كل يوم بقلم مرسي عطا الله

شكرا لك على مجهودك


واسمحى لى اختى



اخت فرح ان اضيف مقالة اليوم

44585 ‏السنه 133-العدد 2008 ديسمبر 31 ‏3 من محرم 1430 ه الاربعاء

كل يوم بقلم : مرسي عطا الله في مصر والحمد لله نماذج كثيره اثبتت انها اقوي من الفساد الظاهر والمستتر وانها قادره علي تصحيح الاخطاء والخطايا باعمال تظهر نتائجها علي ارض الواقع وليس ببيانات وتصريحات يجري توزيعها علي وسائل الاعلام‏.‏ ولست اريد ان استطرد كثيرا في الاشاره الي نماذج عديده اكدت صدق ما اومن به من ان الازمه في مصر ليست ازمه موارد بقدر ما هي ازمه معرفه باننا اقوياء واثرياء‏..‏ والمهم ان نعرف عناصر القوه‏,‏ وان نكتشف مناجم الثراء‏!‏ وعلي سبيل المثال فان الفريق احمد شفيق وزير الطيران المدني‏,‏ الذي قوبل في البدايه بعواصف من النقد والتشكيك لانه اثر ان يرفض الزيف‏,‏ وان يواجه الواقع مهما تكن مرارته اثبت للجميع عدم صحه المقوله‏:‏ انه ليس في الامكان ابدع مما كان‏,‏ وانتقل بصناعه الطيران المصريه الي افاق جديده حضاريه وماديه اعترف بها نقاده قبل مويديه في الايام الاخيره بعد ان راوا باعينهم حجم الانجاز الكبير‏,‏ الذي تحقق في مبني المطار رقم‏3‏ الذي انتقل بهذا القطاع الحيوي الي افاق العالميه‏.‏ والحقيقه انني اتابع عمل هذا الرجل عن بعد منذ ان تولي منصبه في العمل المدني بعد سنوات من الخدمه العسكريه‏,‏ توجها بمنصب قائد القوات الجويه‏,‏ الذي ربما يكون له الفضل الاكبر في تعميق اصراره علي ان يكون جريئا وشجاعا وحازما عند اتخاذ اي قرار مادام قد استوفي له كل ماهو مطلوب من دراسات علميه متكامله‏.‏ والامر الموكد ان هذا النجاح لم يولد من فراغ‏,‏ وانما سبقه عزم واصرار علي تحقيق النجاح‏,‏ ودون التفات الي صيحات النقد والتشكيك من اصحاب الصوت العالي في كل موقع‏.‏ وهنا اشير مثلا الي ان الرجل عندما تولي المسئوليه فوجئ بان شركه مصر للطيران لها‏82‏ مكتبا خارجيا حول العالم في حين ان الشركه لاتملك سوي‏30‏ طائره‏,‏ وقارن ذلك السفه والبذخ بما تلتزم به الشركات العالميه الاخري من الاصول والقواعد الاقتصاديه‏,‏ واهمها في مجال الطيران ان يكون عدد الطائرات اضعاف عدد المكاتب الخارجيه‏,‏ وليس العكس كما كان الحال عندنا في وقت تشكو فيه البلاد من ندره العملات الاجنبيه‏,‏ فكان قراره الصحيح في التوقيت الصحيح بزياده عدد الطائرات وترشيد عدد المكاتب الخارجيه‏.‏ وايضا فقد اكتشف الرجل ان هناك من جري تعيينهم علي الورق فقط او يتقاضون رواتب ضخمه دون ان يودوا عملا باسم النشاط الرياضي الذي تحرص الشركه علي المساهمه فيه‏,‏ وان عدد هولاء تجاوز ال‏2000‏ موظف‏,‏ فقرر علي الفور تخفيض هذا العدد الي‏700‏ فقط‏,‏ وتسريح الباقين حمايه لاموال وموارد الشركه التي يجب ان تخصص للخدمات والانتاج فقط‏.‏ الذي فعله احمد شفيق في قطاع الطيران ينبغي ان يتم تطبيقه في قطاعات عديده مازالت تومن بسياسه تزييف الواقع‏..‏ فمن غير المعقول ان تكون هناك مكاتب خارجيه تستنزف موارد الدوله الا للضروره فقط‏..‏ ومن غير المعقول ان تتجه الشركات الي تعيين لاعبي الانديه علي الورق لكسب بطولات محليه زائفه‏,‏ بينما يفترض ان تقتصر ممارسه الرياضه علي الابناء الحقيقيين للشركه او الموسسه فقط‏!‏ والامثله كثيره والنماذج متعدده‏,‏ ولكنني اكتفي بما قلت لانه حسب اعتقادي يكفي للتدليل علي اننا اقوياء واثرياء‏,‏ ولكننا للاسف لانعرف اين تكمن قوتنا واين توجد مصادر ثرواتنا‏,‏ التي يمكن ان تغنينا عن سوال اللئام‏!‏ ان ثروتنا الحقيقيه في مثل هولاء المسئولين الذين يرفضون الزيف‏,‏ ويواجهون الواقع دون ان يعباوا بصراخ وصياح ينطلق من هنا او مزايدات وتشنجات تعلو نبراتها من هناك‏!‏

كل يوم
بقلم : مـرسي عطـا الـلـه
‏2‏
استكمالا لحديث الأمس‏,‏ عن ضرورة التعامل الحازم‏,‏ والحاسم مع العدوان الإسرائيلي ضد غزة‏,‏ مع استمرار توفير دعم الصمود للشعب الفلسطيني‏,‏ أقول بوضوح لا لبس فيه‏,‏ إن القضية ليست عنتريات شبعنا منها‏,‏ ومزايدات دفعت شعوبنا ثمنها غاليا لسنوات طويلة‏,‏ ولكنها قضية مستقبل ومصير لا يحتمل مثل هذا الهزل في ساعات جد‏,‏ خصوصا أن الذين يقولون ذلك بالمقالات‏,‏ وعبر الميكروفونات ليس هناك ما يقيد حركتهم عن العمل الذي يدعوننا إليه‏!‏

ولعل أوضح موقف يفسر هذه المزايدات كان في تلك الكلمات الصريحة‏,‏ التي وردت علي لسان الرئيس مبارك في حديثه الأخير قبل أيام للتليفزيون المصري‏,‏ والتي أوضح فيها أسرار تفاصيل الاتصالات والمشاورات‏,‏ التي قامت بها مصر تحت مظلة هدف محدد‏,‏ هو مساعدة ودعم الموقف الفلسطيني‏,‏ والعمل علي إزالة كل الحجج والمبررات‏,‏ التي توفر لإسرائيل ذريعة العدوان‏!‏

تلك هي ملامح وأبعاد الموقف المصري المسئول‏,‏ الذي يصعب ـ بل يستحيل ـ أن يملك أحد قدرة المزايدة عليه لأن الحقائق هي التي تتكلم فنحن مع السلام‏,‏ وقد حققناه لأنفسنا بحمد الله‏,‏ ومع ذلك فإن سعينا لم يتوقف للحظة دعما لأشقائنا العرب والفلسطينيين لكي يحققوا السلام العادل‏,‏ والشامل‏,‏ الذي يضمن لهم حقوقهم المشروعة طبقا لمقررات الشرعية الدولية‏.‏

ونحن ضد السلوك الدموي‏,‏ الذي يمارس من جانب إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني‏,‏ وندعم أي جهد عربي ودولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني‏,‏ دون أن يؤثر ذلك علي الهدف الاستراتيجي الأوسع‏,‏ والأشمل وهو إقامة السلام العادل الذي يعيد للفلسطينيين حقوقهم المشروعة ويوفر الاستقرار والأمن لجميع شعوب المنطقة‏.‏

وما كان أسهل علي مصر من أن تشجب وتدين‏,‏ وأن تكتفي بمجاراة تيار الغضب‏,‏ ثم تترك الأمور لتتفاعل وحدها‏,‏ وفق موازين القوي إلاقليمية والعالمية‏,‏ التي ليست في مصلحتنا الآن علي وجه التأكيد‏...‏ لكن مصر أرادت أن تؤكد من جديد أنها تجاوزت مرحلة النهج السياسي القائم علي رد الفعل الذي يمكن أن يبعدها عن أهدافها الأساسية‏.‏

وكفي اجترارا لمراهقات سياسية فات أوانها وزمانها‏,‏ فلا مصر رفعت الراية البيضاء لأحد‏,‏ ولا هي تلك الدولة التي يتخاذل حكامها‏,‏ لكن مصر صانعة الزلازل الاستراتيجية بدءا بزلزال العبور في العاشر من رمضان‏,‏ ومرورا بزلزال السلام‏,‏ الذي أصبح منهجا يحتذي به الجميع‏,‏ ووصولا إلي زلزال الديمقراطية‏,‏ التي تسمح لكل صاحب رأي في مصر أن يعبر عنه‏,‏ مهما يكن حجم الشطط‏,‏ والتجاوز وغياب المصداقية‏.‏

وليست هذه الكلمات ردا علي أحد بعينه‏,‏ سواء من الذين يزايدون بحسن نية أو بسوء نية‏,‏ فقد علمتنا التجارب ألا نلتفت كثيرا لمن يريدون شغل انتباهنا عن أهدافنا الصحيحة‏,‏ والمرسومة بكل دقة‏!‏

ولن تعود عقارب الساعة أبدا إلي الوراء‏!‏