رد: كل يوم بقلم مرسي عطا الله

من طرف نونو الإثنين فبراير 02, 2009 11:07 am

كل يوم
بقلم : مـرسي عطـا الـلـه

‏( 2 ) ‏

كل يوم بقلم مرسي عطا الله - صفحة 11 Morse101

استكمالا
لحديث أمس‏,‏ حول التغييرات الدراماتيكية المحتملة في مسرح السياسة
الإسرائيلية‏,‏ التي ترجح عودة بنيامين نيتانياهو إلي رئاسة الحكومة
الإسرائيلية بعد الانتخابات المقبلة‏,‏ التي ستجري الشهر الحالي‏,‏ أقول
بوضوح إن العرب‏,‏ الذين جددوا في قمة الكويت استمرار اعتماد السلام خيارا
استراتيجيا برغم كل ما ظهر في الأفق من بوادر اتجاهات التطرف علي أرض
غزة‏,‏ وتزايد احتمالات مجيء نيتانياهو للحكم مرة أخري‏,‏ مطالبون اليوم
في ظل أوضاع أكثر سوءا‏,‏ وأكثر خطرا علي مستقبل عملية السلام‏,‏ وعلي أمن
واستقرار المنطقة بأسرها بأن يعدوا العدة لسبل التصدي لهذا الارتداد
المخيف نحو مسارات وعرة تريد قوي التطرف في إسرائيل أن تستدرج الجميع
نحوها‏!‏

إننا بحاجة إلي رؤية جديدة لأوضاعنا بحيث تتجه أبصارنا
نحو المستقبل بأكثر مما تتوقف عند بعض مشاهد مؤقتة في الحاضر‏,‏ أو تلتفت
إلي الخلف والوراء دون طائل‏!‏

وخلاصة القول‏,‏ إن القراءة الدقيقة
لما يجري الآن في إسرائيل‏,‏ وما يحتمل حدوثه في الغد القريب‏,‏ يشير إلي
أن هناك انقلابا في مزاج الرأي العام الإسرائيلي ينتصر لخيار الردع ضد
الفلسطينيين‏,‏ ويدعو لعدم جدوي الحوار والتفاوض معهم‏..‏ بدليل ما تقوله
نتائج الاستطلاعات‏,‏ التي تشير إلي ارتفاع شعبية الأحزاب اليمينية
المتطرفة وعلي رأسها حزب الليكود‏.‏

ومعني ذلك أن احتمال عودة
الحياة لعملية السلام في ظل هذه الاجواء المشحونة‏,‏ يبدو أمرا أقرب إلي
المستحيلات مع أن السياسة لاتعرف المستحيل‏!‏

بوضوح أقول‏:‏ إن
المشكلة الآن تتجاوز كثيرا ما رأيناه من عجز وارتباك ايهود أولمرت‏,‏ الذي
أجهض عملية السلام بممارساته العدوانية الحمقاء‏,‏ وتشدده التفاوضي
المستفز‏,‏ وإنما المشكلة في الأجواء المصاحبة لاحتمالات عودة
نيتانياهو‏,‏ وهي أجواء ـ فيما يبدو ـ ليست مؤهلة لكي تعيد النظر من جديد
في لغة خطابها السياسي المستفز‏,‏ أو القبول بالتطبيق الكامل لنصوص
الاتفاقيات الموقعة‏,‏ والتحرك علي طريق الحل الشامل والدائم‏,‏ في إطار
مقررات الشرعية الدولية‏.‏

أقول ذلك‏,‏ برغم أنني ـ كنت ومازلت ـ
مع الذين يؤمنون بقدرة الصمود لدي المقاومة الفلسطينية في مواجهة الترسانة
العسكرية الإسرائيلية‏,‏ مهما طال الزمن‏,‏ وبالتالي حتمية قدوم السلام‏,‏
الذي يلبي الحقوق المشروعة‏,‏ والمتكافئة للجميع‏,‏ وليس السلام الذي
يتوهم الإسرائيليون إمكان فرضه علي الشعب الفلسطيني بالقوة وبالسباحة ضد
حركة التاريخ‏!‏

أقول ذلك لأنني لا أريد أن أري ـ كما يري غيري ـ في احتمال عودة الليكود للحكم مبررا لليأس الكامل من خيار السلام‏!‏

وقد
يكون واردا ـ بل ضروريا ـ أن أحس بالتشاؤم مع طابور متزايد من
المتشائمين‏,‏ الذين يرون في عودة نيتانياهو ـ في هذا الوقت بالذات ـ
كارثة علي أمن واستقرار المنطقة‏..‏ ولكنني في الوقت نفسه أعتقد أن الذين
يسبحون ضد التيار ـ من نوعية نيتانياهو ـ لابد أن يلحق بهم الغرق مع أول
موجة عاتية تهب بالغضب والرفض ضد مخاصمة حركة التاريخ‏!‏

ولم أكن
في سطر واحد مما كتبت سوي تعبير صادق عن مشاعر مواطن عربي لا يريد أن يخدع
نفسه‏,‏ أو أن يغمض عينيه عما يجري أمامه من مشاهد عدوانية وحشية بربرية
في قطاع غزة‏,‏ كانت في معظمها أقرب إلي اللا معقول‏!‏

attalla@ahram.org.eg