حقائق بقلم: إبراهـيم نـافـع

حقائق
بقلم : إبراهـيم نـافـع
من الخطأ الشديد أن نظل الآن نتحدث عن الأزمة المالية العالمية‏,‏ حيث تحولت الأزمة إلي أزمة اقتصادية شاملة مع تزايد مؤشرات الركود يوما بعد الآخر في جميع بلدان العالم وخاصة الولايات المتحدة والدول الصناعية المتقدمة الأخري‏,‏ بل إن الأزمة أصبح أثرها أكثر من واضح في العديد من الاقتصادات التي لن تمر قطعا بحالة ركود أو انكماش‏,‏ ويرجح مع ذلك أن تشهد حالة تباطؤ شديد في النمو الاقتصادي مثل الصين والهند والبرازيل‏,‏ علاوة علي تباطؤ النشاط في بعض القوي الاقتصادية الأخري مثل روسيا بسبب الانهيار الذي حدث في أسعار البترول خلال الأشهر الأربعة الأخيرة‏.‏

وهو ما يدفع هذه القوي الصاعدة إلي التشديد علي ضرورة منحها دورا أكبر في عملية صناعة القرار الاقتصادي الدولي

فمع بدء أعمال منتدي دافوس استعرض رئيس الوزراء الصيني المشاكل الاقتصادية التي تواجهها بلاده‏,‏ وأكد ضرورة تعزيز الثقة والتعاون والمسئولية كأساس للتغلب علي الأزمة‏,‏ حيث إن المهمة الملحة للمجتمع الدولي هي اتخاذ مزيد من الإجراءات لاستعادة الثقة في أقرب وقت ممكن‏.‏

ومن أجل هذه الغاية‏,‏ يجب تعزيز التعاون الاقتصادي الدولي والنظام التجاري السليم متعدد الأطراف‏,‏ وإصلاح النظام المالي العالمي‏,‏ وضرورة تعزيز التعاون الدولي في الرقابة والتنظيم المالي للوقاية من تزايد وانتشار المخاطر المالية‏.‏ وجاءت كلمة رئيس الوزراء الروسي بوتين لتدعو كل الشركاء في أوروبا وآسيا وأمريكا‏,‏ إلي المزيد من التعاون البناء للتعامل مع الأزمة‏.‏ واللافت أنه رغم هذا الاتفاق علي عالمية الأزمة وضرورة التعاون للخروج منها‏,‏ إلا أن هذا يتطلب أيضا دورا أكبر للاقتصادات الصاعدة في تقرير الشئون الاقتصادية الدولية‏

وهو ما كان أكثر من واضح في كلمة رئيس الوزراء الصيني الذي قال بالحرف الواحد انه ينبغي علينا الا نتخذ خطوات قوية وفعالة للتغلب علي الصعاب الحالية فحسب‏

ولكن علينا أيضا الدفع من أجل إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد عادل ومنصف وسليم ومستقر‏.‏ وهو الأمر الذي اتفق معه رئيس الوزراء الروسي بقوله إنه حتي يتجاوز العالم هذه الأزمة فلابد ان يتحول العالم من النظام الاقتصادي الاحادي القطبية إلي نظام يستند إلي عدة مراكز كبيرة‏.‏ وعلي الرغم من أن الرئيس الأمريكي الجديد أقر منذ فترة قصيرة بضرورة تغيير عملية صنع القرار الاقتصادي الدولي‏,‏ إلا أنه من المنتظر أن تكون هناك بالطبع خلافات شديدة بين الأقطاب الحالية في النظام الاقتصادي العالمي وبين تلك الأقطاب الصاعدة‏.‏
inafie@ahram.org.eg