "
وليد كان لا يزال ينظر باتجاهنا ، و رأيت يده تنقبض بشدة و وجهه يتوهج احمرارا و على جبينه العريض تتلألأ قطيرات العرق ...
لم يكن الجو حارا و لكن ...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
هذا الرجل ... ناري ... ملتهب ... حار ... يقدح شررا !
نظر إلى أمي نطرة مطولة ثم قال :
" أنا ... ذاهب معه "
سامر ، ترك قطعة الجليد فوق أصابعي و استدار بكامل جسده نحو وليد ، كما فعلت أمي ...
قال سامر :
" عفوا ؟؟ ماذا ؟؟ "
وليد لم ينظر إلى سامر بل ظل يراقب تعابير وجه أمي ، المندهشة الواجمة ، و قال :
" نعم أمي ... سأسافر معه ... حالا "
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
لم تجد الدموع و النداءات و التوسلات التي أطلقها أفراد عائلتي في صرف نظري عن السفر ...
بل إنني و في هذه اللحظة بالذات ، أريد أن أختفي ليس فقط من البيت ، بل من الدنيا بأسرها
لقد كانت حالة أمي سيئة جدا ... و لكن صورة الخائنين و أيديهما المتلامسة ... و قطعة الجليد المنزلقة بدلال بين أصابعهما أعمت عيني عن رؤية أي شيء آخر ...
و أقيم مهرجان مناحة كبير ساعة وداعي ...
كان يجب أن أذهب ، و لم يكن لدي أية نوايا بالعودة ... فقد انتهى كل شيء ...
تحججت بكل شيء ...
أوراقي ... شهادتي ... أشيائي ... و كل ما خطر لي على بال ، من أجل إقناعهم بتسليمي مفاتيح المنزل ...
سيف ينتظرني في السيارة ، و هم متشبثون بي يعيقون خروجي ، محيطون بي من الجهات الأربع ... أمي و أبي ، و أختي و آخي الخائن ...
أما الخائنة رغد ... فكانت تراقب عن بعد ... إذ أنني لم أعد شيئا يجوز لها الاقتراب منه ...
للحظة اختفت رغد ، و صارت عيناي تدوران و تجولان فيما حولي ...
أين أنت ...؟؟
أين ذهبت ؟؟
أعليها أن تحرمني حتى من آخر لحظة لي معها ؟؟
آخر لحظة ؟؟
كنت ممسكا بالباب في وضع الخروج ... أردت أن أسير خطوة نحو الخارج ألا أن قبضة موجعة في صدري منعتني من الخروج قبل أن ... أراها للمرة الأخيرة ...
فقط ... للمرة الأخيرة ...
" أين رغد ؟؟ "
قلت ذلك ، و عدت نحو الداخل أفتش عنها
وجدتها في غرفة الضيوف و كانت للعجب ... تحاول تحريك المقعد الكبير عن مكانه !
" رغد ... ! "
التفتت إلي ، فرأيت الدموع تغرق عينيها فيما هي تحاول جاهدة زحزحة المقعد
دموع رغد تقطع شرايين قلبي ...
أشعر بالدماء تغرق صدري و رئتي ... و تسد مجرى هوائي ....
إنني أختنق يا رغد !
ليتك تحسين بذلك ...
" ماذا تفعلين ؟؟ ألن ... تودعيني ؟؟ "
هزّت رأسها نفيا و اعتراضا ...
تقدمت نحوها ، و أمسكت بالمقعد و حركته عن موضعه نحو الأمام بالشكل الذي أرادت
فأسرعت هي إلى خلفه ، و انحنت على الأرض و التقطت شيئا ما ، لم يكن غير ساعتي القديمة ...
رغد أقبلت نحوي تمد يدها إلي بالساعة و تقول :
" لقد تركت الجميع يسخر مني ... و أنا محتفظة بها و أرتديها في انتظار عودتك كما وعدت ! لكنك كذبت علي ... و لم تعد ! "
و رمت بالساعة نحوي فأصابت أنفي ...
انحنيت و رفعت الساعة عن الأرض ... و بقينا نحدق ببعضنا لبرهة ، ثم قلت :
" لم تعودي بحاجة للاحتفاظ بها ... فصاحب الساعة ... لم يعد موجودا "
و أوليتها ظهري ، و انصرفت نحو باب المدخل ...
لم أعط بصري الفرصة لإلقاء أي نظرة على أي منهم ... لم ألتفت للوراء ... و كنت اسمع نداءاتهم دون أن أستجيب لها ...
نظر إلى أمي نطرة مطولة ثم قال :
" أنا ... ذاهب معه "
سامر ، ترك قطعة الجليد فوق أصابعي و استدار بكامل جسده نحو وليد ، كما فعلت أمي ...
قال سامر :
" عفوا ؟؟ ماذا ؟؟ "
وليد لم ينظر إلى سامر بل ظل يراقب تعابير وجه أمي ، المندهشة الواجمة ، و قال :
" نعم أمي ... سأسافر معه ... حالا "
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
لم تجد الدموع و النداءات و التوسلات التي أطلقها أفراد عائلتي في صرف نظري عن السفر ...
بل إنني و في هذه اللحظة بالذات ، أريد أن أختفي ليس فقط من البيت ، بل من الدنيا بأسرها
لقد كانت حالة أمي سيئة جدا ... و لكن صورة الخائنين و أيديهما المتلامسة ... و قطعة الجليد المنزلقة بدلال بين أصابعهما أعمت عيني عن رؤية أي شيء آخر ...
و أقيم مهرجان مناحة كبير ساعة وداعي ...
كان يجب أن أذهب ، و لم يكن لدي أية نوايا بالعودة ... فقد انتهى كل شيء ...
تحججت بكل شيء ...
أوراقي ... شهادتي ... أشيائي ... و كل ما خطر لي على بال ، من أجل إقناعهم بتسليمي مفاتيح المنزل ...
سيف ينتظرني في السيارة ، و هم متشبثون بي يعيقون خروجي ، محيطون بي من الجهات الأربع ... أمي و أبي ، و أختي و آخي الخائن ...
أما الخائنة رغد ... فكانت تراقب عن بعد ... إذ أنني لم أعد شيئا يجوز لها الاقتراب منه ...
للحظة اختفت رغد ، و صارت عيناي تدوران و تجولان فيما حولي ...
أين أنت ...؟؟
أين ذهبت ؟؟
أعليها أن تحرمني حتى من آخر لحظة لي معها ؟؟
آخر لحظة ؟؟
كنت ممسكا بالباب في وضع الخروج ... أردت أن أسير خطوة نحو الخارج ألا أن قبضة موجعة في صدري منعتني من الخروج قبل أن ... أراها للمرة الأخيرة ...
فقط ... للمرة الأخيرة ...
" أين رغد ؟؟ "
قلت ذلك ، و عدت نحو الداخل أفتش عنها
وجدتها في غرفة الضيوف و كانت للعجب ... تحاول تحريك المقعد الكبير عن مكانه !
" رغد ... ! "
التفتت إلي ، فرأيت الدموع تغرق عينيها فيما هي تحاول جاهدة زحزحة المقعد
دموع رغد تقطع شرايين قلبي ...
أشعر بالدماء تغرق صدري و رئتي ... و تسد مجرى هوائي ....
إنني أختنق يا رغد !
ليتك تحسين بذلك ...
" ماذا تفعلين ؟؟ ألن ... تودعيني ؟؟ "
هزّت رأسها نفيا و اعتراضا ...
تقدمت نحوها ، و أمسكت بالمقعد و حركته عن موضعه نحو الأمام بالشكل الذي أرادت
فأسرعت هي إلى خلفه ، و انحنت على الأرض و التقطت شيئا ما ، لم يكن غير ساعتي القديمة ...
رغد أقبلت نحوي تمد يدها إلي بالساعة و تقول :
" لقد تركت الجميع يسخر مني ... و أنا محتفظة بها و أرتديها في انتظار عودتك كما وعدت ! لكنك كذبت علي ... و لم تعد ! "
و رمت بالساعة نحوي فأصابت أنفي ...
انحنيت و رفعت الساعة عن الأرض ... و بقينا نحدق ببعضنا لبرهة ، ثم قلت :
" لم تعودي بحاجة للاحتفاظ بها ... فصاحب الساعة ... لم يعد موجودا "
و أوليتها ظهري ، و انصرفت نحو باب المدخل ...
لم أعط بصري الفرصة لإلقاء أي نظرة على أي منهم ... لم ألتفت للوراء ... و كنت اسمع نداءاتهم دون أن أستجيب لها ...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
تريدون عودتي ؟؟
أعيدوا رغد إلي أولا !
أم تظنون أنني سأحتمل العيش بينكم ، و هي ... خطيبة لأخي ؟؟
دون رغد ... فإن وليد لم يعد له وجود على وجه الأرض ...
ألا تدركون ذلك ؟؟
ألا تدركون ما فعلتم بي ؟؟
قتلتموني ...
شر قتلة ...
" وليـــــــــــــــــــــد "
كان هذا صوت رغد ... يخترق أذني ... و رأسي ... و قلبي ... و كل خلية ... و كل ذرة من جسدي ...
لم أستطع أن أقاوم ... التفت نحو الوراء و لم أر شيئا ... غير طفلة صغيرة ... ضئيلة الحجم ... دائرية الوجه ... واسعة العينين ... خفيفة الشعر ... يتدلى شعرها القصير الأملس على جانبيها بعفوية ... ترفع ذراعيها نحوي بدلال و تقول :
" وليـــــــــــــــد ... احملني ! "
" رغد ... تعالي ! "
رأيت شبحها يقبل نحوي ... راكضا ... ضاحكا ... حاملا في يده اليمنى دفتر تلوين ... و في الأخرى صندوق الأماني ... و يمد ذراعيه إلي ...
فأطير به إلى الهواء ...
إلى الفضاء ...
إلى السماء ...
إلى حيث ترتفع أرواح الموتى ...
و تصعد دعوات المعذبين ...
يا رب ...
أتوسل إليك ...
أرجوك ...
خذني إليك ...
أعيدوا رغد إلي أولا !
أم تظنون أنني سأحتمل العيش بينكم ، و هي ... خطيبة لأخي ؟؟
دون رغد ... فإن وليد لم يعد له وجود على وجه الأرض ...
ألا تدركون ذلك ؟؟
ألا تدركون ما فعلتم بي ؟؟
قتلتموني ...
شر قتلة ...
" وليـــــــــــــــــــــد "
كان هذا صوت رغد ... يخترق أذني ... و رأسي ... و قلبي ... و كل خلية ... و كل ذرة من جسدي ...
لم أستطع أن أقاوم ... التفت نحو الوراء و لم أر شيئا ... غير طفلة صغيرة ... ضئيلة الحجم ... دائرية الوجه ... واسعة العينين ... خفيفة الشعر ... يتدلى شعرها القصير الأملس على جانبيها بعفوية ... ترفع ذراعيها نحوي بدلال و تقول :
" وليـــــــــــــــد ... احملني ! "
" رغد ... تعالي ! "
رأيت شبحها يقبل نحوي ... راكضا ... ضاحكا ... حاملا في يده اليمنى دفتر تلوين ... و في الأخرى صندوق الأماني ... و يمد ذراعيه إلي ...
فأطير به إلى الهواء ...
إلى الفضاء ...
إلى السماء ...
إلى حيث ترتفع أرواح الموتى ...
و تصعد دعوات المعذبين ...
يا رب ...
أتوسل إليك ...
أرجوك ...
خذني إليك ...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
الحلقة الخامسه عشر
~ هدوء قبل العاصفة ~
طريق العودة لم يكن بأقل مشقة من طريق الذهاب ...
ألا أنني بسبب التعب و الإجهاد النفسي نمت معظم ساعات النهار الأول .
حطام الأشياء التي أراها من حولي لا يختلف عن حطام قلبي ... ألا أن الجماد لا ينزف دما
التلاوة المنبعثة من مذياع السيارة بصوت قارئ رخيم عذب هي الشيء الوحيد الذي خفف على قلبي آلام التمزق و التقطع و الاحتراق ...
توالت الساعات ، و كنت أتابع باهتمام مزيف كل ما أسمعه من المذياع هروبا من التفكير في الطريق الذي ولى ... و الطريق القادم ...
في الماضي ... و المستقبل ...
بلغنا مدينتنا قبيل غروب الشمس الثالثة التي أنارت دربنا ...
" خذني إلى بيتي "
قلت ذلك و نحن أمام مفترق طرق ، يؤدي أحدهم إلى بيتي و آخر إلى بيت سيف
" الآن ؟ دعنا ننزل بيتنا و نرتاح من عناء المشوار الطويل ... "
" أرجوك يا سيف ... إلى بيتي ... "
لم أكن هذه المرة أشعر بأي شوق أو حماس لدخول المنزل المهجور
و سيف هم ّ بالحضور معي أل أنني قلت :
" لابد أن والديك في انتظارك الآن ... سأشكرك كما ينبغي لاحقا ، بلغهما تحياتي "
كان سيف قلقا بشأني و لكنني صرفته ، و دخلت المنزل المظلم وحيدا .
رفعت يدي لإنارة المصباح ، بل المصابيح واحدا تلو الآخر فاكتشفت أن الكهرباء مقطوعة .
و على الضوء الباقي من آخر خيوط الشمس ، سرت في منزلي الكئيب الساكن و صعدت إلى الطابق العلوي ...
ذهبت رأسا إلى غرفة نومي ... أخرجت المفاتيح ، ثم فتحت الباب ببطء ...
و خطوت خطوة إلى الداخل ...
سرعان ما عادت بي السنين إلى الوراء ...
حين كنت فتى مراهقا في بداية التاسعة عشر من العمر ... أجلس على هذا الكرسي أذاكر بشغف ...
يا إلهي !
لا تزال كتبي التي تركتها على المكتب في مكانها !
مفتوحة كما تركتها قبل ثمان سنين !
جلت ببصري في الغرفة ... و فوجئت برؤية الأشياء كما هي ...
تقدمت خطوة بعد خطوة ...
السرير ... نفس البطانية و الأغطية التي كانت عليه قبل رحيل ...
اقتربت من المكتب ... إنه كتاب الرياضيات الذي كنت أقرأه آخر ليلة قبل الرحيل ، استعدادا لامتحان الغد !
و قلم الرصاص لا يزال موضوعا على الصفحة المفتوحة ...
و بقية الكتب مبعثرة على الطاولة تماما كما تركتها منذ ذلك الزمن ...
مددت يدي فلمست الغبار الذي يغطي الكتاب ، و كل شيء ...
فتحت الأدراج لألقي نظرة ... لا شيء تغير ! لا يبدو أن أحدا قد وطأ أرض هذه الغرفة مذ هجرتها
استدرت نحو سريري ... لطالما احتضنني هذا السرير و امتص تعبي و أرقي ... ألا زال يصلح للنوم ؟ أ أستطيع رمي أثقال صدري و جسدي عليه ؟؟
كان أيضا غارقا في الغبار ... و مع ذلك رميت بجسدي المهموم عليه و سمحت لسحابة الغبار أن تحلق ... و تنتشر ... و تهاجم أنفي و تخنقني أيضا ...
داهمتني نوبة من العطاس اثر استنشاقي لغبار الزمن ، فنهضت و تلفت من حولي بحثا عن علبة المناديل
لابد أنها ستكون مدفونة تحت طبقات من الغبار هي الأخرى ...
لكن أنظاري التصقت فجأة بشيء يقف على أحد أرفف مكتبتي القديمة ...
شيء أسطواني الشكل ، مغطى بطوابع و ملصقات صغيرة طفولية ...
و من بين تلك الملصقات ، يظهر جزء من كلمة مكتوبة عليه : ( أمـاني )
~ هدوء قبل العاصفة ~
طريق العودة لم يكن بأقل مشقة من طريق الذهاب ...
ألا أنني بسبب التعب و الإجهاد النفسي نمت معظم ساعات النهار الأول .
حطام الأشياء التي أراها من حولي لا يختلف عن حطام قلبي ... ألا أن الجماد لا ينزف دما
التلاوة المنبعثة من مذياع السيارة بصوت قارئ رخيم عذب هي الشيء الوحيد الذي خفف على قلبي آلام التمزق و التقطع و الاحتراق ...
توالت الساعات ، و كنت أتابع باهتمام مزيف كل ما أسمعه من المذياع هروبا من التفكير في الطريق الذي ولى ... و الطريق القادم ...
في الماضي ... و المستقبل ...
بلغنا مدينتنا قبيل غروب الشمس الثالثة التي أنارت دربنا ...
" خذني إلى بيتي "
قلت ذلك و نحن أمام مفترق طرق ، يؤدي أحدهم إلى بيتي و آخر إلى بيت سيف
" الآن ؟ دعنا ننزل بيتنا و نرتاح من عناء المشوار الطويل ... "
" أرجوك يا سيف ... إلى بيتي ... "
لم أكن هذه المرة أشعر بأي شوق أو حماس لدخول المنزل المهجور
و سيف هم ّ بالحضور معي أل أنني قلت :
" لابد أن والديك في انتظارك الآن ... سأشكرك كما ينبغي لاحقا ، بلغهما تحياتي "
كان سيف قلقا بشأني و لكنني صرفته ، و دخلت المنزل المظلم وحيدا .
رفعت يدي لإنارة المصباح ، بل المصابيح واحدا تلو الآخر فاكتشفت أن الكهرباء مقطوعة .
و على الضوء الباقي من آخر خيوط الشمس ، سرت في منزلي الكئيب الساكن و صعدت إلى الطابق العلوي ...
ذهبت رأسا إلى غرفة نومي ... أخرجت المفاتيح ، ثم فتحت الباب ببطء ...
و خطوت خطوة إلى الداخل ...
سرعان ما عادت بي السنين إلى الوراء ...
حين كنت فتى مراهقا في بداية التاسعة عشر من العمر ... أجلس على هذا الكرسي أذاكر بشغف ...
يا إلهي !
لا تزال كتبي التي تركتها على المكتب في مكانها !
مفتوحة كما تركتها قبل ثمان سنين !
جلت ببصري في الغرفة ... و فوجئت برؤية الأشياء كما هي ...
تقدمت خطوة بعد خطوة ...
السرير ... نفس البطانية و الأغطية التي كانت عليه قبل رحيل ...
اقتربت من المكتب ... إنه كتاب الرياضيات الذي كنت أقرأه آخر ليلة قبل الرحيل ، استعدادا لامتحان الغد !
و قلم الرصاص لا يزال موضوعا على الصفحة المفتوحة ...
و بقية الكتب مبعثرة على الطاولة تماما كما تركتها منذ ذلك الزمن ...
مددت يدي فلمست الغبار الذي يغطي الكتاب ، و كل شيء ...
فتحت الأدراج لألقي نظرة ... لا شيء تغير ! لا يبدو أن أحدا قد وطأ أرض هذه الغرفة مذ هجرتها
استدرت نحو سريري ... لطالما احتضنني هذا السرير و امتص تعبي و أرقي ... ألا زال يصلح للنوم ؟ أ أستطيع رمي أثقال صدري و جسدي عليه ؟؟
كان أيضا غارقا في الغبار ... و مع ذلك رميت بجسدي المهموم عليه و سمحت لسحابة الغبار أن تحلق ... و تنتشر ... و تهاجم أنفي و تخنقني أيضا ...
داهمتني نوبة من العطاس اثر استنشاقي لغبار الزمن ، فنهضت و تلفت من حولي بحثا عن علبة المناديل
لابد أنها ستكون مدفونة تحت طبقات من الغبار هي الأخرى ...
لكن أنظاري التصقت فجأة بشيء يقف على أحد أرفف مكتبتي القديمة ...
شيء أسطواني الشكل ، مغطى بطوابع و ملصقات صغيرة طفولية ...
و من بين تلك الملصقات ، يظهر جزء من كلمة مكتوبة عليه : ( أمـاني )
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
سرت ببطء شديد ، بوصة بوصة ، نحو هذا الصندوق الصغير ...
أكان حلما أم حقيقة ؟؟
لقد رأيته أمامي مباشرة ، و لمسته بيدي ... و رججته ، و سمعت صوت قصاصات الورق تتضارب داخله !
صندوق أماني رغد ... لا يزال حيا ؟؟
أمسكت بالصندوق الأسطواني ، و قربته من عيني ، ثم من صدري ، و أرخيت جفني ، و سحبت نفسا عميقا مليئا بالغبار ...
رأيت الصغيرة مقبلة نحوي بانفعال و فرح ، حاملة كتابها بيدها :
" وليد اصنع صندوق أماني لي "
و رأيتها تساعدني في صناعته ...
ثم تغطيه بالملصقات الصغيرة ...
ثم تجلس هناك على سريري ، قرب المنضدة ، و تكتب أمنيتها الأولى ...
(( عندما أكبر سوف أتزوج .... ))
عند هذا الحد ... ارتفع جفناي فجأة ، و انقبضت يدي بقوة ... ضاغطة على الصندوق بلا رحمة حتى خنقت أنفاسه تدحرجت عبرة كبيرة حارقة من مقلتي اليمنى ، فاليسرى ، تبعها سيل عارم من الدموع الكئيبة التائهة ، تغسل ما علق بوجهي و أنفي من الغبار العتيق ...
شقت نظرتي طريقا سالكا بين الدموع ، مسافرة نحو صندوق الأماني المخنوق ... محرضة يدي ّ على التعاون للفتك به ... و تمزيقه كما تمزقت كل آمالي و أحلامي ... و صورة رغد و رسالتها ... و قلبي و روحي ...
لكنني توقفت في منتصف الطريق ...
لم أعد أرغب في رؤية ما بداخله ...
فأنا أعرف كل شيء ...
( أتمنى أن أصبح رجل أعمال كبير و مهم ! )
( أريد أن تصبح ابنة عمي رغد زوجة لي )
( يا رب اشف سامر و أعده كما كان )
( عندما أكبر سوف أتزوج .... ؟؟؟ )
سامر قطعا ...
كم كنتُ غبيا !
ضغطت على الصندوق بقوة أكبر فأكبر ... و لو كان شيئا مصنوعا من الحديد لتحطم في قبضتي ...
" أيتها الخائنة ... رغد "
رميت الصندوق بعنف بعيدا عني ... إلى أبعد زاوية في الغرفة ، ثم خرجت هاربا من الذكرى الموجعة
أول شيء التقيت به في طريقي كان غرفة رغد !
فهي الأقرب إلي ...
وقفت عند الغرفة لدقائق ... و يدي تفتش عن المفتاح بتردد ...
رفعت يدي ... و طرقت الباب طرقا خفيفا
ثم مددتها نحو المقبض و أمسكت به و بقيت في هذا الوضع لزمن طويل ...
سأفتح الباب ببطء و حذر و هدوء ... قد تكون صغيرتي نائمة بسلام ... لا أريد إزعاجها
أريد فقط أن ألقي نظرة عليها كما أفعل كل ليلة ... لا أحب إلى قلبي من رؤيتها نائمة بهدوء كالملاك .. و ملامسة شعرها الناعم بخفة ...
نظرة أخيرة ... واحدة فقط ... أريد أن ألقيها على طفلتي ...
رغد ... لقد اشتقت إليك كثير! ... منذ أن رأيتك و أنت نائمة ... هنا قبل ثمان سنين ، و جفناك متورمان أثر البكاء الشديد الذي بكيته ذلك اليوم المشؤوم ...
أتذكرين كيف لعبنا يومها ؟؟
أتذكرين البطاطا التي أطعمتك إياها ...؟؟
ما كان يدريني أننا لن نلتقي بعد تلك اللحظة ...
و أنها كانت المرة الأخيرة التي أتسلل فيها إلى غرفتك ، و ألقي عليك نظرة ، و أداعب خصلات شعرك ، و أقبل جبينك ...
ارتجفت رجلاي و كذا يداي و جسمي كله ، و فقدت أي قدرة على تحريك أي عضلة في جسدي ، حتى جفوني
أكان حلما أم حقيقة ؟؟
لقد رأيته أمامي مباشرة ، و لمسته بيدي ... و رججته ، و سمعت صوت قصاصات الورق تتضارب داخله !
صندوق أماني رغد ... لا يزال حيا ؟؟
أمسكت بالصندوق الأسطواني ، و قربته من عيني ، ثم من صدري ، و أرخيت جفني ، و سحبت نفسا عميقا مليئا بالغبار ...
رأيت الصغيرة مقبلة نحوي بانفعال و فرح ، حاملة كتابها بيدها :
" وليد اصنع صندوق أماني لي "
و رأيتها تساعدني في صناعته ...
ثم تغطيه بالملصقات الصغيرة ...
ثم تجلس هناك على سريري ، قرب المنضدة ، و تكتب أمنيتها الأولى ...
(( عندما أكبر سوف أتزوج .... ))
عند هذا الحد ... ارتفع جفناي فجأة ، و انقبضت يدي بقوة ... ضاغطة على الصندوق بلا رحمة حتى خنقت أنفاسه تدحرجت عبرة كبيرة حارقة من مقلتي اليمنى ، فاليسرى ، تبعها سيل عارم من الدموع الكئيبة التائهة ، تغسل ما علق بوجهي و أنفي من الغبار العتيق ...
شقت نظرتي طريقا سالكا بين الدموع ، مسافرة نحو صندوق الأماني المخنوق ... محرضة يدي ّ على التعاون للفتك به ... و تمزيقه كما تمزقت كل آمالي و أحلامي ... و صورة رغد و رسالتها ... و قلبي و روحي ...
لكنني توقفت في منتصف الطريق ...
لم أعد أرغب في رؤية ما بداخله ...
فأنا أعرف كل شيء ...
( أتمنى أن أصبح رجل أعمال كبير و مهم ! )
( أريد أن تصبح ابنة عمي رغد زوجة لي )
( يا رب اشف سامر و أعده كما كان )
( عندما أكبر سوف أتزوج .... ؟؟؟ )
سامر قطعا ...
كم كنتُ غبيا !
ضغطت على الصندوق بقوة أكبر فأكبر ... و لو كان شيئا مصنوعا من الحديد لتحطم في قبضتي ...
" أيتها الخائنة ... رغد "
رميت الصندوق بعنف بعيدا عني ... إلى أبعد زاوية في الغرفة ، ثم خرجت هاربا من الذكرى الموجعة
أول شيء التقيت به في طريقي كان غرفة رغد !
فهي الأقرب إلي ...
وقفت عند الغرفة لدقائق ... و يدي تفتش عن المفتاح بتردد ...
رفعت يدي ... و طرقت الباب طرقا خفيفا
ثم مددتها نحو المقبض و أمسكت به و بقيت في هذا الوضع لزمن طويل ...
سأفتح الباب ببطء و حذر و هدوء ... قد تكون صغيرتي نائمة بسلام ... لا أريد إزعاجها
أريد فقط أن ألقي نظرة عليها كما أفعل كل ليلة ... لا أحب إلى قلبي من رؤيتها نائمة بهدوء كالملاك .. و ملامسة شعرها الناعم بخفة ...
نظرة أخيرة ... واحدة فقط ... أريد أن ألقيها على طفلتي ...
رغد ... لقد اشتقت إليك كثير! ... منذ أن رأيتك و أنت نائمة ... هنا قبل ثمان سنين ، و جفناك متورمان أثر البكاء الشديد الذي بكيته ذلك اليوم المشؤوم ...
أتذكرين كيف لعبنا يومها ؟؟
أتذكرين البطاطا التي أطعمتك إياها ...؟؟
ما كان يدريني أننا لن نلتقي بعد تلك اللحظة ...
و أنها كانت المرة الأخيرة التي أتسلل فيها إلى غرفتك ، و ألقي عليك نظرة ، و أداعب خصلات شعرك ، و أقبل جبينك ...
ارتجفت رجلاي و كذا يداي و جسمي كله ، و فقدت أي قدرة على تحريك أي عضلة في جسدي ، حتى جفوني
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
لم أجسر على فتح الباب ...
عدت أطرقه و أنادي ...
" رغد ... صغيرتي ... افتحي ! أنا وليد ... "
لكنها لم تفتح
و أخذت أطرق بقوة أكبر ...
" افتحي يا رغد ... لقد عدت إليك "
و بقي الباب ساكنا جامدا ...
لم تعد رغد موجودة
و لم يعد وليد موجود ...
و لم يعد لفتح هذا الباب ... أي داع ...
هويت على الأرض ... كسقف أزيلت أعمدته فجأة ... و رفعت ذراعي إلى الباب و صرخت ...
" رغد ... عودي إلي ... "
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
من تتوقعون زارنا قبل أسبوع ؟؟
إنها عائلة اللاعب الشهير ( نوّار ) !
و هل استنتجتم ما سبب الزيارة ؟؟
أجل !
مشروع زواج !
بصراحة أنا فوجئت بشدة ! لم أكن أعتقد أن الأمر سيسير حسبما كانت دانة ترسم ! و لكن يبدو أن هناك أمور أخرى لا أعلم عنها شيئا ...
زيارتهم كانت بعد رحيل وليد بثلاثة أسابيع ...
خلال الأسابيع الثلاثة تلك ، كان الجميع يعيش حالة كآبة و حزن مستمرين
لم تطلع أو تغرب علي شمس دون أن أفكر بوليد ... و بلقائنا الحميم ، ثم نظراته القاسية ، ثم رحيله المفاجئ ...
والدتي أصابها حزن شديد لازمت بسببه الفراش فترة من الزمن ...
أنا أيضا حزنت كثيرا جدا ...
أنا لم أكد أره ... لم أكد أشعر بوجوده ... إنني لا أصدق أنه عاد بالفعل ... لقد كبرت على الاعتقاد بأنه لن يعود ...
و حقيقة ... هو لم يعد ...
" رغد ! ألم تنهي حمّامك بعد ؟؟ "
جاءني صوت دانة من الخارج ، تحثني على الخروج بأقصى سرعة ... كنت لا أزال أمشط شعري القصير المبلل أمام المرآة المغطاة بطبقة من الضباب !
فتحت الباب فانطلق بخار الماء متسربا للخارج ، و وجدت دانة واقفة و ذراعاها مضمومان إلى صدرها ، تنظر إلي بحنق !
" أهو حمام بخاري ؟ هيا اخرجي يكاد ضيوفي يصلون و أنا لم أستعد بعد ! "
سرت ببطء شديد ، متعمدة الإطالة أقصى ما يمكن ... ! دانة تحدق بي بغضب و نفاذ صبر و تصرخ :
" أوه يا لبر ودك ! هيا أخرجي ! "
" لم كل هذا الانفعال !؟ كأنك ستقابلين جلالة الملكة ! "
" أنت لا تفهمين شيئا ! لا يمكنك أن تحسي بمثل أحاسيسي الآن ! لم تجربي ذلك و لن تجربيه ! "
قالت هذا ثم دفعتني قليلا بعيدا عن الباب ، و دخلت الحمام الغارق في البخار و صفعت بالباب بقوة !
ذهبت إلى غرفتي بكسل ... و أخذت أتابع تمشيط شعري المبلل أمام مرآتي ...
هل تحس كل فتاة على وشك مقابلة أهل عريسها بكل هذا التوتر ؟؟
أنهم سيعلنون الموافقة الرسمية و يناقشون شروط العقد هذه الليلة ، و سنقيم حفلة صغيرة بعد أيام لعقد القران ...
دانة أصبحت لا تطاق بسبب توترها و عصبيتها ، لكنها سعيدة ! سعيدة جدا ...
أنا لم أجرب هذا الإحساس ... و لا أعرف كيف يكون ... إنني فقط أعرف أنني مخطوبة لابن عمي سامر لأنني يجب أن أكون مخطوبة له ...
و سأتزوج منه لأنني يجب أن أتزوج منه ...
سامر في الوقت الحالي مسافر إلى مدينة أخرى ، من أجل العمل
عدت أطرقه و أنادي ...
" رغد ... صغيرتي ... افتحي ! أنا وليد ... "
لكنها لم تفتح
و أخذت أطرق بقوة أكبر ...
" افتحي يا رغد ... لقد عدت إليك "
و بقي الباب ساكنا جامدا ...
لم تعد رغد موجودة
و لم يعد وليد موجود ...
و لم يعد لفتح هذا الباب ... أي داع ...
هويت على الأرض ... كسقف أزيلت أعمدته فجأة ... و رفعت ذراعي إلى الباب و صرخت ...
" رغد ... عودي إلي ... "
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
من تتوقعون زارنا قبل أسبوع ؟؟
إنها عائلة اللاعب الشهير ( نوّار ) !
و هل استنتجتم ما سبب الزيارة ؟؟
أجل !
مشروع زواج !
بصراحة أنا فوجئت بشدة ! لم أكن أعتقد أن الأمر سيسير حسبما كانت دانة ترسم ! و لكن يبدو أن هناك أمور أخرى لا أعلم عنها شيئا ...
زيارتهم كانت بعد رحيل وليد بثلاثة أسابيع ...
خلال الأسابيع الثلاثة تلك ، كان الجميع يعيش حالة كآبة و حزن مستمرين
لم تطلع أو تغرب علي شمس دون أن أفكر بوليد ... و بلقائنا الحميم ، ثم نظراته القاسية ، ثم رحيله المفاجئ ...
والدتي أصابها حزن شديد لازمت بسببه الفراش فترة من الزمن ...
أنا أيضا حزنت كثيرا جدا ...
أنا لم أكد أره ... لم أكد أشعر بوجوده ... إنني لا أصدق أنه عاد بالفعل ... لقد كبرت على الاعتقاد بأنه لن يعود ...
و حقيقة ... هو لم يعد ...
" رغد ! ألم تنهي حمّامك بعد ؟؟ "
جاءني صوت دانة من الخارج ، تحثني على الخروج بأقصى سرعة ... كنت لا أزال أمشط شعري القصير المبلل أمام المرآة المغطاة بطبقة من الضباب !
فتحت الباب فانطلق بخار الماء متسربا للخارج ، و وجدت دانة واقفة و ذراعاها مضمومان إلى صدرها ، تنظر إلي بحنق !
" أهو حمام بخاري ؟ هيا اخرجي يكاد ضيوفي يصلون و أنا لم أستعد بعد ! "
سرت ببطء شديد ، متعمدة الإطالة أقصى ما يمكن ... ! دانة تحدق بي بغضب و نفاذ صبر و تصرخ :
" أوه يا لبر ودك ! هيا أخرجي ! "
" لم كل هذا الانفعال !؟ كأنك ستقابلين جلالة الملكة ! "
" أنت لا تفهمين شيئا ! لا يمكنك أن تحسي بمثل أحاسيسي الآن ! لم تجربي ذلك و لن تجربيه ! "
قالت هذا ثم دفعتني قليلا بعيدا عن الباب ، و دخلت الحمام الغارق في البخار و صفعت بالباب بقوة !
ذهبت إلى غرفتي بكسل ... و أخذت أتابع تمشيط شعري المبلل أمام مرآتي ...
هل تحس كل فتاة على وشك مقابلة أهل عريسها بكل هذا التوتر ؟؟
أنهم سيعلنون الموافقة الرسمية و يناقشون شروط العقد هذه الليلة ، و سنقيم حفلة صغيرة بعد أيام لعقد القران ...
دانة أصبحت لا تطاق بسبب توترها و عصبيتها ، لكنها سعيدة ! سعيدة جدا ...
أنا لم أجرب هذا الإحساس ... و لا أعرف كيف يكون ... إنني فقط أعرف أنني مخطوبة لابن عمي سامر لأنني يجب أن أكون مخطوبة له ...
و سأتزوج منه لأنني يجب أن أتزوج منه ...
سامر في الوقت الحالي مسافر إلى مدينة أخرى ، من أجل العمل
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
موضوع زواجنا تم تأجيل النقاش فيه ، بسبب حضور و رحيل وليد الذي أربك الأجواء ، ثم خطبة دانه التي شغلتنا أواخر الأيام ...
وليد لم يتصل بنا منذ رحيله ، و والدي يحاول جاهدا الاتصال به بطريقة أو بأخرى من أجل إبلاغه عن خطبة دانه و حفلة العقد
مجرد تفكيري بهذا الأمر يشعرني بالسعادة ... فوليد سيأتي و لا شك ... لحضور حفلة شقيقته و المشاركة فيها ...
ألقيت بالمشط جانبا و خرجت من الغرفة في طريقي إلى المطبخ ، و وصلني صوت دانه و هي تغني داخل دورة المياه !
أنا لم أغنِّ عند خطبتي !
حين وصلت ، كانت أمي تتبادل الحديث مع والدي بشأن دانه ... لكنهما توقفا عن الكلام لدى رؤيتي !
" أمي ... ماذا عن وليد ؟؟ "
فهو كان شغلي الشاغل منذ أن رحل ...
بل منذ أن وصل !
أمي و أبي تبادلا نظرة سريعة ، قال والدي بعدها :
" لقد استطعت التحدث إلى سيف ، و أوصيته بزيارة وليد بأقصى ما يمكنه ، و إبلاغه بأنتا ننتظر مكالمة ضرورية منه "
فرحت بذلك ، و قلت تلقائيا :
" إذن سأعتكف عند الهاتف ! "
في ذات اللحظة رن هذا الأخير ، و قفزت مسرعة إليه !
" مرحبا ! هنا منزل شاكر جليل ... من المتحدث ؟ "
كانت ابتسامتي تعلو وجهي ، و حين وصلني صوت الطرف الآخر :
" رغد ! أهذه أنت ؟؟ "
تلاشت الابتسامة بسرعة ، و قلت بشيء من الخيبة :
" نعم ... سامر ، إنها أنا "
و بعد بضع عبارات تبادلناها ، دفعت بالسماعة إلى والدي :
" إنه سامر ... لن يحضر الليلة "
و انصرفت عن المطبخ .
حين سافر سامر ... لم أبك كما بكت أمي ...
و كما بكيت لسفر وليد ...
لم يكن هناك أي هاتف في غرفة نومي ، لذا جلست في غرفة المعيشة قريبة من التلفاز ، و كلما رن هاتف بادرت برفع السماعة قبل أن تنقطع الرنة الأولى !
و في كل مرة أصاب بخيبة أمل ....
لكن ...
لماذا أنا متلهفة جدا للتحدث إليه ؟؟
بعد فترة ، حضر الضيوف المرتقبون ، العريس و والداه و أخته الوحيدة ، صديقة دانه
لو أؤلف كتابا في وصف دانه لسببت أزمة ورق !
سألخص ذلك بقول : كانت غاية في الجمال ، و الخجل ، و اللطف ، و السعادة !
تم الاتفاق على كل شيء ، و تعين تحديد يوم ليلة الخميس المقبلة لعقد القران !
لم أجلس مع ضيفتينا غير دقائق متفرقة ، و تمركزت عند الهاتف في انتظار اتصال من اتصل رجال العالم كلهم ببيتنا سواه !
عند العاشرة و النصف ، استسلمت ...
و ذهبت في اتجاه غرفتي ..
مررت بغرفة دانه ، فوجدتها مشغولة بإزالة المساحيق و الإكسسوارات التي تزين بها شعرها !
" كنت جميلة ! "
نظرت إلي بغرور ، و قالت :
" اعرف ! "
ثم استطردت :
وليد لم يتصل بنا منذ رحيله ، و والدي يحاول جاهدا الاتصال به بطريقة أو بأخرى من أجل إبلاغه عن خطبة دانه و حفلة العقد
مجرد تفكيري بهذا الأمر يشعرني بالسعادة ... فوليد سيأتي و لا شك ... لحضور حفلة شقيقته و المشاركة فيها ...
ألقيت بالمشط جانبا و خرجت من الغرفة في طريقي إلى المطبخ ، و وصلني صوت دانه و هي تغني داخل دورة المياه !
أنا لم أغنِّ عند خطبتي !
حين وصلت ، كانت أمي تتبادل الحديث مع والدي بشأن دانه ... لكنهما توقفا عن الكلام لدى رؤيتي !
" أمي ... ماذا عن وليد ؟؟ "
فهو كان شغلي الشاغل منذ أن رحل ...
بل منذ أن وصل !
أمي و أبي تبادلا نظرة سريعة ، قال والدي بعدها :
" لقد استطعت التحدث إلى سيف ، و أوصيته بزيارة وليد بأقصى ما يمكنه ، و إبلاغه بأنتا ننتظر مكالمة ضرورية منه "
فرحت بذلك ، و قلت تلقائيا :
" إذن سأعتكف عند الهاتف ! "
في ذات اللحظة رن هذا الأخير ، و قفزت مسرعة إليه !
" مرحبا ! هنا منزل شاكر جليل ... من المتحدث ؟ "
كانت ابتسامتي تعلو وجهي ، و حين وصلني صوت الطرف الآخر :
" رغد ! أهذه أنت ؟؟ "
تلاشت الابتسامة بسرعة ، و قلت بشيء من الخيبة :
" نعم ... سامر ، إنها أنا "
و بعد بضع عبارات تبادلناها ، دفعت بالسماعة إلى والدي :
" إنه سامر ... لن يحضر الليلة "
و انصرفت عن المطبخ .
حين سافر سامر ... لم أبك كما بكت أمي ...
و كما بكيت لسفر وليد ...
لم يكن هناك أي هاتف في غرفة نومي ، لذا جلست في غرفة المعيشة قريبة من التلفاز ، و كلما رن هاتف بادرت برفع السماعة قبل أن تنقطع الرنة الأولى !
و في كل مرة أصاب بخيبة أمل ....
لكن ...
لماذا أنا متلهفة جدا للتحدث إليه ؟؟
بعد فترة ، حضر الضيوف المرتقبون ، العريس و والداه و أخته الوحيدة ، صديقة دانه
لو أؤلف كتابا في وصف دانه لسببت أزمة ورق !
سألخص ذلك بقول : كانت غاية في الجمال ، و الخجل ، و اللطف ، و السعادة !
تم الاتفاق على كل شيء ، و تعين تحديد يوم ليلة الخميس المقبلة لعقد القران !
لم أجلس مع ضيفتينا غير دقائق متفرقة ، و تمركزت عند الهاتف في انتظار اتصال من اتصل رجال العالم كلهم ببيتنا سواه !
عند العاشرة و النصف ، استسلمت ...
و ذهبت في اتجاه غرفتي ..
مررت بغرفة دانه ، فوجدتها مشغولة بإزالة المساحيق و الإكسسوارات التي تزين بها شعرها !
" كنت جميلة ! "
نظرت إلي بغرور ، و قالت :
" اعرف ! "
ثم استطردت :
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" و سأكون أجمل في الحفلة ! علي أن أذهب للسوق غدا لشراء الحاجيات ! "
" عظيم ! أنا أيضا سأشتري فستانا جديدا و بعض الحلي ! "
ابتسمت دانه بسعادة ، و قالت :
" كم أنا متوترة و قلقة ! ستكون حفلة رائعة "
ثم أضافت ببعض الخبث :
" أروع من حفلتك "
لم أكن في السابق أتضايق كثيرا لتعليق كهذا ، ألا أنني الآن شعرت بالانزعاج ... قلت :
" أنا لم تقم لي حفلة حقيقية ... لم يكن يوما مميزا "
قالت :
" وضعي أنا يختلف ! سأتزوج من أشهر لاعبي الكرة في المنطقة ، و أغناهم أيضا ... شيء مميز جدا ! ... والدي وعدني بليلة لا تنسى ! "
أصابني كلامها بشيء من الخذلان و الحزن ، فأنا لم يعمل والدي لأجلي شيئا يذكر ليلة عقد قراني ... هممت بالانصراف ، توقفت قبل أن أغلق الباب ، و سألت :
" هل سيكون وليد موجودا ؟؟ "
شيء ما برق في عينيها و قالت :
" نعم ، بالتأكيد سيكون موجودا ... لا يمكنه أن يتخلى عني أنا ! "
ذهبت إلى غرفتي و أنا حزينة ...
فوليد لم يتصل
و دانه تسخر مني
و من الطريقة التي تمت خطبتي بها ...
رغم أنها كانت أكثر من أقنعني بأنه لابد لي من الزواج من سامر ...
فهو أقرب الناس إلي ، و هو يحبني كثيرا ، و هو مشوه بشكل يثير نفور
بقية الفتيات ...
و بسببي أنا ...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
فيما كنت أسخن بعض الفاصوليا على لهيب الموقد في المطبخ ، حضر صديقي سيف .
لم أكن أتوقع زيارته ،كانت الساعة السادسة مساءا ، لكنني سررت بها
" تفضل ! إنني أعد بعض الفاصوليا ... عشاء مبكر ! ستشاركني فيه "
قلت ذلك و أنا أقوده إلى المطبخ ...
حينما وصل و شم رائحة الفاصوليا قال بمرح :
" تبدو شهية ! سأتناول القليل فقط ، فلدي ضيوف على العشاء هذا المساء "
وضعت مقدارين منها في طبقين صغيرين ، مددت بأحدهما نحو صديقي و قلت :
" جرب طهو ـ أو بالأحرى تسخين يدي ! "
تناول سيف بعضها و استساغ الطعم ... ثم قال :
" لكنها لا تقارن بأطباق والدتي ! يجب أن تشاركنا العشاء الليلة يا وليد "
ابتسمت ابتسامة باهتة ، و لم أعلق ...
" هيا يا وليد ! سأعرفك على زملائي و أصدقائي في العمل "
قلت :
" كلا لا يمكنني ، لدي ارتباطات أخرى "
سيف نظر إلي باستنكار ...
" أية ارتباطات ؟؟! "
ابتسمت و قلت :
" سآخذ الأطفال إلى الملاهي ! فقد وعدتهم بذلك "
سيف كان يحرك الملعقة باتجاه فمه ، فتوقف في منتصف الطريق و قال :
" أي أطفال ؟؟ "
قلت بابتسام و أنا أقلب الفاصوليا في الطبق لتبرد قليلا :
" عظيم ! أنا أيضا سأشتري فستانا جديدا و بعض الحلي ! "
ابتسمت دانه بسعادة ، و قالت :
" كم أنا متوترة و قلقة ! ستكون حفلة رائعة "
ثم أضافت ببعض الخبث :
" أروع من حفلتك "
لم أكن في السابق أتضايق كثيرا لتعليق كهذا ، ألا أنني الآن شعرت بالانزعاج ... قلت :
" أنا لم تقم لي حفلة حقيقية ... لم يكن يوما مميزا "
قالت :
" وضعي أنا يختلف ! سأتزوج من أشهر لاعبي الكرة في المنطقة ، و أغناهم أيضا ... شيء مميز جدا ! ... والدي وعدني بليلة لا تنسى ! "
أصابني كلامها بشيء من الخذلان و الحزن ، فأنا لم يعمل والدي لأجلي شيئا يذكر ليلة عقد قراني ... هممت بالانصراف ، توقفت قبل أن أغلق الباب ، و سألت :
" هل سيكون وليد موجودا ؟؟ "
شيء ما برق في عينيها و قالت :
" نعم ، بالتأكيد سيكون موجودا ... لا يمكنه أن يتخلى عني أنا ! "
ذهبت إلى غرفتي و أنا حزينة ...
فوليد لم يتصل
و دانه تسخر مني
و من الطريقة التي تمت خطبتي بها ...
رغم أنها كانت أكثر من أقنعني بأنه لابد لي من الزواج من سامر ...
فهو أقرب الناس إلي ، و هو يحبني كثيرا ، و هو مشوه بشكل يثير نفور
بقية الفتيات ...
و بسببي أنا ...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
فيما كنت أسخن بعض الفاصوليا على لهيب الموقد في المطبخ ، حضر صديقي سيف .
لم أكن أتوقع زيارته ،كانت الساعة السادسة مساءا ، لكنني سررت بها
" تفضل ! إنني أعد بعض الفاصوليا ... عشاء مبكر ! ستشاركني فيه "
قلت ذلك و أنا أقوده إلى المطبخ ...
حينما وصل و شم رائحة الفاصوليا قال بمرح :
" تبدو شهية ! سأتناول القليل فقط ، فلدي ضيوف على العشاء هذا المساء "
وضعت مقدارين منها في طبقين صغيرين ، مددت بأحدهما نحو صديقي و قلت :
" جرب طهو ـ أو بالأحرى تسخين يدي ! "
تناول سيف بعضها و استساغ الطعم ... ثم قال :
" لكنها لا تقارن بأطباق والدتي ! يجب أن تشاركنا العشاء الليلة يا وليد "
ابتسمت ابتسامة باهتة ، و لم أعلق ...
" هيا يا وليد ! سأعرفك على زملائي و أصدقائي في العمل "
قلت :
" كلا لا يمكنني ، لدي ارتباطات أخرى "
سيف نظر إلي باستنكار ...
" أية ارتباطات ؟؟! "
ابتسمت و قلت :
" سآخذ الأطفال إلى الملاهي ! فقد وعدتهم بذلك "
سيف كان يحرك الملعقة باتجاه فمه ، فتوقف في منتصف الطريق و قال :
" أي أطفال ؟؟ "
قلت بابتسام و أنا أقلب الفاصوليا في الطبق لتبرد قليلا :
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" رغد و دانة و سامر ! سأجعلهم يستمتعون بوقتهم ! "
أعاد سيف الملعقة و ما حوت على الطبق ... و ظل صامتا بضع ثوان ...
" ما بك ؟ ألم يعجبك ؟ "
أعني بذلك الفاصوليا
سيف تنهد ثم قال :
" وليد ... ما الذي تهذي به بربك ؟؟ "
تركت الملعقة تنساب من يدي ، و قد ظهرت علامات الجدية على وجهي الكئيب و قلت :
" أتخيل أمورا تسعدني ... و تملأ فراغي ... "
هز سيف رأسه اعتراضا ، و قال :
" ستصاب بالجنون إن بقيت هكذا يا وليد ! بل إنك أصبت به حتما ... ينبغي أن تراجع طبيبا "
دفعت بالكرسي للوراء و أنا انهض فجأة و استدير موليا سيف ظهري ...
سيف وقف بدوره ، و تابع :
" لا تفعل هذا بنفسك ... أتريد أن تجن ؟؟ "
استدرت إلى سيف ، و قلت :
" ما الفرق ؟ لم يعد ذلك مهم "
" كلا يا وليد ... لا تعتقد أن الدنيا قد انتهت عند هذا الحد ... لا يزال أمامك المستقبل و الحياة "
قاطعته بحدّة و زمجرت قائلا :
" المستقبل ؟؟ نعم المستقبل ... لرجل عاطل عن العمل متخرج من السجن لا يحمل سوى شهادة الثانوية المؤرخة قبل ثمان سنين ! و يخبئ بعض النقود التي استعارها من أبيه في جيب بنطاله ليشتري بها الفاصولياء المعلبة فيسد بها جوعه ... نعم إنه المستقبل "
سيف بدأ يتحدّث بانفعال قائلا :
" تعرف أن فرص العمل في البلد ضئيلة بسبب الحرب ، لكنني سأتدبر الأمر بحيث أتيح الفرصة أمامك للعمل معي
قلت بسرعة :
" معك ؟ أم عندك ؟؟ "
استاء سيف من كلمتي هذه و همّ بالانصراف .
استوقفته و قدمت إليه اعتذاري ...
لقد كان اليأس يقتلني ... و لا شيء يثير اهتمامي في هذه الدنيا ...
قال سيف :
" المزيد من الصبر ... و سترى الخير إن شاء الله "
ثم تقدّم نحوي و قال :
" و الآن ... تعال معي ... فالأشخاص الذين سيتناولون العشاء معنا سيهمك التعرف إليهم "
لكنني رفضت ، لم أشأ أن أظهر أمام رجال الأعمال و أحرج صديقي ، لكوني شخص تافه خرج من السجن قبل أسابيع ...
" كما تشاء ... لكنك ستحضر غدا ! عشاء خاص بنا نحن فقط ! "
أومأت إيجابا ، إكراما لهذا الصديق الوفي ...
قال سيف :
" يا لك من رجل ! لقد أنسيتني ما جئت لأجله ! "
" ما هو ؟؟ "
" تلقيت اتصالا من والدك اليوم ، يريد منك أن تهاتفه للضرورة "
شعرت بقلق ، فلأجل ماذا يريدني والدي ؟؟
" أتعرف ما الأمر ؟؟ "
" لا فكرة لدي ، لكن عليك الاتصال بهم فورا "
و أشار إلى الهاتف المعلق على الجدار ...
قلت :
" الخط مقطوع ! "
" حقا ؟؟ "
أعاد سيف الملعقة و ما حوت على الطبق ... و ظل صامتا بضع ثوان ...
" ما بك ؟ ألم يعجبك ؟ "
أعني بذلك الفاصوليا
سيف تنهد ثم قال :
" وليد ... ما الذي تهذي به بربك ؟؟ "
تركت الملعقة تنساب من يدي ، و قد ظهرت علامات الجدية على وجهي الكئيب و قلت :
" أتخيل أمورا تسعدني ... و تملأ فراغي ... "
هز سيف رأسه اعتراضا ، و قال :
" ستصاب بالجنون إن بقيت هكذا يا وليد ! بل إنك أصبت به حتما ... ينبغي أن تراجع طبيبا "
دفعت بالكرسي للوراء و أنا انهض فجأة و استدير موليا سيف ظهري ...
سيف وقف بدوره ، و تابع :
" لا تفعل هذا بنفسك ... أتريد أن تجن ؟؟ "
استدرت إلى سيف ، و قلت :
" ما الفرق ؟ لم يعد ذلك مهم "
" كلا يا وليد ... لا تعتقد أن الدنيا قد انتهت عند هذا الحد ... لا يزال أمامك المستقبل و الحياة "
قاطعته بحدّة و زمجرت قائلا :
" المستقبل ؟؟ نعم المستقبل ... لرجل عاطل عن العمل متخرج من السجن لا يحمل سوى شهادة الثانوية المؤرخة قبل ثمان سنين ! و يخبئ بعض النقود التي استعارها من أبيه في جيب بنطاله ليشتري بها الفاصولياء المعلبة فيسد بها جوعه ... نعم إنه المستقبل "
سيف بدأ يتحدّث بانفعال قائلا :
" تعرف أن فرص العمل في البلد ضئيلة بسبب الحرب ، لكنني سأتدبر الأمر بحيث أتيح الفرصة أمامك للعمل معي
قلت بسرعة :
" معك ؟ أم عندك ؟؟ "
استاء سيف من كلمتي هذه و همّ بالانصراف .
استوقفته و قدمت إليه اعتذاري ...
لقد كان اليأس يقتلني ... و لا شيء يثير اهتمامي في هذه الدنيا ...
قال سيف :
" المزيد من الصبر ... و سترى الخير إن شاء الله "
ثم تقدّم نحوي و قال :
" و الآن ... تعال معي ... فالأشخاص الذين سيتناولون العشاء معنا سيهمك التعرف إليهم "
لكنني رفضت ، لم أشأ أن أظهر أمام رجال الأعمال و أحرج صديقي ، لكوني شخص تافه خرج من السجن قبل أسابيع ...
" كما تشاء ... لكنك ستحضر غدا ! عشاء خاص بنا نحن فقط ! "
أومأت إيجابا ، إكراما لهذا الصديق الوفي ...
قال سيف :
" يا لك من رجل ! لقد أنسيتني ما جئت لأجله ! "
" ما هو ؟؟ "
" تلقيت اتصالا من والدك اليوم ، يريد منك أن تهاتفه للضرورة "
شعرت بقلق ، فلأجل ماذا يريدني والدي ؟؟
" أتعرف ما الأمر ؟؟ "
" لا فكرة لدي ، لكن عليك الاتصال بهم فورا "
و أشار إلى الهاتف المعلق على الجدار ...
قلت :
" الخط مقطوع ! "
" حقا ؟؟ "
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" كما كانت الكهرباء و المياه أيضا ! تصور أنني عشت الأيام الأولى بلا نور و لا ماء ! "
ضحك سيف ثم قال :
" معك أنت يمكنني تصور كل شيء ! هل تريد هاتفي المحمول ؟ "
" لا لا ، سأتصل بهم من هاتف عام "
سار سيف نحو الباب مغادرا ، التفت قبل الانصراف و قال :
" موعدنا غدا مساءا ! "
" كما تريد "
و عدت إلى طبقي الفاصوليا التي بردت نوعا ما ، و أفرغتهما في معدتي ...
لم يكن في المنزل أي طعام ، و كنت اشتري المعلبات و التهم منها القدر الذي يبقيني حيا ...
تعمدت عدم الاتصال بأهلي طوال الأسابيع الماضية ، و عشت مع أطيافهم داخل المنزل
حاولت البحث عن عمل و لكن الأمر كان أصعب من أن يتم في غضون بضع أسابيع أو أشهر ...
في ذلك المساء ذهبت إلى أحد المحلات التجارية لشراء بعض الحاجيات ، قبل أن أجري المكالمة الهاتفية .
حين حان دوري للمحاسبة ، أخذ المحاسب يدقق النظر إلي بشكل غريب !
نظرت إليه باستغراب ، فقال :
" ألست وليد شاكر ؟؟ "
فوجئت ، فلم يبد لي وجه المحاسب مألوفا ... قلت :
" بلى ... هل تعرفني ؟؟ "
قال :
" و هل أنساك ! متى خرجت من السجن ؟؟ "
عندما نطق بهذه الجملة أثار اهتمام مجموعة من الزبائن فأخذوا ينظرون باتجاهي ...
شعرت بالحرج ، و تجاهلت السؤال ... فعاد المحاسب يقول :
" ألم تعرفني ؟ لقد كنت ُ زميلا للفتى الذي قتلته ! عمّار "
أخذ الجميع ينظر باتجاهي ، و شعرت بالعرق يسيل على صدغي ...
جاء صوت من مكان ما يقول :
" أ تقول أن المجرم قد خرج من السجن ؟؟ "
تلفت من حولي فرأيت الناس جميعا ينظرون إلي بعيون حمراء ، يقدح الشرر من بعضها ، و ينطلق الازدراء من بعضها الآخر ...
شعرت بجسمي يصغر ... يصغر ... يصغر ... ثم يختفي ...
خرجت من المكان بسرعة ... دون أن آخذ حاجياتي ، و ركبت سيارتي و انطلقت مسرعا تشيعني أنظار الجميع ...
لقد أصبحت ذا سمعة سيئة تشير إلي أصابع الناس بلقب مجرم ...
توقفت عند أحد الهواتف العامة ، و اتصلت بمنزل عائلتي في المدينة الأخرى ...
كانت الساعة حينئذ الحادية عشر ... و رن الهاتف عدة مرات و لم يجب أحد ...
و أنا واقف في مكاني أراقب بعض المارة ، تخيلتهم ينظرون إلي و يتحدثون سرا ...
ربما كانوا يقولون : إنه وليد المجرم !
و مرت مني سيارة شرطة تسير ببطء ...
شعرت برعشة شديدة تسري في جسدي لدى رؤيتها ، كانت النافذة مفتوحة و أطل منها الشرطي و أخذ ينظر باتجاهي
كدت أموت فزعا ... و تخيلته مقبلا نحوي ليقبض علي و يزج بي في السجن من جديد ...
شعور مرعب مفزع ...
ظلت يدي تضغط على أزرار عشوائية ، تتصل ربما بالمريخ أو المشتري ، دون أن أملك القدرة على التحكم بها ... حتى ابتعدت السيارة شيئا فشيئا و استعدت بعض الأمان ...
أعدت الاتصال بمنزل عائلتي و بعد ثلاث رنات أو أربع ، أجاب الطرف الآخر ...
" نعم ؟ "
لم أميز الصوت في البداية ، لكنه عندما كرر الكلمة أدركت أنها كانت رغد ...
" نعم ؟ من المتحدث ؟؟ "
ضحك سيف ثم قال :
" معك أنت يمكنني تصور كل شيء ! هل تريد هاتفي المحمول ؟ "
" لا لا ، سأتصل بهم من هاتف عام "
سار سيف نحو الباب مغادرا ، التفت قبل الانصراف و قال :
" موعدنا غدا مساءا ! "
" كما تريد "
و عدت إلى طبقي الفاصوليا التي بردت نوعا ما ، و أفرغتهما في معدتي ...
لم يكن في المنزل أي طعام ، و كنت اشتري المعلبات و التهم منها القدر الذي يبقيني حيا ...
تعمدت عدم الاتصال بأهلي طوال الأسابيع الماضية ، و عشت مع أطيافهم داخل المنزل
حاولت البحث عن عمل و لكن الأمر كان أصعب من أن يتم في غضون بضع أسابيع أو أشهر ...
في ذلك المساء ذهبت إلى أحد المحلات التجارية لشراء بعض الحاجيات ، قبل أن أجري المكالمة الهاتفية .
حين حان دوري للمحاسبة ، أخذ المحاسب يدقق النظر إلي بشكل غريب !
نظرت إليه باستغراب ، فقال :
" ألست وليد شاكر ؟؟ "
فوجئت ، فلم يبد لي وجه المحاسب مألوفا ... قلت :
" بلى ... هل تعرفني ؟؟ "
قال :
" و هل أنساك ! متى خرجت من السجن ؟؟ "
عندما نطق بهذه الجملة أثار اهتمام مجموعة من الزبائن فأخذوا ينظرون باتجاهي ...
شعرت بالحرج ، و تجاهلت السؤال ... فعاد المحاسب يقول :
" ألم تعرفني ؟ لقد كنت ُ زميلا للفتى الذي قتلته ! عمّار "
أخذ الجميع ينظر باتجاهي ، و شعرت بالعرق يسيل على صدغي ...
جاء صوت من مكان ما يقول :
" أ تقول أن المجرم قد خرج من السجن ؟؟ "
تلفت من حولي فرأيت الناس جميعا ينظرون إلي بعيون حمراء ، يقدح الشرر من بعضها ، و ينطلق الازدراء من بعضها الآخر ...
شعرت بجسمي يصغر ... يصغر ... يصغر ... ثم يختفي ...
خرجت من المكان بسرعة ... دون أن آخذ حاجياتي ، و ركبت سيارتي و انطلقت مسرعا تشيعني أنظار الجميع ...
لقد أصبحت ذا سمعة سيئة تشير إلي أصابع الناس بلقب مجرم ...
توقفت عند أحد الهواتف العامة ، و اتصلت بمنزل عائلتي في المدينة الأخرى ...
كانت الساعة حينئذ الحادية عشر ... و رن الهاتف عدة مرات و لم يجب أحد ...
و أنا واقف في مكاني أراقب بعض المارة ، تخيلتهم ينظرون إلي و يتحدثون سرا ...
ربما كانوا يقولون : إنه وليد المجرم !
و مرت مني سيارة شرطة تسير ببطء ...
شعرت برعشة شديدة تسري في جسدي لدى رؤيتها ، كانت النافذة مفتوحة و أطل منها الشرطي و أخذ ينظر باتجاهي
كدت أموت فزعا ... و تخيلته مقبلا نحوي ليقبض علي و يزج بي في السجن من جديد ...
شعور مرعب مفزع ...
ظلت يدي تضغط على أزرار عشوائية ، تتصل ربما بالمريخ أو المشتري ، دون أن أملك القدرة على التحكم بها ... حتى ابتعدت السيارة شيئا فشيئا و استعدت بعض الأمان ...
أعدت الاتصال بمنزل عائلتي و بعد ثلاث رنات أو أربع ، أجاب الطرف الآخر ...
" نعم ؟ "
لم أميز الصوت في البداية ، لكنه عندما كرر الكلمة أدركت أنها كانت رغد ...
" نعم ؟ من المتحدث ؟؟ "
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
كان فكي الأسفل لا يزال يرتجف أثر رؤية سيارة الشرطة ... و ربما سمعت رغد صوت اصطكاك أسناني بعضها ببعض ...
قربت السماعة من فمي أكثر ، و بيدي الأخرى أمسكت بفكي و طرف السماعة كمن يخشى تسرب صوته للخارج ...
ربما سمع رجال الشرطة صوتي و عادوا إلي !
قلت :
" أنا وليد "
لم أسمع أي صوت فظننت أن الطرف الآخر قد أقفل السماعة ، قلت :
" رغد ألا زلت معي ؟؟ "
" نعم "
ارتحت كثيرا لسماع صوتها
أو ربما ... تعذبت كثيرا ...
" وليد كيف حالك ؟ "
" أنا بخير ، ماذا عنكم ؟ "
" بخير . كنت أنتظرك ، أقصد كنا ننتظر اتصالك "
قلت بقلق :
" ما الأمر ؟؟ "
رغد قالت :
" لقد نام الجميع ، والدي يريد التحدث معك ، يجب أن تحضر "
أقلقني حديثها أكثر ، سألت :
" ما الخطب ؟؟ "
" إنه موضوع زواج دانه ! لن أخبرك بالتفاصيل و إلا وبختني ! يجب أن تحضر قبل مساء الأربعاء المقبل "
كان أمرا فاجأني ، و هو أكبر من أن أناقشه مع رغد و رغد بالذات على الهاتف في مثل هذا الوقت ... و المكان ...
لذا اختصرت المكالمة بنية الاتصال نهار اليوم التالي لمعرفة التفاصيل ...
" حسنا ، سأتصل غدا ... إلى اللقاء "
" وليد ... "
حينما سمعت اسمي على لسانها ارتجف فكي أكثر مما كان عند رؤية سيارة الشرطة ....
خرجت الكلمة التالية مبعثرة الحروف ...
" نـ ... ـعم ... صـ ... ـغيـ ... ـرتي ؟؟ "
" عد بسرعة ! "
و التي عادت بسرعة هي ذكريات الماضي ...
و الذي طردها بسرعة هو أنا
لم أكن أريد لشيء قد مات أن يعود للحياة ...
قلت :
" سأرى ، وداعا "
و بسرعة أيضا أغلقت السماعة ...
كم شعرت بقربها ... و بعدها ...
حينما عدت إلى المنزل ، وقفت مطولا أمام غرفة رغد أحدق ببابها ... حتى هذه اللحظة لم أجرؤ على فتحها هي بالذات من بين جميع غرف المنزل الموحش ...
دخلت إلى غرفتي الغارقة في الظلام ، و تمددت على سريري بهدوء ...
( عد بسرعة ... عد بسرعة ... عد بسرعة ... )
ظلت تدور برأسي حتى حفرت فيه خندقا عميقا !
سمعت طرقا على الباب ... طرقا خفيفا ... جلست بسرعة و ركزت نظري ناحية الباب ... كان الظلام شديدا ...
شيئا فشيئا بدأ الباب ينفتح ... و تتسلل خيوط الضوء للداخل
و عند الفتحة المتزايدة الحجم ، ظهرت رغد !
رغد وقفت تنظر إلي و وجهها عابس ... و الدموع منحدرة على خديها الناعمين ...
هتفت ...
قربت السماعة من فمي أكثر ، و بيدي الأخرى أمسكت بفكي و طرف السماعة كمن يخشى تسرب صوته للخارج ...
ربما سمع رجال الشرطة صوتي و عادوا إلي !
قلت :
" أنا وليد "
لم أسمع أي صوت فظننت أن الطرف الآخر قد أقفل السماعة ، قلت :
" رغد ألا زلت معي ؟؟ "
" نعم "
ارتحت كثيرا لسماع صوتها
أو ربما ... تعذبت كثيرا ...
" وليد كيف حالك ؟ "
" أنا بخير ، ماذا عنكم ؟ "
" بخير . كنت أنتظرك ، أقصد كنا ننتظر اتصالك "
قلت بقلق :
" ما الأمر ؟؟ "
رغد قالت :
" لقد نام الجميع ، والدي يريد التحدث معك ، يجب أن تحضر "
أقلقني حديثها أكثر ، سألت :
" ما الخطب ؟؟ "
" إنه موضوع زواج دانه ! لن أخبرك بالتفاصيل و إلا وبختني ! يجب أن تحضر قبل مساء الأربعاء المقبل "
كان أمرا فاجأني ، و هو أكبر من أن أناقشه مع رغد و رغد بالذات على الهاتف في مثل هذا الوقت ... و المكان ...
لذا اختصرت المكالمة بنية الاتصال نهار اليوم التالي لمعرفة التفاصيل ...
" حسنا ، سأتصل غدا ... إلى اللقاء "
" وليد ... "
حينما سمعت اسمي على لسانها ارتجف فكي أكثر مما كان عند رؤية سيارة الشرطة ....
خرجت الكلمة التالية مبعثرة الحروف ...
" نـ ... ـعم ... صـ ... ـغيـ ... ـرتي ؟؟ "
" عد بسرعة ! "
و التي عادت بسرعة هي ذكريات الماضي ...
و الذي طردها بسرعة هو أنا
لم أكن أريد لشيء قد مات أن يعود للحياة ...
قلت :
" سأرى ، وداعا "
و بسرعة أيضا أغلقت السماعة ...
كم شعرت بقربها ... و بعدها ...
حينما عدت إلى المنزل ، وقفت مطولا أمام غرفة رغد أحدق ببابها ... حتى هذه اللحظة لم أجرؤ على فتحها هي بالذات من بين جميع غرف المنزل الموحش ...
دخلت إلى غرفتي الغارقة في الظلام ، و تمددت على سريري بهدوء ...
( عد بسرعة ... عد بسرعة ... عد بسرعة ... )
ظلت تدور برأسي حتى حفرت فيه خندقا عميقا !
سمعت طرقا على الباب ... طرقا خفيفا ... جلست بسرعة و ركزت نظري ناحية الباب ... كان الظلام شديدا ...
شيئا فشيئا بدأ الباب ينفتح ... و تتسلل خيوط الضوء للداخل
و عند الفتحة المتزايدة الحجم ، ظهرت رغد !
رغد وقفت تنظر إلي و وجهها عابس ... و الدموع منحدرة على خديها الناعمين ...
هتفت ...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
" رغد ! "
بدأت تسير نحوي بخطى صغيرة حزينة ... مددت ذراعي و ناديتها :
" رغد تعالي ... "
لكنها توقفت ... و قالت :
" وليد ... عد بسرعة "
ثم استدارت عائدة من حيث أتت
جن جنوني و أنا أراها تغادر
قفزت عن سريري و ركضت باتجاهها و أنا أهتف :
" رغد انتظري ...
رغد لقد عدت ...
رغد لا تذهبي "
لكنني عندما وصلت إلى الباب كانت قد اختفت ...
أسرعت إلى غرفتها أطرق بابها بعنف ...
كدت أكسره ، أو أكسر عظامي ... لكنه ظل موصدا ...
كما هي أبواب الدنيا كلها أمام وجهي ...
أفقت من النوم مذعورا ، فوجدت الغرفة تسبح في الظلام و الباب مغلق ...
لم يكن غير كابوس من الكوابيس التي تطاردني منذ سنين ...
و رغم انها تعذبني ، ألا أنها تمنحني الفرصة لرؤية صغيرتي التي حرمت منها منذ سنين ... و لم يعد لها وجدود ...
في اليوم التالي ، اتصلت بوالدي و عرفت منه تفاصيل الموضوع ... و لكم أن تتصوروا اللهفة التي كان هو و أمي و دانة أيضا ... يخاطبوني بها
أختي الصغيرة ... التي كبرت بعيدا عن أنظاري و رعايتي و اهتمامي ، أصبحت عروسا
" وليد يجب أن تحضر و تجلب لي هدية أيضا ! "
و الآن ... و بعد مرور شهر واحد من هروبي منهم ، و عزلتي في المنزل، صار علي أن أعود إليهم من جديد ... أجر أذيال الخيبة و الفشل ...
في المساء ، ذهبت لسيف و أخبرته بما جد من أمري ، و أخبرني بأنه استطاع تدبير وظيفة لي في الشركة التي يعمل فيها و يملك جزءا منها
و بدأ أول أبواب الدنيا ينفتح أمامي أخيرا ...
" يجب أن تعود بأسرع ما يمكن لتباشر العمل "
بدأت تسير نحوي بخطى صغيرة حزينة ... مددت ذراعي و ناديتها :
" رغد تعالي ... "
لكنها توقفت ... و قالت :
" وليد ... عد بسرعة "
ثم استدارت عائدة من حيث أتت
جن جنوني و أنا أراها تغادر
قفزت عن سريري و ركضت باتجاهها و أنا أهتف :
" رغد انتظري ...
رغد لقد عدت ...
رغد لا تذهبي "
لكنني عندما وصلت إلى الباب كانت قد اختفت ...
أسرعت إلى غرفتها أطرق بابها بعنف ...
كدت أكسره ، أو أكسر عظامي ... لكنه ظل موصدا ...
كما هي أبواب الدنيا كلها أمام وجهي ...
أفقت من النوم مذعورا ، فوجدت الغرفة تسبح في الظلام و الباب مغلق ...
لم يكن غير كابوس من الكوابيس التي تطاردني منذ سنين ...
و رغم انها تعذبني ، ألا أنها تمنحني الفرصة لرؤية صغيرتي التي حرمت منها منذ سنين ... و لم يعد لها وجدود ...
في اليوم التالي ، اتصلت بوالدي و عرفت منه تفاصيل الموضوع ... و لكم أن تتصوروا اللهفة التي كان هو و أمي و دانة أيضا ... يخاطبوني بها
أختي الصغيرة ... التي كبرت بعيدا عن أنظاري و رعايتي و اهتمامي ، أصبحت عروسا
" وليد يجب أن تحضر و تجلب لي هدية أيضا ! "
و الآن ... و بعد مرور شهر واحد من هروبي منهم ، و عزلتي في المنزل، صار علي أن أعود إليهم من جديد ... أجر أذيال الخيبة و الفشل ...
في المساء ، ذهبت لسيف و أخبرته بما جد من أمري ، و أخبرني بأنه استطاع تدبير وظيفة لي في الشركة التي يعمل فيها و يملك جزءا منها
و بدأ أول أبواب الدنيا ينفتح أمامي أخيرا ...
" يجب أن تعود بأسرع ما يمكن لتباشر العمل "
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
الحلقه السادسة عشر
~ البارد الحارق ~
أكاد أطير من الفرح ... لأن وليد سيأتي اليوم ...
إنني منذ وقعت عيناي عليه يوم حضوره قبل شهر ، و أنا أحس بشيء غريب يتحرك بداخلي !
أهي كريات الدم في عروقي ؟؟
أم شحنات الكهرباء في أعصابي ؟؟
أم تيارات الهواء في صدري ؟؟
بين الفينة و الأخرى ، أخرج إلى فناء المنزل ... و أترقب حضوره
متى سيصل ؟؟
سامر أيضا سيعود هذه الليلة ، فمنذ سافر للمدينة الأخرى قبل أسابيع من أجل العمل لم نره ...
استدرت للخلف ، فإذا بأمي واقفة عند المدخل الرئيسي ، تنظر إلي !
" رغد ... ما ذا تفعلين ؟؟ "
اضطربت قليلا ، ثم قلت :
لا شيء ...
والدتي ابتسمت ، و قالت :
" لقد قال سامر إنه سيصل ليلا ! لا تُقلقي أعصابك ! "
شعرت بغصة في حلقي و كدت أختنق !
إنني لم أر سامر منذ أسابيع ... و أعلم أنه سيعود ليلا ... لكنني ... لكنني كنت أرتقب وليد !
كان هذا يوم الأربعاء ... ، و في هذا المساء سيتم عقد قران دانة ...
إنها مشغولة جدا هذا اليوم ، و كذلك هي أمي ... و الاضطراب يسود الأجواء ...
" تعالي و ساعدينا ! "
ألقيت نظرة على الباب الخارجي للمنزل ، و مضيت مذعنة لطلب أمي !
كانت دانة تجفف شعرها بمجفف الشعر الكهربائي المزعج ، قلت :
" فيم أساعدك ؟؟ "
و يبدو أن صوته الطاغي منعها من سماعي ، فكررت بصوت عال :
" دانة فيم أساعدك ؟؟ "
انتبهت لي أخيرا ، و قالت :
" تعالي رغد و جففي هذا المتعب ! "
دانة كان لها شعر طويل و كثيف مع بعض التموج ، على العكس من شعري القصير الأملس الناعم !
تناولت المجفف الساخن من يدها و بدأت العمل !
صوت هذا الجهاز قوي و أخشى أن يعيق أذني عن سماع صوت جرس الباب !
مرت الدقائق و أنا أحاول الإسراع من أجل العودة للفناء !
" رغد ! جففي بأمانة ! "
قالت ذلك دانة و هي تنظر إلي عبر المرآة ... فابتسمت !
فستان دانة كان جميلا و أنيقا جدا ، و موضوعا على سريرها بعناية
لدانة ذوق رائع جدا في اختيار الملابس و الحلي و أدوات التجميل !
لدى عبور هذه الفكرة برأسي تذكرت طقم الحلي الذي رأيته ليلة الأمس و أثار إعجابي الشديد و أردت اقتنائه ، غير أن نقودي لم تكن كافية فأجلت الأمر لهذا اليوم
" يجب أن أذهب مع آبى لشراء ذلك الطقم قبل أن يحل الظلام ! "
" حقا ستشترينه ؟ إنه باهظ الثمن ! "
" طبعا سأشتريه ! ماذا سأضع هذه الليلة إذن ؟؟ "
" لم لا تضعين العقد الذي أهدتك إياه والدتي قبل أسابيع ؟؟ "
لم تعجبني الفكرة ، فلقد رأته لمياء ـ شقيقة نوّار ، خطيب دانة ـ يوم حفلتي !
إنها أمور نكترث لها نحن الفتيات !
أو على الأقل ، معظمنا !
~ البارد الحارق ~
أكاد أطير من الفرح ... لأن وليد سيأتي اليوم ...
إنني منذ وقعت عيناي عليه يوم حضوره قبل شهر ، و أنا أحس بشيء غريب يتحرك بداخلي !
أهي كريات الدم في عروقي ؟؟
أم شحنات الكهرباء في أعصابي ؟؟
أم تيارات الهواء في صدري ؟؟
بين الفينة و الأخرى ، أخرج إلى فناء المنزل ... و أترقب حضوره
متى سيصل ؟؟
سامر أيضا سيعود هذه الليلة ، فمنذ سافر للمدينة الأخرى قبل أسابيع من أجل العمل لم نره ...
استدرت للخلف ، فإذا بأمي واقفة عند المدخل الرئيسي ، تنظر إلي !
" رغد ... ما ذا تفعلين ؟؟ "
اضطربت قليلا ، ثم قلت :
لا شيء ...
والدتي ابتسمت ، و قالت :
" لقد قال سامر إنه سيصل ليلا ! لا تُقلقي أعصابك ! "
شعرت بغصة في حلقي و كدت أختنق !
إنني لم أر سامر منذ أسابيع ... و أعلم أنه سيعود ليلا ... لكنني ... لكنني كنت أرتقب وليد !
كان هذا يوم الأربعاء ... ، و في هذا المساء سيتم عقد قران دانة ...
إنها مشغولة جدا هذا اليوم ، و كذلك هي أمي ... و الاضطراب يسود الأجواء ...
" تعالي و ساعدينا ! "
ألقيت نظرة على الباب الخارجي للمنزل ، و مضيت مذعنة لطلب أمي !
كانت دانة تجفف شعرها بمجفف الشعر الكهربائي المزعج ، قلت :
" فيم أساعدك ؟؟ "
و يبدو أن صوته الطاغي منعها من سماعي ، فكررت بصوت عال :
" دانة فيم أساعدك ؟؟ "
انتبهت لي أخيرا ، و قالت :
" تعالي رغد و جففي هذا المتعب ! "
دانة كان لها شعر طويل و كثيف مع بعض التموج ، على العكس من شعري القصير الأملس الناعم !
تناولت المجفف الساخن من يدها و بدأت العمل !
صوت هذا الجهاز قوي و أخشى أن يعيق أذني عن سماع صوت جرس الباب !
مرت الدقائق و أنا أحاول الإسراع من أجل العودة للفناء !
" رغد ! جففي بأمانة ! "
قالت ذلك دانة و هي تنظر إلي عبر المرآة ... فابتسمت !
فستان دانة كان جميلا و أنيقا جدا ، و موضوعا على سريرها بعناية
لدانة ذوق رائع جدا في اختيار الملابس و الحلي و أدوات التجميل !
لدى عبور هذه الفكرة برأسي تذكرت طقم الحلي الذي رأيته ليلة الأمس و أثار إعجابي الشديد و أردت اقتنائه ، غير أن نقودي لم تكن كافية فأجلت الأمر لهذا اليوم
" يجب أن أذهب مع آبى لشراء ذلك الطقم قبل أن يحل الظلام ! "
" حقا ستشترينه ؟ إنه باهظ الثمن ! "
" طبعا سأشتريه ! ماذا سأضع هذه الليلة إذن ؟؟ "
" لم لا تضعين العقد الذي أهدتك إياه والدتي قبل أسابيع ؟؟ "
لم تعجبني الفكرة ، فلقد رأته لمياء ـ شقيقة نوّار ، خطيب دانة ـ يوم حفلتي !
إنها أمور نكترث لها نحن الفتيات !
أو على الأقل ، معظمنا !
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
قلت :
" بل سأشتري شيئا جديدا ! يليق بقرانك ! "
و ضحكنا !
لمحت والدتي مقبلة من ناحية الباب فأوقفت تشغيل الجهاز و قلت بسرعة :
" هل حضر ؟ "
ثم أضفت بسرعة ، تغطية على الحقيقة :
" أقصد والدي ؟ أريد أن يصحبني لسوق المجوهرات ! "
قالت والدتي :
" ماذا تودين من سوق المجوهرات ؟؟ "
" سأشتري عقدا جديدا أرتديه الليلة ! "
بدا على والدتي بعض الاستياء ... ثم قالت :
" أليس لديك ما يناسب ؟ سأعيرك مما عندي إن شئت "
عرفت من طريقة كلامها أنها لا تريد مني شراء المزيد .
أعدت تشغيل الجهاز و واصلت تجفيف شعر دانة الطويل حتى انتهيت ... بصمت ...
بعدها خرجت من الغرفة قاصدة الذهاب إلى غرفتي ، إذ أن بي شحنة استياء أريد إفراغها ...
و أنا أمر من والدتي قالت :
" رغد اذهبي للمطبخ و أتمي تحضير الكعك ، سأوافيك بعد قليل "
أذعنت للأمر ... و قضيت قرابة الساعة في عمل المطبخ الممل ، حتى أتت والدتي وتقاسمنا العمل ...
بعد فترة همت بالانصراف ، فبالي مشغول بانتظار وليد ، و حين رأتني أمي سائرة نحو الباب :
" إلى أين رغد ؟؟ "
" سأذهب للاستحمام ! "
" انتظري ! تعرفين ما من مساعد لي غيرك اليوم ... ! اغسلي الأطباق و الصواني و رتبي الأواني في أماكنها ، ثم تولي كي و طي الملابس ! العمل كثير هذا اليوم ! "
شعرت بالضيق ! لم أكن أحب العمل في المطبخ و كنت أتولى أقل من ثلث العمل المقسم بيننا نحن الثلاث ، أمي و دانة و أنا ، لكنني اليوم مضطرة للتضحية بنعومة يدي !
أثناء ترتيبي للأواني سمعت صوتا مقبلا من جهة مدخل المنزل الرئيسي
ربما يكون وليد !
أسرعت بوضع الأواني على عجل فانزلق من يدي بعضها و تحطم على الأرضية الملساء الصلبة !
" أوه رغد ! ماذا فعلت ! "
والدتي نظرت إلي بانزعاج ، فزاد ضيقي ..
" انزلقت من يدي ! "
و تركت كل شيء و هممت بالانصراف
" إلى أين ؟؟ "
" سأرى من عند الباب أمي ! "
و لم أكد أغادر ، إذ أن والدي قد وصل ، و دخل المطبخ يحمل الكثير من الأغراض
عدت إلى الأواني المحطمة أرفعها عن الأرض و أنظف الأرضية من شظايا الزجاج
ثم كان علي ترتيب الأغراض التي جلبها أبي في أماكنها المخصصة ... و الكثير الكثير قمت به فيما دانة في غرفتها ، تسرح شعرها و تتزين !
حالما انتهيت من جزء من عمل المطبخ ، قلت لوالدي و الذي كان يجلس على المقعد عند الطاولة يكتب بعض الملاحظات على ورقة صغيرة :
" أبي ... هل لا اصطحبتني إلى أحد محلات الحلي ؟ لي حاجة سأشتريها و أعود "
أمي نظرت إلي و قالت مباشرة :
" عدنا لذلك ؟ خذي ما تشائين من حليي و لا داعي لإضاعة المال و الوقت ! لدينا الكثير لنفعله الآن ! "
قلت :
" و لكن ... إنه جميل جدا و أريد أن أرتديه الليلة ! "
" بل سأشتري شيئا جديدا ! يليق بقرانك ! "
و ضحكنا !
لمحت والدتي مقبلة من ناحية الباب فأوقفت تشغيل الجهاز و قلت بسرعة :
" هل حضر ؟ "
ثم أضفت بسرعة ، تغطية على الحقيقة :
" أقصد والدي ؟ أريد أن يصحبني لسوق المجوهرات ! "
قالت والدتي :
" ماذا تودين من سوق المجوهرات ؟؟ "
" سأشتري عقدا جديدا أرتديه الليلة ! "
بدا على والدتي بعض الاستياء ... ثم قالت :
" أليس لديك ما يناسب ؟ سأعيرك مما عندي إن شئت "
عرفت من طريقة كلامها أنها لا تريد مني شراء المزيد .
أعدت تشغيل الجهاز و واصلت تجفيف شعر دانة الطويل حتى انتهيت ... بصمت ...
بعدها خرجت من الغرفة قاصدة الذهاب إلى غرفتي ، إذ أن بي شحنة استياء أريد إفراغها ...
و أنا أمر من والدتي قالت :
" رغد اذهبي للمطبخ و أتمي تحضير الكعك ، سأوافيك بعد قليل "
أذعنت للأمر ... و قضيت قرابة الساعة في عمل المطبخ الممل ، حتى أتت والدتي وتقاسمنا العمل ...
بعد فترة همت بالانصراف ، فبالي مشغول بانتظار وليد ، و حين رأتني أمي سائرة نحو الباب :
" إلى أين رغد ؟؟ "
" سأذهب للاستحمام ! "
" انتظري ! تعرفين ما من مساعد لي غيرك اليوم ... ! اغسلي الأطباق و الصواني و رتبي الأواني في أماكنها ، ثم تولي كي و طي الملابس ! العمل كثير هذا اليوم ! "
شعرت بالضيق ! لم أكن أحب العمل في المطبخ و كنت أتولى أقل من ثلث العمل المقسم بيننا نحن الثلاث ، أمي و دانة و أنا ، لكنني اليوم مضطرة للتضحية بنعومة يدي !
أثناء ترتيبي للأواني سمعت صوتا مقبلا من جهة مدخل المنزل الرئيسي
ربما يكون وليد !
أسرعت بوضع الأواني على عجل فانزلق من يدي بعضها و تحطم على الأرضية الملساء الصلبة !
" أوه رغد ! ماذا فعلت ! "
والدتي نظرت إلي بانزعاج ، فزاد ضيقي ..
" انزلقت من يدي ! "
و تركت كل شيء و هممت بالانصراف
" إلى أين ؟؟ "
" سأرى من عند الباب أمي ! "
و لم أكد أغادر ، إذ أن والدي قد وصل ، و دخل المطبخ يحمل الكثير من الأغراض
عدت إلى الأواني المحطمة أرفعها عن الأرض و أنظف الأرضية من شظايا الزجاج
ثم كان علي ترتيب الأغراض التي جلبها أبي في أماكنها المخصصة ... و الكثير الكثير قمت به فيما دانة في غرفتها ، تسرح شعرها و تتزين !
حالما انتهيت من جزء من عمل المطبخ ، قلت لوالدي و الذي كان يجلس على المقعد عند الطاولة يكتب بعض الملاحظات على ورقة صغيرة :
" أبي ... هل لا اصطحبتني إلى أحد محلات الحلي ؟ لي حاجة سأشتريها و أعود "
أمي نظرت إلي و قالت مباشرة :
" عدنا لذلك ؟ خذي ما تشائين من حليي و لا داعي لإضاعة المال و الوقت ! لدينا الكثير لنفعله الآن ! "
قلت :
" و لكن ... إنه جميل جدا و أريد أن أرتديه الليلة ! "
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
قالت :
" هيا يا رغد ! عوضا عن ذلك رتبي الملابس أو غرفة الضيوف و الصالة ... النهار يودعنا "
لم أناقش أمي ، بل نظرت إلى أبي و هو منهمك في تدوين كلمات على الورقة و قلت :
" أبي ... لن أتأخر ! سأشتريه و نعود فورا ! "
والدي قال دون أن يرفع عينيه عن الورقة :
" فيما بعد رغد ، لدي مهام أخرى أقوم بها الآن "
خرجت من المطبخ و أنا أشعر بالخيبة و الخذلان ... و ذهبت إلى الغرفة الخاصة بالملابس ، أكويها و أطويها و أرتبها ، و دمعة تتسلل من بين حدقتي من حين لآخر ...
كنت أكوي فستاني الجديد الذي سأرتديه الليلة بشرود و أسى ...
لماذا علي أن أعمل بهذا الشكل !؟
لماذا لا يجلب والدي خادمة للمنزل ؟؟
هنا سمعت صوت جرس الباب يقرع ...
لابد أنه وليد !
تركت كل شيء بإهمال و طرت نحو باب المخرج ، في نفس اللحظة التي أقبل فيها والدي نحو الباب ...
قال :
" اذهبي و ارتدي الحجاب ، قد يكون وليد ! "
رجعت فورا إلى غرفة الملابس و سحبت حجابا لي من كومة الملابس
( المجعدة ) و لبسته كيفما اتفق ، و هرعت نحو المدخل ...
فتحت باب المدخل لأطل على الفناء الخارجي ، و أرى أبي و وليد متعانقين عند البوابة الخارجية ...
أقبلت أمي مسرعة و فتحت الباب و خرجت مهرولة إلى وليد ...
وقفت أنا عند الباب الداخلي أنظر و دموعي تفيض من عيني رغما عنها ...
لقد كان وليد واقفا بطوله و عرضه و جسده العظيم ، يحجب أشعة الغروب عن وداع ما غطاه ظله الكبير ، يضم والديه إلى صدره و ينهال برأسه البارز على رأسيهما بالقبل ...
وقفت أراقب ... و أنتظر ...
لقد طال العناق و الترحيب ... و لم يلتفت أو لم ينتبه إلي !
و فيما أنا كذلك ، و إذا بالباب يفتح ، و تنطلق منه دانة مسرعة كالقذيفة الموجهة نحو وليد !
تعانقا عناقا حميما جدا ، و دانة تقول بفرح :
" كنت واثقة من أنك ستحضر ! كنت واثقة من ذلك "
و وليد يضمها إلى صدره ثم يقبل جبينها و يقول :
" طبعا سآتي ! كم شقيقة لدي ؟؟ ... ألف مبروك عزيزتي "
كل هذه الحرارة المنبعثة من اللقاء الحميم أمام عيني جعلتني أنصهر !
و بدا أن دموعي على وشك التبخر من فرط حرارة خدي ّ
وليد !
من أي طينة خلقت أنت ؟؟ و لماذا تنبعث منك حرارة حارقة بهذا الشكل !
ألا تحس الأشجار أن الشمس قد ارتفعت بعد الغروب !؟
و أخيرا ، تحرك الثلاثة مقبلين نحوي ... نحو المدخل ...
أخيرا لامست نظراتي الجمرتين المتقدتين ، المتمركزتين أعلى ذلك الرأس ... مفصولتين بمعقوف حاد ، يزيدهما شرارا ... و حدة ... و اشتعالا !
توهج وجهي احمرارا و تلعثم قلبي في نطق دقاته المتراكضة ... و شعرت بجريان الأشياء الغريبة في داخلي ...
الدماء
سيالات الأعصاب
و الأنفاس !
و هو يخطو مقتربا ، و حجمه يزداد ... و رأسه يعلو ... و عنقي يرتفع !
سقطت أنظاري فجأة أرضا و كأن عضلات عيني قد شلت ! لم أستطع رفعهما للأعلى لحظتها ...
و جاء صوته أخيرا يدق طبلتي أذني ...
بل يكاد يمزقهما !
" كيف حالك صغيرتي ؟؟ "
" هيا يا رغد ! عوضا عن ذلك رتبي الملابس أو غرفة الضيوف و الصالة ... النهار يودعنا "
لم أناقش أمي ، بل نظرت إلى أبي و هو منهمك في تدوين كلمات على الورقة و قلت :
" أبي ... لن أتأخر ! سأشتريه و نعود فورا ! "
والدي قال دون أن يرفع عينيه عن الورقة :
" فيما بعد رغد ، لدي مهام أخرى أقوم بها الآن "
خرجت من المطبخ و أنا أشعر بالخيبة و الخذلان ... و ذهبت إلى الغرفة الخاصة بالملابس ، أكويها و أطويها و أرتبها ، و دمعة تتسلل من بين حدقتي من حين لآخر ...
كنت أكوي فستاني الجديد الذي سأرتديه الليلة بشرود و أسى ...
لماذا علي أن أعمل بهذا الشكل !؟
لماذا لا يجلب والدي خادمة للمنزل ؟؟
هنا سمعت صوت جرس الباب يقرع ...
لابد أنه وليد !
تركت كل شيء بإهمال و طرت نحو باب المخرج ، في نفس اللحظة التي أقبل فيها والدي نحو الباب ...
قال :
" اذهبي و ارتدي الحجاب ، قد يكون وليد ! "
رجعت فورا إلى غرفة الملابس و سحبت حجابا لي من كومة الملابس
( المجعدة ) و لبسته كيفما اتفق ، و هرعت نحو المدخل ...
فتحت باب المدخل لأطل على الفناء الخارجي ، و أرى أبي و وليد متعانقين عند البوابة الخارجية ...
أقبلت أمي مسرعة و فتحت الباب و خرجت مهرولة إلى وليد ...
وقفت أنا عند الباب الداخلي أنظر و دموعي تفيض من عيني رغما عنها ...
لقد كان وليد واقفا بطوله و عرضه و جسده العظيم ، يحجب أشعة الغروب عن وداع ما غطاه ظله الكبير ، يضم والديه إلى صدره و ينهال برأسه البارز على رأسيهما بالقبل ...
وقفت أراقب ... و أنتظر ...
لقد طال العناق و الترحيب ... و لم يلتفت أو لم ينتبه إلي !
و فيما أنا كذلك ، و إذا بالباب يفتح ، و تنطلق منه دانة مسرعة كالقذيفة الموجهة نحو وليد !
تعانقا عناقا حميما جدا ، و دانة تقول بفرح :
" كنت واثقة من أنك ستحضر ! كنت واثقة من ذلك "
و وليد يضمها إلى صدره ثم يقبل جبينها و يقول :
" طبعا سآتي ! كم شقيقة لدي ؟؟ ... ألف مبروك عزيزتي "
كل هذه الحرارة المنبعثة من اللقاء الحميم أمام عيني جعلتني أنصهر !
و بدا أن دموعي على وشك التبخر من فرط حرارة خدي ّ
وليد !
من أي طينة خلقت أنت ؟؟ و لماذا تنبعث منك حرارة حارقة بهذا الشكل !
ألا تحس الأشجار أن الشمس قد ارتفعت بعد الغروب !؟
و أخيرا ، تحرك الثلاثة مقبلين نحوي ... نحو المدخل ...
أخيرا لامست نظراتي الجمرتين المتقدتين ، المتمركزتين أعلى ذلك الرأس ... مفصولتين بمعقوف حاد ، يزيدهما شرارا ... و حدة ... و اشتعالا !
توهج وجهي احمرارا و تلعثم قلبي في نطق دقاته المتراكضة ... و شعرت بجريان الأشياء الغريبة في داخلي ...
الدماء
سيالات الأعصاب
و الأنفاس !
و هو يخطو مقتربا ، و حجمه يزداد ... و رأسه يعلو ... و عنقي يرتفع !
سقطت أنظاري فجأة أرضا و كأن عضلات عيني قد شلت ! لم أستطع رفعهما للأعلى لحظتها ...
و جاء صوته أخيرا يدق طبلتي أذني ...
بل يكاد يمزقهما !
" كيف حالك صغيرتي ؟؟ "
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
و كلمة صغيرتي هذه تجعلني أحس أكثر و أكثر بصغر حجمي و ضآلتي أمام هذا العملاق الحارق !
رفعت عيني أخيرا ببعض الجهد و أنا أضم شفتي مع بعضهما البعض استعدادا للنطق !
" بخير ... "
و لكن ... حين وصلت عيناي إلى جمرتيه ، كانتا قد ابتعدتا ...
لم يكن وليد ينظر إلي ، و لا حتى ينتظر جوابي !
لقد ألقى سؤاله بشكل عابر و أشاح بوجهه عني قبل أن يسمع حتى الإجابة ... و هاهي دانة تفتح الباب ... و هاهو يدخل من بعدها ... و يدخل والداي من بعده ... و ينغلق الباب من بعدهم !
وقفت متحجرة في مكاني لا شيء بي يتحرك ... حتى عيناي بقيتا معلقتين في النقطة التي ظنتا أنهما ستقابلان عيني وليد عندها ...
مرت برهة ... و أنا أحدق في الفراغ !
هل كان وليد هنا ؟؟
هل مر وليد من هنا ؟؟
هل رأته عيناي حقا ؟؟؟
لم أجد جوابا حقيقيا ...
بدا كل شيء كالوهم و الخيال !
أفقت من شرودي و استدرت ، و فتحت الباب فدخلت ... و وصلتني أصوات أفراد أسرتي من غرفة المعيشة ...
حركت قدمي بإعياء شديد متجهة إلى حيث هم يجلسون ...
كان وليد يجلس على مقعد كبير ، و هم إلى جانبيه ... لا أظن أن أحدا انتبه لوجودي ! وقفت عند مدخل الغرفة أراقبهم و جميعهم مسرورون و أنا تعيسة !
بعد قليل ، أمي قالت فجأة :
" أتشمون رائحة شيء يحترق ؟؟ "
الشيء الذي قفز إلى رأسي هو المقعد الذي يجلسون عليه ! ربما احترق من حرارة وليد !
و بالفعل شممت الرائحة !
" إنها قادمة من هناك ! "
و أشارت والدتي نحوي ... طبعا كانت تقصد من خارج الغرفة ألا أنني ألقيت نظرة سريعة على ملابسي لأتأكد من أنها لا تقصدني !
و قفت أمي و كذلك وقف الجميع ، و أقبلت هي مسرعة قاصدة التوجه نحو المطبخ ...
لم تجد ما يحترق هناك ... ثم سمعت صوتها تنادي بقوة:
" رغد تعالي إلى هنا "
ذهبت إليها ، كانت في غرفة الملابس ... تفصل سلك المكواة عن مقبس الكهرباء !
صحت :
" أوه ! يا إلهي ! "
و أسرعت إلى الفستان الذي نسيت المكواة فوقه و خرجت مسرعة لاستقبال وليد !
" انظري ما فعلت ! سترتدينه الليلة محروقا بهذا الشكل ! "
أخذت الفستان و جعلت أدقق النظر في البقعة المحروقة ، و أعض شفتي أسفا و حسرة ...
" ماذا سأفعل الآن ؟؟ "
قلت بيأس ... فأجابت أمي بغضب :
" ترتدينه محروقا ! فنحن لم نشتره لنرميه "
عند هذا الحد ... و لم أتمالك نفسي ...
و انخرطت في بكاء شديد رغما عني ...
في نفس اللحظة التي كانت أمي تغادر فيها الغرفة كان البقية مقبلين يتساءلون عما حدث و ما احترق ...
والدي قال :
" ماذا حصل ؟؟ "
أمي أجابت باستياء :
" تركت فستانها يحترق ! و قبل قليل كسرت الأطباق ! لا أعرف متى ستكبر هذه الفتاة "
كان الأمر سيغدو مختلفا لو أن وليد لم يكن موجودا يرى و يسمع ...
كم شعرت بالحرج و الخجل ...
إنني لست طفلة و مثل هذه الأمور لم تكن لتحدث لو أنني لم أكن مضطربة و مشتتة هذا اليوم ... كما و أن أمي لم تكن لتصرخ بوجهي هكذا لو لم تكن هي الأخرى مضطربة و قلقة ، بسبب الليلة ...
رميت بالفستان جانبا و أسرعت الخطى قاصدة الهروب و الاختفاء عن الأنظار ...
رفعت عيني أخيرا ببعض الجهد و أنا أضم شفتي مع بعضهما البعض استعدادا للنطق !
" بخير ... "
و لكن ... حين وصلت عيناي إلى جمرتيه ، كانتا قد ابتعدتا ...
لم يكن وليد ينظر إلي ، و لا حتى ينتظر جوابي !
لقد ألقى سؤاله بشكل عابر و أشاح بوجهه عني قبل أن يسمع حتى الإجابة ... و هاهي دانة تفتح الباب ... و هاهو يدخل من بعدها ... و يدخل والداي من بعده ... و ينغلق الباب من بعدهم !
وقفت متحجرة في مكاني لا شيء بي يتحرك ... حتى عيناي بقيتا معلقتين في النقطة التي ظنتا أنهما ستقابلان عيني وليد عندها ...
مرت برهة ... و أنا أحدق في الفراغ !
هل كان وليد هنا ؟؟
هل مر وليد من هنا ؟؟
هل رأته عيناي حقا ؟؟؟
لم أجد جوابا حقيقيا ...
بدا كل شيء كالوهم و الخيال !
أفقت من شرودي و استدرت ، و فتحت الباب فدخلت ... و وصلتني أصوات أفراد أسرتي من غرفة المعيشة ...
حركت قدمي بإعياء شديد متجهة إلى حيث هم يجلسون ...
كان وليد يجلس على مقعد كبير ، و هم إلى جانبيه ... لا أظن أن أحدا انتبه لوجودي ! وقفت عند مدخل الغرفة أراقبهم و جميعهم مسرورون و أنا تعيسة !
بعد قليل ، أمي قالت فجأة :
" أتشمون رائحة شيء يحترق ؟؟ "
الشيء الذي قفز إلى رأسي هو المقعد الذي يجلسون عليه ! ربما احترق من حرارة وليد !
و بالفعل شممت الرائحة !
" إنها قادمة من هناك ! "
و أشارت والدتي نحوي ... طبعا كانت تقصد من خارج الغرفة ألا أنني ألقيت نظرة سريعة على ملابسي لأتأكد من أنها لا تقصدني !
و قفت أمي و كذلك وقف الجميع ، و أقبلت هي مسرعة قاصدة التوجه نحو المطبخ ...
لم تجد ما يحترق هناك ... ثم سمعت صوتها تنادي بقوة:
" رغد تعالي إلى هنا "
ذهبت إليها ، كانت في غرفة الملابس ... تفصل سلك المكواة عن مقبس الكهرباء !
صحت :
" أوه ! يا إلهي ! "
و أسرعت إلى الفستان الذي نسيت المكواة فوقه و خرجت مسرعة لاستقبال وليد !
" انظري ما فعلت ! سترتدينه الليلة محروقا بهذا الشكل ! "
أخذت الفستان و جعلت أدقق النظر في البقعة المحروقة ، و أعض شفتي أسفا و حسرة ...
" ماذا سأفعل الآن ؟؟ "
قلت بيأس ... فأجابت أمي بغضب :
" ترتدينه محروقا ! فنحن لم نشتره لنرميه "
عند هذا الحد ... و لم أتمالك نفسي ...
و انخرطت في بكاء شديد رغما عني ...
في نفس اللحظة التي كانت أمي تغادر فيها الغرفة كان البقية مقبلين يتساءلون عما حدث و ما احترق ...
والدي قال :
" ماذا حصل ؟؟ "
أمي أجابت باستياء :
" تركت فستانها يحترق ! و قبل قليل كسرت الأطباق ! لا أعرف متى ستكبر هذه الفتاة "
كان الأمر سيغدو مختلفا لو أن وليد لم يكن موجودا يرى و يسمع ...
كم شعرت بالحرج و الخجل ...
إنني لست طفلة و مثل هذه الأمور لم تكن لتحدث لو أنني لم أكن مضطربة و مشتتة هذا اليوم ... كما و أن أمي لم تكن لتصرخ بوجهي هكذا لو لم تكن هي الأخرى مضطربة و قلقة ، بسبب الليلة ...
رميت بالفستان جانبا و أسرعت الخطى قاصدة الهروب و الاختفاء عن الأنظار ...
رد: رواية انت لي... اكثر من رائعه
كان وليد يقف عند الباب و يسد معظمه ، و حين وصلت عنده لم يتحرك ...
كنت أنظر إلى الأرض لا أجرؤ على رفع نظري إلى أي منهم ، ألا أن بقاء وليد واقفا مكانه دون أن يتزحزح جعلني أرفع بصري إليه ....
الدموع كانت تغشي عيني عن الرؤية الواضحة ...
وليد نظر إلي نظرة عميقة دون أن يتحرك ...
" إذا سمحت ... "
قلت ذلك ، فتنحى هو جانبا ، و انطلقت أسير بسرعة نحو غرفتي ...
في غرفتي ، أطلقت العنان لدموعي لتفيض بالقدر الذي تريد
كان يومي سيئا ! كم كنت سعيدة في البداية !
و الآن ...
حزينة ... محرجة ... مجروحة الخاطر ... مخذولة ...
بدموع جارية ... و قلب معصور ... و فستان محروق ! و بلا حلي !
أكثر ما أثر بي ... هو الاستقبال البليد الذي استقبلني به وليد ...
و أنا من كنت أحترق شوقا لرؤيته !
غمرت وسادتي البريئة من أي ذنب بالدموع الحارة المالحة ... و بقيت حبيسة الألم و الغرفة فترة طويلة ....
بعد مدة سمعت طرق الباب ... قمت بتململ و فتحته ، فرأيت أمي ...
تحاشيت النظر إليها ، فأنا خجلة منها و لست مستعدة لتلقي أي توبيخ هذه الساعة ...
أمي قالت :
" رغد ! على الأقل ابدئي الاستعداد ! ألم تستحمي بعد ؟؟ "
وجدت نفسي أقول بغضب و انفعال :
" لن استحم ، و لن أحضر معكم و سأنام حتى الغد "
أمي صمتت قليلا ثم قالت بنبرة عطوفة :
" يا عزيزتي لم أقصد توبيخك ، لكنك تتصرفين بشكل غريب اليوم ! هيا ابدئي الاستعداد ... "
رفعت رأسي إليها و قلت :
" بم ؟ لا فستان و لا حلي ! "
تنهدت أمي و قالت :
" ارتدي أي شيء ! ما أكثر ما لديك "
لم اقتنع ، فأنا أريد أن أظهر جديدة في كل شيء الليلة ! أليست ليلة مميزة؟ إنه عقد قران أختي دانه !
قلت :
" لن أحضر دون فستان جديد و مجوهرات ! دعوني أبقى في غرفتي فهذا أفضل و متى ما انتهيتم سأساعدكم في تنظيف المنزل "
و بكيت
بكيت بشدة ، و ليس سبب بكائي هو الفستان أو الأواني المكسورة ! إنه قلبي الذي يعتصر ألما من تجاهل وليد لي بهذه الطريقة !
لماذا فعل ذلك ؟؟
ألم أعد مهمة لديه ؟؟
ألم يعد بألا يسمح لدموعي بالانهمار ؟؟
إنه الذي يفجرها من عيني بغزارة هذه اللحظة ...
أعرف أن أمي تحبني و تدللني ، مثل أبي ... و هذا ما اعتدته منهما ... لذلك حين قالت :
" حسنا ... اذهبي بسرعة مع أبيك لشراء شيء مناسب على عجل "
لم أفاجأ ، بل مسحت دموعي مباشرة خصوصا و هي تنظر إلى الساعة بقلق ...
أخرجت حقيبتي من أحد الأدراج ... و قلت :
" لا أملك مبلغا كافيا "
ذهبت أمي و عادت بعد قليل تحمل بعض الأوراق المالية ، و قالت :
" سأخبر أبيك كي يشغل السيارة ، أسرعي رغد "
و ذهبت ، و ارتديت عباءتي و خرجت بعدها ...
و فيما أنا أجتاز الردهة ، إذا بها مقبلة نحوي تقول :
" لا فائدة يا رغد لقد خرج والدك ! "
كنت أنظر إلى الأرض لا أجرؤ على رفع نظري إلى أي منهم ، ألا أن بقاء وليد واقفا مكانه دون أن يتزحزح جعلني أرفع بصري إليه ....
الدموع كانت تغشي عيني عن الرؤية الواضحة ...
وليد نظر إلي نظرة عميقة دون أن يتحرك ...
" إذا سمحت ... "
قلت ذلك ، فتنحى هو جانبا ، و انطلقت أسير بسرعة نحو غرفتي ...
في غرفتي ، أطلقت العنان لدموعي لتفيض بالقدر الذي تريد
كان يومي سيئا ! كم كنت سعيدة في البداية !
و الآن ...
حزينة ... محرجة ... مجروحة الخاطر ... مخذولة ...
بدموع جارية ... و قلب معصور ... و فستان محروق ! و بلا حلي !
أكثر ما أثر بي ... هو الاستقبال البليد الذي استقبلني به وليد ...
و أنا من كنت أحترق شوقا لرؤيته !
غمرت وسادتي البريئة من أي ذنب بالدموع الحارة المالحة ... و بقيت حبيسة الألم و الغرفة فترة طويلة ....
بعد مدة سمعت طرق الباب ... قمت بتململ و فتحته ، فرأيت أمي ...
تحاشيت النظر إليها ، فأنا خجلة منها و لست مستعدة لتلقي أي توبيخ هذه الساعة ...
أمي قالت :
" رغد ! على الأقل ابدئي الاستعداد ! ألم تستحمي بعد ؟؟ "
وجدت نفسي أقول بغضب و انفعال :
" لن استحم ، و لن أحضر معكم و سأنام حتى الغد "
أمي صمتت قليلا ثم قالت بنبرة عطوفة :
" يا عزيزتي لم أقصد توبيخك ، لكنك تتصرفين بشكل غريب اليوم ! هيا ابدئي الاستعداد ... "
رفعت رأسي إليها و قلت :
" بم ؟ لا فستان و لا حلي ! "
تنهدت أمي و قالت :
" ارتدي أي شيء ! ما أكثر ما لديك "
لم اقتنع ، فأنا أريد أن أظهر جديدة في كل شيء الليلة ! أليست ليلة مميزة؟ إنه عقد قران أختي دانه !
قلت :
" لن أحضر دون فستان جديد و مجوهرات ! دعوني أبقى في غرفتي فهذا أفضل و متى ما انتهيتم سأساعدكم في تنظيف المنزل "
و بكيت
بكيت بشدة ، و ليس سبب بكائي هو الفستان أو الأواني المكسورة ! إنه قلبي الذي يعتصر ألما من تجاهل وليد لي بهذه الطريقة !
لماذا فعل ذلك ؟؟
ألم أعد مهمة لديه ؟؟
ألم يعد بألا يسمح لدموعي بالانهمار ؟؟
إنه الذي يفجرها من عيني بغزارة هذه اللحظة ...
أعرف أن أمي تحبني و تدللني ، مثل أبي ... و هذا ما اعتدته منهما ... لذلك حين قالت :
" حسنا ... اذهبي بسرعة مع أبيك لشراء شيء مناسب على عجل "
لم أفاجأ ، بل مسحت دموعي مباشرة خصوصا و هي تنظر إلى الساعة بقلق ...
أخرجت حقيبتي من أحد الأدراج ... و قلت :
" لا أملك مبلغا كافيا "
ذهبت أمي و عادت بعد قليل تحمل بعض الأوراق المالية ، و قالت :
" سأخبر أبيك كي يشغل السيارة ، أسرعي رغد "
و ذهبت ، و ارتديت عباءتي و خرجت بعدها ...
و فيما أنا أجتاز الردهة ، إذا بها مقبلة نحوي تقول :
" لا فائدة يا رغد لقد خرج والدك ! "
صفحة 4 من اصل 18 • 1, 2, 3, 4, 5 ... 11 ... 18
صفحة 4 من اصل 18
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:57 pm من طرف seif
» البيجامات الشتويه
الخميس نوفمبر 14, 2013 1:44 pm من طرف نفيسة النكادي
» تعالوا نتعلم التطريز خطوة بخطوة../ غرزة الظل
الثلاثاء أكتوبر 01, 2013 12:24 pm من طرف الوفاء اخلاص
» فيديو.. لحظة إطلاق الإخوان الخرطوش علي متظاهري الإسكندرية - See more at: http://almogaz.com/news/politics/2013/06/29/981646#sthash.LM2ITjLz.dpuf
السبت يونيو 29, 2013 11:41 am من طرف ashraf
» عاجل| أجهزة الأمن تلقي القبض على 6 مسلحين من التيار الإسلامي بالإسكندرية والقاهرة والدقهلية - See more at: http://almogaz.com/news/politics/2013/06/28/980720#sthash.7YiLhZQE.dpuf
الجمعة يونيو 28, 2013 6:57 pm من طرف ashraf
» عودة القناصة بالآلي حول مقر الإخوان بالإسكندرية
الجمعة يونيو 28, 2013 6:55 pm من طرف ashraf
» عودة القناصة بالآلي حول مقر الإخوان بالإسكندرية
الجمعة يونيو 28, 2013 6:43 pm من طرف ashraf
» تحميل برنامج خاشع المؤذن للجوال نوكيا n73 - n95 - n70
الإثنين ديسمبر 10, 2012 9:55 am من طرف waleedclim
» الديكور الخارجي والحدائق ...
الخميس نوفمبر 15, 2012 1:17 pm من طرف steam84