منتديات فرح


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات فرح
منتديات فرح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» أفضل و أجمل طرق الجماع بالصور و شرح طرق الجماع بالصور
الكعبة المشرَّفة Emptyالثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:57 pm من طرف seif

» البيجامات الشتويه
الكعبة المشرَّفة Emptyالخميس نوفمبر 14, 2013 1:44 pm من طرف نفيسة النكادي

» تعالوا نتعلم التطريز خطوة بخطوة../ غرزة الظل
الكعبة المشرَّفة Emptyالثلاثاء أكتوبر 01, 2013 12:24 pm من طرف الوفاء اخلاص

» فيديو.. لحظة إطلاق الإخوان الخرطوش علي متظاهري الإسكندرية - See more at: http://almogaz.com/news/politics/2013/06/29/981646#sthash.LM2ITjLz.dpuf
الكعبة المشرَّفة Emptyالسبت يونيو 29, 2013 11:41 am من طرف ashraf

» عاجل| أجهزة الأمن تلقي القبض على 6 مسلحين من التيار الإسلامي بالإسكندرية والقاهرة والدقهلية - See more at: http://almogaz.com/news/politics/2013/06/28/980720#sthash.7YiLhZQE.dpuf
الكعبة المشرَّفة Emptyالجمعة يونيو 28, 2013 6:57 pm من طرف ashraf

» عودة القناصة بالآلي حول مقر الإخوان بالإسكندرية
الكعبة المشرَّفة Emptyالجمعة يونيو 28, 2013 6:55 pm من طرف ashraf

» عودة القناصة بالآلي حول مقر الإخوان بالإسكندرية
الكعبة المشرَّفة Emptyالجمعة يونيو 28, 2013 6:43 pm من طرف ashraf

» تحميل برنامج خاشع المؤذن للجوال نوكيا n73 - n95 - n70
الكعبة المشرَّفة Emptyالإثنين ديسمبر 10, 2012 9:55 am من طرف waleedclim

» الديكور الخارجي والحدائق ...
الكعبة المشرَّفة Emptyالخميس نوفمبر 15, 2012 1:17 pm من طرف steam84

التبادل الاعلاني
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin
الكعبة المشرَّفة Vote_rcapالكعبة المشرَّفة Voting_barالكعبة المشرَّفة Vote_lcap 
ايمان
الكعبة المشرَّفة Vote_rcapالكعبة المشرَّفة Voting_barالكعبة المشرَّفة Vote_lcap 
محمد
الكعبة المشرَّفة Vote_rcapالكعبة المشرَّفة Voting_barالكعبة المشرَّفة Vote_lcap 
ashraf
الكعبة المشرَّفة Vote_rcapالكعبة المشرَّفة Voting_barالكعبة المشرَّفة Vote_lcap 
سهر الليالى
الكعبة المشرَّفة Vote_rcapالكعبة المشرَّفة Voting_barالكعبة المشرَّفة Vote_lcap 
احمد
الكعبة المشرَّفة Vote_rcapالكعبة المشرَّفة Voting_barالكعبة المشرَّفة Vote_lcap 
ابراهيم
الكعبة المشرَّفة Vote_rcapالكعبة المشرَّفة Voting_barالكعبة المشرَّفة Vote_lcap 
nona
الكعبة المشرَّفة Vote_rcapالكعبة المشرَّفة Voting_barالكعبة المشرَّفة Vote_lcap 
بهاء
الكعبة المشرَّفة Vote_rcapالكعبة المشرَّفة Voting_barالكعبة المشرَّفة Vote_lcap 
tete
الكعبة المشرَّفة Vote_rcapالكعبة المشرَّفة Voting_barالكعبة المشرَّفة Vote_lcap 

الجزء الثالث المنتظر من فيلم الكوميديا والرومانسية "عمر وسلمى 3 " للنجم تامر حسني ومي عزالدين بحجم 466 ميجا

الإثنين فبراير 13, 2012 8:50 pm من طرف smsm

[size=21]فيلم[/size]

عمر و سلمى 3
SCR

الكعبة المشرَّفة 330391374
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الكعبة المشرَّفة 756048764

كالعادة وزي ما عودناكم وبعد عرضه مباشرة
باعلى صوت وصورة


[size=12]الجزء ده كوميدي جدا وحلو اوووي
انصح الجميع بمشاهدته


[/size]





ملحوظة : الفيلم كامل من اول دقيقة لحد اخر دقيقة ومدته
1 ساعة و 36 دقيقة


قصة …


[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 0

فيلم الكوميديا " بنات العم " بطولة ثلاثي الضحك ابطال فيلم "سمير وشهير وبهير" بحجم 437 ميجا على اكثر من سيرفر

الإثنين فبراير 13, 2012 8:26 pm من طرف كامل

[size=21]فيلم[/size]

بنات العم

DVDSCR

الكعبة المشرَّفة 242109889

في الوقت الي كل الناس لسة بترفع فيه اعلان الفيلم
جبنالكم الفيلم كامل من اول ثانية لاخر تتر


( الفيلم ده بجد ضحك للركب )

EnJoy

قصة الفيلم

الحديث عن اللعنات
التي تصيب الإنسان كثيرة وغريبة واغربها ما حدث بفيلم (بنات العم) حيث
ثلاث صديقات تصبهن لعنة غريبة فيتحولن إلى رجال....وبين الصدمة والوعي
يحاولن طوال احداث الفيلم فك …


[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 0

بإنفراد تام أسطورة الكوميديا عادل إمام فى فيلم العيد وقبل العيد زهايمير بجودة خرافية وتحميل مباشر على أكثر من سيرفر

الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 11:40 am من طرف ashraf

فيلم العيد
بجودة روووعـــة
ولن تجدها الا هنا وفقطـــ


عادل امام
فى

زهايمــــــــــر
NEAR DVD


الفيلم كامل من البداية للنهايــة ...
والصورة ثابتة وكاملة طوال الفيلم ,,,
والصوت واضح وكويس ..

فيما عدا اول دقيقة فقط لخلل الصوت داخل السينما نفسها الكعبة المشرَّفة 001_tongue




PosTer


الكعبة المشرَّفة 459387901

الكعبة المشرَّفة …


[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 1

الفيلم الكوميدى الديكتاتور - نسخة فيديو سي دي فقط 236ميجا - على عدة سيرفرات

الجمعة أكتوبر 22, 2010 5:16 pm من طرف العنتيل

الكعبة المشرَّفة 632336633






قصه الفيلم
تدور أحداث فيلم الديكتاتور في إطار سياسي ساخر, حول حاكم يبطش بمن يرفض أو يعترض على أوامره, يخشاه الجميع بسبب دكتاتوريته الشديدة .
تدور بينه و بين أبنائه التوأم العديد من المواقف و الأحداث التي تتناول أزمات المواطن العادي إلى أن تحدث مفاجأة عنيفة تقلب الأمور رأسا على عقب

بطوله
خالد سرحان - حسن حسنى
مايا نصرى - عزت ابو عوف
ادوارد - …


[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 1

مجموعة من اقوي افلام نجم الكوميديا الرائع محمد هنيدي ( 12 فيلم ) نسخ DvDRip على اكثر من سيرفر ..

الأربعاء أكتوبر 20, 2010 11:06 am من طرف tete

مجموعة من اقوي افلام نجم الكوميديا الرائع محمد هنيدي 12 فيلم
الكعبة المشرَّفة 2291.imgcache
- - - - - - - -
اسماعيلية رايح جاي
الكعبة المشرَّفة 1

RapidShare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

________________________

sendspace
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 1

فيلم العيد :: الرجل الغامض بسلامته :: CaM H.Q :: جودة عالية Rmvb :: نسختين 300 ميجا + 700 ميجا :: تحميل مباشر وعلى أكثر من سيرفر

الأربعاء سبتمبر 29, 2010 3:42 pm من طرف tete

فيلم العيد
# الرجل الغامض بسلامته #

الكعبة المشرَّفة 18421327





القصة
شاب ( هاني رمزي) لا يجد مجال للوصول إلى النجاح إلا عن طريق ممارسة الكذب ، حيث يعتبر أن الكذب هو خير وسيلة للنجاح.
ورغم عمله كموظف في القطاع الخاص إلا أنه يراسل عدداً من الجهات الحكومية يطالبها بحل عدد من الأزمات العامة - مثل الرغيف والبطالة وأزمة الإسكان - وعندما تحدث المفاجأة و يصبح مشهوراً …


[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 1

فيلم الرعب المصرى ايناب بجوده dvdrip 200 ميجا برابط واحد على اكثر من سيرفر

الخميس مايو 13, 2010 7:47 pm من طرف احساس غريب

انياب

الكعبة المشرَّفة A11vs6








تتعطل سيارة بشاب وشابة فى ليلة ممطرة عند أحد البيوت فيدخلانه طلباً
للنجدة

ويكتشفان أنه منزل دراكولا ويعرض الفيلم أساساً الشخصيات المستغلة

مثل السباك والجزار أما شخصية دراكولا ليست إلا رمز لهذه الشخصيات المستغلة

على الحجار

منى جبر

احمد عدوية ـ دراكولا

طلعت زين

عهدى صادق ـ شلف

حسن الإمام



rapidshare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]





[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 2

اقوى مسلسلات رمضان - الكبير - احمد مكى - الحلقة 15 الاخيرة - على اكثر من سيرفر

الخميس سبتمبر 02, 2010 9:38 pm من طرف tete

تدور الاحداث فى احدى
قرى الصعيد ،عمدة القرية والملقب بالكبير قوى فى واخر ايامه يصارع الموت
ويحكى لابنه (الكبير) وهو وريثه الشرعى وشخص مفترى يستغل مكانة والده وهو
ينتظر اليوم الذى يحكم فيه البلد كعمدة بعدموت والده
يفاجئه الاب قبل موته بان له أخ توأم يعيش فى USA وان له 50% من الورث
الذى سوف يتركه له وفى العمودية كمان ،كما يحكى له كيف تعرف على والدته فى
احدى البارات وكيف انجبته هو وأخوه …


[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 1

حصريآ : فيلم صفر - واحد نسخه vcd ونسخه DVD بأعلى جوده على اكثر من سيرفر

الأحد مايو 30, 2010 2:19 pm من طرف tooooot

Film
O
ne - Zero

VCD &
DVD


--------

DVD

الكعبة المشرَّفة 484270854
-------------

VCD

الكعبة المشرَّفة 597904790

---------------------

معلومات اكتر عن
الفيلم


سيدة تبحث
عن حياتها من جديد من خلال طلاق معلق في المحاكم ..فهل تفوز السيدة
بحياتها

كما
يتناول الفيلم قصة حياة عدة أشخاص وتتزامن تلك القصص مع بطولة الأمم
الأفريقية الكروية

أثار
الفيلم …


[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 3


الكعبة المشرَّفة

5 مشترك

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty الكعبة المشرَّفة

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:18 pm



الكعبة المشرَّفة


الكعبة
المشرَّفة هي هذا البناء الشامخ الجليل الذي يقع في قلب الحرم المكي
الشريف ، وهي قبلة المسلمين ، ومحط أنظارهم ، وأول بيت وضع في الأرض
لعبادة الله وحده لا شريك له ، كما قال تعالى :


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


وقد
كان وادي إبراهيم الذي فيه الكعبة المشرَّفة لا زرع فيه ولا ماء ، فأمر
الله عز وجل إبراهيم عليه السلام أن يُسكن فيه ذريته ، كما ورد في صحيح
البخاري من حديث طويل جاء فيه :« الله أمرك بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : إذن
لا يضيعنا» ، فامتثل أمر ربه ، وأسكن فيه زوجه هاجر وطفلها إسماعيل عليهما
السلام ، ودعا الله عزَّ وجل قائلاً :


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



فاستجاب الله دعاءه ، وفجر لذريته عين زمزم ، وهيأ لهم أسباب المعيشة ، فأُهِلَ الوادي بالناس .
وأرشد الله إبراهيم عليه السلام إلى مكان الكعبة المشرفة ، وأمره ببنائها ، فبناها ، ودعا مرة أخرى ، فقال :


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



ثم دعا في الثالثة بقوله :


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



فسكنت فيه أقوام مختلفة ، وتعاقبت على ولاية الكعبة العمالقة ، وجرهم ، وخزاعة ، وقريش ، وغيرهم .
وكانت الكعبة موضع تعظيم وإجلال الناس والولاة على مكة ، يعمرونها ويجددون
بنيانها عند الحاجة ، ويكسونها ، ويحتسبونه فخرًا وتشريفًا لهم ، حتى جاء
الإسلام فزاد في تشريفها ، وحث على تعظيمها ، وتطهيرها ، وكساها النبي -
صلى الله عليه وسلم - والصحابة بعده .
وكانت قريش قد بنت الكعبة قبل
بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وتركت جزءًا من البيت تابعًا
للحِجْر ؛ لأن النفقة قد قصرت بهم .
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم
- يحب أن يعيد بناءها على قواعد إبراهيم عليه السلام ، وأن يُدخل الجزء
الذي تركوه من الكعبة ، وأن يجعل لها بابين لاصقين بالأرض ، كما في حديث
عائشة رضي الله عنها : « لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية ، لأمرت بالبيت ،
فهدم ، فأدخلت فيه ما أخرج منه ، وألزقته بالأرض ، وجعلت له بابين بابًا
شرقيًّا ، وبابًا غربيًّا ، فبلغت به أساس إبراهيم » رواه البخاري.
وفي سنة 64هـ لما تولى حكم الحجاز عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ،
بَنَى الكعبة المشرفة على ما أحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مشتملة
على ما تركته قريش ، وجعل لها بابين ، باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه
.
وفي سنة 74هـ في عهد عبد الملك بن مروان حاصر الحجاج مكة المكرمة ،
وقتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، وكتب إلى عبد الملك بن مروان
يخبره أن ابن الزبير قد بنى البيت على أس نظر إليه العدول من أهل مكة ،
يعني به قواعد إبراهيم عليه السلام ، فأمره بأن يرد الكعبة على البناء
الأول الذي بنته قريش ، فنقض البناء من جهة الحجر ، وسد الباب الذي فتحه
ابن الزبير ، وأعاده إلى بناء قريش . واتفق المؤرخون على أن الكعبة
المشرفة بقيت على بناء عبد الملك بن مروان لم تحتج إلى بناء جديد ، ولم
يصبها وهن ولا خراب في الجدران ، وكل ما احتاجت إنما هو ترميمات وإصلاحات
حتى عام 1040هـ . وسبب ذلك أنه نزل بمكة في صباح يوم الأربعاء 19 شعبان
سنة 1039هـ مطر غزير ، واستمر إلى آخر النهار ، جرى منه سيل كثير دخل
المسجد الحرام والكعبة المشرفة ، ووصل إلى نصف جدارها ، وفي آخر النهار
سقط الجدار الشامي من الكعبة ، وبعض الجدارين الشرقي والغربي ، وسقطت درجة
السطح ، ولما تسرب الماء نظفت الكعبة والمسجد الحرام من الطين ومخلفات
السيل ، وكتب في ذلك إلى العلماء والأمراء ، فاتفق الرأي على هدم ما بقي
من الجدران ، فأمر السلطان مرادخان بهدم ما بقي من جدران الكعبة لتداعيها
، فشرع في الهدم وتلاه البناء والتعمير ، وتم الانتهاء من بنائها في 2 ذي
الحجة سنة 1040هـ .
ولم تحتج الكعبة بعد ذلك إلى إعادة بناء ، وإنما
هي ترميمات وإصلاحات في أوقات مختلفة ، حتى كان عهد خادم الحرمين الشريفين
الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله عندما لوحظ بعض التلف في بعض أجزاء
الكعبة المشرفة المصنوعة من الخشب ، وكان السقف أكثر تعرضًا للتلف من غيره
وكذلك الأعمدة الخشبية ، فخيف على الكعبة من هذا الضعف والتآكل . فأمر
رحمه الله بترميم الكعبة المشرفة ترميمًا كاملاً شاملاً من داخلها وخارجها
على أحسن وجه ، وبدئ العمل في شهر محرم عام 1417هـ وانتهي منه في نفس
السنة في شهر جمادى الثاني ، فآلت إلى أحسن حال بعد ترميمها والحمد لله رب
العالمين .
أسماء الكعبة المشرفة :
للكعبة المعظمة أسماء شريفة كثيرة ، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى:
منها : الكعبة ، وقد سميت بذلك لتكعيبها وهو تدويرها . قال القاضي عياض :
الكعبة هو البيت نفسه لا غير ، سميت بذلك لتكعيبها ، وهو تربيعها ، وكل
بناء مرتفع مربع كعبة . وقال النووي : « سميت بذلك لاستدارتها وعلوها .
وقيل : لتربيعها في الأصل » انتهى . وممن قال : إنها سميت بالكعبة لكونها
على حلقة الكعب ابن أبي نجيح وابن جريج .
ومنها : بَكَّة ، بالباء الموحدة ، وسميت بذلك لأنها تبك أعناق الجبابرة ، وقيل غير ذلك .
ومنها : البيت الحرام ، لقوله تعالى :


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



ومنها : البيت العتيق . وقد اختلف في معنى البيت العتيق ، فقيل : لأن الله
تعالى أعتقه من الجبابرة ، فلم ينله جبار قط أو لم يقدر عليه جبار ، وقيل
غير ذلك. والصحيح الأول على ما ذكر عز الدين بن جماعة .
ومنها :
البنية ، بباء موحدة ونون وياء مثناة من تحت مشددة ، ذكر هذا الاسم القاضي
عياض في المشارق في حرف الباء . وذكر ابن الأثير في النهاية ما يدل على
ذلك ، حيث قال : وكانت تدعى بنية إبراهيم عليه السلام ؛ لأنه بناها ، وقد
كثر قَسَمُهم برب هذه البنية . انتهى .
ومنها : الدُّوَّار ، بضم الدال المهملة وفتحها وتشديد الواو ، وبعدها ألف وراء مهملة ، ذكر ذلك ياقوت في مختصره لمعجم البلدان .
ومنها : المسجد الحرام ؛ لقوله تعالى :


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


والمراد به الكعبة .
ومنها قادس ، ومنها نادر ، ومنها القرية القديمة ، وهذه الأسماء الثلاثة مذكورة في تاريخ الأزرقي .
أبعاد الكعبة المشرفة :
تفاوت
المؤرخون في ذكر أبعاد الكعبة ، وهو اختلاف طبيعي ناشئ من اختلاف الأذرع ،
وما بين ذراع اليد وذراع الحديد من فرق ، وهما يتفاوتان ، فقد جاء في كتاب
تاريخ الكعبة المعظمة أن ذراع اليد يتراوح ما بين(46-50) سم ، وذراع
الحديد (56.5) سم ، بينما ذكر أخيرًا أن ذراع اليد (48) سم ، وعلى هذا فإن
الحديث عن أبعاد الكعبة بمقياس الأذرع في العصر الحاضر لا يعطي دقة في
التعرف على هذه الأبعاد ، بل يؤدي إلى حيرة ، وذلك لأن المتر وأجزاءه هو
لغة القياس المفهوم في العصر الحاضر .
وقد ذرعت الكعبة بذراع العصر
الحديث عند القيام بالتوسعة السعودية الأولى ، فكان مساحتها عند قاعدتها
(145م) ، ويبلغ مساحة الحطيم بما فيها الجدار بالحطيم (94م2) .
وآخر ذرع للكعبة قام به مركز أبحاث الحج في جامعة أم القرى ، وكان كالتالي :
من الركن الأسود إلى الركن الشامي 11.68م ، وفيه باب الكعبة . ومن الركن
اليماني إلى الركن الغربي 12.04م ، ومن ركن الحجر الأسود إلى الركن
اليماني 10.18م ، ومن الركن الشامي إلى الركن الغربي 9.90م .
وأما
أذرع الكعبة من داخلها ، فقد قام المؤرخ باسلامة بذرعها بنفسه سنة 1352هـ
فقال : « فكان طولها من وسط الجدار اليماني إلى وسط الجدار الشامي 10.15م
، ومن وسط جدارها الشرقي إلى وسط جدارها الغربي 8.10م » .
صفة الكعبة المشرفة من داخلها :
أما صفة الكعبة المشرفة من داخلها فهو كالتالي :
في الركن الشامي على يمين الداخل إلى الكعبة المشرفة يوجد بناء الدرج
المؤدي إلى السطح ، وهو عبارة عن بناء مستطيل شكله كالغرفة المسدودة بدون
نوافذ، ضلعاها الشرقي والشمالي من أصل جدار الكعبة المشرفة ، وتحجب في
داخلها الدرج ، ولها باب عليه قفل خاص وعليه ستارة حريرية جميلة مكتوب
عليها ومنقوشة بالذهب والفضة .
وعرض الجدار الجنوبي للدرج والذي فيه
بابها 225سم ، وعرض الجدار الغربي 150سم ، وإذا صعد الإنسان من الدرج إلى
السطح فقبل وصوله إلى السطح بنحو قامة يرى أمامه بابًا صغيرًا وعن يساره
بابًا مثله ، وكلاهما يدخل إلى ما بين سقفي الكعبة المشرفة ، ومسافة ما
بين السقفين 120سم ، وينتهي الدرج عند السطح بروزنة (منور) مغطاة بغطاء
محكم منعًا لدخول المطر ، ويرفع الغطاء عند الصعود إلى السطح .
وفي
داخل الكعبة أعمدة خشبية ثلاثة تحمل سقف الكعبة المشرفة ، وهي من أقوى
أنواع الأخشاب التي لا يعرف مثلها ، وهي من وضع عبد الله بن الزبير رضي
الله عنهما أي أن عمرها أكثر من 1350عامًا ، وهي بنية اللون تميل إلى
السواد قليلاً ، ومحيط كل عمود منها 150سم تقريبًا ، وبقطر 44سم ، ولكل
منها قاعدة مربعة خشبية منقوشة بالحفر على الخشب ، ويوجد بين الأعمدة
الثلاثة مداد معلق فيه بعض هدايا الكعبة المشرفة ، ويمتد على الأعمدة
الثلاثة حامل يمتد طرفاه إلى داخل الجدارين الشمالي والجنوبي .
وهذه
الأعمدة الثلاثة مرتفعة إلى السقف الأول الذي يلي الكعبة المشرفة ولا تنفذ
من هذا السقف إلى السقف الأعلى الذي يلي السماء ، ولكن جعلت عدة أخشاب
بعضها فوق بعض على رؤوس هذه الأعمدة الثلاثة من داخل السقفين إلى أن تصل
إلى السقف الأعلى ، فتكون هذه الأعمدة الثلاثة بهذه الصفة حاملة للسقفين
المذكورين . ويوجد في كل عمود ثلاثة أطواق للتقوية .
أما أرض الكعبة المشرفة فهي مفروشة بالرخام وأغلبه من النوع الأبيض والباقي ملون .
وجدار الكعبة المشرفة من داخلها مؤزر برخام ملون ومزركش بنقوش لطيفة ،
وتغطى الكعبة المشرفة من الداخل بستارة من الحرير الأحمر الوردي مكتوب
عليها بالنسيج الأبيض الشهادتان وبعض أسماء الله الحسنى على شكل 8 ثمانية
أو 7 سبعة متكررة ، وكسي بهذه الستارة سقف الكعبة المشرفة أيضًا .
اللوحات الرخامية المكتوبة داخل الكعبة المشرفة :
توجد
داخل الكعبة المشرفة تسعة أحجار من الرخام مكتوبة بالخط الثلث بالحفر على
الحجر ، إلا حجرًا واحدًا فإنه مكتوب بالخط الكوفي البارز ، وحروف الكلمات
على هذه اللوحة تتكون من قطع من الرخام الملون الثمين ، ملصقة بعضها إلى
جانب بعض على قاعدة الخط الكوفي المربع . وكل هذه الأحجار مكتوبة بعد
القرن السادس للهجرة ، وفي الحائط الشرقي وبين باب الكعبة المشرفة وباب
التوبة وضعت وثيقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود
رحمه الله ، محفورة على لوح رخام تشير إلى تاريخ ترميمه الشامل لبناء
الكعبة المشرفة ، وبذلك صار عدد الأحجار المكتوبة في باطن الكعبة المشرفة
عشرة أحجار كلها من الرخام الأبيض ، وكل هذه الرخامات مرتفعة عن رخام أرض
الكعبة بمقدار 144سم ماعدا الحجر الموضوع فوق عقد باب الكعبة المشرفة من
الداخل فإنه يرتفع بأكثر من مترين .
مناسبات فتح الكعبة :
من
المعلوم أن سدانة البيت حق شرعي ثابت لآل الشيبي منذ أن قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - : (خذوها يا بني أبي طلحة ، خذوا ما أعطاكم الله
ورسوله تالدة خالدة ، لا ينـزعها منكم إلا ظالم) . فهم الذين يحتفظون
بمفتاح باب الكعبة المشرفة ، ويفتحونها عند الحاجة إلى فتحها ، وقد جرت
العادة منذ عصور الإسلام الأولى أن تفتح الكعبة في مناسبات مختلفة ، وفي
العصر الحالي نجد أن الكعبة المشرفة تفتح في بعض المناسبات :
أولاً : فتحها لغسلها من الداخل :
في
الوقت الحاضر تُغسل الكعبةُ من الداخل مرتين ، الأولى في غرة شهر شعبان ،
والثانية في الخامس عشر من شهر ذي القعدة . ويقوم بهذا الشرف العظيم خادم
الحرمين الشريفين أو من ينوب عنه ، بحضور معالي الرئيس العام لشؤون المسجد
الحرام والمسجد النبوي ونائبه لشؤون المسجد الحرام وعدد من سفراء الدول
الإسلامية ، ورؤساء بعثات الحج وغيرهم من كبار المسئولين ، فيتشرفون
بغسلها ، ومسح جدرانها بماء زمزم المعطر بالند والعود وعطر الورد ، حتى
إذا تم ذلك صلوا إلى جدرانها ، ثم دعوا حامدين شاكرين الله رب العالمين .
ثانيًا : فتحها لبعض الزعماء :
يأتي
إلى المملكة العربية السعودية بعض زعماء الدول الإسلامية ومسئوليها الكبار
من الوزراء وغيرهم في مهمات رسمية وغير رسمية ، فيحِنُّون إلى بيت الله
الحرام بمكة المكرمة فيأتون إليه حجاجًا وعمَّارًا ، فيستقبلهم كبار
المسئولين بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ، وقد تفتح
لهم الكعبة المشرفة ، تكريمًا لشأنهم ، وتقديرًا لمكانتهم ؛ لأنهم يمثلون
المسلمين في بلدانهم ، فيصلون فيها أسوة برسول الله - صلى الله عليه وسلم
- ، ويدعون الله عز وجل .
عناصر الكعبة المشرفة :
من
الملامح المهمة التي تلازم الكعبة المشرفة ، بل ربما يصح لنا أن نقول
عناصر الكعبة المشرفة : باب الكعبة ، قفل ومفتاح باب الكعبة ، الحجر
الأسود ، الركن اليماني ، الحجر ، الميزاب ، الملتزم ، الكسوة ، سدنة
الكعبة ، الشاذروان ، وسنتحدث فيما يلي عن كل منها على حدة :

سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty باب الكعبة المشرفَّة

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:19 pm


باب الكعبة المشرفَّة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من
المعلوم أن باب الكعبة المشرفة يقع في الجهة الشرقية منها ، وهو الآن
يرتفع عن الأرض من الشاذروان (222سم) ، وطول الباب نفسه (318سم) ، وعرضه
(171سم) ، وبعمق ما يقارب نصف متر .
تاريخ باب الكعبة :
كان
للكعبة المشرفة فتحة للدخول إليها ، صنع لها باب ، وهذا الباب له تاريخ
طويل ربما يمتد قدم الكعبة المشرفة ، فنحن لا ندري على وجه الدقة مَنْ أول
من عمل بابًا للكعبة المشرفة ، إذ اختلف الرواة في ذلك ، على عدة أقوال ،
أرجحها أن تُبَّعًا الثالث أحد ملوك اليمن المتقدمين على البعثة النبوية
بزمن بعيد هو أول من جعل للكعبة المشرفة بابًا ومفتاحًا والله أعلم .
فقد روى ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق قال : « وكان تبع فيما زعموا أول
من كسا البيت ، وأوصى به ولاته من جرهم ، وأمرهم بتطهيره ، وجعل له بابًا
ومفتاحًا » .
وروى الأزرقي في أخبار مكة عن ابن جرير قال : « كان تبع
أول من كسا الكعبة كسوة كاملة ، وجعل لها بابًا يغلق ، ولم يكن يغلق قبل
ذلك ، وقال تبع شعرًا منه هذا البيت :
وأقمنا به من الشــهر عشرًا وجعلنا لبابــــه إقليــدا » .
ثم لما عمرته قريش جعلت له بابًا بمصراعين . كذا ذكر ابن فهد ، حيث قال: «
إن الباب الذي كان على الكعبة قبل بناء ابن الزبير بمصراعين ، طوله أحد
عشر ذراعًا من الأرض إلى منتهى أعلاه . قال ابن جريج : وكان الباب الذي
عمله ابن الزبير أحد عشر ذراعًا ، فلما كان الحجاج عمل لها بابًا طوله ستة
أذرع وشبر» .
وعلى مر التاريخ كان هذا الباب بمواصفات مختلفة ، ومن
هذه الأبواب باب عمله الجواد وزير صاحب الموصل سنة 550هـ وركب سنة 551هـ ،
وكان مكتوبًا فيه اسم الخليفة المقتفي العباسي ، وبه حلية تستوقف الأبصار
، ومنها باب عمله الملك المظفر صاحب اليمن لما حج سنة 659هـ ، وكان عليه
صفائح فضة زنتها (60 ) رطلاً صارت لبني شيبة ، ومنها باب من السنط الأحمر
عمله الملك الناصر محمد بن قلاوون صاحب مصر ، ركب على الكعبة بعد قلع باب
المظفر ، وكان عليه من الفضة (35300 ) درهم ، وباب رابع عمله الملك الناصر
حسن سنة 761هـ ، وهو من خشب الساج ، وزيدت حليته سنة 776هـ ، فكان مقدارها
لا يزيد على (30000) درهم ، وعلى هذا الباب اسم الملك الناصر محمد بن
قلاوون واسم حفيده الأشرف شعبان واسم الملك المؤيد ؛ لأن بعض خواصه زاد في
حليته سنة 816هـ (200) درهم وطلاه بالذهب .
وفي سنة 781هـ حلَّى زين
الدين العثماني باب الكعبة وميزابها بمعرفة مملوكه سودون باشا حينما أرسله
لعمارة المسجد الحرام . وفي سنة 961هـ أمر السلطان سليمان بتصفيح الباب
بالفضة . وفي سنة 964هـ أمر بعمل باب الكعبة فأتى بالباب الأول وركبت عليه
ألواح من الخشب الآس الأسود مصفحة بالفضة المطلية بالذهب ، وقد قدر الذهب
بمبلغ (2710) أشرفي ، والفضة بأربعة قناطير إلا قليلاً ، وقد وضعت الفضة
على أصل الباب القديم المصنوع من الساج وأعطى بني شيبة (1000) أشرفي عوض
الفضة القديمة ، وقد كتب عليه البسملة ، وقوله تعالى
[الإسراء:80][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وتاريخ تجديده ، وقد أرخ ذلك بعضهم بقوله « زين الباب » .
وفي سنة 1045هـ غير الباب ، وجعل فيه من الحلية الفضية ما زنته 166 رطلاً
، وطلي بالذهب البندقي بما قيمته ألف دينار ، وكان ذلك زمن السلطان مراد
الرابع .
وفي سنة 1119هـ جُدد باب الكعبة بقلع خدود الباب والطراز
الذي من الذهب الخايف ، فوجدوا فيه شيئًا كثيرًا ، فأصلحوه ، وطلوا الخدود
بالذهب وكتبوا على الطراز تاريخًا، ذكروا فيه أنه تجديد للسلطان أحمد خان
نصره الرحمن .
وبقي هذا الباب على الكعبة إلى عهد المؤرخ باسلامه
(ت1356هـ) ، حيث ذكر في تاريخ الكعبة قال : « وهذا الباب الأخير الذي عمله
السلطان مراد خان هو الباب الموجود على الكعبة المشرفة إلى العصر الحاضر »
.
وفي العهد السعودي تم تركيب بابين :
الباب الأول : في عهد الملك
عبد العزيز رحمه الله ، وقد كان عام 1363هـ ، حيث تم صنع باب جديد من
الألمونيوم بسمك(2.5)سم، وارتفاعه(3.10)م ، ومدعم بقضبان من الحديد ، وتمت
تغطية الوجه الخارجي للباب بألواح من الفضة المطلية بالذهب ، وزين الباب
بأسماء الله الحسنى ، وقد صنعه شيخ الصاغة.
الباب الثاني : وهو
الموجود حاليًّا ، وكان قد أمر بصنعه الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله
، وقد برزت الفكرة عندما لاحظ الملك خالد رحمه الله عام 1397هـ قدم الباب
عندما صلى في جوف الكعبة ، ورأى آثار خدوش في الباب فأصدر توجيهاته فورًا
بصنع باب جديد للكعبة المشرفة وباب التوبة من الذهب الخالص ، وهو باب
السلم الذي يصعد به إلى سطح الكعبة المشرفة . وقد بلغ ما أنفق في صناعة
البابين (باب الكعبة وباب التوبة) (13.420.000) من الريالات ، عدا كمية
الذهب التي تم تأمينها بواسطة مؤسسة النقد العربي السعودي،وكميتها (280)
كيلو جرامًا،وكان الذهب عيار 999.9% ، واستغرق العمل منذ بدء العمل
التنفيذي فيه في غرة ذي الحجة عام 1398هـ اثني عشر شهرًا ، وقد أقيمت ورشة
خاصة لصناعته .
مواصفات باب الكعبة المشرفة الحالي :
وهو الباب الثاني الذي أمر بصنعه الملك خالد رحمه الله ولا زال موجودًا حتى الآن.
« لقد تم استخدام أحدث الطرق الفنية في الهيكل الإنشائي للباب ، للتوصل
إلى درجة عالية من المتانة والجودة ، بحيث يقوم الباب بوظيفته بدون
الاحتياج إلى صيانة ، وقد جرى تفصيل الهيكل الإنشائي وتجهيزه بواسطة فنيين
أخصائيين في ضوء مطابقة التصميم الزخرفي من جهة ، ومراعاة عوامل الطقس
والموقع في تحمل الحرارة الشديدة والأمطار من جهة أخرى . وأعدت أحدث
الاحتياطات الفنية لمعالجة كافة النقاط التفصيلية ، والارتباط بين الباب
والحلق من جهة والجوانب من جهة أخرى ، وزودت نهاية الباب بعارضة من الأسفل
لمنع دخول المطر إلى داخل الكعبة المشرفة ، وتحتوي على قضيب خاص يضغط حرف
الباب على العتبة عند الإغلاق .
أما بالنسبة للزخرفة والكتابة على
الباب ، فقد اختيرت الزخرفة من أنواع متجانسة أهم عناصرها هي زخرفة الإطار
البارز ، وهي الزخرفة التي تستمر في مستوى مكان القفل ، حيث تعطي له
الأهمية اللازمة ؛ لأن قفل الكعبة المشرفة له ميزة خاصة في الشكل التراثي
والوظيفي .
وأضيفت في الزاويتين العلويتين زخارف متميزة لإبراز شكل
قوس يحيط بلفظ الجلالة (الله جلَّ جلالُه) ، واسم رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - والآيات القرآنية الكريمة :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ويلي ذلك حشوتان على شكل شمسين مشرقتين في وسطهما كتابة (لا إله إلا الله
محمد رسول الله ) على شكل برواز دائري ، وقد ثبتت على أرضية الحشوتين
العلويتين حلقتا الباب اللتان تشكلان مع القفل وحدة متجانسة شكلاً ونسقًا .
وبين الحلقتين والقفل مساحة بارتفاع مناسب بغرض الفصل بين أنواع الزخارف
المتجانسة شكلاً والمتباينة نسبة ؛ ليكون الشكل العام مريحًا للنظر ، وكتب
تحت الحشـوتين العلـويتين الآية الكريمة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والحشوتان اللتان تحت القفل ، كتبت في وسطيهما سورة الفاتحة على شكل قرصين
بارزين ، وتحت هاتين الحشوتين عبارات تاريخه بخط صغير : (صنع الباب السابق
في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود سنة
1363هـ) ، وتحتها (صنع هذا الباب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك خالد
بن عبد العزيز آل سعود سنة 1399هـ ).
وكذلك فإنه كتب في الدرفة اليمنى
وضمن زخرفة خفيفة عبارة : ( تشرف بافتتاحه بعون الله تعالى الملك خالد بن
عبد العزيز آل سعود في الثاني والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1399هـ)،
وكتب في الدرفة اليسرى عبارةSadصنعه أحمد إبراهيم بدر بمكة المكرمة ، صممه
منير الجندي ، واضع الخط عبد الرحمن أمين) .
كما وضعت زخرفة دقيقة خاصة لأنف الباب المثبت على الدرفة اليسرى .
وأما الجوانب فقد صممت بطريقة فنية ومثبتة حسب التصميم الزخرفي بعد مراعاة
اللوحات الدائرية البارزة التي تحمل أسماء الله الحسنى ، وعددها خمس عشرة
: فوق الباب : يا واسع يا مانع يا نافع . الجانب الأيمن : يا عالم يا عليم
يا حليم يا عظيم يا حكيم يا رحيم . الجانب الأيسر : يا غني يا مغني يا
حميد يا مجيد يا سبحان يا مستعان .
أما على القاعدة الخشبية فقد تم
تثبيت لوحات الذهب الخالص المزخرفة بطريقة النقش والحفر ، وهذه القاعدة
الخشبية بسمك عشرة سنتيمترات من خشب التيك واسمه الخاص(ماكامولغ)ووزنه
النوعي 40.8سم2،وركبت بمادة لاصقة خاصة تضمن استمرار التصاق الذهب بالخشب
إلى فترة غير محددة» .
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty قفل ومفتاح باب الكعبة المشرفة

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:20 pm


قفل ومفتاح باب الكعبة المشرفة
مما لا شك فيه أن قفل ومفتاح باب الكعبة المشرفة تابع لنفس الباب ، فمتى كان الباب كان القفل ومفتاحه .
وحيث إننا لا ندري بالتحديد متى جعل للكعبة باب ، فإننا لا ندري متى كان أول قفل ومفتاح عمل للكعبة .
وكما أنه من المرجح أن تُبَّعًا هو أول من جعل للكعبة بابًا يغلق ، يكون
هو أول من جعل قفلاً للكعبة ومفتاحًا . وعلى كل حال فنحن لا ندري صفتهما
ولا نوعهما .
ولا ندري فيما بعد هل يكون تجديد القفل والمفتاح تابعًا لتجديد باب الكعبة أم لا ؟
وإذا نظرنا إلى ما وصل إلينا من معلومات تاريخية على مر التاريخ عن أقفال
الكعبة ومفاتيحها ، من العصر العباسي والعصر المملوكي والعصر العثماني ،
نجد أن الخلفاء والسلاطين من تلك العصور كانوا يرسلون هذه الأقفال
والمفاتيح لاستخدامها في غلق وفتح باب الكعبة ، وذلك أثناء ترميم الكعبة
أو في بعض المناسبات الأخرى . بيد أن هذه المفاتيح لم تكن مجرد وسيلة
للفتح والقفل فحسب، بل كانت تحمل في نفس الوقت فكرة الرعاية والعناية
والحرص وعالي التقدير لكل ما يتصل ببيت الله الحرام .
ومن الملاحظ أن
حرص الحكام على هذا الشرف يرجع إلى رغبتهم في إظهار نفوذهم السياسي ، أكثر
مما يرجع إلى الكشف عن إحساسهم العقدي ، ومن خلال ذلك صار مفهومًا أن
المسئول عن رعاية خدمات بيت الله الحرام وقبر الرسول الكريم هو المسئول عن
رعاية أمور الإسلام والمسلمين . ومن واقع هذا المفهوم وجدت أقفال للكعبة
ومفاتيح لتلك الأقفال ، وتعددت الأقفال والمفاتيح بتعدد الخلفاء والسلاطين
، جريًا وراء تأكيد السيادة ، لا لأن الكعبة كانت في حاجة إلى كل تلك
الأقفال ومفاتيحها .
وقد قامت إحدى الباحثات بدراسة المفاتيح والأقفال
المحفوظة في متحف طوب قابي باستانبول ودراسة نماذجها المختلفة ، وذكرت أن
أقدم قفل عثرت عليه هو قفل من العصر العباسي الأول ، مصنوع من الخشب ، وهو
بمثابة جسر ، وعليه كتابات مكفتة بأسلاك من القصدير والرصاص .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة لجزء من أقدم قفل لباب الكعبة عثر عليه من القرن الثاني أو الثالث الهجري

ثم بعد ذلك ذَكَرت أن المفاتيح والأقفال في العصر العباسي صنعت من مادة
الحديد ، وقد كانت الكتابات التي كتبت على الأقفال والمفاتيح في ذلك العصر
مكتوبة بالذهب أو الفضة بطريقة التكفيت .
أما في العصر المملوكي : فقد
حظيت الأقفال والمفاتيح بعناية أكبر في صناعتها، وقد تميزت بالزخارف
الكتابية ، وبالتكفيت بالفضة مما يكشف لنا عن المهارة الفائقة في تنفيذ
الخطوط والحروف في ذلك العصر .
ويستمر السلاطين على مر العصور في إرسال الأقفال والمفاتيح أثناء ترميم الكعبة أو في بعض المناسبات الأخرى .
وفي العصر العثماني أول من أرسل قفلاً إلى الكعبة من السلاطين العثمانيين
قبل انتقال الخلافة إليهم هو السلطان با يزيد الثاني . ويوجد بين مجموعة
متحف طوب قابي قفلان لهذا السلطان ، وقد صنعا من الحديد وعليهما كتابات
مكفتة بالذهب ، تتضمن آيات من القرآن الكريم واسم السلطان ، بالإضافة إلى
اسم الصانع .
وآخر قفل ومفتاح في العصر العثماني لباب الكعبة المشرفة
، هو قفل ومفتاح أمر بصنعهما السلطان عبد الحميد خان في سنة 1309هـ تسع
وثلاثمائة وألف .
ولقد بقي هذا القفل والمفتاح على باب الكعبة إلى
العهد السعودي الزاهر ، إلى أن تم استبدال الباب بأمر الملك خالد بن عبد
العزيز آل سعود رحمه الله ، وذلك في سنة 1398هـ ، وكذلك تم استبدال الفقل
والمفتاح تبعًا للباب ، وهو الموجود حاليًّا للكعبة المشرفة .
ولقد
تمت صناعة القفل الجديد بنفس مواصفات القفل القديم ، والذي يعود إلى عهد
السلطان عبد الحميد سنة 1309هـ ، وذلك بما يناسب التصميم الخاص بالباب
الجديد ، ومع زيادة ضمانة الإغلاق دون الحاجة إلى صيانة .
صفة القفل والمفتاح :
ولقد
ذكر في (كتاب الكعبة المشرفة دراسة أثرية لمجموعة أقفالها ومفاتيحها)
دراسة وصفية لمجموعة من الأقفال والمفاتيح على مر العصور ، محفوظة بمتحف
طوب قابي باستانبول . وهي دراسة طويلة ، وما يهمنا منها وصف آخر قفل
ومفتاح لباب الكعبة المشرفة وجد عليه ، قبل أن يأمر الملك خالد بن عبد
العزيز رحمه الله باستبدال باب الكعبة المشرفة القديم بباب جديد أمر
بصناعته . وكذلك القفل والمفتاح الخاص به .

وبما أن مواصفات
القفل الجديد ومفتاحه صنع بنفس مواصفات القفل القديم الذي من عهد السلطان
عبد الحميد خان ، والذي صنع سنة 1309هـ ، لذا فإننا سنعتمد على وصف المؤرخ
محمد طاهر كردي للقفل والمفتاح القديم كما شاهده وعاينه بنفسه .
فقد
ذكر في كتابه التاريخ القويم أنه في سنة 1376هـ قام بالصعود إلى باب
الكعبة المشرفة ، وذلك للتحقق من القفل والمفتاح الموجودين على باب الكعبة
المشرفة واللذين صنعا في سنة 1309هـ في عهد السلطان عبد الحميد ،
ووصَفَهما كالتالي :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة حديثة لقفل باب الكعبة مثبت عليه

القفل المذكور طويل ، مضلع بستة أضلاع ، وهو من الحديد طوله 38سم ، وعرض
كل ضلع من أضلاعه الستة 3سم ، فيكون محيط أضلاعه 18سم ، وفي كل ضلع من
أضلاعه الستة قطعة رقيقة من النحاس الأصفر ، طولها نحو 8سم وعرضها نحو 2سم
، مكتوببالحفر في كل منها بالخط الثلث الجميل جدًّا ما يأتي:
على القطعة الأولى من النحاس الأصفر مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله .
وعلى القطعة الثانية منه : نصر من الله وفتح قريب . إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا.
وعلى القطعة الثالثة منه : أمر بهذا القفل الشريف مولانا السلطان المعظم .
وعلى القطعة الرابعة منه : والخاقان الأفخم السلطان الغازي عبد الحميد خان.
وعلى القطعة الخامسة منه : خلد الله ملكه إلى منتهى الدوران .
وعلى القطعة السادسة منه : سنة تسع وثلاثمائة وألف .
أما مفتاح هذا القفل فوصف شكله : طويل يشبه يد الهاون من طرفيه ، أما ما
بينهما فَغِلَظه كغلظ الأصبع الصغير (أي البنصر) وطول المفتاح 40سم ،
وربما نقص نصف سنتيمتر فقط ، ورأسه دائرية كشق الرحى ، وقطر دائرة الرأس
3.5سم ، وسمكها أي غلظها 1سم . ورأس المفتاح مشقوق ثلاثة شقوق متساوية .

وإليك صورًا لنماذج مختلفة من بعض أقفال ومفاتيح باب الكعبة المشرفة عبر التاريخ :
أولاً : من العصر العباسي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة لمفتاح من أوائل القرن السادس الهجري ، الثاني عشر الميلادي





ثانيًا : من العصر المملوكي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة لقفل ومفتاح من القرن التاسع الهجري ، الخامس عشر ميلادي

ثالثًا : من العصر العثماني

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قفل ومفتاح تاريخه 1056هـ-1646م من عهد السلطان إبراهيم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قفل ومفتاح تاريخه 1023هـ-1614م من عهد السلطان أحمد الأول
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty الحَجَر الأسود

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:22 pm


الحَجَر الأسود الحَجَر
الأسود يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج ، وهو مبدأ الطواف
ومنتهاه ، ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفًا ، وهو أسود اللون ذو تجويف أشبه
بطاس الشرب .
وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة صونًا له ، ويظهر مكان
الحجر بيضاويًّا، ويظهر منه الآن ثماني قطع صغيرة مختلفة الحجم ، أكبرها
بقدر التمرة الواحدة ، وأما باقيه فإنه داخل في بناء الكعبة المشرفة .
وقد رسم هذه القطع الثماني بنفسه الخطاط والمؤرخ محمد طاهر الكردي حيث وضع
على نفس الحجر الأسود ورقة خفيفة ، ثم رسمه بالقلم من فوق الورقة قطعة
قطعة ، وذلك في غرة ربيع الأول لعام 1376هـ .
والسواد هو على الظاهر من الحجر ، أما بقية جرمه فهو على ما هو عليه من البياض .
وقد سطر بعض المؤرخين رؤيتهم ووصفهم للحجر الأسود عبر التاريخ .
فممن رآه يوم قلعه القرامطة في القرن الرابع : محمد بن نافع الخزاعي ، فرأى السواد في رأسه فقط ، وسائره أبيض ، وطوله قدر ذراع .
وممن رآه ابن علان أثناء بناء الكعبة زمن السلطان مراد عام 1040هـ . قال:
ولون ما استتر من الحجر الأسود بالعمارة في جدر الكعبة أبيض بياض المقام
–يعني مقام الخليل إبراهيم عليه السلام - وذرع طوله نصف ذراع بذراع العمل
، وعرضه ثلث ذراع ، ونقص منه قيراط في بعضه ، وسمكه أربعة قراريط.
ويروى أن القطع تبلغ خمس عشرة قطعة إلا أن القطع السبع الأخرى مغطاة
بالمعجون البني الذي يراه كل مستلم للحجر ، وهو خليط من الشمع والمسك
والعنبر موضوع على رأس الحجر الكريم . وقد أورد إبراهيم رفعت باشا في مرآة
الحرمين رسمًا للحجر الأسود خمس عشرة قطعة ، فلعل هذا الرسم كان للحجر
أثناء حجاته التي كان فيها أميرًا للحج ، وقد كانت آخر إمرة له للحج سنة
1325هـ.
أما عن فضائل وأحكام الحجر الأسود فكثيرة جدًّا ، وهي
مبسوطة في مواضعها من كتب الفقه وغيرها ، ونسوق بعضًا مما ورد عن الحجر
الأسود :
مَنْ جاء بالحجر الأسود :
الحجر الأسود جاء به جبريل إلى إبراهيم عليهما السلام من السماء ؛ ليوضع في مكانه من البيت .
فقد روى ابن جرير في تفسيره ، والأزرقي في أخبار مكة بإسناد حسن ، وكذا
رواه الحاكم في مستدركه ، وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه عن خالد بن
عرعرة أن رجلا قام إلى علي فقال: « ألا تخبرني عن البيت ؟ أهو أول بيت وضع
في الأرض؟ فقال: لا ولكن هو أول بيت وضع فيه البركة، مقام إبراهيم، ومن
دخله كان آمنا، وإن شئت أنبأتك كيف بني: إن الله أوحى إلى إبراهيم أن ابن
لي بيتا في الأرض. قال: فضاق إبراهيم بذلك ذرعا، فأرسل الله السكينة -وهى
ريح خجوج ، ولها رأسان - فأتبع أحدهما صاحبه حتى انتهت إلى مكة ، فتطوت
على موضع البيت كتطوي الحجفة ، وأمر إبراهيم أن يبني حيث تستقر السكينة .
فبنى إبراهيم وبقي حجر، فذهب الغلام يبغي شيئًا، فقال إبراهيم: لا ، ابغني
حجرًا كما آمرك . قال : فانطلق الغلام يلتمس له حجرًا ، فأتاه فوجده قد
ركب الحجر الأسود في مكانه ، فقال : يا أبت ، من أتاك بهذا الحجر ؟ قال :
أتاني به من لم يتكل على بنائك ، جاء به جبريل من السماء . فأتماه » .
الحجر الأسود من الجنة :
فعن
ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «
نزل الحجر الأسود وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم » رواه
الترمذي وحسنه.
وفي رواية: « الحجر الأسود من الجنة » رواه النسائي.
وفي رواية: « نزل الحجر الأسود من الجنة كان أشد بياضًا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك » رواه أحمد .
السنة تقبيل الحجر الأسود :
فقد
جاء عن عمر رضي الله عنه « أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله ، فقال : إني
أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت النبي - صلى الله عليه
وسلم - يقبلك ما قبلتك» رواه البخاري .
ثواب تقبيل أو استلام الحجر الأسود :
روى
ابن خزيمة في صحيحه ، وأحمد في مسنده ، والحاكم في مستدركه وصححه ووافقه
الذهبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : «إن لهذا الحجر لسانًا وشفتين يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق
» .
تاريخ الحجر الأسود الأليم :
تذكر كتب السير والتاريخ
بناء قريش للكعبة المشرفة قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ، حيث
نصبه - صلى الله عليه وسلم - بيديه الشريفة في موضعه الذي فيه . وبقي
منصوبًا في مكانه لم يطرأ عليه تغيير ، حتى وقع الحريق العظيم في الكعبة
المشرفة في حصار جيش الحصين ابن نمير لعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما
، فتصدع الركن من الحريق ثلاث فرق، فشده ابن الزبير بالفضة .
وفي
سنة تسع وثمانين ومائة لما اعتمر أمير المؤمنين هارون الرشيد ورأى الفضة
قد رقت ولقلقت حول الحجر حتى خافوا على الركن أن ينقض ، أمر بالحجارة التي
بينها الحجر الأسود فثقبت بالماس من فوقها وتحتها ، ثم أفرغت فيها الفضة ،
وكان الذي عمل ذلك ابن الطحان مولى ابن المشمعل، وبقيت الفضة هذه إلى عهد
الأزرقي أي إلى ما قبل 250هـ ، كما ذكر في تاريخه .
حادثة القرامطة مع الحجر الأسود :
وتذكر
كتب التاريخ أيضًا أنه في سنة 317هـ حدثت فتنة عظيمة ، وحادثة شهيرة ، قام
بها القرامطة لعنهم الله ، وهم من الباطنية ، وهؤلاء قوم تبعوا طريق
الملحدين ، وجحدوا الشرائع، وقد فصل ابن الجوزي القول في عقائدهم وأعمالهم
الشنيعة في كتابه المنتظم . وكان من هؤلاء عدو الله ملك البحرين أبو طاهر
سليمان بن أبي سعيد حسن بن بهرام القرمطي الجنابي الأعرابي الزنديق قبحه
الله .
فأغار على مكة يوم التروية من سنة 317هـ والناس محرمون ، فقتل
الحجيج حول الكعبة وفي جوفها ، وردم زمزم ، كما قتل غيرهم في سكك مكة وما
حولها ، زهاء ثلاثين ألفًا من غير الحجيج ، وسلب كسوة الكعبة وجردها ،
وأخذ بابها ، وحليتها وقبة زمزم، وجميع ما كان فيها من آثار الخلفاء والتي
زينوا بها الكعبة ، وصعد على عتبة الكعبة يصيح :
أنــــا بـــالله وبـــالله أنـــــا يخلــــــق الخلق وأفنيهم أنـــــا
وقيل : دخل قرمطي سكران على فرس ، وضرب الحجر بدبوس فتكسر ، وقيل : إن
الذي ضرب الحجر الأسود بالدبوس أبو طاهر بنفسه ، وأقام بمكة أحد عشر أو
اثنى عشر يومًا ، واقتلع الحجر الأسود من موضعه ، وأخذه إلى بلده هجر ،
وطلع رجل منهم البيت ليقلع الميزاب ، فلما صار عليه سقط ، فاندقت عنقه ،
فقال القرمطي : لا يصعد إليه أحد ، ودعوه . فترك الميزاب ، ولم يقلع ،
وقيل : إنه هلك في نقل الحجر تحته أربعون جملاً ، فلما أعيد كان على قعود
ضعيف فسمن .
وقيل : إنه أراد أخذ المقام فلم يظفر به ؛ لأن سدنة
المسجد الحرام غيبوه في بعض شعاب مكة ، فتألم بفقده ، فعاد عند ذلك على
الحجر الأسود ، فقلعه له جعفر بن أبي علاج البَنَّاء المكي بأمر القرمطي
بعد صلاة العصر من يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة .
وبقي موضع الحجر من الكعبة خاليًا ، والحجر عند القرامطة نيفًا وعشرين سنة
، يضع الناس فيه أيديهم للتبرك ، وهلك أبو طاهر بالجدري في رمضان سنة
339هـ ثم ردوه إلى المسلمين لخمس خلون من ذي القعدة من نفس السنة .
قال ابن فهد في حوادث سنة 339هـ : فلما كان يوم الثلاثاء يوم النحر وافى
سنبر بن الحسن القرمطي مكة ، ومعه الحجر الأسود ، فلما صار بفناء الكعبة
ومعه أمير مكة أظهر الحجر الأسود من سفط وعليه ضباب فضة ، قد عملت من طوله
وعرضه، تضبط شقوقًا قد حدثت عليه بعد انقلاعه ، وأحضر معه جمعًا يشهدون،
فوضعه سنبر بيده ، ويقال : إن الذي أعاد الحجر مكانه بيده حسن بن المرزوق
وشده الصانع بالجص ، وقال سنبر : أخذناه بقدر الله تعالى ، ورددناه بمشيئة
الله . ويقال : إنه قال : أخذناه بأمر وأعدناه بأمر . ونظر الناس إلى
الحجر ، فتبينوه وقبلوه واستلموه وحمدوا الله تعالى .
وذكر مثله
المسبحي أيضًا فقال : وكان مدة كينونة الحجر عند القرامطة اثنين وعشرين
سنة إلا أربعة أيام ، وكان المنصور بن القائم بن المهدي راسل أحمد بن أبي
سعيد القرمطي أخا أبي طاهر لأجل الحجر ، وبذل له خمسين ألف دينار ذهبًا
فلم يفعل ، ويقال : إن بَجْكَم التركي مدبر الخلافة ببغداد بذل للقرامطة
على رد الحجر الأسود خمسين ألف دينار ، فأبوا وقالوا : أخذناه بأمر ولا
نرده إلا بأمر ، هذا قول ابن فهد .
وقال ابن أبي الدم في الفرق
الإسلامية : إن الخليفة راسل أبا طاهر في ابتياعه فأجابه إلى ذلك ، فباعه
من المسلمين بخمسين ألف دينار ، وجهز الخليفة إليهم عبد الله بن عكيم
المحدث وجماعة معه ، فأحضر أبو طاهر شهودًا على نواب الخليفة بتسليمه ، ثم
أخرج لهم أحد الحجرين المصنوعين ، فقال لهم عبد الله بن عكيم ، إن لنا في
حجرنا علامة أنه لا يسخن بالنار , وثانية أنه لا يغوص في الماء ، فألقاه
في الماء وغاص ، ثم ألقاه في النار فحمي ، وكاد يتشقق ، فقال : ليس هذا
بحجرنا، ثم أحضر الحجر الثاني المصنوع ، وقد ضمخه بالطيب وغشاه بالديباج
يظهر كرامته ، فصنع به عبد الله كما صنع بالأول ، وقال : ليس هذا بحجرنا ،
فأحضر الحجر الأسود بعينه فوضعه في الماء فطفا ، ولم يغص ، وجعله في النار
فلم يسخن ، فقال : هذا حجرنا ، فتعجب أبو طاهر .
حادثة أخرى سنة 363هـ :
ذكر
ابن فهد في حوادث سنة 363هـ : وفيها بينما الناس في وقت القيلولة وشدة
الحر ، وما يطوف إلا رجل أو رجلان ، فإذا رجل عليه طمران مشتمل على رأسه
ببرد ، يسير رويدًا ، حتى إذا دنا من الركن الأسود ، ولا يعلم ما يريد ،
فأخذ معولاً ، وضرب الركن ضربة شديدة حتى خفته الخفتة التي فيه ، ثم رفع
يديه ثانيًا يريد ضربه ، فابتدره رجل من السكاسك من أهل اليمن حين رآه وهو
يطوف ، فطعنه طعنة عظيمة بالخنجر حتى أسقطه ، فأقبل الناس من نواحي المسجد
فنظروه ، فإذا هو رجل رومي جاء من أرض الروم ، وقد جعل له مال كثير على
ذهاب الركن ومعه معول عظيم ، قد حُدّد وذُكر بالذكور – أي صيره فولاذًا
صلبًا – وقتل الذي أراد ذهاب الركن وكفى الله شره . قال : فأخرج من المسجد
الحرام ، وجُمع حطب كثير ، فأحرق بالنار .
حادثة أخرى سنة 414هـ :
فقد ذكر ابن الجوزي والفاسي وابن الأثير وغيرهم واللفظ لابن الأثير قال :
« في هذه السنة كان يوم النفر الأول يوم الجمعة ، فقام رجل من مصر، بإحدى
يديه سيف مسلول، وفي الأخرى دبوس، بعدما فرغ الإمام من الصلاة، فقصد ذلك
الرجل الحجر الأسود كأنه يستلمه، فضرب الحجر ثلاث ضربات بالدبوس، وقال:
إلى متى يعبد الحجر الأسود ومحمد وعلي؟ فليمنعني مانع من هذا، فإني أريد
أن أهدم البيت. فخاف أكثر الحاضرين وتراجعوا عنه، وكاد يفلت، فثار به رجل
فضربه بخنجر فقتله، وقطعه الناس وأحرقوه، وقتل ممن اتهم بمصاحبته جماعة
وأحرقوا، وثارت الفتنة، وكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين رجلاً غير من
اختفى منهم.
وألح الناس ، ذلك اليوم ، على المغاربة والمصريين بالنهب
والسلب ، وعلى غيرهم في طريق منى إلى البلد. فلما كان الغد ماج الناس
واضطربوا، وأخذوا أربعة من أصحاب ذلك الرجل، فقالوا: نحن مائة رجل، فضربت
أعناق هؤلاء الأربعة، وتقشر بعض وجه الحجر من الضربات، فأخذ ذلك الفتات
وعجن بلُكٍّ وأعيد إلى موضعه» . اهـ .
حادثة أخرى سنة 1351هـ :
ذكر
المؤرخ حسين باسلامة في كتابه تاريخ الكعبة المعظمة هذه الحادثة التي وقعت
في عصره في شهر محرم سنة 1351هـ فقال : جاء رجل فارسي من بلاد الأفغان ،
فاقتلع قطعة من الحجر الأسود ، وسرق قطعة من ستارة الكعبة ، وقطعة من فضة
من مدرج الكعبة الذي هو بين بئر زمزم وباب بني شيبة ، فشعر به حرس المسجد
الحرام ، فاعتقلوه ، ثم أعدم عقوبة له ، كما أعدم من تجرأ قبله على الحجر
الأسود بقلع أو تكسير أو سرقة.
ثم لما كان يوم 28 من ربيع الثاني سنة
1351هـ حضر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله من
مصيفه بالطائف قبل توجهه إلى الرياض المسجد الحرام وحضر معه حضرة الشيخ
عبد الله الشيبي نيابة عن والده رئيس السدنة الشيخ عبد القادر بن علي
الشيبي رحمه الله وحضر بعض الأعيان ، ثم أحضر مدير الشرطة العام محمد مهدي
بك تلك القطعة التي اقتلعها ذلك الفارسي التعيس ، وعمل الأخصائيون مركبًا
كيماويًّا مضافًا إليه المسك والعنبر ، وبعد أن تم تركيب المركب المذكور
الذي استحضر خصيصًا لأجل تثبيت تلك القطعة التي قلعت من الحجر الأسود وضعه
الأخصائيون في الموضع الذي قلعت منه تلك القطعة ثم أخذ الملك عبد العزيز
آل سعود رحمه الله قطعة الحجر الأسود بيده ووضعها في محلها تيمنًا ،
وأثبتها الأخصائيون إثباتًا محكمًا .
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty الركن اليماني

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:23 pm


الركن اليماني
الركن
اليماني هو ركن الكعبة المشرفة الجنوبي الغربي ، ويوازي الركن الجنوبي
الشرقي الذي يوجد به الحجر الأسود ، وهو يسبق الحجر الأسود في الطواف ،
ويسمى بالركن اليماني ؛ لأنه باتجاه اليمن ، يسامته من البلاد الجزء
الجنوبي من أفريقيا من سواكن على البحر الأحمر والرأس الأخضر على المحيط
الأطلسي إلى رأس الرجاء الصالح ، فكل جهة تستقبل ركنها .
ومن مميزات الركن اليماني أنه على القواعد الأولى للبيت التي رفعها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام .
ومن السنة أن يستلم الطائف الركن اليماني بيده في كل طوفة ، ولا يقبله ،
فإن لم يتمكن من استلامه ، لم يشرع له الإشارة إليه بيده . ويقول بينه
وبين الحجر الأسود : « ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا
عذاب النار » .
وفضائل هذا الركن عظيمة ومزاياه جليلة . فمن فضائله :
ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : « إن مسح الحجر الأسود و الركن اليماني يحطان الخطايا حطا » رواه
أحمد بإسناد صحيح .
ومنها : ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي
الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « يأتي الركن
اليماني يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسانان وشفتان » رواه أحمد
بإسناد حسن .
ومنها : ما رواه نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : «
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يدع أن يستلم الركن اليماني
والحجر في كل طوافه » قال نافع : « وكان ابن عمر يفعله » رواه أبو داود
بإسناد حسن ، والنسائي في الكبرى ، والحاكم وقال : صحيح الإسناد ، ووافقه
الذهبي .
ومن الحوادث التي حدثت للركن اليماني :
ما ذكره ابن الأثير في الكامل في التاريخ في حوادث سنة سبع وأربعمائة ، قال: « تشعث الركن اليماني من البيت الحرام » .
وما ذكره في حوادث سنة خمس عشرة وخمسمائة قال : « تضعضع الركن اليماني من
البيت الحرام ، زاده الله شرفًا ، من زلزلة ، وانهدم بعضه» . وقال صاحب
النجوم الزاهرة : « وفي سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وقع من الركن اليماني
قطعة ، وتحرك البيت الحرام مرارًا . وهذا شيء لم يعهد منذ بناه عبد الله
بن الزبير - رضي الله عنهما - » .
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty الحِجْـــــــــر

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:24 pm


الحِجْـــــــــر الحِجْر هو الحائط الواقع شمال الكعبة المشرفة على شكل نصف دائرة .
قال ياقوت الحموي : ولقد سمي حِجْرًا ؛ لأن قريشًا في بنائها تركت من أساس
إبراهيم عليه السلام ، وحجرت على المواضع ، ليعلم أنه من الكعبة .
وقال الأزهري : الحِجْر : حطيم مكة ، كأنه حجرة مما يلي المثعب من البيت.
وقال الجوهري : الحِجْر هو ما حواه الحطيم المدار بالبيت جانب الشمال ، وكل ما حجرته من الحائط فهو حِجْر .
الحِجْر تاريخ وأحكام :
من
المعلوم أن قريشًا حينما بنت الكعبة استقصروا من بنيان الكعبة المشرفة ،
كما روت عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- : « إن قومك استقصروا من بنيان البيت ، ولولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت
ما تركوا منه ، فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي ما تركوه ، فأراها
قريبًا من سبعة أذرع » رواه مسلم.
وروى مسلم في صحيحه عن عطاء قصة
هدمها وبناء عبد الله بن الزبير لها على ما كان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يريده ، فقال : « لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاها
أهل الشام ، فكان من أمره ما كان ، تركه ابن الزبير ، حتى قدم الناس
الموسم يريد أن يجرئهم أو يحربهم على أهل الشام ، فلما صدر الناس ، قال :
يا أيها الناس أشيروا علي في الكعبة أنقضها ثم أبني بناءها ؟ أو أصلح ما
وَهَى منها؟ قال ابن عباس : فإني قد فرق لي رأي فيها أرى أن تصلح ما وَهَى
منها وتدع بيتا أسلم الناس عليه ، وأحجارًا أسلم الناس عليها ، وبعث عليها
النبي ? . فقال ابن الزبير : لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يُجِدَّه
، فكيف بيت ربكم !! إني مستخير ربي ثلاثًا ، ثم عازم على أمري ، فلما مضى
الثلاث أجمع رأيه على أن ينقضها ، فتحاماه الناس أن ينزل بأول الناس يصعد
فيه أمر من السماء ، حتى صعده رجل ، فألقى منه حجارة ، فلما لم يره الناس
أصابه شيء تتابعوا ، فنقضوه حتى بلغوا به الأرض ، فجعل ابن الزبير أعمدة ،
فستر عليها الستور حتى ارتفع بناؤه ، وقال ابن الزبير : إني سمعت عائشة
تقول :
إن النبي ? قال : لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر ، وليس عندي
من النفقة ما يقوي على بنائه ، لكنت أدخلت فيه من الحجر خمس أذرع ، ولجعلت
لها بابًا يدخل الناس منه ، وبابًا يخرجون منه .
قال : فأنا اليوم أجد
ما أنفق ، ولست أخاف الناس ، قال : فزاد فيه خمس أذرع من الحجر ، حتى أبدى
أسًّا ، نظر الناس إليه ، فبنى عليه البناء ، وكان طول الكعبة ثماني عشرة
ذراعًا ، فلما زاد فيه استقصره ، فزاد في طوله عشر أذرع ، وجعل له بابين :
أحدهما يدخل منه ، والآخر يخرج منه . فلما قُتل ابن الزبير كتب الحجاج إلى
عبد الملك بن مروان يخبره بذلك ، ويخبره أن ابن الزبير قد وضع البناء على
أسٍّ نظر إليه العدول من أهل مكة ، فكتب إليه عبد الملك : إنا لسنا من
تلطيخ ابن الزبير في شيء ، أما ما زاد في طوله فأقره ، وأما ما زاد فيه من
الحِجْر فرده إلى بنائه ، وسد الباب الذي فتحه ، فنقضه وأعاده إلى بنائه
»اهـ .
وروى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها « أن النبي ?
قال لها: يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت ، فهدم ،
فأدخلت فيه ما أخرج منه ، وألزقته بالأرض ، وجعلت له بابين بابًا شرقيًّا
وبابًا غربيًّا ، فبلغت به أساس إبراهيم . فذلك الذي حمل ابن الزبير رضي
الله عنهما على هدمه . قال يزيد : وشهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل
فيه من الحِجْر ، وقد رأيت أساس إبراهيم حجارة كأسنمة الإبل ، قال جرير :
فقلت له أين موضعه؟ قال أُريكَه الآن ، فدخلت معه الحِجْر ، فأشار إلى
مكان ، فقال : ها هنا . قال جرير: فحزرت من الحجر ستة أذرع أو نحوها » .
وروى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ? : « يا
عائشة لولا أن قومك حديثوا عهد بشرك ، لهدمت الكعبة ، فألزقتها بالأرض ،
وجعلت لها بابين بابًا شرقيًّا وبابًا غربيًّا ، وزدت فيها ستة أذرع من
الحجر ، فإن قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة » .
وفي رواية : « وزدت فيها ستة أذرع من الحجر فإن قريشًا اقتصرتها حين بنت الكعبة » .
وفي رواية : « خمس أذرع » .
وفي رواية : « قريبا من سبع أذرع » .
وفي رواية : « قالت عائشة سألت رسول الله ? عن الجدار أمِنَ البيت هو ؟ قال : نعم » .
وفي رواية : « لولا أن قومك حديث عهدهم في الجاهلية فأخاف أن تنكره قلوبهم لنظرت أن أُدخل الجدر في البيت » .
وعليه فمن هذه الروايات يُعلم أن الحِجْر ليس كله من البيت ، بل منه ما
يساوي خمسة أذرع أو ستة أذرع أو سبعة أذرع ، وكل هذه الروايات صحيحة ثابتة
، ولا تعارض بينها فإن الأقل داخل في الأكثر .
قال ابن الصلاح : « قد
اضطربت الروايات ففي رواية الصحيحين : الحجر من البيت ، وروي ستة أذرع من
الحجر من البيت ، وروي ستة أذرع أو نحوها ، وروي خمسة أذرع ، وروي قريبًا
من سبع ، قال : وإذا اضطربت الروايات تعين الأخذ بأكثرها ليسقط بيقين » .
ورَدَّ الحافظ ابن حجر هذا الكلام بقوله :
« وإن الجمع بين المختلف منها ممكن كما تقدم ، وهو أوْلَى من دعوى
الاضطراب والطعن في الروايات المقيدة لأجل الاضطراب ، كما جنح إليه ابن
الصلاح وتبعه النووي ؛ لأن شرط الاضطراب أن تتساوى الوجوه بحيث يتعذر
الترجيح أو الجمع ، ولم يتعذر ذلك هنا ، فيتعين حمل المطلق على المقيد كما
هي قاعدة مذهبهما ، ويؤيده أن الأحاديث المطلقة والمقيدة متواردة على سبب
واحد وهو أن قريشًا قصروا على بناء إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وأن ابن
الزبير أعاده على بناء إبراهيم ، وأن الحجاج أعاده على بناء قريش ، ولم
تأت رواية قط صريحة أن جميع الحجر من بناء إبراهيم في البيت .
قال
المحب الطبري في ( شرح التنبيه ) : والأصح أن القدر الذي في الحجر من
البيت قدر سبعة أذرع ، والرواية التي جاء فيها أن الحجر من البيت مطلقة ،
فيحمل المطلق على المقيد ، فإن إطلاق اسم الكل على البعض سائغ مجازًا .
وإنما قال النووي ذلك نصرة لما رجحه من أن جميع الحجر من البيت ، وعمدته
في ذلك أن الشافعي نص على إيجاب الطواف خارج الحجر ، ونقل ابن عبد البر
الاتفاق عليه ، ونقل غيره أنه لا يعرف في الأحاديث المرفوعة ولا عن أحد من
الصحابة ومن بعدهم أنه طاف من داخل الحجر وكان عملا مستمرًّا ، ومقتضاه أن
يكون جميع الحجر من البيت .
وهذا متعقب فإنه لا يلزم من إيجاب الطواف
من ورائه أن يكون كله من البيت ، فقد نص الشافعي أيضا كما ذكره البيهقي في
( المعرفة ) أن الذي في الحجر من البيت نحو من ستة أذرع ، ونقله عن عدة من
أهل العلم من قريش لقيهم كما تقدم ، فعلى هذا فلعله رأى إيجاب الطواف من
وراء الحجر احتياطا ، وأما العمل فلا حجة فيه على الإيجاب ، فلعل النبي ?
ومن بعده فعلوه استحبابًا للراحة من تسور الحجر ، لا سيما والرجال والنساء
يطوفون جميعًا ، فلا يؤمن من المرأة التكشف ، فلعلهم أرادوا حسم هذه
المادة » .
ذرع الحِجْر :
ذرعه الأزرقي وابن جماعة ، فقال
الأزرقي : « عرضه من جدار الكعبة من تحت الميزاب إلى جدار الحجر سبعة عشر
ذراعًا وثمانية أصابع وذرع ما بين بابي الحجر عشرون ذراعًا وعرضه اثنان
وعشرون ذراعًا ، وذرع الجدار من داخله في السماء ذراع وأربع عشرة أصبعًا،
وذرعه مما يلي الباب الذي يلي المقام ذراع وعشر أصابع ، وذرع جدار الحجر
الغربي في السماء ذراع وعشرون أصبعًا ، وذرع طول الحجر من خارج مما يلي
الركن الشامي ذراع وست عشرة أصبعًا ، وطوله من وسطه في السماء ذراعان
وثلاث أصابع ، وعرض الجدار ذراعان إلا أصبعين ، وذرع باب الحجر الذي يلي
المشرق مما يلي المقام خمس أذرع وثلاث أصابع ، وذرع باب الحجر الذي يلي
المغرب سبع أذرع ، وذرع تدوير الحجر من داخله ثمانية وثلاثون ذراعًا، وذرع
تدوير الحجر من خارج أربعون ذراعًا وست أصابع »اهـ .
وذرعه الفاسي
فقال : « وقد حررنا أمورًا تتعلق بالحجر ، فكان ما بين وسط جدر الكعبة
الذي فيه الميزاب إلى مقابله من جدار الحجر خمسة عشر ذراعًا ، وكان عرض
جدار الحجر من وسطه ذراعين وربعًا ، وسعة فتحة الحجر الشرقية خمسة أذرع ،
وكذلك سعة الغربية بزيادة قيراط ، وسعة ما بين الفتحتين من داخل الحجر
سبعة عشر ذراعًا وقيراطان ، وارتفاع جدار الحجر من داخله عند الفتحة
الشرقية ذراعان إلا قيراطًا ، ومن خارجه عندها ذراعان وقيراطان ، وارتفاع
جدار الحجر من داخله ومن وسطه ذراعان إلا ثلثًا ، وفي خارجه ذراعان
وقيراطان ، وارتفاع جدر الحجر من داخله عند الفتحة الغربية ذراعان إلا
قيراطًا، ومن خارجه عندها ذراعان وثمن ذراع ، كل ذلك بذراع الحديد » .
وذَرَعه إبراهيم رفعت باشا فقال : « ارتفاعه 1.31م ، وعرض جداره من الأعلى
1.52م ومن أسفل 1.44م ، وسعة الفتحة التي بين طرفه الشرقي إلى آخر
الشاذروان 2.30م ، وسعة الفتحة الأخرى التي بين طرفه الغربي ونهاية
الشاذروان 2.33م ، والمسافة التي بين طرفي نصف الدائرة 8 م ، ووراء الحطيم
بمسافة 12م المطاف ، والمسافة من منتصف جدار الكعبة الشمالي ووسط تجويف
الحطيم من الداخل 8.44م » .
وأما ذرع الحِجْر بالمتر في عصرنا الحالي
: فطوله من وسط التدويرة من جدار الحجر الداخلي إلى جدار الكعبة الخارجي
الشمالي (8.46.5) ثمانية أمتار وستة وأربعون ونصف سنتيمتر .
عمارة الحِجْر :
قال
ابن فهد في حوادث سنة 140هـ : « وفيها رخم الحِجْر بأمر أبي جعفر المنصور
، وهو أول من رخمه» . وذكر الأزرقي « أن المنصور العباسي لما حج ، دعا
زياد بن عبيد الله الحارثي أمير مكة ، فقال : إني رأيت الحِجْر حجارته
بادية ، فلا أصبحن حتى يستر جدار الحجر بالرخام . فدعا زياد بالعمال ،
فعملوه على السرج قبل أن يصبح، وكان قبل ذلك مبنيًّا بحجارة بادية ليس
عليه رخام .
ثم كان المهدي بعد ذلك قد جدد رخامه» اهـ . وكان ذلك
عام 161هـ عام زاد المهدي في المسجد الحرام زيادته الأولى . وقال أبو محمد
الخزاعي : أنا أدركت هذا الرخام الذي عمله ، وكان رخامًا أبيض ، وأخضر ،
وأحمر ، وكان مزويًا وشوابير صغارًا ، ومداخلاً بعضه في بعض ، أحسن من هذا
العمل .
ثم تكسر فجدده أبو العباس عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى ، وهو أمير مكة في سنة 241هـ في خلافة المتوكل .
ثم جدد بعد ذلك في سنة 283هـ في خلافة المعتضد العباسي .
ثم عمره الوزير جمال الدين المعروف بالجواد ، وذلك في عشر الخمسين وخمسمائة .
وعمر أيضًا في خلافة الناصر العباسي في سنة 575 ، ثم في زمن المستنصر العباسي .
ثم في زمن الملك المظفر صاحب اليمن .
وكذلك في زمن الملك الناصر محمد بن قلاوون . قال الفاسي : وفي الرخامة التي فيها خبر عمارة الملك الناصر أن ذلك سنة720هـ .
ثم عمر أيضًا في دولة الملك المنصور علي بن الملك الأشرف شعبان بن حسين في سنة 781هـ .
ثم عمر في سنة 801هـ في العمارة التي أمر بها الملك الظاهر برقوق .
ثم عمر في سنة 822 في رجب وشعبان كثير من رخامه ، عمارة جيدة بالجبس ؛
لتداعي ذلك إلى السقوط ، وكان غالب ذلك في جدار الحجر ، بيد القائد علاء
الدين كما ذكره ابن فهد .
ثم عمر كثير من رخامه في جداره في ظاهره وباطنه وأعلاه ، وفي أرض الحِجْر ، وذلك في المحرم من سنة 826هـ عمارة حسنة بالجص .
ذكر ذلك كله الفاسي ، وقال بعده : وقد خفي علينا شيء كثير من خبر عمارة
الحجر من دولة المعتضد العباسي إلى خلافة الناصر ، فإنه يبعد أن يخلو في
هذا الزمن الطويل من عمارة .
وذكر ابن فهد في حوادث سنة 838هـ أن سودون المحمدي جاءه من مصر ستون ذراعًا رخامًا لمرمرة الحجر ، فعمره .
وعمره السلطان جقمق سنة 843هـ .
وقايتباي سنة 880هـ .
وقال الطبري في الأرج المسكي : قد عمر الحجر جماعة من ملوك الجراكسة منهم
أبو النصر قانصوه الغوري في سنة 917هـ وكانت عمارته في هذه السنة مرتين .
وعمره من ملوك آل عثمان السلطان محمد خان بن السلطان مراد خان .
وعمره السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان .
وقال بعضهم : إنه عمره السلطان سليمان سنة 940هـ .
وقال السنجاري : وممن جدد الحجر السلطان مرادخان ، وهو أول من جدد من آل
عثمان ، وذلك لما بنى الشق الشامي من البيت ، وذلك في 10 رمضان سنة 1040هـ
.
وقال البعض : إنه عمره السلطان محمد خان سنة 1073هـ .
وجاء في تحصيل المرام:وممن عمره السلطان عبد الحميد خان سنة 1260هـ. ذكر ما تقدم من عمارة الحِجْر العلامة حسين باسلامة .
وفي العهد السعودي الزاهر عمر الحِجْر سنة 1397هـ تعميرًا في غاية الجمال
والإتقان ، وفرشت أرضه بالحجر البارد الذي جلب من اليونان ، كما هو في أرض
المطاف، وجعل على جداره ثلاثة فوانيس معدنية في غاية الجمال، تضاء
بالكهرباء.
وفي سنة1417هـ بعد الترميم الشامل للكعبة المشرفة الذي تم
في عهد الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله ، تم إزالة الرخام القديم
لجدران وأرضية الحجر ، واستبداله برخام جديد ، كما تم تنظيف الفوانيس
الموجودة على الجدران وإعادتها إلى موقعها السابق ، وتم عمل حاجز من
الحبال لمدخل الحجر متين القوام ، منمق الشكل يتناسب مع مكانة الحجر
وتعظيمه ، ويفتح الحاجز بصورة دائمة ، ويغلق عند الحاجة فقط .
أخبار عن الحجر :
خبر ندم عبد الملك بن مروان على إذنه للحجاج في هدم بناء عبد الله بن الزبير:
قال
ابن حجر في الفتح : قال أبو أويس : « فأخبرني غير واحد من أهل العلم أن
عبد الملك ندم على إذنه للحجاج في هدمها ، ولعن الحجاج » ولابن عيينة عن
داود بن سابور عن مجاهد : « فرد الذي كان ابن الزبير أدخل فيها من الحجر ،
قال فقال عبد الملك : وددنا أنا تركنا أبا خبيب وما تولى من ذلك » .
وقد أخرج قصة ندم عبد الملك على ذلك مسلم من وجه آخر ، فعنده من طريق
الوليد بن عطاء : « أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وفد على عبد الملك
في خلافته فقال : ما أظن أبا خبيب - يعني ابن الزبير - سمع من عائشة ما
كان يزعم أنه سمع منها ، فقال الحارث : بلى أنا سمعته منها » .
زاد
عبد الرزاق عن ابن جريج فيه : « وكان الحارث مُصَدَّقًا لا يكذب . فقال
عبد الملك : أنت سمعتها تقول ذلك ؟ قال : نعم ، فنكت ساعة بعصاه وقال:
وددت أني تركته وما تحمل » .
وأخرجها أيضا من طريق أبي قزعة قال : «
بينما عبد الملك يطوف بالبيت ، إذ قال : قاتل الله ابن الزبير ، حيث يكذب
على أم المؤمنين - فذكر الحديث - فقال له الحارث : لا تقل هذا يا أمير
المؤمنين ، فأنا سمعت أم المؤمنين تحدث بهذا ، فقال : لو كنت سمعته قبل أن
أهدمه لتركته على بناء ابن الزبير » .
الرد على من قال بإعادة الكعبة على ما فعله ابن الزبير :
حكى
ابن عبد البر وتبعه عياض وغيره عن الرشيد أو المهدي أو المنصور أنه أراد
أن يعيد الكعبة على ما فعله ابن الزبير ، فناشده مالك في ذلك ، وقال :
أخشى أن يصير ملعبة للملوك ، فتركه .
قلت –القائل ابن حجر- : وهذا
بعينه خشية جدهم الأعلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فأشار على ابن
الزبير لما أراد أن يهدم الكعبة، ويجدد بناءها، بأن يَرُمَّ ما وَهَى منها
، ولا يتعرض لها بزيادة ولا نقص ، وقال له :« لا آمن أن يجيء من بعدك أمير
فيُغَيِّر الذي صنعتَ » أخرجه الفاكهي من طريق عطاء عنه .
وذكر الأزرقي أن سليمان بن عبد الملك هَمَّ بنقض ما فعله الحجاج ، ثم ترك ذلك ؛ لما ظهر له أنه فعله بأمر أبيه عبد الملك .
ولم أقف في شيء من التواريخ على أن أحدًا من الخلفاء ولا من دونهم غَيَّر
من الكعبة شيئًا مما صنعه الحجاج إلى الآن ، إلا في الميزاب والباب وعتبته
، وكذا وقع الترميم في جدارها غير مرة ، وفي سقفها ، وفي مسلم سطحها ،
وجدد فيها الرخام .
هل كان حائط الحِجْر مبنيًّا زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؟:
قال
ابن حجر : « وأما ما نقله المهلب عن ابن أبي زيد أن حائط الحجر لم يكن
مبنيا في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر ، حتى كان عمر ،
فبناه ، ووسعه قطعًا للشك ، وأن الطواف قبل ذلك كان حول البيت . ففيه نظر
.
وقد أشار المهلب إلى أن عمدته في ذلك ما جاء بلفظ : " لم يكن حول
البيت حائط ، كانوا يصلون حول البيت ، حتى كان عمر ، فبنى حوله حائطًا ،
جدره قصيرة ، فبناه ابن الزبير " انتهى .
وهذا إنما هو في حائط
المسجد، لا في الحِجْر، فدخل الوهم على قائله من هنا. ولم يزل الحجر
موجودًا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، كما صرح به كثير من
الأحاديث الصحيحة ، نعم في الحكم بفساد طواف من دخل الحجر ، وخلى بينه
وبين البيت سبعة أذرع نظر ، وقد قال بصحته جماعة من الشافعية كإمام
الحرمين ومن المالكية كأبي الحسن اللخمي» .
الرد على من قال : البيت البنيان ، ولا يسمى فضاء الحجر بيتًا :
«
وأما قول المهلب : إن الفضاء لا يسمى بيتًا ، وإنما البيت البنيان ؛ لأن
شخصًا لو حلف لا يدخل بيتا ، فانهدم ذلك البيت ، فلا يحنث بدخوله ، فليس
بواضح ، فإن المشروع من الطواف ما شرع للخليل بالاتفاق ، فعلينا أن نطوف
حيث طاف ، ولا يسقط ذلك بانهدام حرم البيت ؛ لأن العبادات لا يسقط المقدور
عليه منها بفوات المعجوز عنه ، فحرمة البقعة ثابتة ولو فقد الجدار .
وأما اليمين فمتعلقة بالعرف ، ويؤيده ما قلناه : إنه لو انهدم مسجد ،
فنقلت حجارته إلى موضع آخر، بقيت حرمة المسجد بالبقعة التي كان بها ، ولا
حرمة لتلك الحجارة المنقولة إلى غير مسجد ، فدل على أن البقعة أصل للجدار
بخلاف العكس ، أشار إلى ذلك ابن المنير في الحاشية » .
قال النووي : «
والجمهور بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف من وراء الحِجْر ، وقال :
لتأخذوا مناسككم . ثم أطبق المسلمون عليه من زمنه صلى الله عليه وسلم إلى
الآن ، وسواء كان كله من البيت أم بعضه ، فالطواف يكون من ورائه كما فعل
النبي - صلى الله عليه وسلم - . والله أعلم .
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty ميزاب الكعبة المشرفة

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:26 pm


ميزاب الكعبة المشرفة
ميزاب
الكعبة المشرفة هو الجزء المثبت على سطح الكعبة في الجهة الشمالية ،
والممتد نحو الحِجْر ، والمصرف للمياه المتجمعة على سطح الكعبة عند سقوط
الأمطار أو غسل السطح إلى حجر الكعبة .
وأول من وضع ميزابًا للكعبة المشرفة قريش حين بنتها وجعلت لها سقفًا .
فقد ذكر ابن هشام عن ابن إسحاق قال : « ... فلما بلغ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - خمسًا وثلاثين سنة ، اجتمعت قريش لبنيان الكعبة ، وكانوا
يهمون بذلك ليسقفوها ويهابون هدمها ، وإنما كانت رضمًا فوق القامة ،
فأرادوا رفعها وتسقيفها ، وذلك أن نفرًا سرقوا كنزًا للكعبة ...» .
وقال الأزرقي في خبر بناء قريش للكعبة المشرفة : « وجعلوا ارتفاعها من
خارجها من أعلاها إلى الأرض ثمانية عشر ذراعًا ، منها تسعة أذرع زائدة على
طولها حين عمرها الخليل عليه السلام ، واقتصروا من عرضها أذرعًا جعلوها في
الحِجْر ؛ لقصر النفقة الحلال التي أعدوها لعمارة الكعبة عن إدخال ذلك
فيها ، ورفعوا بابها ؛ ليدخلوا من شاءوا ، ويمنعوا من شاءوا ، وكبسوها
بالحجارة ، وجعلوا في داخلها ست دعائم في صفين ، ثلاث في كل صف من الشق
الذي يلي الحجر إلى الشق اليماني ، وجعلوا في ركنها الشامي من داخلها درجة
، يصعد منها إلى سطحها، وجعلوه سطحًا ، وجعلوا فيه ميزابًا يصب في الحجر »
.
ثم لما بناها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما وضع لها ميزابًا ، وجعل مصبه على الحِجْر كما فعلت قريش .
ثم لما أنقص منها الحجاج بن يوسف ما زاده فيها عبد الله بن الزبير رضي
الله عنهما على بناء قريش حسب قواعد إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - ، وضع
الميزاب في موضعه من الجهة الشمالية ، وجعل مصبه على الحِجْر كما كان
سابقًا .
وأول من جعل عليه الذهب الوليد بن عبد الملك . قاله الأزرقي .
وقال ابن فهد في حوادث سنة 537هـ : « وصل مثقال إلى مكة ومعه ميزاب للكعبة
الشريفة ، كان عمله مولاه رامشت بن الحسين الفارسي صاحب الرباط المشهور
بمكة ، وركب بالكعبة الشريفة في سنة 539هـ » .
وفي سنة 541هـ أو التي بعدها قلع ميزاب رامشت ، وركب ميزاب عمله أمير المؤمنين المقتفي العباسي .
ومن ذلك ميزاب عمله الناصر العباسي ، واسمه مكتوب فيه ، وهو من خشب مبطن
بالرصاص ، في الموضع الذي يجري فيه الماء ، وظاهره فيما يبدو للناس محلى
بفضة .
وذكر ابن فهد : أن الأمير سودون باشا عمر الميزاب من ضمن العمارة التي أجراها في عموم الحرم عام 781هـ .
وجاء في تحصيل المرام : أن هذا الميزاب قلع في سنة 959هـ وعمل على صفته
ميزاب حلي بالفضة وطلي بالذهب ، بأمر من السلطان سليمان ، وركب في الكعبة
المشرفة في موسم السنة المذكورة . وأمر بنقل الميزاب القديم إلى خزانة
الروم ، فتعرض له بنو شيبة ، فأعطوا في مقابلة ذلك وزن فضة من بندر جدة ،
وذلك بحسب تخمين نائب جدة والقاضي بمكة ، ألفان وثمانمائة درهم فضة .
ومن ذلك ميزاب عمله السلطان أحمد خان ، قال عنه الطبري : وفي سنة 1020هـ
ورد من الأبواب السلطانية حسن أغا المعمار ومعه ميزاب للكعبة ونطاق من فضة
مطلي بالذهب يشد به البيت الشريف ، وذلك لما أنهى للسلطان تصدع في جدار
البيت الشريف من سيل دخل الحرم ، وصحيفة توضع على وجه الباب الشريف من ذهب
، مكتوب عليها قوله تعالى :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وصفائح مطلية بالذهب لأعلى المنبر، وغير ذلك ».
ومن ذلك ميزاب عمله السلطان أحمد خان في سنة 1012 هـ .
ومن ذلك ميزاب عمله السلطان عبد المجيد خان في القسطنطينية ، ثم جيء به
صحبة الحاج رضا باشا ، وركب سنة 1276هـ ، ثم حُمل الميزاب القديم في العام
القابل إلى الأبواب العالية ، والميزاب الجديد مصفح بالذهب نحو خمسين
رطلاً بحسب التخمين ، والله أعلم .
أما الميزاب الموجود في الكعبة
المشرفة إلى العصر الحاضر فهو ميزاب السلطان عبد المجيد خان ، وقد تم
إصلاحه في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله ، وذلك حين رمم
سطح الكعبة المشرفة .
فقد ذكر الكردي في التاريخ القويم قال : « وفي
سنة 1377هـ في يوم الخميس 9 شعبان ، تم إصلاح الميزاب الذي عمله السلطان
عبد المجيد خان العثماني ، وهو من الذهب الخالص التكليف مبطن من الداخل
بالفضة الخالصة السميكة ، يعني أن الذهب محيط بالفضة من بطنه وجانبيه ،
أما علو الميزاب فهو مفتوح لا غطاء عليه ، وبين الذهب والفضة خشب سميك من
جانبه وبطنه الأسفل ، وكل ذلك مسمر بمسامير من الذهب الخالص ، وهو على شكل
المستطيل ، على وجهه قطعة من الذهب الخالص ومدلاة متحركة إلى الأمام
والخلف ، وتسمى باللسان وبالبرقع. وقد كتب على جوانب الميزاب ولسانه على
الذهب تاريخ عمله وتجديده بخط الثلث الجميل البديع ، وهو قوي ومتين ، وتم
إصلاح المسامير التي هي من الفضة الخالصة ، واستبدل الخشب بخشب قوي جديد ،
قام بذلك الصائغ المكي الشيخ محمد نشار » .
وفي الترميم الثاني للكعبة
المشرفة ، وهو الترميم الشامل ، الذي انطلق في محرم عام 1417هـ بناء على
توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله
، تم استبدال الميزاب القديم لسطح الكعبة المشرفة بآخر جديد أقوى وأمتن
وبنفس مواصفات الميزاب القديم .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ذرع الميزاب :
قال
الأزرقي : وذرع طول الميزاب أربعة أذرع ، وسعته ثمانية أصابع في ارتفاع
مثلها ، والميزاب ملبس صفائح ذهب داخله وخارجه ، وكان الذي جعل عليه الذهب
الوليد بن عبد الملك .
وذرع الكردي ميزاب السلطان عبد المجيد خان الذي تم إصلاحه في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله فكان كالتالي :
طوله 258سم مما هو داخل في جدار الكعبة ، وعرض بطنه 26سم ، وارتفاع كل من جانبيه 23سم ، ودخوله في جدار السطح 58سم( ) .
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty الملتزم

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:27 pm


الملتزم

الملتزم
هو مكان الالتزام من الكعبة فيما بين الحَجَر الأسود وباب الكعبة المشرفة
، وسمي بالملتزم لأن الناس يلزمونه ويدعون الله عنده .
وقد وردت الآثار الصحيحة عن الصحابة رضي الله عنهم أن الملتزم هو تلك المنطقة التي بين الحَجَر الأسود وباب الكعبة .
قال ابن عباس : « هذا الملتزم بين الركن و الباب » .
وعن مجاهد قال : « جئت ابن عباس و هو يتعوذ بين الركن و الباب » .
ويسن
وضع الخد وبسط اليد وإلصاق الوجه والصدر في هذا الموضع من البيت؛ فقد روى
رواه أبو داودومن طريقه البيهقي، والدار قطني، والأزرقي والفاكهي، وابن
ماجة، وعبد الرزاق من طريق ابن جريج والمثنى بن الصباح وابن التيمي، كلهم
عن عمرو بن شعيب عن أبيه أنه قال : «طفت مع عبد الله ، فلما جئنا دبر
الكعبة ، قلت : ألا تتعوذ؟ قال: نعوذ بالله من النار ، ثم مضى حتى استلم
الحجر ، وأقام بين الركن والباب ، فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا ،
وبسطهما بسطًا ، ثم قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله »
قال الدكتور وصي الله : « وهذا إسناد صحيح من طريق ابن التيمي ، ويزيد قوة
من طريق المثنى بن الصباح وابن جريج ». وروى أحمد وأبو داود عن عبد الرحمن
بن صفوان رضي الله عنه قال : « لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة
قلت : لألبسن ثيابي ، وكانت داري على الطريق، فلأنظرن كيف يصنع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فانطلقت ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج
من الكعبة هو وأصحابه ، وقد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم، وقد وضعوا
خدودهم على البيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم » .

وعن هشام بن عروة عن أبيه : « أنه كان يلصق بالبيت صدره و يده وبطنه».
وعن معمر قال : « رأيت أيوب السختياني يلصق بالبيت صدره ويديه » .
قال
شيخ الإسلام ابن تيمية : « وإن أحب أن يأتي الملتزم وهو ما بين الحَجَر
الأسود والباب ، فيضع عليه صدره ووجهه وذراعيه وكفيه ، ويدعو ، ويسأل الله
تعالى حاجته فعل ذلك ، وله أن يفعل ذلك قبل طواف الوداع ، فإن هذا
الالتزام لا فرق بين أن يكون حال الوداع أو غيره ، والصحابة كانوا يفعلون
ذلك حين يدخلون مكة».

سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty الكعبة المعظمة بناء وكسوة على مر التاريخ

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:32 pm

الكعبة المعظمة بناء وكسوة على مر التاريخ
البيت العتيق:
المؤكد
أن الكعبة المشرفة هي أول بيت وضع للناس، كما جاء في محكم التنزيل:
((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا
وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)) [آل عمران:96]، وإن اختلف المؤرخون في أول من
بناها، (على أن معظم الفترة الأولى من قصة الكعبة قد غاب عن واعية التاريخ
أكثر تفاصيلها، ولكن المعروف والذي تجمع عليه كل المراجع أنها بنيت قبل
آدم عليه السلام، وأن الملائكة هم الذين قاموا بتشييد أول بناء لها، وقد
شيدوه تحت مركز العرش بعد البيت المعمور، ويقول المحققون: أنه إذا ثبتت
قصة البناء قبل الخليل عليه السلام فهو بناء تأسيس فقط)( ).
(فالكعبة المشرفة بيت الله جل جلاله، وقد نسبه الله سبحانه وتعالى إلى
نفسه، إذ قال: ((وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ
وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا
إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ
وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)) [البقرة:125].
(ونسب
الله عز وجل البيت إلى نفسه إعلاماً لخلقه بما له من قداسة وحرمة وجلال،
وتكريماً له وتشريفاً، حتى يكون في الأرض للناس جميعاً يلوذون به، ويثوبون
إليه، ويجدون فيه أمن النفس من الخوف والجوع فيعبدون الله في رحابه وعبادة
صحيحة).( )
والكعبة المعظمة هي هذا البناء الشامخ الجليل الذي يقع في
قلب الحرم المكي الشريف، وهي قبلة المسلمين، ومحط أنظارهم، ويلتفت الناس
حولها في الصلوات الخمس، ويطوفون بها في الليل والنهار لا ينقطع طوافهم
إلا في الصلوات الخمس، عندها يقف الجميع أمامها وفي اتجاهها، في خشوع
وتبتل يؤدون الصلاة المكتوبة عليهم، ولا تهمد الحركة حولها وأمامها أبداً.

(وأما تسمية البيت المعظم (الكعبة) فقد ورد في ذلك عدة روايات منها
ما ذكره الحافظ البغوي في تفسيره عن مجاهد أنه قال: [[سميت كعبة
لتربيعها]]، والعرب تسمي كل بيت مربع كعبة، وقال مقاتل: [[سميت كعبة
لانفرادها من البناء]]، وقيل سميت كعبة لارتفاعها من الأرض، وأصلها من
الخروج والارتفاع، وقال ابن الأثير في النهاية، (كل شيء علا وارتفع فهو
كعب، ومنه سميت الكعبة للبيت الحرام، وقيل سميت به لتكعيبها، أي
تربيعها).( )
قداسة الكعبة:
ومنذ أن بني بيت الله الحرام( ) على
أيدي الرسولين الكريمين إبراهيم وإسماعيل كان مقصوداً من حجاجه، وإنه كان
قد دخل إلى عقيدة التوحيد، من الشرك والوثنية ما دخل فيها، ومع هذا بقي
البيت الحرام مقدساً لدى المؤمنين والمشركين والوثنيين يحجون إليه، وكانت
قداسة الكعبة لذاتها، ولهذا كان الإجماع منعقداً على تقديسها، من قبل
العرب الذين اختلفوا في معتقداتهم وآلهتهم دون أن يحملهم هذا الاختلاف على
قداسة الكعبة).
(لقد اختلفوا في الشعائر والفرائض لاختلاف آلهتهم،
ولم يفرض أتباع أحد من هذه الآلهة على أتباع الإله الآخر فرائضه وشعائره،
بل تمسك كل فريق بفرائضه وشعائره وصنمه، ولم يقبل من غيره أي فريضة
يفرضها، أو شعيرة يحمله عليها).
(أما شعائر الكعبة وفرائضها فهم راضون بها ويؤدونها حسب ما يمليه سدنتها وحمسها).
(وتفرد الكعبة بهذه القداسة يثبت أنها بيت الله الحرام بحق، وما عداه ليس
ببيت الله، وإنما هو بيت صنم، ولهذا لم يكن لبيت من القداسة لدى العرب غير
الكعبة وحدها).
(وظل البيت محجة للناس إلى أن أكرم الله الوجود
الإنساني بالرسول الأعظم محمد خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، فطهر بيت
الله من الأوثان والأصنام، وعبادتهما، ففي السنة العاشرة للهجرة تمت طهارة
البيت والحج إليه من كل ضروب الوثنية وعادتها، فلم يعد منذ تلك السنة يحج
إلى البيت كافر، أو يطوف عريان، وعادت إلى بيت الله قداسته التامة
الشاملة، وصار بعد ذلك أنى كانوا من مشارق الأرض ومغاربها( ).
ضفة الكعبة:
(وهي بناء مكعب مجوف من الداخل، وقد جعل إبراهيم الخليل عليه السلام طولها
تسعة أذرع، وجعل لها بابين ملاصقين للأرض أحدهما من الشرق والثاني من
الغرب، ولم يجعل لها سقفاً، ولا وضع على البابين أبواباً تفتح وتغلق، وحفر
في داخلها بئراً يكون خزانة لهداياها( )، أما داخل الكعبة فقد جاء وصفها
في (تاريخ الكعبة المعظمة)( )، وقد حدث لها ترميم في سقفها الأسفل، وتمت
إزالة سقفها الأعلى، وعمل سقف جديد، مع تغيير الأعواد والأخشاب التالفة
فيه، وأنشئت على الجدار بين السقفين ميدة تحيط بالجدران جميعاً بحيث لا
يظهر من الميدة شيء زائد، كما رممت الكسوة الرخامية التي على الجدران من
الداخل( )، (وهي من الداخل تقوم على ثلاثة أعمدة ضخمة، وفي الناحية
الشمالية يقع باب التوبة الذي يتم منه الصعود إلى سطح الكعبة، ويغطي سقف
الكعبة من الداخل وجانباً من جدرانها ستاير من الحرير الأحمر عيها مربعات
مكتوب فيها: (الله جل جلاله) وفي الناحية المقابلة لباب الدخول محراب
وبقية الجدران مغطاة بالرخام المجزع، وبالكعبة صندوق ضخم تحفظ فيه بعض
مقتنياتها، وقد تدلت من السقف قناديل ضخمة من الذهب وقد رصعت بالجواهر
واللآلئ)( )
خصائص الكعبة:
ومن أهم خصائص البيت الحرام أن الله
تعالى حفظه من كيد الكائدين، وتخريب المخربين، وظل البيت شامخاً طوال
أربعة آلاف سنة منذ أن بناه إبراهيم عليه السلام وإلى ما شاء الله، وإلى
أن يرث الله الأرض ومن عليها، سيظل البيت قائماً للطائفين والركع السجود.
وقد مرت محاولات لهدم الكعبة، أعظمها محاولة أبرهة الأشرم ملك اليمن، وكان
تابعاً لملك الحبشة، فخرج بجيش جرار من اليمن ومن الحبشة، ومع فيل عظيم،
فلما بلغ وادي محسر الواقع بين مزدلفة ومنى، ولم يبق بينه وبين مكة إلا
مسافة عشرة كيلو
مترات عبأ جيشه وقدم الفيل، فكانوا إذا وجهوه إلى
جهة الحرم وقف مكانه، ولزم موضعه، ولم يتحرك منه، فإذا وجهوه إلى جهة
اليمن هرول ومشى مسرعاً، فأرسل الله عليهم طيراً أبابيل سوداء، وفصل الله
سبحانه وتعالى في سورة الفيل: ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ
بِأَصْحَابِ الْفِيلِ)) [الفيل:1] * ((أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي
تَضْلِيلٍ)) [الفيل:2] * ((وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ))
[الفيل:3] * ((تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ)) [الفيل:4] *
((فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)) [الفيل:5].( )
خدمة الكعبة:
(خدمة الكعبة تسمي بالحجابة، وخدام الكعبة يسمون بسدنة الكعبة، وهم جماعة
مخصصون يتوارثونها بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى الآن من قوله
صلى الله عليه وسلم: {خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم}، وهم
المعروفون ببيت بني شيبة)( )، وقد سلم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
مفتاح الكعبة لعثمان بن طلحة، وشيبة بن عثمان بن طلحة بعد فتح مكة
المكرمة، وقال قولته، ولا زالت الحجابة في نسل شيبة بن عثمان حتى اليوم(
)، (وكان أول من قام بخدمة الكعبة الخليل إبراهيم عليه السلام، ومنه آلت
خدمة الكعبة إلى ولده إسماعيل عليه السلام، وبعد إسماعيل صارت لأولاده إلى
أن اغتصبها منهم أخوالهم جرهم، ثم استولت عليها خزاعة عنوة، ومكثت فيهم
عدة قرون، إلى أن آل أمر مكة والكعبة إلى قصي القرشي وهو الجد الرابع
للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم قصي أمور السدانة إلى ولده الأكبر عبد
الدار، فظلت كذلك جاهلية وإسلاماً، إلى أن استقر بها المقام عند شيبة بن
عثمان بن طلحة وذريته من بعده( ).
مقاس الكعبة:
وتفاوت المؤرخون
في ذكر مقاس الكعبة، وهو اختلاف ناشئ من اختلاف الأذرع، وما بين ذراع
اليد، وذراع الحديد، وهما يتفاوتان، فقد جاء في تاريخ الكعبة المعظمة أن
ذراع اليد يتراوح ما بين (46) إلى (50)سم، وذراع الحديد (56.5) سم( )،
بينما ذكر أخيراً أن ذراع اليد (48)سم( )، وقد ذكر إبراهيم رفعت باشا في
كتابه (مرآة الحرمين) أنه ذرع الكعبة المشرفة بالمتر، فقال: ارتفاعها (15)
متراً، وطول ضلعهما الشمالي (9.92) أمتار، والغربي (12.15) متراً،
والجنوبي (10.25) أمتار، والشرقي (11.88) متراً، ولم يوافق مؤرخ تاريخ
الكعبة المعظمة على الارتفاع، إذ أكد أن: (الظاهر أن إبراهيم رفعت لم يذرع
ارتفاع الكعبة فعلاً، وإنما قدر ارتفاعها تقديراً)( ).
وقد قام مركز
أبحاث الحج في جامعة أم القرى بمكة المكرمة بدراسة الحركة في المطاف، ووضع
من خلالها مخططاً تفصيلياً للكعبة المشرفة، وحجر إسماعيل، بيانها كالتالي
بالنسبة للكعبة:
1- من الركن الأسود إلى الركن الشامي 11.68 متراً وفيه باب الكعبة.
2- من الركن اليماني إلى الركن الغربي 12.04 متراً.
3- من الركن الأسود إلى الركن اليماني 10.18 أمتار.
4- من الركن الشامي إلى الركن الغربي 9.90 أمتار.
أما الارتفاع، فقد كان حسب بناء إبراهيم عليه السلام (4.32) أمتار، وبناء
قريش (8.64) أمتار، وفي بناء عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما (12.95)
متراً، وحافظ الخليفة عبد الملك بن مروان على هذا الارتفاع( )، في بناء
الحجاج، وبالتأكيد فإن الارتفاع الذي ذكره إبراهيم رفعت باشا غير دقيق،
وقد ذكر نفس الارتفاع (15) متراً في الكعبة المشرفة، ويبدو أنه نقل عن
مرآة الحرمين.
بناء الكعبة:
وقد بنيت الكعبة المعظمة اثنتي عشرة مرة( ):
1- بناء الملائكة.
2- بناء آدم عليه السلام.
3- بناء شيث.
4- بناء إبراهيم عليه السلام.
5- بناء العمالقة.
6- بناء جرهم.
7- بناء قصي.
8- بناء عبد المطلب.
9- بناء قريش.
10- بناء عبد الله بن الزبير.
11- بناء الحجاج.
12- بناء السلطان مراد خان العثماني( ).
(وقد اختلف المؤرخون في بناة الكعبة ، إلا أن القول الثابت الذي لا خلاف
فيه لقوة أدلته هو القول بأن بناة البيت ثلاثة، إبراهيم الخليل، قريش،
فابن الزبير، والحجاج، ذلك أن بناء الخليل ثابت بالقرآن، وبناء قريش ثابت
بالحديث الصحيح الذي رواه البخاري، وبناء ابن الزبير والحجاج أجمع عليه
المفسرون والمؤرخون، ويمكن أن نقول: أن هؤلاء الأحد عشر( ) هم جملة من
تعرض للكعبة على الإطلاق بيد إصلاح أو تعمير أو تجديد أو ترميم، وكان لهم
بهذا شرف عظيم تجاه ما قدموه لبيت الله من قليل أو كثير( ).
إضافة إلى
ذلك فإن هؤلاء هم الذين بنوها بناء حقيقياً من أساسها، فالحجاج مثلاً هدم
ما زاده ابن الزبير وأعاده إلى بناء قريش، ولم يبن على الأساس.
مراحل البناء التاريخية :
وقد بني بيت الله على أصح المصادر إحدى عشرة مرة، ولكن الاختلاف فيما من
بناها بناءً كاملاً من الأساس، ولم يثبت عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى
الله عليه وسلم، وهو الثاني عشر الذي جاء ذكره في تاريخ الكعبة المعظمة،
كما تم ترميمه عدة مرات، ومنها ما تم في العهد السعودي.
بناء إبراهيم وإسماعيل:
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty الكعبة المعظمة بناء وكسوة على مر التاريخ

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:33 pm

وسنبدأ من بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، فهو ثابت بالقطع من
القرآن الكريم وقد (بنى إبراهيم عليه السلام الكعبة بحجارة بعضها فوق بعض
من غير طين وجص، وحفر في باطنها على يمين من دخلها حفرة عميقة كالبئر يلقى
فيها ما يهدى إليها تكون خزانة لها، وكان عمقها ثلاثة أذرع كما ذكره
الأزرقي، ولم يجعل للكعبة سقفاً، ولا باباً من خشب أو غيره، وإنما ترك
لمكان الباب فتحة في جدارها الشرقي للدلالة على وجه البيت).
وقد كان
بناء إبراهيم للكعبة من خمسة جبال، من طور سيناء، وطور زيتاء، ولبنان،
والجودي، وحراء، وكانت الملائكة تأتيه بالحجارة من تلك الجبال، فكان هو
يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، فبناها على أساس آدم، وهذا الأساس حجارته
من جبل حراء، وقد جعل إبراهيم عليه السلام للكعبة ركنين فقط، الركن
الأسود، الركن اليماني ولم يجعل لها أركاناً من جهة الحجر بل جعلها مدورة
على هيئة نصف دائرة كجدار الحجر، وجعل الباب لاصقاً بالأرض وغير مبوب،
وجعل ارتفاعها من الأرض إلى السماء تسعة أذرع، وجعل عرض جدار وجهها اثنين
وثلاثين ذراعاً، وعرض الجدار المقابل واحداً وثلاثين ذراعاً، وعرض الجدار
الذي فيه الميزاب اثنين وعشرين ذراعاً، وعرض الجدار المقابل له عشرين
ذراعاً( ).
بناء قصي:
ويقول ابن إسحاق: كان قصي أول بني كلاب
أصاب ملكاً أطاع له به قومه، وكانت له الحجابة والسقاية والرفادة والندوة
واللواء فحاز شرف مكة كله، وقصي هو الجد الرابع للنبي ص( )، وبناء قصي هو
البناء السابع، وقد جد في بناء الكعبة، وجمع النفقة ثم هدمها، وبناها
بنياناً لم يبن أحد ممن بناه مثله وقد سقفها بخشب الدوم الجيد وبجريد
النخل وبناها على خمسة وعشرين ذراعاً( ).
بناء قريش:
وهو البناء
التاسع للكعبة المشرفة حسب تاريخ الكعبة المعظمة، وذكر أن البناء الثامن
كان لجد النبي صلى الله عليه وسلم عبد المطلب، وهو مسنود على رواية الفاسي
في (شفاء الغرام) لكنه غير ثابت، فلم يرد في المراجع والمصادر التاريخية
لا صراحة ولا تلميحاً أن عبد المطلب بنى الكعبة المعظمة( ).
وأما بناء
قريش فهو ثابت، وقد جاء في البخاري ومسلم عن عائشة أم المؤمنين رضي الله
عنها قالت: {سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجدر، أمن البيت هو،
قال: نعم، قلت فما لهم لم يدخلوه في البيت، قال: ألم ترى قومك قصرت بهم
النفقة، قلت: فما شأن بابه مرتفعاً، قال: فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا
ويمنعوا من شاءوا، ولولا أن قومك حديث عهدهم بجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم
أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه الأرض}( ).
وفي سيرة ابن هشام
عن ابن إسحاق أنه قال: (فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً
وثلاثين سنة اجتمعت قريش لبنيان الكعبة، وكانوا يهمون بذلك ليسقفوها،
ويهابون هدمها، وإنما كانت رضماً فوق القامة، فأرادوا رفعها وتسقيفها،
وذلك أن نفراً سرقوا كنزاً للكعبة، وإنما كان يكون في بئر في جوف الكعبة)(
).
وبعد أن تحدث ابن هشام عن السفينة التي جنحت إلى جدة وتحطمت، فأخذت
قريش خشبها لتسقيف الكعبة، وبعد أن تحدث عن الحية التي تخرج من بئر الكعبة
وقد خطفها طائر، قال ابن هشام: (فلما أجمعوا أمرهم في هدمها وبنائها، قام
أبو وهب بن عمرو بن عائذ المخزومي فتناول من الكعبة حجراً فوثب من يده حتى
رجع إلى موضعه، فقال: يا معشر قريش، لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا
طيباً لا يدخل فيه مهر بغي، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس).
(ثم إن قريشاً تجزأت الكعبة، فكان شق الباب لبني عبد مناف وزهرة، وكان بين
الركن الأسود والركن اليماني لبني مخزوم وقبائل من قريش انضموا إليهم،
وكان ظهر الكعبة لبني جمح وسهم ابني عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، وكان شق
الحجر لبني عبد الدار بني قصي ولبني أسد بن عبد العزى بن قصي ولبني عدي بن
كعب بن لؤي).
(قال ابن إسحاق: ثم إن القبائل من قريش جمعت حجارة
لبنائها كل قبيلة تجمع على حدة، ثم بنوها حتى بلغ البنيان موضع الركن،
فاختصموا فيه، كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى، حتى تحاوروا
وتخالفوا وأعدوا للقتال).
(فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمساً،
ثم إنهم اجتمعوا حولها وتشاوروا وتناصفوا، فزعم بعض أهل الرواية أن أبا
أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وكان عامئذ أسن قريش كلها،
فقال: يا معشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا
المسجد يقضي بينكم فيه، ففعلوا فكان أول داخل رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فلما رأوه قالوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمد، فلما انتهى إليهم
وأخبروه بالخبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلم إلي ثوباً، فأتى
به، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب،
ثم ارفعوه جميعاً، ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده ثم بنى
عليه)( ). (فبنوا حتى رفعوا أربعة أذرع وشبراً، ثم كبسوها، ووضعوا بابها
مرتفعاً على هذا الذرع، ورفعوها مدماكاً من خشب ومدماكاً من حجارة، وكان
طولها تسعة أذرع فاستقصروا طولها وأرادوا الزيادة فيها فبنوها، وزادوا في
طولها تسعة أذرع، وكرهوا أن يكون بغير سقف فلما بلغوا السقف قال لهم
(باقوم) الرومي: إن تحبوا أن تجعلوا سقفها مكيساً أو سطحاً فعلت، قالوا:
بل ابن بيت ربنا سطحاً، فبنوه سطحاً، وجعلوا فيه ست دعائم في صفين، كل صف
ثلاث دعائم، من الشق الشامي الذي يلي الحجر، إلى الشق اليماني، وجعلوا
ارتفاعها من خارجها من الأرض إلى أعلاها ثمان عشرة ذراعاً، وكانت قبل ذلك
تسع أذرع، وبنوها من أعلاها إلى أسفلها فكانت خمسة عشر مدماكاً( )، من
الخشب، وستة عشر مدماكاً من الحجارة، وجعلوا ميزابها يسكب في الحجر،
وجعلوا أدرجة من خشب في بطنها في الركن الشامي، وجعلوا لها باباً واحداً
وكان يغلق ويفتح)( ).
بناء عبد الله بن الزبير:
يعتبر صاحب تاريخ
الكعبة المعظمة أن رواية الحافظ نجم الدين بن فهد في كتابه (إتحاف الورى)
أوضح وأجمع ما ورد في عموم الروايات التي جاءت في عمارة ابن الزبير رضي
الله عنهما، وفي نفس الوقت لا تخالف الروايات الأخرى، وسنقدم جزءاً منها
بما يكفي لإيضاح بناء عبد الله بن الزبير، دون الدخول في تفاصيل تتعلق
بالخلافات، وأسباب تعرض الكعبة للمنجنيق مما أدى إلى تعرضها للنيران،
فحصرنا هذه الرواية فيما يخص البناء فقط، جاء في رواية الحافظ: (ودعا ابن
الزبير وجوه الناس وأشرافهم فشاورهم في هدم الكعبة، فأشار عليه ناس كثير
بهدمها، ومنهم جابر بن عبد الله، وكان جاء معتمراً، وأبى أكثر الناس
هدمها، وكان أشدهم عبد الله بن العباس وقال: دعها على ما أقرها رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فإني أخشى أن يأتي بعدك من يهدمها، ثم يأتي بعد ذلك
آخر فلا تزال أبداً تهدم وتبنى، فتذهب حرمة هذا البيت من قلوبهم، ويتهاون
الناس بحرمتها، ولا أحب ذلك، ولكن أرقعها).
(فقال ابن الزبير: والله
ما يرضى أحدكم أن يرقع بيت أبيه وأمه فكيف أرقع بيت الله سبحانه، وأنا
أنظر إليه ينقض من أعلاه إلى أسفله، حتى أن الحمام ليقع فتتناثر حجارته،
فأقام أياماً يشاور وينظر ثم أجمع على هدمه، وكان يحب أن يكون هو الذي
يرده على ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على قواعد إبراهيم، وعلى ما
وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها، فلما اجتمع له
ما يحتاج إليه من آلات العمارة، وأراد هدم الكعبة عمد إلى ما كان في
الكعبة من حلية وثياب وطيب فوضعه في خزانة الكعبة، في دار شيبة بن عثمان،
حتى أعاد بناءها، ولما أراد ابن الزبير هدم الكعبة أخرج أهل مكة منها،
بعضهم إلى الطائف، وبعضهم إلى منى، فرقاً( ) أن ينزل عليهم عذاب لهدمها،
ولم يرجعوا إلى مكة حتى أخذ في بنائها، فلما هدم ابن الزبير الكعبة وسواها
بالأرض كشف أساس إبراهيم( )، فوجده داخلاً في الحجر نحواً من ستة أذرع
وشبراً، كأنها أعناق الإبل آخذ بعضها ببعض، فإذا تحرك الحجر من القواعد
تحركت الأركان كلها، فدعى ابن الزبير خمسين رجلاً من وجوه الناس وأشرافهم
وأشهدهم على ذلك الأساس، ثم وضع البناء على ذلك الأساس، ووضع حداث باب
الكعبة على مدماك على الشاذروان الملاصق بالأرض، وجعل الباب الآخر بإزائه
في ظهر الكعبة مقابله، وجعل عتبته على الحجر الأخضر الطويل الذي في
الشاذروان الذي في ظهر الكعبة قريباً من الركن اليماني.
(فلما بلغ
ابن الزبير بالبناء ثمانية عشر ذراعاً في السماء، وكان هذا طولها يوم
هدمها فقصرت لأجل الزيادة التي زادها من الحجر فيها، فقال ابن الزبير: قد
كانت قبل قريش تسعة أذرع حتى زادت قريش فيها تسعة أذرع طولاً في السماء،
فأنا أزيد فيها تسعة أذرع أخرى، فبناها سبعة وعشرين ذراعاً في السماء، وهي
سبعة وعشرون مدماكاً، وعرض جدارها ذراعان، وجعل فيها ثلاث دعائم في صف
واحد، وأرسل ابن الزبير إلى صنعاء فأتى منها برخام يقال له الباق، فجعله
في الروزن التي في سقفها للضوء، وبناها بالرصاص المخلوط بالورس، وكان باب
الكعبة قبل بناء ابن الزبير مصراعاً واحداً، فجعل لها مصراعين طولهما أحد
عشر ذراعاً من الأرض إلى منتهى أعلاها، وجعل الباب الآخر الذي في ظهرها
بإزائه على الشاذروان الذي على الأساس مثله، وجعل لها درجة في بطنها في
الركن الشامي، من خشب معرجة تصعد فيها إلى ظهرها، وجعل في سطحها ميزاباً
يسكب في الحجر( )
وبناء عبد الله بن الزبير رضي الله عنه الله عنهما
هو العاشر، وقد تمت ما بين سنة (64) هـ (683)م، وسنة (65)هـ (684)م، وهو
أول بناء للكعبة بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.
بناء الحجاج:
بعد انتهاء الأحداث، واستشهاد عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، هدم
الحجاج بن يوسف الثقفي زيادة الحجر، وأعاد البناء إلى عهد قريش، كما أقفل
الباب الغربي، وقد (روى مسلم في صحيحه عن عطاء أنه قال: فلما قتل ابن
الزبير كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يخبره بذلك، ويخبره أن ابن
الزبير قد وضع البناء على أس نظر إليه العدول من أهل مكة، فكتب إليه عبد
الملك: إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير في شيء، أما ما زاده في طوله فأقره،
وأما ما زاد فيه من الحجر فرده إلى بنائه، وسد الباب الذي فتحه، فنقضه
وأعاده إلى بنائه).
(ثم روى مسلم حديثاً آخر عن ابن جريج قال: سمعت
عبد الله بن عبيد بن عمير، والوليد ابن عطاء يحدثان عن الحارث بن عبد الله
بن أبي ربيعة، قال: عبد الله بن عبيد: وفد الحارث بن عبد الله على عبد
الله بن مروان في خلافته، فقال عبد الملك: ما أظن أبا خبيب يعني ابن
الزبير سمع عن عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها، قال الحارث: بلى أنا
سمعته منها، قال: سمعتها تقول ماذا، قال: قالت: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: {إن قومك استقصروا من بنيان البيت، ولولا حداثة عهدهم بالشرك
أعدت ما تركوا منه، فإن بدا لقومك بعدي أن يبنوه فهلمي لأريك ما ترك منه}.

قال عبد الملك( ) للحارث: أنت سمعتها تقول هذا، قال: نعم، فنكث ساعة بعصاه ثم قال: وددت أني تركته وما تحمل)( )
وبناء الحجاج في الكعبة في الجدار الذي من جهة حجر إسماعيل، والباب الغربي
المسدود في ظهر الكعبة عند الركن اليماني، وما تحت عتبة الباب الشرقي، وهو
أربعة أذرع وشبراً على ما ذكره الأزرقي، وترك بقية الكعبة على بناء ابن
الزبير، وكان هذا البناء سنة (74)هـ - (693)م.
بناء السلطان مراد:
تسبب سيل عظيم دخل المسجد الحرام عام 1039هـ - 1629م، في سقوط معظم البيت
المعظم، فقد دخل السيل العظيم المسجد الحرام وملأ غالبه، ودخل الكعبة
المعظمة من باب ووصل إلى نصف جدارها وبلغ في الحرم إلى طوق القناديل، وقد
أدى ذلك إلى سقوط الجدار الشامي، وبعض الجدارين الشرقي والغربي، وسقطت
درجة السطح، وكان أمراً جللاً أوقع الضجيج العام، وأزعج الناس، وقد تمت
إعادة البناء على ما كانت عليه عندما أعاد بناءها الحجاج، وأرض الكعبة
وجدرانها من رخام ملون، وفيها أربعة دعائم، والدرجة الصاعدة إلى السطح في
بطن الجدار الشامي عليها باب صغير( ).
وبهذه العمارة انتهت عمارة
الكعبة المعظمة من عهد بناء الملائكة إلى العصر حيث كانت عمارة السلطان
مراد خان سنة 1040هـ - 1630م، هي الأخيرة، واستغرقت عمارتها نحو ستة أشهر
ونصف.
الترميم والإصلاح:
أفرد مؤلف تاريخ الكعبة المعظمة فصلاً
حول ترميم وإصلاح الكعبة المشرفة، وفي عموم محتوياتها، من داخلها وخارجها
وسقفها وجدرانها، وعموم متعلقاتها منذ عمارة عبد الله بن الزبير إلى وقتنا
الحاضر، وقد أضيف في الطبعة الثانية من نفس الكتاب الترميم الذي تم في
العهد السعودي( )، ومن الصعب ذكر كل ما تم في هذا الشأن، لكن هناك
محاولتين لإعادة بناء الكعبة على بناء ابن الزبير، الأولى من سليمان بن
عبد الملك، ولم يمنع سليمان إلا أن ما فعله الحجاج كان بأمر أبيه عبد
الملك بن مروان، أما المحاولة الثانية فكانت في العهد العباسي في زمن أبي
جعفر المنصور، وابنه محمد المهدي، أو حفيده هارون الرشيد، لما أراد أن
يغير ما صنعه الحجاج في الكعبة، وأن يردها إلى ما صنعه ابن الزبير، فناشده
الله مالك بن أنس إمام دار الهجرة أن لا يفعل( ).
عناصر البيت العتيق:
لكل بيت عناصر ومكونات، وبيت الله أهم وأقدس البيوت قاطبة في الدنيا كلها،
ومفرداته لها قيمتها الدينية والتاريخية، وهي أجزاء من بيت الله، وفي حرم
الله الآمن، وسنتناول هذه العناصر باختصار غير مخل.
الحجر الأسود:
لما بنى إبراهيم وإسماعيل عليها السلام القواعد من البيت، ليبلغا الركن،
قال إبراهيم لابنه إسماعيل: يا بني اطلب لي حجراً حسناً أضعه هنا، قال: يا
أبت إني كسلان لغب( )، قال علي ذلك فانطلق يطلب له حجراً، وجاءه جبريل
بالحجر الأسود من الهند، وكان أبيض ياقوتة بيضاء مثل الثغامة( )، وكان آدم
قد هبط به من الجنة فاسود من خطايا الناس، فجاءه إسماعيل بحجر فوجده عند
الركن، قال: يا أبت من جاءك بهذا، قال: جاء به من هو أنشط منك، فبنيا
عليه، وهما يدعوان الكلمات التي ابتلى إبراهيم ربه فقال: ((رَبَّنَا
تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) [البقرة:127]،(
).
وقد وردت أحاديث صحيحة في السنن، قال عليه الصلاة والسلام: {كان أشد بياضاً من اللبن، وإنما سودته خطايا ابن آدم}( ).
وفي حديث أبي جهم أن الحجر الأسود نزل قبل إبراهيم، ثم رفع إلى السماء حين
غرقت الأرض، ثم جاء به جبريل حين بناء إبراهيم نقله الحافظ ابن حجر في شرح
صحيح البخاري( )، ورغم الخلاف على المكان الذي كان به الحجر، هل هو الهند،
أو في السماء، أو جبل أبي قبيس، إلا أن الكل متفقون على أن الحجر من
الجنة( ).
والحجر الأسود يقع في ركن الكعبة الشرقي، وارتفاعه من أرض
المطاف متر واحد ونصف المتر، ولا يمكن وصفه الآن، لأن الذي يظهر منه في
زماننا ونستلمه ونقبله إنما هو ثماني قطع صغيرة مختلفة الحجم أكبرها بقدر
التمرة الواحدة، وأما باقيه فإنه داخل في بناء الكعبة المشرفة، وممن رآه
ابن علان أثناء بناء الكعبة زمن السلطان مراد عام 1040هـ قال: وذرع طوله
نصف ذراع بذراع العمل، وعرضه ثلث ذراع، وسمكه أربعة قراريط، والسواد هو
على الظاهر من الحجر أما بقية جرمه فهو على ما هو عليه من البياض( ).
وقد مر على الحجر الأسود حوادث كثيرة، أولها ما ذكره ابن إسحاق، أنه عندما
أخرجت جرهم من مكة، خرج عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي بغزالي الكعبة
والحجر، فدفنهما في زمزم وانطلق، وهناك اختلاف في مكان الدفن، غير أن
امرأة من خزاعة شاهدت عملية الدفن فأخبرت قومها فأعادوه إلى مكانه، ولم
يعتر الحجر الأسود نقل أو تغييب من عهد قصي إلى بناء عبد الله بن الزبير،
وهو أول من ربط الركن الأسود بالفضة عندما تعرض وتصدع من الأحداث التي
جرت، وأضاف إليه الخليفة العباسي هارون الرشيد تنقيبه بالماس، ثم أفرغ
عليه الفضة، وقد وقع حادث عليه في آخر شهر محرم عام 1351هـ، عندما اقتلعت
قطعة من الحجر الأسود، وعمل الأخصائيون مركباً كيماوياً مضافاً إليه المسك
والعنبر، وبعد أن تم تركيب المركب الكيماوي، أخذ الملك عبد العزيز آل سعود
رحمه الله قطعة الحجر الأسود بيده ووضعها في محلها تيمناً.
ولعل أفظع ما مر على الحجر الأسود حادثة القرامطة الذين أخذوا الحجر وغيبوه نحو اثنتين وعشرين سنة، ورد إلى موضعه سنة (339هـ)( ).
ومن أمام الحجر الأسود يتم البدء في الطواف بالكعبة.
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty الكعبة المعظمة بناء وكسوة على مر التاريخ

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:34 pm

الركن اليماني:
هو ركن الكعبة المشرفة، وهو يسبق الحجر الأسود في
الطواف، وبينهما يدعو الطائف اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدين
والدنيا والآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب
النار، وفضائل هذا المكان عظيمة، ومزاياه جليلة، وأعظم فضيلة له هي أن
المصطفى صلى الله عليه وسلم استلمه بيده الشريفة، وكان يفعل ذلك كثيراً
فصارت سنة نبوية ثابتة مشروعة.
ومن فضائله - والركن الأسود - أنهما على القواعد الأولى للبيت التي رفعها إبراهيم عليه السلام( ).
حجر إسماعيل:
حجر إسماعيل عليه السلام فهو الحائط الواقع شمال الكعبة المعظمة، وهو على
شكل نصف دائرة، وقد جعله إبراهيم عليه السلام عريشاًَ إلى جانب الكعبة،
وهذه الرواية تدل على أن الحجر لم يكن من البيت المعظم، وإنما كان خارجاً
منه، غير أنه لما بنت قريش الكعبة أنقصت من جانبها الشمالي ستة أذرعاً
وشبراً على أشهر الروايات الصحيحة، وأدخلته في حجر إسماعيل( ). ويسمى
الحجر أيضاً الحطيم، وقد ذكر ابن الأثير في النهاية أن موضعين سميا
بالحطيم، قال: سمي حطيم مكة وهو ما بين الركن والباب، أي الملتزم، وقيل:
هو الحجر المخرج من الكعبة، سمي به لأن البيت رفع وترك هو محطوماً.
وروى الأزرقي قال: الحطيم ما بين الركن الأسود والمقام وزمزم، والحجر سمي
حطيماً لأن الناس يزدحمون على الدعاء فيه ويحطم بعضهم بعضاً، والدعاء فيه
مستجاب( ).
شاذروان الكعبة:
وهو البناء المحاط بأسفل جدار الكعبة
مما يلي ارض المطاف من جهاتها الثلاث: الشرقية، والغربية، والجنوبية، وهو
بناء مسنم بأحجار الرخام والمرمر، أما الجهة الشمالية فليس فيها شاذروان،
وإنما هو بناء بسيط ارتفاعه أربعة قراريط عن حجر إسماعيل، وهو من الحجر
الصوان، من نوع الحجر الذي بنيت به الكعبة المعظمة.
وحقيقة
الشاذروان هو من أصل جدار الكعبة المعظمة حينما كانت على قواعد إبراهيم،
وقد انتقصته قريش من عرض أساس جدار الكعبة المعظمة، حين ظهر على وجه الأرض
كما هي العادة في البناء.
قال الأزرقي في تاريخه: وعدد حجارة
الشاذروان التي حول الكعبة ثمانية وستون حجراً في ثلاثة وجوه من ذلك من حد
الركن الغربي إلى الركن اليماني خمسة وعشرون حجراً، منها طول ثلاثة أذرع
ونصف وهو عتبة الباب الذي سد في ظهر الكعبة، وبينه وبين الركن اليماني
أربعة أذرع، وفي الركن اليماني حجر مدور، وبين الركن اليماني والركن
الأسود تسعة عشر حجراً، ومن حد الشاذروان إلى الركن الذي فيه الحجر الأسود
ثلاثة أذرع واثنا عشر إصبعاً ليس فيه شاذروان، ومن حد الركن الشامي إلى
الركن الذي فيه الحجر الأسود ثلاثة وعشرون حجراً، ومن حد الشاذروان الذي
يلي الملتزم إلى الركن الذي يلي الحجر الأسود ذراعان ليس فيها شاذروان وهو
الملتزم، وطول الشاذروان في السماء ستة عشر إصبعاً( ).
الملتزم:
الملتزم هو ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة، وسمي بالملتزم لأن الناس
بلزمونه ويدعون عنده، وفضله عظيم، ولذلك ثبت أنه من المواطن التي يستجاب
فيها الدعاء، وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: {وقد التزم بين الباب
والحجر، هذا والله المكان الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم التزمه،
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الملتزم موضع يستجاب فيه الدعاء ما
دعا الله فيه عبد دعوة إلا استجابها}( ).
ميزاب الكعبة:
وأول
من وضع ميزاباً للكعبة قريش حين بنتها سنة 35 من ولادة النبي صلى الله
عليه وسلم، حيث كانت قبل ذلك بلا سقف،ثم لما بناها عبد الله بن الزبير رضي
الله عنه الله عنهما وضع لها ميزاباً وجعل مصبه على حجر إسماعيل كما فعلت
قريش.
وقال الأزرقي: وذرع طول الميزاب أربعة اذرع، وسعته ثمانية
أصابع في ارتفاع مثلها، والميزاب ملبس صفائح ذهب داخله وخارجه، وكان الذي
جعل عليه الذهب الوليد بن عبد الملك( ).
وقد وقع تغيير وتبديل في ميزاب الكعبة، وذلك لسببين:
أحدهما كان إذا اعتراه خراب عمل غيره.
والثاني: كان بعض الملوك أو الأغنياء من عظماء المسلمين يهدي الكعبة المشرفة ميزاباً فيركب في الكعبة وينزع الذي قبله( ).
وقد عمل السلطان عبد المجيد خان ميزاباً صنع بالقسطنطينية عام 1276هـ، وركب في نفس السنة وهو مصفح بالذهب نحو خمسين رطلاً.
قلت وهو آخر ميزاب، وهو الموجود الآن بالكعبة المشرفة( ).
باب الكعبة:
اختلف الرواة في أول من عمل للكعبة المعظمة باباً، فمنهم من قال له
مصراعين وقفلاً، والقول الثالث: إن أول من وضع باباً على الكعبة المعظمة
تبع الثالث أحد ملوك اليمن المتقدمين على البعثة النبوية بزمن بعيد، وهذا
القول رواه ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق المطلبي، ورواه الأزرقي في
تاريخ مكة( ).
ولما عمرته قريش جعلت له باباً بمصراعين، وكان طوله أحد
عشر ذراعاً، وكذلك ابن الزبير، فلما كان الحجاج عمل له باباً طوله ستة
أذرع وشبر، وذلك أن الحجاج رفع باب الكعبة عما كان عليه في بناء ابن
الزبير، لذلك صار طول الباب الذي عمله على قدر الفتحة( ).
وفي العهد
السعودي تم تركيب بابين، الأول في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، وقد
كان عام 1363هـ، 1944م، حيث تم صنع باب جديد من الألمنيوم بسمك (2.5)سم،
وارتفاعه (3.10) أمتار، ومدعم بقضبان من الحديد، وتمت تغطية الوجه الخارجي
للباب بألواح من الفضة المطلية بالذهب، وزين الباب بأسماء الله الحسنى،
وقد صنعه شيخ الصاغة.
أما الباب الثاني فقد أمر بصنعه الملك خالد بن
عبد العزيز رحمه الله، وقد برزت الفكرة عندما لاحظ الملك خالد عام 1397هـ
- 17977م قدم الباب عندما صلى في جوف الكعبة، ورأى آثار خدوش في الباب،
فأصدر توجيهاته فوراً بصنع باب جديد، وباب التوبة من الذهب الخالص، وكان
لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (كان ولياً للعهد
آنذاك) على أن يظهر العمل الجليل هذا بالصورة التي تتمناها نفس كل مسلم
أثرها البالغ في ظهور الصورة الأخيرة التي برز بها الباب، وقد قام خادم
الحرمين الشريفين الملك فهد حين ذاك بزيارة مقر العمل، وكان لهذه الزيارة
الكريمة أثرها الفعال في دفع طاقة العمل والانطلاق به، وقد انتهينا من
العمل قبل الموعد المحدد( ).
وقد تكلفت صناعة البابين - باب الكعبة -
وباب التوبة - (13.420.000) من الريالات، عدا كمية الذهب التي تم تأمينها
بواسطة مؤسسة النقد العربي السعودي، وكميتها مائتين وثمانين كيلوا جراماً،
وكان الذهب عيار 9.999%( )، واستغرق العمل منذ بدء العمل التنفيذي فيه في
غرة ذي الحجة عام 1398هـ، اثني عشر شهراً، وقد أقيمت ورشة خاصة لصناعته.
مواصفات باب الكعبة:
في البدء وضعت أسس مبدئية للباب، تتلخص في النقاط التالية:
أولاً: تحقيق الانسجام بين التصميم الجديد للباب وستارة الباب باستخدام خط الثلث كعنصر هام مميز مع الزخرفة.
ثانياً: اختيار نسبة وحجم بروز الزخرفة في التصميم الجديد ومطابقة ذلك على الموقع.
ثالثاً: تحقيق طريقة تنفيذ الزخرفة بالحفر والنقش على الذهب مع استخدام
قليل من الفضة بالإمكانات المحلية وبواسطة شيخ الصاغة في مكة المكرمة.
رابعاً: إمكانية الربط بين طريقة التنفيذ والزخرفة الإسلامية الأصيلة التي تمتد إلى التراث العريق في التزيين المعماري الهندسي.
خامساً: استخدام أحدث الطرق التقنية في الهيكل الإنشائي للتوصل إلى درجة
عالية من المتانة والجودة بحيث يقوم الباب بوظيفته بدون الاحتياج إلى
الصيانة.
وفي ضوء هذه المبادئ تم بالنسبة للزخرفة اختيار طريقة
التزيين التي تغطي المساحة، وهي من صميم التراث الفني الإسلامي نظراً
لإمكانية تنفيذه بالحفر على الذهب، أما المساحات الباقية التي في الوسط
فقد أخذت نفس روح فن الزخرف الإسلامي، حيث وضعت في وسطها دوائر لكتابة
الآيات الكريمة بالطريقة المعتادة، مع إضافة زخرفات في الزوايا العلوية
ليكون شكل الباب العام مقوساً دائرياً يحيط بالآيات القرآنية المكتوبة حسب
الترتيب الموضع لها.
وتمت التجارب المركزة في شكل إخراج الزخرفة، واكتشفت طريقة في النقش وإبراز الأشكال، وتباين المساحات والفصل بينها.
واختيرت الزخرفة من أنواع متجانسة أهم عناصرها هي زخرفة الإطار البارزة،
وهي الزخرفة التي تستمر في مستوى مكان القفل حيث تعطي له الأهمية اللازمة،
لأن قفل الكعبة المشرفة له شخصية خاصة في الشكل التراثي والوظيفي.
وأضيفت في الزاويتين العلويتين زخارف متميزة لإبراز شكل قوس يحيط بلفظ
الجلالة (الله جل جلاله) واسم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والآيات
القرآنية الكريمة:
((ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ)) [الحجر:46]
((جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ)) [المائدة:97]
((رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ
وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا)) [الإسراء:80]
((كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)) [الأنعام:54]
((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)) [غافر:60]
ويلي ذلك حشوتان على شكل شمسين مشرقتين في وسطها كتابة (لا إله إلا الله
محمد رسول الله) على شكل برواز دائري، وقد ثبتت على أرضية الحشوتين
العلويتين حلقتا الباب اللتان تشكلان مع القفل وحدة متجانسة شكلاً ونسقاً.

وبين الحلقتين والقفل مساحة بارتفاع مناسب بغرض الفصل بين أنواع
الزخارف المتجانسة شكلاً والمتباينة نسبة ليكون الشكل العام مريحاً للنظر،
وكتب تحت الحشوتين العلويتين الآية الكريمة:
((قُلْ يَا عِبَادِيَ
الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ
اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر:53]، والحشوتان اللتان تحت القفل، ففي
وسطيهما كتبت سورة الفاتحة على شكل قرصين بارزين، وتحت هاتين الحشوتين،
عبارات تاريخية بخط صغير: صنع الباب السابق في عهد خادم الحرمين الشريفين
الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود سنة 1363هـ وتحتها: صنع هذا الباب
في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود سنة
1399هـ.
وضمن زخرفة خفيفة كتب في الدرفة اليمنى عبارة:
(تشرف
بافتتاحه بعون الله تعالى الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود في الثاني
والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1399هـ)، وفي الدرفة اليسرى، عبارة: صنعه
أحمد إبراهيم بدر بمكة المكرمة، صممه منير الجندي، واضع الخط: عبد الرحيم
أمين).
كما وضعت زخرفة دقيقة خاصة لأنف الباب المثبت على الدرفة اليسرى.
أما الجانب فقد صممت بطريقة فنية ومثبتة حسب التصميم الزخرفي بعد مراعاة
اللوحات الدائرية البارزة التي تحمل أسماء الله الحسنى وعددها خمسة عشر:
فوق الباب: يا واسع يا مانع يا نافع
الجانب الأيمن: يا عالم يا عليم يا حليم
يا عظيم يا حكيم يا رحيم
الجانب الأيسر: يا غني يا مغني يا حميد
يا مجيد ياحنان يا مستعان
وعلى القاعدة الخشبية ثبتت لوحات الذهب الخالص المزخرفة بطريقة النقش
الحفر، وهذه القاعدة الخشبية مؤلفة من ثلاثة مستويات، في البروز عملت
الزخرفة الإطارية المستمرة والثانية تحمل الآيات الكريمة.
مقاسات الباب:
ويزيد ارتفاع باب الكعبة المشرفة عن ثلاثة أمتار، ويقارب عرضه المترين،
وبعمق يقرب من النصف متر، وهو مكون من درفتين، ويتألف الهيكل الإنشائي من
قاعدة خشبية بسماكة عشرة سنتيمترات من خشب التيك واسمه الخاص (ماكمونغ)
ووزنه النوعي 40.8سم2.
وقد جرى تفصيل الهيكل الإنشائي وتجهيزه بواسطة
فنيين أخصائيين في ضوء مطابقة التصميم الزخرفي من جهة، ومراعاة عوامل
الطقس والموقع في تحمل الحرارة الشديدة والأمطار من جهة أخرى.
واتخذت أحدث الاحتياطات الفنية لمعالجة كافة النقاط التفصيلية،
والارتباطات بين الباب والحلق من جهة، والجانب من جهة أخرى، وزودت نهاية
الباب بعارضة من الأسفل لمنع دخول المطر إلى داخل الكعبة المشرفة، وتحتوي
على قضيب خاص يضغط حرف الباب على العتبة عند الإغلاق.
ولكي يتم
تركيب الباب بسهولة أعد إطار من الصلب، صنع خصيصاً، وثبتت عليه المفصلات
بحيث تتحمل كل درفة ما يزيد على (500) كيلو جرام، وجهزت المفصلات على
عجلات دائرية لسهولة الحركة.
وبالنسبة لتثبيت صفائح الذهب على القاعدة الخشبية، فقد تم تركيب مادة لاصقة خاصة تضمن استمرار التصاق الذهب
بالخشب إلى فترة غير محدودة.
قفل الباب:
أما بالنسبة لقفل باب الكعبة المشرفة الجديد، فقد صرف النظر عن استخدام
القفل الخاص بالباب القديم، والذي يعود إلى عهد السلطان عبد الحميد، وتمت
صناعة قفل جديد بنفس مواصفات القفل القديم بما يناسب التصميم الخاص بالباب
الجديد، ومع زيادة ضمانة الإغلاق دون الحاجة إلى صيانة.
باب التوبة:
يقع هذا الباب في الناحية الشمالية حيث يصعد من خلاله إلى سطح الكعبة، وقد
تم تصميمه على أساس أن يأتي مطابقاً للباب الرئيس من حيث الزخرفة وطريقة
الكتابة، بحيث يظهر التجانس بين البابين، ويبلغ عرضه 70سم وارتفاعه 230سم،
وصنع من نفس نوع الخشب المصنوع منه باب الكعبة (ماكامونغ) ولكن بسماكة
أقل( ).

سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty الكعبة المعظمة بناء وكسوة على مر التاريخ

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:36 pm

كسوة الكعبة المشرفة
الكسوة:
وهي عموماً (ما يتخذ من الثياب للستر
والحلية، والجمع كسا، والفعل، كسا يكسو، والمصدر كسو، ونقول: كسوت الكعبة،
أكسوها كسواً: أي ألبستها الكسوة)( ).
كسوة الكعبة مذ بناها إبراهيم
وإسماعيل عليهما السلام مرت بأطوار مختلفة، إذ لم تكن كما نراها الآن، فهي
مرتبطة بالتأكيد بعوامل اجتماعية واقتصادية لها صلة بالعصر، غير أن الوازع
المشترك في نية من كسا الكعبة هو التقديس لهذا البيت الحرام، والتقرب من
الله سبحانه وتعالى حتى في عصور الشرك قبل الإسلام.
وهناك اختلاف
حول أول من كساها، وقد دارت الروايات حول إسماعيل عليه السلام، وعدنان جد
النبي صلى الله عليه وسلم، وأسعد الحميري ملك اليمن والمؤكد أن إبراهيم
عليه السلام لم يكسها، إذ (لم يرد نص صحيح أن إبراهيم كسا الكعبة، وأحسب
أنه لم يكسها لأنه غادرها بعد البناء إلى فلسطين، وبقي إسماعيل يقوم
بالإمامة والدعوة إلى الله وسدانة البيت وشئونه)( ).
كما أنه (ما ثم
نص صحيح على أن إسماعيل كسا البيت، ووردت رواية تناقلها كتاب السير
والمؤرخون فحواها أن إسماعيل عليه الصلاة والسلام أول من كسا الكعبة
المشرفة، ونحن لا نستطيع أن ننفي هذه الرواية، لأنه من الجائز عقلاً أن
يكون قد كساها، فترك الكعبة عارية لا يسر الناظرين إليها، فإذا كساها فذلك
طبيعي، وذكر بعض العلماء أن إسماعيل أول من كسا الكعبة مطلقاً، وإذا صحت
هذه الرواية فمن الطبيعي أن يكون أحد اثنين هما أول من بنى الكعبة هو أول
من كساها)( ).
أما بعد إسماعيل فقد مضت (أجيال وقرون والكعبة قائمة،
إلا أن التاريخ كان صفحة بيضاء غير مكتوبة فيما يختص بالكسوة، فلم يذكر
أحد عن الكسوة شيئاً إلى عهد عدنان بن أد - جد النبي صلى الله عليه وسلم،
وجاءت رواية كالرواية عن إسماعيل في كسوة الكعبة، وإن كان ما ورد عن
إسماعيل جائزاً).
أما الرواية التي تذهب إلى أن عدنان بن أد أول من
كسا الكعبة فموضع نظر في هذه الأولية التي ذكرها مؤرخون ذكراً غير موصول
تاريخياً بعصر عدنان، وإنما هو مقطوع ذكر بآخره، أي في عصور متأخرة بعد
الإسلام.
وما ثم ما يؤكد مصدر هذه الرواية التي نذكرها، لأنها وردت
في بعض الروايات والكتب، وإذا صح أن عدنان بن أد كساها، وأنه أول الكاسين
فإن عدنان يكون أول من كساها بعد إسماعيل، ويجوز أن الكعبة كانت عارية في
عهد عدنان فكساها، فكان أول من كساها بعد إسماعيل( ).
وأما الثالث الذي جاءت الروايات حوله في أنه أول من كسا الكعبة فهو تبع أبو كرب أسعد ملك حمير.
ويجمع بين الأقوال الثلاثة( ) إن كانت ثابتة بأن إسماعيل أول من كساها
مطلقاً، وأن عدنان أول من كساها بعد إسماعيل، وأن تبع أول من كساها
بالوصائل( ).
والمؤكد أن هناك كسا علقت على الكعبة في أطوار مختلفة،
خاصة.. إذا عرفنا أن بيت الله كان مقدساً لدى العرب، ولم يخل عصر من
المؤمنين الموحدين على ملة إبراهيم فإننا لا نستبعد أن تكون الكعبة مكسوة،
لأن كسوها من الأعمال الصالحة التي يقوم بها الناس في جميع العصور، وفي كل
الديانات التي تعنى بمعابدها وآلهتها( ).
أنواع الكسا:
ليس هناك
تحديد لنوع الكسا التي علقت على الكعبة في عهد إسماعيل عليه السلام، لكن
قيل أن عدنان كساها بالأنطاع( )، وكساها تبع الخصف، ثم رأى أن يكسوها أحسن
من ذلك فكساها الملاء والوصائل، ثم كانت هناك كسا شتى تتجمع على بعضها فقد
روى الأزرقي أن الكعبة كانت تكسى في الجاهلية كسا شتى، كانت البدنة تجلل
الحبرة، والبرود، والأكسية وغير ذلك من عصب اليمن، وكان هذا يهدى للكعبة
سوى جلال البدن هدايا من كسا شتى: خز، وحبر، وأنماط، فيعلق فتكسى منه
الكعبة، ويجعل ما بقي في خزانة الكعبة، فإذا بلي منها شيء اختلف عليها
مكانه ثوب آخر، ولا ينزع ما عليها شيء من ذلك.
عهد قصي:
وفي
عهد قصي بن كلاب تم ضبط أمر الكسوة، فعرض على القبائل أن يترافدوا -
يتعاونوا - فيما بينهم، كل حسب قدرته ف كسو الكعبة المشرفة وفي غيره مثل
السقاية، فكانت الكسوة ثمرة الرفادة، وهي المعاونة تشترك فيها القبائل حتى
ظهر أبو ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم - جد الشاعر
المعروف عمر بن أبي ربيعة.
وكان تاجراً ذا مال كثير بسبب اختلافه
إلى اليمن، يتجر بها حتى زاد ثراؤه، وكثر ماله، وكان يجلب من اليمن إلى
مكة الثياب وغيرها، ورأى أن يشارك في كسوة الكعبة، دون أن يشترك معه غيره،
بل يتفرد وحده بكسوتها سنة بعد سنة( ).
وممن تفرد بكسوة الكعبة نتيلة
بنت حباب زوج عبد المطلب، وأم العباس، فقد ضاع ابنها العباس وقيل: ابنها
ضرار بن عبد المطلب - ونذرت لله لتكسون الكعبة وحدها إذا عاد ابنها الضائع
فعاد فوفت بنذرها، فكانت أول امرأة في التاريخ كست الكعبة وحدها.
ويروى أنها كستها الديباج، وقيل: أنها كستها ثياباً بيضاً، وإذا صحت
الرواية الأولى تكون أم سيدنا العباس رضي الله عنه أول من كساها الديباج(
).
في الإسلام:
روى الحافظ بن حجر في (الفتح) من رواية الواقدي
عن إبراهيم ابن أبي ربيعة قال: كسا البيت في الجاهلية الأنطاع، ثم كساها
رسول الله صلى الله عليه وسلم الثياب اليمانية، ثم كساها عمر وعثمان
القباطي، ثم كساها الحجاج الديباج( ).
وقيل: إنها كانت تكسى كل سنة
كسوتين، ثم أصبحت تكسى ثلاث مرات كل سنة، وكان الأغنياء والأمراء والملوك
والعظماء في كل مكان يرسلون إليها الكساوي المختلفة فتحفظ في داخلها إلى
أن يبلى ما عليها فيرفع ويوضع الجديد( ).
وكانت كسوة الكعبة خلال
سنوات الدعوة الثلاث عشرة وبضع سنوات من الهجرة مما يقدمه غير المسلمين،
حتى إذا فتح الله مكة على يد رسوله الكريم الرؤوف الرحيم، لم يغير الرسول
صلى الله عليه وسلم الكسوة بل تركها على حالها، وجاءت امرأة في عام الفتح
إلى الكعبة بمجمر تريد تجميرها - أي تبخيرها - وبينا هي تجمرها طارت شرارة
إلى الكسوة التي كساها بها المشركون فاحترقت، فعريت الكعبة، فقام المسلمون
بكسوها).
منذ عام الفتح حتى يومنا هذا تفرد المسلمون بكسوة الكعبة الجليلة زادها الله شرفاً وتعظيماً( ).
الخلفاء الراشدون:
وبدأ عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان عهده امتداداً لعهد الرسول
الكريم، وكان من أعماله الجليلة أن قام بكسوة الكعبة المشرفة بالقباطي،
ولما تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة بعد أبي بكر بعهد منه كسا
الكعبة بالقباطي.
وكان من مآثر سيدنا عمر وأوليائه عمل الدوواين،
وضبط أمور الدولة التي حد فيها كثير مما لم يكن معروفاً في عهد صاحبيه،
وكان من هذه الأعمال الجديدة أن تكون كسوة الكعبة من بيت مال المسلمين.
ومن ذلك الحين صارت نفقات الكسوة على الحكومة إلا في سنوات معدودات كان
يكسوها أفراد من الموسرين أو من ذوي المناصب الرفيعة أو حكام بعض الدول
الإسلامية.
ومن أوليات أمير المؤمنين أنه كتب إلى مصر التي دخلت في
عهده في الإسلام أن تحاك الكسوة في مصر، ثم ترسل إلى مكة، وكانت من
القباطي، وكانت الكسوة القديمة تنزع لترتدي الكعبة حلتها الجديدة، فيوزع
عمر الكسوة القديمة على الحجاج( ).
فلما تولى سيدنا عثمان بن عفان
الخلافة بعد عمر رضي الله عنهما سار على سنة سلفه العظيم عمر، فكانت نفقات
الكسوة من بتي مال المسلمين مما يحاك في مصر، وكان أول من قرر للكعبة
كسوتين، الأولى بالديباج يوم التروية وهو يوم الثامن من ذي الحجة، والأخرى
بالقباطي يوم السابع والعشرين من رمضان.
ولم يؤثر عن سيدنا الإمام
علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه كسا الكعبة، وما كان ذلك تقصيراً منه،
فقد كان مشغولاً بالحرب التي أجبر على خوضها من أجل ضمان وحدة المسلمين.
وكان عبد الله بن عمر بن الخطاب يكسو الكعبة من ماله، فكان يسلم شيبة بن
عثمان بن طلحة سادن الكعبة القباطي من صنع مصر، والحبرة من صنع اليمن
ليكسو بهما الكعبة( ).
بنو أمية:
عندما استقر الأمر لمؤسس دولة
بني أمية معاوية بن أبي سفيان، كان الكسوة من بيت المال، ويسرت له كثرة
مال الدولة أن يتخذ للكعبة كسوتين، وغير تاريخ الكسوة، الأولى جعلها يوم
عاشوراء، وهي كما قيل من الديباج( )، والأخرى من القباطي وتكسى بها في آخر
شهر رمضان، ومن أوليات معاوية أنه خصص للكعبة المعظمة طيباً تطيب به بعد
كل صلاة، وكان يبعث بالطيب مرتين في كل عام.
واستمر خلفاء بني أمية
يكسون الكعبة المعظمة كل عام حسب سنة من قبلهم، وغالباً ما كانت كسوتهم
بالديباج، وبداية ذلك من كسوة الحجاج التي أمر بها عبد الملك بن مروان.
عبد الله بن الزبير:
هو واحد ممن تناقلت الروايات أنه أول من كساها بالديباج، وقد فعل عندما
أتم بناء الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام، وقد طيبها بأحسن الطيب،
وكان يطيب الكعبة كل يوم برطل من الطيب، ويوم الجمعة برطلين، وما زال يكسو
الكعبة كل سنة ويطيبها كل يوم حتى استشهد سنة 73هـ.
كسوة العباسيين:
اهتم الخلفاء العباسيون بالكسوة، وبحثوا عن خير من يحسن صناعة النسيج
والحياكة، ووقع اختيارهم على (تنيس) المدينة المصرية التي اشتهرت في
المنسوجات الثمينة، وصنعوا بها الكسوة الفاخرة من الحرير الأسود على أيدي
أمهر الحاكة والنساجين.
وكانت الكعبة تكسى مرتين، وصارت في عهد
الخليفة العباسي المأمون تكسى ثلاث مرات في السنة، وذلك بأمره، وبدأ سنة
206هـ، الكسوة الأولى من الديباج الأحمر وتكساها يوم التروية، والثانية من
القباطي وتكساها في غرة رجب، والثالثة من الديباج الأبيض وتكساها في
السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك.
وبدأت تكسى الكعبة بالديباج
الأسود منذ كساها الناصر لدين الله أبو العباس أحمد الخليفة العباسي، وقد
بدأ حكمه سنة 575هـ، واستمرت إلى يومنا هذا.
ما بعد العباسيين:
ومرت سنوات عجاف بالكسوة مع نهاية عهد العباسيين، كانت الخلافة العباسية
ضعيفة وعرضة للفتن على الدوام، ولم تكن لديهم القدرة على الاستمرار في صنع
الكسوة فكان يقوم بها غيرهم أحياناً، ولم يكونوا من الأمراء والحكام، بل
كان منهم من أفراد الأمة الموسرين.
وعندما دالت دولة بني العباس سنة
(656)هـ فبادر الملك المظفر ملك اليمن بكسو الكعبة سنة (659)هـ، ثم كساها
الملك الظاهر بيبرس، وهو أحد أعاظم سلاطين المماليك، وبعدها أخذ ملوك
اليمن، وملوك مصر يتعاقبون على كسوة الكعبة، إلا أن الملك المظفر اليمني
كسا الكعبة بضع سنوات متتابعة، ثم كان التعاقب حتى تفردت مصر الكسوة( ).
الكسوة من مصر:
في سنة 750هـ وقف الملك الصالح إسماعيل بن الملك الناصر ابن قلاوون ثالث
قرى من مصر على أن تصنع من ريعها كسوة الكعبة، والحجرة النبوية، ثم اشترى
السلطان سليمان بن السلطان سليم العثماني سبع قرى أخرى من قرى مصر وضمها
إلى وقف الملك الصالح إسماعيل.
واستمرت الكسوة من مصر حتى بعد
دخولها سنة (1923) تحت حكم العثمانيين الذين أخذوا على أنفسهم كسوة الحجرة
النبوية وكسوة الكعبة من الداخل والطيب والعطور وزيت القناديل.
وبقي
الأمر كذلك حتى تولى محمد علي باشا حكم مصر، وحل الوقف الخاص بالكسوة،
وأنشأ إدارة حكومية لصنع الكسوة، وتعهدت الحكومية المصرية آنذاك بالإنفاق
على صناعة الكسوة.
عهد سعود الكبير:
في اليوم الرابع من شهر
المحرم سنة 1218هـ (1803م) دخل الإمام سعود الكبير ابن الإمام عبد العزيز
مكة المكرمة حرسها الله في عهد أبيه، ولم يدرك الحج ولا حفل كسوة الكعبة،
ولكنه علم ما يصحب الكسوة من بدع فأراد منع تكرارها فيما يأتي من أعوام.
وانقطعت الكسوة سبع سنوات كان الإمام سعود الكبير يتولى كسوة الكعبة،
كساها سنة 1221هـ من القز الأحمر، ثم كساها فيما تلاها من أعوام بالديباج
الأسود والقيلان الأسود، وجعل إزار الكسوة وستارة باب الكعبة من الحرير
الطبيعي الأحمر المطرز بالذهب والفضة.
ما قبل العهد السعودي:
كانت هذه الفترة (1333هـ - 1343هـ) مليئة بالأحداث، وفيها سنوات من الحرب
العالمية الأولى، وقد اضطربت الأمور في الحجاز، وقد استمر وصول الكسوة من
مصر خلال أغلب سنوات هذه الفترة إلى سنة 1341هـ حين عادت الكسوة التي
أرسلتها مصر، واستعين بالكسوة التي صنعت بالاستانة، حتى دخل الملك عبد
العزيز آل سعود مكة المكرمة في 8 جمادي الأولى عام 1343هـ، وصار هو
المسئول عن المسجد الحرام، والكعبة المعظمة، والكسوة الشريفة.
ونختم
بأنه كانت كسى الكعبة بعضها فوق بعض، كلما بليت كسوة استبدل بها غيرها،
ولكن الكسى كانت تتراكم على الكعبة، فإذا رأوا كثرتها خففوا منها، أو
نزعوا ما بلي، ولكن لم تنفرد بكسوة واحدة إلا سنة 160هـ عندما حج المهدي
العباسي، فشكا السدنة وكبار المكيين إليه تراكم الكسي على الكعبة مما يخشى
على بنائها أن يتصدع، فرأى الاكتفاء بكسوة واحدة، ونزع كل من كسي، وألبست
كسوة واحدة، فإذا جاء موعد الكسو نزعوا القديمة وألبسوها الجديدة( ).
الستارة والحزام:
من عناصر كسوة الكعبة الشريفة:
1- ستارة باب الكعبة المعظمة.
2- الستارة الداخلية للكعبة.
3- حزام الكعبة المشرفة.
وكلها تصنع الآن في مصنع كسوة الكعبة المشرفة بمكة المكرمة على أعلى مستوى
من الدقة والمهارة، وأعلى معايير الإنتاج، سواء بالنسبة للمواد الخام، أو
التطريز، وبأيد سعودية ماهرة مدربة على كل مراحل التصنيع اليدوية والآلية،
خاصة وأن هذه الأعمال الباهرة تعلق في أقدس الأماكن، وأحبها لقلوب
المسلمين أينما كانوا.
ستارة باب الكعبة:
هي التي تعلق على باب
الكعبة المشرفة من الخارج، وقد وضعت الستارة المنقوشة لأول مرة على باب
الكعبة عام (810هـ) - (1407م)، واستمر وضعها منذ ذلك التاريخ باستثناء
سنوات 816-817-818هـ.
وتصنع الستارة من الحرير الأسود، وتبطن بقماش
أخضر متين من الحرير وتكتب عليها آيات قرآنية، وزخارف إسلامية مطرزة
بتطريز بارز، مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.
وارتفاع الستارة ستة أمتار ونصف المتر، وعرضها ثلاثة أمتار ونصف المتر، وتتكون من خمس قطع تجمع رأسياً، ثم تبطن بالقماش.
أما الآيات القرآنية التي تكتب على الستارة، فهي حسب الترتيب التالي( ):
القطعة الأولى، تحتوي على:
أ‌- في الوسط الآية التي تبدأ بقول الحق تبارك وتعالى:
((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا
السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)) [آل عمران:133].
ب‌- أعلى القطعة في الوسط الآية القرآنية:
((قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ)) [البقرة:144] من
اليمين، ثم الآية الكريمة: ((فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا))
[البقرة:144]، من اليسار.
جـ- الجانب الأعلى من اليمين: (الله ربي).
د- وسط القطعة من أعلى: (الله حسبي).
هـ - الجانب الأعلى من اليسار (الله ربي).
و- الجانب اليمين أسفل القطعة كتبت البسملة: ((بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ)) [الفاتحة:1].
ز- الجانب اليسار أسفل القطعة الآية: ((غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)) [الفاتحة:7].
ح- أسفل القطعة مكررة أربع مرات الآية: ((اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)) [النور:35].
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty الكعبة المعظمة بناء وكسوة على مر التاريخ

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:38 pm

القطعة الثانية: تحتوي على الآيات التالية:
أ‌- ((لَقَدْ صَدَقَ
اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ
الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)) [الفتح:27].
ب‌- أعلى
القطعة من اليمين كتبت الآية القرآنية: ((اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ))
[البقرة:255].
ج- أعلى القطعة من اليسار كتبت الآية التتمة للسابقة:
((مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ
عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا))
[البقرة:255].
د- من أعلى القطعة من الجانب الأيمن: (الله ربي)
هـ - من أعلى القطعة في الجانب الأيسر: (الله ربي).
و- من أعلى القطعة في الجنب الأيسر: (الله ربي).
ز- الجانب الأيمن من القطعة بداية فاتحة الكتاب: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) [الفاتحة:2].
ح- الجانب الأيسر من القطعة الآية: ((أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)) [الفاتحة:7].
القطعة الثالثة: تحتوي على الآيات التالية:
أ- في وسط القطعة بطولها الآية:
1- ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ)) [الزمر:53].
2- ((رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر:53].
ب- من أعلى القطعة الجهة اليمنى الآية:
((خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ)) [البقرة:255].
ج- من أعلى القطعة من الجهة اليسرى الآية:
((وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ))
[البقرة:255] * ((لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ
مِنَ الغَيِّ)) [البقرة:256].
د- من أعلى القطعة في الجانب الأيمن: (الله ربي).
هـ- من أعلى القطعة في الجانب الأيسر: (الله ربي).
و- في الوسط من جهة اليمين دائرة سورة الإخلاص: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ)) [الإخلاص:1] * ((اللَّهُ الصَّمَدُ)) [الإخلاص:2] * ((لَمْ
يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)) [الإخلاص:3] * ((وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا
أَحَدٌ)) [الإخلاص:4].
ز- في الوسط من جهة اليسار دائرية:
((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى
الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا))
[الفتح:29].
ح- في الجانب الأيسر: الفاتحة: ((صِرَاطَ الَّذِينَ)) [الفاتحة:7].
القطعة الرابعة: تحتوي على الآيات التالية:
أ‌- من جهة اليمين إلى اليسار العبارة: (لا إله إلا الله الملك الحق المبين، محمد رسول الله الصادق الأمين).
ب‌- بسم الله الرحمن الرحيم: ((لِإِيلافِ قُرَيْشٍ)) [قريش:1] *
((إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ)) [قريش:2] *
((فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ)) [قريش:3] * ((الَّذِي
أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)) [قريش:4] صدق الله
العظيم.
ج- تكملة سورة الفاتحة، من اليمين وأسفل، وفي اليسار:
((مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)) [الفاتحة:4] * ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)) [الفاتحة:5] * ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ
الْمُسْتَقِيمَ)) [الفاتحة:6].
د- الركنان الأسفل يمين: (الله ربي) (الله حسبي)
الأسفل يسار: (الله حسبي) (الله ربي)
القطعة الخامسة: قطعة الإهداء، وهي القطعة التي توضح مكان وتاريخ صنع
الستارة، واسم خادم الحرمين الشريفين، والعبارة المكتوبة عليها هي:
صنعت هذه الستارة في مكة المكرمة، وأهداها إلى الكعبة المشرفة خادم
الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز آل سعود( ) (تقبل الله منه).
الستارة الداخلية للكعبة:
أنشئ قسم خاص للستارة الداخلية، ينتج الستارة الداخلية للكعبة المعظمة،
وستارة الحجرة النبوية الشريفة، ويتم العمل فيه يدوياً، حيث يعتمد على
المهارة والدقة، والمستوى الفني الرفيع، وقد تم ابتكار وتطوير العمل في
مجال اللف والمكائن اليدوية المستوردة.
وتمر صناعة السترة الداخلية للكعبة المشرفة بعدة مراحل:
1- المرحلة الأولى مشتركة، حيث يتم إعداد شكل الحرير الطبيعي الخام، بنفس
مراحل صناعة ثوب الكعبة الخارجي، ويبدأ الانفراد بالنسبة للستارة الداخلية
فيما يتعلق بالصباغة، فالحرير الخاص بهذه الكسوة الداخلية يصبغ باللون
الأخضر.
2- والمرحلة الثانية تمر أيضاً بنفس الأسلوب، والاختلاف أن
نسيج السترة الداخلية يتحول إلى قماش حرير سادة بلونه الأخضر المميز، ثم
يطرز عليه الآيات والعبارات.
3- وتتم في هذه المرحلة طباعة كل
الأشكال والخطوط على القماش بطريقة السلك السكرين ليتم التطريز عليها حسب
الأشكال والخطوط المطبوعة.
4- وهي المرحلة الأدق والأطول، حيث يتم تطريز كل هذه الخطوط والزخارف حسب النصوص المعتمدة بأسلاك الفضة والذهب.
وأما ما يكتب على الستارة الداخلية فهي النصوص التالية:
1- لا إله إلا لله محمد رسول الله.
2- ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)) [آل عمران:96]
3- ((قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ
قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ))
[البقرة:144].
4- يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام.
وهذه
النصوص مكتوبة باللون الأبيض على قماش الستارة الأخضر وتكسى هذه الستارة
جدر الكعبة المشرفة الداخلي بما فيها السقف ومقاساتها على النحو التالي:
- من ناحية حجر إسماعيل عليه السلام: 05.80 أمتار.
- من الناحية المقابلة ما بين الركنين: 08.40 أمتار.
- من جهة باب إبراهيم: 10.20 أمتار.
- ارتفاع الستارة: 0.750 أمتار.
- أما ستارة السقف فمساحتها 9 × 14 متراً.
- إضافة إلى ثلاثة أعمدة، قطر كل عمود: 160سم
وتتغير الستارة الداخلية ما بين (3-5) سنوات، وقد جرى تركيب أول ستارة داخلية للكعبة المشرفة من إنتاج المصنع عام 1403هـ.
الستارة الداخلية للحجرة النبوية:
ونفس المراحل تمر على الستارة الداخلية للحجرة النبوية الشريفة، غير أنها
تصبغ باللون الأحمر الداكن، ويظهر بعد النسج بقماش حرير سادة باللون
المميز له، ثم تطرز النصوص باللونين الأبيض والأخضر.
ويكتب على ستارة الحجرة المطهرة:
1- لا إله إلا الله محمد رسول الله.
2- في داخل الدائرة: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ
أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا
سُجَّدًا)) [الفتح:29]، وهي
على شكل (Cool.
3- وفي داخل دائرتين:
وكفى بالله شهيداً، صلى الله عليه وسلم، وتتغير هذه الستارة ما بين (3-5)
سنوات، ومحيط الحجرة الشريفة (40) متراً وارتفاعها (10) أمتار.
حزام الكعبة المعظمة:
والحزام قطعة فنية باهرة شديدة الخصوصية، تحيط بالكعبة المشرفة من جوانبها
المشرفة من جوانبها، فتلقى على الثوب بهاءً، وجمالاً وجلالاً.
ويقع
الحزام في الثلث الأعلى من الثوب بعرض (95) سم، كتبت عليه آيات بخط الثلث
المركب، محاطة بإطار من الزخارف الإسلامية، ويطرز الحزام بتطريز بارز
ومغطى بسلك فضي مطلي بالذهب.
ويحيط الحزام بالكسوة كلها، ويبلغ طوله
(47) متراً، وعرضه كما قلنا (95) سم ويتألف من (16) قطعة، في كل جانب أربع
قطع، أما تحت الحزام فتوجد في كل جانب من جوانب الكعبة قطعتان وثلاثة
قناديل، ما عدا جهة باب الملتزم ففيه قطعة واحدة كبيرة تسمى الإهداء،
ليصبح عدد القطع (17) و (12) قنديلاً.
وفي كل ركن من أركان الكعبة
المشرفة، توجد قطع مربعة تسمى الصمدية وهي سورة الإخلاص، ويكتب على حزام
كسوة الكعبة المشرفة الآيات التالية:
جهة باب الملتزم:
1- بسم
الله الرحمن الرحيم: ((وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ
وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى))
[البقرة:125].
2- ((وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ
أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ
السُّجُودِ)) [البقرة:125].
3- ((وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ
الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا
إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) [البقرة:127].
4-
((رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً
مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) [البقرة:128].
5- صنعت هذه الكسوة في مكة
المكرمة، وأهداها إلى الكعبة المشرفة خادم الحرمين الشريفين (جلالة) الملك
فهد بن عبد العزيز آل سعود تقبل الله منه.
جهة حجر إسماعيل:
1-
بسم الله الرحمن الرحيم: ((الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ
فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ))
[البقرة:197].
2- ((وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ
اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ
يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ)) [البقرة:197].
3- ((لَيْسَ عَلَيْكُمْ
جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ
عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ))
[البقرة:198].
4- ((وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ
مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ)) [البقرة:198] * ((ثُمَّ أَفِيضُوا
مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ)) [البقرة:199].
5- بسم الله الرحمن الرحيم: ((نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الحجر:49].
6- قال تعالى: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)) [البقرة:186].
الجهة الموالية لباب إبراهيم:
1- ((وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا
تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)) [الحج:26].
2- ((وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)) [الحج:27].
3- ((لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي
أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ
فَكُلُوا مِنْهَا)) [الحج:28].
4- ((وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ
الْفَقِيرَ)) [الحج:28] * ((ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا
نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)) [الحج:29].
5- بسم الله الرحمن الرحيم ((وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا)) [الأحزاب:47].
6- قال الله تعالى: ((وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمِ نَفْسَهُ
ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا))
[النساء:110].
بين الركنين:
1- بسم الله الرحمن الرحيم: ((قُلْ
صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ
مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) [آل عمران:95].
2- ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)) [آل عمران:96].
3- ((فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا)) [آل عمران:97].
4- ((وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)) [آل
عمران:97].
5- بسم الله الرحمن الرحيم: ((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)) [الحج:32].
6- قال تعالى: ((وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)) [طه:82].
الكسوة في العهد السعودي:
كان توفيق الله يواكب خطوات الملك عبد العزيز رحمه الله في مسيرته لتوحيد
أجزاء المملكة، خصوصاً عندما دخل مكة المكرمة في الثامن من شهر جمادى
الأولى عام 1343هـ، وتولى مسؤولية بيت الله الحرم، معلناً أنه لم يأت إلا
لرفع شريعة الله، وحكم الله، وفي هذه السنة لم تصل كسوة الكعبة المشرفة
كالمعتاد أن تصل كل سنة في موعدها شهر ذي القعدة، ومن توفيق الله كانت
هناك كسوة جاهزة سليمة ورائعة، وكسيت بها الكعبة في العاشر من شهر ذي
الحجة من نفس العام، وفي عام 1345هـ حدث طارئ ثان فلم تصل الكسوة في
موعدها، وهذه المرة أيضاً كان توفيق الله موجوداً فتم صنع ثوب الكعبة في
سبعة أيام، وهو وقت قياسي لم يحدث من قبل ولا من بعد، وصنع ثوب من الجوخ
الأسود، وبطانته من (القلع)، وحزاماً مطرزاً بأسلاك الفضة المطلية بالذهب،
(وما كاد يأتي اليوم العاشر من ذي الحجة إلا والكعبة ترتدي كسوتها، وكتب
على الكسوة: (صنعت بمكة المكرمة بأمر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل
سعود( ) وكانت هذه البداية الميمونة المصحوبة بتوفيق المولى عز وجل.
ولم يعد هناك مفر من إنشاء مصنع للكسوة في مكة، فأصدر الملك عبد العزيز
أمره في أوائل المحرم سنة 1346هـ بإنشاء أول مصنع لكسوة الكعبة المشرفة في
العاصمة المقدسة، وكان أول مدير له هو الشيخ عبد الرحمن مظهر رئيس مطوفي
حجاج الهند، وأنتج المصنع أول كسوة سعودية انتهى من صنعها في أواخر شهر ذي
القعدة سنة 1346هـ.
(وكانت الكسوة السعودية بفضل الله، ثم بفضل
الملك عبد العزيز أفخر وأدق نسجاً وأحسن صنعاً مما سبقها، والحق أن الكسوة
كانت أروع كسوة ارتدتها الكعبة المشرفة منذ عرفت الكسوة، حتى أن لونها لم
يتحول، فلما نزعت عام 1347هـ لترتدي الجديدة نزعت وكأنها جديدة( )،
واستمرت صناعتها حتى (1358هـ-1938م) أي أن المصنع في مرحلته الأولى استمر
اثني عشر عاماً، وخلال هذه السنين أتقن أبناء مكة صناعة الكسوة نسجاً
وحياكة وخياطة وتطريزاً وزخرفة وصباغة وغير ذلك.
ومع إنشاء وزارة
الحج والأوقاف عام (1382هـ-1962) أعيد تشغيل مصنع الكسوة بعد تحديث آلاته،
وقد كسيت الكعبة خلال نفس العام ومن العام الذي يليه كسوتان، وفي العاشر
من ذي الحجة عام (1383هـ) كسيت الكعبة المشرفة كسوتها الجديدة المعتادة
التي صنعت في مكة على أيدي أبنائها، وظلت إلى الآن، والآن تصبح الكسوة
جاهزة لتركيبها في التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام أثناء وقفة الحجيج في
عرفات، حتى إذا أفاضوا ظهرت الكعبة أمامهم في أول أيام العيد في ثوبها
الجديد.
.
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty الكعبة المعظمة بناء وكسوة على مر التاريخ

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:39 pm

مصنع الكسوة الجديد:
في سنة (1392هـ-1972م) وضع خادم
الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حجر الأساس للمصنع( )، وطورت
مخططاته من بعد ليكون أعظم مصنع ينشأ خصيصاً لصناعة كسوة الكعبة المشرفة،
وتم افتتاحه تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، عندما كان ولياً
للعهد وذلك في ربيع الآخر سنة (1397هـ-26مارس عام 1977م).
وقد بدأ
المصنع بأقسام ثلاثة، هي: الحزام، والنسيج اليدوي، والصباغة، ثم أضيفت له
ثلاثة أقسام أخرى، هي: النسيج الآلي، الطباعة والأعلام، الستارة الداخلية،
ليصبح ستة أقسام تنتج ثوب الكعبة المشرفة، وحزامها، وستارة بابها،
والستارة الداخلية، إضافة إلى الستارة الداخلية للحجرة النبوية الشريفة،
وأعلام المملكة العربية السعودية، والهدايا المطرزة على نفس النمط الموجود
على كسوة الكعبة وتهدى إلى كبار الزوار والشخصيات.
مراحل صناعة الكسوة:
وتمر صناعة كسوة الكعبة المشرفة( )، وعناصرها الأخرى بخمس مراحل رئيسة هي:
1- مرحلة الصباغة: حيث تتم صباغة الحرير الخام، (المستورد على هيئة شلل)،
إلى اللون الأسود، أو الأحمر، أو الأخضر حسب الغرض المطلوب، وهذه أولى
المراحل في إنتاج الثوب، حيث يتم فيه إزالة الأصماغ التي تغطي الحرير
الخام، بوضعها في حمامات ساخنة تحتوي على الصابون وبعض المركبات
الكيماوية، وتستغرق هذه الخطوة (24) ساعة، تمر خلالها بعدد من العمليات،
يعود بعدها الحرير الطبيعي إلى لونه الأبيض الناصع، ويصبغ بعدها باللون
الأسود للكسوة الخارجية للكعبة المشرفة، والأخضر لكسوتها الداخلية،
والأحمر الداكن للحجرة النبوية الشريفة، كما تصبغ الخيوط القطنية
المستخدمة في الحشو خلال التطريز.
وتتم هذه العمليات كلها لتفرز
خيوطاً مصبوغة صباغة متجانسة وثابتة تتحمل شمس مكة المكرمة، واحتكاك أيدي
الطائفين والمتعلقين بالأستار، على مدى عم كامل.
1- مرحلة النسيج:
وهي التي يتم فيها تحويل هذه الشلل المصبوغة إما إلى قماش حرير سادة ليطبع
ثم يطرز عليه الحزام أو الستارة، أو إلى قماش حرير جاكارد وهو المكون
لقماش الكسوة نفسه.
وكان يعتمد سابقاً على النسيج اليدوي في إنتاج
جميع أنواع النسيج الآلي يشكل معظم الإنتاج مع عدم الاستغناء عن النسيج
اليدوي كقيمة فنية عريقة يجب الحفاظ عليه، حيث يشارك مع النسيج الآلي في
صنع القماش السادة الذي يطبع ثم يطرز عليه بعد ذلك.
3- مرحلة
الطباعة: وفيها تتم طباعة جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام أو
الستارة على القماش بطريقة السلك سكرين تمهيداً لتطريزها، وهذه الخطوة
جاءت بديلاً عن الطريقة التقليدية البدائية التي كانت تتم وتستغرق وقتاً
وجهداً ثم لا تأتي بالنتيجة المرجوة، مما يستدعي إعادتها عدة مرات للوصول
إلى الدقة المطلوبة.
4- مرحلة التطريز: وهي من أطول المراحل في
تصنيع الكسوة، وأكثرها مشقة ودقة، وفنية حرفية عالية المستوى، وفيها يتم
تطريز كل هذه الخطوط والزخارف تطريزاً يدوياً بأسلاك الفضة والذهب، وتتم
هذه العملية الفريدة بوضع خيوط قطنية بكثافات مختلفة فوق الخطوط والزخارف
المطبوعة على الأقمشة، وتسمى بالحشو، ثم يطرز فوقها بخيوط متراصة من القطن
الأصفر والأبيض في اتجاهات متقابلة، وبدقة بالغة ليتكون الهيكل الأساسي
البارز للتصميم، ثم يغطي كل ذلك بأسلاك من الفضة المطلية بالذهب، فيتكون
في النهاية تطريز بارز مذهب يصل ارتفاعه فوق مستوى سطح القماش إلى 2سم
أحياناً، وهو الأمر الذي يستحيل تنفيذه ميكانيكياً على الإطلاق، وهكذا
تعمل الأيدي السعودية الماهرة دون ملل أو تعب لتنفيذ تحفة فنية رائعة
تتجلى فيها روعة الإتقان، ودقة التنفيذ.
5- مرحلة التجميع: وهي
الخطوة الأخيرة، حيث يتم تجميع قماش الجاكارد ليشكل جوانب الكسوة الأربعة،
ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيداً لتركيبها فوق الكعبة المشرفة،
وهي خطوة بالغة الدقة حيث تتم خياطة أقمشة الجاكارد المطرزة بجانب بعضها
مع المحافظة على أماكنها بدقة متناهية بضمان ظهور التطريز متجاوراً مع ما
يقابله، ولتشكل كل مجموعة جانباً من جوانب الكسوة ثم يثبت بعد ذلك على
جانب قطع الحزام وما تحت الحزام، والقناديل، كل في المكان المحدد له، ثم
يبطن كل جانب بأقمشة القلع المتينة لتزيد من متانة الثوب وقوة تحمله.
نسيج الثوب:
والنسيج هو تشكيل فني بديع من خيوط، وفكرته منذ القدم هي تداخل الخيوط
الطويلة في الخيوط العرضية (اللحمة) لتشكل معاً هيكل وجسم النسيج،
والاختلاف عادة يكون في عدد وسمك هذه الخيوط، وفي طريقة تداخلها معاً، وهو
ما يسمى بـ (التركيب النسجي) حيث يختلف هذا التركيب حسب الاستخدام المطلوب
للقماش ودرجة دقته ومتانته ونعومته، وإن كان مطلوباً سادة أو منقوشاً
(جاكرد) وهو المصطلح الذي يدل على التداخل الكتابي والزخرفي مع جسم النسيج
وفي مرحلة تكوينه لتصبح هذه الكتابات والزخارف جزءاً من النسيج.
وبهذه الطريقة تتم الكتابة على ثوب الكعبة لتصبح الكتابة واضحة على جسم
الثوب، وجزءاً منه، وهي عملية معقدة وصعبة، وتحتاج إلى عمل دقيق، وصبر
طويل.
وتتم هذه العملية عن طريق تكبير التصميم المطلوب تنفيذه لهذه
الخطوط على ورق مربعات، ثم يحول هذا التصميم إلى ثقوب على ورق كرتون خاص
يركب على ماكينة الجاكارد، حيث تحدد الثقوب حركة الخيوط إلى أعلى وأسفل
مشكلة نفس الخطوط والرسوم السابقة على القماش، والنتيجة نسيج فني رائع.
ويستهلك ثوب الكعبة المشرفة (450) كيلو جراماً من الحرير الخالص، وهي بعد
النسيج تشكل مسطح الثوب، ومساحته (658) متراً مربعاً، ويتكون من (47) طاقة
قماش طول كل منها (14) متراً، وعرضها (95) سم، وباللون الأسود المعروف على
جسم الكعبة المشرفة.
الكتابة على الثوب:
ويكتب على الثوب باللون الأسود المنسوج بطريقة (الجاكرد):
1- يا الله.
2- سبحان الله وبحمده.
3- سبحان الله العظيم.
4- لا إله إلا الله محمد رسول الله.
5- يا حنان يا منان.
وكلها مكتوبة على شكل رقم (Cool ومتكررة على جميع أجزاء الثوب، وتشكل مع
الحزام بلونه الذهبي الأصيل، وآياته المتوزعة بتنسيق بديع، و(صمدياته)
المربعة على الأركان، مع ستارة الباب (البرقع) بشكلها المهيب وآياتها
وزخارفها، تشكل هذه القطع مجتمعة منظراً جليلاً مهيباً للبيت العتيق، ينزل
السكينة والطمأنينة والخشوع في نفوس الطائفين والركع السجود.
مصنع الكسوة:
ومصنع كسوة الكعبة المشرفة عندما بدأ مرحلته الثانية عام 1382هـ، كان
مصنعاً( ) متواضعاً في إمكاناته ومكوناته، فقد شغل المصنع مبنى تابعاً
لوزارة المالية يقع أمام وزارة الحج والأوقاف في جرول، وكان (حوشاً
ترابياً واسعاً) تحتل مبانيه حرف L مقلوباً للداخل إلى المصنع، تقع على
شمال الداخل صالة مستطيلة تمثل المساحة التي يتولى الحرفيون فيها صناعة
الكسوة، وفي الوجه دور أرضي متصلة مع الصالة، عليها دور مكرر، وتشغل
الإدارة وبقية العناصر المساحة( )، وعدد العمال ستة عشر مع بضعة أفراد من
الإداريين، وكانت الإمكانات متواضعة لكنها أدت دورها منذ عام 1383هـ إلى
عام 1394هـ، حيث انتقل عماله إلى المصنع الحديث قبل إنجاز كل مبانيه.
ويقع مصنع كسوة الكعبة المعظمة الحديث في مدخل مكة المكرمة من طريق مكة -
جدة القديم، ويشغل مساحة مائة ألف متر مربع، ويحوي أبهاء فسيحة، بعضها
لآلات النسج والحياكة اليدوية، وبعضها لآلات الحديثة، وبعضها لحزام الكعبة
وستارة بابها إلى أبهاء أخرى للصباغة ومستودعات ومخازن، وغرف للموظفين.
والفارق بين المصنع السابق والحديث أن المصنع الذي أسسه الملك عبد العزيز
سنة 1346هـ وفي مرحلته الثانية كذلك كان قوامه على اليد الصانع، فالآلات
والأنوال كانت يدوية، أما الحديث فيشمل هذه الآلات والأنوال (مطورة) ويزيد
عليها شموله على أحدث آلات النسج والحياكة( ).
وعدد عمال المصنع الآن
يزيد على (240) جميعهم من السعوديين ، ويتوزعون أقسام المصنع الستة، ومنهم
فنيون وحرفيون على مستوى عال من المهارة والقدرة على الإنتاج الفني
الباهر.
إنتاج المصنع:
ومنذ بدئه في مرحلته الثانية عام
1382هـ( )، ومصنع كسوة الكعبة المشرفة يتبع إدارياً ومالياً وزارة الحج
والأوقاف، حتى وافق خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز
(15/7/1414يناير 1994م) على ضم مصنع الكسوة إلى الرئاسة العامة لشؤون
المسجد الحرام والمسجد النبوي، وهي هيئة مستقلة تتضح تخصصاتها من اسمها(
)، أما إنتاج المصنع، فقد تنوع بعد أن كان مقتصراً على إنتاج ثوب الكعبة
فقط وبالنسيج اليدوي، وحالياً وبعد تطوير المصنع، وإدخال آلات النسج
الحديثة أصبح إنتاج المصنع يشتمل على:
1- عمل ثوب الكعبة الخارجي بكل دقة وإتقان، ويشمل ستارة الباب، وهو العمل الرئيس.
2- عمل الستارة الداخلية للكعبة بنفس الدقة والإتقان.
3- عمل ستارة خاصة للحجرة النبوية الشريفة بدرجة عالية من الجودة.
4- عمل قماش حرير أسود سادة لصناعة الحزام والهدايا المطرزة.
5- عمل قماش أبيض وأخضر سادة لبطانة ثوب الكعبة وستارتها.
6- عمل ثوب احتياطي كامل.
7- أعلام المملكة العربية السعودية، طبقاً لنظام العلم بالمملكة، وطبقاً
للمواصفات الموضوعة من قبل الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس،
ويمثل تطريز الأعلام نمطاً آخر في استخدام آلات التطريز، التي يتميز
إنتاجها بالدقة والإتقان.
إنتاج الهدايا المذهبة:
كان مصنع
كسوة الكعبة المشرفة ينتج قليلاً من الهدايا الصغيرة الحجم (الله حسبي)،
(الله ربي)، (الله جل جلاله) وكانت تطرز جميعها بالقصب، وقد توقف إنتاج
هذا النوع عام 1395هـ، وأصبح الإنتاج فيما بعد على إنتاج الهدايا على ما
هو مماثل لما يعلق فوق الكعبة من القطع التالية:
• الحمد لله رب العالمين.
• يا رحمن يا رحيم.
• يا حي يا قيوم.
• قطع كبيرة مشابهة لما تحت الحزام.
وقد تضاعف إنتاج الهدايا بنسبة كبيرة كل عدة أعوام، حتى أن إنتاج عام
1409هـ من الهدايا يعتبر مقارنة بإنتاج 1400هـ مضاعفاً بنسبة 500%، حيث تم
إنتاج (500) هدية، منها (100) قطعة مماثلة لما تحت الحزام، وهو رقم يماثل
في إنتاجه ثلاثة أحزمة كاملة من حزام الكعبة المشرفة، وذلك لتغطية ما يقدم
لضيوف المملكة
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty سدانة الكعبة المشرفة

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:41 pm


سدانة الكعبة المشرفة
سدانة
الكعبة المشرفة هي خدمتها والقيام بشئونها وفتح بابها وإغلاقه . ويعرف
الذين يقومون بذلك بالسدنة . وتعرف السدانة كذلك بالحجابة ، ومن يقوم بها
يسمون بالحجبة ؛ لأنه يحجبون الكعبة عن العامة .
ومنذ بناء إبراهيم
الخليل عليه السلام الكعبة المشرفة ، لعل السدانة كانت بيد ابنه إسماعيل
عليه السلام ، الذي تولى رفع القواعد من البيت مع والده إبراهيم عليهما
السلام كما قال تعالى :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . وبقي إسماعيل بجوار بيت الله الحرام يقوم على خدمته .
وتذكر كتب السير والتاريخ أن السدانة انتقلت بعد ذلك إلى أبناء إسماعيل
عليه السلام مدة طويلة، ثم اغتصبها منهم جيرانهم وأخوالهم جرهم ، ثم
اغتصبها خزاعة من جرهم ، ثم استردها منهم قصي بن كلاب وهو من أبناء
إسماعيل ، وهو الجد الرابع للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم صارت من
بعده في ولده الأكبر عبد الدار ، ثم صارت في بني عبد الدار جاهلية
وإسلامًا ، ولم تزل السدانة في ذريته حتى انتقلت إلى عثمان بن طلحة بن أبي
طلحة بن عبد الله بن عبد العزى بن عثمان ابن عبد الدار بن قصي .
وقد مات عثمان ولم يعقب ، فصارت إلى ابن عمه شيبة بن عثمان ، ولا تزال في يد ولده إلى الآن .
ولما أشرقت شمس الإسلام يوم فتح مكة المكرمة ، أخذ نبينا محمد - صلى الله
عليه وسلم - من عثمان بن طلحة بن أبي طلحة الحجبي سادن الكعبة المفتاح ،
وفتح بابها ، ودخلها بعد تطهيرها من الأصنام .
فقد روى ابن عباس رضي
الله عنهما : « أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم مكة أبى أن
يدخل البيت وفيه الآلهة ، فأمر بها ، فأخرجت ، فأخرج صورة إبراهيم
وإسماعيل في أيديهما من الأزلام ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
قاتلهم الله ، لقد علموا ما استقسما بها قط، ثم دخل البيت ، فكبر في نواحي
البيت ، وخرج ولم يصل فيه » رواه البخاري .
وروى ابن عمر رضي الله
عنهما قال : « أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح على ناقة
لأسامة بن زيد ، حتى أناخ بفناء الكعبة ، ثم دعا عثمان بن طلحة ، فقال :
ائتني بالمفتاح ، فذهب إلى أمه ، فأبت أن تعطيه ، فقال : والله لتعطينه أو
ليخرجن هذا السيف من صلبي ، قال : فأعطته إياه ، فجاء به إلى النبي - صلى
الله عليه وسلم - فدفعه إليه ، ففتح الباب ، قال : ثم دخل النبي - صلى
الله عليه وسلم - وبلال وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة ، وأمر بالباب
فأغلق ، فلبثوا فيه مليا ، ثم فتح الباب » رواه البخاري .
ثم إن
النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى المفتاح لعثمان بن طلحة بعد أن خرج من
الكعبة المشرفة ، وقال : خذوها يا بني أبي طلحة (أي السدانة) خالدة تالدة
لا يظلمكموه إلا كافر .
فقد روى الأزرقي مراسيل عن بعض التابعين
بأسانيد مختلفة صحيحة يقوي بعضها بعضًا عن الزهري وابن جريج وسعيد بن
المسيب : « أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دفع مفتاح الكعبة إلى عثمان
بن طلحة يوم الفتح ، ثم قال : خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا
يظلمكموه إلا كافر » ، وفي قول الزهري وابن جريج : « لا ينزعها منكم إلا
ظالم » .
ومن الجدير بالذكر أنه قد جرت العادة أن يوضع مفتاح باب
الكعبة المشرفة لدى أكبر السدنة سنًّا ، وهو السادن الأول ، وعند فتح
الكعبة يشعر السادن الأول جميع السدنة الكبار منهم ، بوقت كاف ليتمكنوا من
الحضور جميعًا إن أمكن ذلك أو بعضهم ؛ وذلك ليقوموا بغسلها بمعية ولي
الأمر والأمراء وضيوفه الكرام ، وفي الوقت الحاضر تغسل الكعبة من الداخل
مرتين ، وذلك بمعية السدنة بعد القيام بفتح باب الكعبة ، كما مر مفصلا في
مناسبات فتح الكعبة وما بعدها .
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty الشاذروان

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:42 pm


الشاذروان الشاذروان
هو الوزرة المحيطة بأسفل جدار الكعبة المشرفة من مستوى الطواف ، وهو مسنم
الشكل ومبني من الرخام في الجهات الثلاث ، ما عدا جهة الحِجْر ، ومثبت فيه
حلقات يربط فيها ثوب الكعبة المشرفة .
ولا يوجد أسفل جدار باب الكعبة المشرفة شاذروان.
وحقيقة الشاذروان أنه بني تقوية لأصل الجدار كعادة الناس في بنائهم ،
وخاصة الكعبة المشرفة التي كانت بحاجة إلى هذه التقوية ؛ لتعرضها للسيول
الكثيرة ، وعليه فإن الشاذروان ليس من البيت . وقد أشار إلى ذلك شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله، حيث قال : «وليس الشاذروان من البيت ، بل
جعل عمادًا للبيت » . وذكر باسلامة أن مذهب أبي حنيفة أن الشاذروان ليس
من البيت .
وهناك قول آخر أن الشاذروان من البيت ، وأنه ما نقصته قريش
من عرض جدار أساس الكعبة ، حتى ظهر على الأرض ، كما هو عادة الناس في
الأبنية . أشار إلى ذلك أبو حامد الإسفراييني وابن الصلاح والنووي ، ونقل
ذلك عن جماعة من الشافعية وغيرهم كالمحب الطبري . حتى إنه نقل عن الشافعي
أنه قال: إن طاف عليه أعاد الطواف . انتهى .
وقريش وإن كانت اقتصرت في
البناء من الطول والعرض، لم يقتصر ابن الزبير رضي الله عنه في بنائه على
ما فعلت ، بل أعاده إلى قواعد إبراهيم عليه السلام ، إذ حفر الأساس حتى
وصل إلى أساس إبراهيم عليه السلام ، وأشهد عليه العدول من أهل مكة .
وأيضًا الحجاج حينما هدم البيت من جهة الحِجْر ترك الباقي على أصله ، وبقي
البيت على بناء ابن الزبير وأساسه إلى سنة 1040هـ في الدولة العثمانية .
وعليه فإن القول الأول هو الأرجح وهو أنه ليس من البيت وأنه بني عمادًا
للبيت كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، سيما وأن الكعبة كانت
كثيرًا ما تتعرض لسيول عظيمة .
والشاذروان كان موجودًا في عهد أبي
حنيفة (ت150هـ) والشافعي (ت204هـ) لأنهما تعرضا للكلام عن الشاذروان ،
فعلى ذلك فربما يكون الشاذروان من بناء قريش ، ولم يتعرض لبناء الكعبة بعد
قريش إلا عبد الله بن الزبير وبعده الحجاج . أو أنه من عمل عبد الله بن
الزبير ، والله أعلم .
ذرع الشاذروان :
قال الأزرقي : « وعدد
حجارة الشاذروان التي حول الكعبة ثمانية وستون حجرًا في ثلاثة وجوه ، من
ذلك من جدار الركن الغربي إلى الركن اليماني خمسة وعشرون حجرًا ، ومنها
حجر طوله ثلاثة أذرع ونصف ، وهو عتبة الباب الذي سد في ظهر الكعبة ، وبينه
وبين الركن اليماني أربعة أذرع ، وفي الركن اليماني حجر مدور . وبين الركن
اليماني والركن الأسود تسعة عشر حجرًا ، ومن حد الشاذروان إلى الركن الذي
فيه الحجر الأسود ثلاثة أذرع واثنا عشر أصبعًا ليس فيه شاذروان . ومن حد
الركن الشامي إلى الركن الذي فيه الحَجَر الأسود ثلاثة وعشرون حجرًا ، ومن
حد الشاذروان الذي يلي الملتزم إلى الركن الذين فيه الحجر الأسود ذراعان ،
ليس فيهما شاذروان ، وهو الملتزم ، وطول الشاذروان في السماء ستة عشر
أصبعًا وعرضه ذراع» .
وقال النووي : « والشاذروان بفتح الذال المعجمة
وسكون الراء ، هو بناء لطيف جدًا ملصق بحائط الكعبة ، وارتفاعه عن الأرض
في بعض المواضع نحو شبر ونصف، وعرضها في بعضها نحو شبرين ونصف، وفي بعضها
شبر ونصف» .
أما ذرعه الحديث ، فقد ذرعه إبراهيم رفعت باشا ، فقال :
« ويلاصق جدر الكعبة من أسفلها بناء من الرخام يسمى الشاذروان ، أقيم
تقوية للجدران ، وهو يحيط بها من جهاتها الأربع ، وارتفاعه في الجهة
الشمالية (50) سم في عرض (39) ، ومن الجهة الغربية ارتفاعه (27) في عرض
(80) ، ومن الجهة الجنوبية ارتفاعه (24) في عرض (87) ، ومن الجهة الشرقية
ارتفاعه (22) في عرض (66) ، كما حققته بالمقاس في حجاتي الأربع » .
ومن لطائف ما ذكر عن الشاذروان ما نقله الفاسي عن القاضي بدر الدين ابن
جماعة حيث « ذكر أنه رأى الشاذروان في سنة ست وخمسين وستمائة وهي مصطبة
يطوف عليها العوام . ورآه في سنة إحدى وستين وقد بني عليه ما يمنع من
الطواف عليه على هيئة اليوم » .
وقد جدد بناء الشاذروان في سنوات
عديدة منها في سنة (542هـ) وسنة (636هـ) وسنة (660هـ) وسنة (670هـ) وسنة
(1010هـ) وبين ذلك وقبله وبعده .
وآخر تجديد للشاذروان كان في عهد
خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله أثناء
الترميم الثاني والكبير للكعبة المشرفة في عام 1417هـ ، حيث جدد رخام
الشاذروان القديم برخام جديد يحاكي ألوان ونوعية الرخام القديم ، مع
المحافظة على الرخامات القديمة الموجودة تحت ناحية باب الكعبة ، وهي
رخامات جميلة ونفيسة ومحافظة على جودتها ومتانتها .
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty المطـــــــــاف

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:45 pm


المطـــــــــاف
المطاف
هو الفناء المفروش بالرخام الأبيض الذي يحيط بالكعبة المعظمة ، ويسمى الآن
بالصحن ، ويطوف المسلمون فيه حول الكعبة المعظمة ، وفيه الحركة متصلة آناء
الليل والنهار ، ما بين طائف وراكع وساجد .
وسمي بالمطاف نسبة إلى الطواف وهو الدوران حول الكعبة المشرفة .
وبناء على ذلك فإن هذا الفناء هو المطاف وهو نفسه المسجد الحرام الذي يطوف
المسلمون فيه حول الكعبة المعظمة وكذا يصلون فيه . فقديمًا كانت البيوت
تحيط بالبيت العتيق من جميع جوانبه ، ولم يُترك للطائفين سوى مدار المطاف
، ومع ازدياد أعداد المسلمين بدأت تتسع دائرة المطاف ؛ لتستوعب الأعداد
المتزايدة من المسلمين ، ثم توالت التوسعات التي شملت المسجد الحرام .
المطاف والاهتمام بأرضه :
لقد حظي المطاف بعناية واهتمام الخلفاء والملوك والحكام ، وكذا عمارته والزيادة فيه .
قال الجزيري في درر الفوائد : « أول من بلط المطاف عبد الله بن الزبير رضي
الله عنهما لما بنى الكعبة وفرغ من بنائها بقيت معه بقية من الحجارة ،
ففرش بها حول البيت نحوًا من عشرة أذرع ، وتبعه غيره ففرش باقي المطاف ».
وقد كانت عمارة ابن الزبير سنة (64هـ) .
وقال الفاكهي في أخبار مكة :
« ذكر فرش الطواف بأي شيء هو؟ قال بعض المكيين : إن عبد الله بن الزبير
رضي الله عنهما لما بنى الكعبة ، وفرغ من بنائها، وخلَّقَها وطلاها بالمسك
، وفرش أرضها من داخلها ، بقيت من الحجارة بقية ، ففرش بها حول الطواف كما
يدور البيت ، نحوًا من عشرة أذرع ، وذلك الفرش باد إلى اليوم ، إذا جاء
الحاج في الموسم جعل على تلك الحجارة رمل من رمل الكثيب الذي بأسفل مكة
يدعى : كثيب الرمضة ، وذلك أن الحجبة يشترون له مدرًا ورملاً كثيرًا ،
فيجعل في الطواف ، ويجعل الرمل فوقه ، ويرش بالماء حتى يتلبد ، ويؤخذ بقية
ذلك الرمل فيجعل في زاوية المسجد التي تلي باب بني سهم ، فإذا خف ذلك
الرمل والمدر أعادوه عليه ، ورشوا عليه الماء حتى يتلبد ، فيطوف الناس
عليه ، فيكون ألين على أقدامهم في الطواف ، فإذا كان الصيف ، وحمي ذلك
الرمل من شدة الحر ، فيؤمر غلمان زمزم وغلمان الكعبة أن يستقوا من ماء
زمزم في قرب ، ثم يحملونها على رقابهم ؛ حتى يرش به رمل الطواف ، فيتلبد ،
ويسكن حره ، وكذلك أيضا يرشون الصف الأول ، وخلف المقام كما يدور الصف حول
البيت » .
ومن ذلك « ما كان في سنة (119هـ) حيث قام الوليد بن عبد الملك بفرش أرض المطاف بالرخام .
وكذلك في سنة (284هـ) فعل الخليفة المعتضد العباسي ، عندما أدخل دار الندوة في المسجد الحرام ، فأتم تبليط المطاف بالرخام ».
ومن جملة ذلك ما ذكره الفاسي في شفاء الغرام عن المطاف قال : « وهذا
الموضع مفروش بالحجارة المنحوتة حول الكعبة من جوانبها ، وعمل ذلك على
دفعات حتى صار على ما هو عليه اليوم ، وكان مصيره هكذا في سنة (766هـ) ست
وستين وسبعمائة ، والمعمول منه في هذه السنة جانب كبير ، وهاتان العمارتان
من جهة الملك الأشرف شعبان صاحب مصر .
وعمّر الطواف من ملوك مصر الملك المنصور لاجين المنصوري ، واسمه مكتوب بسبب ذلك في رخامة بين الركن اليماني والحجر الأسود .
وعمّره من الخلفاء المستنصر العباسي في سنة (631هـ) إحدى وثلاثين وستمائة ، واسمه مكتوب بسبب ذلك في الحفرة التي عند باب الكعبة» .
وقال ابن بطوطة في رحلته التي كانت سنة (725هـ) : « والمطاف مفروش
بالحجارة السود ، وتصير بحرّ الشمس كأنها الصفائح المحماة ، ولقد رأيت
السقائين يصبون الماء عليها ، فما يجاوز الموضع الذي يصب فيه إلا ويلتهب
الموضع من حينه . وأكثر الطائفين في ذلك الوقت يلبسون الجوارب » انتهى .
وقال ابن فهد نقلاً عن الغازي : « وفي سنة (881هـ) عملوا الرصاص بأرض المطاف حول الكعبة » .
« وفي سنة (894هـ) أمر ناظر الحرم قاضي القضاة جمال الدين أبا السعود ابن
ظهيرة بحفر جميع حاشية المطاف ، وإصلاحه بإخراج البطحات التي بها ، وذلك
بسبب وقع المطر ودخول السيل إلى المسجد ، فحفرت وأخرج منها بطحات كثيرة
مخلوطة بالتراب ، فغربلت وبطحت الحاشية ببعض البطحات ، وفرق باقيها
بالمسجد في الأماكن المحتاجة لذلك ، وكان إكمال العمل في أوائل شهر ربيع
الأول من السنة المذكورة.
وفي سنة (918هـ) أمر الأمير الباش بإذابة الرصاص في المسجد الحرام في أماكن في المطاف ، وعند المزولة ، فتم ذلك في يوم واحد.
وفي سنة (920هـ) رصص أرض المطاف الخواجة ابن عباد الله ، وأصلح مجرى السيل
والمسعى حسب المرسوم الذي ورد لنائب جدة بتفويضه ذلك ، وأرسل لهذا العمل
رصاصًا وصل إلى جدة ، قالوا عنه : إنه خمسون قنطارًا ، فوصل بعضه لمكة » .
اهـ .
وقال القطبي في الإعلام : « إنه في سنة (961هـ) بعد أن فرغ ناظر
الحرم أحمد جلبي من تجديد سطح البيت الشريف، شرع في تسوية فرش المطاف
ببلاط جديد، أي رخام ، فإن أحجاره انفصلت ، وصار بين كل حجرين حفر ، كانت
تلك الحفر تسد تارة بالنورة ، وتارة بالرصاص ، وتسمر بمسامير الحديد ،
فأزال ما بين الأحجار من الحفر ، ونحت طرف الحجر إلى أن ألصقه بطرف الحجر
الآخر من جوانبه الأربعة ، واستمر في فرش المطاف على هذا الأسلوب ، إلى أن
فرغ من ذلك ، وأصلح أبواب المسجد الشريف وفرش المسجد جميعه بالجص» اهـ.
« وأول من فرش المطاف بالحجارة الجبلية المنحوتة هو الوزير الأعظم سنان باشا ، وذلك سنة(980هـ) أو في التي قبلها أو في التي بعدها.
قال القطبي في تاريخه : فمن آثاره الخاصة بالوزير الأعظم سنان باشا في
المسجد الحرام هو تعميره حاشية المطاف ، وكانت من بعد أساطين المطاف
الشريف دائرة حول المطاف ، مفروشة بالحصا ، يدور بها دور حجارة منحوتة ،
مبنية حول الحاشية بالحجر الصوان المنحوت ، ففرشت به في أيام الموسم ،
وصار محلاً لطيفًا دائرًا بالمطاف ، من بعد أساطين المطاف ، وصار ما بعد
ذلك مفروشًا بالحصا الصغار ، كسائر المسجد خاص به .
وفي سنة (1003هـ) قلعوا حجارة المطاف ، وكانت من الحجر الصوان ، ففرشت في الحاشية التي تلي المطاف ، وفرشوا المطاف بالمرمر .
وفي سنة (1006هـ) فرش جميع أرض المطاف بالرخام الأبيض الناصع الجميع
السلطان محمد خان من سلاطين آل عثمان ، فرش المطاف كله إلى العمد المطيفة
به.
وفي سنة (1072هـ) زاد في حاشية المطاف فرشًا بالحجر المنحوت زيادة قليلة سليمان بيك صنجق جدة» اهـ .
أما فرش المطاف في العهد السعودي الزاهر فسيأتي ذكره إن شاء الله قريبًا .

توسعة المطاف :
من المعلوم أن المسجد الحرام كان فناء حول الكعبة للطائفين ، ولم يكن في
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في عهد أبي بكر رضي الله عنه جدار
يحيط به ، وإنما كانت الدور محدقة به ، وبين الدور أبواب يدخل الناس منها
من كل ناحية .
فلما تولى الخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكثر
الناس ، وسَّع المسجد، واشترى دورًا فهدمها ، وأدخلها فيه ، ثم أحاط عليه
جدارًا قصيرًا دون القامة ، وكانت المصابيح توضع عليه ، فكان عمر أول من
اتخذ الجدار للمسجد .
ثم لما استخلف عثمان بن عفان رضي الله عنه ابتاع
المنازل في سنة ست وعشرين ، ووسع الحرم بها أيضًا ، وبنى المسجد والأروقة
، فكان عثمان رضي الله عنه أول من اتخذ للمسجد الحرام الأروقة .
وقد
وضعت بعد ذلك أعمدة وأساطين حول المطاف ؛ لتعليق مصابيح الاستضاءة عليها ،
وتكون في الوقت نفسه علامة على حد المسجد الحرام الذي كان زمن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وزمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وما وراء ذلك
فهو من الزيادات .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المطاف يحده الأعمدة والأساطين التي تعلق عليها المصابيح
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty المطـــــــــاف

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:46 pm

ذرع المطاف :
يقول الفاسي : «
المطاف المذكور في كتب الفقهاء وهو ما بين الكعبة ومقام إبراهيم عليه
السلام ، وما يقارب ذلك من جميع جوانب الكعبة » .
وقد أشار إلى هذا
الشيخ أبو محمد الجويني ، ونقله عنه ابن الصلاح في منسكه قال : « المطاف
المعتاد الذي يستنكر ويستبعد مجاورته هو ما بين الكعبة والمقام ، وفي كل
جانب في العادة أمارات منصوبة لا يكاد الناس يخرجون عنها . انتهى »( ) .
قال الديار بكري: « وأما عرض البلاط المفروش بالمطاف ، فمن صوب المشرق
وباب السلام من شباك مقام إبراهيم إلى شاذروان الكعبة مقابلاً له أربعة
وأربعون قدمًا ، ومن صوب الشمال والمقام الحنفي من طرف المطاف إلى جوار
الحجر مقابلاً له ثمانية وأربعون قدمًا ، ومن صوب المغرب والمقام المالكي
من طرف المطاف إلى شاذروان الكعبة خمسة وستون قدمًا ، وهو أبعد الجوانب من
الكعبة ، ومن صوب الجنوب والمقام الحنبلي من طرف المطاف إلى الشاذروان
الذي تحت الحجر الأسود سبع وأربعون قدمًا »( ) .
وأما ذرع المطاف في
عهد إبراهيم رفعت باشا (1325هـ)، فقال عنه : «قست المسافة بينه وبين جدر
الكعبة الأربعة ، فإذا هي (13.25م) من الجهة الشرقية ، و(20.44م) من الجهة
الشمالية، و(16.15م) من الجهة الغربية ، و(14.75م) من الجهة الجنوبية »( )
.
وفي عهد المؤرخ محمد طاهر كردي كان قياس المطاف -كما ذكر رحمه الله- كالتالي :
« وإليك بيان طول المطاف القديم من الجهات الأربع محررًا مضبوطًا منبطًا
تامًّا بالأمتار : (11.50م) طول المطاف القديم من جدار الكعبة الذي فيه
الباب من جهة الشرق إلى أول مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام . (16.65م)
طول المطاف القديم من جدار الكعبة من ظهرها أي من الجهة الغربية . (22.3م)
طول المطاف القديم من جدار الكعبة من تحت ميزابها أي من الجهة الشمالية ،
بما فيه حجر إسماعيل وسمك جداره . (15.20م) طول المطاف القديم من جدار
الكعبة الذي بين الركنين من الجهة الجنوبية .
هذا هو قياس طول المطاف
القديم بالأمتار ، وهو قياس مضبوط محرر لا يحتمل الشك ، لأننا أخذناه من
نفس المهندسين المصريين الذي اشتغلوا في توسعة المطاف في زماننا سنة 1377
ألف وثلاثمائة وسبع وسبعين هجرية .
وأما المطاف الجديد فهو على شكل
دائرة كاملة الاستدارة ، وقد كان هذا الشكل الدائري من عمل المهندسين
المصريين الذي أشرفوا على توسعة المطاف . وإليك بيان طول هذا المطاف
الجديد من الجهات الأربع محررًا مضبوطًا تامًّا بالأمتار : (15.30م) طول
المطاف الجديد من الجهة الشرقية للكعبة ، أي من مقام إبراهيم عليه الصلاة
والسلام . (10.75م) طول المطاف الجديد من الجهة الغربية ، أي من جهة ظهر
الكعبة . (4.65م) طول المطاف الجديد من الجهة الشمالية ، أي من جهة حجر
إسماعيل عليه الصلاة والسلام . (11.50م) طول المطاف الجديد من الجهة
الجنوبية ، أي من جهة الركنين الأسود واليماني .
هذا هو قياس طول
المطاف الجديد بالأمتار ، وهو قياس محرر مضبوط لا يحتمل الشك ؛ لأننا
أخذناه من نفس المهندسين المصريين الذي اشتغلوا في توسعة المطاف في زماننا
سنة 1377 ألف وثلاثمائة وسبع وسبعين من الهجرة . وبإضافة مقدار المطاف
القديم على المطاف الجديد ، يظهر مقدار كامل المطافين .
ولقد قسمنا
هذه الدائرة إلى أربعة أقسام متساوية، كما هو ظاهر في الرسم التالي،لنبين
مقدار طول الطواف القديم،وطول المطاف الجديد من الجهات الأربع وهو رسم
صحيح مضبوط مطابق للحقيقة ، أخذناه من المهندسين المصريين الذي اشتغلوا في
توسعة المطاف من أواخر شهر شعبان إلى أوائل شهر شوال من سنة 1377 ألف
وثلاثمائة وسبع وسبعين هجرية . فالحمد لله على توفيقه .
وإليك رسم المطافين »:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] «
وفي العهد السعودي الزاهر بعد توسعة سنة 1388هـ للمطاف أصبح قطر المطاف
(64.8م) على اعتبار أن الكعبة مركز القطر ، ويحيط به ممران متجاوران على
محيط المطاف عرض كل منهما 2.5م ، وعلى ارتفاع 20سم . وقد أصبحت مساحة
المطاف (3058 م2) حول الكعبة .
وفي توسعة عام 1399هـ ألغيت الحصاوي
والمشايات ونقل المنبر والمكبرية وخفضت فوهة بئر زمزم أسفل المطاف بالقرب
من المحيط الخارجي لدائرة المطاف ، فأصبحت سعة المطاف إلى حدود الحرم
القديم بقطر (95.2م)، وأصبحت مساحة المطاف (8500 م2) » .
وفي عام
1424هـ تم تغطية مداخل قبو زمزم للاستفادة القصوى من صحن المطاف الذي يئن
في فترات الزحام بالمعتمرين والحجاج ، وذلك بتسقيف مداخل القبو المؤدي
للبئر ، وترحيل نوافير الشرب إلى جانب صحن المطاف ، حيث أدت هذه الأعمال
إلى زيادة صحن المطاف بمقدار (400) متر مربع .

عناصر المطاف :
لقد كان المطاف ما بين الكعبة ومقام إبراهيم عليه السلام ، وما يقارب ذلك
من جميع جوانب الكعبة ، ويحده الأساطين والأعمدة التي كانت تعلق عليها
المصابيح للاستضاءة، وما حوله من الزيادات فقد كان يوجد به المقامات
الأربعة، وبئر زمزم وسقاية العباس ، وباب بني شيبة ، ومنبر المسجد الحرام
. وقد أفردنا الكلام عن بعضها ، وسنتكلم عن الأخرى فيما يأتي :
المصابيح والأساطين وعمارتها :
قال الأزرقي : « أول من استصبح لأهل الطواف وأهل المسجد الحرام جدي عقبة
بن الأزرق بن عمرو الغساني ، كان يضع على حرف داره مصباحًا عظيمًا ، فيضيء
لأهل الطواف وأهل المسجد ، وكانت داره لاصقة بالمسجد ، والمسجد يومئذ ضيق
، إنما جدراته جدرات دور الناس ، قال : فلم يزل يضع ذلك المصباح على حرف
داره حتى كان خالد بن عبد الله القسري ، فوضع مصباح زمزم مقابل الركن
الأسود في خلافة عبد الملك بن مروان ، فمنعنا أن نضع ذلك المصباح فرفعناه
(أي في سنة 75 هـ) ».
وقال أيضًا : «كان عمر بن عبد العزيز يأمر الناس
ليلة هلال المحرم يوقدون النار في فجاج مكة ، ويضعون المصابيح للمعتمرين
مخافة السرق» قال أبو الوليد : فلم يزل مصباح زمزم على عمود طويل مقابل
الركن الأسود الذي وضعه خالد ابن عبد الله القسري ، فلما كان محمد بن
سليمان على مكة في خلافة المأمون في سنة (216هـ) ست عشرة ومائتين وضع
عمودًا طويلا مقابله بحذاء الركن الغربي ، فلما ولي مكة محمد بن داود جعل
عمودين طويلين ، أحدهما بحذاء الركن اليماني ، والآخر بحذاء الركن الشامي
، فلما ولي هارون الواثق بالله أمر بعمد من شبه طوال عشرة ، فجعلت حول
الطواف ، يستصبح عليها لأهل الطواف ، وأمر بثمان ثريات كبار يستصبح فيها ،
وتعلق في المسجد الحرام في كل وجه اثنتان ».
وقال أيضًا : « أخبرني
الثقة أن هذه العمد الصفر كانت في قصر بابك الخرمي بناحية أرمينية كانت في
صحن داره ، يستصبح فيها ، فلما خذله الله وقتل بابك ، وأتي برأسه إلى
سامرا ، وطيف به في البلدان ، وكان قد قَتَل خلقًا عظيمًا من المسلمين
وأراح الله منه ، هدمت داره ، وأخذت هذه الأعمدة التي حول البيت الحرام في
الصف الأول ، ومنها في دار الخلافة أربعة أعمدة ، وبعث بهذه الأعمدة
المعتصم بالله أمير المؤمنين في سنة مئتين ونيف وثلاثين ، فهذا خبر
الأعمدة الصفر التي حول الكعبة ، وهي عشرة أساطين ، وكانت أربع عشرة
أسطوانة ، فأربع في دار الخلافة بسامرا ».
وقال أيضًا : « وأول من
استصبح في المسجد الحرام في القناديل في الصحن : محمد بن أحمد المنصوري
جعل عمدًا من خشب في وسط المسجد ، وجعل بينها حبالا ، وجعل فيها قناديل
يستصبح فيها ، فكان ذلك في ولايته حتى عزل محمد ابن أحمد ، فعلقها عيسى بن
محمد في إمارته الآخرة ».
وقال الفاكهي : « ولم يزل الأمراء بعد ذلك
تسرج في قناديل زمزم في المواسم ، حتى كان محمد بن سليمان الزينبي ، فأسرج
فيها من السنة إلى السنة بقناديل بيض كبار ، وهو يومئذ والي مكة ، فامتثل
ذلك من فعله ، وجرى ذلك إلى اليوم» .
قال ابن فهد في حوادث سنة
(736هـ) : « وفيها جعلت الأساطين التي حول المطاف ، وجعل بعضها بالحجارة
المنحوتة الدقيقة ، والباقي بالآجر مجصص، وجعل بين كل من الأساطين خشبة
ممدودة ، راكبة عليها وعلى المقابلة لها ؛ لأجل القناديل التي تعلق لأجل
الاستضاءة حول الكعبة ، عوض الأخشاب التي كانت في هذا المكان على صفة
الأساطين . وقال : في حوادث سنة 749هـ) : اجتهد الأمير فارس الدين في
إصلاح المسجد الحرام ، وجدد الأعمدة المتخذة حول المطاف » انتهى.
وفي
البحر العميق لابن الضياء (ت 854هـ) قال : « وأما عددها اليوم فاثنان
وثلاثون عمودًا ، منها ثمانية عشر آجرًّا مجصصًا ، وأربعة عشر حجارة
منحوتة دقيقة ، وبين الأساطين أخشاب ممدودة تعلق فيه القناديل ، وكانت في
موضع الأساطين أخشاب على صفة الأساطين ، وسبب عملها هو للاستضاءة للطائفين
يوضع عليها القناديل . قال عز الدين بن جماعة : والأساطين التي حول المطاف
الشريف أحدثت للاستضاءة بالقناديل التي تعلق بينها بعد العشرين وسبعمائة ،
وكانت من خشب ، ثم جعلت من حجارة سنة تسع وأربعين وسبعمائة، ثم ثارت ريح
عاصفة سنة إحدى وخمسين وسبعمائة فألقتها ، ثم جددت فيها » انتهى .
وفي
درر الفوائد : « أن السلطان سليمان العثماني غير الأساطين التي حول المطاف
، وكانت من حجارة بأعمدة من نحاس في سنة (982هـ) وبينها أخشاب ممدودة
لتعلق فيها القناديل حول المطاف ، وعدة النحاس ثلاثون ، وفي جهة زمزم في
آخر الأساطين عمودا رخام ، وفي آخر الأساطين من الجهة الأخرى من جهة
المنبر عمودا رخام » انتهى.
وفي تحصيل المرام نقلاً عن الغازي : «
حافة الصحن على أعمدة عليها أعمدة من حديد منقور لها بين الأساطين ، متصلة
تلك الأعمدة بالأساطين القديمة ، وقد غيرت أيضًا الأخشاب التي بين
الأساطين التي حول المطاف بأعمدة من حديد ، تعلق فيها القناديل وبين كل
عمودين سبعة قناديل » انتهى.
ويقول الكردي : « ولم نسمع أنه حصل بعد
ذلك شيء في أعمدة المطاف ، اللهم إلا من إصلاح بعضها إصلاحًا بسيطًا لا
يذكر ، أو من ضربها بالبوية الزيتية» اهـ .
منبر المسجد الحرام :
قال الأزرقي : « أول من خطب بمكة على منبر معاوية بن أبي سفيان ، قدم به
من الشام سنة حج في خلافته ؛ منبر صغير على ثلاث درجات ، وكانت الخلفاء
والولاة قبل ذلك يخطبون يوم الجمعة على أرجلهم قياما في وجه الكعبة وفي
الحجر ، وكان ذلك المنبر الذي جاء به معاوية ، ربما خرب ، فيعمّر ولا يزاد
فيه ، حتى حج الرشيد هارون أمير المؤمنين في خلافته ، وموسى بن عيسى عامل
له على مصر فأهدى له منبرا عظيما في تسع درجات منقوشا ، فكان منبر مكة ،
ثم أخذ منبر مكة القديم ، فجعل بعرفة ، حتى أراد الواثق بالله الحج ، فكتب
، فعمل له ثلاثة منابر : منبر بمكة ، ومنبر بمنى ، ومنبر بعرفة . فمنبر
هارون الرشيد ، ومنابر الواثق كلها بمكة إلى اليوم » .
وقال إبراهيم
رفعت باشا : « كان الخطباء من الخلفاء والولاة يخطبون بالمسجد الحرام يوم
الجمعة قيامًا على الأرض في وجه الكعبة وفي الحجر ، حتى كانت سنة 44هـ ،
إذ قدم معاوية ابن أبي سفيان من الشام حاجًا وصحبته منبر من خشب ذو درجات
ثلاث خطب عليه بالمسجد الحرام وتركه ، وكان كلما تخرب عُمِّر ، ولم يزل
يُخطب عليه حتى حج هارون الرشيد ، فأهدى له عامله على مصر موسى بن عيسى
منبرًا من خشب ذا درجات تسع ونقش بديع ، فكان منبر المسجد ، ونقل الأول
إلى عرفة ، ثم أمر الواثق العباسي بعمل منبر للمسجد ، وآخر لمنى ، وثالث
لعرفة ، ولما حج المنتصر بن المتوكل العباسي في خلافة أبيه جُعل له منبر
عظيم ، فخطب عليه بمكة، ثم خرج وخلفه بها ، وجعل للمسجد بعد ذلك عدة منابر
، فمن ذلك منبر عمله وزير المقتدي العباسي وأرسله من بغداد ، وكان منقوشًا
عليه بالذهب (لا إله إلا الله محمد رسول الله ، الإمام المقتدي بالله أمير
المؤمنين) وقد بلغت نفقاته ألف دينار (500جنيه) ، ولما وصل إلى مكة أحرقه
المصريون ، ولم يبد اعتراضًا على ذلك أمير مكة محمد بن جعفر ، وأول من قطع
الخطبة لملوك مصر وخطب لملوك بني العباس بعد أن قطعت الخطبة لهم نحو مائة
سنة ، وأبى أهل مصر إلا أن تكون الخطبة للمستنصر العبيدي صاحب مصر ، فخطب
له . ثم كان بعد ذلك يخطب حينًا لبني العباس ، وحينًا لملوك مصر يقدم منهم
من يجزل له العطاء،وكانت عادة الخطباء بمكة أن تكيل الثناء للملوك كيلاً،
من ذلك ما كان يقال للملك الكامل في الخطبة (صاحب مكة وعبيدها واليمن
وزبيدها ومصر وصعيدها والشام وصناديدها والجزائر ووليدها سلطان القبلتين
ورب العلامتين وخادم الحرمين الشريفين الملك الكامل خليل أمير المؤمنين) .

ومنها منبر عمل في دولة الملك الأشرف شعبان صاحب مصر في سنة 766هـ ،
وقد أصلح مرارًا ، قال التقي الفاسي هو باق يخطب عليه الآن (سنة 815هـ وما
حواليها) .
ومنها منبر حسن أنفذه الملك المؤيد صاحب مصر في موسم سنة
818هـ ، وخطب عليه في سابع ذي الحجة ، وهجرت الخطبة على الذي قبله ، وفي
السنة السابقة أرسل شيخو صاحب مصر منبرًا من خشب خطب عليه في يوم التروية .
وفي سنة 866هـ أرسل الملك الناصر (خوشقدم) صاحب مصر منبرًا من خشب خطب عليه بالمسجد في ثاني ذي الحجة من السنة المذكورة .
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty المطـــــــــاف

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:47 pm

وفي سنة 877هـ أرسل الملك الأشرف قايتباي الظاهري منبرًا من خشب خطب عليه في أول ذي الحجة سنة 881هـ .
وفي سنة 966هـ بعث السلطان سليمان خان بالمنبر الرخام القائم الآن بفناء
المسجد وهو آية في الإحكام ودقة الصناعة ودليل على ما للصناع من البراعة ،
وكان الخطيب على المنبر يلبس جبة وقباء (قفطانًا) وقد لف على صدره مع رأسه
(شالاً ) . وقد كتب على المنبر من جهة الكعبة (الحمد لله رب العالمين قد
بنى سليمان منبرًا لبلد أمين) ، وعلى الجهة المقابلة لها (إنه من سليمان
وإنه بسم الله صدق الله جل اسمه سنة 966هـ) ، وقد أرخ القاضي صلاح الدين
بن ظهيرة القرشي المكي سنة ورود هذا المنبر بقوله :
شـــيد الله ملك من أســبغ الله ظلــــه
وبأم القرى لقــــد ضـــاعف الله نزله
إن ذا المنـبر الذي قد حوى الحسن كله
هاك تاريخه الذي شهد الخلق فضـــله
لســــليمان منبر بالدعا شـــــاهد له
سنة 966هـ
وأول خطبة خُطبت عليه خطبة عيد الفطر ، قالها السيد أبو حامد النجاري .
وفي أول الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة 1020هـ شُرِع في تركيب هلال
المنبر الذي أرسله السلطان ، وكان أعلى المنبر مبنيًا بالآجر ، فهدم ذلك
وجعل له ألواح ركبت فيها الفضة المطلية بالذهب .
وقد كان الخطباء إذا
أرادوا الخطبة في المسجد وضعوا المنبر لصق جدار الكعبة بين الركن الأسود
والركن اليماني . فإذا أراد الخطيب أن يخطب استلم الحجر أولاً ، ثم دعا
وصعد المنبر .
وبعد الخطبة كان ينقل المنبر إلى مكانه بجوار زمزم ،
فلما أهدى السلطان سليمان إلى المسجد الحرام منبره المذكور بقي مكانه ،
واستمرت الخطبة عليه إلى اليوم » .
وبقي المنبر هكذا بجوار زمزم ، وإذا كان يوم الجمعة نقل لصق جدار الكعبة للخطبة .
ومن الجدير بالذكر أن هذه العادة بقيت إلى العهد السعودي ، فلما ازداد
زحام المصلين والطائفين ، وأراد المسؤولون توسعة المطاف أزيل كل شيء يعرقل
الطواف ومنها المنبر ، حيث نقل إلى داخل الرواق العثماني جهة إجياد ، وعند
خطبة الجمعة ينقل إلى جوار الكعبة ، حتى إذا انقضت خطبة الجمعة نقل إلى
مكانه داخل الرواق العثماني .
وقد وصف باسلامة هذا المنبر بقوله : «
هذا المنبر مصنوع من الحجر الرخام المرمر البراق الناصع البياض ، وهو
القائم الآن بفناء المسجد الحرام ، أمام الكعبة المعظمة ، مما يلي الجهة
الشرقية ، ويلي مقام إبراهيم الخليل ? من الجهة الشمالية ، ويحتوي هذا
المنبر الفخم الذي هو آية في الجمال على ثلاث عشرة درجة، وعلى علوه فوق
المصطبة العليا أربع أسطوانات لطاف من المرمر ، وعلى علو الأسطوانات
الأربع قبة مستطيلة عملت من الخشب القوي ، وصفحت بألواح من الفضة مطلية
بالذهب الوهاج ، يظنها الرائي كأنها صنعت من ذهب ، وقد مضى على هذه القبة
المربعة الشكل ثلاث مئة وثمان وثمانون سنة (388) ، ولم يذهب طلاؤها طيلة
هذه العصور لكثرة ما طليت به من الذهب ، ويبلغ ارتفاع هذا المنبر من أرض
صحن المطاف إلى هلال القبة نحو عشرين ذراعًا بذراع اليد أو اثنا عشر مترًا
على التقريب ، ولهذا المنبر مزية خاصة ، وهي أن الشمس لا تصل إلى موضع
الخطيب لا شتاء ولا صيفًا ، على اختلاف الفصول ، أما صناعته فهي من أبدع
ما يكون ، وتدل هذه الصناعة على براعة صانعه وحسن ذوقه ودقة مهارته ،
كأنما صاغه من جوهر ، أو نظمه من در » اهـ .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة للمنبر الذي صنع في عهد السلطان سليمان بن سليم خان سنة 966هـ
وقد كانت توضع ستارة تسدل على باب المنبر وهي من صنع مصر .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الستارة التي كانت توضع على باب المنبر
وبقي
هذا المنبر إلى عام 1400هـ ، وفي أثناء فتنة جهيمان المعروفة تكسر جراء
المواجهات المسلحة ، وبقي منه بعض أجزاء ، منها بعـض المقرنصات ورأس نحاسي
، وتم نقل ذلك إلى معرض الحرمين الشريفين بأم الجود .
وقد تم عمل منبر
خشبي جديد في عهد الملك خالد مكان الذي تكسر ، وبقي يستخدم للخطابة عليه
إلى أن تم تنفيذ تصميم منبر جديد للخطابة يتحرك عن بعد بما يسمى بـ (
الريموت كنترول) ، وهذا المنبر يجمع بين الأصالة المتمثلة بالزخارف
الإسلامية والتقنيات المتطورة ، وبعد أن تم استخدامه استدركت عليه بعض
الملاحظات ، جرى تعديلها ومتابعتها مع المقاول ، وتم استلامه وتشغيله في
أول جمعة من شهر رمضان المبارك لعام 1423هـ.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
منظر أمامي وجانبي لمنبر الخطابة الجديد
وفي
يوم الجمعة من كل أسبوع ينقل المنبر إلى جوار الكعبة المشرفة للخطبة عليه
، وبعد صلاة الجمعة يتم تحريكه إلى نهاية صحن المطاف لصق جدار الرواق
العثماني ، ويغطى بغطاء من القماش القوي .

المقامات الأربعة :
مما يؤسف له أنه وجد في المسجد الحرام دهرًا طويلاً في المطاف ما يسمى
بمقامات لأئمة الإسلام الأربعة (أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل ومالك)
وفي بعض الأزمنة مقام خامس لفرقة شيعية تسمى بالزيدية ، وهذه المقامات
عبارة عن مكان مظلل بسقف تحمله أعمدة ، وبه محراب ، وكل مقام منهم يصلي
فيه إمام المذهب ، ومنشأ هذه المقامات يرجع إلى الاختلاف الشديد الذي كان
قائمًا بين المسلمين دهرًا طويلاً ، وهو ما يسمى بالتعصب المذهبي ، فقد
كان أتباع كل مذهب لا يصلون خلف إمام أي مذهب آخر ، فالشافعي لا يصلي خلف
الإمام الحنفي، والحنفي لا يصلي خلف الإمام الشافعي، وهكذا .
ولا يعرف
متى أنشئت هذه المقامات ، غير أن أول ذكر لها وصل إلينا في كتب التاريخ -
في حدود علمنا - جاء في كتاب إتحاف الورى في حوادث سنة 488هـ قال : «
وفيها ولي الجمال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن فتوح بن محمد المكناسي
المالكي إمامة مقام المالكية بالمسجد الحرام ، وأوقف المكناسي المذكور
المقرب لابن أبي زمنين المالكي ستة مجلدات على المالكية والشافعية
والحنفية الذين يكونون بمكة ، وجعل مقره بخزانة المالكية بمكة » .
وكذا لم تكن المقامات موجودة في سنة 328هـ ، فقد ذكر ابن عبد ربه الأندلسي
المتوفى سنة 328هـ وصف المسجد الحرام ، وذكر كل محتوياته من أروقة وأبواب
وسقاية العباس وأشياء غيرها ، ولم يشر إلى المقامات بأي إشارة( ) .
فعرف بذلك أن المقامات وجدت في الفترة من 328هـ إلى سنة 488هـ والله أعلم .
وفي رحلة قام بها ابن جبير سنة 578هـ يذكرها في رحلاته يقول :
« وللحرم أربعة أئمة سنية وإمام خامس لفرقة تسمى الزيدية. وأشراف أهل هذه
البلدة على مذهبهم، وهم يزيدون في الأذان: حي على خير العمل إثر قول
المؤذن حي على الفلاح، وهم روافض سبابون، والله من وراء حسابهم وجزائهم،
ولا يجمعون مع الناس إنما يصلون ظهراً أربعاً، ويصلون المغرب بعد فراغ
الأئمة من صلاتها » .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ويصف
الديار بكري مقامات الأئمة الأربعة ومصلاهم التي وراء أرض المطاف ومواضعها
فيقول : « فمقام الشافعي من صوب المشرق مستقبلاً إلى وجه الكعبة خلف مقام
إبراهيم ، وأما مقام الحنفي فمن جهة الشمال مستقبلاً إلى الميزاب ، وهو
قبلة أهل المدينة ، وأما مقام المالكي فمن جهة المغرب . وأما مقام الحنبلي
فمن جهة الجنوب وأبي قبيس مستقلاً إلى الحجر الأسود . والمقامات الأربعة
المذكورة كلها وراء المطاف وخلف بئر زمزم».
أما ابن جبير فيصف المقامات ومواضعها فيقول :
« فأول الأئمة السنية الشافعي، رحمه الله، وإنما قدمنا ذكره لأنه المقدم
من الإمام العباسي. وهو أول من يصلي، وصلاته خلف مقام إبراهيم، صلى الله
عليه وسلم وعلى نبينا الكريم، إلا صلاة المغرب فإن الأربعة الأئمة يصلونها
في وقت واحد مجتمعين لضيق وقتها: يبدأ مؤذن الشافعي بالإقامة، ثم يقيم
مؤذنو سائر الأئمة. وربما دخل في هذا الصلاة على المصلين سهو وغفلة
لاجتماع التكبير فيها من كل جهة. فربما ركع المالكي بركوع الشافعي أو
الحنفي أو سلم أحدهم بغير سلام إمامه. فترى كل أذن مصيخة لصوت إمامها أو
صوت مؤذنه مخافة السهو. ومع هذا فيحدث السهو على كثير من الناس. ثم
المالكي، رحمه الله، وهو يصلي قبالة الركن اليماني، وله محراب حجر يشبه
محاريب الطرق الموضوعة فيها. الحنفي، رحمه الله، وصلاته قبلة الميزاب تحت
حطيم مصنوع له. وهو أعظم الأئمة أبهة وأفخرهم ألة من الشمع وسواها بسبب أن
الدولة الأعجمية كلها على مذهبه، فالاحتفال له كثير، وصلاته آخرًا . ثم
الحنبلي رحمه الله، وصلاته مع صلاة المالكي في حين واحد، موضع صلاته يقابل
ما بين الحجر الأسود والركن اليماني. ويصلي الظهر والعصر قريبًا من الحنفي
في البلاط الآخذ من الغرب الشمال، والحنفي يصليهما في البلاط الآخذ من
الغرب الجنوب قبالة محرابه ولا حطيم له. والشافعي بازاء المقام حطيم حفيل»
.
هدم المقامات الأربعة وإبطال بدعتها :
يقول محمد طاهر كردي : «
لما صدرت الموافقة الملكي بتوسعة المطاف وهدم المقامات الأربعة ، في
زماننا ، قاموا بتنفيذ الرغبة الملكية ، فهدموا أولاً (المقام الحنبلي)
الذي هو بقرب بئر زمزم ، وذلك في ليلة الثلاثاء الحادي والعشرين من شهر
شعبان سنة 1377هـ ألف وثلاثمائة وسبع وسبعين هجرية .
ثم هدموا (المقام
المالكي) الذي يقع بين المقام الحنبلي والمقام الحنفي ، أي كان مقابلاً
لظهر الكعبة ، وذلك في ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من شهر شعبان من
السنة المذكورة سنة 1377هـ .
ثم هدموا (المقام الحنفي) الذي يقع في
الجهة الشمالية ويقابل ميزاب الكعبة ، وذلك بعد عيد الفطر ، أي في يوم
السبت الثامن من شهر شوال من السنة المذكورة سنة 1377هـ .
وكان في هذا
المقام مكبرات الصوت المسماة (ميكرفونات) ليصل إلى الناس صوت الذي يقيم
الصلاة ويكبر لدى حركات الإمام ، فعند هدم هذا المقام نقلوا هذه
الميكرفونات إلى المقام الشافعي الذي هو فوق سطح بناء بئر زمزم .
أما
المقام الشافعي ، فقد تأخر هدمه عن السنة المذكورة سنة 1377هـ لأنه ليس له
بناء مستقل وحده ، كالمقامات الأخرى ، فهو يقع فوق بناء بئر زمزم ، فهدمه
لا يكون إلا بإزالة هذا البناء ، ثم الناس في حاجة إلى من يبلغهم حركات
الإمام ، ومكبرات الصوت فوق هذا البناء ، فلا يمكن إزالته لتوسعة المطاف ،
إلا إذا بني لمكبرات الصوت موضع خاص ثابت ، ولم يتقرر ذلك لدخول موسم الحج
ووصول بوادر الحجاج ، ثم إنهم هدموا (المقام الشافعي) مع بناية بئر زمزم
في سنة (1383هـ) »( ) .
وقال أيضًا : « والذي أبطل هذه البدعة السيئة
وأزالها تمامًا الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ، رحمه
الله ، وأحسن إليه ، وذلك حينما تولى على الحجاز سنة 1343هـ ألف وثلاثمائة
وثلاث وأربعين هجرية ، فإنه أمر -غفر الله لنا وله- أن يصلي إمام واحد
بالناس في الصلوات الخمس ، وهذه حسنة يؤجر عليها إن شاء الله تعالى ، ولا
تزال الصلاة على هذه الحال إلى يومنا هذا ولله الحمد ومن أراد الوقوف على
وصف المقامات الأربعة ، وما حصل فيها من التعميرات فعليه بمراجعة كتاب
مرآة الحرمين لمؤلفه إبراهيم رفعت باشا رحمه الله تعالى »( ) .
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty المطـــــــــاف

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:52 pm

باب بني شيبة :
باب بني شيبة هو
العقد القائم عند مقام إبراهيم عليه السلام المقابل لباب الكعبة ، وقد كان
يسمى بباب السلام قبل اتساع المسجد الحرام .
يقول محمد طاهر كردي :
« باب بني شيبة : محله هو محل العقد القائم خلف مقام إبراهيم عليه السلام،
وهو عقد على شكل نصف دائرة مبني على عمودين من حجر الرخام المتين ، مزين
بنقوش بديعة . وهذا العقد هو محل السكة الضيقة النافذة من بين بيوت قريش
إلى المسجد الحرام ، فإن قريشًا لما بنت بيوتها حول الكعبة ، على قدر
حاشية المطاف ، جعلوا بين كل دارين من دورهم مسلكًا ينفذ منه إلى بيت الله
الحرام ، فكان هذا العقد هو محل السكة النافذة ، وبجواره كانت دار شيبة بن
عثمان الحجبي سادن الكعبة المعظمة التي دخلت في توسعة المهدي للمسجد ؛
لذلك نسب الباب إليه ، فقيل : (باب بني شيبة) . ويقال له أيضًا : باب
السلام ، فهو قديم من أيام الجاهلية ، ولا يزال موضعه محفوظًا إلى الآن .
وقد ورد في كتب الحديث والتاريخ أن النبي ? كان يدخل المسجد الحرام من هذا
الباب ، ويخرج منه . وسبب ذلك كما ظهر لنا والله تعالى أعلم أن النبي ?
كانت إقامته بمكة إما بدار خديجة رضي الله عنها بزقاق الحجر أو بدار عقيل
بسوق الليل أو كان ينزل بالأبطح جهة المعلا ، فالآتي من هذه الأماكن لا بد
وأن تكون وجهته قبل باب الكعبة ، فيدخل المسجد من باب بني شيبة بطبيعة
الحال ، وأيضًا فإن هذا الباب مقابل لباب بيت الله الحرام والله تعالى
يقول: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]،
فكان الأفضل الدخول للمسجد الحرام من باب بني شيبة، ولذلك يستحب الدخول
للمسجد لكل قادم من هذا الباب الذي كان يسمى قديمًا بباب السلام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
باب بني شيبة ويسمى بباب السلام وهو العقد الظاهر في وجه الصورة
ويصف إبراهيم رفعت باشا باب بني شيبة آنذاك فيقول :
وبشمال بئر زمزم باب بني شيبة يعلوه عقد أقيم على عمودين من الرخام ، وقد كتب على باب بني شيبة تحت الهلال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وكتب على العقد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وذلك بماء الذهب ، وكتب في الجهة المقابلة لمقام إبراهيم والكعبة (الله جل جلاله) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](محمد عليه السلام)).
وقد أزيل هذا الباب مع ما أزيل من عوائق لتوسعة المطاف في المرحلة الثانية من التوسعة السعودية الأولى والتي كانت من 1381-1389هـ .

الخط المشير إلى الحجر الأسود :
ومن الأشياء التي كانت في صحن المطاف دائرة بداخلها نجمة بحذاء الحجر
الأسود ، وأخرى بحذاء الركن اليماني ، ذكر ذلك معالي الشيخ محمد بن عبد
الله السبيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سابقًا
وإمام وخطيب المسجد الحرام ، وأضاف : ونحن نعهد هذا من عام 1365هـ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الخط المشير إلى الحجر الأسود

وقد أزيلت الدائرة ووضع بدلها خط يشير إلى الحجر الأسود ، وهو في حذائه ، وقد وضع علامة على ابتداء الطواف والانتهاء منه .
وبعد ذلك رأت الدراســات الخاصة بالطــواف أن الطائفين يزدحمون ويتعثرون
عند هذا الخط، ورأت أن المصلحة في إزالته، وبالفعل تم إزالته،وكان في ذلك
راحة كثيرة للطائفين حول البيت، وخف الزحام جدًا عند الحجر الأسود.
المطاف في العهد السعودي الزاهر :
وفي العهد السعودي الزاهر رأى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود
رحمه الله أن يوسع المطاف ، حرصًا منه على راحة الحجاج والمعتمرين ، فأصدر
أمره بتوسعة المطاف وهدم المقامات الأربعة التي في أطراف المقام .
ففي سنة (1377هـ) تم قلع الرخام الذي بعد المطاف المحيط به ، فحفروا الأرض
المحيطة بالمطاف ؛ لتتساوى به ، بعد وضع الرخام عليه ، كما أنهم قلعوا
الأعمدة الخضر التي كانت في حدود المطاف الأول وعلامة عليه ، ثم بدأوا بعد
حفر الأرض بفرشها بالأسمنت ، ووضعوا الرخام عليه حتى تساوى هذا المطاف
الجديد بالمطاف القديم ، وصار على سمته وبلصقه . ومقدار مساحة الجديد
كمقدار مساحة القديم تقريبًا ، ووُضع خط أسود من جنس الرخام ليحدد المطاف
القديم من المطاف الجديد .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة للمطاف بعد هدم المقامات الأربعة ويظهر بالمطاف المشايات والحصاوي
والمنبر وبناية زمزم وباب بني شيبة والمظلات لصق الرواق العثماني وذلك قبل
إلغائها ويظهر أيضًا مدخل قبو زمزم أثناء إنشائه
وفي
المرحلة الثانية من هذا المشروع العظيم التي تبدأ من جمادى الثاني 1381هـ
وتمتد حتى عام 1388هـ تم توسيع المطاف القديم ، وهدم البناء الذي فوق بئر
زمزم ، وخفضت فوهة البئر أسفل المطاف ، وقد حول كذلك كل من المنبر والمظلة
، وأزيل البناء القائم على مقام إبراهيم عليه السلام ، وتم تغطية المقام
بغطاء بلوري .
ونتيجة لهذه التوسعة أصبح قطر المطاف 64.8م على
اعتبار أن الكعبة مركز القطر ، ويحيط به ممران متجاوران على محيط المطاف
عرض كل منهما 2.5م ، وعلى ارتفاع 20سم ، وكسيت أرضية المطاف برخام أبيض ذي
أحجام مختلفة استورد من كرارا بإيطاليا ، وبلطت بعض الأماكن التاريخية
بالرخام الأسود للاحتفاظ بمكانها ، وكان الجزء الداخلي من الدائرة الذي
يستعمل بصفة مستمرة للطواف من خلال الأيام العادية غير مميز بصفوف . أما
الجزء الخارجي من الدائرة فقد تم تبليطه بثمانية صفوف دائرية مميزة بشريط
من الرخام الأسود بعرض 10سم والتي تستخدم كصفوف في صلاة الجماعة ، وبلطت
الممرات المؤدية إلى المطاف بالرخام ، وحدود هذه الممرات لم تتغير منذ
قرون عديدة ، بل إن بعضها على ما يروى يرجع تاريخها إلى ما قبل الإسلام .
أما المناطق المكشوفة خارج المطاف بين الممرات فهي مغطاة بالحصى ، وتسمى
الحصاوي ، وكانت تفرش بالبسط فوق الحصى في أوقات الصلاة ، وكان الحجاج
يلقون القمح في الحصاوي لإطعام الحمام .
وقد أصبحت مساحة المطاف
(3058م2) حول الكعبة ، وتتسع باستثناء الممرات المحيطة بالمطاف إلى حوالي
(8500) شخص ، وفي موسم الحج تبلغ مساحة المطاف مع الممرات (4154م2) يتسع
لحوالي (14000) شخص في حال الزحام الكثيف الذي يقلل سرعة الطواف إلى ما
يقرب من الزحف ، ويستغرق إكمال الطواف ما بين أربعين دقيقة وساعة كاملة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المطاف ويبدو فيه تركيب البلاط بعد إلغاء الحصاوي والمشايات ونقل المنبر والمكبرية وتوسيع قبو زمزم
وفي سنة 1398هـ تمت توسعة أخرى أكبر للمطاف ، وشملت هذه التوسعة إلغاء
الحصاوي والمشايات التي كانت في المسجد ، ونقل المنبر والمكبرية ، وتوسيع
قبو زمزم ، وجعل مدخله قريبًا من حافة المسجد القديم في جهة المسعى ، وجعل
فيه قسمان : قسم للرجال وقسم للنساء وركبت صنابير لشرب الماء البارد ،
وجعل للبئر حاجز زجاجي ، وبلطت أرض المطاف برخام بارد مقاوم للحرارة جلب
من (اليونان) مما هيأ الراحة والاطمئنان للمصلين والطائفين في الظهيرة
ووهج الشمس
وعليه فقد أصبح قطر دائرة المطاف 95.2م مقابل 64.8م
للقطر السابق ، وتبعًا لذلك ازدادت مساحة المطاف من ( 3298م2 ) إلى
(7119م2) ، أي بزيادة قدرها (115.8%) ، وبذلك تستوعب منطقة المطاف
(28.000) شخص دفعة واحدة ، بينما كانت في السابق تستوعب (14.000) شخص ،
ومن ثم أصبحت هناك تسهيلات ملائمة للطواف لتواجد جموع الحجاج المقدر عددها
بمليونين ونصف مليون حاجوفي عام 1424هـ وفي عهد خادم الحرمين الشريفين
الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ارتأت الدراسات الخاصة بالمسجد الحرام
ضرورة تغطية مداخل قبو زمزم ؛ للاستفادة القصوى من صحن المطاف الذي يئن في
فترات الزحام بالمعتمرين والحجاج ، وتسهيلاً عليهم وحفاظًا على سلامتهم ؛
تم ذلك بتسقيف مداخل القبو المؤدي للبئر ، وترحيل نوافير الشرب إلى جانب
صحن المطاف ، حيث أدت هذه الأعمال إلى زيادة صحن المطاف بمقدار (400م2)
مما أدى إلى استيعاب أكبر عدد من المصلين، وسهل حركة الطواف حول الكعبة،
وقد وضعت المشربيات بقسميها -الرجال والنساء- تحت الرواق العثماني ضمن
أعمال مشروع توسعة المطاف بالمسجد الحرام .
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty مقام إبراهيم - عليه السلام -

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:53 pm


مقام إبراهيم - عليه السلام -
مقام إبراهيم - عليه السلام - : هو ذلك الحجر الأثري الذي قام عليه إبراهيم عليه السلام عند بناء الكعبة المشرفة لما ارتفع البناء .
قال ابن كثير في تفسيره لقول الله تعالى :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
«المراد
بالمقام إنما هو الحَجَرُ الذي كان إبراهيم - عليه السلام - يقوم عليه
لبناء الكعبة. لما ارتفع الجدار أتاه إسماعيل عليه السلام به ؛ ليقومَ
فوقه ، ويناوله الحجارة ، فيضعها بيده لرفع الجدار، كلَّما كَمَّل ناحية
انتقل إلى الناحية الأخرى ، يطوف حول الكعبة ، وهو واقف عليه ، كلما فرغ
من جدار نقله إلى الناحية التي تليها هكذا ، حتى تم جدارات الكعبة ...
وكانت آثار قدميه ظاهرة فيه ، ولم يزل هذا معروفًا تعرفه العرب في
جاهليتها ؛ ولهذا قال أبو طالب في قصيدته المعروفة اللامية:
ومَوطئُ إبراهيم في الصخر رطبة على قدميــه حافيًا غــــير ناعل
وقد أدرك المسلمون ذلك فيه أيضًا » انتهى .
وقصة بناء إبراهيم وإسماعيل للكعبة المعظمة ووقوف إبراهيم عليه السلام على
حجر المقام رواها البخاري في صحيحه في حديث طويل عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال : « ... ثم قال : يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر ، قال: فاصنع
ما أمرك ربك . قال : وتعينني؟ قال : وأعينك . قال : فإن الله أمرني أن
أبني ها هنا بيتًا ، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها ، قال : فعند ذلك
رفعا القواعد من البيت ، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة ، وإبراهيم يبني ،
حتى إذا ارتفع البناء ، جاء بهذا الحَجَر فوضعه له ، فقام عليه وهو يبني ،
وإسماعيل يناوله الحجارة ، وهما يقولان:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال : فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت ، وهما يقولان :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
» .
فضائل مقام إبراهيم عليه السلام :
من فضائله : أن الله تعالى نوه بذكره من جملة آياته البينات ، فقال عز وجل :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال
ابن جرير في تفسير هذه الآية : « إن أول بيت وضع للناس مباركًا وهدى
للعالمين ، للذي ببكة فيه علامات بينات من قدر الله وآثار خليله إبراهيم ،
منهن أثر قدم خليله إبراهيم - عليه السلام - في الحَجَر الذي قام عليه » .
ومن فضائله : أن الله تعالى أمر المسلمين باتخاذه مصلى في الحج والعمرة ، وذلك في قوله تعالى :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن
فضائله : أنه ياقوتة من يواقيت الجنة ، فقد روى الإمام أحمد والترمذي وابن
خزيمة وابن حبان والحاكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه
قال : أنشد بالله ثلاثًا ووضع أصبعه في أذنيه ، لسمعت رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - وهو يقول : « إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة
، طمس الله نورهما ، ولولا أن الله طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق
والمغرب » .
ومن فضائله : أن إبراهيم عليه السلام وقف عليه كما أمره
الله عز وجل وأذن في الناس بالحج . فقد روى الفاكهي عن ابن عباس رضي الله
عنهما : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « لما فرغ إبراهيم عليه
السلام من بناء البيت أمره الله عز وجل أن ينادي في الحج ، فقام على
المقام ، فقال : يا أيها الناس إن ربكم قد بنى بيتًا فحجوه، وأجيبوا الله
عز وجل ، فأجابوه في أصلاب الرجال وأرحام النساء : أجبناك ، أجبناك ،
أجبناك ، اللهم لبيك ، قال : فكل من حج اليوم فهو ممن أجاب إبراهيم على
قدر ما لبى » وصحح إسناده ابن حجر .
صفة مقام إبراهيم عليه السلام وذرعه :
قال
المؤرخ باسلامة : « وأما صفة حَجَر المقام ، فهو حجر رخْو من نوع حجر
الماء ، ولم يكن من الحجر الصوان ، وهو مربع على وجه الإجمال ، ومساحته
ذراع يد في ذراع يد طولاً وعرضًا وارتفاعًا ، أو نحو خمسين سنتيمتر في
مثلها طولاً وعرضًا وارتفاعًا ، وفي وسطه أثر قدمي إبراهيم الخليل - عليه
السلام - ، وهي حفرتان على شكل بيضوي مستطيل ، وقد حفرهما الناس بمسح
الأيدي ووضع ماء زمزم فيها مرات عديدة ، فنتج من كثرة مرور الأيدي في أثر
القدمين واستبدال موضعهما حفرتان ، كما دل على ذلك الروايات . وقد رأيت
حَجَر المقام بعيني سنة (1332هـ) بصحبة صاحب الفضيلة رئيس السدنة في تلك
السنة محمد صالح بن أحمد بن محمد الشيبي ، فوجدته مصفحًا بالفضة ، وهو
موضوع على قاعدة ، وشكله مربع كما وصفته ، ولونه بين البياض والسواد
والصفرة ، ورأيت أثر القدمين » .
المسرد التاريخي للمقام وتحريكه عن مكانه :
لقد
كان مقام إبراهيم عليه السلام ملاصقًا لجدار الكعبة المشرفة ، واستمر كذلك
في عهد الجاهلية وعهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعهد أبي بكر
الصديق ، وإنما أخره عن جدار الكعبة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي
الله عنه .
روى البيهقي بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: «
إن المقام كان زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزمان أبي بكر رضي
الله عنه ملتصقًا بالبيت ، ثم أخره عمر بن الخطاب رضي الله عنه» .
قال
ابن كثير : « وقد كان المقام ملصقًا بجدار الكعبة قديمًا ، ومكانه معروف
اليوم إلى جانب الباب مما يلي الحَجَر يمنة الداخل من الباب في البقعة
المستقلة هناك، وكان الخليل عليه السلام لما فرغ من بناء البيت وضعه إلى
جدار الكعبة ، أو أنه انتهى عنده البناء فتركه هناك؛ ولهذا -والله
أعلم-أمر بالصلاة هناك عند فراغ الطواف، وناسب أن يكون عند مقام إبراهيم
حيث انتهى بناء الكعبة فيه. وإنما أخره عن جدار الكعبة أمير المؤمنين
عُمَرُ بن الخطاب رضي الله عنه وهو أحدُ الأئمة المهديين والخلفاء
الراشدين، الذين أُمِرْنا باتباعهم، وهو أحد الرجلين اللذين قال فيهما
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "اقتدوا باللَّذَين من بعدي أبي بكر
وعمر". وهو الذي نزل القرآن بوفاقه في الصلاة عنده ؛ ولهذا لم ينكر ذلك
أحد من الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين » انتهى .
ويقول ابن حجر أيضًا
: « وكان المقام من عهد إبراهيم لزق البيت إلى أن أخره عمر رضي الله عنه
إلى المكان الذي هو فيه الآن ، ولم ينكر الصحابة فعل عمر ولا من جاء بعدهم
، فصار إجماعًا ، وكان عمر رأى أن إبقاءه يلزم منه التضييق على الطائفين
أو على المصلين ، فوضعه في مكان يرتفع به الحرج ، وتهيأ له ذلك ، لأنه
الذي أشار باتخاذه مصلى ، وأول من عمل عليه المقصورة الآن » .
بيد أن
السيول كانت تدخل المسجد الحرام ، وكانت هذه السيول ربما دفعت المقام عن
موضعه ، وربما نحته إلى وجه الكعبة ، ومن هذه السيول سيل يقال له : سيل أم
نهشل ، كان سببًا في تحرك المقام عن موضعه الذي وضعه فيه عمر رضي الله عنه
. فجاء عمر وردَّه إلى مكانه الذي تحول عنه .
فقد روى ابن أبي حاتم في
تفسيره بإسناد صحيح عن سفيان بن عيينة وهو إمام المكيين في زمانه قال : «
كان المقام في سقع البيت على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فحوله عمر
إلى مكانه بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وبعد قوله تعالى :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال : ذهب السيل به بعد تحويل عمر إياه من موضعه ، فرده عمر إليه» .
وقد كان مقام إبراهيم محاطًا بالاهتمام من قبل الخلفاء والملوك والحكام
والأمراء ، فكان أول من حلاه الخليفة المهدي سنة 160هـ ، حيث بعث بألف
دينار ؛ لتضبيب المقام بالذهب .
وفي عهد أمير المؤمنين جعفر المتوكل
على الله سنة 236هـ ، جعل ذهبًا فوق الذهب بأحسن منه عملا . وكذلك في سنة
251هـ في خلافة المتوكل . وفي سنة 256هـ من عامل مكة علي بن الحسن العباسي
.
وذكر الأزرقي أن المقام في عصره كان في حوض من ساج مربع حوله رصاص
مُلَبَّن به ، وعلى الحوض صفائح رصاص ملبس بها ، ومن المقام في الحوض
أصبعان ، وعلى المقام صندوق ساج مسقف ، ومن وراء ملبن ساج في الأرض في
طرفيه سلسلتان تدخلان في أسفل الصندوق ، ويقفل فيهما قفلان . ومثله وصف
الفاكهي أيضًا .
ووصف الفاسي المقام على ما كان في عهده (في القرن
التاسع) ، قال : « أما صفة الموضع المشار إليه فإنه الآن قبة عالية من خشب
ثابتة قائمة على أربعة أعمدة دقاق ، حجارة منحوتة بينهما أربعة شبابيك من
حديد من الجهات الأربعة ، ومن الجهة التي يدخل إلى المقام ، والقبة مما
يلي المقام منقوشة مزخرفة بالذهب مما يلي السماء مبيضة بالنورة ، وأما
موضع المصلى الآن فإنه ساباط مزخرف على أربعة أعمدة ، فهما عمودان عليهما
القبة ، وهو متصل بها ، وهو مما يلي الأرض منقوش مزخرف بالذهب ، ومما يلي
السماء مبيض منور ، وأحدث وقت صنع فيه ذلك شهر رجب سنة عشر وثمانمائة ،
واسم الملك الناصر فرج صاحب الديار المصرية والشامية مكتوب فيه بسبب هذه
العمارة ، واسم الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحي صاحب مصر مكتوب في
الشباك الشرقي في هذا الموضع لسبب عمارته له في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة
، والمقام بين الشبابيك الأربعة الحديد في قبة من حديد ثابت في الأرض
برصاص مصبوب ، بحيث لا يستطاع قلع القبة الحديد التي فوقه إلا بالمعاول
وشبهها » .
وقد جددت قبة المقام في سنة (900هـ) وفي سنة (915هـ ) وفي
سنة (1001هـ) وفي سنة (1049هـ) وفي سنة (1072هـ) وفي سنة (1099هـ) وفي سنة
(1102هـ) وفي سنة (1133هـ) .
وجرت العادة من زمن سلاطين آل عثمان من
حيث قاموا بعمل كسوة الكعبة المعظمة أنهم كانوا يكسون مقام إبراهيم بكسوة
سوداء مطرزة بأسلاك الفضة المموهة بالذهب على شكل ستارة باب الكعبة
والحزام ، وتوضع هذه الكسوة على التابوت الخشبي الذي هو داخل الشباك
الحديد فوق حجر المقام .
وبقي المقام على هيئته الأخيرة إلى سنة (1387هـ) حيث تم إزالة المقصورة التي عليه وجعله في غطاء بلوري .
ففي عهد الملك فيصل رحمه الله كانت هناك آراء بنقل مقام إبراهيم عليه
السلام إلى الخلف ؛ ليحصل بذلك توسعة على الطائفين ، وكانت هناك آراء
مخالفة بعدم نقله من مكانه ، فأحيلت المسألة إلى المجلس التأسيسي لرابطة
العالم الإسلامي ، الذي اتخذ في جلسته الحادية عشرة المنعقدة بتاريخ
25/12/1384هـ قرارًا ، والذي جاء في مقدمة نصه : « تفاديًا لخطر الزحام
أيام موسم الحج ، وحرصًا على الأرواح البريئة التي تذهب في كل سنة تحت
أقدام الطائفين ، الأمر الذي ينافي سماحة الشريعة الإسلامية ويسرها ، وعدم
تكليفها النفس البشرية أكثر مما في وسعها ، يقرر المجلس الموافقة على
المشروع الآتي ورفعه إلى الجهات السعودية » .
وتحقيقًا للقرار هدم
البناء القائم على المقام ، وجعل في غطاء مقبب من البلور الشفاف الثمين
(كريستال) ؛ ليسهل من خلاله رؤية حَجَر المقام وآثار قدمي إبراهيم عليه
السلام . وقد غلف الغطاء البلوري بشبكة معدنية مذهبة تحمل قبة لطيفة صغيرة
وهلالاً في أعلاه . وقاعدة المقام على بناء بيضاوي من الخراسانة المسلحة
مكسوة بالرخام الأسود في مترين مربعًا .
وهو المشاهد اليوم ، بحيث لم يتحول عن مكانه الذي كان فيه ، منذ عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وفي عصر يوم السبت 18 رجب 1387هـ أزاح الستار عن المقام بغطائه البلوري
جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله في حفل بهيج بهذه المناسبة .
وفي عهد خـادم الحرمين الشريفين الملك فهـد بن عبد العزيز رحمه الله ،
وبناء على توجهياته بالأمر السامي الكريم رقم (14318) وتاريخ 25/9/1417هـ
تم الشروع في ترميم محـل مقام إبراهيم عليه السلام . وفي هذا الترميم تم
استبدال الهيكل المعدني الذي كان مركبًا على مقام إبراهيم عليه السلام
بهيكل آخر جديد مصنوع من نحاس ذي جودة عالية ، كما تم تركيب شبك داخلي
مطلي بالذهب ، وتم استبدال كساء القاعدة الخرسانية للمقام التي كانت مصنعة
من الجرانيت الأسود ورخام من وادي فاطمة بقاعدة أخرى ، مصنعة من رخام
كرارة الأبيض الصافي ، والمحلى بالجرانيت الأخضر ؛ ليماثل في الشكل رخام
الحِجِر ، وشكل الغطاء البلوري مثل القبة نصف الكرة، ووزنه (1.750) كجم،
وارتفاعه (1.30) م ، وقطره من الأسفل (40) سم ، وسمكه (20) سم من كل
الجهات ، وقطره من الخارج من أسفله (80) سم ، ومحيط دائرته من أسفله
(2.51)م .
وقد أصبح محل المقام بعد هذه التحسينات انسيابيًا وقبل ذلك
كان مضلعًا. وقد شملت التحسينات الهيكل والقبة والهلال إضافة إلى القاعدة
الخرسانية، وقد تمت هذه الترميمات مع الحرص الشديد على عدم تحريك المقام
من موقعه .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty بئر زمزم

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:55 pm


بئر زمزم
بئر
زمزم تقع شرق الكعبة المشرفة بصحن المطاف محاذية للملتزم ، وهي بئر قديمة
العهد ترجع إلى زمن إسماعيل عليه السلام . لما ترك هاجَرَ عليها السلام
زوجُها إبراهيمُ عليه السلام مع طفلها ، في واد لا زرع فيه ولا ماء ، قالت
له : آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم . قالت : إذن لا يضيعنا . آنست بالله في
الظلماء ، حتى نفد ما لديها من زاد وماء ، والطفل يتلوى حولها ، تسعى
فتبحث عن الماء ، مهرولة بين الصفا والمروة ، وإذا بجبريل عليه السلام
يحمل الأمن إليها مسرعًا ، يبحث بعقبه في الأرض ، فينبثق الماء ، فجعلت
تحوِّضه ، وتغرف منه في سقائها ، وهو يفور بعدما تغرف .
وقصة نشأة هذه البئر قصة طويلة يرويها لنا الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
« أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا ؛ لتعفي أثرها
على سارة ، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه ، حتى وضعهما
عند البيت ، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ أحد ،
وليس بها ماء ، فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر ، وسقاء فيه ماء
، ثم قفى إبراهيم منطلقًا ، فتبعته أم إسماعيل ، فقالت : يا إبراهيم أين
تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارًا
، وجعل لا يلتفت إليها ، فقالت له : آلله الذي أمرك بهذا ؟ قال : نعم .
قالت : إذن لا يضيعنا ، ثم رجعت ، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية
حيث لا يرونه ، استقبل بوجهه البيت ، ثم دعا بهؤلاء الكلمات ، ورفع يديه
فقال :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
،
وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل ، وتشرب من ذلك الماء ، حتى إذا نفد ما في
السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى ، أو قال : يتلبط ،
فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها ،
فقامت عليه ، ثم استقبلت الوادي تنظر ، هل ترى أحدًا ، فلم تر أحدًا ،
فهبطت من الصفا ، حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ، ثم سعت سعي
الإنسان المجهود ، حتى جاوزت الوادي ، ثم أتت المروة ، فقامت عليها ،
ونظرت هل ترى أحدًا ، فلم تر أحدًا ، ففعلت ذلك سبع مرات ، قال ابن عباس :
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فذلك سعي الناس بينهما ، فلما أشرفت
على المروة سمعت صوتًا ، فقالت : صه ، تريد نفسها ، ثم تسمعت ، فسمعت
أيضًا ، فقالت : قد أسمعت إن كان عندك غواث ، فإذا هي بالملك عند موضع
زمزم ، فبحث بعقبه ، أو قال : بجناحه حتى ظهر الماء ، فجعلت تحوضه ، وتقول
بيدها هكذا ، وجعلت تغرف من الماء في سقائها ، وهو يفور بعد ما تغرف، قال
ابن عباس : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يرحم الله أم إسماعيل لو
تركت زمزم ، أو قال : لو لم تغرف من الماء ، لكانت زمزم عينًا معينًا ،
قال : فشربت ، وأرضعت ولدها ، فقال لها الملك : لا تخافوا الضيعة ، فإن ها
هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه ، وإن الله لا يضيع أهله ، وكان البيت
مرتفعًا من الأرض كالرابية ، تأتيه السيول ، فتأخذ عن يمينه وشماله ،
فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم ، أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق
كداء ، فنزلوا في أسفل مكة ، فرأوا طائرًا عائفًا ، فقالوا : إن هذا
الطائر ليدور على ماء ، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء ، فأرسلوا جريا أو
جريين ، فإذا هم بالماء ، فرجعوا فأخبروهم بالماء ، فأقبلوا ، قال : وأم
إسماعيل عند الماء ، فقالوا : أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت : نعم ،
ولكن لا حق لكم في الماء ، قالوا : نعم » .
وبعد مدة من الزمن نضب البئر ، واندرست معالمه ، ولم يعلم مكانه ، إلى أن قدر الله أن يجريه على أيدي عبد المطلب .
فقد روى البيهقي في دلائل النبوة بإسناد صحيح عن علي بن أبي طالب رضي الله
عنه ، وهو يحدث حديث زمزم ، قال : «بينا عبد المطلب نائم في الحجر أتي ،
فقيل له : احفر برة ، فقال : وما برة ؟ ثم ذهب عنه ، حتى إذا كان الغد نام
في مضجعه ذلك ، فأتي فقيل له : احفر المضنونة ، قال: وما مضنونة ؟ ثم ذهب
عنه ، حتى إذا كان الغد عاد ، فنام في مضجعه ذلك ، فأتي فقيل له : احفر
طيبة ، فقال : وما طيبة ؟ ثم ذهب عنه ، فلما كان الغد عاد ، فنام بمضجعه ،
فأتي فقيل له: احفر زمزم ، فقال : وما زمزم ؟ فقال : لا تنزف ولا تذم ، ثم
نعت له موضعها، فقام يحفر حيث نعت له ، فقالت له قريش : ما هذا يا عبد
المطلب ؟ فقال : أمرت بحفر زمزم ، فلما كشف عنه ، وبصروا بالظبي ، قالوا :
يا عبد المطلب : إن لنا حقا فيها معك ، إنها لبئر أبينا إسماعيل ، فقال :
ما هي لكم ، لقد خصصت بها دونكم ، قالوا : فحاكمنا ، قال : نعم ، قالوا :
بيننا وبينك كاهنة بني سعد بن هذيم ، وكانت بأشراف الشام . قال : فركب عبد
المطلب في نفر من بني أبيه ، وركب من كل بطن من أفناء قريش نفر ، وكانت
الأرض إذ ذاك مفاوز فيما بين الشام والحجاز ، حتى إذا كانوا بمفازة من تلك
البلاد فني ماء عبد المطلب وأصحابه ، حتى أيقنوا بالهلكة ، فاستسقوا القوم
، قالوا : ما نستطيع أن نسقيكم ، وإنا لنخاف مثل الذي أصابكم ، فقال عبد
المطلب لأصحابه : ماذا ترون ؟ قالوا: ما رأينا إلا تبع لرأيك ، فقال : إني
أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرة بما بقي من قوته ، فكلما مات رجل منكم دفعه
أصحابه في حفرته ، حتى يكون آخركم يدفعه صاحبه ، فضيعة رجل أهون من ضيعة
جميعكم ، ففعلوا ، ثم قال : والله إن إلقاءنا بأيدينا للموت ، لا نضرب في
الأرض ونبتغي لعل الله عز وجل أن يسقينا عجز . فقال لأصحابه : ارتحلوا ،
قال : فارتحلوا وارتحل ، فلما جلس على ناقته ، فانبعثت به ، انفجرت عين من
تحت خفها بماء عذب ، فأناخ وأناخ أصحابه ، فشربوا وسقوا واستقوا ، ثم دعوا
أصحابهم : هلموا إلى الماء ، فقد سقانا الله تعالى ، فجاءوا ، واستقوا
وسقوا ، ثم قالوا : يا عبد المطلب قد والله قضي لك ، إن الذي سقاك هذا
الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم ، انطلق فهي لك ، فما نحن بمخاصميك
» .
أسماء زمزم :
ماء زمزم هو علم لهذه البئر ، وقد نقل
ابن منظور في لسان العرب عن ابن بري اثني عشر اسمًا لزمزم ، فقال : «
زَمْزَمُ ، مَكْتُومَةُ ، مَضْنُونَةُ ، شُباعَةُ ، سُقْيا الرَّواءُ ،
رَكْضَةُ جبريل ، هَزْمَةُ جبريل ، شِفاء سُقْمٍ ، طَعامُ طُعْمٍ ، حَفيرة
عبد المطلب » .
وقال ياقوت في معجم البلدان : « ولها أسماء وهي : زمزم
، وزَمَمُ ، وزُمّزْمُ ، وزُمازمُ ، وركضة جبرائيل ، وهزمة جبرائيل ،
وهزمة الملك ، والهزمة ، والركضة - بمعنى وهو المنخفض من الأرض ، والغمزة
بالعقب في الأرض يقال لها: هزمة- وهي سُقيا الله لإسماعيل عليه السلام ،
والشباعة ، وشُبَاعةُ ، وبرَة ، ومضنونة ، وتكتمُ ، وشفاءُ سُقم ، وطعامُ
طعم، وشراب الأبرار ، وطعام الأبرار، وطيبة » .
وذكر الفاسي في فصل ذكر أسماء زمزم ؛ أسماء أخرى كثيرة .
وهذه الأسماء الكثيرة ترجع إلى الصفات المتعلقة بماء زمزم أو بئرها ، وورد في الأحاديث المرفوعة وغيرها من الآثار بعض هذه الصفات .
وعلى كل حال فإن كثرة الأسماء للشيء تدل على عظم شأنه وفضله .
فضائل ماء زمزم :
ماء
زمزم خير ماء على وجه الأرض : قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال رسول
الله - صلى الله عليه - : « خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، فيه طعام
الطعم ، وشفاء السقم » رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه .
ماء زمزم
نبع في أقدس بقعة على وجه الأرض : عند بيت الله الحرام ، وقرب الركن
والمقام ، وقد اختار رب العزة هذا المكان عند بيته المعظم ؛ ليكون سقيا
لحجاج بيت الله الحرام وعماره وزواره وجيرانه .
ماء زمزم طعام طُعم : قال الإمام القرطبي عند تفسير قوله تعالى : ?
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
?
قال : « أرسل الله الملك فبحث عن الماء ، وأقامه مقام الغذاء » . وفي حديث
طويل لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه حين جاء إلى مكة ودخل الحرم ، وبقي
ثلاثين يومًا ، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « متى كنت هنا ؟
قال: قلت : قد كنت ههنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوم ، قال : فمن كان يطعمك ؟
قال : قلت : ما كان لي طعام إلا ماء زمزم ، فسمنت حتى تكسرت عُكَنُ بطني ،
وما أجد على كبدي سخفة جوع ، قال - صلى الله عليه وسلم -: إنها مباركة ،
إنها طعام طعم » رواه مسلم . قال ابن القيم في كتابه زاد المعاد : «
وشاهدت من يتغذى به- ماء زمزم – الأيام ذوات العدد ، قريبًا من نصف الشهر
وأكثر ، ولا يجد جوعًا ، ويطوف مع الناس كأحدهم ، وأخبرني أنه ربما بقي
عليه أربعين يومًا» انتهى.
ماء زمزم شفاء من السقم : لما ورد آنفًا من
حديث ابن عباس « ... وشفاء من السقم » . فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم
يشربون من ماء زمزم ، ويصبون على رؤوسهم ووجوههم ، ويدعون الله عز وجل بما
شاءوا ، وقد أثر عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان إذا شرب من ماء زمزم
قال: « اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا ، وشفاءً من كل داء» .
ماء زمزم لما شُرب له : فقد ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « ماء زمزم لما شُرب له » .
قال الحكيم الترمذي : «هذا جار للعباد على مقاصدهم وصدقهم في تلك المقاصد
والنيات ، لأن الموحد إذا رابه أمرٌ فشأنه الفزع إلى ربه ، فإذا فزع إليه
، واستغاث به وجد غياثًا ، وإنما يناله العبد على قدر نيته » . وذكر
الشوكاني في نيل الأوطار : أن لفظ (ما) في قوله - صلى الله عليه وسلم - :
« لما شرب له » من صيغ العموم ، فتعم أي حاجة دنيوية أو أخروية .
من
السنة حمل ماء زمزم من مكة إلى الآفاق : فقد كان يحمله رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - ويأمر بحمله في الأداوي والقرب ، وكان يصبه على المرضى
ويسقيهم . وفضيلة ماء زمزم حاصلة بإذن الله تعالى سواء كان في موضعه أو
منقولاً إلى مكان آخر ، فإن فضله لعينه ، لا لأجل البقعة التي هو فيها .
من السنة الشرب من ماء زمزم وصبه على الرأس والوضوء به : فقد ورد سنية
الشرب من ماء زمزم عند الفراغ من الطواف بالبيت وقبل البدء بالسعي ، وسنية
صبه على الرأس . وكذا سنية شرب ماء زمزم عند الفراغ من أداء المناسك .
غُسل بماء زمزم قلب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : فقد شُقّ صدره
الشريف - صلى الله عليه وسلم - أربع مرات كما في صحيح البخاري : مرة وهو
ابن أربع سنوات وكان عند مرضعته حليمة السعدية ، ومرة وهو ابن عشر سنوات ،
ومرة حين نبئ عند مجيء جبريل عليه السلام بالوحي إليه ، ومرة رابعة ليلة
الإسراء والمعراج حين عرج به إلى السماء الدنيا . وفي ذلك كله حكم عظيمة ،
فقد خص الله تعالى ماء زمزم ليغسل به قلب الحبيب المصطفى - صلى الله عليه
وسلم - ، ولم يغسل إلا به لأنه أفضل المياه .
صفة بئر زمزم وذرعها :
وذكر
الأزرقي واصفًا بئر زمزم في عصره قائلاً : « كان ذرع زمزم من أعلاها إلى
أسفلها ستين ذراعًا ، وفي قعرها ثلاث عيون ، عين حذاء الركن الأسود ، وعين
حذاء أبي قبيس والصفا ، وعين حذاء المروة » .
ويلتقي هذا مع ما خلصت
إليه الدراسات الحديثة بأن بئر زمزم يستقبل مياهه من صخور قاعية من العصور
القديمة عبر ثلاثة تصدعات صخرية تمتد من تحت الكعبة المشرفة ، ومن جهة
الصفا ، ومن جهة المروة ، وتجتمع في البئر .
ففي سنة 1399هـ لما تم
تنظيف البئر بأمر الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله بواسطة بعض الغواصين
، كتب المهندس يحيى كوشك كتابًا عن زمزم ، قيد فيه مشاهداته داخل البئر ،
فقال : « تبين بالمشاهدة أن هناك مصدرين أساسيين فقط ، أحدهما تجاه الكعبة
، والآخر تجاه أجياد ، أما المصدر الثالث الذي قالت الروايات التاريخية
أنه في جهة جبل أبي قبيس والصفا ، فقد وجدت بدلا منه تلك الفتحات الصغيرة
بين أحجار البناء وعددها (12) فتحة».
وقد ذكر ابن جبير في رحلته
لمكة المكرمة ، قال : « وتنور البئر المباركة في وسطها مائل عن الوسط إلى
جهة الجدار الذي يقابل البيت الكريم » .
ويلتقي هذا مع ما أفاد به
المهندس يحيى كوشك : أن البئر في الوقت الحاضر منحرف ومائل إلى اتجاه
الكعبة إلى حد أن الغواص ما كان يستطيع مشاهدة فوهة البئر من قاع البئر .
أما عن ذرع بئر زمزم فيقول الأزرقي : « أنا صليت في قعرها ، فغورها من
رأسها إلى الجبل أربعون ذراعًا (22.45م) ، ذلك كله بنيان ، وما بقي فهو
جبل منقور ، وهو تسعة وعشرون ذراعًا (16.28م)... وعلى البئر ملبن ساج مربع
فيه اثنتا عشرة كرة يستقى عليها » .
ويلتقي هذا أيضًا مع ما ذكره
يحيى كوشك حيث قال : إن جدار البئر من الداخل محكم التلييس بعمق (14.80م)
من فوهة البئر ، وتحت هذا العمق يوجد فتحتان لتغذية البئر : أحدهما متجهة
إلى جهة الكعبة المشرفة ، والثانية إلى أجياد ، ثم يــأتي جــزء منقور في
الجبل بعمق (17.20سم) .
وهذه الفروق في القياس قليلة جدًّا ، وذلك
يعود إلى أن البئر الآن تحت سطح المطاف ، بينما في السابق كانت فوق سطح
أرض المطاف وعليه كان القياس.
عمارة بئر زمزم :
قد عني
الخلفاء والملوك والحكام على مر العصور ببئر زمزم عناية كبرى، فقاموا
بعمارتها ، وأدخلوا عليها من التحسينات ما يليق بمكانتها . وقد سجل لنا
التاريخ ما حظيت به بئر زمزم من الاهتمام ، لا سيما ذلك الولع من الخلفاء
العباسـيين الذين أنيطت بهم السـقاية منذ عهد جدهم العباس بن عبد المطلب -
رضي الله عنه - .
فعن عمارتها قديمًا ، ينقل لنا الأزرقي شيئًا من ذلك قائلا :
« وأول من عمل الرخام على زمزم وعلى الشباك وفرش أرضها بالرخام أبو جعفر
أمير المؤمنين في خلافته ، ثم عملها المهدي في خلافته ، ثم غيره عمر بن
فرج الرخجي في خلافة أبي إسحاق المعتصم بالله أمير المؤمنين سنة عشرين
ومائتين ، وكانت مكشوفة قبل ذلك إلا قبة صغيرة على موضع البئر ، وفي ركنها
الذي يلي الصفا على يسارك كنيسة على موضع مجلس ابن عباس رضي الله عنه ،
غيرها عمر بن فرج فسقف زمزم كلها بالساج المذهب من داخلها ، وجعل عليها من
ظهرها الفسيفساء ، وأشرع لها جناحا صغيرا كما يدور تربيعها ، وجعل في
الجناح كما يدور سلاسل فيها قناديل يستصبح فيها في الموسم ، وجعل على
القبة التي بين زمزم وبين بيت الشراب الفسيفساء ، وكانت قبل ذلك تزوق في
كل موسم ، عمل ذلك كله في سنة عشرين ومائتين » .
وقد أطال الفاسي في
وصف عمارة البئر في عصره (أوائل القرن التاسع) ، فمما قاله : «وزمزم الآن
داخل بيت مربع في جدرانه تسعة أحواض للماء ، تملأ من بئر زمزم ؛ ليتوضأ
الناس منها ، وفي الحائط المقابل للكعبة شبابيك ، وفوق هذا البيت ظلة
للمؤذنين ، ولم أدر من أقام ذلك على هذه الصفة » .
.
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty بئر زمزم

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 4:57 pm

ويصف إبراهيم رفعت
باشا بئر زمزم في عصره (أوائل القرن الثالث عشر)، قائلاً : «هذه البئر تقع
جنوبي مقام إبراهيم ، بحيث إن الزاوية الشمالية الغربية من البناء القائم
عليها محاذية للحجر الأسود على بعد 18 م ، وماؤها طعمه قيسوني، والبناء
القائم عليها مربع من الداخل طول ضلعه5.25م ، وهو مفروش بالرخام، وهذا
البناء طبقتان : في الأولى منهما خدمة البئر ، وفي الثانية خدمة من
الخصيان (الأغوات) ، ويصعد إليه من يريد الاستحمام على سلم من الخشب » .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وكذا يصف باسلامة عمارة البئر في عصره (منتصف القرن الرابع عشر ) ، قائلاً
: « أما حالة بئر زمزم التي عليها اليوم ، فهو بئر مدور الفوهة عليه قطعة
من الرخام المرمر على قدر سعة فمه ، ويبلغ ارتفاعها عن بلاط الأرض التي
حول البئر من داخل القبة ذراعين ونصف ذراع اليد أو (120سم) تقريبًا . وأرض
بيت زمزم أو داخل قبة زمزم مفروش بالرخام الأبيض ، ويحيط بفم البئر أعلاه
درابزين معمول من الحديد الثخين ، وفوق الدرابزين شبكة من حديد وضعت فوق
ذلك الدرابزين سنة (1332هـ) ، وكان السبب في وضعها هو أن رجلاً من الأفغان
ألقى بنفسه في بئر زمزم ، فلما أخرج اهتمت الحكومة التركية لذلك الحادث ،
وخشيت من تكراره ، فارتأت أن تعمل حائلاً يمنع كل من أراد أن يلقي نفسه في
البئر ، فتقرر عمل الشبكة المذكورة وقاية لذلك ، ووضعت بسرعة، وقد شاهدت
ذلك بنفسي .
وأما البناء القائم على بئر زمزم ، فهو بناء مربع الشكل
من الداخل طول كل ضلع منه 11 ذراعًا بذراع اليد ، وسطح البئر مغموس بالحجر
والنورة ، وفي الجهة الشرقية باب قبة زمزم ، وعلى جناح الباب الشمالي طاقة
عليها شباك ثخين ، وكان في جدار الطاقة سبيل قديم ، ثم أبطل عمله ، وكذلك
على جناح الباب الجنوبي طاقة عليها شباك ثخين ، وكان أيضًا في جدار الطاقة
سبيل قديم قد أبطل عمله ، ومن الجهة الشمالية ثلاثة منافذ عليها ثلاثة
شبابيك ، لكل منفذ شباك ، ومن الجهة الغربية مما يلي الكعبة المعظمة ثلاث
منافذ ، ولكل منفذ شباك ثخين ، وعلى نصف سطح البئر من الجهة الغربية
المقابلة للكعبة منافذ ، ولكل منفذ شباك ثخين ، وعلى نصف سطح البئر من
الجهة الغربية المقابلة للكعبة المعظمة مظلة قائمة على أربع متر ، بنيت في
النصف الأمامي من سطح البئر ، وعلى أربع أساطين لطاف ، وضعت اثنتان منها
على جدار البئر الأمامي مما يلي الكعبة المعظمة ، واثنتان على حد منتصف
البئر من الجهة الشرقية » .
أما عن عمارته في العهد السعودي الزاهر ،
فقد كان إلى وقت قريب تُستخدم الدلاء لاستخراج ماء زمزم من البئر ، حتى
أمر الملك عبد العزيز رحمه الله بتركيب مضخة عام 1373هـ تضخ ماء زمزم إلى
خزانين علويين من الزنك ، ووُصِّل بكل خزان اثنا عشر صنبورًا موزعة حول
البئر ؛ لاستخدامها إلى جانب الدلاء حسب الرغبة ، ثم أزيلت المباني
المقامة على البئر .
وفي سنة 1382هـ صدر الأمر السامي الكريم من الملك
سعود بتوسيع المطاف ، فخفضت فوهة البئر أسفل المطاف في قبو عمقه (2.7) م ،
يتم النـزول إليه بدرج ينقسم إلى قسمين : أحدهما للرجال ، والآخر للنساء ،
وبهذا تكون قد انتهت مرحلة الدلاء نهائيًا ، واستبدلت بالصنابير، وتم
تطوير البئر إلى أبدع ما يكون، وتم ذلك عام 1383هـ.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفي عام 1399هـ صدر أمر الملك خالد رحمه الله بتنظيف بئر زمزم على أحدث
الطرق وأتم وجه بواسطة غواصين متمرسين ، وكان هذا العمل من أعظم أعمال
التنظيف في تاريخ بئر زمزم ، ونتج عنه أن فاضت البئر بفضل الله بماء أغزر
مما كان بكثير .
وأصبح ماء زمزم متاحًا في كل أنحاء الحرم المكي
الشريف من خلال البئر نفسه ، وبواسطة حافظات (ترامس) موزعة بشكل متناسق في
كل أنحاء الحرم يصل عددها وقت الذروة في المواسم إلى 13.800،إضافة إلى
المشربيات المنتشرة في الحرم والساحات المحيطة به،حيث وصل عدد الصنابير
بها إلى 1073 صنبورًا، إضافة إلى مجمعات زمزم خارج الحرم لملء الجوالين ،
وسبيل الملك عبد العزيز رحمه الله بمنطقة كدي ، وقد كان هناك مصنع خاص
لصناعة الثلج من ماء زمزم الذي يوضع في ماء زمزم لتبريده،ثم تم تبريد ماء
زمزم آلياً بما يكفي حاجة رواد المسجد الحرام، واستغني عن تصنيع الثلج.
وحرصًا من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على نظافة
ماء زمزم وخلوه من الملوثات فقد أمنت مختبرًا ؛ لتحليل ماء زمزم ، يقع على
سطح الحرم المكي الشريف ، ترفع نتائجه للرئاسة أولاً بأول ، كما يتولى
المختبر الإشراف على جميع مراحل تعقيم ماء زمزم ، حيث شيد عام 1395هـ مبنى
خاص للتعقيم قرب المسجد الحرام يصل إليه ماء زمزم عبر أنابيب خاصة ، تسلط
عليها الأشعة فوق البنفسجية لتنقيته وقتل البكتريا ، وهذه الطريقة يُضمن
بها عدم إضافة أي مواد كيميائية ، كما أنها لا تتسبب في تغيير طعم ماء
زمزم أو لونه أو رائحته ، حيث يحتفظ بجميع خواصه وتركيبه الكيميائي .
وفي عام 1424هـ وفي عهد خادم الحرمين الشريفين ارتأت الدراسات الخاصة
بالمسجد الحرام ضرورة تغطية مداخل قبو زمزم للاستفادة القصوى من صحن
المطاف الذي يئن في فترات الزحام بالمعتمرين والحجاج ، وتسهيلاً عليهم
وحفاظًا على سلامتهم ؛ تم ذلك بتسقيف مداخل القبو المؤدية للبئر ، وتنحية
نوافير الشرب إلى جانب صحن المطاف ، حيث أدت هذه الأعمال إلى زيادة صحن
المطاف بمقدار (400) متر مربع مما أدى إلى استيعاب أكبر عدد من المصلين،
وسهل حركة الطواف حول الكعبة،وقد وضعت المشربيات بقسميها -الرجال والنساء-
تحت الأروقة الجديدة التي تم إنشاؤها ضمن أعمال مشروع توسعة المطاف
بالمسجد الحرام الذي تحدثنا عنه آنفًا .
ومن الجدير بالذكر أن البئر
تضخ ما بين (11) إلى (18.5) لترًا في الثانية . فقس على هذا ، كم ضخت
البئر من مياه منذ نبشها بعقبه جبريل لإسماعيل وأمه هاجر عليهم السلام!!
وكم أروت وتُرْوي أجيالاً وأجيالاً من البشر !! يرتوي منها حجاج بيت الله
وزواره من جميع أصقاع الأرض ، ويحملون منها إلى بلدانهم؛ كي يستمتعوا
بريِّها ، إنهم حين يشربون ماءها ، يتذكرون به أجمل وأحلى أيامهم ،
ويهادون بها أحبابهم ، إنها آية من آيات الله البينات ، إنها خير ماء على
وجه الأرض ، كما أخبر ابن عباس رضي الله عنهما عن المصطفى - صلى الله عليه
وسلم - .
معلومات عن ماء زمزم :
تتولى إدارة سقيا زمزم
بالمسجد الحرام منذ إنشائها عام 1400هـ الإشراف على بئر زمزم وتوفير مياه
زمزم المبردة والعادية في الحافظات (الترامس) ، وتعمل على نظافتها ،
وتزويدها بما يلزم من الأكواب البلاستيكية ، كما تقوم بنظافة وغسيل
المشربيات والأكواب المعدنية ومتابعة درجة البرودة في المشربيات .
وحرصاً على نظافة مياه زمزم وخلوها من الملوثات أمَّنت الرئاسة العامة
لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مختبرًا لتحليل مياه زمزم يتولى
الإشراف على جميع مراحل تعقيم مياه زمزم ، وكذا متابعة ملء سيارات
الصهاريج الناقلة لمياه زمزم والمخصصة للمسجد النبوي الشريف ، حيث يزود
المسجد النبوي بمياه زمزم على مدار الساعة من محطات التعبئة بسبيل الملك
عبد العزيز بكدي .
ويتم تعقيم مياه زمزم بالأشعة فوق البنفسجية دون
إضافة أي مواد كيماوية ، ويصل مستوى التعقيم من البكتيريـا والفيروسات إلى
نسبة ( 99.77% ) ، والكيلو واط الواحد من الكهـرباء يقوم بتعقيم (12000)
جالون من الماء .
ومن مميزات طريقة التعقيم هذه ضمان عدم تغير لون ماء زمزم أو طعمه أو رائحته .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والأشعة
فوق البنفسجية هي طاقة ضوئية تنتج من مصابيح زئبقية منخفضة الضغط محمية
بأنواع خاصة من الزجاج ، تسمح للضوء بالمرور ، وأما عن كيفية قضائها على
البكتريا والفيروسات ؛ فإنه عندما تسلط الأشعة فوق البنفسجية على
البكتيريا والفيروسات وغيرها من الأحياء الدقيقـة ، فإنها تخترق الغلاف
الخارجي وتدمر الحمض النووي[D.N.A] للجراثيم والفيروسات .
وطريقة عمل
جهاز الأشعة فوق البنفسجية يتم بإدخال المياه إلى أسطوانة توجد بداخلها
المصابيح ( اللمبات ) المولدة للأشعة فوق البنفسجية ، ويعتمد عدد اللمبات
الموجودة داخل الأسطوانة على حجم الأسطوانة وكمية المياه المراد تعقيمها ،
ويتم دخول المياه وخروجها بسرعة معينة محسوبة كافية لقتل الجراثيم
والفيروسات .
وحفاظا على سلامة مياه زمزم تتخذ مجموعة من الإجراءات تتلخص فيما يلي :
- تضخ مياه زمزم المباركة من بئر زمزم في دائرة مغلقة عبر مواسير لا تصدأ
(استانليس استيل ) إلى خزانات مغلقة تمامًا معالجة كيميائيًّا لمنع حدوث
أي تفاعل كيميائي أو أي نشاط بكتريولوجي بين مكونات مياه زمزم ، والخزانات
مارة قبل تخزينها بمرشحات ( فلاتر ) تحجز الرمال والشوائب ، ثم تمر على
أجهزة التعقيم المبدئية .
- عند ضخ ماء زمزم المبارك من الخزان إلى
المسجد الحرم لاستعمالها يتم مرورها من خلال مرشحات (فلاتر) لحجز أي رواسب
، ثم يجري تعقيمها بالأشعة فوق البنفسجية مرة أخرى ؛ لتنقل إلى الحرم
المكي الشريف عبر مواسير لا تصدأ ( استانليس استيل ) .
- يتم إجراء
التحاليل اللازمة لمياه زمزم في مختبرات الرئاسة المخصصة لتحاليل مياه
زمزم ( كيميائيا وبكتريولوجيا ) قبل استعمالها من قبل مرتادي بيت الله
الحرام ، وذلك للكشف عن أي ملوثات كيمائية أو بكترولوجية .
- اشتراط
توفر شهادات صحية لجميع العاملين في مجال السقيا معتمدة من قبل وزارة
الصحة بقسم الطب الوقائي ، وذلك للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية .
- نظافة القواعد التي توضع عليها الحافظات بصفة مستمرة بإشراف الإدارة.
- تعبئة الحافظات وتوزيعها في أرجاء المسجد الحرام والساحات بعد التأكد من نظافتها .
- تبديل الكاسات المستعملة ووضع كاسات بلاستكية جديدة بدلاً منها .
- صيانة ونظافة الخزانات حسب جدولة أسبوعية وشهرية وموسمية تنظم وفق الخطة المتبعة ، وبأفضل الأساليب والوسائل المطلوبة .
ويصل عـدد الحـافظات بالمسجد الحرام إلى أكثر من (14000) حافظة تزيد في
شهر رمضان المبارك وموسم الحج وفصل الصيف من كل عـام ، إضافة إلى
المشربيات المنتشرة بالمسجـد الحرام والساحات المحيطة به ، ويبلغ عـدد
صنابير سقيا زمزم ( 1073 ) صنبوراً إضافة إلى ( 223 ) برميلاً ، يتم
توفيرها في رمضان وموسم الحج .
ويتم تبريد مياه زمزم بمحطة التبريد
الموجودة مقابل باب الفتح التي تم إنشاؤها عام 1404هـ ، وقبل ذلك كان يتم
تبريد مياه زمزم بواسطة قوالب الثلج المصنعة من ماء زمزم .
ولا تقتصر
خدمات السقيا على المسجد الحرام وساحاته ؛ بل يتم توزيع مياه زمزم على
الراغبين في نقلها إلى بيوتهم عن طريق ثلاث مجمعات : هي مجمع باب الفتح ،
ومجمع ساحة المسعى ، ومجمع سبيل الملك عبد العزيز بكدي .
وقد أنشئ
سبيل الملك عبد العزيز في عهد موحد الجزيرة العربية الملك عبد العزيز ـ
طيب الله ثراه ـ وكان داخل المسجد الحرام ، وأزيل مع توسعة المطاف ، ثم تم
تجديد إنشائه في منطقة كدي عام 1415هـ في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك
فهد بن عبد العزيز رحمه الله ، وخصص لتوزيع مياه زمزم على الراغبين ،
وتزويد المسجد النبوي يوميًا بمياه زمزم
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty أبواب المسجد الحرام

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 5:01 pm

أبواب المسجد الحرام قديمًا :
لم يكن للمسجد الحرام منذ عهد الخليل
إبراهيم عليه السلام سور يحيط به ولا أبواب خاصة به يدخل منها الناس
ويخرجون ، بل كانت الدور تحيط به من كل جانب ، تمتد بينها مسالك أو طرق
تؤدي إلى فتحات يدخل منها الناس إلى منطقة المطاف حول الكعبة المشرفة ،
وقد أطلقت بعض المصادر عليها تجاوزًا أبوابًا ، إذ لم تصبح تلك الفتحات
أبوابًا ذات كيان معماري محدد إلا بعد ظهور الإسلام .
ولم تذكر تلك
المصادر عدد هذه الأبواب ومسمياتها قبل الإسلام ، حيث أشارت إليها فقط
باسم (أبواب) عند سردها لأحداث وقعت قبل إعادة بناء قريش للكعبة المشرفة .
ومن بين تلك الإشارات أن الأعراب كانوا في الجاهلية إذا قدم أحدهم إلى مكة
للطواف بالبيت كان عليه أن يخلع ثيابه عند باب المسجد ؛ ليطوف في ثوب
يطلبه من أهل مكة، فإن لم يجد فإنه يطوف بالبيت عرياناً ( ) .
وقد
ذكرت كلمة (باب) لباب يسمى بباب بني شيبة عند ذكر أحداث بناء قريش للكعبة
المشرفة قبل البعثة النبوية ، وذلك فيما جاء عن على بن أبى طالب رضي الله
عنه عند أبي داود الطيالسي ، حيث قال : « لما انهدم البيت بعد جرهم بنته
قريش، فلما أرادوا وضع الحجر تشاجروا من يضعه . فاتفقوا أن يضعه أول من
يدخل من هذا الباب. فدخل رسول الله ? من باب بني شيبة ، فأمر بثوب فوضع
الحجر في وسطه ، وأمر كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب ، فرفعوه وأخذه
رسول الله ? فوضعه » .
وربما سموه (سكَّة) أي ممرًا أو طريقًا ، كما
جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند البيهقي في سننه قال : « لما
انهدم البيت بنته قريش ورسول الله ? يومئذ رجل شاب ، فلما أرادوا أن
يرفعوا الحجر الأسود اختصموا فيه ، فقالوا: نحكم بيننا أول رجل يخرج من
هذه السكَّة ، فكان رسول الله ? أول من خرج عليهم ، فقضى بينهم أن يجعلوه
في مرط ، ثم ترفعه جميع القبائل كلهم » .
وبعد البعثة النبوية وفي عهد
الإسلام الأول بدأت تظهر مسميات الأبواب حيث جاء في حجة النبي ? في حديث
جابر بن عبد الله الطويل قال : «... ثم خرج من الباب إلى الصفا ، فلما دنا
من الصفا قرأ : ? إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ?»
رواه مسلم . وفي رواية للطبراني في المعجم الصغير « من باب الصفا » .
وجاء اسم ( باب بني مخزوم ) كما في حديث أبي سريحة الأنصاري رضي الله عنه
عن النبي ? قال : « ... تدنو وتربو بين الركن الأسود ، وبين باب بني مخزوم
عن يمين الخارج في وسط من ذلك ... » رواه الحاكم في مستدركه ولم يخرجاه .
وقد بقي الأمر على هذا الحال في أول الإسلام ، حتى اشترى عمر ابن الخطاب
رضي الله عنه ما قَرُب من الكعبة من دور ، وأدخلها في المطاف ، وجعل حولها
جدارًا قصيرًا دون القامة .
وقد فتحت في هذا الجدار بطبيعة الحال
أبواب في محاذاة الأبواب التي كانت من قبل بين الدور ، وكانت تلك الأبواب
لا يغلق عليها مصاريع خشبية ، وبطبيعة الحال ربما كانت عبارة عن فتحات
قصيرة دون القامة بقصر الجدار ، ولا ندري عدد هذه الأبواب ، فبقدر كبر
المسجد تتعدد الأبواب .
ثم لما ازداد سكان مكة وعدد الوافدين إلى بيت
الحرام وضاق المسجد على المصلين اشترى عثمان بن عفان رضي الله عنه دورًا ،
وأضافها إلى المسجد الحرام ، وجعل للمسجد أروقة . وبناء على ذلك فقد تم
فتح أبواب في جدران المسجد الحرام على نفس امتداد الأبواب السابقة، كما
غطيت فتحات هذه الأبواب من أعلاها ، علم ذلك بالضرورة نتيجة لاستحداث
الأروقة في المسجد الحرام .
وقد شهد المسجد الحرام في العصر العباسي توسعات كبيرة في مساحته ترتب عليها زيادة في عدد أبوابه .
أبواب المسجد الحرام في عهد الخليفة المهدي (ت 169هـ) :
ومن هذه التوسعات ما ورد عن محمد بن عبد الله المنصور بن محمد المهدي
العباسي بأنه قام بالحج سنة ستين ومئة وأمر بعمارة المسجد الحرام وأن يزاد
في أعلاه ، فاشترى كثيرًا من الدور ، وزيد في المسجد مساحة كبيرة ، وهي
الزيادة الأولى له ، يقول الأزرقي :
« وكان الذي زاد المهدي في المسجد
في الزيادة الأولى أن مضى بجداره الذي يلي الوادي إذ كان لاصقًا ببيت
الشراب، حتى انتهى به إلى حد باب بني هاشم الذي يقال له: باب البطحاء على
سوق الخُلْقان، إلى حده الذي يلي باب بني هاشم الذي عليه العلم الأخضر،
الذي يسعى منه من أقبل من المروة يريد الصفا، وموضع ذلك بَيِّنٌ لمن تأمله
فكان ذلك الموضع زاوية المسجد، وكانت فيه منارة شارعة على الوادي والمسعى
»( ) .
ثم لما حج المهدي في عام أربعة وستين ومئة أمر بزيادة ثانية
للمسجد الحرام فقال : لابد لي من أن أوسعه ، حتى أوسط الكعبة في المسجد
على كل حال ، ولو أنفقت فيه جميع ما في بيوت الأموال ، وعظمت في ذلك نيته
وإرادته واشتدت رغبته وصار يلهج بعمله فكان من أكبر همه . وبالفعل قام
بعمل الزيادة وهي الثانية له ، وقد كانت من أوسع الزيادات وأعظمها ، وكان
عدد الأعمدة لهذه الزيادة أربعمائة وأربعة وثلاثين عمودًا ، وكان عدد
الأبواب في المسجد أربعة وعشرين بابًا . وقد توفي المهدي سنة تسع وستين
ومائة قبل أن تتم عمارة المسجد الحرام على الوجه الذي أراده ، وقد أكمل
عمله ابنه موسى الهادي .
أبواب المسجد الحرام في عهد المؤرخ الأزرقي (ت250هـ):
جاء في أخبار مكة للأزرقي ( ) :
« وفي المسجد الحرام من الأبواب ، ثلاثة وعشرون بابًا ، فيها ثلاثة
وأربعون طاقًا ، منها في الشق الذي يلي المسعى -وهو الشرقي- خمسة أبواب ،
وهي أحد عشر طاقًا من ذلك .
الباب الأول : وهو الباب الكبير الذي يقال
له : باب بني شيبة ، وهو باب بني عبد شمس بن عبد مناف ، وبهم كان يعرف في
الجاهلية والإسلام عند أهل مكة ، فيه أسطوانتان ، وعليه ثلاث طاقات ،
والطاقات طولها عشرة أذرع ، ووجهها منقوش بالفسيفساء ، وعلى الباب روشن
ساج منقوش مزخرف بالذهب والزخرف ، طول الروشن سبعة وعشرون ذراعًا ، وعرضه
ثلاثة أذرع ونصف ، ومن الروشن إلى الأرض سبعة عشر ذراعًا ، وما بين جدري
الباب أربعة وعشرون ذراعًا ، وجدرا الباب ملبسان برخام أبيض وأحمر ، وفي
العتبة أربع مراق داخلة ، ينزل بها في المسجد .
والباب الثاني : طاق طوله عشرة أذرع ، وعرضه سبعة أذرع ، كان فتح في رحبة في موضع في موضع دار القوارير ، وهو باب دار القوارير .
والباب الثالث : طاق واحد ، طوله عشرة أذرع ، وعرضه سبعة أذرع ، وهو باب
النبي ? كان يخرج منه ويدخل فيه من منزله الذي في زقاق العطارين ، يقال له
: مسجد خديجة بنت خويلد ، يصعد إليه من المسعى بخمس درجات .
والباب
الرابع : فيه أسطوانتان ، وعليه ثلاث طاقات ، طول كل طاقة ثلاثة عشر ذراعا
، ووجوه الطاقات وداخلها منقوشة بالفسيفساء ، وعلى الباب روشن ساج ، منقوش
بالزخرف والذهب ، طوله ستة وعشرون ذراعا ، وعرضه ثلاثة أذرع ونصف ، ومن
أعلى الروشن إلى العتبة ثلاثة وعشرون ذراعا ، وما بين جدري الباب إحدى
وعشرون ذراعا ، والجدران ملبسان رخاما أبيض وأحمر وأخضر ورخاما مموها
منقوشا بالذهب ، ويرتقى إلى الباب بسبع درجات ، وهو باب العباس بن عبد
المطلب ، وعنده علم المسعى من خارج .
والباب الخامس : وهو باب بني
هاشم ، وهو مستقبل الوادي ، وسعة ما بين جدري الباب إحدى وعشرون ذراعا ،
وفيه أسطوانتان عليهما ثلاث طاقات ، طول كل طاقة ثلاثة عشر ذراعا ، ووجوه
الطاقات وداخلها منقوش بالفسيفساء ، وعارضتا الباب ملبستان صفائح رخام
أبيض وأخضر وأحمر ورخاما منقوشا مموها ، وفوق الباب روشن ساج منقوش بالذهب
والزخرف ، طوله أربعة وعشرون ذراعا ، وعرضه ثلاثة أذرع ونصف ، ومن أعلى
الروشن إلى عتبة الباب ثلاثة وعشرون ذراعا ، وفي عتبة الباب سبع درجات إلى
بطن الوادي .
وفي الشق الذي يلي الوادي ، وهو شق المسجد اليمان ، سبع أبواب وسبع عشرة طاقا ، منها :
الباب الأول : فيه أسطوانة عليها طاقان طول كل طاق في السماء ثلاثة عشر
ذراعا ونصف ، وما بين جدري الباب أربعة عشر ذراعا وثمانية عشر إصبعا ، وفي
العتبة اثنتا عشرة درجة إلى بطن الوادي ، وهو الباب الأعلى ، يقال له :
باب بني عائذ .
والباب الثاني : فيه أسطوانة عليها طاقان طول كل طاق
ثلاثة عشر ذراعا ونصف ، وما بين جدري الباب أربعة عشر ذراعا ونصف ، وفي
العتبة اثنتا عشرة درجة في بطن الوادي ، وهو باب بني سفيان بن عبد الأسد .
والباب الثالث : وهو باب الصفا فيه أربع أساطين عليها خمس طاقات طول كل
طاقة في السماء ثلاثة عشر ذراعا ونصف ، والطاق الأوسط أربعة عشر ذراعا،
ووجوه الطاقات وداخلها منقوش بالفسيفساء ، وأسطوانتا الطاق الأوسط من
أنصافهما منقوشتان مكتوب عليهما بالذهب ، وما بين جدر الباب ستة وثلاثون
ذراعا ، وجدر الباب ملبس رخاما منقوش بالذهب ، ورخاما أبيض وأحمر وأخضر ،
ولون اللازورد ، وفي عتبة الباب اثنتا عشرة درجة ، وفي الدرجة الرابعة،
إذا خرجت من المسجد حذو الطاق الأوسط ، حجر فيه من رصاص ، ذكروا أن النبي
? وطئ في موضعها حين خرج إلى الصفا قال أبو محمد الخزاعي : لما غرق المسجد
وما حوله من المسعى والوادي والطريق ، في سنة إحدى وثمانين ومائتين في
خلافة المعتضد بالله ظهر من درج الأبواب أكثر مما كان ذكر الأزرقي ، فكان
عدد ما ظهر من درج أبواب الوادي كله من أعلى المسجد إلى أسفله ، اثنتي
عشرة درجة لكل باب قال أبو الوليد : وكان في موضعه زقاق ضيق يخرج منه من
مضى من الوادي يريد الصفا ، فكانت هذه الرصاصة في وسط الزقاق يتحرى بها
ويحذونها موطأ النبي ? وكان يقال لهذا الباب : باب بني عدي بن كعب ، كانت
دور بني عدي ما بين الصفا والمسجد وموضع الجنبزة ، التي يسقى فيها الماء
عند البركة هلم جرا إلى المسجد ، فلما وقعت الحرب بين بني عدي بن كعب وبين
بني عبد شمس ، تحولت بنو عدي إلى دور بني سهم ، وباعوا رباعهم ومنازلهم
هنالك جميعا ، إلا آل صداد وآل المؤمل ، وقد كتبت ذكر ذلك في موضع الرباع
من هذا الكتاب ، ويقال له اليوم : باب بني مخزوم .
والباب الرابع :
فيه أسطوانة عليها طاقان طول كل طاق منها ثلاثة عشر ذراعا ونصف ، وما بين
جدري الباب خمسة عشر ذراعا وفي عتبة الباب اثنتا عشرة درجة في بطن الوادي
، ويقال لهذا الباب : باب بني مخزوم .
والباب الخامس : فيه أسطوانة
عليها طاقان طول كل طاق ثلاثة عشر ذراعا ونصف ، وما بين جدري الباب خمسة
عشر ذراعا ، وفي عتبة الباب اثنتا عشرة درجة ، وهذا الباب من أبواب بني
مخزوم .
والباب السادس : فيه أسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق في
السماء ثلاثة عشر ذراعا ونصف ، وما بين جدري الباب خمسة عشر ذراعا ، وفي
عتبة الباب اثنتا عشرة درجة ، وكان يقال لهذا الباب : باب بني تيم ، وكان
بحذاء دار عبد الله ابن جدعان ، ودار عبد الله بن معمر بن عثمان التيمي ،
فدخلتا في الوادي حين وسع المهدي المسجد وقد فضلت من دار بن جدعان فضلة ،
وهي بأيديهم إلى اليوم .
والباب السابع : فيه أسطوانة عليها طاقان طول
كل طاق ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة إصبعا ، وما بين جدري الباب أربعة عشر
ذراعا ، وثمانية عشر إصبعا، وفي عتبة الباب اثنتا عشرة درجة ، وهذا الباب
مما يلي دور بني عبد شمس، وبني مخزوم ، وكان يقال له : باب أم هانئ ابنة
أبي طالب ، وعلى الأساطين التي على الأبواب كراسي مما يلي الوادي ، وباب
بني هاشم ، وباب بني جمح ساج منقوشة بالزخرف والذهب .
وفي الشق الذي يلي بني جمح ستة أبواب وعشرة طاقات :
والباب الأول : وهو يلي المنارة التي تلي أجيادا الكبير ، فيه أسطوانة
عليها طاقان طول كل طاق ثلاثة عشر ذراعا وما بين جدري الباب خمسة عشر
ذراعا وفي عتبة الباب ثمان درجات ، وهو يقال له : باب بني حكيم بن حزام ،
وباب بني الزبير بن العوام ، والغالب عليه باب الحزامية ، يلي الخط
الحزامي .
والباب الثاني : فيه أسطوانتان عليهما ثلاث طاقات طول كل
طاق في السماء ثلاثة عشر ذراعا ، وما بين جدري الباب إحدى وعشرون ذراعا ،
وفي عتبة الباب سبع درجات ، وهذا الباب يستقبل دار عمرو بن عثمان بن عفان
، يقال له اليوم : باب الخياطين .
والباب الثالث : فيه أسطوانة عليها
طاقان طول كل طاق في السماء عشرة أذرع ، ووجه الطاقين منقوش بالفسيفساء ،
وما بين جدري الباب خمسة عشر ذراعا ، وفي عتبة الباب سبع درجات ، وبين يدي
الباب بلاط يمر عليه سيل المسجد من سرب تحت هذا الباب ، وذلك الفسيفساء من
عمل أبي جعفر أمير المؤمنين ، وهو آخر عمله في ذلك الموضع ، وهو باب بني
جمح قال أبو الحسن : قد كان هذا على ما ذكره الأزرقي ، حتى كانت أيام جعفر
المقتدر بالله أمير المؤمنين، وكان يتولى الحكم بمكة محمد بن موسى ، فغير
هذين البابين : المعروف أحدهما بالخياطين ، والآخر ببني جمح ، وجعل ما بين
داري زبيدة مسجدًا ، وصله بالمسجد الكبير عمله بأروقة وطاقات وصحن ، وجعله
شارعا على الوادي الأعظم بمكة ، فاتسع بالناس وصلوا فيه ، وذلك كله في سنة
ست وسنة سبع وثلاثمائة . قال أبو الوليد :
والباب الرابع : طاق طوله
في السماء عشرة أذرع ، وعرضه خمسة أذرع ، وعليه باب مبوب كان يشرع في زقاق
بين دار زبيدة وبين المسجد ، وكان ذلك الزقاق مسلوكًا ، وهو باب أبي
البختري بن هاشم الأسدي ، كان يستقبل داره التي دخلت في دار زبيدة ، وفيها
بئر الأسود بن المطلب بن أسد ، وهو الباب الذي يصعد منه اليوم إلى دار
زبيدة .
والباب الخامس : طاق طوله في السماء عشرة أذرع ، وعرضه أربعة أذرع ، واثنا عشر إصبعا ، والباب مبوب يشرع في زقاق دار زبيدة أيضًا .
والباب السادس : طاق طوله في السماء عشرة أذرع وعرضه سبعة أذرع ، وفي العتبة عشر درجات ، وهو باب بني سهم .
وفي الشق الذي يلي دار الندوة ودار العجلة ، وهو الشق الشامي من الأبواب ستة أبواب :
الباب الأول : وهو يلي المنارة التي تلي بني سهم ، طاق طوله ، في السماء
عشرة أذرع ، وعرضه أربعة أذرع ، وفي العتبة ست درجات ، وهو باب عمرو ابن
العاص .
والباب الثاني : قد سد في دار العجلة ، وموضعه بين لمن يقابله .
والباب الثالث : هو باب دار العجلة .
والباب الرابع : هو باب قعيقعان طاق طوله في السماء عشرة أذرع وعرضه تسعة
أذرع وستة أصابع ، وفي عتبة الباب من خارج بلاط من حجارة ، وينزل منه إلى
بطن المسجد بست درجات ، ويقال ثمان درجات ، ويقال له باب حجير بن أبي إهاب
قال أبو محمد الخزاعي : وهو حجير بن أبي إهاب التيمي ، وهي الدار التي
بينهما الطريق إلى قعيقعان ، كانت أقطعتا عمرو بن الليث الصفار ، ثم صارت
إحداهما اصطبلا للسلطان ، والأخرى لاصقة بدار العروس ودار جعفر بن محمد
فيها بيوت تسكن . قال أبو الوليد : وينزل منه إلى بطن المسجد بست درجات ،
وبين يدي الباب من خارج بلاط من حجارة .
والباب الخامس : هو باب دار الندوة .
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكعبة المشرَّفة Empty أبواب المسجد الحرام

مُساهمة من طرف سهر الليالى الإثنين يوليو 27, 2009 5:02 pm

والباب السادس : طاق واحد طوله في السماء تسعة أذرع ، وعرضه خمسة أذرع ،
وفي عتبة هذا الباب ثمان درجات في بطن المسجد ، وهو باب دار شيبة بن عثمان
، يسلك منه إلى السويقة ، وفي هذا الشق درجة يصعد منها إلى دار الإمارة ،
وهي دار السلامة ، درجة رخام عليها درابزين ، وفي هذا الشق جناح من دار
العجلة ، كان أشرع للمهدي أيام بنيت في سنة ستين ومئة ، فلم يزل ذلك
الجناح على حاله حتى جاءت المبيضة ، فقطعه حسين بن حسن العلوي ، ووضع
الجناح لاصقا بالكواء التي كانت أبواب الجناح في سنة مائتين في الفتنة فلم
يزل على ذلك، حتى أمر أمير المؤمنين المعتصم بالله في سنة إحدى وعشرين
ومائتين بعمارة دار العجلة ، فأشرع الجناح ، وجعل شباكه بالحديد ، وجعلت
عليه أبواب مزررة تطوى وتنشر فهو قائم إلى اليوم » .
أبواب المسجد الحرام في عهد الفاكهي (ت 353هـ) يقول واصفًا لها ( ) :
« وفي المسجد الحرام من الأبواب ثلاثة وعشرون بابا ، فيها أربعون طاقا ،
منها في الشق الذي يلي المسعى ، وهو الشرقي ، خمسة أبواب ، وهي إحدى عشرة
طاقة ، من ذلك :
الباب الأول : وهو الباب الكبير الذي يقال له اليوم :
باب بني شيبة ، وهو باب بني عبد شمس ، وبهم كان يعرف في الجاهلية والإسلام
عند أهل مكة ، فيه أسطوانتان ، وعليه ثلاث طاقات ، والطاقات طولها عشرة
أذرع ، ووجوهها منقوشة ، بفسيفساء ، وعلى الباب روشن ساج منقوش مزخرف
بالذهب والزخرف ، طول الروشن سبعة وعشرون ذراعا ، وعرضه ثلاثة أذرع واثنتا
عشرة أصبعا ، ومن الروشن إلى الأرض سبعة عشر ذراعا ، وعلى باب المسجد في
أعلى الجدر يواجه من دخل من الباب كتاب فيه مكتوب بفسيفساء ، فيه ذكر
عمارة المهدي له ، واسم من عمله ، وما بين جدري الباب أربعة وعشرون ذراعا
، وجدرا الباب ملبسان رخاما أبيض وأحمر ، وفي العتبة مراق داخلة في المسجد
ينزل بها إليه .
والباب الثاني : طاق طوله عشرة أذرع ، وعرضه سبعة أذرع ، كان يفتح في رحبة كانت في موضع دار القوارير ، وهو باب دار القوارير .
والباب الثالث : طاق واحد طوله عشرة أذرع ، وعرضه سبعة أذرع ، وهو باب
النبي ? كان يخرج منه ويدخله من منزله الذي في زقاق العطارين ، يقال له :
مسجد خديجة رضي الله عنها .
والباب الرابع : فيه أسطوانتان ، وعليهما
ثلاث طاقات ، طول كل طاقة ثلاثة عشر ذراعا ، ووجوه الطاقات وداخلها منقوشة
بالفسيفساء ، وعلى الباب روشن ساج منقوش بالزخرف والذهب ، طوله ستة وعشرون
ذراعا ، وعرضه ثلاثة أذرع واثنتا عشرة أصبعا ، ومن أعلى الروشن إلى العتبة
ثلاثة وعشرون ذراعا ، وما بين جدري الباب واحد وعشرون ذراعا ، والجدران
ملبسان رخاما أبيض وأحمر وأخضر ورخاما مموها منقوشا بالذهب ، يرتقى إليه
بسبع درجات ، وهو باب العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وعنده علم
المسعى من خارج ، وعلى جدار الباب مستقبل من دخل المسجد كتاب بفسيفساء سود
، كتب باسم عبد الله بن محمد بن داود سنة عمل المسجد الحرام ، يذكر أن
الخليفة كتب إليه في عمارته ، فعمره ، وذكر كلاما فيه .
والباب الخامس
: وهو باب بسوق الليل ، وهو مستقبل الوادي ، وسعة ما بين جدري الباب واحد
وعشرون ذراعا ، وفيه أسطوانتان عليهما ثلاث طاقات طول كل طاقة ثلاثة عشر
ذراعا ، ووجوه الطاقات وداخلها منقوش بالفسيفساء ، وعارض الباب ملبس صفائح
رخام أبيض وأحمر وأصفر ، ورخاما منقوشا مموها بالذهب ، وفوق الباب روشن
ساج منقوش بالذهب والزخرف ، طوله أربعة وعشرون ذراعا ، وعرضه ثلاثة أذرع
واثنتا عشرة أصبعا ، ومن أعلى الروشن إلى عتبة الباب ثلاثة وعشرون ذراعا ،
وفي عتبة الباب خمس درجات إلى بطن الوادي.
وفي الشق الذي يلي الوادي ، وهو شق المسجد اليماني ، سبعة أبواب ، وسبع عشرة طاقا منها :
الباب الأول : فيه أسطوانة عليه طاقان ، طول كل طاق في السماء ثلاثة عشر
ذراعا واثنتا عشرة أصبعا ، وما بين جدري الباب أربعة عشر ذراعا وثماني
عشرة أصبعا ، وفي العتبة خمس درجات ، وهو الباب الأعلى ، يقال له : باب
بني عائذ.
والباب الثاني : فيه أسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق
ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة أصبعا ، وما بين جدري الباب أربعة عشر ذراعا
واثنتا عشرة أصبعا ، وفي العتبة ثلاث درجات في بطن الوادي ، وهو باب أبي
سفيان بن عبد الأسد.
والباب الثالث : وهو باب الصفا ، فيه أربع أساطين
، عليها خمس طاقات ، طول كل طاقة في السماء ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة
أصبعا ، والطاق الأوسط أربعة عشر ذراعا ، ووجوه الطاقات وداخلها منقوش
بالفسيفساء ، وأسطوانتا الطاق الأوسط أيضا منها منقوشتان مكتوب عليهما
بالذهب ، وما بين جدري الباب ستة وثلاثون ذراعا ، وجدر الباب ملبس رخاما
منقوشا بالذهب ، ورخاما أبيض وأحمر وأخضر ولون لازورد وفي عتبات الباب ست
درجات ، وفي الدرجة الرابعة إذا خرجت من المسجد حذو الطاق الأوسط رصاصة
تشبه الحجر ، علامة من رصاص في ذلك الموضع ، ذكر المكيون أن النبي ? وطئ
في موضعها حيث خرج إلى الصفا ، وكانت هذه الرصاصة في وسط الزقاق يتحرونها
ويحذونها موطئ طريق النبي ?،وزعموا أنه كان يقال لهذا الباب: باب بني عدي
بن كعب، كانت دور بني عدي بن كعب ما بين الصفا إلى المسجد ، وموضع الجنبذ
التي يسقى فيها الماء ، وعند بركة الصفا هلم جرا إلى رحبة المسجد ، فلما
وقعت الحرب بين بني عبد شمس وبني عدي بن كعب تحولت بنو عدي إلى دور بني
سهم ، وباعوا منازلهم جميعا فيما هنالك فيما يذكرون، إلا آل صداد ، وآل
المؤمل ، فأما اليوم فيقال له : باب بني مخزوم ، وبهم يعرف ، وقد قالوا :
هو لبني مخزوم .
والباب الرابع : فيه أسطوانة عليها طاقان ، طول كل
طاق ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة أصبعا ، وما بين جدري الباب خمسة عشر
ذراعا وفي عتبة الباب خمس درجات في بطن الوادي ويقال لهذا الباب باب بني
مخزوم أيضا .
والباب الخامس : فيه أسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق
ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة أصبعا ، وما بين جدري الباب خمسة عشر ذراعا ،
وفي عتبة الباب سبع درجات ، وهذا الباب من أبواب بني مخزوم .
والباب
السادس : فيه أسطوانة عليه طاقان ، طول كل طاق في السماء ثلاثة عشر ذراعا
واثنتا عشرة أصبعا ، وما بين جدري الباب خمسة عشر ذراعا ، وفي عتبة الباب
ست درجات ، وكان يقال لهذا الباب باب بني تيم بن مرة ، وكان بحذاء دار عبد
الله بن جدعان ودار عبيد الله بن معمر ابن عثمان ، فدخلتا في الوادي حيث
وسع المهدي المسجد الحرام ، وقد فضلت من دار عبد الله بن جدعان فضلة كانت
في أيديهم تلك الفضلة يحوزونها ويكرونها ويقبلونها ، حتى كانت سنة ست
وأربعين ومائتين ، فاشتراها محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن
إبراهيم الزينبي ، وهو والي مكة ، ثم صارت لابن يزداد مولى أمير المؤمنين.
والباب السابع : فيه أسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق ثلاثة عشر ذراعا
واثنتا عشرة أصبعا ، وما بين جدري الباب أربعة عشر ذراعا وثماني عشرة
أصبعا ، وفي عتبة الباب خمس درجات ، وهذا الباب مما يلي دور بني عبد شمس
وبني مخزوم كان يقال له باب أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها وعلى
الأساطين التي على أبواب المسجد كراس مما يلي الوادي ، وباب بني سهم وباب
بني جمح ساج منقوش بالزخرف والذهب .
وفي الشق الذي يلي باب بني جمح ستة أبواب وعشر طاقات .
الباب الأول : وهو الذي يلي باب المنارة التي تلي أجياد الكبير ، فيه
أسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق ثلاثة عشر ذراعا ، وما بين جدري الباب
خمسة أذرع، وفي عتبة الباب سبع درجات ، وهو يقال له باب حكيم بن حزام ،
وبني الزبير بن العوام ، والغالب عليه اليوم باب الحزامية ؛ لأنه يلي الخط
الحزامي .
والباب الثاني : فيه أسطوانتان عليهما ثلاث طاقات ، طول كل
طاق في السماء ثلاثة عشر ذراعا ، وما بين جدري الباب واحد وعشرون ذراعا ،
وفي عتبة الباب خمس درجات ، والباب يستقبل دار عمرو بن عثمان بن عفان ،
يقال له اليوم باب الخياطين .
والباب الثالث : فيه أسطوانة عليه طاقان
، طول كل طاقة في السماء ثلاثة عشر ذراعا ، ووجوه الطاقين منقوش
بالفسيفساء ، وما بين جدري الباب خمسة عشر ذراعا ، وفي عتبة الباب سبع
درجات ، وبين يدي الباب بلاط يمر عليه سيل المسجد من سرب تحت هذا الباب ،
وذلك الفسيفساء من عمل أبي جعفر أمير المؤمنين ، وهو آخر أعماله إلى ذلك
الموضع وهو باب بني جمح .
والباب الرابع : طاق طوله في السماء عشرة
أذرع ، وعرضه خمسة أذرع ، وعليه باب مبوب كان يشرع في زقاق كان بين يدي
دار زبيدة وبين المسجد كان ذلك الزقاق مسلوكا ، وهو باب أبي البختري بن
هاشم الأسدي كان يستقبل داره التي دخلت في دار زبيدة ، فيها بئر الأسود ،
للأسود بن المطلب بن أسد ، وهي بئر جاهلية مدفونة في بعض حوانيت دار زبيدة
، وذلك بعد أن بنيت دار زبيدة ، وكانت بنيت في سنة ثمان وثمانين فحدثني
علي بن حرب الموصلي قال : دخلنا على ابن وهب في دار زبيدة وهي ستا ،
فسمعنا منه ، فيها سنة ثمان وثمانين ومائة حدثني بعض المكيين : أن ذلك
الزقاق ، كان يباع فيه فيما مضى الدجاج والحمام ، وكان مسلوكا مخترقا إلى
السويقة وما ناحاها .
والباب الخامس : طاق طوله في السماء عشرة أذرع ،
وعرضه أربعة أذرع واثنتا عشرة أصبعا ، والباب مبوب يشرع في زقاق دار زبيدة
أيضا ، وهو الباب الذي يصعد منه اليوم إلى دار زبيدة .
والباب السادس : طاق طوله في السماء عشرة أذرع ، وعرضه سبعة أذرع واثنتا عشرة أصبعا ، وفي العتبة خمس درجات ، وهو باب بني سهم .
وفي الشق الذي يلي دار الندوة وهو الشق الشامي من الأبواب ستة أبواب :
الباب الأول : وهو يلي المنارة التي تلي باب بني سهم ، طاق طوله في السماء
عشرة أذرع ، وعرضه أربعة أذرع ، وفي عتبة هذا الباب سبع درجات ، فإذا كثر
التراب من السيول ذهبت أربع وبقيت منه ثلاث درجات وهو باب دار عمرو بن
العاص ، ومنه يدخل سيل قعيقعان إذا عظم إلى المسجد الحرام حتى حز في جدري
الباب حزا ، وجعل عليه طبق من خشب الساج على قدر الباب يمنع السيل ، يجعل
ذلك الطبق عليه إذا جاء السيل وكثر الماء ، فإذا نضب الماء رفع من موضعه .
والباب الثاني : قد سد موضعه ، والباب بين ، وهو باب دار العجلة قد بني وسد بالبناء ، وموضعه بين لمن تأمله .
والباب الثالث : وهو باب دار العجلة .
والباب الرابع : وهو باب قعيقعان ، طاق طوله في السماء عشرة أذرع ، وعرضه
سبعة أذرع وست أصابع ، وفي عتبة الباب ثماني درجات ، يقال له باب حجير بن
أبي إهاب .
والباب الخامس : وهو باب دار الندوة .
والباب السادس :
طاق طوله في السماء تسعة أذرع ، وعرضه خمسة أذرع ، وفي عتبة هذا الباب
ثماني درجات في بطن المسجد ، وهو باب دار شيبة بن عثمان ، يسلك منه إلى
السويقة ، وفي هذا الشق درجة يصعد منها إلى دار الإمارة درجات من رخام
عليها درابزين وفي هذا الشق جناح من ساج شارع من دار العجلة ، كان شرع
للمهدي أيام بنيت في سنة ستين ومائة على يدي محمد بن إبراهيم إذ كان بمكة
وسمعت عبد الرحمن بن محمد الجدي ، يذكر : أنه رأى محمد بن إبراهيم خلف
المقام يصلي ، فكان فيه ذلك الجناح على حاله حتى دخلت المبيضة ، فقطعه
حسين بن حسن ووضع الجناح لاصقا بالكواء التي كانت أبواب الجناح ، وذلك في
سنة المائتين في الفتنة ، فأقامت على ذلك من الخراب حتى أمر أمير المؤمنين
المعتصم بالله في سنة إحدى وعشرين ومائتين بعمارة دار العجلة ، فأشرع
الجناح ، وجعل شباكه بالحديد ، وجعلت عليه أبواب مزررة تطوى وتنشر ، فهو
قائم إلى يومنا ، وكان حسين قد خرب دار العجلة خرابا شديدا حتى قال في ذلك
شاعر من أهل مكة ، وذكر رجلا يدعو عليه ويتمثل في شعره بخراب دار العجلة ،
فقال:
عجـــل الله لك الخزي كما عجل الخزي لدار العجلة
بعد سكنى ريس الناس بها صـار تلا وعاد فيها مزبلة
أبواب المسجد الحرام في عهد ابن جبير ، يقول واصفًا لها خلال رحلته للحج التي قام بها سنة (579هـ)( ):
« للحرم تسعة عشر بابًا أكثرها مفتح على أبواب كثيرة، حسبما يأتي ذكره إن شاء الله.
باب الصفا : يفتح على خمسة أبواب، وكان يسمى قديمًا بباب بني مخزوم.
باب الخلقيين: ويسمى بباب جياد الأصفر مفتح على بابين، هو محدث.
باب العباس رضي الله عنه: هو يفتح على ثلاثة أبواب.
باب علي، رضي الله عنه: مفتح على ثلاثة أبواب.
باب النبي? : يفتح على بابين.
باب صغير أيضًا بإزاء باب بني شيبة المذكور: لا اسم له.
باب بني شيبة : وهو يفتح على ثلاثة أبواب، وهو باب بني عبد شمس، ومنه كان دخول الخلفاء.
باب دار الندوة : ثلاثة، البابان من دار الندوة منتظمان، والثالث في الركن الغربي من الدار.
فيكون عدد أبواب الحرم بهذا الباب المنفرد عشرين بابًا.
باب صغير بإزاء بني شيبة شبه خوخة الأبواب : لا اسم له، وقيل: انه يسمى باب الرباط، لأنه يدخل منه لرباط الصوفية.
باب صغير لدار العجلة : محدث.
سهر الليالى
سهر الليالى
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى